وَمِنْ ءَ‎ايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

 

عن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((إن أمير المؤمنين علي بن أبي

 

طالب( عليه السلام ) قال: تزوجوا فإن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: مَن أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج))

 
   
 

وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ):

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلق من الماء بشراً، وجعله نسباً وصِهراً والصلاة والسلام على أشرف أنبيائهِ قدراً، وأرفعهم ذِكْراً، وعلى أهل بيته الذين لم يجعل غير محبتهم على تبليغ رسالته أجراً.

وبعـــد:ــ

فيقول الراجي عفو ربه الشيخ أسعد نجل آية الله العظمى الشيخ علي كاشف الغطاء: لم تزل تختلج في ذهني فكرة القيام بتصنيف رسالة مختصرة في الزواج الإسلامي بنوعيه: الدائم والمنقطع وسننه الواردة فيهما، وما يتعلق بموجز من أحكامهما، وكنت قد عزمت على تحقيق هذه الفكرة وإخراجها من حيز القوة إلى الفعل، لـ2ـكن بعض العوارض الآنية حالت دون التعجيل بتنفيذ الفكرة إلى أن سَنَحَت الفرصة فجمعت هـ2ـذا المختصر بُغْيَةَ إفادة شبابنا المسلم الذي بات لا يعرف كثيراً من أحكام الدين، ولا سيما مسائل الزواج مع حاجتِهِ الماسة إلى معرفتها بحكم كونه مسلماً يتبع ما جاء في الشريعة المقدسة من أحكام وسنن، ولم أشأ أن نتَوَسَّعَ في بيان المسائل المتعلقة بالموضوع المذكور؛ لكونها مذكورة على جهة التفصيل في الكتب الفقهية، وإنما سلكنا هذا المسلك للاختصار، وليسهل تناولها وتداولها. وبالله التوفيق وعليه المُعَوَّلُ في الهداية إلى سواء الطريق.

 

النجف الأشرف

28 جمادى الآخرة 1420هـ

 

فصـل

الحث على الزواج
الدائم والمنقطع

الحث على الزواج الدائم

لقد حث الإسلام على التزويج، ورَغَّبَ فيه، وجعل التزويج في نفسه مستحباً للسعادة الدنيوية والثواب الأخروي. وللتزويج فضل كثير لأنه طريق التناسل, وباب التواصل، وسبب الإلفة والمعونة على العفّة. ورتبَّ الإسلام على الزواج أموراً دنيوية وأُخْروية.

فأمّا الدنيوية, فلسعةِ الرزقِ قال تعالى:[وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ]. وفي خبر إسحاق بن عمار قال: ((قلت لأبي عبد الله( عليه السلام ) حديث يرويه الناس حق أن رجلاً أتى النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج حتى أمره ثلاث مرات. قال أبو عبد الله( عليه السلام ): نعم هو حق -ثم قال- الرزق مع العيال، الرزق مع النساء)). وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((اتخذوا الأهل فإنه أرزق لكم)).

وأما الثواب الأخروي، فقد ورد عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((رذّال موتاكم العزاب)). وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((من سرّه أن يلقى الله طاهرا فليلقه بزوجة، ومَنْ يترك التزويج مخافة العَيْلة فقد أساء الظن بالله)). وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((من تزوج أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الباقي))، وورد عن الإمام الباقر( عليه السلام ) قال: ((قال
رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً لعلّ الله يرزقه نسمة تثقل الأرض بلا إله إلا الله)). وأن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) يباهي الأمم يوم القيامة فعن الإمام أبي عبد الله الصادق( عليه السلام ) قال: ((أن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: تزوجوا فإني مكاثر فيكم الأمم غداً في القيامة حتى أن السقط يجيء محبنطئاً على باب الجنة فيقال له: ادخل الجنة فيقول: لا حتى يدخل أبواي الجنة قبلي)) وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((أكثر أهل النار العزاب))، وعن الإمام أبي عبد الله الصادق( عليه السلام ) قال: ((نهى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) النساء أن يتبتلن، ويعطلن أنفسهن من الأزواج)) كما أن من سنن الإسلام التزويج, وترك التعزب واجتناب التفرد فمن دعته الحاجة إلى التزويج ووجد له طَوْلاً فلم يتزوج فقد خالف سنة النبي محمد( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فقد ورد عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني)). وذكر الإمام الصادق( عليه السلام ) عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب( عليه السلام ) قال: ((تزوجوا فإن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج))، وأنه أحب بناء إلى الله تعالى، حيث قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((ما بُني بناء أحب إلى الله تعالى من التزويج)) وأن المتزوج يكون عمله ضعْف ما لو كان أعزب فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): ((ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب)). وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((ركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عَزْبٍٍ يقوم ليله ويصوم نهاره)), وأن الأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم) قد حثّوا على حب النساء وهو من دواعي الزواج فقد ورد عن نبينا الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((حُبِّبَ إليّ من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء, وقرة عيني الصلاة)). وعن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((من أخلاق الأنبياء حب النساء)) وعن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((ما أظن رجلاً يزداد في الأمر خيراً إلا ازداد حباً للنساء)).

قصص تحث على التزويج

عن إسحاق بن عمار قال: ((قلت لأبي عبد الله( عليه السلام ) إن شاباً من الأنصار جاء إلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فشكا إليه الحاجة, فقال له ( صلى الله عليه وآله وسلم  ) تزوج فقال الشاب: إني لأستحيي أن أعود إلى
رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فلحقه رجل من الأنصار فقال: إن لي بنتاً وسيمة فزوجها إياه، قال: فوَسَّعَ الله عليه, فأتى الشاب النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فأخبره فقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): يا معشر الشباب عليكم الباه. فقال أبو عبد الله( عليه السلام ): هو حق -ثم قال- الرزق مع النساء والعيال)).

عن عبد الصمد بن بشير قال: ((دخلت امرأة على2 أبي
عبد الله( عليه السلام ) فقالت: أصلحك الله إني امرأة متبتلة، فقال( عليه السلام ): وما التبتل عندك؟ قالت: لا أتزوج،قال( عليه السلام ): ولِمَ؟ قالت: ألتمس بذلك الفضل. فقال( عليه السلام ): انصرفي فلو كان ذ2لك فضلاً لكانت فاطمة أحق به منك، أنه ليس أحد يسبقها إلى الفضل)).

الحث على الزواج المنقطع -زواج المتعة-

لقد حثّ الإسلام على الزواج المنقطع ورغّب فيه فأباحه بل لا يبعد استحبابه مؤكداً، فجعله من شعار الإيمان وعلامات المؤمن. ورتب الإسلام على الزواج المنقطع فوائدَ دنيوية وثواباً أخروياً.

فأمّا الفوائد الدنيوية، فمنها: عدم الوقوع في الزنا والسفاح والبعد عنه؛ لقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب( عليه السلام ): ((لولا ما سبقني ابن الخطاب مازنا إلا شقي)) وكذ2لك جعل الإسلام التزويج المنقطع رحمة للمؤمنين ونجاة من كيد الشياطين فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): ((في قوله تعالى: [مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا] قال( عليه السلام ): والمتعة من ذ2لك ))، وأن الإمام الرضا( عليه السلام ) جعلها من محض الإسلام في كتابه إلى2 المأمون حيث ذكر ((من محض الإسلام شهادة أن لا إلـ2ـه إلا الله -إلى أن قال- وتحليل المتعتين اللتين أنزلهما الله في كتابه وسنّهما رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) متعة النساء ومتعة الحج)). وهو لهو المؤمن، فقد ذكر الإمام أبو جعفر( عليه السلام ): ((لهو المؤمن في ثلاثة أشياء, التمتع بالنساء, ومفاكهة الأخوان, والصلاة في الليل)).

وأما أخروياً فقد ورد عن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((أنه قال لرجل سأله هل في المتعة ثواب؟ فقال( عليه السلام ): إن كان يريد بذ2لك وجه الله وخلافاً على2 من أنكرها لم يكلمها كلمة إلا كتب الله له بها حسنة فإذا دَنا منها غفر الله له بذلك، فإذا اغتسل غفر الله له بقدر ما مرّ من الماء على2 شعره، قلت: بعدد الشعر؟ قال( عليه السلام ):نعم بعدد الشعر)). وعن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  )  لمّا أُسريَ به إلى السماء قال: ((لحقني جبرائيل فقال: يا محمد إن الله تعالى يقول: إني غفرت للمتمتعين من أمتك من النساء))، وفي خبر عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): ((ما من رجل تمتع ثم اغتسل إلا خلق الله من كل قطرة تقطر منه سبعين مَلَكاً يستغفرون له إلى يوم القيامة، ويلعنون مجتنبها إلى أن تقوم الساعة)). كما أن الأئمة( عليهم السلام ) حَثّوا عليها وعَدّوا مَن لم يفعلها تاركاً لخلة من خلال سيد المرسلين( صلى الله عليه وآله وسلم  )، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) عندما سُئِل عن المتعة قال: ((أني لأكره للرجل المسلم أن يخرج من الدنيا وقد بقيت عليه خلة من خلال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  )  لم يقضها))، وروي أن المؤمن لا يكمل حتى يتمتع فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((يستحب للرجل أن يتزوج المتعة وما أحب للرجل منكم أن يخرج من الدنيا حتى يتزوج المتعة ولو مرة)) وهو إحياء للسنّة حيث ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) أنه قال لمحمد بن مسلم: ((أتمتعت ؟ قلت: لا، قال( عليه السلام ): لا تخرج من الدنيا حتى تحيي السنّة)).

قصة تحث على الزواج المنقطع

روي أن رجلاً من قريش قال: ((بعثت إليّ ابنة عمّ لي كان لها مال كثير: قد عرفتُ من يخطبني من الرجال فلم أزوجهم بنفسي, وما بعثت إليك رغبة في الرجال غير أنه بلغني أن المتعة أحلّها الله  عز وجل في كتابه وبيّنها  عز وجل فوق عرشه، وأُطيعُ رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) وأعصي زُفَر، فتزوجني متعة, فقلت: حتى أدخل على الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) فأستشيره قال: فدخلت عليه فخبّرته, فقال ( عليه السلام ): افعل صلى الله عليكما مِن زوجين)).

 

فصل
ما يفعله عند إرادة التزويج

عند إرادة التزويج عليك بأمور

(منها) الصلاة: فقد ورد عن الأئمة( عليهم السلام ) أنّ مَن أراد التزويج فعليه بصلاة ركعتين والدعاء بالمأثور فإن الله يعطيه ما سأله. فعن الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين( عليه السلام ) قال: ((من أراد منكم التزويج فليصلِّ ركعتين وليقرأ فيهما فاتحة الكتاب ويس فإذا فرغ من الصلاة فليحمد الله تعالى وليُثْنِ عليه وليقل: اللهم ارْزُقْنِي زَوْجَةً صَالِحَةً وَدُوْدَاً وَلُوْدَاً شَكُوْرَاً قَنُوْعَاً غَيُوْرَاً, إِنْ أَحْسَنْتُ شَكَرَتْ، وَإِنْ أَسَأْتُ غَفَرَتْ, وَإِنْ ذَكَرْتُ اللهَ تَعَالى2 أَعَانَتْ, وإِنْ نَسِيْتُ ذَكَرَتْ, وَإِنْ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا حَفِظَتْ, وَإِنْ دَخَلْتُ عَلَيْهَا سَرَّتْنِي, وَإِنْ أَمَرْتُها أَطَاعَتْنِي, وَإِنْ أَقَسَمْتُ عَلَيْهَا أَبَرَّتْ قَسَمِي، وَإِنْ غَضِبْتُ عَلَيْهَا أَرَضَتْنِي, يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ هَبْ لِي ذ2لِكَ فَإِنَما أَسْأَلُكَهُ وَلا أَجِدُ إلاّ مَا مَنَنْتَ وَأَعْطَيْتَ، قال ( عليه السلام ): من فعل ذلك أعطاه الله ما سأل)). وعن الإمام الباقر( عليه السلام ): ((إذا همّ أحدكم بالتزويج فليصلِّ ركعتين وليحمد الله  عز وجل وليَقُل: اللَّـ2ـهُمَّ إِنِّي أُرِيْدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ اللّـ2ـهمَّ فَقَدِّرْ لِي مِنَ النِّسَاءِ أَحْسَنَهُنَّ خَلْقَاً وَخُلُقَاً، وَأَعَفَهُنَّ فَرَجَاً، وَأَحَفَظَهُنَّ لِي فِي نَفْسِهَا وَمَالِي، وَأَوْسَعَهُنَّ رِزْقَاً، وَأَعْظَمَهُنَّ بَرَكَةً، وَقَيِّضْ لِي مِنْهَا وَلَدَاً طَيِّبَاً تَجْعَلُهُ لِي خَلَفَاً صالِحَاً فِي حَيَاتِي، وَبَعْدَ مَوْتِي)).

(ومنها) اختيار المرأة عند التزويج: ويستحب عند التزويج اختيار المرأة والسؤال عنها وعن أهلها وبأن لا تكون من زنىً أو مِمَّن تنال الألسن آباءها أو أمهاتها أو مسَّهم رِقّ أو كفر أو فسق فلينظر إلى أهلها فإن العرق دساس فقد ورد في الأثر: ((اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس)).  

لا تخطبن سوى كريمة معشر
أوَ ما ترى أن النتيجة دائماً
 

فالعرق دساسٌ من الجهتين
تبعُ الأخسُّ من المقدمتين
 

 

 وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((انكِحوا الأكفاء وانكَحوا فيهم, واختاروا لنطفكم))، وكذ2لك السؤال عن إخوانها ((فإن الخال أحد الضجيعين))، وأن المرأة قلادة فعن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((إنما المرأة قلادة فانظروا إلى ما تقلّدون)), وأن تكون ذات دين فقد ورد عن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((أتى رجل إلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) يستأمره في النكاح فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): نعم انكح وعليك بذوات الدين تربت يداك)). وعن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو لمالها وكّل إلى ذلك، وإذا تزوجها لدينها رزقه الله المال والجمال)).

الصفات الحسنة عند المرأة

إن للمرأة عند تزويجها صفات حسنة وهي: أن تكون بكراً ولوداً، فقد ورد عن نبينا الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ) لجابر(رضوان الله عليه) وقد تزوج ثيباً، ((فهلا بكراً تلاعبها وتضاحكها وتضاحكك)) كما ورد عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((تزوجوا الأبكار فإنهنّ أطيب شيء أفواهاً، وأنشفه أرحاماً، وأدرّ شيء أخلافاً وأفتح شيء أرحاماً، أما علمتم أني أباهي بكم الأمم يوم القيامة حتى بالسقط يظل محبنطئاً على باب الجنة فيقول الله تبارك وتعالى لملك من الملائكة ائتني بأبويه فيأمر بهما إلى الجنة فيقول: هـ2ـذا بفضل رحمتي لك)). وأن تكون سمراء، عيناء، عجزاء، مربوعة، فعن الإمام علي( عليه السلام )  قال: ((تزوجوا عيناء، سمراء، عجزاء، مربوعة، فإن كرهتها فعلي صداقها)) وعن أحمد بن محمد بن عبد الله قال: قال لي الإمام  الرضا( عليه السلام ): ((إذا نكحت فانكح عجزاء))، وعن عبد الله بن المغيرة عن الإمام أبي الحسن( عليه السلام ) قال: (( سمعته يقول: عليكم بذوات الأوراك فإنهن أنجب)). وأن تكون طيبة الريح ورمة الكعب فعن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((إذا أراد أن يتزوج امرأة بعث إليها قال: شم ليتها فإن طاب ليتها طاب عرفها وإن درم كعبها عظم كعبثها)) وعن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((خير نسائكم الطيبة الريح)) وأن تكون ذات شعر فعن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((إذا أراد أحدكم أن يتزوج فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها فإن الشعر أحد الجمالين)). وأن تكون جميلة، ورد عن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((اطلب الخير عند حِسان الوجوه))، وورد عن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((النظر إلى المرأة الجميلة يقطع البلغم)) وأن تكون بيضاء” أو زرقاء فقد ورد عن الإمام الرضا( عليه السلام ) قال: ((من  سعادة الرجل أن يكشف الثوب عن امرأة بيضاء))، وعن أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((تزوجوا الزرقاء فإن فيهنّ البركة))، وعن أبي الحسن( عليه السلام ) قال: ((ثلاث يجلين البصر: النظر إلى الخضرة والنظر إلى الماء الجاري, والنظر إلى الوجه الحسن)).

الصفات السيئة

وأما الصفات السيئة والتي يجب اجتنابها فمنها أن تكون المرأة جميلة ولكن في منبت سوء. قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((إياكم وخضراء الدمن، قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء)). ومنها المرأة التي تتصف بـالشهبرة، ولا تهبرة، ولا هيدرة، ولا لفوتاً. فعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((يا زيد تزوجت ؟ قلت: لا، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): تزوج تستعف مع عفتك ولا تزوجن خمساً، قال زيد: ومن هنّ؟ قال: لا تزوجنّ شهبرة ولا لهبره ولا تهبرة ولا هيدرة ولا لفوتاً، قال زيد: ما عرفت مما قلت شيئاً يا رسول الله قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ألستم عرباً أما الشهبرة فالزرقاء البذيّة، وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة، وأما التهبرة فالقصيرة الدميمة، وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة، وأما اللفوت فذات الولد من غيرك)). ومنها المرأة المجنونة والمرأة الحمقاء والعجوز فعن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((خير الجواري ما كان لك فيها هوى وكان لها عقل وأدب))، وورد عن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((ثلاثة يهرمن البدن وربما قتلن: أكل القديد الغاب، ودخول الحمام على البطنة، ونكاح العجائز))، وعن الإمام علي( عليه السلام ) قال: ((إياكمم وتزويج الحمقاء، فإن صحبتها بلاء وولدها ضياع))، وقال الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ): ((زوجوا الأحمق ولا تزوجوا الحمقاء، فإن الأحمق قد ينجب والحمقاء لا تنجب)). ومنها المرأة الزانية فعن الصادق( عليه السلام ) في الرجل يتزوج ولد الزنا قال( عليه السلام ): ((لا بأس إنما يكره ذ2لك مخافة العار وإنما الولد للصلب وإنما المرأة وعاء))، ولقول الإمام الصادق( عليه السلام ): ((لا تتزوج المرأة المعلنة بالزنا ولا يُزوج الرجل المعلن بالزنا إلا بعد أن تعرف منهما التوبة)).

(ومنها) اختيار الرجل عند تزويج كريمتك له: ويستحب عند التزويج اختيار الرجل المناسب لكريمتك بأن يكون كفؤاً من أهل الشرف والعفّة، وجميل الخلق، ولا يكون متجاهراً بالفسق أو شارب خمر أو مولودا من زنى. فعن الإمام الرضا( عليه السلام ) عن آبائه( عليهم السلام ) قال: ((قال
رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): النكاح رقّ فإذا أنكح أحدكم وليدة فقد أرقها, فلينظر أحدكم لمن يرق كريمته)).

الصفات الحسنة عند الرجل

فأما الصفات الحسنة فأن يكون ذا خلق ودين. فعن علي بن مهزيار قال: كتب علي بن أسباط إلى الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) في أمر بناته، وأنه لا يجد أحداً مثله, فكتب إليه الإمام أبو جعفر( عليه السلام ): ((فهمت ما ذكرت من أمر بناتك، وأنك لا تجد أحداً مثلك فلا تنظر في ذلك رحمك الله, فإن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ألا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)).

الصفات السيئة عند الرجل

وأما الصفات السيئة التي يتصف بها الرجل فلا تزوجه كريمتك فمنها سوء الخلق، فعن الحسين بن بشار الو اسطي قال: ((كتبت إلى الإمام أبي الحسن الرضا( عليه السلام ): أن لي قرابة قد خطب إلي وفي خلقه سوء قال: لا تزوجه إن كان سيئ الخلق)). ومنها المخنّث فعن علي بن جعفر عن أخيه ( عليه السلام ) قال: ((سألته أن زوج ابنتي غلام فيه لين وأبوه لا بأس به قال: إذا لم يكن فاحشة، فزوجه يعني الخنث)). ومنها الزنج والأكراد والخزر والأعرابي فعن الإمام الصادق( عليه السلام ) في خبر الحداد: ((لاتناكحوا الزنج والخزر فإن لهم أرحاما تدل على غير الوفاء)). وفي خبر أبي الربيع الشامي عن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((ولا تنكحوا من الأكراد أحداً فأنهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء)). وقد ورد عن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) في رواية الخزار: ((لا يتزوج الأعرابي بالمهاجرة فيخرجها من دار الهجرة إلى الأعراب)). ومنها الفاسق فعن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((من زوج كريمته من فاسق نزل عليه كل يوم ألف لعنة)). ومنها شارب الخمر فإنه يقطع الرحم فقد ورد عن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): شارب الخمر لا يُزوَّج إذا خطب)). وعن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((من زوج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمها)).

(ومنها)  اختيار المرأة التي تتمتعها: أن تكون المرأة التي ترغب تمتعها متصفة بالصفات الحسنة وتبتعد عن المرأة التي تتصف بالصفات السيئة، فقد ورد عن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ): ((إنه سئل عن المتعة فقال ( عليه السلام ): إن المتعة اليوم ليست كما كانت قبل إنهنّ كُنَّ يومئذ يؤمن واليوم لا يؤمن فاسألوا عنهنّ)).

الصفات الحسنة للمتمتع بها

فأما الصفات الحسنة للمرأة التي ترغب بتمتعها أن تكون عفيفة؛ مأمونة، فقد ورد عن أبي سارة قال: ((سألت الإمام أبا عبد الله( عليه السلام ) عنها -يعني المتعة- فقال لي ( عليه السلام ): حلال فلا تتزوج إلا عفيفة، إن الله  عز وجل يقول: [وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ] فلا تضع فرجك حيث لا تأمن على درهمك)).

وورد عن الإمام الرضا( عليه السلام ) قال: ((لا ينبغي لك أن تتزوج إلا بمأمونة أن الله  عز وجل يقول: [الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ])). وأن تكون مؤمنة عارفة فقد سُئِل الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ) عن المتعة فقال: ((نعم إذا كانت عارفة, قلنا فإن لم يكن؟ قال ( عليه السلام ): فاعرض عليها وقل لها فإن قبلت فتزوجها، وإن أبت أن ترضى بقولك فدعها)). وروي عن الحسن التفليسي قال: ((سألت الرضا( عليه السلام ): أيتمتع من اليهودية والنصرانية؟ فقال: يتمتع من الحرة المؤمنة أحب إليّ. وهي أعظم حرمة منهما)).

الصفات السيئة للمتمتع بها

وأما الصفات السيئة فمنها الزانية فقد ورد عن محمد بن اسماعيل: ((سأل رجل الإمام أبا الحسن الرضا( عليه السلام ) وأنا أسمع عن رجل يتزوج المرأة متعة ويشترط عليها أن لا يطلب ولدها -إلى أن قال- فقال ( عليه السلام ): لا ينبغي لك أن تتزوج إلا بمؤمنة أو مسلمة فإن الله  عز وجل يقول: [الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَ2لِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ])). ومنها الكواشف والدواعي والبغايا وذوات الأزواج فعن محمد بن الفيض قال: ((سألت الإمام أبا عبد الله( عليه السلام ) عن المتعة قال: نعم إذا كانت عارفة  -إلى أن قال- وإيّاكم والكواشف والدواعي والبغايا وذوات الأزواج، قلت: ما الكواشف؟ قال ( عليه السلام ): اللواتي يكاشفن وبيوتهن معلومة ويؤتين، قلت فالدواعي قال ( عليه السلام ): اللواتي يدعون إلى أنفسهن وقد عرفت بالفساد، قلت: فذوات الأزواج؟ قال ( عليه السلام ): المطلقات على غير السنة)). وسُئِل الإمام أبو الحسن( عليه السلام ) عن المرأة الحسناء الفاجر هل تجب للرجل أن يتمتع منها يوماً أو أكثر؟ فقال ( عليه السلام ): ((إذا كانت مشهورة بالزنا فلا يتمتع منها ولا ينكحها)).

 

فصل

في

السعي والذهاب في زواج المرأة للرجل (المشية)

 

السعي والذهاب في زواج المرأة للرجل (المشية)

لقد رغب الإسلام بالسعي للتزويج والجمع بين اثنين فقد ورد عن الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) والأئمة الأطهار( عليهم السلام ) استحباب السعي للتزويج والشفاعة فيه. فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((من زوج عزباً كان ممن ينظر الله إليه يوم القيامة)). وورد عنهم( عليهم السلام ): ((أفضل الشفاعة تزويج العزب)). فعن الإمام أمير المؤمنين( عليه السلام ) قال: ((أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما)) والساعي في زواجٍ يظله الله يوم القيامة يوم لا ظلّ إلا ظله. فعن الإمام موسى بن جعفر( عليه السلام ) قال: ((ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله: رجل زوّج أخاه المسلم، أو خدمه، أو كتم له سراً)). وفي حديث عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((ومن عمل في تزويج بين مؤمنَين حتى يجمع بينهما زوّجه الله  عز وجل ألف امرأة من الحور العين كل امرأة في قصر من درّ وياقوت، وكان له بكلّ خطوة خطاها أو بكل كلمة تكلم بها في ذ2لك عمل سنة قيام ليلها وصيام نهارها)).

فصل
في
الخِطبة وآدابها

 

الخِطبة وآدبها

قال تعالى:

[وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ]

إن للخِطبة في الشريعة الإسلامية آداباً ومن آدابها الخُطبة وهي تجمع الوعظ والإرشاد، وتحث على الزواج وتبعد عن الزنى والسفاح، وهي مستحبة قبل التزويج فيخْطُب. وهنالك عدة خُطَب منها:

خُطبة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب( عليه السلام )

((الحمد لله المختص بالتوحيد, المتقدم بالوعيد, الفعال لما يريد, المحتجب بالنور دون خلقه, ذي الأفق الطامح, واللغز الشامخ, والملك الباذخ, المعبود بالآلاء, ربّ الأرض والسماء, أحمده على حسن البلاء, وفضل العطاء, وسوابغ النعماء, وعلى ما يدفع ربنا من البلاء, حمداً يستهل له العباد, وينموا به البلاد, وأشهد أن لا إلـ2ـه إلا الله، وحده لا شريك له، لم يكن شيء قبله, ولا يكون شيء بعده, وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله، اصطفاه بالتفضيل, وهدى به من التضليل, اختصَه لنفسه, وبعثه إلى خلقه برسالاته وبكلامه, يدعوهم إلى عبادته وتوحيده والإقرار بربوبيته والتصديق بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وبعثه على حين فترة من الرسل وصدف عن الحق، وجهالة بالرب، وكفر بالبعث والوعيد, فبلّغ رسالاته وجاهد في سبيله, ونصح لأمته, وعبده حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وآله كثيراً.

أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم، فإن الله  عز وجل قد جعل للمتقين المخرج مما يكرهون، والرزق من حيث لا يحتسبون، فتنجزوا من الله موعوده, واطلبوا ما عنده بطاعته, والعمل بمحابّه، فإنه لا يُدرَك الخير إلا به, ولا يُنال ما عنده إلا بطاعته, ولا تكلان فيما هو كائن إلا عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أما بعد… فإن الله أبرم الأمور، وأمضاها على مقاديرها، فهي غير متناهية عن مجاريها دون بلوغ غاياتها فيما قدر وقضى من ذ2لك, وقد كان فيما قدر وقضى من أمره المحتوم، وقضاياه المبرمة ما قد تشعبت به الأخلاف, وجرت به الأسباب وقضى من تناهي القضايا بنا وبكم إلى حضور هذا المجلس الذي خَصّنا الله وإياكم للذي كان من تذكرنا آلائه وحسن بلائه وتظاهر نعمائه، فنسأل الله لنا ولكم بركة ما جمعنا وإياكم عليه وساقنا وإياكم إليه ثم أن فلان ذكر فلانه بنت فلان وهو في الحسب من قد عرفتموه وفي النسب من لا تجهلونه، وقد بذل لها من الصداق ما قد عرفتموه، فردوا خيراً، تحمدوا عليه وتنسبوا إليه، وصلى الله على محمد وآله وسلم)).

 

خطبة الرضا( عليه السلام ) في النكاح

((الحَمْدُ للهِ الذي حَمِدَ في الكِتابِ نَفَسَهُ، وَافْتَتَحَ بِالحَمْدِ كِتابَهُ، وَجَعَلَهُ أَوَّلَ جَزَاءِ مَحَلِّ نِعْمَتِهِ، وَآخِرَ دعوى أَهْلِ جَنَّتِهِ، وصلى اللهُ على مُحَمَّدٍ خَيْرِ بَرِيَّتِهِ، وعلى آلهِ أَئِمَّةِ الرَّحْمَةِ، وَمَعَادِنِ الحِكْمَةِ وَالحْمْدُ للهِ الّذي كانَ في نَبَئِهِ الصّادِقِ، وَكِتَابِهِ الناطِقِ أنَّ مِنْ أَحَقِّ الأسبابِ بِالصِّلَةِ وَأَوْلى الأمُوْرِ بالتَقْدِمَةِ: سبباً أَوْجَبَ نَسَبَاً، وأَمْرَاً أعْقَبَ غِنَىً، فقالَ جلَّ ثناؤُهُ: [وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا] وقال تعالى: [وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ], وَلَوْ لَمْ يَكُنْ في المُنَاكَحَةِ والمُصاهَرَةِ آيةٌ مُحْكَمَةٌ ولا سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ لكانَ فيما جَعَلَ اللهُ فيها مِنْ بِرِّ القَرِيبِ وتأليفِ البعيدِ ما رَغِبَ فيهِ العاقِلُ اللبِيْبُ وَسَارَعَ إليْهِ المُوَفَّقُ المُصِيْبُ فأَوْلى الناسِ باللهِ مَنْ اتّبَعَ أمْرَهُ وأَنْفَذَ حُكْمَهُ وأَمْضى قَضَاءَ‎هُ وَرَضِيَ جَزَاءَ‎هُ. وَنَحْنُ نَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُنَجِزَ لَنَا ولَكُمْ أَوْفَقَ الأُمُورِ.

ثُمَّ إِنَّ فُلان بن فلان مَنْ قَدْ عَرَفْتَمْ مُرُوءَ‎تَهُ وَعَقْلَهُ وَصَلاحَهُ وَنِيَّتَهُ وَفَضْلَهُ وَقَدْ أَحَبَّ شِرْكَتَكُمْ وَخَطَبَ كَرِيْمَتَكُمْ فُلانَة وَبَذَلَ لَها مِنَ الصَدَاقِ كَذا فَشَفِّعوا شافِعَكُمْ وَأَنْكِحُوا خاطِبَكُمْ في يُسْرٍ غَيْرَ عُسْرٍ. أقولُ قَوْلي هـ2ـذا وأَستغفر الله لي ولكم)).

خطبة أحد المؤمنين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الغر الميامين.

وبعد: أيها الملأ الصالح قد كُلِّفْتُ أن أخطب المحروسة بعين الله فلانه بنت فلان للمحروس بعين الله الشاب المهذب فلان بن فلان من الموالين لآل بيت رسول الله( عليهم السلام ) وقد قال الإمام الباقر( عليه السلام ): ((فمن خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ كبيرٌ)), والشاب المهذب قد جاء للتزويج لله وصلة الرحم, وقد ورد عن الإمام زين العابدين( عليه السلام ): ((من تزوج لله ولصلة الرحم توّجه الله بتاج الملك)) وهو كفؤٌ لها, قال الإمام الصادق( عليه السلام ): ((الكفو أن يكون عفيفاً وعنده يسار)) وهو في الحسب من قد عرفتموه, وفي أخلاقه مَنْ لا تجهلونه, وقد بذل ما طلبتموه, فرُدّوا خيراً تُحْمَدوا عليه وتُنْسَبوا إليه, وصلى الله على محمد وآله.

 

فصل
في

المهـــر وآدابه

المهر وآدابه

المهر فريضة مقررة في الشريعة الإسلامية المطهرة أوجبها الله تعالى على كل من أراد أن يتزوج، فيقدم الرجل للمرأة الصَدَاق وقد ثبت وجوبه في الكتاب والأحاديث الشريفة، وحسبك من الكتاب الحكيم قوله تعالى: [وَءَ‎اتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً]، وقد جعل الإسلام من يُمْنِ المرأة قِلّة مهرها فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلّهن مهراً)). وروي عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((الشؤم في ثلاثة أشياء: في الدابة والمرأة والدار, فأما المرأة فشؤمها غلاء مهرها وعسر ولدها, وأما الدابة فشؤمها كثرة عللها وسوء خلقها, وأما الدار فشؤمها ضيقها وخبث جيرانها)). ومهرُ اليوم ما تراضى عليه الناس قلَّ أو كثر، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) عندما سُئِلَ عن المهر ما هو؟ قال ( عليه السلام ): ((ما تراضى عليه الناس فإذا تزوجت فَـا0جهد ألا تجاوز مهرها مهر السُنَّة وهو خمسمائة درهم فعلى ذ2لك زوّج رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) وتزوّج نساءَ‏ه)).

قصة تحث على قلة المهور

روي عن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((جاءت امرأة إلى النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فقالت: زوّجني، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): من لهذه؟ فقام رجل فقال: أنا يا رسول الله، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ما تعطيها؟ قال: ما لي شيء، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): لا, قال ( عليه السلام ): فأعادَتْ، فأعاد رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) الكلام فلم يقم أحد غير الرجل ثم أعادت, فقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) في المرة الثالثة: أتحسن من القرآن شيئا؟ قال: نعم، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): زوجتكها على ما تُحسن من القرآن فعلمها إياه)).

 

 

فصل
في

العقد وآدابــه

العقد وآدابه

العقد فريضة مقررة في الشريعة الإسلامية المطهرة أوجبه الله تعالى على كلّ من أراد أن يتزوج، وقد ثبت وجوبه في الكتاب والأحاديث الشريفة وحسبك من كتاب الله الحكيم قوله تعالى: [وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا]، فقد سُئِل الإمام أبو جعفر( عليه السلام ) عن قول الله تعالى: [وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا]، فقال: ((الميثاق هو الكلمة التي عقد بها النكاح، وقد جعل الله الملائكة موكلين في الجمع بين المؤمن والمؤمنة))، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((ما من مؤمنين يجتمعان بنكاح حلال حتى ينادي مناد من السماء إن الله قد زوج فلانا فلانة)). والعقد له مستحبات ومكروهات:

مستحبات العقد

(منها) الخُطبة قبل العقد: وهو توضيح للعقد من ذكر الحمد لله والصلاة على رسوله وتوضيح بعض أحكامه وسوف نذكر بعض الخُطب للعقد الدائم والمنقطع

 (ومنها) الإشهاد والإعلان: فقد ورد عن الإمام أبي الحسن( عليه السلام ): ((إنما جعلت البينة في النكاح لأجل المواريث)). وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((أعلنوا هذا النكاح)).

(ومنها) إيقاع العقد ليلاً: لأن الله  عز وجل جعل النساء سكناً، وجعل الليل سَكَناً، فقد ورد عن الإمام أبي الحسن الرضا( عليه السلام ) قال: ((من السنة التزويج بالليل إنّ الله تعالى جعل الليل سَكَناً والنساء إنما هنّ سَكَن)). وورد عن الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((أمسوا بالأملاك فأنه أعظم للبركة)).

مكروهات العقد

وأما ما يكره من العقد: فإيقاع العقد والقمر في العقرب لقول الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): ((من تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى))، وأن لا يكون في محاق الشهر، فقد ورد عن الإمام علي بن محمد العسكري عن آبائه( عليهم السلام ) في حديث قال: ((من تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى ومن تزوج في محاق الشهر فليسلم لسقط الولد)). ولا يكون العقد يوم الأربعاء لِما ورد من نحوستها خصوصاً أربعاء آخر الشهر, ومنها إيقاع العقد في أحد الأيام المنحوسة في الشهر وهي الثالث والخامس, والثالث عشر, والسادس عشر, والحادي والعشرون, والرابع والعشرون, والخامس والعشرون، فقد دلّت الأخبار على التحذير من العمل فيها بأي عمل كان، ولزوم الإنسان بيته، وعدم الحركة لشدة نحوستها فعن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((فأما الثالث من الشهر يوم نحس مستمر فاتق فيه البيع والشراء وطلب الحوائج والمعاملة)). وأيضا عنه( عليه السلام ): ((يوم نحس قتل فيه قابيل هابيل، لا تسافر فيه ولا تعمل عملا ولا تلف أحدا)). وأما الخامس من الشهر فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((أنه يوم نحس مستمر فلا تعمل فيه عملاً ولا تخرج عن منزلك)). وأما الثالث عشر من الشهر فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((يوم نحس فاتق فيه المنازعة والخصومة” وكل أمر)). وأما السادس عشر من الشهر فعنه( عليه السلام ): ((يوم نحس لا يصلح لشيء سوى الأبنية، ومن سافر فيه هلك)). وأما الحادي والعشرون من الشهر فعنه( عليه السلام ): ((أنه يوم نحس رديء فلا تطلب فيه حاجة)). وأما الرابع والعشرون من الشهر فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((أنه يوم نحس ولد فيه فرعون فلا تطلب فيه أمرا من الأمور)). وأما الخامس والعشرون من الشهر فعنه( عليه السلام ): ((يوم نحس رديء فاحفظ نفسك فيه ولا تطلب فيه حاجة، فإنه شديد البلاء)).

عقد الزواج الدائم

خطبة الشيخ أحمد زين الدين الأحسائي ( قدس سره )

ببسم الله الرحمن الرحيم ث

“الحمدُ للهِ الذي خلقَ آدمَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالفخّارِ وخَلقَ حَواءَ جَليلَةَ المقدارِ، فَتَناكحا بإذْنِ اللهِ الملِكِ الجبارِ, وتَناسَلا ذُكُوراً وإناثاً، وعبيداً وأحراراً، واخْتارَ مِنْ بني آدمَ محمداً( صلى الله عليه وآله وسلم  ) بِأَفضلِ الأصهارِ، فَزَوَّجَهُ إِبْنته فاطمةَ الزهراءَ صلوات الله عليها وكانَ خاطِبُها جِبرائيل عَن الملِكِ الجبّار فصداقُها فدك والعوالي وخمسمائةِ دِرهَم وخُمْسُ البراري والبحارِ وكان ليلة زِفافِها أبوها أَمامَها وجبرائيل عن يَميْنِها وميكائيل عن شمالِها ومن ورائها سبعون ألف ألف ملكٍ مِنْ الملائكة الأخيارِ. وأين مثلُ محمد صلى الله عليه وآله في الأخيارِ، وأينَ مِثْلُ عليّ عليه السلام في الأصهارِ وأينَ مِثْلُ فاطمةَ في الأطهار سلامُ اللهِ عليهِم ما تَعَاقَبَ الليلُ والنَّهارُ وما تغرَّدَ القُمْرِيِّ في الأسحار. وبعدُ فقد أحلَّ اللهُ النِكاحَ وحَرَّمَ الزِنى والسفاحَ فقال تعالى: [وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى2 مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ]، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((تناكحوا وتناسلوا فإني أباهي بِكُمُ الأممَ الماضِيةَ والقرونَ السالِفَةَ ولو بالسِقْطِ))، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ) أيضاً: ((من اَنْكَحَ فَقَدْ أَحَرَزَ نِصْفَ دِيْنِهِ فَلْيَتَّقِ اللهَ في النِصْفِ الآخر))، فلهذا رَغِبَ فُلانٌ في التزويج فعلى كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِهِ( صلى الله عليه وآله وسلم  ) ومِنْهاجِ عليّ بن أبي طالبٍ وطريقةِ أهلِ البيتِ الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين”. (ثم يذكر صيغة العقد).

خطبة سماحة آية الله العظمى الشيخ علي كاشف الغطاء( قدس سره )

ققق ث

“الحمد لله على ما أسرّنا من بهجة الأفراح بهذا القِران الميمون، والزواج المصون الذي أخذت تغدو وتروح عليه نسمات شذا الأماني والمنى، وهلهلت في رحاب آفاقه بشائر السعادة والهنا، وعمّ به الفرح والسرور، وأشرقت على رياض سرادقه شمس البركة واليمن والحبور. فلقد أعطيت القوس لباريها، ونالت الأحبة غُرّ أمانيها، وزُفت عروس الكمال والأدب لكافلها ومكافيها، ياعماد من لا عماد له، ويا ذُخر من لا ذخر له، ويا سند من لا سند له، ويا حرز من لا حرز له، ويا غياث من لا غياث له، ويا كنز من لا كنز له، ويا عزّ من لا عزّ له. يا كريم العفو، يا حسن التجاوز، يا عون الضعفاء، يا كنز الفقراء, يا عظيم الرجاء، يا منقذ الغرقى، يا منجي الهلكى، يا محسنُ، يا مجملُ، يا منعمُ، يا مفضلُ أنت الذي سجد لك سواد الليل، ونور النهار، وضوء القمر، وشعاع الشمس، وحفيف الشجر، ودويّ الماء يا الله  يا الله يا الله, لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، يا رباه، يا الله صلِّ على محمد وآل محمد وافعل بنا ما أنت أهله. أسألك بجاه من لُذنا بجواره مولانا أمير المؤمنين( عليه السلام )  أن تجعل التوفيق به موصولاً، والهناء له موفوراً، ورحمة الله وبركاته”. ( ثم اذكر صيغة العقد).

صيغة عقد النكاح الدائم

هنالك طريقتان: صيغة عقد النكاح الدائم بصورة مباشرة بين الزوج والزوجة، وأخرى بصورة غير مباشرة وهي المتعارف عليها في عصرنا.

صورة العقد بالأصالة: هو أن تزوج المرأة نفسها إلى الرجل. وصيغتها أن تقول المرأة: زَوَّجْتُكَ نَفْسِي بِمَهْرٍ قَدْرُهُ كذا. فيقول الرجل: قَبِلْتُ الزواج بالمهر المذكور. ثم تقول: أَنْكَحْتُكَ نَفْسِي بالمهر المذكور. فيقول الرجل: قَبِلْتُ النِكَاحَ بالمهر المذكور. ثم تقول: مَتَّعْتُك نَفْسِي بالمهر المذكور. فيقول الرجل: قَبِلتُ المتعةَ بالمهر المذكور. ثم تقول: زوجتك وأنكحتك ومتعتك نفسي بمهر قدره كذا. فيقول الرجل: قَبِلْتُ الزواج والنكاح والمتعة بالمهر المذكور.

وبذ2لك يتمُّ العقد.

العقد بالوكالة والمتعارف في عصرنا: بعد أن تُلقى الخُطبة أمام العقد بأن تؤخذ الوكالة من المرأة، وصيغة الوكالة هي: أترضين أيتها المحروسة بعين الله فلانة بنت فلان أن أكون وكيلك بأن أزوجَك من المحروس بعين الله فلان بن فلان بمهر قدره كذا (أو بمهر قدره كذا، الحاضر منه كذا، والغائب منه كذا لمدة كذا) فإن قبلتي فقولي نعم أنت وكيلي فإن قالت: نعم أنت وكيلي، تمّت بذلك الوكالة. وعندها تذهب إلى الرجل فتقول له: زَوَّجْتُكَ مُوَكِلَتي فلانه بنت فلان بمهر قدره كذا (أو بمهر قدره كذا، الحاضر منه كذا، والغائب منه كذا) فإن قَبِلْتَ فقل قَبِلْتُ، فيقول الرجل: قَبِلْتُ الزواج بالمهر المذكور، ثم تقول: أَنْكَحْتُكَ مُوَكِلَتي بالمهر المذكور فإن قبلت فقل قبلت النكاح بالمهر المذكور، فيقول الرجل: قَبِلْتُ النكاح بالمهر المذكور، ثم تقول: مَتَّعْتُكَ موكلتي بالمهر المذكور فإن قَبِلْتَ فقل قبلت المتعة بالمهر المذكور، فيقول الرجل: قَبِلْتُ المتعةَ بالمهر المذكور، ثم تقول: زَوَّجْتُكَ، أَنْكَحْتُكَ، مَتَّعْتُكَ بالمهر المذكور، فيقول الرجل: قَبِلْتُ الزواجَ والنكاحَ والمتعةَ بالمهر المذكور.

       وبذلك يتمّ العقد.

عقد الزواج المنقطع (المتعة)

خُطبة العقد المنقطع

ببسم الله الرحمن الرحيم

“الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير الأنام محمد وآله الغرّ الميامين.

وبعد: تمتعيني نفسك على كتاب الله، وسُنّة نبيه( صلى الله عليه وآله وسلم  )، وأهل بيته الطاهرين( عليهم السلام ) نكاحاً غير سفاح, بمقدار معلوم، إلى أجلٍ معلوم، على أن لا ترثيني، ولا أرثك, وعلى أن الماء أضعه حيث أشاء، وعلى أن الأجل إذا انقضى كان عليك عدّة خمسة وأربعين يوماً”.

 

صيغة النكاح المنقطع

وهي أن تقول المرأة: زَوَّجْتُكَ نفسي بمهر قدره كذا لمدّة كذا، فيقول الرجل: قَبِلْتُ، ولك بإبدال زَوَّجْتُكَ بـ(متعتك نفسي بمهر قدره كذا لمدة كذا).

 قصة خطبة الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) من خديجة( عليها السلام )

عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((لما أراد رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) أن يتزوج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على ورقة بن نوفل ابن عمّ خديجة فابتدأ أبو طالب بالكلام فقال:

“الحمد لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وأنزلنا حرماً آمناً وجعلنا الحكام على الناس وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه ثم إن ابن أخي هذا -يعنى رسول( صلى الله عليه وآله وسلم  )- ممن لا يوزن برجل من قريش إلا رجح به، ولا يقاس به رجل إلا عظم عنه ولا عذل له في الخلق، وإن كان مُقِلاً في  المال، فإن المال رفد جار، وظِلٌّ زائل، وله في خديجة رغبة، ولها فيه رغبة، وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها، والمهر عليَّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله، وله وربّ هـ2ـذا البيت حظ عظيم، ودين شائع، ورأي كامل”.

ثم سكت أبو طالب وتكلم ابن عمّها وتلجلج وقَصُر عن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر، وكان رجلاً من القسيسين، فقالت خديجة مبْتَدَأ: يا ابن عمّي إنك وإنْ كنت أولى بنفسي مني في الشهود فلستَ أولى بي من نفسي قد زوجتك يا محمد نفسي والمهر علي في مالي فاءمر عمَّك فلينحر ناقة فليولم بها، وادخل على أهلك، قال أبو طالب: اشهدوا عليها بقبولها محمداً، وضمانها المهر في مالها، فقال بعض قريش: يا عجباه المهر على النساء للرجال فغضب أبو طالب غضباً شديداً، وقام على قدميه، وكان ممن تهابه الرجال وتكره غضبه فقال: إذا كانوا مثل ابن أخي هـ2ـذا طُلبِت الرجال بأغلى الأثمان وأعظم المهر، وإذا كانوا أمثالكم لم يُزوَّجوا إلا بالمهر الغالي، ونحر أبو طالب ناقة ودخل رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) بأهله)). فقال رجل من قريش يقال له عبد الله بن غنم:

هنيئاً مريئاً يا خديجة قد جرت
تزوجته خير البرية كلها
وبشربه البَرَّان عيسى بن مريم
أقرت به الكُتّاب قِدماً بأنه
 

لك الطير فيما كان منك بأسعدِ
ومن ذا الذي في الناس مثل محمدِ
وموسى بن عمران فيا قرب موعدِ
رسول من البطحاء هادٍ ومهتدِ
 

 

قصة خطبة فاطمة الزهراء(J)

 خطبة النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) لما أراد تزويج فاطمة( عليها السلام )

“الحمد لله المحمود بنعمته, المعبود بقدرته, المطاع بسلطانه, المرهون من عذابه, المرغوب فيما عنده, النافذ أمره في سمائه وأرضه الذي خلق الخلق بقدرته, وميزهم بأحكامه، وأعزهم بدينه, وأكرمهم بنبيه محمد. ثم أن الله تعالى جعل المصاهرة نسباً لاحقاً وأمراً مفترضاً, وشج به الأرحام, وألزمه الأنام, قال الله تعالى: [وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا]، أمرُ الله يجري إلى قضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره, ولكلّ قضاء قدر ولكل قدر أجل [يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ] ثم أن ربي أمرني أن أزوج فاطمة من علي بن أبي طالب, وقد زوجتها إياه على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي”.

وكان رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قد بعث عليّ( عليه السلام ) في حاجة، ثم أنه( صلى الله عليه وآله وسلم  ) دعا بطبق من تمر فوضعه بين أيدي الحاضرين ثم قال( صلى الله عليه وآله وسلم  ): انتهِبُوا، فبينما هم كذ2لك إذ دخل عليّاً( عليه السلام ) فتبسم النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) في وجهه ثم قال: يا علي إن ربي  عز وجل أمرني أن أزوجك فاطمة، قال ( عليه السلام ): رضيت يا رسول الله، ثم أن عليّاً( عليه السلام ) خرَّ ساجداً شكراً لله تعالى فلما رفع رأسه قال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): بارك الله عليكما وبارك فيكما وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب.

 

 

فصل
في

الزفاف وآدابه

 

الزفاف وآدابه

الزفاف هو أخذ العروس إلى زوجها، وهو سُنّة مؤكدة من
رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) عندما زَوّج فاطمة الزهراء( عليها السلام ) فقد أتى ببغلته الشهباء, وبنى عليها، وزفها مع سبعين ألف مَلَك مع جبرائيل وسبعين ألف ملك مع ميكائيل إلى علي بن أبي طالب( عليه السلام ) وفي الزفاف ينثر على العروس شيءً من الحلوى وغيرها, كما يستحب في الزفاف ذكر الأناشيد والقصائد المشتملة على ذكر الرسول والأئمة(صلوات الله عليهم)، وفي الزفاف يستحب الوليمة، وأن يكون الزفاف ليلاً فإنه ورد عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((زفوا عرائسكم ليلاً وأطعموا ضحى)).

النثر في الأعراس: وهو نثر الحلوى وغيرها إشعاراً بإدخال السرور والفرحة في قلوب الحاضرين, ويجوز أكله وأخذه, فإن الله  عز وجل لما زوج فاطمة الزهراء( عليها السلام ) لعليّ( عليه السلام ) أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليّها وحُللها، وياقوتها ودرها، وزمردها واستبرقها، فقد روي عن أم أيمن: ((أنها دخلت على النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) وفي ملحفتها شيء فقال
رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ما معك يا أم أيمن، فقالت: أن فلانة أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارها، ثم بكت أم أيمن، وقالت: يا رسول الله فاطمة زوجتها ولم ينثر عليها شيءً. فقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): يا أم أيمن لِمَ تكذبين فإن الله تعالى لمّا زوج فاطمة علياً أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها وحللها، وياقوتها ودرها، وزمردها وإستبرقها، فأخذوا منها ما لا يعلمون, وقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة فجعله في منزل علي)).

الوليمة: فقد ورد عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((زفوا عرائسكم ليلاً وأطعموا ضحى))، وعنه( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((لا وليمة إلا في خمس: عرس أو خرس أو عذار أو وكار أو ركاز))، وأن تكون الوليمة ليوم أو يومين لما ورد عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) أنه قال: ((الوليمة في أول يوم حق والثاني معروف والثالث رياء وسمعة))، وأن يدعو المؤمنين للوليمة لأنه أقرب للدعاء ونزول البركة من السماء، والجيران والأقرباء والعشيرة وأهل صنعته، وأولى أن يكون معهم من الفقراء، ولا بأس في الأغنياء؛ فقد ورد عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((شر الطعام طعام الوليمة، يُدعى الغني ويترك المساكين))، ويستحب تلبية الدعوة وإجابته لها وأكله منها لما ورد عن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((من حق المؤمن على أخيه أربع خصال: إذا عطس أن يشمته،  وإذا دعا أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا توفى أن يشيّع جنازته))، وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((من دُعيَ إلى وليمة ولم يُجِب فقد عصى الله ورسوله))، وكذا قوله المبارك( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((‏‏تكَلَّفَ لك أخوك وَصَنَع، ثم تقول: إني صائم؟‍‍‍‍‍‍‍‍! كُلْ وصُمْ يوماً مكانه)), فإن استجابة الدعوة والأكل شعار الأخوة والمحبة بين الناس والألفة بينهم. وأن يكن شعار أهل الوليمة هو الاستقبال ببشاشة الوجه وطلاقته, كما سمعنا بعض المؤمنين يقولون: (أكثركم حبا لنا أكثركم أكلا
عندنا), كما يستحب ترك السرعة عند الدعوة إلى وليمة لقول
رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((إذا دُعيْتم إلى العرسان فأبطئوا فإنها تذكر بالدنيا)).

قصة زفاف فاطمة الزهراء( عليها السلام ) إلى علي( عليه السلام )

((لمّا كانت ليلة زفاف فاطمة بعلي( عليهما السلام ) أتى النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) ببغلته الشهباء, وبنى عليها قطيفة، وقال لفاطمة( عليها السلام ): اركبي، وأمر سلمان(S) أن يقودها والنبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) يسوقها فبينما هو في بعض الطرق إذ سمع النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) وحيه فإذا بجبرائيل( عليه السلام ) في سبعين ألف ملك وميكائيل( عليه السلام ) في سبعين ألف ملك، فقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ما أهبطكم إلى الأرض؟، قالوا: جئنا نزف فاطمة إلى زوجها، وكَبّر جبرائيل وكبّر ميكائيل وكَبّرت الملائكة وكَبّر محمد( صلى الله عليه وآله وسلم  )، فوُضِع التكبير على العرائس من تلك الليلة)).

فصل
في

الدخول على الزوجة وآدابه

آداب الدخول على الزوجة في اليوم الأول من الزواج (الدُخلة)

إن ما ورثناه عن السُنّة الطاهرة من أخلاق سامية، وأفعال حميدة، تجعل الإنسان في غاية الكمال في كلّ أعماله وأفعاله، فقد أوجب الإسلام على المؤمن والمؤمنة أن يتمسكا بتعاليمه حتى في الخلوات، وجعل لهما سُنّة للحفاظ على الأخلاق والمودّة والحفاظ على سلامة وليدهما، فقد أوصى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) من أراد الدخول على امرءته فقال: ((إذا دخلتْ العروس بيتك فاخلع خفيها حتى تجلس، واغسل رجليها, وصب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك, فإنك إن فعلت ذ2لك أخرج الله من دارك سبعين ألف لون من الفقر، وأدخل فيه سبعين ألف لون من البركة، وأنزل عليه سبعين ألف لون من الرحمة ترفرف على رأس العروس حتى تنال بركتها كل زاوية من بيتك, وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها ما دامت في تلك الدار)), ثم تصلي ركعتين، وتدعو بالمأثور لتكسب مودتها، ويحل التوافق والمحبة والتفاهم بينكما، وتأمر زوجتك أن تصلي ركعتين، وتدعو بالمأثور أيضاً. فعن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) أنه قال: ((إذا زُفت إلى الرجل زوجتُه وأدخلت إليه فليصلِّ ركعتين ومُرْهم أن يأمروها أيضاً أن تصلي ركعتين وليمسح على ناصيتها ثم ليقل: اللهم بارك لي فيها ولها فيَّ وما جمعتَ بيننا فاجمعْ في خير ويُمْن وسعادة وعافية، وإذا جعلتها فرقة فأجعلها فرقة إلى كل خير. الحمد لله الذي هدى ضلالتي, وأغنى فقري, وأنعش خمولي, وأعز ذلتي, وآوى عيلتي, وزوج غربتي, وأخدم مهنتي, وآنس وحشتي, ورفع خسيستي, حمداً كثيراً طيباً مباركاً على ما أعطيت يا رب, وعلى ما قسمت، وعلى ما أكرمت)).

وبعده عن الإمام الرضا( عليه السلام ): ((فإذا دخلت عليك فخذ ناصيتها واستقبل القبلة بها وقل: اللهم بأمانتي أخذتها، وبميثاقي استحللت فرجها، اللهم فارزقني منها ولداً مباركاً سوياً, ولا تجعل للشيطان فيه شركاً، ولا نصيبا))، وتقول عند الجماع، كما جاء في الأثر: ((اللهم جنبني الشيطان، وجنب الشيطان مني، فإذا رزقتني ولداً فلا تجعله شريك الشيطان)).

ويستحب مداعبة الزوجة حيث ورد عن الإمام الرضا( عليه السلام ): ((ولا تجامع امرأة حتى تلاعبها وتكثر ملاعبتها وتغمز ثدييها, فإنك إذا فعلت ذلك غلبت شهوتها واجتمع ماؤها لأن ماءَها يخرج من ثدييها والشهوة تظهر من وجهها وعينيها, واشتهت منك مثل ما تشتهيه منها)).

وعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((إذا أتى أحدكم أهله فليكن بينهما ملاعبة, فإنه أطيب للأمر)).

ويكره في الأسبوع الأول أكل العروس من الألبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض، ففي وصية النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) للإمام علي( عليه السلام ) أنه قال: ((وامنع العروس في أسبوعك  من الألبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض، فقال الإمام علي( عليه السلام ): يا رسول الله ولأي شيء أمنعها من هذه الأشياء الأربعة؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): لأن الرحم يعقم ويبرد من هذه الأشياء الأربعة عن الولد، ولَحصيرٌ في ناحية البيت خيرٌ من امرأة لا تلد، فقال الإمام علي( عليه السلام ): ما بال الخل تمنع منه؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): إذا حاضت على الخل لم تطهر أبداً بتمام، والكزبرة تثير الحيض في بطنها وتشدد عليها الولادة، والتفاح الحامض يقطع حيضها، فيصير داءً عليها)).

آداب الدخول بزوجتك في باقي الأيام

وضع الإسلام آداباً للمجامعة مع زوجتك لتكوين الألفة والمحبة والاحترام بينكما، ودون الوقوع في إيذاء وليدهما، فجعل المستحبات للعمل بها، والمكروهات لتركها.

مستحبات الجماع

فأما المستحبات: فالمداعبة، والتسمية، وتخيّر الأوقات المباركة للمجامعة.

المداعبة مع امرأتك: ذكر عن الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((كل لهو باطل إلا ما كان من ثلاثة: رميك عن قوسك، وتأديبك لفرسك, وملاعبتك أهلك، فإنه من السُنّة)).

وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام )، عن أبيه( عليه السلام ). قال:((قال
رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ثلاثة من الجفاء: أن يصحب الرجل فلا يسأله عن اسمه وكنيته, وإنْ دُعيَ الرجل فلا يجيب, وإن يُجب فلا يأكل, ومواقعة الرجل أهله قبل المداعبة)).

وروي عن الإمام الرضا( عليه السلام ) قال: ((ولا تجامع امرأة حتى تلاعبها، وتكثر ملاعبتها وتغمز ثدييها, فإنك إذا فعلت ذ2لك، غلبت شهوتها، واجتمع ماؤها؛ لأن ماءَها يخرج من ثدييها، والشهوة تظهر من وجهها وعينيها” واشتهت منك مثل ما تشتهيه منها)).

وجاء في الأثر: ((القُبلة رسول النكاح)).

التسمية: مستحبة عند كل مجامعة بزوجتك، وهي أن تقول -كما جاء في الأثر-: ((اللهم جنبني الشيطان، وجنب الشيطان مني، فإذا رزقتني ولداً فلا تجعله شريك الشيطان)) .

وورد عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان منا مما رزقتنا, فإن قدر بينهما في ذلك ولدٌ لم يضرَّ ذلك الولدَ الشيطان)).

وروي عن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((إذا أتى أحدكم أهله، فليذكر الله فإن لم يفعل وكان منه ولدٌ كان شريكَ الشيطان)).

قصة تحث على التسمية عند المجامعة

عن أبي بصير قال: قال الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ): ((يا أبا محمد أيّ شيء يقول الرجل منكم إذا دخلتْ عليه امرأتُه؟ قلت: جعلت فداك، أيستطيع الرجل أن يقول شيئا؟ فقال: ألا أعلمك ما تقول؟ قلت: بلى. قال: تقول: بكلمات الله استحللت فرجها وفي أمانة الله أخذتها. اللهم إن قضيت لي في رحمها شيئاً، فاجعله باراً تقياً، واجعله مسلماً سوياً، ولا تجعل فيه شريك الشيطان. قلت: بأي شيء يعرف ذ2لك؟ قال: أما تقرأ كتاب الله  عز وجل ؟ ثم ابتدأ هو: [وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ] ثم قال: إن الشيطان ليجيء حتى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها، ويحدث كما يحدث، وينكح كما ينكح. قلت: بأي شيء يعرف ذ2لك؟ قال: بحبنا وبغضنا, فمن أحبنا، كان نطفة العبد، ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان)).

        ما يكره عند المجامعة

فأما ما يكره عند المجامعة فأمور:

(منها) الأيام المنحوسة وهي: اليوم الثالث من الشهر. فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((يوم نحس قتل فيه قابيلُ هابيلَ. لا تسافر فيه، ولا تعمل عملاً، ولا تُلْفِ أحداً)) اليوم الخامس من الشهر. فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((هو يوم نحس، وهو يوم نكد عسر لا خير فيه, فاستعذ بالله من شره)) اليوم الثالث عشر من الشهر. فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((يوم نحس، وهو يوم مذموم في كل حال, فأستعذ بالله من شره)) اليوم السادس عشر من الشهر. فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((يوم نحس لا يصلح لشيء سوى الأبنية، ومن سافر فيه هلك)) اليوم الحادي والعشرون من الشهر. فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((أنه يوم نحس رديء، فلا تطلب فيه حاجة)) اليوم الرابع والعشرون من الشهر. فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((أنه يوم نحس ولد فيه فرعون، فلا تطلب فيه أمراً من الأمور)) اليوم الخامس والعشرون من الشهر. فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((يوم نحس مكروه ثقيل نكد، فلا تطلب فيه حاجة، ولا تسافر فيه، واقعد في منزلك، واستعذ بالله من شره)).

توق من الأيام سبعاً كواملاً
ثلاثاً وخمساً ثم ثالث عشرها
وواحد والعشرون قد شاع ذكره
فتوقها مهما استطعت فإنها
 

ولا تتخذ فيهن عرساً ولا سفر
وسادس عشر هكذا جاء في الخبر
وأربع والعشرون والخمس في الأثر
كأيام عاد ليس تُبقي ولا تذر
 

 

(ومنها) أوقات كراهية الجماع: اليوم الذي يكون فيه القمر في برج العقرب. فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((من سافر أو تزوج والقمر في برج العقرب لم يرَ الحسنى)) اليوم الذي يكون في محاق الشهر. فعن الإمام الكاظم( عليه السلام ): ((من تزوج في محاق الشهر، فلا يسلم لسقط الولد)).

وسًئِل الإمام الباقر( عليه السلام ): ((أيكره الجماع في وقت، وإن كان من حلال؟ قال: نعم، من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن مغيب الشمس إلى مغيب الشفق)) وفي الحديث النبوي: ((تكره الجنابة حين تظهر الشمس وحين تطلع وهي تصفر)) واليوم الذي ينكسف فيه الشمس، وينخسف فيه القمر. فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ):‏((نهيَ عن الجماع في اليوم الذي ينكسف فيه الشمس، وينخسف فيه القمر)) وفي الليل واليوم الذي فيه الريح السوداء والريح الحمراء والصفراء فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ): ((‏نهيَ عن الجماع في الليلة وفي اليوم اللذين فيهما الريح السوداء والريح الحمراء والريح الصفراء)). وفي اليوم والليلة التي يكون فيها الزلزلة فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ): ((نهي عن المجامعة في اليوم والليلة اللذين يكون فيهما الزلزلة)). ولا تجامع أهلك في أول ليلة من الهلال ولا في النصف ولا في آخره، فقد أوصى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) الإمام علياً( عليه السلام ) قال: ((يا علي لا تجامع أهلك في أول ليلة من الهلال ولا في النصف ولا في آخر ليلة فإنه يتخوف على ولد من يفعل ذ2لك الخبل، فقال الإمام علي( عليه السلام ): ولم ذ2لك يا رسول الله؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): إن الجن يكثرون غشيان نسائكم في أول ليلة من الهلال وليلة النصف وفي آخر ليلة، أما رأيت المجنون يصرع في أول الشهر وفي وسطه وفي آخره))، ويستثنى منه هلال شهر رمضان المبارك لما روي واشتهر بين المسلمين من استحباب المجامعة في تلك الليلة فروي عن الإمام علي( عليه السلام ) أنه قال: ((إنه يستحب أن يأتي الرجل أهله أول ليلة من شهر رمضان لقوله تعالى  عز وجل: [‏أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ] والرفث المجامعة)). والدخول ليلة الأربعاء فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((ليس للرجل أن يدخل بامرأة ليلة الأربعاء)).

(ومنها) كراهة النظر إلى الفرج أثناء المجامعة، وجواز النظر عريانة: ويكره الجماع عارياً، ولا مستقبل القبلة، ولا مستدبرها؛ فقد سُئل الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ) فقيل له: ((أجامع وأنا عريان؟ فقال: لا، ولا مستقبل القبلة، ولا مستدبرها)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) في الرجل ينظر إلى امرأته وهي عريانة، قال ( عليه السلام ): ((لا بأس بذ2لك وهل اللذة إلاّ ذ2لك؟‍!)). وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ): ((الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا وهنّ أجمل من الحور العين، ولا بأس أن ينظر الرجل إلى امرأته وهي عريانة)). وعن علي( عليه السلام ) وابن عباس إنهما قالا: ((النظر إلى الفرج عند الجماع يورث العمى)). وفي وصية الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) للإمام علي( عليه السلام ) قال: ((ولا ينظر أحد إلى فرج امرأته، وليغضّ بصره عند الجماع فإن النظر إلى الفرج يورث العمى في الولد)).

(ومنها) الكلام عند الجماع بغير ذكر الله: فقد ورد عن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ): ((اتقوا الكلام عند ملتقى الختانين فإنه يورث الخرس)).

(ومنها) الجماع تحت السماء: فعن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): … وكرّه النظر إلى فروج النساء، وقال: إنه يورث العمى، وكرّه الكلام عند الجماع، وقال: إنه يورث الخرس. وكرّه المجامعة تحت السماء)).

(ومنها) جماع المخضّب وجماع المخضّبة حتى يبلغ الخضاب: فعن مسمع بن عبد الملك قال: ((سمعت الإمام أبا عبد الله( عليه السلام ) يقول: لا يجامع المختضب، قلت: جعلت فداك لِمَ لا يجامع المختضب؟ قال: لأنه محتصر)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) أنه قال لرجل من أوليائه: ((لا تجامع أهلك وأنت مختضب، فإنك إن رزقت ولداً كان مخنثاً)).

(ومنها) الجماع في ساعة حارَّة نصف النهار: فعن ضريس عن عبد الملك قال: ((لمّا بلغ الإمام أبا جعفر( عليه السلام ) أنّ رجلاً تزوج في ساعة حارَّة عند نصف النهار، فقال ( عليه السلام ): ما أراهما يتفقان، فافترقا)).

(ومنها) الجماع في موضع لا يوجد فيه الماء من سفر ونحوه: فعن إسحاق قال: ((سألت الإمام أبا عبد الله( عليه السلام ) عن الرجل يكون أهله معه في سفر لا يجد الماء، يأتي أهله؟ قال ( عليه السلام ): ما أحبّ إلا أن يخاف على نفسه، قلت: فطلب بذلك اللذة، قال: هو حلال)).

(ومنها) الجماع بعد الظهر: فقد كان مما وصّى الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) به الإمام علياً( عليه السلام ) أنه قال: ((يا علي لا تجامع امرأتك بعد الظهر، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون أحول والشيطان يفرح بالحَوَل في الإنسان))، عدا يوم الخميس بعد الزوال والجمعة بعد العصر، ففي وصية النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) للإمام عليّ( عليه السلام ) قال: ((وإن جامعتها يوم الخميس عند الزوال والشمس عند كبد السماء فقضي بينكما ولد، فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب، ويكون قيّماً، ويرزقه الله السلامة في الدين والدنيا وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر فقضي بينكما ولد، فإنه يكون معروفاً مشهوراً عالماً)).

(ومنها) الجماع بشهوةِ غير امرأتك: فقد أوصى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) علياً( عليه السلام ) قال: ((يا علي لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك، فإنه يخشى إن قضيَ بينكما ولد أن يكون مخنثاً أو مخبلاً)).

(ومنها) اتحاد خرقة الزوج والزوجة: يكره اتحاد خرقة كل من الزوج والزوجة عند الفراغ من الجماع، فمما وصى به النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) الإمام علياً( عليه السلام ) أنه قال: ((يا علي لا تجامع امرأتَك إلا ومعك خرقة، ولا تمسحا بخرقة واحدة  فتقع الشهوة على الشهوة فإن ذ2لك يعقّب العداوة بينكما، ثم يؤدِّ بِكما إلى الفرقة والطلاق)).

 

 

فصل
في
صفات الزوج والزوجة

صفات الزوج والزوجة

بيّن الإسلام صفات الزوج والزوجة الحسنة والسيئة ورغّب في الصفات الحسنة ورهّب عن الصفات السيئة، وأوصى بالتجنب عنها. وإليك تفصيل كلّ من الصفات الحسنة والسيئة:

الصفات الحسنة للزوجة

هي أن تكون مسلمة، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) عن آبائه( عليهم السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ما استفاد امرؤٌ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها ومالها)). وأن تكون مؤمنة ففي حديث قدسيّ عن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): قال الله  عز وجل: إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدنيا وخير الآخرة جعلت له قلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً، وزوجة مؤمنة تسرّه إذا نظر إليها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله)). وأن تكون صالحة، فإن من سعادة  الزوج أن تكون له زوجة صالحة، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): من سعادة المرء الزوجة الصالحة))، وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((ثلاثة للمؤمن فيها راحة: دار واسعة تواري عورته وسوء حاله، وامرأة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة، وابنة يخرجها إما بموت أو بتزويج)). وعنه( عليه السلام ) أيضاً قال: ((خمس خصال من فقد واحدة منهنّ لم يزل ناقص العيش، زائل القلب، مشغول القلب: فأوّلها صحّة البدن، والثانية الأمن، والثالثة السعة في الرزق، والرابعة الأنيس الموافق، وهو الزوجة الصالحة والولد الصالح والجليس الصالح، والخامسة وهي تجمع هذه الصفات الدعة)). وعنه الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((ثلاثة أشياء لا يحاسب عليها المؤمن: طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه)). وأن تكون ذات وجه صبيح، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أفضل نساء أمتي أصبحهنّ وجهاً، وأقلّهنّ مهراً)). وأن تكون من صفاتها: ولودة، عفيفة، عزيزة عند أهلها ذليلة مع بعلها، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري( رضي الله عنه ) قال: ((كنّا عند رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فقال: إن خير نسائكم: الولودة، العفيفة، العزيزة في أهلها الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان على غيره، التي تسمع قوله، وتطيع أمره، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها، ولم تبذل كتبذل الرجل)). وعن إبراهيم الكرخي قال: ((قلت للإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال لي: انظر أين تضع نفسك، ومن تشركه في مالك، وتطلعه على دينك وسرّك فإن كنت لا بدّ فاعلاً، فبِكراً تنسب إلى الخير، وإلى حسن الخلق، واعلم إنهنّ كما قال:

ألا إن النساء خلقن شتى
ومنهنّ الهلال إذا تجلّى
فمن يظفر بصالحهنّ يسعد
 

فمنهنّ الغنيمة والغرام
لصاحبه ومنهنّ الظلام
ومن يعثر فليس له انتقام
 

 

وهنّ ثلاث: فامرأة بكر ولود ودود تعين زوجها على الدهر لدنياه وآخرته، ولا تعين الدهر عليه، وامرأة عقيم صخّابة ولاجة همازة، تستقلّ الكثير ولا تقبل اليسير)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): ((خير نسائكم التي إذا خلت مع زوجها خلعت درع الحياء، وإذا لبست لبست معه درع الحياء)). وأن تكون من عمّال الله فعن الإمام أبي الحسن الرضا( عليه السلام ) قال: ((قال أمير المؤمنين( عليه السلام ): خير نسائكم الخمس، قيل: وما الخمس؟ قال: الهيّنة اللينة المؤاتية التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض حتى يرضى، وإذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته، فتلك عامل من عمال الله وعامل الله لا يخيب)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((خير نسائكم الطيبة الريح الطيبة الطبيخ التي إذا أنفقت أنفقت بمعروف، وإذا أمسكت أمسكت بمعروف، فتلك عامل من عمال الله وعامل الله لا يخيب ولا يندم)). وورد أنه جاء رجل إلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فقال: ((إن لي زوجة إذا دخلت تلقّتني، وإذا خرجت شيّعتني، وإذا رأتني مهموماً قالت لي: ما يهمك؟ إن كنت تهتمّ لرزقك فقد تكفّلَ به غيرك، وإن كنت تهتم لأمر آخرتك فزادك الله همّاً، فقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): إن لله عمالاً وهذه من عماله، لها نصف أجر الشهيد)).

الصفات السيئة للزوجة

لا بدّ للزوجة من تجنب جملة من الصفات السيئة؛ لتكون محمودة الذكر في الدنيا، قريرة العين في الآخرة، وممن ينال رضا الله  عز وجل، فقد ورد عن جابر بن عبد الله أنه قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ألا أخبركم بشرار نسائكم؟ الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها، العقيم الحقود التي لا تتورع عن قبيح، المتبرجة إذا غاب عنها بعلها، الحصان معه إذا حضر، لا تسمع قوله، ولا تطيع أمره، وإذا خلا بها بعلها تمنعت منه كما تمنع الصعبة عند ركوبها، ولا تقبل منه عذراً ولا تغفر له ذنباً)). وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((شرار نسائكم: المقفرة الدنسة اللجوجة العاصية الذليلة في قومها، العزيزة في نفسها، الحصان مع زوجها، الهلوك على غيره)). وأن تكون عاقراً فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((اعلموا أن الحسناء إذا كانت ولوداً أحبّ إلي من الحسناء العاقر)). وأن تكون كرب مقمع، وغلّ قمّل، فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) عن أبيه( عليه السلام ) قال: ((النساء أربع أصناف: فمنهنّ جامع مجمع، ومنهنّ ربيع مربع، ومنهنّ خرقاء مقمع، ومنهنّ وغلٌّ قمّل)). وعن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) أنه قال: ((يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة وهو شرّ الأزمنة نسوة كاشفات عاريات متبرجات من الدين خارجات في الفتن داخلات مائلات إلى الشهوات مسرعات إلى اللذات مستحلات المحرمات في جهنم خالدات)). وورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((كان من دعاء رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أعوذ بك من امرأة تشيبني قبل مشيبي)). وورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((أغلب الأعداء للمؤمن، زوجة السوء)). فلا تكوني كذ2لك.

الصفات الحسنة للزوج

لقد ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري( رضي الله عنه ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ألا أخبركم بخيار رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: إن من خير رجالكم: التقي النقي، السمح الكفين، السلم الطرفين، البَرّ بوالديه، ولا يلجئ عياله إلى غيره)). وأن يكون من صفاته متعفف ذا عيال، فقد ورد عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((إن الله يحب عبد الفقير المتعفف ذا العيال)). وأن يكون له قلبٌ خاشعٌ، ولسانٌ ذاكرٌ، وجسدٌ على البلاء صابر. فقد ورد عن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): قال الله  عز وجل: إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدنيا وخير الآخرة جعلت له قلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً، وزوجة مؤمنة تسرّه إذا نظر إليها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله)).

الصفات السيئة للرجل

وورد عن الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((ألا أخبركم بشرّ رجالكم؟ فقلنا: بلى، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): إن من شرّ رجالكم: البهّات، البخيل، الفاحش، الآكل وحده، المانع رفده، الضارب أهله وعبده، الملجئ عياله إلى غيره، العاقّ بوالديه)).

 

فصل
في
حقوق الزوج والزوجة

حقوق الزوج والزوجة

من وظائف الشريعة الإسلامية الحفاظ على الحقوق بين الناس ومن تلك الحقوق حقوق كل من الزوجين تجاه صاحبه، فجعلت حقوقاً للزوجة على زوجها، وحقوقاً للزوج على زوجته، ويكفيك قوله تعالى: [‎‎وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ‎]. وتلك الحقوق هي:

حقوق الزوجة

كثيراً ما أوصى الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) الأزواج بالحفاظ على زوجاتهم وتقديم حقوقهم من دون تعسف فيها. لأن عدم إعطاء الحق لذي الحق يؤدي إلى المنازعات والمشاجرات بين الزوجين أعاذنا الله منها. وكان رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) خيرَ أُمّتِه لأهله حيث كان يقول: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)). ولعن من ضيّع أهله فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((ملعون ملعون من ضيّع من يعول)). وقال الإمام أبو الحسن( عليه السلام ): ((عيال الرجل أسراؤه فمن أنعم الله عليه بنعمةٍ فليوسع على أسرائه، فإن لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة)). وإن دوام النعمة هو في التوسعة على أسرته، وأن يتقي الله في الضعيفين اليتيم والنساء. والصبر على المرأة سيئة الخلق، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) عن آبائه( عليهم السلام ) عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) أنه قال: ((ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب في ذ2لك، أعطاه الله ثواب الشاكرين)). وعن إسحاق بن عمار قال: ((قلت للإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسناً؟ قال ( عليه السلام ): يشبعها ويكسوها وإن جهلت غفر لها)). وقال الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ): ((كانت امرأة عند أبي( عليه السلام ) تؤذيه فيغفر لها)).

وعنه( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): إنما المرأة لعبة فمن اتخذها فلا يضيعها)). وعن يونس بن عمار قال: ((زوّجني الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ) جارية لابنه إسماعيل فقال: أحسن إليها، قلت: وما الإحسان؟ قال: أشبع بطنها، واكس جثّتها، واغفر ذنبها)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أوصاني جبرائيل بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبيّنة)). وقال الإمام الصادق( عليه السلام ): ((رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته، فإن الله  عز وجل قد ملّكه ناصيتها وجعله القيم عليها، وقد جعل الله أكثر أهل الجنة من المستضعفين النساء، علم الله ضعفهن فرحمهنّ)). وعنه( عليه السلام ): ((جاءت امرأة إلى رسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فسألته عن حق الزوج على المرأة فخبرها، ثم قالت: فما حقها عليه؟ قال: يكسوها من العري، ويطعمها من الجوع، وإذا أذنبت غفر لها، قالت: فليس لها عليه شيء غير هــ2ـذا؟ قال: لا، قالت: لا والله لا تزوّجت أبداً، ثمّ ولّت، فقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ارجعي، فرجعت، فقال: إن الله  عز وجل يقول: [‎وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ])). ووصى أمير المؤمنين( عليه السلام ) ولده محمد بن الحنفية: ((إن المرأة ليست بقهرمانة قدّرها على كلّ حال وأحسن الصحبة لها ليصفو عيشك)). كما أوصى أمير المؤمنين( عليه السلام ) ولده الإمام الحسن( عليه السلام ): ((لا تملك المرأة من الأمر ما يجاوز نفسها فإن ذ2لك أنعم لحالها، وأرخى لبالها، وأدوم لجمالها، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانه، ولا تعدّ بكرامتها نفسها، واغضض بصرها بسترك، واعطفها بحجابك، ولا تطمعها أن تشفع لغيرها)). ولا يترك وطأها أكثر من أربعة أشهر، فقد ورد عن الإمام أبي الحسن الرضا( عليه السلام ) ((أنّه سئل عن الرجل تكون عنده المرأة الشابة يمسك عنها الأشهر والسنة، لا يقربها ليس يريد إلاّ الضرار بها، يكون في ذ2لك آثماً؟ قال: إذا تركها أربعة أشهر كان آثماً بعد ذ2لك)). فكلّ هذه الأحاديث تحثّ على رعاية حقوق المرأة لأنها أحد الضعيفين فاتقِ الله في الضعيفين.

حقوق الزوج

كما جعل الله  عز وجل حقوقاً للزوجة على زوجها، فإنه  جل جلاله جعل حقوقاً للزوج يجب على الزوجة مراعاتها، فقد لل: [‏وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ]. وأوصى الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) كثيراً بطاعة الزوج وأوجب على الزوجة حقوقاً وهو القائل: ((لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)). ومن تلك الحقوق: أن لا تبيت وزوجها ساخط عليها، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): ((أيّما امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حقّ لم يتقبل منها صلاة حتى يرضى عنها، وأيّما امرأة تطيبت لغير زوجها لم يقبل الله منها صلاةً حتى تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): ((ثلاث لا يرفع لهم عمل: عبدٌ آبق، وامرأة زوجها عليها ساخط، والمسبل إزاره خيلاء)). ومنها أن لا تخرج إلا بإذن زوجها فعن الإمام جعفر بن محمد( عليهما السلام ) عن آبائه( عليهم السلام ) قال: ((نهى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها، فإن خرجت لعنها كلّ ملك في السماء)). ومنها أن لا تسخط على زوجها فعن الإمام جعفر بن محمد( عليهما السلام ) ((أنّه سئل عن المرأة المغاضبة زوجها، هل لها صلاة أو ما حالها؟ قال: لا تزال عاصية حتى يرضى عنها)). ومنها أن لا تؤذيه فقد ورد عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه)). ومنها تأخير المرأة من الاستمتاع بها فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) للنساء: لا تطولَنّ صلاتكن لتمنعن أزواجكن)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن امرأة أتت رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) لبعض الحاجة فقال لها: لعلك من المسوفات؟ قالت: وما المسوفات
يا رسول الله؟ قال: المرأة التي يدعوها زوجها لبعض الحاجة فلا تزال تسوفه حتى ينعس زوجها فينام، فتلك التي لا تزال الملائكة تلعنها حتى يستيقظ زوجها
)). وورد عن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((لا ينبغي للمرأة أن تعطلّ نفسها ولو أن تعلّق في عنقها قلادة، ولا ينبغي أن تدع يدها من الخضاب ولو أن تمسحها مسحاً بالحناء وإن كانت مسنّة)). وسئل رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) ((ما زينة المرأة للأعمى؟ قال: الطيب والخضاب فإنه من طيب النسمة)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) عن أبيه( عليه السلام ) قال: ((تقاضى علي وفاطمة( عليهما السلام ) إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم  ) في الخدمة فقضى على فاطمة( عليها السلام ) بخدمتها ما دون الباب، وقضى على علي( عليه السلام ) بما خلفه، قال: فقالت فاطمة( عليها السلام ): فلا يعلم ما دخلني من السرور إلا الله بما كفاني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم  ) تحمل أرقاب الرجال)). وقال الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ) عن أبيه( عليه السلام ): ((ما من امرأة تسقي زوجها شربة ماء إلا كان لها خيراً من عبادة سنة، صيام نهارها، وقيام ليلها، ويبني الله لها بكلّ شربة تسقي بها زوجها مدينة في الجنّة وغفر لها ستين خطيئة)).

قصة تحث على طاعة الزوج ولزوم استئذانه في الخروج

عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن رجلاً من الأنصار على عهد رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) خرج في بعض حوائجه فعهد إلى امرأته عهداً أن لا تخرج من بيتها حتى يقدم، قال: وإن أباها قد مرض فبعثت المرأة إلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) تستأذنه أن تعوده، فقال: لا، اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك، فثقل فأرسلت إليه ثانياً بذلك، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أجلسي وأطيعي زوجك، قال: فمات فبعثت إليه إن أبي قد مات فتأمرني أن أصل؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): لا اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك، قال: فدفن الرجل فبعث إليها رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) إن الله غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك)).

 

فصـل
في
آداب الولادة والمولود

المولود وآدابه

ظهر نور الإسلام فاستنارت به الدنيا وكرّم الإنسان بما لم يكرم أي مخلوق بمثله من المخلوقات، فقد لل:[وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَ‎ادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً]، وذكر الله  جل جلاله أطوار خلقه في الرحم فقال ( عز وجل) :[‏ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا ءَ‎اخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ]، وحبب الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ) لنا الحمل وطلب الولد وأخبرنا المعصومين أن الله يكفينا رزق الأولاد والعيال، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((الرزق مع العيال، الرزق مع الأولاد))، وعن بكر بن صالح قال: ((كتبت إلى الإمام أبي الحسن( عليه السلام ) إني اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين وذلك أن أهلي كرهت ذ2لك، وقالت: إنه يشتدّ عليّ تربيتهم لقلّة الشيء، فما ترى؟ فكتب إلي ( عليه السلام ): اطلب الولد فإن الله يرزقهم)). ورتب الله  عز وجل للأبوين آثاراً دنيوية وآثاراً أخروية، فأما الآثار الدنيوية فهي السعادة لأبويه، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((من سعادة الرجل الولد الصالح)). وهو عضد لأبويه فعن عيسى بن صبيح قال: ((دخل الإمام العسكري( عليه السلام ) علينا الحبس وكنت به عارفاً فقال لي ( عليه السلام ): لك خمس وستون سنة وشهر ويومان، وكان معي كتاب دعاء عليه تأريخ مولدي، وإني نظرت فيه فكان كما قال، ثم قال : هل رزقت من ولد؟ قلت: لا، قال: اللهم ارزقه ولداً يكون له عضداً، فنعم العضد الولد...)). ومن كان عنده ولد لم ينس الناس ذكره، فعن الإمام أبي الحسن( عليه السلام ): ((إن من مات بلا خلف فكأنه لم يكن في الناس، ومن مات وله خلف فكأنه لم يمت)).

وأما الآثار الأخروية فإن عمل الولد استمرارية لعمل أبويه، فعن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له)). وهو ميراث الله، فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((ميراث الله من عبده المؤمن الولد الصالح يستغفر له)). كما جعل الله  عز وجل للأولاد حقوقاً عند الحمل وعند الولادة على والديهم، جعل حقوقاً على الأبوين تجاه الأولاد.

حق الولد عند الحمل على الوالدين

لقد منّ الله تعالى على أبينا آدم( عليه السلام ) وعلى البشرية بما وهب الله  عز وجل لهم من نسل، وخصّ المرأة في حمل هـ2ـذه الهبة الإلـ2ـهية تفضلاً منه، وخصص لها الأجر العظيم، وأنزلها منزلة أجر الشهيد. فقد ورد عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((أيما امرأة دفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً نظر الله إليها، ومن نظر الله إليه لم يعذبه، فقالت أم سلمة: يا رسول الله ذهب الرجال بكلّ خير، فأي شيءٍ للنساء المساكين؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): بلى، إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، فإذا أرضعت كان لها بكلّ مصّة كعدل عتق محرر من ولد إسماعيل، فإذا فرغت من رضاعه ضرب ملك كريم على جنبها وقال: استأنفي العمل فقد غُفر لك)). وشدد الله  عز وجل على الزوج والزوجة بالحفاظ على الحمل من حين انعقاده لعظيم أهميته عند الباري  عز وجل، حتى أن الزوج لو طلب إسقاطه لم يكن له ذ2لك، إذ جاء في الأثر: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)). ولو خافت الحامل على حملها فلا يحقّ لها إسقاطه فعن إسحاق بن عمار قال: ((قلت للإمام أبي الحسن( عليه السلام ): المرأة تخاف الحمل فتشرب الدواء فتلقي ما في بطنها؟ قال: لا، فقلت إنما هو نطفة فقال: إن أول ما يخلق نطفة)).

ويستحب للحامل أن تأكل سفرجلاً، فعن محمد بن مسلم قال: ((قال الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ) ونظر إلى غلام جميل: ينبغي أن يكون أبو هـ2ـذا الغلام أكل السفرجل))، وعن شرحبيل بن مسلم إنه( عليه السلام ) قال في المرأة الحامل: ((تأكل السفرجل فإن الولد يكون أطيب ريحاً وأصفى لوناً))، وأن تطعم اللبان فعن الإمام الحسن بن علي( عليهما السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أطعموا حبالاكم اللبان، فإن الصبي إذا غذي في بطن أمه باللبان اشتد عقله، فإن يكُ ذكراً كان شجاعاً، وإن ولدت أنثى عظمت عجيزتها فتحظى عند زوجها))، وعن الإمام الرضا( عليه السلام ): ((أطعموا حبالاكم ذكر اللبان فإن يكُ في بطنها غلام خرج زكي القلب عالماً شجاعاً، وإن تكن جارية حسن خلقها وخلقتها وعظمت عجيزتها وحَظَيت عند زوجها)).  وأن يسمى الحمل، فعن الإمام أبي عبد الله عن أبيه عن جده( عليهم السلام ) قال: ((قال أمير المؤمنين( عليه السلام ): سموا أولادكم قبل أن يولدوا، فإن لم تدروا أذكر أم أنثى فسموهم بالأسماء التي تكون للذكر والأنثى فإنّ أسقاطكم إذا لقوكم في القيامة ولم تسموهم يقول السقط لأبيه: ألا سميتني وقد سمى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) محسناً قبل أن يولد)).

وأكد الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ) على أكل المرأة الرطب في أول نفاسها، فقد ورد عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ليكن أول ما تأكله النفساء الرطب فإن الله  عز وجل قال لمريم( عليها السلام ): [وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا]، قيل: يا رسول الله فإن لم تكن أيام الرطب؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): سبع تمرات من تمر المدينة، فإن لم يكن فسبع تمرات من تمر أمصاركم، فإن الله  عز وجل يقول: وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاع مكاني لا تأكل نفساء يوم تلد الرطب فيكون غلاماً إلا كان الولد زكياً حليماً وإن كانت جارية كانت حليمة)).

وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال : ((ما استشفيت نفساء بمثل الرطب لأن الله  عز وجل أطعم مريم( عليها السلام ) رطباً جنياً في نفاسها)). 

حق الوليد على الوالدين بعد الولادة

هنالك عدة أمور على الوالدين مراعاتها عند ولادة ولدهما:

(منها) الأذان والإقامة: لقد أوصى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) عند ولادة المولود أن يؤذن في أذنه اليمنى ويقام في أذنه اليسرى، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): من ولد له مولود فليؤذن في أذنه اليمنى بأذان الصلاة، وليقم في أذنه اليسرى فإنها عصمة من الشيطان الرجيم)). وأن يحنّك بماء الفرات ويلف في خرقة بيضاء، فعن السيدة الجليلة نجمة أم الإمام الرضا( عليه السلام ) تقول في حديث: ((لما وضعت ابني علياً دخل عليَّ أبوه الإمام موسى بن جعفر( عليهما السلام ) فناولته إياه في خرقة بيضاء فأذّن في أذنه الأيمن، وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات فحنكه به، ثم ردّه إلي، فقال ( عليه السلام ): خذيه فإنه بقية الله في أرضه)).

(ومنها) التسمية: ولقد أكد الأئمة الأطهار( عليهم السلام ) على تسميته باسم محمد في الأيام السبعة الأولى، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((لا يولد لنا ولد إلا سميّناه محمداً، فإذا مضى سبعة أيام فإن شئنا غيرنا وإلا تركنا)). وأن يسمى المولود بأحسن الأسماء، وهو أول برّ بالولد، فعن الإمام أبي الحسن( عليه السلام ) قال: ((أول ما يبر الرجل ولده أن يسميه باسم حسن، فليحسن أحدكم اسم ولده)). وسأل رجل الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((ما حقّ ابني هذا؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): تحسن اسمه وأدبه وتضعه موضعاً حسناً)). والأفضل أن يسميه بما يدل على العبودية وبأسماء الأنبياء والأئمة، فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((أصدق الأسماء ما سمي بالعبودية وأفضلها أسماء الأنبياء)). وأكد الأئمة( عليهم السلام ) على التسمية باسم محمد، فعن الإمام الصادق( عليه السلام ) عن آبائه( عليهم السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): من ولد له ثلاثة بنين ولم يسمّ أحدهم محمداً فقد جفاني)). ويترتب على اسم محمد أحكام فعن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((إذا سميتم الولد محمداً فأكرموه وأوسعوا له في المجلس ولا تقبحوا له وجهاً)). وإنه اسم مبارك في البيت، فعن الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((ما من مائدة وضعت فقعد عليها من اسمه محمد أو أحمد إلا قدّس ذ2لك المنزل في كلّ يوم مرتين)). وكذلك أكد الأئمة( عليهم السلام ) على اسم عليّ، فعن الإمام أبي عبد الله الحسين( عليه السلام ) قال: ((لو ولد لي مائة لأحببت أن لا أسمي أحداً منهم إلا علياً)). وإن رزقت بنتاً فمستحب أن تسمى فاطمة، فقد ذكر الإمام أبو الحسن( عليه السلام ): ((إنه لا يدخل الفقر في بيت فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو حسن أو حسين أو جعفر أو عبد الله أو فاطمة من النساء)). ويستحب وضع الكنية للولد، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((من السنّة والبر أن يكنى الرجل باسم ابنه)). ويكره أن يسمى بالحكم والحكيم وخالد ومالك وحارث وضرار ومرّة وحرب وظالم وبأسماء أعداء أهل البيت( عليهم السلام ). فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) دعا بصحيفة حين حضر الموت يريد أن ينهى عن أسماء يُتَسمّى بها، فقبض ولم يسمها، منها: الحكم، والحكيم، وخالد، ومالك، وذكر أنها ستّة أو سبعة مما لا يجوز أن يسمى بها)). وعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((إن أبغض الأسماء إلى الله حارث ومالك وخالد)). ويكره أن يكنى بأبي مرّة وأبي عيسى وأبي الحكم وأبي مالك وأبي القاسم لمن كان اسمه محمداً، وفي الأخير محذور شرعي فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((نهيَ عن أربع كنى: عن أبي الحكم وعن أبي عيسى وعن أبي مالك وعن أبي القاسم إذا كان الاسم محمداً)). وأكد الأئمة الأطهار( عليهم السلام ) على تغيير الأسماء القبيحة للناس والبلدان، فعن الإمام جعفر الصادق( عليه السلام ) عن آبائه( عليهم السلام ): ((إن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) كان يغير الأسماء القبيحة في الرجال والبلدان)).

(ومنها) العقيقة: وهي سنّة مؤكدة فعلها الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ) عنه وعن الإمامين الحسن والحسين( عليهما السلام )، فعن الإمام الباقر( عليه السلام ) قال: ((وعقّ النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) عن نفسه بعد ما جاءته النبوة، وعق عن الحسن والحسين كبشين)). وإن كل إنسان مرتهن بعقيقته، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((كلّ امرئٍ مرتهن يوم القيامة بعقيقته)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) أيضاً قال: ((كلّ إنسان مرتهن بالفطرة، وكلّ مولود مرتهن بالعقيقة)). ولا يفي ولا يجزي بالغرض التصدق بثمن العقيقة، فعن عبد الله بن أبي بكير قال: ((كنت عند أبي عبد الله( عليه السلام ) فجاءه رسول عمه عبد الله بن علي، فقال له: يقول لك عمّك: إنا طلبنا العقيقة فلم نجدها، فما ترى نتصدق بثمنها؟ قال ( عليه السلام ): إن الله يحب إطعام الطعام وإراقة الدماء)).  وأن تكون كبشاً أو بقرة أو بدنةً أو جزوراً، فإن لم يوجد فحمل، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((الغلام رهن بسابعه بكبش يسمّى فيه ويعق عنه)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) في حديث أنه قال في العقيقة : ((يذبح عنه كبش فإن لم يوجد كبش أجزاه ما يجزي في الأضحية، وإلا فَحَمل أعظم ما يكون من حِملان السنة)). وأن يعقّ عن الذكر والأنثى بكبش فعن أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((العقيقة في الغلام والجارية كبش)). وحبذا أن يعق للذكر بخروف وللأنثى بشاة. فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن كان ذكراً يعقّ عنه ذكراً، وإن كان أنثى عقّ عنه أنثى)). وهي على الميسور، والمعسر إذا أيسر، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((العقيقة لازمة لمن كان غنياً ومن كان فقيراً إذا أيسر فعل، فإن لم يقدر على ذ2لك فليس عليه شيء)). فإن لم يعقّ عنه والداه فليعقّ عن نفسه، فعن عمر بن يزيد قال: ((قلت للإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): إني والله لا أدري كان أبي عقّ عني أم لا؟ قال: فأمرني أبو عبد الله( عليه السلام ) فعققت عن نفسي وأنا شيخ كبير)). وان لا يُكسَر عظم ويعطي للقابلة الورك، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((العقيقة يوم السابع وتعطي القابلة الرجل مع الورك، ولا يكسر العظم)). وأن لا يأكل الأبوان وعيال الأب وخاصة الأم، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((لا يأكل هو ولا أحد من عياله من العقيقة، وللقابلة ثلث العقيقة، وإن كانت القابلة أم الرجل أو في عياله فليس لها منها شيء، وتجعل أعضاءً ثم يطبخها ويقسمها ولا يعطيها إلا أهل الولاية، ويأكل من العقيقة كلّ أحد إلا الأم)). وأن يدعو على العقيقة عند الذبح بالدعاء المأثور. فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((تقول على العقيقة إذا عققت:

باسم الله وبالله اللهم عقيقة عن فلان بن فلان لحمها بلحمه ودمها بدمه وعظمها بعظمه، اللهم اجعله وقاءً لآل محمد( صلى الله عليه وآله وسلم  ) )).

وإذا أردت أن تذبح العقيقة قلت: يا قوم إني بريء مما تشركون، إني وجهّت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك باسم الله والله أكبر، اللهم صلّ على محمد وآل محمد وتقبل من فلان بن فلان)).

(ومنها) أن يتصدق بوزن شعره فضة أو ذهباً: وهي سنّة مؤكدة في اليوم السابع، فعن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((سألت عن العقيقة واجبة هي؟ قال( عليه السلام ): نعم يعقّ عنه ويحلق رأسه وهو ابن سبعة، ويوزن شعره فضة أو ذهباً يتصدق به، ويطعم قابلته ربع الشاة، والعقيقة شاة أو بدنة)).

(ومنها) الختان: وهي سنّة مؤكدة بل واجبة على المسلمين، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): طهرّوا أولادكم يوم السابع، فإنه أطيب وأطهر وأسرع لنبات اللحم، وإن الأرض تنجس من بول الأغلف أربعين صباحاً)). ومن كبر ولم يُختَن فعليه حتان نفسه، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال أمير المؤمنين( عليه السلام ): إذا أسلم الرجل خُتِن ولو بلغ ثمانين سنة)). وأن يدعو بالمأثور عند الختان، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) في صبي إذا ختن قال: ((يقول:

اللهم هذه سننك وسنّة نبيك( صلى الله عليه وآله وسلم  ) واتباع منّا لك ولدينك بمشيتك وبإرادتك لأمرٍ أردته وقضاءً حتمته وأمر أنفذته فأذقته حرّ الحديد في ختانه وحجامته لأمر أنت أعرف به مني، اللهم فطهره من الذنوب وزد في عمره وادفع الآفات عنه بدنه والأوجاع عن جسمه وزده من الغنى وادفع عنه الفقر فإنك تعلم ولا نعلم.

ومن لم يقلها عند ختان ولده فليقلها عليه من قبل أن يحتلم فإن قالها كفى حرّ الحديد من قتل أو غيره)).

(ومنها) الوليمة: وهي سنّة مؤكدة عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  )، فعنه( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((لا وليمة إلا في خمس: في عرس أو خرس أو وكار أو ركاز أو عذار)).

(ومنها) ما يكون اليوم السابع: إن التسمية والعقيقة والحلق في الأيام السبع الأوَل فإن الفضل الكثير فيها، فقد فعل ذ2لك رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) للإمامين الحسن والحسين( عليهما السلام ) فعقّ وتصدقّ عنهما في اليوم السابع، فعن الإمام جعفر الصادق( عليه السلام ) عن أبيه( عليه السلام ) قال: ((سمّى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) الحسن والحسين( عليهما السلام ) لسبعة أيام، وعقّ عنهما لسبع، وختنهما لسبع، وحلق رؤوسهما لسبع، وتصدق بزنة شعورهما بفضة)). وعن الإمام موسى بن جعفر( عليه السلام ) قال: ((سبع خصال في الصبي إذا ولد من السُنّة: أولاهن يسمّى والثانية يحلق رأسه والثالثة يتصدق بوزن شعره ورقاً أو ذهباً إن قدر عليه، والرابعة أن يعقّ عنه، والخامسة يلطخ رأسه بالزعفران، والسادسة يطهر بالختان، والسابعة يطعم الجريان من عقيقته)). وعن علي بن جعفر في كتابه عن أخيه الإمام الكاظم( عليه السلام ) قال: ((سألته عن مولود ترك أهله حلق رأسه في اليوم السابع، هل عليه بعد ذ2لك حلقه والصدقة بوزنه؟ فقال( عليه السلام ): إذا مضى سبعة أيام فليس عليهم حلقه، إنما الحلق والعقيقة والاسم في اليوم السابع)). وتأكيد المعصومين( عليهم السلام ) على الإتيان بتلك الأعمال خلال الأيام السبع الأَوَل إنما هو لزيادة فضيلتها على ما بعده من الأيام.

قصة ولادة الإمام الرضا( عليه السلام )

عن السيدة الجليلة نجمة أم الإمام الرضا( عليهما السلام ) قالت: لما حملت بابني علي لم اشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتحميداً من بطني فيفزعني ذ2لك ويهولني، فإذا انتبهت لم اسمع شيئاً، فلما وضعته وقع على الأرض واضعاً يديه على الأرض، رافعاً رأسه إلى السماء، يحرك شفتيه كأنه يتكلم، فدخل إليَ أبوه موسى بن جعفر( عليه السلام ) فقال لي: هنيئا لك يا نجمة كرامة ربك، فناولته إياه في خرقة بيضاء، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ودعا بماء الفرات فحنكه به، ثم رده إلي فقال : خذيه فإنه بقية الله في أرضه.

قصة تسمية الإمامين الحسن والحسين( عليهما السلام ) والعق عنهما

عن أسماء بنت عميس عن فاطمة( عليها السلام ) قالت: لما حملت بالحسن( عليه السلام ) وولدته، جاء النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فقال: يا أسماء هلمي ابني فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها النبي، وقال: ألم أعهد إليكم ألا تلفوا المولود في خرقة صفراء،  وأذّن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى ثم قال لعلي( عليه السلام ): بأي شيء سميت ابني؟ قال ( عليه السلام ): ما كنت أسبقك باسمه يا رسول الله، فقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ولا أنا أسبق باسمه ربي ثم هبط جبرئيل( عليه السلام ) فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول: عليّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك سمِّ ابنك هـ2ـذا باسم ابن هارون، فقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): وما اسم ابن هارون قال: شُبّر، قال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): لساني عربي، قال جبرئيل( عليه السلام ): سمه الحسن، قالت أسماء: فسماه الحسن. فلما كان يوم سابعه عقّ عنه النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذاً وديناراً وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر وَرِقاً وطلى رأسه بالخلوق. قالت أسماء: فلما كان بعد حول ولد الحسين( عليه السلام )، جاءني وقال: يا أسماء هلمي بابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعه في حجره، ثم قال لعلي( عليه السلام ): أي شئ سميت ابني هـ2ـذا؟ قال ( عليه السلام ): ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله، فقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ولا أسبق باسمه ربي  عز وجل ثم هبط جبرئيل( عليه السلام ) فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك: علي منك كهارون من موسى سم ابنك هذا باسم ابن هارون قال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): وما اسم ابن هارون، قال: شبير، قال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): لساني عربي، قال جبرئيل( عليه السلام ): سمه الحسين، فلما كان يوم سابعه عق عنه النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذاً وديناراً ثم حلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقاً وطلى رأسه بالخلوق.

فصل
في
العلاقة بين الأولاد والآباء

التعامل مع الأولاد

كما جعلت الشريعة حقوقاً للأولاد فإنها جعلت لهم آداباً كذ2لك، فإن الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ) خصّ الطفل بالرعاية في المعاملة معه، حيث منعنا من ضرب الأطفال على بكائهم فعن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((لا تضربوا أطفالكم فإن بكاءهم أربعة أشهر شهادة أن لا إلــ2ــه إلا الله، وأربعة أشهر الصلاة على النبي وآله، وأربعة أشهر الدعاء لوالديه)). وحتى أنه( صلى الله عليه وآله وسلم  ) خفف الصلاة أثناء بكاء الصبي لإسكاته فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((صلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) بالناس الظهر فخفف في الركعتين الأخيرتين، فلما انصرف، قال الناس: هل حدث في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: خفف في الركعتين الأخيرتين، فقال لهم: أو ما سمعتم صراخ الطفل؟!)). وإن المرء لتناله الرحمة من شدّة حبّه لأولاده، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن الله ليرحم العبد لشدّة حبه لولده)). حتى إن تقبيله إياهم حباً ورحمةً لهم يُعدَل بحسنة، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): من قبّل ولده كتب الله له حسنة)). وكان رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) يكثر من تقبيل الإمامين الحسن والحسين( عليهما السلام )، فقال الأقرع بن حابس ذات يوم مخاطباً رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم، فقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((من لا يَرحم لا يُرحم)). ومن السنّة الإسلامية أن يُلاعَب الولد ويُتصابى معه، فعن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((من كان عنده صبي فليتصاب له)). وإذا وعدهم أن يفي لهم بوعده، فعن الإمام أبي الحسن( عليه السلام ): ((إذا وعدتم الصبيان ففوا لهم فإنهم يرون أنكم الذين ترزقونهم، إن الله  عز وجل ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان)). وان يواسى بين الأولاد لأن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) نظر إلى رجل له ابنان فقبّل أحدهما وترك الآخر، فقال له النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((فهلا واسيت بينهم)). وبيّن الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) والأئمة( عليهم السلام ) منهجاً لتربية الأبناء، فقد ورد عن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((دعّ ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدب سبع سنين، وألزمه نفسك سبع سنين، فإن أفلح وإلا فلا خير فيه)). وإنّ لتأديبهم ثواباً يفوق ثواب الصدقة فعن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق بنصف صاع كلّ يوم)). وعنه( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم يُغفر لكم)). وأن يعلمه من فقه آل محمد فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب( عليه السلام ) قال: ((علموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به)). وأن يعلمه القرآن الكريم والحلال والحرام، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلم الكتاب سبع سنين، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): من قبّل ولده كتب الله له حسنة، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة، ومن علّمه القرآن دعي بالأبوين فكسيا حلّتين تضيء من نورهما وجوه أهل الجنة)). وعدّ التهاون في تربية الابن عقوقاً من الوالدين له، وإن الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) حذر منه فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ما يلزم الولد من عقوقهما)). كما إن من الواجب على الوالدين إعانة أولادهم على البرِّ بهم. فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): رحم الله من أعان ولده على برِّه، فقيل: كيف يعينه على برِّه؟ قال( صلى الله عليه وآله وسلم  ): يقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره، ولا يرهقه ولا يخرق به، وليس بينه وبين أن يدخل في حد من حدود الكفر إلا أن يدخل في عقوق أو قطيعة رحم، ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): الجنة طيبة، طيبها الله وطيب ريحها، يوجد ريحها من مسيرة ألفي عام، لا يجد ريح الجنة عاق، ولا قاطع رحم، ولا مرخي الإزار خيلاء)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): رحم الله والدين أعانا ولدهما على برّهما)).

التعامل مع الوالدين

لقد ألزم الإسلام الولد البرّ بوالديه والإحسان إليهما، فعن أبي ولاّد قال: ((سألت الإمام أبا عبد الله( عليه السلام ) عن قول الله  عز وجل :[وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا]، ما هـ2ـذا الإحسان؟ فقال ( عليه السلام ): الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئاً مما يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين، أليس يقول الله: [لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ]، ولل:[إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا]، قال ( عليه السلام ): إن أضجراك فلا تقل لهما: أفّ، ولا تنهرهما إن ضرباك، لل: [وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا]، قال ( عليه السلام ): إن ضرباك فقل لهما: غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم، لل: [وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ]، قال: لا تمل عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقّة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدّامهما)). وأن من أفضل الأعمال البرّ بالوالدين، فعن منصور بن حازم عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قلت: أي الأعمال أفضل؟ قال ( عليه السلام ): الصلاة في وقتها، وبرّ الوالدين، والجهاد في سبيل الله)). وأن يبرّ بالأم أزيد من الأب لما ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) أنه قال: ((جاء رجل إلى النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أمك، قال : ثم من؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أمك، قال: ثم من؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أمك، قال ثم من؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أباك)). وإن برّهما واجب وإن كانا مخالفين، فعن جابر قال: ((سمعت رجلاً يقول للإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): إن لي أبوين مخالفين، فقال ( عليه السلام ): برّهما كما تبرّ المسلمين ممن يتولانا)). وأن البرّ لا رخصة فيه، فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((ثلاث لم يجعل الله لأحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البَرّ والفاجر، والوفاء بالعهد للبَرّ والفاجر، وبرّ الوالدين بَرّين أو فاجرين)).

 

فصل
في
بعض الفوائد

فائدة: تعجيل تزويج البنت عند بلوغها

 حث الإسلام على تعجيل تزويج البنت عند بلوغها لتتحصن بزوجها وإن الله  عز وجل لم يترك شيئاً مما يحتاج إليه العباد إلا وعلمه نبيه( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فكان مما علمه إياه أنه صعد المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((أيها الناس إن جبرئيل أتاني عن اللطيف الخبير فقال: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر إذا أدرك ثمارها فلم تجتن أفسدته الشمس ونثرته الرياح وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن دواء إلا البعولة وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر. فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله فمن نزوج؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): الأكفاء، فقال: ومن الأكفاء؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، المؤمنون بعضهم أكفاء بعض)). وإن زواجها سعادة للمرء فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((من سعادة المرء أن لا تطمث ابنته في بيته. فعجلوا بزواجهن لدفع الأذى عنهن فهن أمان الله عندكم)).

فائدة: النظر إلى المرأة عند إرادة التزويج

لقد سمح الإسلام بالنظر إلى المرأة عند إرادة التزويج لدفع الضرر والغبن بين الزوجين والحفاظ على التآلف بينهما فعن محمد بن مسلم قال: ((سألت الإمام أبا جعفر( عليه السلام ) عن الرجل يريد أن يتزوج المرأة أينظر إليها؟ قال ( عليه السلام ): نعم)).

فائدة: استحباب الزواج من قرشية

 حث الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ) والأئمة الأطهار( عليهم السلام ) على التزويج بالقرشية ووصفوهن بخير النساء، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): خير نساء ركبن الرجال نساء قريش أحنهنَّ على ولد وخيرهن لزوج)). وأن كل نسب وسبب ينقطع إلا نسب الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فعن الإمام الرضا( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي)).

فائدة: الحب والعطف للبنات 

ظهر الإسلام فمنع ما كانت تفعله الجاهلية من قتل البنات وبقى في قلوب الناس شيء من طبع الجاهلية فغير رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) ذلك الطبع وأرشدهم إلى طريق الهدى، فلقد أتى رجل وهو عند النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فأُخبر بمولود أصابه. فتغير وجه الرجل فقال له النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((مالك؟ فقال: خير، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): قل، قال: خرجت والمرأة تمخض فأُخبرت أنها ولدت جارية، فقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): الأرض تقلها والسماء تظلها والله يرزقها وهي ريحانة)). وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة، قيل: يا رسول الله واثنتين؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): واثنتين، قيل: وواحدة؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): وواحدة)). وأن البنت حسنة والولد  نعمة والنعمة يحاسب عليها فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((البنات حسنات والبنون نعمة فالحسنات يثاب عليها والنعمة يسأل عنها)).

ولا تتمنوا الأذى لهن فإن الله تعالى أرق على الإناث من الذكور. فعن الإمام أبي الحسن الرضا( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): إن الله تبارك وتعالى على الإناث أرق منه على الذكور وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة إلا فرّحه الله يوم القيامة)). فأفرحوا بناتكم وحبوهن ليفرحكم الله تعالى يوم القيامة.

فائدة: التهنئة بالولد وتتأكد يوم السابع وكيفيتها

إن لكل مناسبة تهنئة وتهنئة المولود هي كما ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) حيث قال لرجل ولد له غلام فقال: ((رزقك الله شكر الواهب وبارك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقك الله بره)).

فائدة: لا تغاير بين المؤمنات

ظهر الإسلام فجعل بين المؤمنين والمؤمنات مودةً ورحمة، ونبذ ما كان بينهم من غيرة وحسد. وأقر من الغَيرة ما كان فيه نفع من قبيل غيرة الرجل بالنسبة إلى زوجته. وأنكر الغيرة بين المؤمنات ووصف النساء اللاتي يغرن على أزواجهن بأنهن غير مؤمنات. فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن الله  عز وجل لم يجعل الغيرة للنساء وإنما تغار المنكرات فإما المؤمنات فلا، إنما جعل الله الغيرة للرجال لأنه أحل للرجال أربعاً وما ملكت يمينه ولم يجعل للمرأة إلا زوجها)). وإنها تجلب الحسد والحسد يجلب الكفر، فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((غيرة النساء الحسد والحسد هو أصل الكفر إن النساء إذا غرن غضبن واذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن)). كما إن غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل إيمان، فعن أمير المؤمنين( عليه السلام ) قال: ((غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل إيمان)).واعتبر الثبات من المرأة جهاداً، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن الله كتب على الرجال الجهاد وعلى النساء الجهاد. فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتى يقتل في سبيل الله. وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته)).

 قصة: عن خالد القلانسي قال: ذكر رجل للإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) امرأته فأحسن الثناء عليها فقال له الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ): أغرتها؟ قال: لا، قال ( عليه السلام ): فأغرها. فأغارها فثبتت، فقال للإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): أني قد أغرتها فثبتت، فقال ( عليه السلام ): هي كما تقول.

فائدة: معرفة عدد البروج الإثني عشر  ومنازل القمر

واعلم أن عدد البروج الشمسية هو اثنا عشر برجاً وهي:

الأول الحمل والثاني الثور والثالث الجوزاء والرابع السرطان والخامس الأسد والسادس السنبلة والسابع الميزان والثامن العقرب والتاسع القوس والعاشر الجدي والحادي عشر الدلو والثاني عشر الحوت. وقالوا فيهن شعراً:

حمل الثور جوزة السرطانِ      ورعى الليث سنبل الميزانِ

ورمى عقرب من قوس جدياً    واستقى الدلو بركة الحيتانِ

واعلم إن عدد منازل القمر هو ثمانية وعشرون منزلاً وهي:

1. الشرطان 2. البطين 3. الثريا 4. الدبران 5. الهقعة 6. الهنعة
7. الذراع  8. النثرة 9. الطرفة 10. الجبهة 11. الزبرة 12. الصرفة 13. العوى 14. السماك 15. الغفر 16. الزباني 17. الإكليل 18. القلب
19. الشولة 20. النعائم 21. البلدة 22. سعد الذابح 23. سعد البلع 24. سعد السعود 25. سعد الأخبية 26. فرع المقدم 27. فرع المؤخر 28. بطن الحوت

وهذه منازل القمر الثمانية والعشرون منزلة مقسمة على البروج الاثني عشر الشمسية ولكل برج منها منزلان وثلث المنزلة

إما الحمل فهو أول البروج له الشرطان والبطين وثلث الثريا. وللثور وهو ثاني البروج الشمسية ثلثا الثريا والدبران وثلثا الهقعة. وللجوزى وهو ثالث البروج له ثلث الهقعة والهنعة والدرع. وهذه المنازل السبعة تختص بفصل الربيع.

وللسرطان منها النثرة والطرفة وثلث الجبهة. وللأسد ثلث الجبهة والزبرة وثلثا الصرفة. وللسنبلة ثلث الطرفة والعواء والسماك. وهذه المنازل السبعة للصيف.

وللميزان منها الغرف والزبانة وثلث الإكليل. والعقرب ثلثا الإكليل والقلب وثلثا الشولة. وللقوس ثلث الشولة والنعائم والبلدة. وهذه المنازل للخريف.

والجدي منها سعد الذابح وسعد بلع وثلث سعد السعود. وللدلو ثلثا سعد السعود وسعد الأخبية وثلثا فرع المقدم. وللحوت ثلث فرع المقدم وفرع المؤخر وبطن الحوت. وهذه منازل الشتاء.

ولمعرفة الشمس في أي برج هي في كل واحد وعشرين من الأشهر الشمسية تدخل الشمس في برج فأول الأشهر الشمسية تدخل الشمس
فيه هو الحمل ويصادف 21 منه وهكذا في باقي الأشهر. والجدول التالي يشتمل على زمن نزول الشمس في البروج الأثني عشر في الشهور الأثني عشر الرومية.

 

 

البرج

الشهر الرومي

اليوم

الحمل

آذار

13

الثور

نيسان

15

الجوزاء

آيار

15

السرطان

حزيران

13

الأسد

تموز

13

السنبلة

آب

17

الميزان

أيلول

13

العقرب

تشرين أول

16

القوس

تشرين ثاني

15

الجدي

كانون أول

13

الدلو

كانون ثاني

13

الحوت

شباط

13

 

فائدة: العدل بين الزوجات

لقد فرض الإسلام المساوات والعدل بين الزوجات وفق نظام دقيق لدفع الخصومات، وبث روح السعادة بين الزوجات. فإذا كان للرجل زوجتان فينبغي له أن يعدل بينهما، فيكون مبيته عند كل واحدة منهما ليلة. وإذا تزوج الرجل على امرأته جاز له أن يقيم ثلاث ليالي متواليات ثم يرجع إلى العدل بينهما فيقيم عند كل واحدة منهما مثل ما أقام عند الأخرى. قال تعالى: [فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا] يريد الله تعالى بذلك أدنى أن لا تتجاوزوا عليهن وتتركوا العدل بينهن فله أن يقسم على زوجته بحسب ذلك فيقيم عندها يوماً وثلاثة أيام عند أزواجه الأُخر عند سراريه وقال  جل جلاله ‎: [وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ] يريد فيه العدل في المحبة، [فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ] يريد أنه ليس ينبغي أن تميلوا على واحدة منهن ميلاً كثيراً فيقع بها جفوة منكم وإعراض، فتذروها كالمعلقة -لا ذات وزج يعفها عن الحاجة إلى غيره ولا مطلقة تتمكن من التصرف في نفسها- ومن كان له ثلاثة أزواج فليقسم لكل واحدة منهن يوماً وللثالثة إن شاء يومين، لأن له أن يقسم أيامه على أربع نسوة، فإن كان له أربع نسوة لم يجز أن يخالف بينهن في القسمة. بل يجعل لكل واحدة منهن يوماً، إلا أن تحله بعضهن من حقها، فيطيب له ذلك، وإن لم تجعله في حل كان في حرج.

 

توضيح المصطلحات والألفاظ

  • الإملاك: التزويج وعقد النكاح
  • الأيامى: وهي جمع الأيم، الذين لا أزواج لهم من الرجال  والنساء سواء تزوج قبل أو لم يتزوج أو من النساء التي لا زوج لها بكراً كانت أو ثيباً ومن الرجال الذين لا امرأة له.
  • الباه: قوة النكاح
  • البغايا: المشهورات بالزنا.
  • جامع مجمع: كثير الخير مخصبهُ.
  • الخرس: النفاس.
  • الخُطبة: والخطبة بضم الخاء بمعنى الموعظة، وهي مشتملة على الحمد والشهادتين والموعظة.
  • الخِطبة: والخطبة بكسر الخاء وهو طلب المرأة للتزوج يقال خطب المرأة إذا طلب أن يتزوجها فهو خاطب، وخطاب مبالغة، والأسم الخطبة بالكسر.
  • درُم كعبها: التي كثر لحم كعبها، ويقال امرأة درماء إذا كانت كثيرة لحم القدم والكعب.
  • الدواعي: اللواتي يدعين إلى أنفسهن في النكاح.
  • ربيع مربع: التي في حجرها ولد وفي بطنها آخر.
  • الركاز: العَود من مكة.
  • السقط: هو الجنين الذي يخرج من بطن أمه ميتاً.
  • سمراء: ذات منزلة بين السواد والبياض.
  • السوء: الخلة القبيحة.
  • الشغال: وهو أن يعقد الرجل لغيره على ابنته، ويجعل مهرها نكاحه لابنته أو أخته وهذا نكاح كانت الجاهلية تراه، وتعمل عليه، وفي عصرنا قليلو الإيمان يعملون به. وهو باطل في الشريعة الإسلامية.
  • صخامة: هي التي تخاصم زوجها أبداً.
  • الصدف: الإعراض.
  • عجزاء: العظيمة العجز.
  • العذار: الختان.
  • العرس: التزويج.
  • عَرْف: رائحة العود وكل شيء طيب.
  • العرق دساس: كناية عن انتقال الصفات إلى الولد من آبائه من جهة الأم أو الأب بحكم الوراثة.
  • عيناء: العظيمة سواد العين في سعة.
  • غلّ قمل: هي عند زوجها كالغل القمل. وهو غل من حل فيه شعر يقع فيه القمل فيأكله فلا يتهيأ له أن يحك منه شيئاً وهو مثلٌ للعرب.
  • القهرمانة: وهي صفة لعبد يشتغل عند أميره، ويشدد عليه العمل. وهذا كناية عن المرأة التي كثير ما يطلب منها العمل.
  • قيماً: أي قيماً بأمور الناس.
  • كرب مقمع: سيئة الخلق مع زوجها.
  • كريمة الأصل: أي لا تكون من زنا أو حيض أو شبهة أو ممن تنال من آبائها وأمهاتها الألسن وقيل لم يكن مس آباءها رق، وقيل: بأن يكون أبواها صالحين، ويمكن إرادة ما يشمل جميع ذلك منه، بمعنى أنّ ليس في أصلها ما هو مَعيب ومذموم.
  • كعبثها: فرجها.
  • الكواشف: المتكشفات المتبرجات من النساء.
  • اللبان: ضرب من العلك المتعارف عليه والمشهور بعلك البسجد وفي اللغة الكندر.
  • ليتها: صفحة العنق.
  • المحاق: إسم لليالي الثلاثة من آخر الشهر إن كان الشهر تاماً لأنه عبارة عن الليالي التي يُمحق فيها ضوء القمر لطلوعه مع الشمس فتمحقه. وقال أهل اللغة: لليالي الشهر عشرة أسماء ، غرر، ثم نقل، ثم تسع، ثم عشر، ثم بيض، ثم درع، ثم ظلم، ثم حنادس، ثم محاق.
  • مربوعة: بين الطويلة والقصيرة.
  • المهر: هو كل ما اتفق بين الزوجين ويجب بعقد النكاح أو بوطء غير زنا منها، ولا ملك يمين، وله قيمة من ذهب وفضة ومتاع وعقار، وأشباه ذلك ما قل وكثر وقد يقوم كل واحد مما عددناه وينوب منابه ما تستحق عليه الأجور من الصناعات ويجوز أيضاً على تعليم سورة من القرآن الكريم أو آية منه أو شيء من الحكم والأدب. ويترادف عليه تسعة ألفاظ، الصداق والصدقة، والمهر، والنحلة، والأجر، والفريضة، والعلائق، والعقر، والحبا.

مهر السنّة: وقدره خمسمائة درهم وعلى ذ2لك زوج رسول الله وتزوج نساءه.

النكاح: وهو في اللغة الوطء وقد يكون العقد في الشريعة عقداً لفظياً مملكاً للوطء ابتداءً وهو حقيقة شرعية في العقد ومجاز شرعي في الوطء.

همّازة: وهي التي تذكر الناس بالقبيح.

ودود: كثيرة التودد إلى زوجها وتريد أن تكسب خاطره.

الوكار: شراء الدار.

الوَرِق: الفضة.

ولاجة: وهي المتبرجة التي لا تستتر عن الرجال ولا تلزم بيتها متى ما طلبها زوجها كانت خارجة.

ولود: كثيرة الأولاد.

 

 

فصل
في
صفات الزوج والزوجة

صفات الزوج والزوجة

بيّن الإسلام صفات الزوج والزوجة الحسنة والسيئة ورغّب في الصفات الحسنة ورهّب عن الصفات السيئة، وأوصى بالتجنب عنها. وإليك تفصيل كلّ من الصفات الحسنة والسيئة:

الصفات الحسنة للزوجة

هي أن تكون مسلمة، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) عن آبائه( عليهم السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ما استفاد امرؤٌ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها ومالها)). وأن تكون مؤمنة ففي حديث قدسيّ عن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): قال الله  عز وجل: إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدنيا وخير الآخرة جعلت له قلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً، وزوجة مؤمنة تسرّه إذا نظر إليها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله)). وأن تكون صالحة، فإن من سعادة  الزوج أن تكون له زوجة صالحة، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): من سعادة المرء الزوجة الصالحة))، وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((ثلاثة للمؤمن فيها راحة: دار واسعة تواري عورته وسوء حاله، وامرأة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة، وابنة يخرجها إما بموت أو بتزويج)). وعنه( عليه السلام ) أيضاً قال: ((خمس خصال من فقد واحدة منهنّ لم يزل ناقص العيش، زائل القلب، مشغول القلب: فأوّلها صحّة البدن، والثانية الأمن، والثالثة السعة في الرزق، والرابعة الأنيس الموافق، وهو الزوجة الصالحة والولد الصالح والجليس الصالح، والخامسة وهي تجمع هذه الصفات الدعة)). وعنه الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((ثلاثة أشياء لا يحاسب عليها المؤمن: طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه)). وأن تكون ذات وجه صبيح، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أفضل نساء أمتي أصبحهنّ وجهاً، وأقلّهنّ مهراً)). وأن تكون من صفاتها: ولودة، عفيفة، عزيزة عند أهلها ذليلة مع بعلها، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري( رضي الله عنه ) قال: ((كنّا عند رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فقال: إن خير نسائكم: الولودة، العفيفة، العزيزة في أهلها الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان على غيره، التي تسمع قوله، وتطيع أمره، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها، ولم تبذل كتبذل الرجل)). وعن إبراهيم الكرخي قال: ((قلت للإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال لي: انظر أين تضع نفسك، ومن تشركه في مالك، وتطلعه على دينك وسرّك فإن كنت لا بدّ فاعلاً، فبِكراً تنسب إلى الخير، وإلى حسن الخلق، واعلم إنهنّ كما قال:

ألا إن النساء خلقن شتى
ومنهنّ الهلال إذا تجلّى
فمن يظفر بصالحهنّ يسعد
 

فمنهنّ الغنيمة والغرام
لصاحبه ومنهنّ الظلام
ومن يعثر فليس له انتقام
 

 

وهنّ ثلاث: فامرأة بكر ولود ودود تعين زوجها على الدهر لدنياه وآخرته، ولا تعين الدهر عليه، وامرأة عقيم صخّابة ولاجة همازة، تستقلّ الكثير ولا تقبل اليسير)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): ((خير نسائكم التي إذا خلت مع زوجها خلعت درع الحياء، وإذا لبست لبست معه درع الحياء)). وأن تكون من عمّال الله فعن الإمام أبي الحسن الرضا( عليه السلام ) قال: ((قال أمير المؤمنين( عليه السلام ): خير نسائكم الخمس، قيل: وما الخمس؟ قال: الهيّنة اللينة المؤاتية التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض حتى يرضى، وإذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته، فتلك عامل من عمال الله وعامل الله لا يخيب)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((خير نسائكم الطيبة الريح الطيبة الطبيخ التي إذا أنفقت أنفقت بمعروف، وإذا أمسكت أمسكت بمعروف، فتلك عامل من عمال الله وعامل الله لا يخيب ولا يندم)). وورد أنه جاء رجل إلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فقال: ((إن لي زوجة إذا دخلت تلقّتني، وإذا خرجت شيّعتني، وإذا رأتني مهموماً قالت لي: ما يهمك؟ إن كنت تهتمّ لرزقك فقد تكفّلَ به غيرك، وإن كنت تهتم لأمر آخرتك فزادك الله همّاً، فقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): إن لله عمالاً وهذه من عماله، لها نصف أجر الشهيد)).

الصفات السيئة للزوجة

لا بدّ للزوجة من تجنب جملة من الصفات السيئة؛ لتكون محمودة الذكر في الدنيا، قريرة العين في الآخرة، وممن ينال رضا الله  عز وجل، فقد ورد عن جابر بن عبد الله أنه قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ألا أخبركم بشرار نسائكم؟ الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها، العقيم الحقود التي لا تتورع عن قبيح، المتبرجة إذا غاب عنها بعلها، الحصان معه إذا حضر، لا تسمع قوله، ولا تطيع أمره، وإذا خلا بها بعلها تمنعت منه كما تمنع الصعبة عند ركوبها، ولا تقبل منه عذراً ولا تغفر له ذنباً)). وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((شرار نسائكم: المقفرة الدنسة اللجوجة العاصية الذليلة في قومها، العزيزة في نفسها، الحصان مع زوجها، الهلوك على غيره)). وأن تكون عاقراً فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((اعلموا أن الحسناء إذا كانت ولوداً أحبّ إلي من الحسناء العاقر)). وأن تكون كرب مقمع، وغلّ قمّل، فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) عن أبيه( عليه السلام ) قال: ((النساء أربع أصناف: فمنهنّ جامع مجمع، ومنهنّ ربيع مربع، ومنهنّ خرقاء مقمع، ومنهنّ وغلٌّ قمّل)). وعن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) أنه قال: ((يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة وهو شرّ الأزمنة نسوة كاشفات عاريات متبرجات من الدين خارجات في الفتن داخلات مائلات إلى الشهوات مسرعات إلى اللذات مستحلات المحرمات في جهنم خالدات)). وورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((كان من دعاء رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أعوذ بك من امرأة تشيبني قبل مشيبي)). وورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((أغلب الأعداء للمؤمن، زوجة السوء)). فلا تكوني كذلك.

الصفات الحسنة للزوج

لقد ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري( رضي الله عنه ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ألا أخبركم بخيار رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: إن من خير رجالكم: التقي النقي، السمح الكفين، السلم الطرفين، البَرّ بوالديه، ولا يلجئ عياله إلى غيره)). وأن يكون من صفاته متعفف ذا عيال، فقد ورد عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((إن الله يحب عبد الفقير المتعفف ذا العيال)). وأن يكون له قلبٌ خاشعٌ، ولسانٌ ذاكرٌ، وجسدٌ على البلاء صابر. فقد ورد عن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): قال الله  عز وجل: إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدنيا وخير الآخرة جعلت له قلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً، وزوجة مؤمنة تسرّه إذا نظر إليها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله)).

الصفات السيئة للرجل

وورد عن الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((ألا أخبركم بشرّ رجالكم؟ فقلنا: بلى، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): إن من شرّ رجالكم: البهّات، البخيل، الفاحش، الآكل وحده، المانع رفده، الضارب أهله وعبده، الملجئ عياله إلى غيره، العاقّ بوالديه)).

 

فصل
في
حقوق الزوج والزوجة

حقوق الزوج والزوجة

من وظائف الشريعة الإسلامية الحفاظ على الحقوق بين الناس ومن تلك الحقوق حقوق كل من الزوجين تجاه صاحبه، فجعلت حقوقاً للزوجة على زوجها، وحقوقاً للزوج على زوجته، ويكفيك قوله تعالى: [‎‎وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ‎]. وتلك الحقوق هي:

حقوق الزوجة

كثيراً ما أوصى الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) الأزواج بالحفاظ على زوجاتهم وتقديم حقوقهم من دون تعسف فيها. لأن عدم إعطاء الحق لذي الحق يؤدي إلى المنازعات والمشاجرات بين الزوجين أعاذنا الله منها. وكان رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) خيرَ أُمّتِه لأهله حيث كان يقول: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)). ولعن من ضيّع أهله فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((ملعون ملعون من ضيّع من يعول)). وقال الإمام أبو الحسن( عليه السلام ): ((عيال الرجل أسراؤه فمن أنعم الله عليه بنعمةٍ فليوسع على أسرائه، فإن لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة)). وإن دوام النعمة هو في التوسعة على أسرته، وأن يتقي الله في الضعيفين اليتيم والنساء. والصبر على المرأة سيئة الخلق، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) عن آبائه( عليهم السلام ) عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) أنه قال: ((ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب في ذ2لك، أعطاه الله ثواب الشاكرين)). وعن إسحاق بن عمار قال: ((قلت للإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسناً؟ قال ( عليه السلام ): يشبعها ويكسوها وإن جهلت غفر لها)). وقال الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ): ((كانت امرأة عند أبي( عليه السلام ) تؤذيه فيغفر لها)).

وعنه( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): إنما المرأة لعبة فمن اتخذها فلا يضيعها)). وعن يونس بن عمار قال: ((زوّجني الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ) جارية لابنه إسماعيل فقال: أحسن إليها، قلت: وما الإحسان؟ قال: أشبع بطنها، واكس جثّتها، واغفر ذنبها)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أوصاني جبرائيل بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبيّنة)). وقال الإمام الصادق( عليه السلام ): ((رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته، فإن الله  عز وجل قد ملّكه ناصيتها وجعله القيم عليها، وقد جعل الله أكثر أهل الجنة من المستضعفين النساء، علم الله ضعفهن فرحمهنّ)). وعنه( عليه السلام ): ((جاءت امرأة إلى رسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فسألته عن حق الزوج على المرأة فخبرها، ثم قالت: فما حقها عليه؟ قال: يكسوها من العري، ويطعمها من الجوع، وإذا أذنبت غفر لها، قالت: فليس لها عليه شيء غير هــ2ـذا؟ قال: لا، قالت: لا والله لا تزوّجت أبداً، ثمّ ولّت، فقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ارجعي، فرجعت، فقال: إن الله  عز وجل يقول: [‎وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ])). ووصى أمير المؤمنين( عليه السلام ) ولده محمد بن الحنفية: ((إن المرأة ليست بقهرمانة قدّرها على كلّ حال وأحسن الصحبة لها ليصفو عيشك)). كما أوصى أمير المؤمنين( عليه السلام ) ولده الإمام الحسن( عليه السلام ): ((لا تملك المرأة من الأمر ما يجاوز نفسها فإن ذ2لك أنعم لحالها، وأرخى لبالها، وأدوم لجمالها، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانه، ولا تعدّ بكرامتها نفسها، واغضض بصرها بسترك، واعطفها بحجابك، ولا تطمعها أن تشفع لغيرها)). ولا يترك وطأها أكثر من أربعة أشهر، فقد ورد عن الإمام أبي الحسن الرضا( عليه السلام ) ((أنّه سئل عن الرجل تكون عنده المرأة الشابة يمسك عنها الأشهر والسنة، لا يقربها ليس يريد إلاّ الضرار بها، يكون في ذ2لك آثماً؟ قال: إذا تركها أربعة أشهر كان آثماً بعد ذ2لك)). فكلّ هذه الأحاديث تحثّ على رعاية حقوق المرأة لأنها أحد الضعيفين فاتقِ الله في الضعيفين.

حقوق الزوج

كما جعل الله  عز وجل حقوقاً للزوجة على زوجها، فإنه  جل جلاله جعل حقوقاً للزوج يجب على الزوجة مراعاتها، فقد لل: [‏وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ]. وأوصى الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) كثيراً بطاعة الزوج وأوجب على الزوجة حقوقاً وهو القائل: ((لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)). ومن تلك الحقوق: أن لا تبيت وزوجها ساخط عليها، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): ((أيّما امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حقّ لم يتقبل منها صلاة حتى يرضى عنها، وأيّما امرأة تطيبت لغير زوجها لم يقبل الله منها صلاةً حتى تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): ((ثلاث لا يرفع لهم عمل: عبدٌ آبق، وامرأة زوجها عليها ساخط، والمسبل إزاره خيلاء)). ومنها أن لا تخرج إلا بإذن زوجها فعن الإمام جعفر بن محمد( عليهما السلام ) عن آبائه( عليهم السلام ) قال: ((نهى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها، فإن خرجت لعنها كلّ ملك في السماء)). ومنها أن لا تسخط على زوجها فعن الإمام جعفر بن محمد( عليهما السلام ) ((أنّه سئل عن المرأة المغاضبة زوجها، هل لها صلاة أو ما حالها؟ قال: لا تزال عاصية حتى يرضى عنها)). ومنها أن لا تؤذيه فقد ورد عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه)). ومنها تأخير المرأة من الاستمتاع بها فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) للنساء: لا تطولَنّ صلاتكن لتمنعن أزواجكن)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن امرأة أتت رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) لبعض الحاجة فقال لها: لعلك من المسوفات؟ قالت: وما المسوفات
يا رسول الله؟ قال: المرأة التي يدعوها زوجها لبعض الحاجة فلا تزال تسوفه حتى ينعس زوجها فينام، فتلك التي لا تزال الملائكة تلعنها حتى يستيقظ زوجها
)). وورد عن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((لا ينبغي للمرأة أن تعطلّ نفسها ولو أن تعلّق في عنقها قلادة، ولا ينبغي أن تدع يدها من الخضاب ولو أن تمسحها مسحاً بالحناء وإن كانت مسنّة)). وسئل رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) ((ما زينة المرأة للأعمى؟ قال: الطيب والخضاب فإنه من طيب النسمة)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) عن أبيه( عليه السلام ) قال: ((تقاضى علي وفاطمة( عليهما السلام ) إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم  ) في الخدمة فقضى على فاطمة( عليها السلام ) بخدمتها ما دون الباب، وقضى على علي( عليه السلام ) بما خلفه، قال: فقالت فاطمة( عليها السلام ): فلا يعلم ما دخلني من السرور إلا الله بما كفاني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم  ) تحمل أرقاب الرجال)). وقال الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ) عن أبيه( عليه السلام ): ((ما من امرأة تسقي زوجها شربة ماء إلا كان لها خيراً من عبادة سنة، صيام نهارها، وقيام ليلها، ويبني الله لها بكلّ شربة تسقي بها زوجها مدينة في الجنّة وغفر لها ستين خطيئة)).

قصة تحث على طاعة الزوج ولزوم استئذانه في الخروج

عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن رجلاً من الأنصار على عهد رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) خرج في بعض حوائجه فعهد إلى امرأته عهداً أن لا تخرج من بيتها حتى يقدم، قال: وإن أباها قد مرض فبعثت المرأة إلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) تستأذنه أن تعوده، فقال: لا، اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك، فثقل فأرسلت إليه ثانياً بذلك، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أجلسي وأطيعي زوجك، قال: فمات فبعثت إليه إن أبي قد مات فتأمرني أن أصل؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): لا اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك، قال: فدفن الرجل فبعث إليها رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) إن الله غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك)).

فصـل
في
آداب الولادة والمولود

المولود وآدابه

ظهر نور الإسلام فاستنارت به الدنيا وكرّم الإنسان بما لم يكرم أي مخلوق بمثله من المخلوقات، فقد لل:[وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَ‎ادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً]، وذكر الله  جل جلاله أطوار خلقه في الرحم فقال ( عز وجل) :[‏ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا ءَ‎اخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ]، وحبب الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ) لنا الحمل وطلب الولد وأخبرنا المعصومين أن الله يكفينا رزق الأولاد والعيال، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((الرزق مع العيال، الرزق مع الأولاد))، وعن بكر بن صالح قال: ((كتبت إلى الإمام أبي الحسن( عليه السلام ) إني اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين وذلك أن أهلي كرهت ذ2لك، وقالت: إنه يشتدّ عليّ تربيتهم لقلّة الشيء، فما ترى؟ فكتب إلي ( عليه السلام ): اطلب الولد فإن الله يرزقهم)). ورتب الله  عز وجل للأبوين آثاراً دنيوية وآثاراً أخروية، فأما الآثار الدنيوية فهي السعادة لأبويه، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((من سعادة الرجل الولد الصالح)). وهو عضد لأبويه فعن عيسى بن صبيح قال: ((دخل الإمام العسكري( عليه السلام ) علينا الحبس وكنت به عارفاً فقال لي ( عليه السلام ): لك خمس وستون سنة وشهر ويومان، وكان معي كتاب دعاء عليه تأريخ مولدي، وإني نظرت فيه فكان كما قال، ثم قال : هل رزقت من ولد؟ قلت: لا، قال: اللهم ارزقه ولداً يكون له عضداً، فنعم العضد الولد...)). ومن كان عنده ولد لم ينس الناس ذكره، فعن الإمام أبي الحسن( عليه السلام ): ((إن من مات بلا خلف فكأنه لم يكن في الناس، ومن مات وله خلف فكأنه لم يمت)).

وأما الآثار الأخروية فإن عمل الولد استمرارية لعمل أبويه، فعن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له)). وهو ميراث الله، فعن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((ميراث الله من عبده المؤمن الولد الصالح يستغفر له)). كما جعل الله  عز وجل للأولاد حقوقاً عند الحمل وعند الولادة على والديهم، جعل حقوقاً على الأبوين تجاه الأولاد.

حق الولد عند الحمل على الوالدين

لقد منّ الله تعالى على أبينا آدم( عليه السلام ) وعلى البشرية بما وهب الله  عز وجل لهم من نسل، وخصّ المرأة في حمل هـ2ـذه الهبة الإلـ2ـهية تفضلاً منه، وخصص لها الأجر العظيم، وأنزلها منزلة أجر الشهيد. فقد ورد عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((أيما امرأة دفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً نظر الله إليها، ومن نظر الله إليه لم يعذبه، فقالت أم سلمة: يا رسول الله ذهب الرجال بكلّ خير، فأي شيءٍ للنساء المساكين؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): بلى، إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، فإذا أرضعت كان لها بكلّ مصّة كعدل عتق محرر من ولد إسماعيل، فإذا فرغت من رضاعه ضرب ملك كريم على جنبها وقال: استأنفي العمل فقد غُفر لك)). وشدد الله  عز وجل على الزوج والزوجة بالحفاظ على الحمل من حين انعقاده لعظيم أهميته عند الباري  عز وجل، حتى أن الزوج لو طلب إسقاطه لم يكن له ذ2لك، إذ جاء في الأثر: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)). ولو خافت الحامل على حملها فلا يحقّ لها إسقاطه فعن إسحاق بن عمار قال: ((قلت للإمام أبي الحسن( عليه السلام ): المرأة تخاف الحمل فتشرب الدواء فتلقي ما في بطنها؟ قال: لا، فقلت إنما هو نطفة فقال: إن أول ما يخلق نطفة)).

ويستحب للحامل أن تأكل سفرجلاً، فعن محمد بن مسلم قال: ((قال الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ) ونظر إلى غلام جميل: ينبغي أن يكون أبو هـ2ـذا الغلام أكل السفرجل))، وعن شرحبيل بن مسلم إنه( عليه السلام ) قال في المرأة الحامل: ((تأكل السفرجل فإن الولد يكون أطيب ريحاً وأصفى لوناً))، وأن تطعم اللبان فعن الإمام الحسن بن علي( عليهما السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أطعموا حبالاكم اللبان، فإن الصبي إذا غذي في بطن أمه باللبان اشتد عقله، فإن يكُ ذكراً كان شجاعاً، وإن ولدت أنثى عظمت عجيزتها فتحظى عند زوجها))، وعن الإمام الرضا( عليه السلام ): ((أطعموا حبالاكم ذكر اللبان فإن يكُ في بطنها غلام خرج زكي القلب عالماً شجاعاً، وإن تكن جارية حسن خلقها وخلقتها وعظمت عجيزتها وحَظَيت عند زوجها)).  وأن يسمى الحمل، فعن الإمام أبي عبد الله عن أبيه عن جده( عليهم السلام ) قال: ((قال أمير المؤمنين( عليه السلام ): سموا أولادكم قبل أن يولدوا، فإن لم تدروا أذكر أم أنثى فسموهم بالأسماء التي تكون للذكر والأنثى فإنّ أسقاطكم إذا لقوكم في القيامة ولم تسموهم يقول السقط لأبيه: ألا سميتني وقد سمى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) محسناً قبل أن يولد)).

وأكد الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ) على أكل المرأة الرطب في أول نفاسها، فقد ورد عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ليكن أول ما تأكله النفساء الرطب فإن الله  عز وجل قال لمريم( عليها السلام ): [وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا]، قيل: يا رسول الله فإن لم تكن أيام الرطب؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): سبع تمرات من تمر المدينة، فإن لم يكن فسبع تمرات من تمر أمصاركم، فإن الله  عز وجل يقول: وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاع مكاني لا تأكل نفساء يوم تلد الرطب فيكون غلاماً إلا كان الولد زكياً حليماً وإن كانت جارية كانت حليمة)).

وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال : ((ما استشفيت نفساء بمثل الرطب لأن الله  عز وجل أطعم مريم( عليها السلام ) رطباً جنياً في نفاسها)). 

حق الوليد على الوالدين بعد الولادة

هنالك عدة أمور على الوالدين مراعاتها عند ولادة ولدهما:

(منها) الأذان والإقامة: لقد أوصى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) عند ولادة المولود أن يؤذن في أذنه اليمنى ويقام في أذنه اليسرى، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): من ولد له مولود فليؤذن في أذنه اليمنى بأذان الصلاة، وليقم في أذنه اليسرى فإنها عصمة من الشيطان الرجيم)). وأن يحنّك بماء الفرات ويلف في خرقة بيضاء، فعن السيدة الجليلة نجمة أم الإمام الرضا( عليه السلام ) تقول في حديث: ((لما وضعت ابني علياً دخل عليَّ أبوه الإمام موسى بن جعفر( عليهما السلام ) فناولته إياه في خرقة بيضاء فأذّن في أذنه الأيمن، وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات فحنكه به، ثم ردّه إلي، فقال ( عليه السلام ): خذيه فإنه بقية الله في أرضه)).

(ومنها) التسمية: ولقد أكد الأئمة الأطهار( عليهم السلام ) على تسميته باسم محمد في الأيام السبعة الأولى، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((لا يولد لنا ولد إلا سميّناه محمداً، فإذا مضى سبعة أيام فإن شئنا غيرنا وإلا تركنا)). وأن يسمى المولود بأحسن الأسماء، وهو أول برّ بالولد، فعن الإمام أبي الحسن( عليه السلام ) قال: ((أول ما يبر الرجل ولده أن يسميه باسم حسن، فليحسن أحدكم اسم ولده)). وسأل رجل الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((ما حقّ ابني هذا؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): تحسن اسمه وأدبه وتضعه موضعاً حسناً)). والأفضل أن يسميه بما يدل على العبودية وبأسماء الأنبياء والأئمة، فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((أصدق الأسماء ما سمي بالعبودية وأفضلها أسماء الأنبياء)). وأكد الأئمة( عليهم السلام ) على التسمية باسم محمد، فعن الإمام الصادق( عليه السلام ) عن آبائه( عليهم السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): من ولد له ثلاثة بنين ولم يسمّ أحدهم محمداً فقد جفاني)). ويترتب على اسم محمد أحكام فعن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((إذا سميتم الولد محمداً فأكرموه وأوسعوا له في المجلس ولا تقبحوا له وجهاً)). وإنه اسم مبارك في البيت، فعن الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((ما من مائدة وضعت فقعد عليها من اسمه محمد أو أحمد إلا قدّس ذ2لك المنزل في كلّ يوم مرتين)). وكذلك أكد الأئمة( عليهم السلام ) على اسم عليّ، فعن الإمام أبي عبد الله الحسين( عليه السلام ) قال: ((لو ولد لي مائة لأحببت أن لا أسمي أحداً منهم إلا علياً)). وإن رزقت بنتاً فمستحب أن تسمى فاطمة، فقد ذكر الإمام أبو الحسن( عليه السلام ): ((إنه لا يدخل الفقر في بيت فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو حسن أو حسين أو جعفر أو عبد الله أو فاطمة من النساء)). ويستحب وضع الكنية للولد، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((من السنّة والبر أن يكنى الرجل باسم ابنه)). ويكره أن يسمى بالحكم والحكيم وخالد ومالك وحارث وضرار ومرّة وحرب وظالم وبأسماء أعداء أهل البيت( عليهم السلام ). فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) دعا بصحيفة حين حضر الموت يريد أن ينهى عن أسماء يُتَسمّى بها، فقبض ولم يسمها، منها: الحكم، والحكيم، وخالد، ومالك، وذكر أنها ستّة أو سبعة مما لا يجوز أن يسمى بها)). وعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((إن أبغض الأسماء إلى الله حارث ومالك وخالد)). ويكره أن يكنى بأبي مرّة وأبي عيسى وأبي الحكم وأبي مالك وأبي القاسم لمن كان اسمه محمداً، وفي الأخير محذور شرعي فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((نهيَ عن أربع كنى: عن أبي الحكم وعن أبي عيسى وعن أبي مالك وعن أبي القاسم إذا كان الاسم محمداً)). وأكد الأئمة الأطهار( عليهم السلام ) على تغيير الأسماء القبيحة للناس والبلدان، فعن الإمام جعفر الصادق( عليه السلام ) عن آبائه( عليهم السلام ): ((إن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) كان يغير الأسماء القبيحة في الرجال والبلدان)).

(ومنها) العقيقة: وهي سنّة مؤكدة فعلها الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ) عنه وعن الإمامين الحسن والحسين( عليهما السلام )، فعن الإمام الباقر( عليه السلام ) قال: ((وعقّ النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) عن نفسه بعد ما جاءته النبوة، وعق عن الحسن والحسين كبشين)). وإن كل إنسان مرتهن بعقيقته، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((كلّ امرئٍ مرتهن يوم القيامة بعقيقته)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) أيضاً قال: ((كلّ إنسان مرتهن بالفطرة، وكلّ مولود مرتهن بالعقيقة)). ولا يفي ولا يجزي بالغرض التصدق بثمن العقيقة، فعن عبد الله بن أبي بكير قال: ((كنت عند أبي عبد الله( عليه السلام ) فجاءه رسول عمه عبد الله بن علي، فقال له: يقول لك عمّك: إنا طلبنا العقيقة فلم نجدها، فما ترى نتصدق بثمنها؟ قال ( عليه السلام ): إن الله يحب إطعام الطعام وإراقة الدماء)).  وأن تكون كبشاً أو بقرة أو بدنةً أو جزوراً، فإن لم يوجد فحمل، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((الغلام رهن بسابعه بكبش يسمّى فيه ويعق عنه)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) في حديث أنه قال في العقيقة : ((يذبح عنه كبش فإن لم يوجد كبش أجزاه ما يجزي في الأضحية، وإلا فَحَمل أعظم ما يكون من حِملان السنة)). وأن يعقّ عن الذكر والأنثى بكبش فعن أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((العقيقة في الغلام والجارية كبش)). وحبذا أن يعق للذكر بخروف وللأنثى بشاة. فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن كان ذكراً يعقّ عنه ذكراً، وإن كان أنثى عقّ عنه أنثى)). وهي على الميسور، والمعسر إذا أيسر، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((العقيقة لازمة لمن كان غنياً ومن كان فقيراً إذا أيسر فعل، فإن لم يقدر على ذ2لك فليس عليه شيء)). فإن لم يعقّ عنه والداه فليعقّ عن نفسه، فعن عمر بن يزيد قال: ((قلت للإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): إني والله لا أدري كان أبي عقّ عني أم لا؟ قال: فأمرني أبو عبد الله( عليه السلام ) فعققت عن نفسي وأنا شيخ كبير)). وان لا يُكسَر عظم ويعطي للقابلة الورك، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((العقيقة يوم السابع وتعطي القابلة الرجل مع الورك، ولا يكسر العظم)). وأن لا يأكل الأبوان وعيال الأب وخاصة الأم، فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((لا يأكل هو ولا أحد من عياله من العقيقة، وللقابلة ثلث العقيقة، وإن كانت القابلة أم الرجل أو في عياله فليس لها منها شيء، وتجعل أعضاءً ثم يطبخها ويقسمها ولا يعطيها إلا أهل الولاية، ويأكل من العقيقة كلّ أحد إلا الأم)). وأن يدعو على العقيقة عند الذبح بالدعاء المأثور. فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((تقول على العقيقة إذا عققت:

باسم الله وبالله اللهم عقيقة عن فلان بن فلان لحمها بلحمه ودمها بدمه وعظمها بعظمه، اللهم اجعله وقاءً لآل محمد( صلى الله عليه وآله وسلم  ) )).

وإذا أردت أن تذبح العقيقة قلت: يا قوم إني بريء مما تشركون، إني وجهّت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك باسم الله والله أكبر، اللهم صلّ على محمد وآل محمد وتقبل من فلان بن فلان)).

(ومنها) أن يتصدق بوزن شعره فضة أو ذهباً: وهي سنّة مؤكدة في اليوم السابع، فعن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((سألت عن العقيقة واجبة هي؟ قال( عليه السلام ): نعم يعقّ عنه ويحلق رأسه وهو ابن سبعة، ويوزن شعره فضة أو ذهباً يتصدق به، ويطعم قابلته ربع الشاة، والعقيقة شاة أو بدنة)).

(ومنها) الختان: وهي سنّة مؤكدة بل واجبة على المسلمين، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): طهرّوا أولادكم يوم السابع، فإنه أطيب وأطهر وأسرع لنبات اللحم، وإن الأرض تنجس من بول الأغلف أربعين صباحاً)). ومن كبر ولم يُختَن فعليه حتان نفسه، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال أمير المؤمنين( عليه السلام ): إذا أسلم الرجل خُتِن ولو بلغ ثمانين سنة)). وأن يدعو بالمأثور عند الختان، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) في صبي إذا ختن قال: ((يقول:

اللهم هذه سننك وسنّة نبيك( صلى الله عليه وآله وسلم  ) واتباع منّا لك ولدينك بمشيتك وبإرادتك لأمرٍ أردته وقضاءً حتمته وأمر أنفذته فأذقته حرّ الحديد في ختانه وحجامته لأمر أنت أعرف به مني، اللهم فطهره من الذنوب وزد في عمره وادفع الآفات عنه بدنه والأوجاع عن جسمه وزده من الغنى وادفع عنه الفقر فإنك تعلم ولا نعلم.

ومن لم يقلها عند ختان ولده فليقلها عليه من قبل أن يحتلم فإن قالها كفى حرّ الحديد من قتل أو غيره)).

(ومنها) الوليمة: وهي سنّة مؤكدة عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  )، فعنه( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((لا وليمة إلا في خمس: في عرس أو خرس أو وكار أو ركاز أو عذار)).

(ومنها) ما يكون اليوم السابع: إن التسمية والعقيقة والحلق في الأيام السبع الأوَل فإن الفضل الكثير فيها، فقد فعل ذ2لك رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) للإمامين الحسن والحسين( عليهما السلام ) فعقّ وتصدقّ عنهما في اليوم السابع، فعن الإمام جعفر الصادق( عليه السلام ) عن أبيه( عليه السلام ) قال: ((سمّى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) الحسن والحسين( عليهما السلام ) لسبعة أيام، وعقّ عنهما لسبع، وختنهما لسبع، وحلق رؤوسهما لسبع، وتصدق بزنة شعورهما بفضة)). وعن الإمام موسى بن جعفر( عليه السلام ) قال: ((سبع خصال في الصبي إذا ولد من السُنّة: أولاهن يسمّى والثانية يحلق رأسه والثالثة يتصدق بوزن شعره ورقاً أو ذهباً إن قدر عليه، والرابعة أن يعقّ عنه، والخامسة يلطخ رأسه بالزعفران، والسادسة يطهر بالختان، والسابعة يطعم الجريان من عقيقته)). وعن علي بن جعفر في كتابه عن أخيه الإمام الكاظم( عليه السلام ) قال: ((سألته عن مولود ترك أهله حلق رأسه في اليوم السابع، هل عليه بعد ذ2لك حلقه والصدقة بوزنه؟ فقال( عليه السلام ): إذا مضى سبعة أيام فليس عليهم حلقه، إنما الحلق والعقيقة والاسم في اليوم السابع)). وتأكيد المعصومين( عليهم السلام ) على الإتيان بتلك الأعمال خلال الأيام السبع الأَوَل إنما هو لزيادة فضيلتها على ما بعده من الأيام.

قصة ولادة الإمام الرضا( عليه السلام )

عن السيدة الجليلة نجمة أم الإمام الرضا( عليهما السلام ) قالت: لما حملت بابني علي لم اشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتحميداً من بطني فيفزعني ذ2لك ويهولني، فإذا انتبهت لم اسمع شيئاً، فلما وضعته وقع على الأرض واضعاً يديه على الأرض، رافعاً رأسه إلى السماء، يحرك شفتيه كأنه يتكلم، فدخل إليَ أبوه موسى بن جعفر( عليه السلام ) فقال لي: هنيئا لك يا نجمة كرامة ربك، فناولته إياه في خرقة بيضاء، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ودعا بماء الفرات فحنكه به، ثم رده إلي فقال : خذيه فإنه بقية الله في أرضه.

قصة تسمية الإمامين الحسن والحسين( عليهما السلام ) والعق عنهما

عن أسماء بنت عميس عن فاطمة( عليها السلام ) قالت: لما حملت بالحسن( عليه السلام ) وولدته، جاء النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فقال: يا أسماء هلمي ابني فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها النبي، وقال: ألم أعهد إليكم ألا تلفوا المولود في خرقة صفراء،  وأذّن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى ثم قال لعلي( عليه السلام ): بأي شيء سميت ابني؟ قال ( عليه السلام ): ما كنت أسبقك باسمه يا رسول الله، فقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ولا أنا أسبق باسمه ربي ثم هبط جبرئيل( عليه السلام ) فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول: عليّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك سمِّ ابنك هـ2ـذا باسم ابن هارون، فقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): وما اسم ابن هارون قال: شُبّر، قال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): لساني عربي، قال جبرئيل( عليه السلام ): سمه الحسن، قالت أسماء: فسماه الحسن. فلما كان يوم سابعه عقّ عنه النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذاً وديناراً وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر وَرِقاً وطلى رأسه بالخلوق. قالت أسماء: فلما كان بعد حول ولد الحسين( عليه السلام )، جاءني وقال: يا أسماء هلمي بابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعه في حجره، ثم قال لعلي( عليه السلام ): أي شئ سميت ابني هـ2ـذا؟ قال ( عليه السلام ): ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله، فقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ولا أسبق باسمه ربي  عز وجل ثم هبط جبرئيل( عليه السلام ) فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك: علي منك كهارون من موسى سم ابنك هذا باسم ابن هارون قال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): وما اسم ابن هارون، قال: شبير، قال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): لساني عربي، قال جبرئيل( عليه السلام ): سمه الحسين، فلما كان يوم سابعه عق عنه النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذاً وديناراً ثم حلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقاً وطلى رأسه بالخلوق.

فصل
في
العلاقة بين الأولاد والآباء

التعامل مع الأولاد

كما جعلت الشريعة حقوقاً للأولاد فإنها جعلت لهم آداباً كذ2لك، فإن الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ) خصّ الطفل بالرعاية في المعاملة معه، حيث منعنا من ضرب الأطفال على بكائهم فعن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((لا تضربوا أطفالكم فإن بكاءهم أربعة أشهر شهادة أن لا إلــ2ــه إلا الله، وأربعة أشهر الصلاة على النبي وآله، وأربعة أشهر الدعاء لوالديه)). وحتى أنه( صلى الله عليه وآله وسلم  ) خفف الصلاة أثناء بكاء الصبي لإسكاته فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((صلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) بالناس الظهر فخفف في الركعتين الأخيرتين، فلما انصرف، قال الناس: هل حدث في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: خفف في الركعتين الأخيرتين، فقال لهم: أو ما سمعتم صراخ الطفل؟!)). وإن المرء لتناله الرحمة من شدّة حبّه لأولاده، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن الله ليرحم العبد لشدّة حبه لولده)). حتى إن تقبيله إياهم حباً ورحمةً لهم يُعدَل بحسنة، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): من قبّل ولده كتب الله له حسنة)). وكان رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) يكثر من تقبيل الإمامين الحسن والحسين( عليهما السلام )، فقال الأقرع بن حابس ذات يوم مخاطباً رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم، فقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((من لا يَرحم لا يُرحم)). ومن السنّة الإسلامية أن يُلاعَب الولد ويُتصابى معه، فعن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((من كان عنده صبي فليتصاب له)). وإذا وعدهم أن يفي لهم بوعده، فعن الإمام أبي الحسن( عليه السلام ): ((إذا وعدتم الصبيان ففوا لهم فإنهم يرون أنكم الذين ترزقونهم، إن الله  عز وجل ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان)). وان يواسى بين الأولاد لأن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) نظر إلى رجل له ابنان فقبّل أحدهما وترك الآخر، فقال له النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((فهلا واسيت بينهم)). وبيّن الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) والأئمة( عليهم السلام ) منهجاً لتربية الأبناء، فقد ورد عن الإمام الصادق( عليه السلام ): ((دعّ ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدب سبع سنين، وألزمه نفسك سبع سنين، فإن أفلح وإلا فلا خير فيه)). وإنّ لتأديبهم ثواباً يفوق ثواب الصدقة فعن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق بنصف صاع كلّ يوم)). وعنه( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم يُغفر لكم)). وأن يعلمه من فقه آل محمد فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب( عليه السلام ) قال: ((علموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به)). وأن يعلمه القرآن الكريم والحلال والحرام، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلم الكتاب سبع سنين، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): من قبّل ولده كتب الله له حسنة، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة، ومن علّمه القرآن دعي بالأبوين فكسيا حلّتين تضيء من نورهما وجوه أهل الجنة)). وعدّ التهاون في تربية الابن عقوقاً من الوالدين له، وإن الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) حذر منه فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ما يلزم الولد من عقوقهما)). كما إن من الواجب على الوالدين إعانة أولادهم على البرِّ بهم. فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): رحم الله من أعان ولده على برِّه، فقيل: كيف يعينه على برِّه؟ قال( صلى الله عليه وآله وسلم  ): يقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره، ولا يرهقه ولا يخرق به، وليس بينه وبين أن يدخل في حد من حدود الكفر إلا أن يدخل في عقوق أو قطيعة رحم، ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): الجنة طيبة، طيبها الله وطيب ريحها، يوجد ريحها من مسيرة ألفي عام، لا يجد ريح الجنة عاق، ولا قاطع رحم، ولا مرخي الإزار خيلاء)). وعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): رحم الله والدين أعانا ولدهما على برّهما)).

التعامل مع الوالدين

لقد ألزم الإسلام الولد البرّ بوالديه والإحسان إليهما، فعن أبي ولاّد قال: ((سألت الإمام أبا عبد الله( عليه السلام ) عن قول الله  عز وجل :[وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا]، ما هـ2ـذا الإحسان؟ فقال ( عليه السلام ): الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئاً مما يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين، أليس يقول الله: [لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ]، ولل:[إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا]، قال ( عليه السلام ): إن أضجراك فلا تقل لهما: أفّ، ولا تنهرهما إن ضرباك، لل: [وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا]، قال ( عليه السلام ): إن ضرباك فقل لهما: غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم، لل: [وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ]، قال: لا تمل عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقّة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدّامهما)). وأن من أفضل الأعمال البرّ بالوالدين، فعن منصور بن حازم عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قلت: أي الأعمال أفضل؟ قال ( عليه السلام ): الصلاة في وقتها، وبرّ الوالدين، والجهاد في سبيل الله)). وأن يبرّ بالأم أزيد من الأب لما ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) أنه قال: ((جاء رجل إلى النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أمك، قال : ثم من؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أمك، قال: ثم من؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أمك، قال ثم من؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): أباك)). وإن برّهما واجب وإن كانا مخالفين، فعن جابر قال: ((سمعت رجلاً يقول للإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): إن لي أبوين مخالفين، فقال ( عليه السلام ): برّهما كما تبرّ المسلمين ممن يتولانا)). وأن البرّ لا رخصة فيه، فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((ثلاث لم يجعل الله لأحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البَرّ والفاجر، والوفاء بالعهد للبَرّ والفاجر، وبرّ الوالدين بَرّين أو فاجرين)).

 

فصل
في
بعض الفوائد

فائدة: تعجيل تزويج البنت عند بلوغها

 حث الإسلام على تعجيل تزويج البنت عند بلوغها لتتحصن بزوجها وإن الله  عز وجل لم يترك شيئاً مما يحتاج إليه العباد إلا وعلمه نبيه( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فكان مما علمه إياه أنه صعد المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((أيها الناس إن جبرئيل أتاني عن اللطيف الخبير فقال: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر إذا أدرك ثمارها فلم تجتن أفسدته الشمس ونثرته الرياح وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن دواء إلا البعولة وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر. فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله فمن نزوج؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): الأكفاء، فقال: ومن الأكفاء؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، المؤمنون بعضهم أكفاء بعض)). وإن زواجها سعادة للمرء فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((من سعادة المرء أن لا تطمث ابنته في بيته. فعجلوا بزواجهن لدفع الأذى عنهن فهن أمان الله عندكم)).

فائدة: النظر إلى المرأة عند إرادة التزويج

لقد سمح الإسلام بالنظر إلى المرأة عند إرادة التزويج لدفع الضرر والغبن بين الزوجين والحفاظ على التآلف بينهما فعن محمد بن مسلم قال: ((سألت الإمام أبا جعفر( عليه السلام ) عن الرجل يريد أن يتزوج المرأة أينظر إليها؟ قال ( عليه السلام ): نعم)).

فائدة: استحباب الزواج من قرشية

 حث الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم  ) والأئمة الأطهار( عليهم السلام ) على التزويج بالقرشية ووصفوهن بخير النساء، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): خير نساء ركبن الرجال نساء قريش أحنهنَّ على ولد وخيرهن لزوج)). وأن كل نسب وسبب ينقطع إلا نسب الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فعن الإمام الرضا( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) قال: ((كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي)).

فائدة: الحب والعطف للبنات 

ظهر الإسلام فمنع ما كانت تفعله الجاهلية من قتل البنات وبقى في قلوب الناس شيء من طبع الجاهلية فغير رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ) ذلك الطبع وأرشدهم إلى طريق الهدى، فلقد أتى رجل وهو عند النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ) فأُخبر بمولود أصابه. فتغير وجه الرجل فقال له النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((مالك؟ فقال: خير، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): قل، قال: خرجت والمرأة تمخض فأُخبرت أنها ولدت جارية، فقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم  ): الأرض تقلها والسماء تظلها والله يرزقها وهي ريحانة)). وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): ((من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة، قيل: يا رسول الله واثنتين؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): واثنتين، قيل: وواحدة؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم  ): وواحدة)). وأن البنت حسنة والولد  نعمة والنعمة يحاسب عليها فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((البنات حسنات والبنون نعمة فالحسنات يثاب عليها والنعمة يسأل عنها)).

ولا تتمنوا الأذى لهن فإن الله تعالى أرق على الإناث من الذكور. فعن الإمام أبي الحسن الرضا( عليه السلام ) قال: ((قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم  ): إن الله تبارك وتعالى على الإناث أرق منه على الذكور وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة إلا فرّحه الله يوم القيامة)). فأفرحوا بناتكم وحبوهن ليفرحكم الله تعالى يوم القيامة.

فائدة: التهنئة بالولد وتتأكد يوم السابع وكيفيتها

إن لكل مناسبة تهنئة وتهنئة المولود هي كما ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) حيث قال لرجل ولد له غلام فقال: ((رزقك الله شكر الواهب وبارك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقك الله بره)).

فائدة: لا تغاير بين المؤمنات

ظهر الإسلام فجعل بين المؤمنين والمؤمنات مودةً ورحمة، ونبذ ما كان بينهم من غيرة وحسد. وأقر من الغَيرة ما كان فيه نفع من قبيل غيرة الرجل بالنسبة إلى زوجته. وأنكر الغيرة بين المؤمنات ووصف النساء اللاتي يغرن على أزواجهن بأنهن غير مؤمنات. فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن الله  عز وجل لم يجعل الغيرة للنساء وإنما تغار المنكرات فإما المؤمنات فلا، إنما جعل الله الغيرة للرجال لأنه أحل للرجال أربعاً وما ملكت يمينه ولم يجعل للمرأة إلا زوجها)). وإنها تجلب الحسد والحسد يجلب الكفر، فعن الإمام أبي جعفر( عليه السلام ) قال: ((غيرة النساء الحسد والحسد هو أصل الكفر إن النساء إذا غرن غضبن واذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن)). كما إن غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل إيمان، فعن أمير المؤمنين( عليه السلام ) قال: ((غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل إيمان)).واعتبر الثبات من المرأة جهاداً، فعن الإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) قال: ((إن الله كتب على الرجال الجهاد وعلى النساء الجهاد. فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتى يقتل في سبيل الله. وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته)).

 قصة: عن خالد القلانسي قال: ذكر رجل للإمام أبي عبد الله( عليه السلام ) امرأته فأحسن الثناء عليها فقال له الإمام أبو عبد الله( عليه السلام ): أغرتها؟ قال: لا، قال ( عليه السلام ): فأغرها. فأغارها فثبتت، فقال للإمام أبي عبد الله( عليه السلام ): أني قد أغرتها فثبتت، فقال ( عليه السلام ): هي كما تقول.

فائدة: معرفة عدد البروج الإثني عشر  ومنازل القمر

واعلم أن عدد البروج الشمسية هو اثنا عشر برجاً وهي:

الأول الحمل والثاني الثور والثالث الجوزاء والرابع السرطان والخامس الأسد والسادس السنبلة والسابع الميزان والثامن العقرب والتاسع القوس والعاشر الجدي والحادي عشر الدلو والثاني عشر الحوت. وقالوا فيهن شعراً:

حمل الثور جوزة السرطانِ      ورعى الليث سنبل الميزانِ

ورمى عقرب من قوس جدياً    واستقى الدلو بركة الحيتانِ

واعلم إن عدد منازل القمر هو ثمانية وعشرون منزلاً وهي:

1. الشرطان 2. البطين 3. الثريا 4. الدبران 5. الهقعة 6. الهنعة
7. الذراع  8. النثرة 9. الطرفة 10. الجبهة 11. الزبرة 12. الصرفة 13. العوى 14. السماك 15. الغفر 16. الزباني 17. الإكليل 18. القلب
19. الشولة 20. النعائم 21. البلدة 22. سعد الذابح 23. سعد البلع 24. سعد السعود 25. سعد الأخبية 26. فرع المقدم 27. فرع المؤخر 28. بطن الحوت

وهذه منازل القمر الثمانية والعشرون منزلة مقسمة على البروج الاثني عشر الشمسية ولكل برج منها منزلان وثلث المنزلة

إما الحمل فهو أول البروج له الشرطان والبطين وثلث الثريا. وللثور وهو ثاني البروج الشمسية ثلثا الثريا والدبران وثلثا الهقعة. وللجوزى وهو ثالث البروج له ثلث الهقعة والهنعة والدرع. وهذه المنازل السبعة تختص بفصل الربيع.

وللسرطان منها النثرة والطرفة وثلث الجبهة. وللأسد ثلث الجبهة والزبرة وثلثا الصرفة. وللسنبلة ثلث الطرفة والعواء والسماك. وهذه المنازل السبعة للصيف.

وللميزان منها الغرف والزبانة وثلث الإكليل. والعقرب ثلثا الإكليل والقلب وثلثا الشولة. وللقوس ثلث الشولة والنعائم والبلدة. وهذه المنازل للخريف.

والجدي منها سعد الذابح وسعد بلع وثلث سعد السعود. وللدلو ثلثا سعد السعود وسعد الأخبية وثلثا فرع المقدم. وللحوت ثلث فرع المقدم وفرع المؤخر وبطن الحوت. وهذه منازل الشتاء.

ولمعرفة الشمس في أي برج هي في كل واحد وعشرين من الأشهر الشمسية تدخل الشمس في برج فأول الأشهر الشمسية تدخل الشمس
فيه هو الحمل ويصادف 21 منه وهكذا في باقي الأشهر. والجدول التالي يشتمل على زمن نزول الشمس في البروج الأثني عشر في الشهور الأثني عشر الرومية.

 

 

البرج

الشهر الرومي

اليوم

الحمل

آذار

13

الثور

نيسان

15

الجوزاء

آيار

15

السرطان

حزيران

13

الأسد

تموز

13

السنبلة

آب

17

الميزان

أيلول

13

العقرب

تشرين أول

16

القوس

تشرين ثاني

15

الجدي

كانون أول

13

الدلو

كانون ثاني

13

الحوت

شباط

13

 

فائدة: العدل بين الزوجات

لقد فرض الإسلام المساوات والعدل بين الزوجات وفق نظام دقيق لدفع الخصومات، وبث روح السعادة بين الزوجات. فإذا كان للرجل زوجتان فينبغي له أن يعدل بينهما، فيكون مبيته عند كل واحدة منهما ليلة. وإذا تزوج الرجل على امرأته جاز له أن يقيم ثلاث ليالي متواليات ثم يرجع إلى العدل بينهما فيقيم عند كل واحدة منهما مثل ما أقام عند الأخرى. قال تعالى: [فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا] يريد الله تعالى بذلك أدنى أن لا تتجاوزوا عليهن وتتركوا العدل بينهن فله أن يقسم على زوجته بحسب ذلك فيقيم عندها يوماً وثلاثة أيام عند أزواجه الأُخر عند سراريه وقال  جل جلاله ‎: [وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ] يريد فيه العدل في المحبة، [فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ] يريد أنه ليس ينبغي أن تميلوا على واحدة منهن ميلاً كثيراً فيقع بها جفوة منكم وإعراض، فتذروها كالمعلقة -لا ذات وزج يعفها عن الحاجة إلى غيره ولا مطلقة تتمكن من التصرف في نفسها- ومن كان له ثلاثة أزواج فليقسم لكل واحدة منهن يوماً وللثالثة إن شاء يومين، لأن له أن يقسم أيامه على أربع نسوة، فإن كان له أربع نسوة لم يجز أن يخالف بينهن في القسمة. بل يجعل لكل واحدة منهن يوماً، إلا أن تحله بعضهن من حقها، فيطيب له ذلك، وإن لم تجعله في حل كان في حرج.

 

توضيح المصطلحات والألفاظ

< >الإملاك: التزويج وعقد النكاحالأيامى: وهي جمع الأيم، الذين لا أزواج لهم من الرجال  والنساء سواء تزوج قبل أو لم يتزوج أو من النساء التي لا زوج لها بكراً كانت أو ثيباً ومن الرجال الذين لا امرأة له.الباه: قوة النكاحالبغايا: المشهورات بالزنا.جامع مجمع: كثير الخير مخصبهُ.الخرس: النفاس.الخُطبة: والخطبة بضم الخاء بمعنى الموعظة، وهي مشتملة على الحمد والشهادتين والموعظة.الخِطبة: والخطبة بكسر الخاء وهو طلب المرأة للتزوج يقال خطب المرأة إذا طلب أن يتزوجها فهو خاطب، وخطاب مبالغة، والأسم الخطبة بالكسر.درُم كعبها: التي كثر لحم كعبها، ويقال امرأة درماء إذا كانت كثيرة لحم القدم والكعب. الدواعي: اللواتي يدعين إلى أنفسهن في النكاح.ربيع مربع: التي في حجرها ولد وفي بطنها آخر.الركاز: العَود من مكة.السقط: هو الجنين الذي يخرج من بطن أمه ميتاً.سمراء: ذات منزلة بين السواد والبياض.السوء: الخلة القبيحة.الشغال: وهو أن يعقد الرجل لغيره على ابنته، ويجعل مهرها نكاحه لابنته أو أخته وهذا نكاح كانت الجاهلية تراه، وتعمل عليه، وفي عصرنا قليلو الإيمان يعملون به. وهو باطل في الشريعة الإسلامية.صخامة: هي التي تخاصم زوجها أبداً.الصدف: الإعراض.عجزاء: العظيمة العجز.العذار: الختان.العرس: التزويج.عَرْف: رائحة العود وكل شيء طيب.العرق دساس: كناية عن انتقال الصفات إلى الولد من آبائه من جهة الأم أو الأب بحكم الوراثة.عيناء: العظيمة سواد العين في سعة.غلّ قمل: هي عند زوجها كالغل القمل. وهو غل من حل فيه شعر يقع فيه القمل فيأكله فلا يتهيأ له أن يحك منه شيئاً وهو مثلٌ للعرب.القهرمانة: وهي صفة لعبد يشتغل عند أميره، ويشدد عليه العمل. وهذا كناية عن المرأة التي كثير ما يطلب منها العمل.قيماً: أي قيماً بأمور الناس.كرب مقمع: سيئة الخلق مع زوجها.كريمة الأصل: أي لا تكون من زنا أو حيض أو شبهة أو ممن تنال من آبائها وأمهاتها الألسن وقيل لم يكن مس آباءها رق، وقيل: بأن يكون أبواها صالحين، ويمكن إرادة ما يشمل جميع ذلك منه، بمعنى أنّ ليس في أصلها ما هو مَعيب ومذموم.كعبثها: فرجها.الكواشف: المتكشفات المتبرجات من النساء.اللبان: ضرب من العلك المتعارف عليه والمشهور بعلك البسجد وفي اللغة الكندر.ليتها: صفحة العنق.المحاق: إسم لليالي الثلاثة من آخر الشهر إن كان الشهر تاماً لأنه عبارة عن الليالي التي يُمحق فيها ضوء القمر لطلوعه مع الشمس فتمحقه. وقال أهل اللغة: لليالي الشهر عشرة أسماء ، غرر، ثم نقل، ثم تسع، ثم عشر، ثم بيض، ثم درع، ثم ظلم، ثم حنادس، ثم محاق.مربوعة: بين الطويلة والقصيرة.المهر: هو كل ما اتفق بين الزوجين ويجب بعقد النكاح أو بوطء غير زنا منها، ولا ملك يمين، وله قيمة من ذهب وفضة ومتاع وعقار، وأشباه ذلك ما قل وكثر وقد يقوم كل واحد مما عددناه وينوب منابه ما تستحق عليه الأجور من الصناعات ويجوز أيضاً على تعليم سورة من القرآن الكريم أو آية منه أو شيء من الحكم والأدب. ويترادف عليه تسعة ألفاظ، الصداق والصدقة، والمهر، والنحلة، والأجر، والفريضة، والعلائق، والعقر، والحبا.مهر السنّة: وقدره خمسمائة درهم وعلى ذ2لك زوج رسول الله وتزوج نساءه.النكاح: وهو في اللغة الوطء وقد يكون العقد في الشريعة عقداً لفظياً مملكاً للوطء ابتداءً وهو حقيقة شرعية في العقد ومجاز شرعي في الوطء.همّازة: وهي التي تذكر الناس بالقبيح.ودود: كثيرة التودد إلى زوجها وتريد أن تكسب خاطره.الوكار: شراء الدار.الوَرِق: الفضة.ولاجة: وهي المتبرجة التي لا تستتر عن الرجال ولا تلزم بيتها متى ما طلبها زوجها كانت خارجة.ولود: كثيرة الأولاد. 

 

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD