August / 10 / 2021 | عدد الزيارات : 292الدكتور الشيخ عباس كاشف الغطاء يشارك في فعاليات مؤتمر (دور الشيعة في تأسيس العلوم الاسلامية وتطورها) بمدينة قم المقدسة


علي الحلو/ الإعلام

بدعوة من الامانة العامة لمؤتمر دور الشيعة في تأسيس العلوم الاسلامية وتطورها حجة الإسلام والمسلمين محمد علي رضائي، شارك سماحة الدكتور الشيخ عباس كاشف الغطاء الامين العام لمؤسسة كاشف الغطاء العامة في أعمال المؤتمر الذي جرت فعالياته في مدينة قم المقدسة، حيث ألقى الدكتور الشيخ كاشف الغطاء كلمة بعنوان (دور الشيعة في تأسيس العلوم الإسلامية)، لتبيان دور أهل البيت (عليهم السلام) في تأسيس العلوم الإسلامية والنهوض بها، بجانب تبيان دور العلماء الشيعة في تأسيس تلك العلوم ودورهم في ازدهار الحضارة الاسلامية والعلوم الأخرى ، وقد جاء في كلمته: (( جئتكم من مدينة النجف الاشرف مثوى باب علم رسول الله (ص) الامام علي بن ابي طالب (ع) منها تخرج العلماء والادباء والمفكرين وخلفوا لنا آثارهم النفيسة ومصنفاتهم القمة. لقد حرصت مدرسة النجف ان تجعل العامل الديني من اجل التقرب لله تعالى لا لأجل الوصول الى اطماع دنيوية، وعامل استقرار وامن وسلام لا عامل سفك دماء وتفرقة وخراب ودماء كما تفعله من يدعي اسم الدين من المتطرفين والارهابيين والدواعش. جئتكم من مدينة النجف التي ضبطت العامل الديني وتعتبره المؤثر المهم في المجتمع الاسلامي ومعلوم ان ما اصاب الدول الاسلامية من دماء وسفك كان باسم الدين فكانت الدماء المسفوكة باسم الدين بهتانا وزورا، وقد سفك من دماء المسلمين اكثر مما سفك من اعداء الدين من غير المسلمين، ولكن ببركة فتاوي سماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله) الذي يوصف بالعراق بصمام الامان للعراقيين وابت الفتنة الطائفية فغي العراق، حتى وصف اهل السنة بأنفسنا وليس إخواننا. كما ان مدرسة النجف لها ميزة تدعو الى توحيد الكلمة، فان الاسلام قام على دعامتين كما قال الشيخ كاشف الغطاء (قدس) هو توحيد الكلمة وكلمة التوحيد ونبذ الخلافات والدعوة الى عقد اللقاءات و المؤتمرات والاتصال الفكري بين ابناء الجنس البشري، كما ان مدرسة النجف حرصت الى عدم نشر التراث الذي يؤدي الى التفرقة تمزيق الامة وتكفر بعضهم لبعض والاهتمام بالعلوم التي تدفع المسلمين والدعوة الى الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة والعلم والتعلم بوسائل وطرق واساليب ومنهجية عصرية واتسمت مدرسة النجف الاشرف بمنهج الخطاب والوحدة بين المسلمين والكف عن نشر ما ويوجب التفرق والتخريب. لم تقتصر مدرسة النجف الاشرف في حركة اجتهادها على مستوى شؤون الفرد بعد سقوط النظام الدكتاتوري البائد بل تعدت الى فقه المجتمع المرتبط بحركة الامة وما الفتاوي التي صدرت من سماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) في العملية السياسية في العراق من وجوب الانتخاب والتويت على الدستور وفتوى وجوب الدفاع الكفائي ضد الواعش الا خير دليل على تفاعل الفقه مع المجتمع، كما تصدى سماحته الى ظاهرة الفساد المستشرية في العراق. لقد كانت حوزة النجف سباقة للتصدي الى المسائل المستحدثة من خلال مراجعنا العظام لمعرفة الحكم الشرعي ولم تقتصر المدرسة على الدراسات الاسلامية بل اشتملت علم الاديان السماوية والوضعية فضلاً عن رد الالحاح والشبهات، فقد سلطت الضوء على الجوانب العلمية والفكرية، واوضحت الوجه الحقيقي للأديان ودافعت عن الرسل والانبياء، كما ان مدرسة النجف الاشرف ركزت على نقاط مشتركة ما بين الديانات الثلاث وذلك ببيان نقاط الاتفاق بين الاديان السماوية وابرازها من اجل التسامح والتعايش بين ابناء البشر عموماً، وخير شاهد ودليل اللقاءات والزيارات بين علماء الدين للأديان السماوية في العراق. ولأول مرة تقوم الدولة العراقية المتمثلة بديوان الوقف الشيعي بتعمير المدارس الدينية والجوامع والحسينيات والمكتبات وكل المؤسسات المتعلقة بالحوزة العلمية وكذلك طبع الكتب الدراسية الحوزوية من المقدمات والسطوح وتوزيعها على طلبة العلوم الشرعية مجانا فضلا عن قبولها فب المحافل العلمية والمؤتمرات الدينية. وقد اصبحت المزارات من العتبات المقدسة ليست اماكن للزيارة فقط بل مراكز اشعاع لنشر تراث اهل البيت (ع) حيث قامت بعقد المؤتمرات وطبع الكتب والرسائل الجامعية التي تتعلق بالعلوم الشرعية وتحقيقي المخطوطات وطبعها وفتح ممثليات لها في عدة مدن من العالم وانشاء جامعات كلها تحت رعاية المرجعية الرشيدة. اخيرا اتكلم عن مؤسسة كاشف الغطاء العامة فهي السباقة الاولى في حفظ تراث المخطوط والوثائق في مكتبات العراق وبالخصول النجف الاشرف، ومعلوم لديكم ان حجم المخطوطات الكبير في مدينة النجف الاشرف مع ما اصابه من تلف وضياع لم يفهرس اغلبه، الا النزر القليل، وبعد الانتفاضة الشعبانية المباركة سنة 1991 كان النظام البائد قد حرق بعض المكتبات العامة ومصادرة الكثير من المكتبات الخاصة في تلك الظروف الصعبة والعمل السري قامت مؤسسة كاشف الغطاء العامة بتصوير وحفظ جميع المخطوطات في مدينة النجف الاشرف التي تشمل مخطوطات المدارس الدينية ومخطوطات بعض الاسر العلمية ومخطوطات مكتبة كاشف الغطاء وكانت تحرص على ان ترسل قرصا الى بيروت من ضمن نظام خاص وقرص الى الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي عام 1999 داهمت ازلام النظام البائد المؤسسة وصادرت الاجهزة واعتقلنا في ذلك الوقت وسجنا. تعمل المؤسسة على تحقيق ونشر وتيسير المخطوطات للباحثين والمحققين عبر الموقع الالكتروني ويستطيع أي شخص الحصول على المخطوطة من خلال دخوله للموقع الخاص بالمؤسسة وملء الاستمارة المعدة لذلك، وقد صدر القرص الاول من المخطوطات 1990 كان يضم 49 مخطوطة وبعدها اصدار قرص يضم 1617 مخطوطة مصورة اعتقلنا وحكم علينا النظام البائد بالإعدام ولكن الله سبحانه وتعالى فرج علينا). يذكر ان المؤتمر حضره عدد من علماء الدين والباحثين وشخصيات دينية والعلمية من داخل وخارج ايران، وتكللت فعاليات المؤتمر بإلقاء العديد من الكلمات والبحوث والمقالات، منها كلمة الامانة العامة للمؤتمر والتي ألقاها حجة الاسلام والمسلمين محمد علي رضائي اصفهاني وكذلك كلمة المرجع الديني سماحة السيد مكارم الشيرازي في افتتاحية المؤتمر والتي أشار خلالها إلى أن الغاية من إقامة المؤتمر هو إزاحة اللثام عن دور الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وعلماء الشيعة في إرساء دعائم العلوم الإسلامية والنهوض بها، والجهود المضنية والصادقة والمهمة التي بذلها أعلام المذهب في هذا الاطار.

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD