علي الحلو/ الإعلام
بعد عام 2003، وفي خضم التغييرات التي طرأت على العراق، وما تبعها من أحداث، ألقت بظلالها على المؤسسات العامة والخاصة، دأبت مؤسسة كاشف الغطاء العامة في النجف الأشرف (تأسست سنة 1993م) إلى استحداث قسم ترميم وصيانة المخطوطات والوثائق للحاجة الماسة له بعد تعرض المخطوطات في العراق خلال الحقبة الماضية للتهميش وعدم الاهتمام ما جعلها عرضة للتلف والضياع جراء سوء التخزين أو بسبب تعرضها لظروف بيئية غير ملائمة، وباعتبارها كنوز علمية كتبتها أنامل العلماء الأفذاذ وتحف أثرية تراثية لكون معظمها مرّت عليها أكثر من مائة عام خلت، صارت الحاجة ماسة إلى تأسيس قسم يعنى بمعالجة الاضرار التي لحقت المخطوطات والاهتمام بمادتها الورقية بشكل يحفظ لها هيبتها التراثية للأعوام اللاحقة ألا وهو قسم (ترميم وصيانة المخطوطات).
وللحديث أكثر عن اهمية القسم ودواعي إنشاءه وإلى أبرز الخدمات المقدمة يحدثنا الاستاذ رضا الميالي مسؤول القسم، قائلاً: (إن من دواعي إنشاء القسم كانت لضرورة الحفاظ على التراث الخطي المتضرر والتالف الموجود في المؤسسة والموجود خارج المؤسسة، لأجل ديمومة هذا الارث المعرفي، وهذا الاهتمام منذ بدايات تأسيس المؤسسة)، وحول الخبرات التي المتوفرة بالقسم ذكر الميالي: (دأبت المؤسسة على تهيئة موظفين يختصون بترميم المخطوطات وزجهم بدورات في داخل وخارج العراق بإشراف مدربين مختصين بالترميم وحفظ المخطوطات ومنها دورات خاصة لمنظمة اليونسكو العالمية للتربية والعلم والثقافة وكذلك دورات في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث لتطوير خبرات الفنيين في القسم) , مؤكداً: (أن القسم مجهز بمواد ترميم المخطوطات والوثائق من مناشئ عالمية تحافظ على مكونات المخطوط من الغلاف والورق والحبر).
واختتم الميالي حديثه: (القسم يقدم خدماته على شقين، الفردي والجماعي، بحيث نستقبل المخطوطات والوثائق الموجودة لدى الاسر أو الافراد بشكل فردي لترميمها وإزالة الضرر منها، وارجاعها الى اصحابها بهيأة تليق بمكانتها التراثية وقيمتها العلمية، ومن الناحية الجماعية فالقسم اليوم يقوم بترميم وصيانة المخطوطات والوثائق الموجودة في مؤسسات علمية وادبية ومكتبات عامة، ورغم كون العمل يحتاج الى الكثير من المواد الاولية والمهارات الفنية، الا ان القسم يقوم بذلك كله مجاناً إيماناً منا بضرورة الحفاظ على التراث المخطوط والوثائقي).
اليوم ندعو كافة المؤسسات العامة والخاصة والافراد والاسر من داخل وخارج العراق الى جلب ما يحتفظون به من مخطوطات ووثائق متضررة بغية ترميمها وارجاعها إلى أصحابها.