ندوة استذكار العالم النووي محمد كاشف الغطاء2018

علي الحلو/ الإعلام

مؤسسة كاشف الغطاء العامة وعدد من المؤسسات العلمية والأكاديمية تحتفي بالذكرى الخمسين لرحيل العالم النووي الفيزيائي الدكتور محمد كاشف الغطاء
علي الحلو/ الإعلام
برعاية الاستاذ الدكتور محسن الظالمي رئيس جامعة الكوفة، وعمادة وكلية العلوم في جامعة الكوفة، أقامت مؤسسة ومكتبة كاشف الغطاء العامة ومركز الأمير للدراسات والبحوث، وبالتعاون مع مسجد الكوفة المعظم والمزارات الملحقة به ومؤسسة الطفيلي للثقافة والفنون وبمشاركة هيأة الإعلام والاتصالات، ندوة استذكارية بمناسبة مرور خمسين عاماً لرحيل عالم الفيزياء النووية الأستاذ الدكتور محمد كاشف الغطاء، على القاعة الكبرى لجامعة الكوفة.
حضر الندوة عدد من الشخصيات الأكاديمية والدينية والثقافية، وقد ابتدأ الحفل الاستذكاري بتلاوة آي من الذكر الحكيم بصوت المقرئ السيد محمد السعبري، بعدها عزف النشيد الوطني العراقي لفرقة قيادة شرطة النجف الاشرف، كما تم قراءة سورة الفاتحة ترحماً على المحتفى لأجله العالم النووي الدكتور محمد كاشف الغطاء وعلى أرواح شهداء العراق.
وقد أدار عرافة الحفل الاستاذ الشاعر ضياء الخاقاني، ليعلن عن بداية الندوة بكلمات لبعض الشخصيات استذكاراً للفقيد، فقد جاءت كلمة رئيس الباحثين العالم الفيزياوي الدكتور نجم عبد عسكوري الجشعمي عن مركز الأمير للدراسات والبحوث مركز الأمير للبحوث والدراسات قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم
" يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات والله بما تعلمون خبير"
صدق الله العلي العظيم
سورة المجادلة (58) الآية (11)
السلام عليكم أيها الحفل الكريم مع حفظ الالقاب والمقامات ورحمة الله وبركاته 
نلتقي هذا اليوم لنحتفي بعالم كشف عن بصائرنا وبصيرتنا الغطاء مقتديا بجده الاكبر صاحب " كشف الغطاء".
انه الدكتور محمد بن الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء سليل هذه الاسرة الكريمة والمعروفة لديكم بمواقفها المشرفة في الدفاع عن الدين والوطن.
بعد هذا التقديم الموجز لابد لي ان استعرض باختصار سيرته الذاتية.
ولد الدكتور محمد عام 1919 في اعقاب الحرب العالمية الاولى واحداث الانتفاضة وثورة العشرين. ولعله من حسن الطالع ان تشكلت الدولة العراقية الحديثة في سنته الاولى.
درس الدكتور محمد كاشف الغطاء، اضافة الى التعليم البيتي في المدارس الرسمية الابتدائية والثانوية في مدينة النجف وعند اكماله الثانوية عام 1937 اثر ان يواصل دراسته الاكاديمية في الجانب العلمي متخذا مساراً جديداً في الحياة وتبعه عدد غير قليل شباب من هذه الاسرة فكان منهم المتخصص بعلم الرياضيات والمهندس والطبيب والصيدلي وما زال شبابهم هذا اليوم سائرين على نفس النهج، استكمالاً لما درج عليها الاخرون منهم بالتعمق بعلوم القرآن والفقه والدراسات الدينية المعمقة.
وبذلك التحق الدكتور كاشف الغطاء بكلية (دار المعلمين العالية) في ظروف بالغة التعقيد ايام الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) وتخرج فيها عام 1943 وحصوله على شهادة البكالوريوس بالفيزياء والرياضيات وعين مدرساً في الاعدادية المركزية ببغداد.
لقد اهتزت مشاعره وضميره لما قرأ وسمع على جريمتي القاء القنابل الذرية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان عام 1945لذلك اخذت تراودهُ دراسة الفيزياء النووية عندما تسنح له الفرصة وهكذا كان. سافر بالبعثة العلمية الى الولايات المتحدة الامريكية وحصوله على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة مشيكان عام 1952 حيث التقى العالم الايطالي الشهير انريكو فيرمي صانع اول مفاعل نووي انشطاري وتأثر به كثيراً. واستهوته فكرة الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية باستخدام المفاعلات حصل على احدث كتاب بهذا الموضوع وفيه معظم الامثلة المتعلقة بالفيزياء النووية وتصميم وتصنيع وتشغيل واستخدام المفاعلات النووية الانشطارية بمختلف اغراضها وللمؤلف ليفرهانت.
عاد الى العراق وعمل في شركة نفط خانقين كخبير في الفيزياء النووية (وهناك من يعتقد انه تعرض الى جرعة زائدة من الاشعاعات المؤينة اثناء عمله محدثة نوع من انواع سرطان الجلد.. والتي تطورت لاحقاً الى اعضاء اخرى).
سافر الى الولايات المتحدة الامريكية متمتعاً بزمالة لمدة عام واحد في مختبر أركون الوطني.
عند عودته الى العراق الذي كان قد انضم الى حلف بغداد وحصول العراق على مختبر النظائر المشعة في الشالجية مجهز بالمواد والاجهزة والكتب التي تخص الموضوع ووعد بتسليم العراق مفاعل نووي نوع MTR لفحص المواد والذي لم يصل الى ميناء البصرة لحصول (انقلاب - ثورة) 14 ت41موز وتغير مادة ليستقر في دولة الباكستان العضو في حلف بغداد ولقد زرته في موقع PINSTIC قرب راوليندي عام 1980.
عمل الدكتور سكرتير عام لجنة الطاقة الذرية العراقية للمدة من 1956ولغاية العام 1961 في أحلك الظروف، فمن غزو الحواسيم الى موقع الشالجية بعد 14 تموز الى خسارة المفاعل المرسل اصلا الى العراق.. ولكنه قوي الارادة ومصمم على تحقيق مشروعه النووي الوطني وعقدت الحكومة العراقية اتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي مع الاتحاد السوفيتي والاتفاق على انشاء مفاعل انشطاري للبحوث وانتاج النظائر المشعة فكان المفاعل 14 تموز بذرة خير تكللت به جهوده المستمرة للابقاء على المشروع الوطني ولسان حاله يقول:
ووفزت بها من بين يأس وخيبة.. كما استخرج الغواص لؤلؤة البحر.
شغل بعدها منصب استاذ مساعد في قسم الفيزياء/ كلية العلوم/ جامعة بغداد حتى وافاه الاجل في صبيحة يوم 20/ 12/ 1968 في مستشفى ابن سينا حيث اعطيت له جرعة من اليود المشع لعلاج ورم الغدة الدرقية واعتبرت وفاته بسبب نوبة قلبية. لقد زرته بالمستشفى قبل رحيله بأيام ولم يتسن لي الدخول الى غرفته بسبب الاشعاع ولكن سجلنا اسماءنا في سجل خاص بالزيارات كان يطلع عليه في نهاية كل يوم.
لقد كان الدكتور شديد الايمان بالله وبالعلم وكان في محاضراته يذكرنا دائما على قدرة الله جل وتعالى على تدبير الامور كلها، فبقاء البناء الذري وحركة الالكترونات حول النواة... وعلى نطاق واسع حركة الكواكب بمداراتها. مثال مقنع للفيزيائيين بعظمة الخالق الواحد الاحد.
كما ان استقرار التركيب الارضي الذي تتعرض فيه العناصر الثقيلة كاليورانيوم والثوريوم الى سلسلة من الانحلالات ولكنها تتوقف عند تولد نظائر الرصاص المستقرة فلا انحلالات بعدها.
ومن ايمانه بالعلم (وخاصة العلوم والتكنلوجيا النووية) تركزت محاضراته على ىالمفاعلات واطلعنا على خرائط تفصيلية لمفاعل 14 تموز (في السنة الدراسية 1966- 1967) موضحاً قنوات التشعيع العمودية وقنوات البحوث الافقية وذلك قبل اشتغال المفاعل، ونظم لنا سفرة الى موقع المفاعل في التوتية (عند الاشاء).
واجهد نفسه كثيراً بوضع الحلول الكاملة لـ(201) مسألة عن الفيزياء الحديثة- الذرية والنووية، وعن المفاعلات في ملزمة بورق A3 مكتوبة بخط يده على ستينل (في ذلك الزمان) مسحوبة بالرونق. وكانت سبباً بأنتكاسته الصحية وفاءاً من طلابه وجه مدير مركز البحوث النووية بتحقيق الملزمة وطباعتها طبعة انيقة تليق بالمؤلف ومنظمة الطاقة الذرية عام 1975، عند نفاذها قمنا في مؤسسة الفارابي باعادة طبع الكتاب ثانية (الف نسخة) وزعت مجاناً على المؤسسات العلمية والمتخصصين ذوي العلاقة ثم اخيراً عملنا على ترجمة المسائل المحلولة الى اللغة العربية بطبعة جديدة محدودة العدد وسوف توزع خلال اعمال الندوة على من ذوي الاختصاص وقد اهتزت مشاعرهُ عند افتتاح المفاعل 14 تموز في ذكرى عيد تأسيس الجيش العراقي يوم 16/ 1/ 1968 من قبل الرئيس الاسبق المرحوم عبد السلام عارف، وقال الدكتور كلمته المشهورة، الحمد لله الذي أمدّ بعمري لاشاهد بتات افكارنا تتحقق وهكذا طويت صفحة مشرقة من حياته واصراره على انجاز المشروع النووي العراقي السلمي الوطني ورحل عنا الى عالم الخلود ولم يصل الى عيد ميلاده الخمسين.
وانا اذ اقف مجددا في حضرتك ايها العالم الجليل واقول لقد كشفت عن بصائرنا وبصيرتنا غطاء الجهل والتخلف واخذت بيدنا الى الحافات الامامية في العلوم والتكنلوجيا النووية فانجزنا ما تبقى من احلامك وطموحك. فطورنا مفاعل 14 تموز من 2 ميكا واط الى 5 ميكا واط وشيدنا مفاعل تموز او تموز2 والمختبرات الساندة لها وانشأنا مختبرات تصنيع الوقود النووي وفحصها قبل الاحتراق وبعد الاحتراق وتعاقدنا على تشييد اول محطة كهرونووية من نوع WWER-440 لتوليد القدرة الكهربائية ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ابتداءا من تدمير مفاعل تموز او تضرر مفاعل تموز2 والمختبرات الساندة له في مساء يوم الحد 7 حزيران 1981 وتوقف تشييد المحطة الكهرونووية بسبب حرب الخليج الالى (حرب ال8 سنوات) وتدمير مفاعل 14 تموز في الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة صبيحة يوم 17 كانون الثاني 1991 والمختبرات المنتشرة في موقع التوشية ثم تدمير ما تبقى على الارض بإشراف لجان التفتيش المسية بقيادة محمد البرادعي.
ان المشروع النووي العراقي هو مشروع وطني يخص الشعب العراقي ولا مناص من إحيائه لانه يخص حياة المواطن بتوفير النظائر المشعة المستخدمة بالطب والزراعة والصناعة واجراء البحوث التطبيقية اضافة الى دعم الشبكة الوطنية للطاقة الكهربائية، ونبارك خطوة الحكومة ومجلس النواب في الدورة السابقة اصدار قانون الطاقة الذرية آملين من الحكومة العتيدة تفعيله بتعيين رئيس لهيأة الطاقة الذرية العراقية مع ميزانية تتناسب مع حجم العمل ومركز للكلفة لمتابعة الاموال المرصودة، وان يتم ذلك سريعا لان علماء الطاقة الذرية يتناقصون اما بالوفاة او الهجرة وللعلم اننا جميعا تعلمنا الكثير بأموال الدولة العراقية ونريد مخلصين ان نرد الدين الذي في اعناقنا اضافة لما انجزناه ويشار اليه بالبنان.
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والرحمة الى روح المحتفى به في جنة الخلق ان شاء الله، الفاتحة.
بعدها جاءت كلمة الجهة الراعية ألقاها رئيس جامعة الكوفة الاستاذ الدكتور محسن الظالمي جاء فيها:
"نلتقي ضمن سلسلة مستمرة ان شاء الله من نشاطات جامعة الكوفة فالاحتفاء بعلماء العراق عامة وعلماء مدينة النجف خاصة استشعاراً منا بأهمية دور الجامعة في التعاون والتناسق مع المجتمع المحيط بالجامعة وضرورة ان يكون للجامعة دور هام في خدمة المجتمع لذلك عكفنا على العديد من العلماء سواء الاحياء أو الذين رحلوا عنا، ونحن نأمل أن يتم تكريم العلماء في حياتهم لكي يشعروا ان المجتمع قدر جهودهم وسنوات عمرهم الطويلة في البحث العلمي وخدمة البلد.
نجتمع اليوم لاستذكار عالم عراقي جليل قدم الخدمات الكثيرة ونحن نفخر بهذه القامات التي صنعت تاريخا لنفسها وتاريخا للعراق، ونفخر أن يكون المحتفى به هو سليل اسرة علمية مشهورة بالعلوم الدينية وإن بزوغ علماء من هذه الاسرة في الاختصاصات العلمية يزيدنا فخرا بهم ويؤكد على التواصل التام وعدم التعارض بين العلوم الدينية والعلوم الصرفة، نقدر عالياً جهود العالم الكبيرة في تأسيس الطاقة الذرية" مشيراً "أإن للطاقة الذرية مجالات سلمية تحل العديد من المشاكل العالقة في البلد، ومن دواعي الفخر أن يشارك الجامعة عدد كبير من المؤسسات العلمية والاكاديمية"، "ندعو الى التواصل بين الجامعة والمؤسسات العلمية والثقافية والجامعة يدها مفتوحة للتواصل بين المؤسسات الاكاديمية".
ثم تلتها كلمة هيأة الطاقة الذرية العراقية ألقاها ممثل رئيس المستشارين في هيأة الطاقة الذرية العراقية الأستاذ الدكتور حامد الباهلي، أكد فيها على أن العالم العراقي الكبير الدكتور محمد كاشف الغطاء هو من أسس المفاعل النووي ونحن قمنا بتشغيل هذا المفاعل النووي، وكان لقائي معه مستمراً واستذكر كلماته التي دائما ما يقولها حينما ذهبنا الى الاتحاد السوفيتي، كانت كلمات تحفيزية، منوهاً أن الدكتور المحتفى به قد حضر مؤتمر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وقد وافقت الحكومة الملكية حينها واصبح السكرتير للطاقة الذرية".
فيما جاءت كلمة الشيخ الاستاذ الدكتور عباس كاشف الغطاء الأمين العام لمؤسسة كاشف الغطاء العامة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله حمد من يعي جمال نعمته، ومن يرجو دوما بهاء رحمته، والصلاة والسلام على رسله وأنبيائه، وعلى نبينا هادينا الى سبله، وعلى ال بيته موئل حكمه.
السادة الحضور الكريم مع حفظ الالقاب والعناوين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تبقى النجف الاشرف مدينة العطاء، وبوابة الوفاء، يسعى المخلصون فيها الى ما ينفع الانسان قيما، وما يسهم في البناء علما، مهما تعددت مشارب المعرفة والاتجاهات، واختلفت التخصصات، فديدنهم الوفاء لإمامنا علي عليه السلام القائل (كل وعاء يضيق الا وعاء العلم فإنه يتسع)، وانطلاقا من هذا الكلام في هذه المناسبة اسمحوا لي باسمي وبإسم أسرة آل كاشف الغطاء، أتقدم بالشكر والامتنان والثناء للقائمين على هذه الندوة الاستذكارية، وهم يؤبنون أحد رجالات العلم في مجال الذرة، الذي شهدت له المؤتمرات الدولية.
لقد كان الدكتور المرحوم محمد كاشف الغطاء من المخلصين للنجف والعراق والعلم، فهو من اسرة علمية دينية نشأ وتربى جامعا بين الثقافة الدينية والاتجاه العلمي، ولهذا السبب مد جسور التواصل بين العلوم الدينية والعلوم الحديثة، بهدف تحقيق الامور الايجابية التي تاتي بالنفع للانسان، وتسهم في فهم الغاز الوجود، فكان الدور الكبير الذي قام به (المرحوم) في حقل الفيزياء النووية، من ابرز الادوار التي قام بها في حياته ، الامر الذي يؤشر على همته، وسمو تضحياته، وسعة علمه، فعمل بما دعاه ضميره لذلك، وقد قال تعالى في محكم كتابه العزيز [الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا] فالموت ليس الفناء، انما هو خلق ووجود، لان الانسان ينتقل من عالم الدنيا الى العالم الابدي، وقد قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام (العلماء باقون ما بقي الدهر). فالعلماء لا يموتون هكذا علمتنا الحياة، اذ تبقى ذكراه في اثاره واعماله.
لقد كان المرحوم رائدا في تخصصه وتحصيله العلمي يوم كانت الطاقة الذرية سرا تحتفظ به بضع مختبرات في العالم، فكان عالما عراقيا يشار اليه بالبنان من بين علماء العالم، فعبر عن امال جيل اراد لامته ان تتحرر من كل انواع الجهل والتاخر، واعطى للشباب باعثا وقوة احساس بانهم قادرون على النهوض، ففتح المرحوم افاقا جديدة في معارفنا الحديثة في كتابه (الفيزياء النووية).
ان الجهد الذي بذله في استقصاء اسرار الذرة وخفاياها، وطاقتها المذهلة التي يتقرر ويتوقف على اشعاعها مصير الانسانية لهو موضوع فخر واعتزاز لبلده العراق الحبيب وابنائه الاعزاء، فقد كان نشاط الدكتور واضحا في المؤتمرات العلمية، اذ وقف بصلابة امام التسلح النووي الاسرائيلي وافرانها الذرية، وكان وقوفه هذا يمثل صافرة انذار لكل الامة العربية والاسلامية، لقد كان المرحوةم محبا للعراق فلم تغره عروض الحياة الدنيوية التي قدمت له بسخاء من الدول الكبرى في العالم بهدف البقاء فيها، اذ فضل البقاء في وطنه حتى وافاه الاجل في اخر جمعة من شهر رمضان المصادف 20/12/1968م، بسبب مرض الم به في اثناء تعرضه لكمية من الاشعاع في المعامل والمختبرات النووية التابعة لجامعات ومعاهد العالم بسبب التطبيقات والتجارب التي كان يجريها هناك لخدمة العلم وبلده والانسانية.
فسلام عليه يوم ولد، ويوم ارتحل ، ويوم يبعث حيا، واكرر شكري وتقديري للقائمين على هذه المبادرة الكريمة ولجميع الحضور العزيز.
والحمد لله اولا واخرا والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين.
هذا وأعقب الكلمات فيلماً وثائقياً استذكارياً عن حياة الفقيد المحتفى به، فيما اختتمت الندوة بتوزيع الشهادات التقديرية والدروع على الشخصيات المشاركة والمهتمة في مجال الطاقة النووية.
هذا وأقيم على هامش الندوة معرضاً صورياً حول حياة العالم النووي الدكتور محمد كاشف الغطاء

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD