وفاة الإمام موسى الكاظم

وفاة

 الإمام موسى الكاظم  عليه السلام

 

 

تأليف

الشيخ محمّد بن عبد الله الخَطِّيّ

المعروف بأبي عزيز  رحمه الله

(ت 1186هـ)

 

 

تحقيق

مصطفى ناجح الصَّراف

(1442هـ - 2021م)

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

[الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ]([1])

 

 

مقدمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين, والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

لا يكاد يمرّ ذِكرٌ للإمام موسى بن جعفر الكاظم  عليه السلام  إلا وانصرفت الأذهان إلى مظلوميته؛ وذلك لما لاقاه من مرارة طوامير الظَلَمَة, وطول حبسه فيها, فيمر علينا في طيّات هذا الكتاب أن الإمام  عليه السلام  يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ,([2]) وأنّه  عليه السلام  بعث كتاباً من سجنه ذات يوم إلى الرشيد جاء فيه صلى الله عليه واله وسلم  (أنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء, حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء, يخسر فيه المبطلون)([3]).

وفي قبال ذلك نجد عدم الاكتراث من الطرف الآخر, بل إنّ أعمالهم المشينة كانت عن سبق إصرار وترصّد, فلا يلبث اللعين أن يندم هُنَيهة حتى يعود لفعل أشنع من سابقه؛ ذلك لأن الملك عقيم بمنظارهم, ومَن نازعهم فيه أخذوا الذي فيه عيناه.([4]) بل حتى مَن أكرم جنازة الإمام منهم, وهو سليمان بن أبي جعفر, ذهب بعض الكتاب إلى أن سياسة الدولة والظروف التي مرّت بها دفعته لدرء الفتنة بتطييب خواطر الشيعة الذين كانوا يسكنون بغداد بأعداد هائلة, وللحدِّ من ثوراتهم المنادية بالرضا من آل محمد e آنذاك,([5]) وإلاّ أين كان هذا المنصِف صاحب النفوذ والإمام يرزح شطراً من عمره المبارك في سجونهم؟!

نعم, فإن الكتاب الذي بين يديك يذكر قسماً ممّا لاقاه الإمام  عليه السلام  من ظلم حكام عصره, مع ذكرٍ لشيء من قصائد الرثاء, ولم يتعرض المؤلف لتفاصيل حياته إلا القليل في آخر الكتاب, فجاء مناسباً لعنوانه المصدّر باسم ((وفاة الإمام موسى الكاظم  عليه السلام )).

وقد اعتاد المؤمنون في القطيف والأحساء والبحرين وبلدان أخرى على قراءة هذه الكتب المعنونة بـ((الوفيات)) في ذكرى مناسبات وفياتهم e, وبألحان حزينة, حيث يجتمع المؤمنون قبل صعود الخطيب على المنبر فيقرأ أحد هذه الكتب, بحسب المناسبة, ويتم التفاعل مع القارئ حيث تُذرف الدموع ويسود الحزن مواساةً للنبي وأهل بيته e, وامتثالاً لأمرهم, فقد روي أن الإمام جعفر بن محمد الصادق  عليه السلام  قال لفضيل صلى الله عليه واله وسلم  (تجلسون وتحدثون؟ قال صلى الله عليه واله وسلم  نعم, جُعِلت فداك. قال صلى الله عليه واله وسلم  إن تلك المجالس أحبها, فأحيوا أمرنا, يا فُضيل, فرحم الله من أحيا أمرنا, يا فُضيل, مَن ذَكَرنا أو ذُكِرنا عنده, فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر)([6]).([7])

ومن نِعَم الله -عز وجل- أن وفقني للوقوف على هذا الكتاب الذي تشرّفت بتحقيقه, وهو من مؤلفات الشيخ الفاضل أبي عزيز محمد بن عبد الله الخِطي, والذي وجدته في ضمن مجموعة ضمّت أربعة عناوين أذكرها لاحقاً حين وصف الكتاب المخطوط.

وقد رام المؤلف S مِن خلال تأليفه لهذا الكتاب جَمْع الأخبار التي تحيط بخبر وفاة الإمام الكاظم  عليه السلام , فبدلاً مِن أن تكون متناثرة جمعها بنص واحد مع ذِكرٍ لبعض المعاجز والفضائل له  عليه السلام ؛ إذ أنها -كما يقول المؤلف- S صلى الله عليه واله وسلم  "غير مدوّنة في مصنّف لأحد المتقدمين, وأصحاب السير الماضين". وقد نهج منهج الاختصار في بعض المواضع خشية الإطالة؛ ولأن الكتاب بحسب العنوان المصدّر به من قبل الناسخ([8]) يُراد به إلقاؤه على الحضّار, من قِبَله أو من قِبل أشخاص آخرين, إذ أن مؤلفاته أكثرها كان يُقرأ أيام التعازي والتهاني في بلاد القطيف.([9]) 

وقد قدّمت له بتعريف بالمؤلِّف والمؤلَّف, وأردفته بفهارس تفصيلية لعموم الكتاب, وأرجو من عملي هذا نزوله منزل الرضا من مولانا أبي الرضا  عليه السلام , وأن لا يحرمني شرف اتباعهم وخدمتهم, إنه سميع مجيب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ترجمة المؤلف

اسمه ونسبه صلى الله عليه واله وسلم

الشيخ محمّد ابن الشيخ عبد الله أبو عزيز الخطّي, من علماء القطيف, ومن المعاصرين للشيخ حسين الماحوزي P (ت 1171هـ), ومن تلامذته كما صرّح بذلك الشيخ البلادي في ((أنوار البدرين))([10]).

والخطّي صلى الله عليه واله وسلم  بفتح الخاء المعجمة -والكسر أيضاً-, وتشديد الطاء المهملة نسبة إلى (خط), قرية باليمامة يقال لها صلى الله عليه واله وسلم  "خط هجر", مرفأ السفن بالبحرين, تُنسب إليها الرماح الخطّية؛ لأنها تُباع بها لا أنها منبتها.([11])

ولعدم وجود ترجمة وافية له لم أقف على تفاصيل عن حياته.

 

ولاؤه لأهل البيت e صلى الله عليه واله وسلم

ألّف S في مواليد الأئمة جميعاً, ولكلّ مولد كتاب مستقل, وكذلك في وفيات الأئمة الثمانية e من الإمام زين العابدين إلى الإمام الحسن العسكري, وقَلّ أن تَمُر مناسبة لهم لا يَنظم فيها شعراً, وذلك يُنْبئ عن ولاء عميق, وإيمان راسخ, يجعله متأثراً مع أحوالهم e في كل ما جرى عليهم. 

أقوال العلماء فيه صلى الله عليه واله وسلم

قال عنه الشيخ علي بن حسن البلادي البحراني (ت صلى الله عليه واله وسلم  1340هـ) صلى الله عليه واله وسلم  "العالم الفاضل, المحدّث الأديب, الشاعر الكامل, الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الله أبو عزيز الخطي P.. كان S من العلماء الفضلاء, المخلصين في الولاء, له شعر كثير مذكور في كتبه من الوفيات والمواليد".([12])

كما قال عنه السيد محسن الأمين (ت صلى الله عليه واله وسلم  1372هـ) صلى الله عليه واله وسلم  "فاضل شاعر, له كتاب..", وذكر مجموعة من شعره الذي أورده في كتاب ((مولد الصاحب عجل الله فرجه)).([13])

وذكره الشيخ آقا بزرك الطهراني (ت صلى الله عليه واله وسلم  1389هـ) في كتابه ((طبقات أعلام الشيعة)) ناقلاً وصفه عن كتاب ((أنوار البدرين)), كما ذكر مؤلَّفاته.([14]) 

وذكره الشيخ محمد علي العصفوري في ((تأريخ البحرين)) قائلاً صلى الله عليه واله وسلم  "هو من كبار المشايخ, له مؤلفات فائقة, منها صلى الله عليه واله وسلم  .., وديوان شعر معروف".([15])

ومثلُ ذلك ذُكِر في كتابَي ((مستدركات أعيان الشيعة)) و((منتظم الدرّين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين)) نقلاً عمّن ذكرنا من العلماء.

مؤلفاته صلى الله عليه واله وسلم

للشيخ الخطي عدّة مؤلفات نذكر منها صلى الله عليه واله وسلم

  1. التنصيب أو يوم الغدير حق الأمير صلى الله عليه واله وسلم  طُبع في النجف الأشرف سنة (1371هـ), وذُكر في ((مجلة تراثنا)).([16])
  2. ديوان شعر صلى الله عليه واله وسلم  وهو في المراثي, ذكره صاحب ((الذريعة)) في ضمن مجموعة بخط الشيخ لطف الله بن علي الجدحفصي في سنة (1201هـ), موجودة عند الشيخ محمد علي يعقوب في النجف الأشرف.([17])
  3. ذخيرة المحشر في أحوال الإمام المنتظر  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  قال عنه الشيخ الطهراني صلى الله عليه واله وسلم  إن اسم الكتاب هو ((الذخيرة في المحشر في مولد الإمام المنتظر)), أما السيد محسن الأمين فذكره باسم ((مولد صاحب الزمان)). ونسخ ((الذخيرة)) متداولة, منها نسخة بخط السيد محسن بن علي بن الحسين الحسيني الشاخوري بتاريخ (1194هـ), ونسخة بخط الشيخ صالح بن علي بن حيدر المخازي البحراني, فرغ من كتابتها في (2/ربيع الثاني/1243هـ). أوله صلى الله عليه واله وسلم  (الحمد لله الذي شرّف الكائنات بمولد الحجة المنتظر صلوات الله عليه..).([18])
  4. رسالة في علم العروض صلى الله عليه واله وسلم  ذُكِرت في ((تأريخ البحرين)).([19])
  5. كتاب الفوائد صلى الله عليه واله وسلم  ذُكِر في ((تأريخ البحرين)).([20])
  6. معراج النبي صلى الله عليه واله وسلم  صلى الله عليه واله وسلم  أوله صلى الله عليه واله وسلم  (الحمد لله الذي جعل محمد وآله الهداة علةً في إيجاد جميع الكائنات, وعرج به تعظيماً لشأنه..), وتاريخ كتابة النسخة سنة (1194هـ). طبع في المطبعة الحيدرية سنة 1372هـ-1953م في (68) صفحة.([21])
  7. مقتل ابني مسلم بن عقيل صلى الله عليه واله وسلم  ذكره صاحب كتاب ((منتظم الدرين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين)).([22])
  8. منية الطالب في مولد الحسن بن علي بن أبي طالب صلى الله عليه واله وسلم  وموسوم بـ((منية الطالب)) بحسب رأي صاحب ((الذريعة)), أوله صلى الله عليه واله وسلم  (الحمد لله الذي أنار وجه الكائنات..), فرغ منه ضحوة الجمعة 11/جمادى2/1167هـ, ومنه نسخة بخط السيد محسن بن علي الشاخوري في 28/ شوال/ 1194. طبع في المطبعة الحيدرية في سنة (1371) في 58 صفحة.([23])
  9. مولد فاطمة الزهراء H صلى الله عليه واله وسلم  أوله صلى الله عليه واله وسلم  (الحمد لله الذي أنار بثواقب عظمته قلوب المتَّقين, وتعالى في ملكوته عن صفات الواصفين..), تاريخ كتابتها في سنة (1195هـ), بالخط المذكور والوقف المسطور في ((مولد الحسن)) و((مولد الحسين)).([24])
  10. مولد الحسين  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  أوله صلى الله عليه واله وسلم  (الحمد لله المنزّه عن لواحق الإمكان من التركيب والتجسيم والحلول في المكان..)‏. والنسخة بخط السيد محسن بن علي بن الحسين الحسيني الشاخوري، فرغ منها سنة 1195 ووقفتها صفية بنت علي بن عبد النبي النعيمي البحراني ساكنة القطيف في سنة 1196. ([25])
  11. كتاب النوادر صلى الله عليه واله وسلم  ذُكِر في ((تأريخ البحرين)).([26])

ومما نُسِِب إليه من مؤلفات صلى الله عليه واله وسلم

مولد أمير المؤمنين  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  أوله صلى الله عليه واله وسلم  (الحمد لله الذي خلق الأنبياء والأوصياء رحمة للعالمين, وجعلهم مبشرين ومنذرين‏..). نسبه الشيخ أقا بزرك الطهراني إلى أبي عزيز الخطي على سبيل الاحتمال.([27])

زيادةً على ما ذكرناه, له مؤلفات في مواليد الأئمة e جميعاً -لكل مولد كتاب-, وكذلك وفيات الأئمة الثمانية e من الإمام زين العابدين إلى الإمام الحسن العسكري.

نماذج من شعره صلى الله عليه واله وسلم  

ذكر صاحب كتاب ((أعيان الشيعة)) نموذجاً من شعره, لا بأس بذكره هنا, قال صلى الله عليه واله وسلم  ومن شعره في كتاب ((مولد الصاحب))([28]) قوله صلى الله عليه واله وسلم

شعبانُ شهرٌ بِهِ الخيراتُ قدْ نَزَلَتْ
 

 

 

وركبُ جيشِ العَنا عَنّا به رحـلتْ
 

شهرٌ بِهِ وُلِدَ المهديُّ سيِّدُنـا
 

 

 

أبرُّ مَنْ وَلَدَتْ أنثى وما حَمَـلَتْ
 

مُعَظّمُ القَدْرِ بالمولودِ فيهِ فَلا
 

 

 

نجومَ أفراحِهِ غابتْ ولا أفَلَتْ([29])
 

     
 

وقوله صلى الله عليه واله وسلم

إمامُ العصرِ والخلقِ المُرَجّى
وَصِيُّ المُصطفى المُختارِ حَقّاً

 

 

إمامٌ حبُّهُ فَرْضٌ ودِينُ
صراطُ اللهِ والحبلُ المتينُ

 

 

وقوله صلى الله عليه واله وسلم

اللهُ شرَّفها بالحجّةِ الخَلَفِ الـ
 

 

 

المهديِّ صاحِبِ هذا العصرِ والزمَنِ
 

بُشراكَ بالقائمِ المنصورِ والعلمِ الـ
 

 

 

محبورِ تاجِ المَعَالي كاشـفِ المِـحَـنِ
 

     
 

وقوله صلى الله عليه واله وسلم

  •  

وفاته صلى الله عليه واله وسلم

تُوفي P سنة (1186هـ), وهذا ما أثبته الشيخ محمد علي العصفوري في ((تأريخ البحرين)), ولم يصرّح غيره بذلك, إلا أني وجدت في هامش كتاب ((أنوار البدرين)) بتحقيق صلى الله عليه واله وسلم  عبد الكريم محمد علي البلادي, أنه قد وجِدتْ نسخة من كتاب ((الذخيرة في المحشر)) بخط محمد بن عبد المهدي بن سليمان ومعها نسخة من كتاب ((الملهوف)) بخط أبي عزيز الخطي, فرغ من كتابتها في 18 من شهر ذي الحجة من العام 1185هـ.

وقد ذهب الشيخ آقا بزرك الطهراني إلى أن وفاته كانت حدود المائتين والألف.([31])

فرحمه الله تعالى وأدخله وإيانا فسيح جناته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعريف بالكتاب

أهمية الكتاب صلى الله عليه واله وسلم

تكمن أهمية الكتاب في أنّه أوّل كتاب مستقل يُعنى بتفصيلات وفاة الإمام الكاظم  عليه السلام , فقد أراد المؤلّف من خلاله جَمْع الروايات المتعلّقة بوفاة الإمام, وجعلها في نصٍّ واحدٍ.

ولأنني بحثت في مصنفات المؤلِّف المطبوعة فلم أجد من بينها هذا الكتاب, ذلك بعد الاستقصاء وسؤال ذوي الخبرة, كان من اللازم السعي من أجل الإسهام في شيء لإحياء التراث ونشره, فضلاً عن كونه بحق مولانا الإمام موسى الكاظم  عليه السلام . 

عنوان الكتاب صلى الله عليه واله وسلم

كلا نسختي التحقيق صُدرتا بعنوان "وفاة الإمام الكاظم عليه السلام", ففي نسخة "ش" وقبل البسملة صلى الله عليه واله وسلم  (هذه وفاة الإمام موسى الكاظم عليه السلام تأليف الأمجد الشيخ محمد أبو عزيز رحمه الله), وجاء فيها أيضا أنها تُقرأ ليلة السادسة والعشرين من شهر رجب الأصب.

أما نسخة "ز" فصُدّرت بـ صلى الله عليه واله وسلم  (هذي وفاة سيدنا ومولانا وإمامنا موسى بن جعفر الكاظم تُقرأ في يوم السابع من شهر رجب).

وفي نهايتيهما إشارة لهذا الوصف نفسه, ولم يرد لهذا المؤلَّف غير هذا العنوان.

ومن الملاحظ أن يوم السابع من رجب هو يوم ولادته عليه السلام, أما المشهور في يوم وفاته فهو يوم الخامس والعشرين من شهر رجب.

النسخ الخطية صلى الله عليه واله وسلم

اعتمدنا في التحقيق على نسختين خطيتين هما صلى الله عليه واله وسلم

أولاً صلى الله عليه واله وسلم  مخطوطة "ش" صلى الله عليه واله وسلم  وهي المقدَّمة في عملنا, وتضم أربعة عناوين مجموعة في مجلد في ضمن مخطوطات المدرسة الشبرية في النجف الأشرف, قامت مؤسسة كاشف الغطاء العامة بتصويرها, وهذه العناوين هي صلى الله عليه واله وسلم

  1. مقتل الإمام الحسين  عليه السلام  لأبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي, في (227) صفحة.
  2. ملحمة مروية عن الإمام الصادق  عليه السلام  عن أبي بصير, في (6) صفحات.

والمخطوطتان الأولى والثانية بخط علي بن محمد علي بن مصطفى الصحّاف النجفي, أتمها في شهر رجب من سنة 1212هـ.

  1. وفاة الإمام الحسن العسكري  عليه السلام  لأبي عزيز محمد بن عبد الله الخطي, في (26) صفحة.
  2. وفاة الإمام الكاظم  عليه السلام , - وهي المعنية بالتحقيق -, في (50) صفحة.

والأخيرتان بخط إبراهيم بن عيسى بن درويش الدرازي البحراني, الأولى بتاريخ (26 ربيع الأول 1186هـ), والثانية بتاريخ (الأربعاء 6 ربيع الثاني) ولم يصرّح الناسخ بذكر السنة في آخرها, إلا أنني استظهرت أنها السنة ذاتها التي كُتِبت فيها الأولى؛ لعدم وجود فوارق تُلحظ في الورق والمداد.

والمخطوطة بخط النسخ, واضحة الكتابة, بقياسات صلى الله عليه واله وسلم (22سم طولاً, 15,5سم عرضاً, بمعدل 16 سطراً في كل صفحة, بطول 10سم تقريباً), وقد حُفِظت برقم (3273) في ضمن كتب سيرة المعصومين e في قسم الذخائر للمخطوطات التابع لمؤسسة كاشف الغطاء العامة.

ومن الملاحظ في هذا المجلّد أن الصفحة الأخيرة منه قد سقطتْ, فأُكمِل النقص في وقت لاحق بورقٍ وخطٍ مغاير.

وهذه النسخة لا تخلو من أخطاء, مما يدل على أنّ النسخة لم تُعرض على المؤلف وإن كانت قد كُتِبت في سنة وفاته ذاتها.

ثانياً صلى الله عليه واله وسلم مخطوطة "ز" صلى الله عليه واله وسلم  وهي نسخة مكتبة الحجة الشيخ ضياء الدين آل زين الدين حفظه الله المهداة فيما بعد إلى خزانة العتبة العلوية المقدسة.

وهي أيضاً ضمن مجموعة تضم ثمانية عناوين, بقياسات صلى الله عليه واله وسلم (21.5سم طولا, 14سم عرضا, مختلفة الأسطر), وقد نسخ "وفاة الإمام الكاظم عليه السلام" منها بخط النسخ عبد الله ابن الشيخ عزيز زين الدين البحراني في القرن الرابع عشر الهجري.

وهي نسخة كثيرة الأخطاء كسابقتها, وهنالك تفاوت بين النسختين زيادةً ونقصاً, حاولت التلفيق بينهما وفق ضوابط التحقيق.

عملي في التحقيق صلى الله عليه واله وسلم

من المعلوم أنّ الهدف من التحقيق هو إظهار الكتاب كما أراده المؤلف, لذا كان سعيي الالتزام بالأمانة العلمية في ذلك. فقمتُ بالتعريف بالمؤلِف والمُؤَلَّف, وتخريج الآيات القرآنية, والأحاديث الشريفة, وترجمة الأعلام, والتعريف بالمدن وغيرها, وشرح بعض العبارات, وتوضيح ما استبهم من مفردات, كما كانت هنالك أخطاء كثيرة في النسختين, أشرت إلى الصواب الذي أحتمله في بعض الموارد, واكتفيت بتصحيح البعض الآخر من دون الإشارة إليه؛ لتيقن الخطأ فيه.

وأما النصوص المنقولة فالكثير منها هو منقول بالمعنى, لذا فإني لم أحرص على مطابقة النص على النص؛ لأن ذلك يؤدي إلى التصرف في الكتاب؛ لذلك اكتفيتُ في نهاية كلّ مطلبٍ بالإشارة إلى بعض مصادره, وهنالك أبيات من الشعر لم أقف على قائليها, ومن المحتمل أن تكون من نظم المؤلف الذي لديه ديوان في المراثي بحسب ما تقدّم من صاحب الذريعة.

وقد استخدمت بعض الرموز والمختصرات هي صلى الله عليه واله وسلم

[ ] صلى الله عليه واله وسلم لحصر الآيات القرآنية.

[ ] صلى الله عليه واله وسلم   لحصر النصوص والكلمات المنقولة.

( ) صلى الله عليه واله وسلم لحصر بعض الأحاديث, والأرقام.

" " صلى الله عليه واله وسلم لحصر الأقوال.

(( )) صلى الله عليه واله وسلم  لأسماء الكتب.

ج صلى الله عليه واله وسلم للجزء.

ص صلى الله عليه واله وسلم للصفحة.

ت صلى الله عليه واله وسلم لتاريخ الوفاة.

هـ صلى الله عليه واله وسلم للتاريخ الهجري.

كلمة شكر صلى الله عليه واله وسلم

لا بدَّ لي مِن وقفة عرفان لكلِّ مَن أعانني في سبيل إنجاز هذا العمل, والإسهام في إخراج هذا الكتاب إلى النور, فلا يسعني إلا أن أتقدم لهم بجميل الثناء, رافعاً كَفّيَّ لهم بخالص الدعاء.

وأخص بالذكر منهم السيد محمد أمين شبر متولي المدرسة الشبرية والراعي لخزائنها؛ لتشريفي بالوقوف على النسخة الخطية, وإجازته لي بتحقيقها في حياته, ولكم تمنيت أن أعرض نتاجي عليه وأهديه إليه, إلا أن الأجل عاجله, فرحمه الله تعالى رحمة الأبرار وجمعنا به في دار القرار مع النبي محمد وآله الأطهار.

والشكر موصول إلى مؤسسة كاشف الغطاء العامة متمثلةً بأمينها العام الشيخ الدكتور عباس كاشف الغطاء؛ لتوظيفه المؤسسة في خدمة العلم والعلماء.

كما أتقدّم بالشكر الجزيل إلى الأستاذ المحقق أحمد علي مجيد الحلي الذي أطلعني على النسخة الخطية الثانية حين قيامه بفهرستها, مع حثه ودعمه المتواصلين, فجزاه الله تعالى عني خير جزاء المحسنين.

ومما تجدر الإشارة إليه أن الكتاب حظي باطلاع جناب حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد رضا الجلالي, ومراجعة الأستاذ حيدر عبد الباري, فلهما مني أصدق الثناء مشفوعا بخالص الدعاء.

رزقنا الله تعالى وإياهم شفاعة مولانا الإمام موسى الكاظم  عليه السلام , إنه سميع مجيب.

 

الصفحة الأولى من مخطوطة "ش"

 

الصفحة الأخيرة من مخطوطة "ش"

 

الصفحة الأولى من مخطوطة "ز"

 

 

 

 

الصفحة الأخيرة من مخطوطة "ز"

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[مقدمة]

بب

الحمد الله الّذي جعل الدّنيا سجناً لأوليائه الصّالحين, وابتلاهم فرَضوا بقضائه وعاشوا في الدّنيا ممحّصين, وخَرَجوا على الشّهادة في مرضات ربِّ العالمين, فأحلّهم في أعلى علّيّين, والصلاة على خير خلقه أجمعين, محمد الأمين, وآله الميامين.

وبعد صلى الله عليه واله وسلم

فقد حرّكني الخاطر([32]) على تأليف وفاة العبد الصّالح([33]), والميزان الرّاجح, الإمام العالم, أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم a؛ لأنّها يومئذٍ غير مدوّنة في مصنّف لأحدٍ مِنَ المتقدّمين وأصحاب السّيَر الماضين, وأضفتُ لها بعض معاجزه وفضله المبين.

[دلائل الإمامة صلى الله عليه واله وسلم ]

وها أنا ذا أشرع وأقول صلى الله عليه واله وسلم  روى المفضّل بن عمر([34]) قال صلى الله عليه واله وسلم  (لمّا قضى الصّادق a نحبه,([35]) كانت وصيّته في الإمامة لابنه الكاظم a,([36]) فادّعى أخوه عبد الله الإمامة, وكان أكبر ولد جعفر a في وقته ذلك, وهو المعروف بالأفطح([37]), فأمر موسى a بجمع حطبٍ كثيرٍ في وسط دَارِه, فأرسل إلى أخيه عبد الله يسأله أن يصير إليه, فَلَمّا صار عنده, ومع موسى a جماعة من وجوه الإماميّة, وجلس إليه أخوه عبد الله, أمر موسى a أن تُضرَم النّار في ذلك الحطب, فأُضرِمَتْ, ولا يعلم النّاس السبب فيه, حتى صار الحطب كلّه جمراً, ثم قام موسى a وجلس بثيابه في وسط النّار, وأقبل يحدّث القوم ساعة, ثم قامَ فنَفضَ ثوبه, ورجع إلى المجلس, فقال لأخيه عبد الله صلى الله عليه واله وسلم  إنْ كنتَ تزعم أنك الإمام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس, قالوُا صلى الله عليه واله وسلم  فرأينا عبد الله قد تغيّر لَوْنُهُ, فقام يجُرّ رداءه, حتّى خرج من دار موسى a.

فلقيه جماعةٌ قد مَالُوا إليه, ولم يعلَمُوا بذلك, فقال صلى الله عليه واله وسلم  إنّي لستُ بصاحب الأمر بعد أبي, فمضوا إلى محمدٍ بن جعفر([38]), وقال لهم كما قالَ عبد الله, فَاغْتَمُّوا لذلك غمّاً شَدِيْداً, وانصرفُوا, قالُوا صلى الله عليه واله وسلم  فدخلنا مسجد رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم , فصلّى كلّ واحدٍ مِنّا ركعتين, ثم رفعنا أيدينا إلى السّماء, باكية أعيننا, حِيرةً منّا في أمرنا, ونحن نقول صلى الله عليه واله وسلم  اللهم إلى مَن؟ إلى المرجئة([39]) أم إلى الخوارج([40]) أم إلى المعتزلة([41])؟ فجاءنا مولى لأبي عبد الله a, فدعانا إلى أبي الحسن موسى a, فمضَينَا معه, فاستأذن لنا عليه, فدخلنا, فلمّا بصر بنا قال مِن قبل أن نتكلّم صلى الله عليه واله وسلم  إليَّ, لا إلى الخوارج, ولا إلى المعتزلة, ولا إلى المرجئة.

فعلِمنا انّهُ صاحب الأمر).([42])

ومن كراماته ما أخبر به الشقيق البلخي([43]) قال صلى الله عليه واله وسلم  (خرجتُ حَاجّاً إلى بيت الله الحرام سنة (149), فنزلنا القادسيّة([44]),قال شقيق صلى الله عليه واله وسلم  فنظرت إلى النّاس في القِباب والعمّاريّات والخيم والمضارب, وكلّ إنسان منهم قد تزيّا([45]) على قدره, فقلت صلى الله عليه واله وسلم  اللهم إنهم قد خرجوا إليك فلا تردّهم خائبين, فبينما أنا قائم وزمام راحلتي بيدي, وأنا أطلب موضعاً أنزل فيه منفرداً عن الناس, إذ نظرت إلى فتىً فتيّ السن, حسن الوجه, شديد السّمرة, عليه سيماء العبادة وشواهدها, وبين عينيه سجادة([46]), كأنها كوكب دُرّيّ, وعليه من فوق ثوبه شملة من الصوف, وفي رجله نعل عربيّ, وهو منفرد في عزلة من الناس, فقلت في نفسي صلى الله عليه واله وسلم  هذا الفتى من هؤلاء الصّوفيّة, يريد أن يكون كلاً على النّاس في هذا الطريق, والله لأمضِيَنَّ إليه وَلأوَبِّخَنّهُ, قال صلى الله عليه واله وسلم  فدنوتُ منه, فلمّا رآني مقبلاً نحوه قال لي صلى الله عليه واله وسلم  يَا شقيق,[اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ]([47]), ثمّ تركني ومضى, فقلت في نفسي صلى الله عليه واله وسلم  إن هذا الأمر عظيم, قد تكلّم بما في نفسي, وعلم به, ونطق باسمي, وما هذا إلا عبد صالح, فلألحقنّه وأسأله أن يحلّني من ذلك, فأسرعتُ في إثره فلم ألحقه, وغاب عني, فلما نزلنا واقصةً([48]), فنزلتُ ناحية من الحاج, ونظرت فإذا صاحبي قائم يصلّي على كثيبِ رملٍ, وهو راكع وساجد, وأعضاؤه تضطرب, ودموعه تجري من خشية الله عز وجل , فقلت صلى الله عليه واله وسلم  هذا صَاحبي لأمضينّ إليه, ثم لأسألنه أن يجعلني في حِلٍّ, فأقبلتُ نحوه, فلمّا نظر إليّ مقبلاً قال لي صلى الله عليه واله وسلم  يا شقيق [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى]([49]), ثم غاب عن عيني فلم أره, فقلتُ صلى الله عليه واله وسلم  هذا رجل من الأبدال([50]), قد تكلم على سرّي مرّتين, ولو لم يكن عند الله فاضلاً ما تكلّم على سري.

ورحل الحاج وأنا معهم حتى نزلنا زُبالة([51]), فإذا أنا بالفتى قائم على البئر, وبيده ركوة([52]) يستسقي بها ماءً, فانقطعَتْ الركوة ووقعت في البئر, فقلتُ صلى الله عليه واله وسلم  صاحبي والله! فرأيته قد رمق السماء بطرفه وهو يقول صلى الله عليه واله وسلم  

أنت ربي إذا ظمئتُ إلى الماء            وقوتي إذا أردت الطعاما

ثم قال صلى الله عليه واله وسلم  (إلهي وسيدي مالي سواها فلا تعدمنيها), قال شقيق صلى الله عليه واله وسلم  فوالله لقد رأيتُ البئر وقد فاض ماؤها حتى جرى على وجه الأرض, فمدّ يده فأخذ الرّكوة وملأها ماءً, ثم توضَّأ وصلّى ركعات, قال شقيق صلى الله عليه واله وسلم  ثم مَدَّ يده إلى كثيب رمل فجعل يقبض من الرمل ويطرحه في الركوة, ثم يحرّكها ويشرب, فقلت في نفسي صلى الله عليه واله وسلم  أتراه قد تحوّل الرمل سويقا([53])؟ فدنوت منه, فقلتُ له صلى الله عليه واله وسلم  أطعمني - رحمك الله- من فضل ما أنعم الله عليك, فنظر وقال لي صلى الله عليه واله وسلم  يا شقيق, لم تزل نعمة الله علينا أهل البيت سابغة, وأياديه لدينا جميلة, فأحسن ظنّك بربّك, فإنه لا يضيع من أحسَن به ظنّاً, فأخذتُ الرّكوة من يده وشربتُ, فإذا سَوِيْق وسكّر, فوالله ما شربتُ شيئاً قطّ ألذّ منه, ولا أطيبَ رائحةً, فشبِعتُ ورويتُ, وأقمتُ أيّاماً لا أشتهي طعاماً ولا شراباً, فدفعتُ إليه الركوة.

ثم غاب عن عيني فلم أرهُ, حتى دخلتُ مكّة, وقضيت حجي, فإذا أنا بالفتى في نصفِ اللّيل, وقد زهرت النجوم, وهو إلى جانب بيت قبّة الشراب([54]), راكعاً ساجداً, لا يريد مع الله سواه, فجعلتُ أرعاه وأنظر إليه وهو يصلي بخشوع وأنين وبكاء, ويرتل القرآن ترتيلاً, وكلّما مرّت آية فيها وعد ووعيد, ردّدها على نفسه ودموعه تجري على خديه, حتى إذا دنا الفجر, جلس في مصلاه يسبّح ربّه ويقدّسه, ثم قام فصلّى الغداة, وطاف بالبيت أسبوعاً([55]), وصلّى في المقام ركعتين, ثم قام وخرج من باب المسجد, فخرجتُ فرأيت له حاشية وموالٍ([56]), وإذا عليه لباس خلاف الذي شاهدت, وإذا الناس حوله يسألونه عن مسائلهم ويسلّمون علَيه, فقلتُ لبعض النّاس, أحسبه من مواليه صلى الله عليه واله وسلم  مَن هذا الفتى؟ فقال صلى الله عليه واله وسلم  أبو إبراهيم, عالم آل محمد  صلى الله عليه واله وسلم , قلتُ صلى الله عليه واله وسلم  وما أبو إبراهيم؟ قال صلى الله عليه واله وسلم  موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب, فقلتُ صلى الله عليه واله وسلم  فوالله ما توجد هذه الشواهد إلا في هذه الذّريّة).([57])

ولقد أحسن بعض المتقدّمين([58]) حيث نظم وقال شعراً صلى الله عليه واله وسلم  

سَلْ شقيقَ البلخيَّ عنهُ بما شا
 

 

 

هَدَ منهُ وَمَا الذي كانَ أبصَرْ
 

قـالَ صلى الله عليه واله وسلم  لمّا حَجَجْتُ عاينْتُ شخصاً
 

 

 

ناحلَ الجِسمِ شاحبَ اللَّونِ أسمـــــرْ
 

يضــعُ الرملَ في الإناءِ ويحسو
 

 


 

هُ فنـاديتُهُ وعَقْـلِي مُحــيَّرْ
 

اسقني شربةً فناوَلَنِي منـ
 

 

 

ـهُ فعاينتُهُ سَوِيــقاً وسـكّرْ
 

فسـألتُ الحجيجَ منْ هو هذا؟
 

 

 

 

قــالَ صلى الله عليه واله وسلم  هـذا الإمــامُ مـوسى بنُ جعفر([59])

         
 

فهذِهِ المعاجـز العاليات, والكرامات الخارقة للعادات, والمناقب الخالصة عن التمويهات, العارية عن الشُبهةِ والخيالات, وكيف لا؟! وهم المفضّلون مِن عالم الخفيّات, بالفضائل والكرامات, العامِلُونَ بأمره, المجتهدون في طاعته, الواقفون أنفسهم في خدمته, المخصوصون بوحيه, خزّان علمه, الدّالّون عليه, سلاطين يوم الحساب, أمراء الخطاب, الأنجبُون الأطياب, الّذين بهم ينزل الغيث ويُمْسِك السّماء أن تقع على الأرض, [أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ]([60]). شعر صلى الله عليه واله وسلم

 

هُمْ آلُ يَس وَطه وهَلْ أتَى
 

 

 

هُمُ العروةُ الوُثقى الّتي ليسَ تُفْصَمُ
 

هُمْ آلُ عمرانَ هُمُ الحجُّ والنّسا([61])
 

 

 

هُمْ سَبَأٌ والذّارياتُ ومريَمُ
 

ولولاهُمُ لمْ يخلقِ اللهُ خلقـَهُ
 

 

 

ولا هَبَطا لِلنّيلِ حَوَّا وَآدَمُ
 


 

وأَقْبلَ جبريلُ يقولُ مفاخِراً
 

 

 

لميكالَ مَنْ مِثْلي وَقَدْ صِرتُ مِنـهُـمُ
 

هُمْ باهَلُوا نجرانَ في داخلِ العبا
 

 

 

فعادَ المنادِي عَنْهُم وَهْوَ مرغَمُ
 

فَمَنْ ذا يُباهيهم([62]) بِفَخْرِ فَضِيلةٍ
 

 

 

مِنَ النّاسِ والقرآنُ يُؤْخَذُ عنهُمُ([63])
 

               
 

[كيد هارون العباسي صلى الله عليه واله وسلم ]

نُقِل أنّهُ لمّا رأى الرّشيد -لَعنه الله- فضائل الإمام موسى بن جعفر  عليه السلام  أغاظه مَا شاهد من فضله وعلمه وزهده, وخشي أن تميل قلوب النّاس إليه, وتجتمع  عليه([64]), فبقي يفكّر في نفسه, مَاذا يصنع؟ وكيف الحِيْلَة في حبسه وقتله؟ فجعل ابنه([65]) في حجر جعفر بن محمّد بن الأشعث([66]), فحسدهُ يحيى بن خالد بن برمك([67]) على ذلك, وقال صلى الله عليه واله وسلم  إن أفْضَتْ إليه الخلافة زالت دولتي ودولة ولدي, فاحتال على جعفر بن محمّد, وكان يقول بالإمامة, حتّى داخله وآنس به, وكان يكثر غشيانه([68]) في منزله, فيقف على أمْرِه, ويرفعه إلى الرّشيد, ويزيد على ذلك بِمَا يقدح في قلبه, ثم قال يوماً لبعض ثقاته([69]) صلى الله عليه واله وسلم  تعرفونَ لي رجلاً من آل أبي طالب([70]) ليس بواسع الحال([71]), يعرّفني ما أحتاج إليه, فَدُلّ على عليّ بن إسماعيل بن جعفر بن محمد([72]), فحَمَلَ إليه يحيى بن خالد مالاً, وكان موسى بن جعفر  عليه السلام  يأنس بعلي بن إسماعيل, ويصله ويبرّه, ثم أنفذ إليه يحيى بن خالد يرغبه في قصد الرّشيد, ويعده بالإحسان إليه, فعمل على ذلك, فأحسّ به موسى  عليه السلام  فدعا به, فقال صلى الله عليه واله وسلم  إلى أين يا ابن أخي؟ قال صلى الله عليه واله وسلم  إلى بغداد, قال صلى الله عليه واله وسلم  ومَا تصنع؟ قال صلى الله عليه واله وسلم  عليّ دينٌ وأنا مُملقٌ([73]), فقال له موسى  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  أنا أقضي دينك, وأفعل بك وأصنع, فلم يلتفت إلى ذلك وعمل على الخروج, فاستدعاه أبو الحسن  عليه السلام  فقال له صلى الله عليه واله وسلم  أنت خارج؟ قال صلى الله عليه واله وسلم  نعم, لابُدَّ لي من ذلك, فقال له صلى الله عليه واله وسلم  انظر يا ابن أخي, واتّق الله, ولا تؤتم أولادي, [وأمر له بثلاثمائة دينار وأربعة آلاف درهم]([74]), فلما قام من بين يدَيه, قال أبو الحسن  عليه السلام  لمن حضره صلى الله عليه واله وسلم  والله ليسعيَنّ في دمي, ويوتمنّ أولادي, فقالوا صلى الله عليه واله وسلم  -جعلنا الله فداك- وأنت تعرف وتعلم هذا من حاله وتعطيه وتصله! قال لهم صلى الله عليه واله وسلم  نعم, حدّثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم  صلى الله عليه واله وسلم  (إنّ الرّحم إذا قُطِعت فوصلت فقطعت قطعَها الله), وإنّني أردتُ أن أصله بعد قطعِه, حتى إذا قطعني قطعه الله.

قالوا صلى الله عليه واله وسلم  فخرج علي بن إسماعيل حتى أتى يحيى بن خالد فتعرّف منه خبر موسى بن جعفر  عليه السلام , ورفعه إلى الرّشيد, وأوصله إليه وزاد عليه, فسأله عن عمّه, فسعى به إليه, وقال صلى الله عليه واله وسلم  إنّ الأموال تُحمَل إليه من المشرق والمغرب, وإنّه اشترى ضيعةً سمّاهَا اليسيرة([75]) بثلاثين ألف دينارٍ ذهباً, فقال له صاحبها وقد أحضر المال صلى الله عليه واله وسلم  لا آخذ هذا النّقد, ولا آخذ إلاّ النقد الذي سألت بعينه. فلما سَمِع ذلك منه الرشيد وأمر له بمائتي ألف درهم تسيّب([76]) على بعض النّواحي, فاختار بعض كور([77]) المشرق, وَمضت رسله لقبض المال, وأقام ينتظرهم, فدخل في بعض تلك الأيام إلى الخلا فَزَحَرَ زَحْرَةً خرجت منها حشوته كلّها فسقط, وجهدُوا في ردّها فلم يقدروا فوقع لما به, وجاءه المال وهو ينازع([78]), فقال صلى الله عليه واله وسلم  ما أصنع به وأنا في الموت.([79])

[إشخاص الإمام  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم ]

وخرج الرّشيد في تلك السنة إلى الحج, وبدا بالمدينة, فقبض على أبي الحسن  عليه السلام . ويُقال صلى الله عليه واله وسلم  إنّه لمّا ورد المدينة استقبله موسى  عليه السلام  في جماعة من الأشراف وانصرفُوا من استقباله, فمضى أبو الحسن  عليه السلام  إلى المسجد على رسله, وأقام الرّشيد إلى اللّيل, وصار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .

فقال صلى الله عليه واله وسلم  يا رسول الله إني أعتذر إليك من أمر أريد أن أفعله, أريد أن أحبس موسى بن جعفر, فَإنّهُ يريد التشتيت بين أُمّتك وسفك دمائهم.

ثم أمر به فأُخِذ من المسجد - مسجد جده رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  -, فأدخل عليه فأمر به فصُفد([80]), واستدعى قُبَّتَيْن فجعله في إحداهما على بغل, وجعل القبّة الأخرى على بغلٍ آخر, وخرّج البغلين من داره عليهما القبّتان مستورتين, ومع كلّ واحدة منهما خيل, فافترقت الخيل, فمضى بعضها مع إحدى القبّتين على طريق البصرة, والأخرى على طريق الكوفة, وكان أبو الحسن  عليه السلام  في القبّة التي مضى بها على طريق البصرة, وإنما فعل الرّشيد ذلك؛ ليعمّي على النّاس الأمر في باب أبي الحسن, وأمر القوم الذين كانوا مع قبّة أبي الحسن أن يُسلموه إلى عيسى بن جعفر بن المنصُور([81]), وكان على البصرة حينئذ, فَسُلِّم إليه, فحبسه عنده سنة, وكتب إليه الرّشيد في دمه, فاستدعى بعض خاصّته وثقاته فاستشارهم فيما كتب إليه الرّشيد, فأشاروا عليه بالتّوقف عن ذلك, والاستعفاء منهُ, فكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول له صلى الله عليه واله وسلم  قد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي, وقد اختبرتُ حاله, ووضعتُ عليه العُيُون طول هذه المدّة, فما وجدتُه يفتر عن العِبَادة, وَوَضَعْتُ من يسمع عنه مَا يقول في دعائه, فما دعا عليك وَلا عليّ وما ذَكَرَنَا بسوء, وما يَدْعُو إلا بالمغفرة والرّحمة لِنَفْسهِ, وإن أنت أنفذتَ إليَّ مَن يَتَسَلّمه مِنّي, وَإلاّ خلّيتُ سبيله, فَإنّي متحرّج([82]) من حبسه.([83])

فوجّه الرّشيد مَن تسلّمه من عيسى بن جعفر, وصيّر به إلى بغداد, فسُلّم إلى الفضل بن الرّبيع([84]), فبقي عنده مدّة طويلة, فأراده الرّشيد على شيء من أمره فأبى,([85]) فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى([86]) فتسلّمه منه, وجعله في بعض حجر دوره, وَوضع عليه الرّصد, وكان  عليه السلام  مشغولاً بالعِبَادَةِ, يحيي اللّيل كله صَلاةً وقراءةً للقرآن ودعاءً واجتهاداً ويَصُوم النّهار في أكثر الأيّام, ولا يصرف وجهه عن المحراب, فوسَّع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه.

فاتّصل ذلك بالرّشيد وهو في الرقة([87]), فكتب إليه ينكر عليه توسيعه على موسى  عليه السلام , ويأمره بقتله, فتوقّف عن ذلك ولم يُقدِم عليه, فاغتاظ الرّشيد لذلك, ودعا مسروراً الخادم, فقال له صلى الله عليه واله وسلم  اخرج على البريد في هذا الوقت إلى بغداد, وادخل من فورك على موسى بن جعفر, فإن وجدته في سعة ورفاهية فأوصل هذا الكتاب إلى العبّاس بن محمد([88]), ومره بامتثال ما فيه, وسَلّم إليه كتاباً آخر إلى السّندي بن شاهَك([89]) يأمره فيه بطاعة العبّاس بن محمد.

فقدِم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى, لا يدري أحد بما يريد, ثم دخل على موسى بن جعفر فوجده على ما بلغ الرّشيد, فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسّندي بن شاهك, فأوصل الكتابين, فلم يلبث النّاس إن خرج الرَّسُول يركض إلى الفضل بن يحيى, فركب معَهُ وخرج مشدوهاً دهشاً, حتّى دَخَلَ على العبّاس, فدعا العباس بسياط وعقالين, وأمر بالفضل فجرّد وضربه السّندي بين يديه مائة سوط, وخرج متغير اللون بخلاف مَا دخل, وجعل يسلّم على النّاس يميناً وشمالاً.

وكتب مسرور بالخبر إلى الرّشيد فأمر بتسليم موسى  عليه السلام  إلى السّندي بن شاهَك. وجلس الرّشيد مجلساً حافلاً, وقال صلى الله عليه واله وسلم  أيها النّاس إنّ الفضل بن يحيى قد عَصَاني, وخالف طاعتي, ورأيت أن ألعنه فالعنوه, فلعنَهُ النّاس من كلّ ناحِيَةٍ حتى ارتجّ البيتُ والدّار بلعنه.

وبلغ يحيى بن خالد الخبر, فركب إلى الرّشيد, ودخل من غير الباب الّذي يدخل النّاس منه, حتّى جاءه من خلفه وهو لا يشعر, ثمّ قال صلى الله عليه واله وسلم  التفت يا أمير المؤمنين, فأصغى إليه فَزعاً, فقال له صلى الله عليه واله وسلم  إنّ الفضل حَدَث([90]) وأنا أكفيك ما تريد, فانطلق وجهه وسرَّ, وأقبل على النّاس وقال صلى الله عليه واله وسلم  إنّ الفضل كان قد عَصَاني في شيء فلعنته, وقد تاب وأناب إلى طاعتي فتولّوه, فقالوُا صلى الله عليه واله وسلم  نحن أولياء مَنْ واليتَ وأعداء من عَاديتَ, وقد تولّيناه.

ثم خرج يحيى بن خالد على البريد حتّى وَافى بغداد, فهاج النّاس وأرجفوا([91]) بكلّ شيء, وأظهر أنّه قد ورَدَ لتعديل السّواَد, والنّظر في أمور العمال, وتشاغل بِبَعضِ ذلك أياماً, فلمّا أُطلق الإمام  عليه السلام  من السّجن بدعاءٍ سَألَ الله به, وعلم الرّشيد بذلك, وداخله من ذلك ألم شديد, وكان الفضل بن الرّبيع يحجب الرّشيد, قال صلى الله عليه واله وسلم  فأقبل عليّ يوماً وهو غضبان وبيده سيف يقلّبه, فقال صلى الله عليه واله وسلم  يا فضل, بقرابتي من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم  لئن لم تأتني بابن عمّي [الآن]([92]) لآخذنَّ الذي فيه عيناك, فقلت صلى الله عليه واله وسلم  بمن أجيئك, فقال صلى الله عليه واله وسلم  بهذا الحِجَازي, [فقلت صلى الله عليه واله وسلم  وأي الحجازيين]([93]), فقال صلى الله عليه واله وسلم  موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب, قال الفضل صلى الله عليه واله وسلم  فخفت من الله عزّ وجلّ إن جئت به إليه, ثم فكّرت في النّقمة, فقلت له صلى الله عليه واله وسلم  أفعل, فقال صلى الله عليه واله وسلم  آتيني بسوطين ومسمارين وَجَلادين, فأتيته بذلك ومضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام , فأتيت إلى خربة فيها كوخ من جرائد النّخل, فإذا أنا بغلام أسود, فقلتُ له صلى الله عليه واله وسلم  استأذن على مولاك رحمك الله, فقال لي صلى الله عليه واله وسلم  لُجْ, ليس له حاجب ولا بوّاب, فولجتُ إليه وإذا أنا به وفي وجهه أثر, فقلتُ له صلى الله عليه واله وسلم  السّلام عليك يا ابنَ رسول الله, أجب الرّشيد, فقال صلى الله عليه واله وسلم  ما للرّشيد وَمَا لي, ألا أشغلته نعمته عنّي, فوثب مُسْرِعاً وهو يقول صلى الله عليه واله وسلم  لولا ما سمعته في خبر عن جدّي رسول اللهصلى الله عليه واله وسلم   إنّ طاعة السلطان للتقيّة واجبة إذاً ما أجبت, فقلتُ له استعدّ لِلْعُقُوبَةِ يا أبا إبراهيم رحمك الله, فقال  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  أليس معي من يملك الدّنيا والآخرة, ولن يقدر عليّ بسوء إن شاء الله تعالى. قال الفضل بن الرّبيع صلى الله عليه واله وسلم  فرأيته وقد أدار يده يلوّح بها رأسه ثلاث مرّات, فدخل على الرّشيد فإذا هو كأنَّه امرأة ثكلى قائم حيرَان, فلمّا رآني قال صلى الله عليه واله وسلم  يا فضل, فقلتُ صلى الله عليه واله وسلم  لَبَّيْك, فقال صلى الله عليه واله وسلم  جئتني بابن عمّي, فقلت صلى الله عليه واله وسلم  نعم, قال لا يكون أزعجته, فقلت صلى الله عليه واله وسلم  لا, فقال صلى الله عليه واله وسلم  لا يكون أعلمته أنّي عليه غضبان, وأنّي قد هيّجت عليّ نفسي ما لم أكنْ اَرُدَّهُ, وأذن له بالدّخول, فأذنت لَهُ, فلمّا رآه وثب إليه قائماً وعانقه, وقال له صلى الله عليه واله وسلم  مرحباً بابن عمّي وأخي ووارث نعمتي, ثمّ أجلسه على فخذيه([94]) وقال لَهُ صلى الله عليه واله وسلم  مَا الّذي قطعك عن زيارتي, فقال صلى الله عليه واله وسلم  سعة مملكتك, وحبّك لِلدُّنيا, فقال صلى الله عليه واله وسلم  آتوني بحقّة الغالية([95]) فأوتي بها فطيّبَهُ بِيَدهِ, ثم أمر أن تُحمل بين يَدَيه خِلعةٌ وبدرتا([96]) دنانير, فقال موسى بن جعفر  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  لولا أنّي أرى أن أزوّج بها عُزّاب بني أبي طالب([97]) لِئلاّ ينقطع النّسل؛ ما قبلتها, ثم تولّى وهو يقول صلى الله عليه واله وسلم  الحمد لله ربّ العالمين.

فقال الفضل للرّشيد صلى الله عليه واله وسلم  أردتَ أن تُعاقبه فخلعتَ عليه وأكرمته.

فقال لي صلى الله عليه واله وسلم  يا فضل, إنّك لمّا مضيتَ لتجيئني به رأيتُ أقواماً قد أحدقوا بي, بأيديهم حرابٌ غرسوها بأصل الدّار, يقولون صلى الله عليه واله وسلم  إنْ آذَى ابن رسول الله خسفنا به, وإن أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه.

قال صلى الله عليه واله وسلم  فتبعت أبا إبراهيم  عليه السلام , وقلت لَهُ صلى الله عليه واله وسلم  ما قلت؟ كيف كُفِيت أمر الرّشيد؟

فقال صلى الله عليه واله وسلم  دعاء جدّي عليّ بن أبي طالب  عليه السلام , كانَ إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلاّ هزمهم, ولا إلى فارس إلا قهره([98]).

[قال الفضل] صلى الله عليه واله وسلم  فرجعتُ عنه وأنا أحمدُ الله على خلاصه منهُ؛ وذلك بعد موت موسى بن المهدي([99]).

[موسى بن المهدي يهمُّ بقتل الإمام  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم ]

وقد هَمّ بقتل أبي إبراهيم  عليه السلام ؛ لأنّه لمّا قُتل الحُسين بن عليّ بن الحسن بفخٍ([100]), ووضع رأسه بين يديه, وحُمِلت الأُسارى إليه, جعل يوبّخهم رجلاً رجلاً, فيأمر بقتلهم, ثم صنع ذلك بجماعةٍ من ولد أمير المؤمنين  عليه السلام , وأخذ جماعةً من الطّالبيّين, وجعل ينال منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر صلوات الله عليه, ثم قال صلى الله عليه واله وسلم  ما خرج الحسين إلا عن أمره, ولا اتّبع إلاّ محبّته؛ لأنَّهُ صاحب الوصّية في هذا البيت, قتلني الله إن أبقيتُ لم اكتب عليه.([101])

فقال أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي([102]), -وكان جريئاً عليه- صلى الله عليه واله وسلم  يا أمير المؤمنين, أأقولُ أم أسكت؟ فقال صلى الله عليه واله وسلم  قُل, ثمّ تكلّم بكلام يؤذن ببراءته ممّا ظنّ, [قال صلى الله عليه واله وسلم ] قتلني الله إنْ عفوت عن موسى بن جعفر, ولولا ما سمعت من المهدي([103]) فيما خبّر به المنصُور([104]) ما كان عليه جعفر بن محّمد من الفضل المبرّز عن أهله في علمه ودينه وفضله, وما بلغني عن السّفاح([105]) فيه من تقريظه وتفضيله([106])؛ لنبشت قبره وأحرقته بالنّار إحراقاً. فقال أبو يوسف نساؤه طوَالق, وعتق جميع ما يملك من الرّقيق, وَتصدّق بجميع ما يملك من المال, وحبس دوابه, وعليه المشي إلى بيت الله الحرام إن كان مذهب موسى بن جعفر الخروج, ولا يذهب إليه, ولا مذهب أحَدٍ من ولده, ودعه وشأنه, فلا ينبغي أن يكون هذا منهم.

ثمّ ذكر الزّيدية([107]) وما ينتحلون, قال صلى الله عليه واله وسلم  ومَا بقي من الزّيدية إلاّ هذه العصابة الّذين كانُوا خرجوا مع الحُسَين, وقد ظفر أمير المؤمنين بهم, ولم يزل يرفق به حتى سكن غضبه.

قال فكتب علي بن يقطين([108]) إلى أبي الحسن موسى بن جعفر  عليه السلام  بصورة الأمر, فورد الكتاب, فلمّا أصبح أحضر أهل بيته وشيعته فأطلعهم أبُو الحسن وقال صلى الله عليه واله وسلم  ما تشيرون في هذا؟ فقالُوا صلى الله عليه واله وسلم  نشير عليك وعلينا معك أنْ تباعدْ شخصك عن هذا الجبّار, وتغيّب شخصك دونه, فإنَّهُ لا يُؤمن شرّه وغائلته وحشمه, سيّما قد توعّدك وإيّانا, فتبسّم موسى  عليه السلام , ثم تمثّل ببيت كعب بن مالك بن سلمة([109]) يقولُ صلى الله عليه واله وسلم

زعمَتْ سَخِيْنةُ([110]) أنْ ستغلبَ ربَّها
 

 

فَلْيغلبنّ مغالبُ الغلاّبِ
 

 

ثم أقبل على من حضر من مواليه وأهل بيته فقال صلى الله عليه واله وسلم  ليفرخ رَوْعُكم,([111]) إنّه لا يَردُ أوّل كتاب من العراق إلاّ بموت موسى بن المهدي وهلاكه, قالوُا صلى الله عليه واله وسلم  فما ذلك أصلحك الله؟ فقال صلى الله عليه واله وسلم  قد -وحرمة هذا القبر- مات في يومه هذا, والله [إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ]([112]), سأخبركم بذلك صلى الله عليه واله وسلم  بينما أنا جالس في مصلاّي بعد فراغي من وِردي, وقد هوّمَتْ عيناي, إذ سنح لي جدّي رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  في منامي, فشكوت إليه موسى بن المهدي, وذكرتُ ما جَرى منهُ في أهل بيته, وأنا مُشفق من غوائله, فقال لي صلى الله عليه واله وسلم  لِتطب نفسك يا موسى, فما جعل الله لموسى عليك سبيلاً, فبينما هو يحدثني إذ أخذ بيدي وقال لي صلى الله عليه واله وسلم  قد أهلك الله عدوّك فلتُحسن لله شكراً.([113])

وكان جماعة من خاصته من أهل بيته وشيعته ومواليه معهم في أكمامهم ألواح أبنوس([114]) لطاف وَأَميال([115]), فكلّما نطق أبو الحَسَنِ بكلمة وأفتى في نَازِلَةٍ, أثبت القوم ما سَمِعُوا منه, فسمعوه يدعو بدعاء طويل تركناه, إذ ليس هنا موضعه([116]).

ثم قام للصّلاة وتفرّق القوم, فما([117]) اجتمعوا إلاّ لقراءة الكتاب الوارد بموسى([118]) بن المهدي والبيعة لهارون الرّشيد.

[في سجن هارون من جديد صلى الله عليه واله وسلم ]

فلمّا تولّى بعده([119]) استدعى عبد الله بن مالك الخزاعي([120]), فقالَ صلى الله عليه واله وسلم  يا عبد الله كيف أنت وموضع السّر([121])؟ فقلت صلى الله عليه واله وسلم  يا أمير المؤمنين, ما أنا إلاّ عَبْدٌ من عَبيدك, فقال صلى الله عليه واله وسلم  امض إلى تلك الحجرة وخُذ مَن فيها, واحتفظ به([122]) حتى أسألك عنه, وكان قد قبض على موسى بن جعفر  عليه السلام , قال صلى الله عليه واله وسلم  فدخلتُ فوجدتُ أبا ابراهيم  عليه السلام  جالساً, فلمّا رآني, سلّمت عليه, وحملته على دابتي إلى منزلي, فأدخلته داري, وجعلته في حرمي, وأقفلت عليه والمفتاح معي, وكنت أتولّى خدمته.

ومضت الأيّام فلم أشعر إلاّ برسول الرّشيد يقول صلى الله عليه واله وسلم  أجب أمير المؤمنين, فنهضت إليه, فإذا عن يمينه فراش, وعن شماله فراش, فسلّمت عليه, فلم يردّ السّلام, غير أنّه قال صلى الله عليه واله وسلم  فما فعلت بالوديعة؟ فسكتُ كأنّي لم أسمع ما قال, فقال لي صلى الله عليه واله وسلم  مَا فعل صاحبك؟ فقلت صلى الله عليه واله وسلم  صَالح, فقال صلى الله عليه واله وسلم  امض إليه, وادفع إليه ثلاثة آلاف درهم, واصرفه إلى منزله وأهله, فقمت وهممتُ بالانصراف, فقال صلى الله عليه واله وسلم  أتدري ما السّبب في ذلك وَمَا هو؟ فقلتُ له صلى الله عليه واله وسلم  لا يا مولاي يا أمير المؤمنين, فقال لي صلى الله عليه واله وسلم  نِمت على الفراش الّذي على يميني فرأيتُ في منامي فلاناً([123]) يقول صلى الله عليه واله وسلم  يا هارون أطلق موسى بن جعفر, فانتبهت فقلتُ لعلّها لِما في نفسي منه, فقمتُ إلى هذا الفراش الآخر فرأيت ذلك الشّخص بعينه وهو يقول صلى الله عليه واله وسلم  يا هارون, أمرتك أن تطلق موسى بن جعفر فلم تفعل, فتعوّذتُ من الشيطان, ثم قمتُ إلى هذا الفراش الّذي أنا عليه, وإذا أنا بذلك الشخص بنفسه, وإذا بيده حَربة كأنّ أوّلها بالمشرق وآخرهَا بالمغرب, وقد أومأ إليَّ وهو يقول صلى الله عليه واله وسلم  لئن لم تُطلق موسى بن جعفر لأضعنَّ هذه الحربةَ في صدرك وأُطلِعها من ظهرك, فأرسلنا إليك, فامض ولا تظهره على أحد فأقتلك, وانظر لنفسكَ.

قال صلى الله عليه واله وسلم  فرجعتُ إلى منزلي, وفتَحتُ الحجابَ على موسى بن جعفر فوجدته قد نام في سجوده, فجلستُ حتى استيقظَ ورفع رأسه وقال صلى الله عليه واله وسلم  يا عبد الله افعل ما أُمرت به, فدفعت إليه بعدما أخبرني بما كان, حتّى كأنّه كان حَاضراً ومضى لشأنه.([124]) شعر صلى الله عليه واله وسلم

أَلا لَعَنَ اللهُ الرّشيدَ فَطَالمـــَـــا
 

 

 

أسَــاءَ لآلِ المُصــْطفى الطّـهر أحمدَا
 

فويلٌ لَهُ مَاذا يقولُ لِحَيدرٍ
 

 

 

وفاطمةَ الزّهراءِ والمُصطـفى غَدَا
 

تَميلُ بأثوابِ الحريــرِ عَبيـدُهُ
 

 

 

ويُصبحُ مُوسى في القُيودِ مُصَفّدَا
 

تَجَبّرَ في سلطانِهِ إذْ أطاعَهْ
 

 

 

بنو نوعِهِ في فِعْلهِ وتَمرّدَا
 

كأنْ لَم يَكنْ بَعْثٌ ولا بُعْدَ أنَّهُ
 

 

 

يرى نَفْيَهُ إذْ كانَ في الدّينِ مُلْحِدَا
 

تَقَدّمَهُ شيطانُهُ فأطاعَهُ
 

 

 

فَسَارَعَ يتلو إثْرَهُ مُتَهوِّدَا([125])
 

ففوّقَ([126]) سَهْمَ البغيِ عَنْ قوسِ كُفْرِهِ
 

 

 

وأغمدَ سيفَ الجَوْرِ في الآلِ واغْتَدَى([127])
 

             
 

[محاولات أخرى لقتل الإمام  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم ]

قال الرّاوي صلى الله عليه واله وسلم  ثم إنّ الرَّشْيدَ لعنه الله أوعَزَ إلى خدّامه وحشمهِ أن يقتلوُا موسى بن جعفر  عليه السلام , وكانوا يهمّون بقتله, فإذا نظروا إليه تدخلهم الهيبة والرّجفة, فلمّا رأى عدم إقدامهم عليه شقّ عليه, وبقى يعمل الحِيْلَة, فأمر بعضَ الصّنَّاع أنْ يعملَ له تمثالاً من خشبٍ ويجعل له وجهاً مثل وجه موسى بن جعفر, وكان إذا سَكَر خدمُهُ أمرهم أن يذبحوه([128]) بالسّكاكين, فكانوا يفعلون ذلك أبداً, فلمّا كان في بعض الأيام جمعهم في الموضع وهم سكارى, وأخرج لَهُم الإمام  عليه السلام , فلمّا أبصروا به همّوا به على رسم الصّور, فلمّا عَلِم منهم كلّمهم بالجزير التركّية([129]), فرموا من أيديهم السّكاكين, ووثبُوا إلى قدميه فقبّلوهَا, وتضرّعُوا إليه, وتبعوه إلى أن شيّعوه إلى المنزل الّذي كان ينزل فيه, فسألهم التّرجمان عن حالهم, فقالُوا صلى الله عليه واله وسلم  إنّ هذا الرّجل يأتي إلينا في كلّ عامٍ فيقضي أحكامنا, ويُرضي بعضنا مِن بعض, ونستسقي به إذا قَحَطَ بلدنا, وإذا نَزَلتْ بنا نازلة فزعنا إليه, فكيف نقتله! لا والله لا نفعل ذلك, فعاهدهم على أن لا يأمرهم.

ثم إنَّهُ لمّا رأى منهم التّثاقل عن قتله, كتب إلى جميع عمّاله في الأطراف أن التمسُوا إليَّ قوماً غتماً([130]) لا دين لهم, وَلا يعرفون الله وَلا رسوله, فإن لي بهم حاجة, وبعث رُسُلَه لمن كان تحت يده منهم ولاية, وحثَّهم على ذلك وحرّضهم, فأقدم منهم عليه طائفة, فلمّا نظر إليهم فإذا هم قوم يُقال لَهُمُ الغيدة([131]), وكانُوا خمسين رَجُلاً.

قال عليّ بن أحمد البزّاز([132]) صلى الله عليه واله وسلم  فلمّا دخلُوا عليه أمر أن ينزلُوا في حجرة من دار الرّشيد لعنه اللهُ, فحمل إليهم هارون من الثّياب وَالحلي والجواهر والمال والطّيب والجَواري والخدم ما يجلّ ذكره([133]), وَغدوا بأطيب الطّعام, وسُقُوا أفضل الشّراب, وأُدخلُوا عَلى الرّشيد لعنَهُ الله تعالى بعد ثلاثة أيّامٍ, فقال لترجمانه صلى الله عليه واله وسلم  قل لهم صلى الله عليه واله وسلم  مَن ربّكم؟ فقالُوا صلى الله عليه واله وسلم  لا نعرف لنا ربّاً ولا نبيًّا, ولا نعرف ما هذه الكلمة, فقال لَهُمْ صلى الله عليه واله وسلم  مَن أنا؟ فقالُوا له صلى الله عليه واله وسلم  قُل أنت مَا شئت أن يُقال, فقال صلى الله عليه واله وسلم  أقدر أن أمنعكم الشّراب والطّعَام وأحرقكم بالنّار, قالُوا صلى الله عليه واله وسلم  ما ندري ما تقول, إلاّ إنّا نطيعك ولوفي قتل أنفسنا([134]). وقد مثّل لهم الرّشيد لعنه اللهُ صورة أبي الحسن موسى بن جعفر  عليه السلام , حتّى لو رآه مَن عرف ذلك المِثال لَحلف بالله ذلك المِثال أبو الحسن  عليه السلام , قال صلى الله عليه واله وسلم  فأمر الرّشيد فنصبَ لهم موائد, وهو جَالس والخادم معهم مستشرف, ونُقِل إليهم الطّعَام الذّي لا يعقلونه, وخرجت عليهم الجواري بالعيدان والنّايات([135]) والطّبُول, فوقفن صفوفاً([136]) يتغنين, والكاسَات بأيديهم يطُفْن بها, فأخذهم الطّرب من كلّ جانب ومكان, فأمر لَهُمْ بالخِلع والأموال, فأُلبِسُوا أنواع الثّياب, ونُثِرت عليهمُ الدّراهم, ودارت عليهم الكاسات المملوءة فشربُوا, فلمَّا سكروا وهدرُوا([137]), قال لترجمانهم صلى الله عليه واله وسلم  قل لهم قومُوا فَخُذُوا سُيُوفَكم وادخلُوا على عدوّ الملك في هذه الحجرة فاقتلوه, وكان الرّشيد قد أمر بذلك المال فجعل في تلك الحجرة خوفاً من أن لا يفعَلوا, وخشي أنّهم يقفون عنه إذا نَظَرَ إليهم ونَظروا إليه كما امتنع غيرهم, وقال صلى الله عليه واله وسلم  إنّ القوم الّذين أدخلهم جدّي المنصُور على أبيه جعفر بن محمّد الصّادق يُقال لهم العَرعَر([138]), وقد صوّر لهم صورته فلم يقتلوه, فليس بالبعيد عنهم أن لا يفعلوا. فأمرهم التّرجمان فدخلوا في حجرةٍ قد جعل فيها مثالاً من صورة أبي الحسن موسى  عليه السلام , فقال صلى الله عليه واله وسلم  إذا قَتلُوا الصّورة هذا اليوم؛ غداً يقتلونه ويجسرون عليه, فأخَذُوا سُيُوفهم وَهَاجُوا كالأسودِ الضّارية, وتبادَرُوا وَدَخَلُوا الحجرة, فَلَمّا نظروُا إلى المثال الذي صُوّر لهم مَالُوا عَليه بالسّيوف فقطعوه, فلمّا رأى ذلك الرّشيد قال صلى الله عليه واله وسلم  الحمدُ لله, قَتلتُ موسى بهؤلاء القوم بلا شكٍّ. فخلعَ عليهم خلعاً أخرى, وحَمَل لهم الأموَال وردّهم إلى دورهم.

ولم يزل الرّشيد يمثّل لهم ذلك المثال سَبْع مرّاتٍ وهم يقتلونه, فلمّا رأى ذلك منهم أمر بإحضار موسى في حجرة مثل تلك الحجرة الّتي فيها المثال, ثم أحضرهم وقال لترجمانهم صلى الله عليه واله وسلم  قد بقي عَدوٌّ مِن أعداء الملك ليس له غيره فاقتلوه, وقد سلّمتُ إليكم المملكة, فأخذوا سُيُوفهم ودخلوا على أبي الحَسَنِ موسى  عليه السلام , والرّشيد يشرف عليهم من حجرتهِ ويقول للخادم صلى الله عليه واله وسلم  أين موسى؟ قال صلى الله عليه واله وسلم  جالسٌ في وسط الدّار على [بساط], قال صلى الله عليه واله وسلم  فماذا يصنع, قال صلى الله عليه واله وسلم  مستقبلاً القبلة, مادّاً يده إلى السماء, يُحرّك شفتيه, فقال الرّشيد لعنَهُ اللهُ صلى الله عليه واله وسلم  إنّا لله, لَيته ما يكفي ما نريد نصنع به,([139]) ثمّ قال للخادم صلى الله عليه واله وسلم  هل دخل القوم عليه, قال دخل أوّلهم فرمى سيفه, ودخل جميعهم فرموا سيوفهم وَخَرُّوا سجداً حَوْله, وهو يمرّ يدَهُ على رؤوسهم.([140])

عَهَدْتُ إليكم أنْ بِهِم قَدْ تمسّكُوا
 

 

 

فَخَالفتُمُونِي بِئْسَـمَا قَدْ فَعَلتُمُ
 

فَيَا ليتَ شِعْرِي ما يقولُ يزيدُهُم
 

 

 

وفرعونُهُ والتّابـعونَ لَدَيهُمُ
 

وماذا يقولُ الرّجس فِرْعونُ([141]) في غَدٍ
 

 

 

إذا بَرَزَتْ لِلظّالمـينَ جَهَنّمُ
 

يُعَظِّمُ مَن لا يَعرفُ اللهَ ربّهَُ
 

 

 

وَيَقْتُلُ مَنْ بالحقِّ فـي الدِّينِ يَحْكُمُ
 

عَليْهِ مِنَ الرَّحمنِ([142]) لَعْنٌ مُؤَبّدٌ
 

 

 

يَفوقُ الحصى مادَانَ للهِ مُـسلِـــمُ([143])
 

           
 

قال الرّاوي صلى الله عليه واله وسلم  ثمّ أنّ الرّشيد أغَاظه ما شَاهَدَ([144]) مِنَ القومِ الّذين أرسلهم إليه, فبعث إلى رَجُلٍ معزمٍ([145]), وقال له صلى الله عليه واله وسلم  إن رأيت أن تفضح أبا الحسن موسى بن جعفر وتخجّله فلك الجائزة العظمى, فقد أغمّني ما رأيت منه بالأمس, وأعيتني الحِيْلة في شأنه, فقال له صلى الله عليه واله وسلم  أفعل, فبعث إلى أبي الحسن موسى وَأمَر بالمائدةِ, ووضع فيها خبزاً, فَلَمّا جَلَسُوا لِلأكلِ كلّما رَام أبُو الحسن  عليه السلام  أن يتناول رغيفاً طار من بين يديه, فاستفزّ هارون بالفرح والضّحك, فلم يلبث أبو الحسن  عليه السلام  أن رفع رأسَهُ إلى أسَدٍ مُصَوّرٍ على بعض السّتور, فقال صلى الله عليه واله وسلم  يا أسدَ الله خُذ عَدُوَّ الله, قالَ صلى الله عليه واله وسلم  فوَثَبَتْ تلك الصّورة كأعظم ما يكون من السّباع, فافترست ذلك المعزم, فخرّ هارون الرّشيد وندمَاؤه على وُجُوهِهِم مغشيّاً عليهم, وطارت عقُوْلُهُمْ خوفاً من هولِ مَا رأوه, فلمّا أفَاقُوا من ذلك, قال هارون لأبي الحسن  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  بحقّي عليك إلاّ ما سألت الصّورة أن تردّ الرّجل, فقال صلى الله عليه واله وسلم  إن كانت([146]) عصا موسى رَدّت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيّهم, فإنّ هذه الصّورة تردّ ما ابتلعته مِن هذا الرّجل.([147])

[هارون يعترف للإمام بسوء أفعاله وحرصه على ملكه صلى الله عليه واله وسلم ]

ثمّ أنَّهُ التفت إلى موسى  عليه السلام   وقال صلى الله عليه واله وسلم  ما([148]) فعلتُ إلاّ لِما بلغني عنك أنّه يُنقل إليك الخراج من أطراف البلدان, وخليفتان يُجبى إليهما الخراج لا يجتمعان, والمُلك عقيم, فو الله لو نازعني في سلطاني ابني هذا لأخذتُ الّذي فيه عيناه, فما ظنّكَ بسواه, فقال له أبو الحسن  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  يا أمير المؤمنين, أعيذُكَ بالله أن تبوء بإثمي وإثمك وتقبل الباطل من أعدائنا علينَا, فقد علمتَ أنّهُ قد كُذِب علينا منذُ قُبِض رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , فإن رأيت بقرابتك مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه واله وسلم  أن تأذن لي أُحدّثك بحديثٍ أخبرني به أبي عن آبائه عن جدّي رسول اللهِ صلى الله عليه واله وسلم , فقال صلى الله عليه واله وسلم  قَد أذنت لك, فقال صلى الله عليه واله وسلم  أخبرني أبي عَن آبائه عن جدّي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم  أنّه قال صلى الله عليه واله وسلم  إنّ الرّحم إذا مسّتْ الرّحم اضطربت, فناولني يدك, فقال صلى الله عليه واله وسلم  ادنُ منّي.

فدنوت منه,([149]) فأخذ بِيَدي, ثم جذبني إلى نفسه, وَعانقني طويلاً, ثم تركني وقال صلى الله عليه واله وسلم  اجلس يا موسى فليس عَلَيْكَ بأسٌ, ونظرت إليه وإذا به قد دَمِعَتْ عيناه, فَرَجعْتُ إلى نفسي, فقال صلى الله عليه واله وسلم  صدقتَ وصدقَ جدّك, فقد تحرّك دمي واضطربت عروقي حتّى غلبت الرّقة عليّ, وَفَاضَتْ عيناي, وإنّي أريدُ [أن]([150]) أسألك عن أشياء في قلبي, فقد بلغني أنّكَ لم تكذبْ قطعاً, فاخبرني ولك الأمان واترك التقيّة, فقال صلى الله عليه واله وسلم  اسأل يا أمير المؤمنين, فقال صلى الله عليه واله وسلم  أخبرني بِِمَ فُضِّلْتُمْ علينا ونحن من شجرة واحدة وهي بنو عبد المطّلب, ونحنُ([151]) أجدادُنَا بنو العبّاس, وأنتم ولد أبي طالب, وهما عَمّا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , وقرابتنا منه سواء؟ فقلتُ له صلى الله عليه واله وسلم  نحن أقرب, قال صلى الله عليه واله وسلم  وَكيف ذلك! [قال  عليه السلام ] صلى الله عليه واله وسلم  لأنّ عبد الله وأبا طالب لأمٍّ وأبٍ, وأبوكم العبّاس ليس هو من أمّ عبد اللهِ ولا من أمّ أبي طالب, قال صلى الله عليه واله وسلم  فلِم جوّزتم للِعَامّة وَالخاصّة أن ينسبوكم إلى رسول صلى الله عليه واله وسلم  يقولونَ لكم صلى الله عليه واله وسلم  يا بني رسول الله, وأنتم بَنُو عَليّ, وإنّما يُنسب المرء إلى أبيه, وفاطمة إنّما هي وعاء, والنّبي صلى الله عليه واله وسلم  جدّكم مِن قِبَلِ أمّكم, قال صلى الله عليه واله وسلم  فقلت له صلى الله عليه واله وسلم  يا أمير المؤمنين, لو أنَّ النّبيّ صلى الله عليه واله وسلم  خَطَبَ إليك كريمتك هل تجيبهُ, فقال صلى الله عليه واله وسلم  سبحان الله! ولِمَ لا أجيبه, بَل أفتخر على العرب والعَجَمِ وقريش, فقال لَهُ صلى الله عليه واله وسلم  لكنّه لا يخطب منّي ولا أزوّجه, فقالَ ولِمَ! قال لأَنَّهُ ولدني ولم يلدك.

ثم إنّهُ سأله وقال صلى الله عليه واله وسلم  يا أبا الحَسَنِ ما عَلَيْك من العِيَال, فقال صلى الله عليه واله وسلم  يزيدُونَ على الخمسمائة, قال صلى الله عليه واله وسلم  أولادك كلّهم؟ قال صلى الله عليه واله وسلم  لا, أكثرهم موالٍ وحشم, فقال صلى الله عليه واله وسلم  هلاّ تزوّج النّسوان مِن بني عمومتهن وأكفائهنّ, قال صلى الله عليه واله وسلم  اليد تقصر عن ذلك, قال صلى الله عليه واله وسلم  أنا أعطيك ذلك, فقال له صلى الله عليه واله وسلم  وصلتَ رحِمك يا ابن العم, وشكر الله هذه النّيّة الجميلة, فإنّ الرّحم ماسة, والقرابة واشجة, والنّسب واحد, والعبَّاس عمّ النّبيّ صلى الله عليه واله وسلم  وعمّ عليّ بن أبي طالب, وَما أبْعَدَكَ أن تفعل ذلك, فقال صلى الله عليه واله وسلم  افعل يا أبا الحسن.

فقال الرّشيد -بعد أن أمر له بالمال- لأبنائه عبد الله ومحمّد وإبراهيم صلى الله عليه واله وسلم  امشوا بين يدي عمّكم وسيّدكم, خُذُوا بركابه وسوّوا عليه ثيابه وشيّعوه إلى منزله, فقال ابنه([152]) بعد أن خلا المجلس صلى الله عليه واله وسلم  يا أبت من هذا الذي قد عظّمته وكرّمته وأجللته, وقمتَ من مجلسك إليه فاستقبلته, وأقعدته في صَدْر المجلس وجلست دونه, ثمّ أمرتنا بأخذ ركابه, فقال صلى الله عليه واله وسلم  هذا إمام النّاس, حجّة الله عَلى خلقه وَخَليفته في عباده, فقلتُ صلى الله عليه واله وسلم  يا أمير المؤمنين أوليس هذه الصّفات كلّها لك, فقال صلى الله عليه واله وسلم  أنا إمام الجماعة في الظّاهر, وفي الغلبة والقهر, وموسى بن جعفر إمام حقّ, والله يا بنيّ إنّه لأحَقُّ بمقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم  منّي ومن الخلق أجمعين, ولكن الملك عقيم, فلو نازعتني هذا الأمر لأخذت الّذي فيه عيناك.([153]) شعر صلى الله عليه واله وسلم

يا كاظمَ الغيظِ يا مَنْ لا شَبِيهَ لَهُ
 

 

 

في عِلْمِهِ وعُلُوِّ الشَّأنِ وَالهمَـــمِ
 

مآثرُ العِلمِ فيكُمْ غيرُ خافيةٍ
 

 

 

والشّمسُ أكبرُ أنْ تُخفى على الأُممَِ([154])
 

يَا وارثَ العِلمِ يَرويهِ ويَسندُهُ
 

 

 

إلى جُدُودٍ تَعَالَوا في علوّهِمِ
 

ما ضرَّكُم ما لَقِيْتُمْ مِنْ عظيمِ بَلا
 

 

 

يا سادة تُربُهُم يَشْفِي مِنَ السَّقَمِ
 

     
 

[إصرار هارون على قتل الإمام  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم ]

قال الرّاوي صلى الله عليه واله وسلم  ثمّ أنّ الرّشيد لعنَهُ الله لَم يلبث إلاّ قليلاً, وهو مع ذلك يدبّر الحِيْلََة في قتل أبي الحسن  عليه السلام , حتّى بَثَّ رُسلَه في قبضه, فقبَضُوا عليه, وأتَوا به إليه فحبسَهُ عند الرّبيع([155]).

وكان هارون يصعد في بعض الأيّام على سطحه ليشرف على الحبس الذي فيه أبُو الحَسَنِ  عليه السلام  فَيَراهُ ساجداً, فيقول للرّبيع صلى الله عليه واله وسلم  يا ربيع, مَا ذاك الثوب الذي أراه كلّ يوم في ذلك المكان؟ قال يا أمير المؤمنين ما ذاك بثوب, وإنّما هو موسى بن جعفر  عليه السلام , له كلّ يوم سجدة بَعد طلوع الشّمس إلى وقت الزّوال, قال الرّبيع صلى الله عليه واله وسلم  فقال صلى الله عليه واله وسلم  أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم, قلتُ صلى الله عليه واله وسلم  فمالك قد ضّيقت عليه وتعلم أنّه مِن عُبّادهم وزُهّادهم, قال صلى الله عليه واله وسلم  يا ويلك! لا بُدَّ مِن ذلك.

فلمّا مضى من ملكه خمس عشرة سنة([156]) ضاق صدره, وعيل صبره, وسوّلت له نفسه قتله؛ ممّا يظهر له من فضله وَما عاين من كراماته ومعجزاته, وما كان يبلغه عنه من قول الشّيعة بإمامته ومحبّته وموالاته, وميلهم إليه, وحملهم التّحف والهدايا, واختلافهم إليه سرّاً ليلاً ونهاراً, خَشِيَهُ, وقال صلى الله عليه واله وسلم  إن تركته مال إليه العَامّة وَالخاصّة, وذهب سلطاني, وخرج الأمر منّي, ففكّر في نفسه بأن يقتله بالسّمّ, وذلك بعد أن أراد قتله بأسباب كثيرة كادت([157]) يطول ذكرها, حتى أنّه صلوات الله عليه كان في أغلب الأوقات في حبسه, ثُمّ إنّه أمر به فحُبس في الحَبس المعروف بدار الميت بباب الكوفة, وفيه السّدرة, وأمر السّندي بن شاهك لعنه الله تعالى بقَيده بثلاثة قيود أعدّها له من الحدِيد, وزنها ثلاثون رطلاً, ثم دعا برطبٍ فأكل منهُ ما أراد, فأخذ صينيّةًً فوضع فيها عشرين رطبة, وأخذ سلكاً([158]) ففركه بالسّم, فأدخله في سِمّ الخياط, وأخذ رُطبة من ذلك الرّطب فجعل يردّد فيها ذلك الخيط بذلك السّمّ حتّى عَلِم إنّه حصل فيها السُّم, فاستكثر منه ثمّ ردّهَا في الرّطب ومزجها به, وقال لخادم له صلى الله عليه واله وسلم  احمل هذه الصِينيَّة إلى موسى بن جعفر وقل له صلى الله عليه واله وسلم  إنَّ أمير المؤمنين أكل من هذا الرّطب وتنغّص به, وهو يُقسم عليك بحقّه لما أكلتها عن آخر رطبة, فإنّي اخترتها لك بيدي, ولا تتركه يُبقي منها شيئاً, ولا تُطعم أحداً شيئاً, فأتاهُ به الخادم وأبلغه الرّسَالة, فقال صلى الله عليه واله وسلم  ائتني بخلالٍ([159]), فناوله الخلال, وأقام بإزائه وهو يأكل من الرّطب, وكان للرّشيد لعنه الله كَلبةٌ يحبّها حبّاً شديداً, وهي عزيزة لديه, فجذبت نفسها وأقبلت تجرّ سلاسلها وهي من ذهب وجواهر حتى جاءت موسى بن جعفر  عليه السلام , فبادر بالخلال إلى الرّطبة المسمُومة ورمى بها إلى الكلبة فأكلتها فلم تلبث أن ضربت بنفسها الأرض وعوت وتهرّت([160]) قطعة قطعة, واستوفى  عليه السلام  باقي الرّطب.

وحمل الغلامُ الصّّينيَّةَ حتّى صَار بها إلى الرّشيد, فقال له صلى الله عليه واله وسلم  قد أكل الرّطب عن آخره؟ فقال صلى الله عليه واله وسلم  نعم يا أمير المؤمنين, فقال صلى الله عليه واله وسلم  فكيفَ رأيته, قال صلى الله عليه واله وسلم  مَا أنكرت منه شيئاً يا أمير المؤمنين.

قال صلى الله عليه واله وسلم  ثمّ ورد عليه خبر الكلبة وأنّها تهرّت وماتت, فقلق الرّشيد من ذلك قلقاً شديداً واستعظمه, فلمّا وقف على خبر الكلبة أحزنه أمرها, واهتم لشأنها, فقام فوجَدَها مُتَهَريةً بالسُّمِّ, فأحضر الخادم ودعا بسيفٍ ونطع([161]) وقال له صلى الله عليه واله وسلم  أصْدقني عن خبر الرّطب وإلاّ قتلتك, فقال صلى الله عليه واله وسلم  حملتُ الرطب إلى موسى بن جعفر  عليه السلام  وأبلغته سلامك, وقمت بإزائه, وطلب مني خلالاً فدفعته إليه, فأقبل يغرزه في الرّطبة بعد الرّطبة ويأكلها, حتى مرّت به الكلبة, فغرز الخلال في رطبة من ذلك الرطب, ورمى بها إلى الكلبة فأكلتها وأكل هو باقي الرّطب, فكان ما ترى يا أمير المُؤمنين, فقال الرّشيد صلى الله عليه واله وسلم  ما ربحنا من موسى بن جعفر إلاّ أطعمناه جِيد الرّطب, وضيّعنا سمّنا, وقتل كلبتنا, ما في موسى بن جعفر حيلة.([162])

[دسّ السم للإمام  عليه السلام  الذي فيه وفاته صلى الله عليه واله وسلم ]

ثُمَّ إنّ الرّشيد لعنَهُ الله بعد أيّامٍ بَعث إليه برطبٍ غير ذلك الرّطب, وقد وضع فيه سمّاً كثيراً, وكان ثلاثين رطبة, فحمله إليه السّندي بن شاهك([163]), فقال له الإمام موسى بن جعفر  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  حسبك قد بلغت مَا تحتاج إليه, وأنفدت([164]) مَا أُمِرت به, فلمّا علم أنّه أكل الرّطب المسموم, خرج وأحضر جماعة من القضاة, وكان ذلك قبل وَفاتِهِ بأيّامٍ, وقال لهم صلى الله عليه واله وسلم  لا تقولوا إنّه في ضيق وضنك, فها هو ذا لا عِلّة به ولا مرض, والناس يقولُون صلى الله عليه واله وسلم  إنّي قد ضّيقت عليه, فالتفت الإمام  عليه السلام  وقال صلى الله عليه واله وسلم  اشهدوا عليّ أنّي مقتولٌ بالسُمِّ منذ ثلاثة أيّامٍ, وإن كنت صحيح الظّاهر, إلاّ إنّني مسمومٌ وَسَأحْمَرُّ في هذا اليوم حمرة شدِيدة, وأصفرّ وأبيضّ بعد غدٍ.

ثمّ إنّه  عليه السلام  دعا بالمسيّب([165]) وكان ذلك قبل وفاته بِثَلاثَةِ أيَّام, وكان موكلاً به,([166]) فقال له صلى الله عليه واله وسلم  يا مسيّّب, قال صلى الله عليه واله وسلم  لبيّك يا مولاي, [قال صلى الله عليه واله وسلم ] إنّي ظاعِنٌ([167]) هذه الليلة إلى المدينة - مدينة جدّي رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم -؛ لأعهد إلى ابني ما عهده إليّ أبي, وَأجعلهُ وصيي وخليفتي, وآمره أمري, قال المسيّب صلى الله عليه واله وسلم  فقلت يا مولاي كيف تأمرني أن أفتح لك الأبواب والحرس معي على الأبواب, فقال لي صلى الله عليه واله وسلم  يا مسيّب ضعُف يقينك بالله عز وجل  وفينا, فقلت صلى الله عليه واله وسلم  لا يا سيّدي صلى الله عليه واله وسلم  قال صلى الله عليه واله وسلم  فمه؟ فقلت صلى الله عليه واله وسلم  يا سيّدي ادعُ اللهَ أن يثبّتني, فقال صلى الله عليه واله وسلم  اللهمّ ثبّته, ثمّ قال صلى الله عليه واله وسلم  إنّي أدْعُو الله عز وجل  باسمه العظيم الّذي دعا به آصف بن برخيَّا([168]) حتّى جاء بسرير بلقيس ووضعه بين يدي سليمان  عليه السلام  قبل ارتداد طرفه إليه, حتّى يجمع بيني وبين ابني علي بالمدينة, قال فسمعته  عليه السلام  يدعو, فتفقدته مِن مُصَلاّه, فلم أزلْ  قائماً على قدمي حتّى رأيته عاد إلى مكانه, وَعَادَ الحديد إلى رجليه, فخررت لله سَاجداً لوجهي شاكراً([169]) على ما أنعم عليّ من معرفته, ثمّ قال لي صلى الله عليه واله وسلم  ارفع رأسك يا مسيّب واعلم أنّني إلى الله عز وجل  في ثالث هذا اليوم, قال صلى الله عليه واله وسلم  فبكيت, قال صلى الله عليه واله وسلم  فلا تبكِ يا مسيّب, فإن ابني عليّاً إمامك ومولاك بعدي فاستمسك بولايته, فإنّك لن تضلّ ما لزمته.([170]) شعر صلى الله عليه واله وسلم

فَوَا أسفاً آلُ النّبيِّ محمّدٍ
ج

 

 

وعترتُهُ الأطهارُ في قَبْضةِ العِدَا
 

فَلَو أنَّ خيرَ الخَلْقِ أوصى بظلمِهِم
 

 

 

لمَا جاوزُوا ما كانَ مِنهم لَهُم بَدَا
 

نَعَم عجزُوا عَنْ نَيْلِ إدراكِ فَضْلِهِم
جج

 

 

وَذُو الفضلِ محسودٌ إذا نالَ سُؤْدَدَا
 

ألا لَعَنَ اللهُ الرّشيدَ ومعشراً
 

 

 

أبادُوهُمُ ظُلماً وأسقَوهُمُ الرَّدَا
 

وَلا زالَ في النّارِ الرّشيدُ مُخَلّداً
 

 

 

مُهاناً كذا السّنديُّ مَا طائرٌ شَدَا
 

             
 

[إلى جنة المأوى صلى الله عليه واله وسلم ]

فلمّا حضرته الوفاة, وتحقّق دُنُوّ أجَلِهِ, وأراد الوصيّة على ابنه, أحضر جماعة من النّاس, وهم صلى الله عليه واله وسلم  إبراهيم بن محمّد الجعفري وإسحاق بن محمّد الجعفري وجعفر بن صالح ومعاوية الجعفري ومحمّد بن جعد بن سعد الأسلمي وغيرهم([171]). ثمّ إنّهُ صلواتُ اللهِ عليه قال في وصيّته صلى الله عليه واله وسلم  أشهد أن لا اله إلاّ الله وحده لا شريكَ له, وأنّ محمّداً عبدهُ ورسوله, وأنّ السّاعة آتية لا رَيْبَ فيها, وأنّ الله يبعث مَنْ في القبور, وأنّ البعثَ بعد الموت حقّ, وأنّ الوعد حقّ, والحِسَاب حقّ, والقضاء([172]) حق, وأنّ الوقوف بين يدي الله حقّ, وأنّ ما جاء به النّبيّ  صلى الله عليه واله وسلم  حقّ, وأنّ ما نزل به الرّوح الأمين([173]) حقّ, على ذلك أحيا وعليه أموت وعليه أُبعث إن شاء الله تعالى.. إلى آخر الوصيّة, وقد تركناهَا خوفاً من الإطالة وَمُرَاعَاة الاختصار.([174])

فلمّا فرغ من الوصيّة دعا المسّيب وقال صلى الله عليه واله وسلم  إنّ سيّدك يصبح في ليلة يومه على ما عرّفتك من الرّحيل إلى الله تعالى تقدّست أسماؤه, فإذا دعوتُ بشربةٍ من ماءٍ فَشربْتها فرأيتَ أنّي قد انتفختُ([175]), وارتفع بطني, واصفرّ لوني واخضرّ وتلوّن ألواناً فخبّر الطّاغية بوفاتي, وإيّاك أن تظهر على الحديث إلاّ بعد موتي.

قال المسيّب بن زهير صلى الله عليه واله وسلم  فلم أزل أرقب وعده حتّى دعا  عليه السلام  بالشّربة فشربها, فدعاني فقال لي صلى الله عليه واله وسلم  يَا مُسَيّب, إنّ هذا الرّجل السّندي سيزعم أن يتولّى غسلي ودفني, وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً, وإذا حُمِلتُ إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش([176]) فألحِدوني بها, ولا ترفَعُوا قبري أكثر من أربعة أصابع مفرّجات, ولا تأخذُوا شيئاً من تربتي لتتبرّكوا به؛ فإن كلّ تربة لنا محرمة إلاّ تربة جدّي الحسين  عليه السلام  فإنّ الله تعالى جعلها لِشيعَتِنَا وَأوْليائنا.

قال المسيّب صلى الله عليه واله وسلم  ثمّ رأيته تختلف ألوانه وينتفخ بطنه, ثمّ رأيتُ شخصاً أشبه الأشخاص به  عليه السلام  جالساً إلى جنبه, وكان عهدي بسيّدي الرّضا  عليه السلام  وهو غلام, فأردت سؤاله فصاح بي سيّدي  عليه السلام  وقال صلى الله عليه واله وسلم  أليس قد نهيتك يا مسيب؟ فلم أزل صابراً حتى قضى نحبه وفاضت نفسه الشريفة, وكان ابنه حاضراً فغاب عنّي.

فقمتُ من عنده كئيباً, فأنهيت الخبر إلى الرّشيد لعنه الله فوافاني السندي بن شاهك لعنَهُ الله تعالى, فوالله لقد رأيتهم بعيني وَهُم يظنون أنّهم يغسّلونه ويكفّنونه فلا تَصِل أيديهم إليه, وأراهم لا يصنعون به شيئاً, ورأيت ذلك الشّخص -وَهُوَ ابنه الرّضَا  عليه السلام - يتولى غسله وتكفينه وتحنيطه([177]), وهو يظهر المعاونة لهم وهم لا يعرفونه, فلمّا فرغ من غسله قال لي ذلك الشّخص صلى الله عليه واله وسلم  يا مسيّب, مهما شككت في شيء فَلا تشكنّ أنّي أنا إمَامك ومولاك وحجّة الله عليك بعد أبي  عليه السلام , يا مسيّب مثلي كمثل يوسف الصّدّيق ومثلهم مثل إخوته حين دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون. شعر صلى الله عليه واله وسلم

فَوَا أسفاً شمسُ الهُدى غابَ نُورُهَا
 

 

 

وغاضَ فراتُ العلم والكاظمُ الأسنى
 

قَضَى وَهْوَ في دارِ المُسيَّبِ مُوْثَقاً
 

 

 

فنغّصَ([178]) مِن بَعْدِ الهَنا عيشَنَا الأَهْنا
 

     
 

ونقل عن عمر بن واقد([179]) قال صلى الله عليه واله وسلم  أرسل إليَّ السّندي بن شاهك في بعض اللّيل وأنا ببغداد فاستحضرني, فخشيت أن يكون لسوءٍ يريده بي, فأوصيت عيالي بما احتجت إليه, وقلت صلى الله عليه واله وسلم  إنّا لله وإنّا إليه راجعون, ثمّ ركبتُ إليه, فلمّا رآني مقبلاً قال صلى الله عليه واله وسلم  يا أبا حفص, لعلّنا أرعبناك وأفزعناك, قلت صلى الله عليه واله وسلم  نعم, قال صلى الله عليه واله وسلم  فليسَ هنا إلاّ خيرٌ, قلتُ صلى الله عليه واله وسلم  إذاً ابعثْ رسولاً بخبري إلى منزلي لتسكن أنفس أهل بيتي, فقال صلى الله عليه واله وسلم  نعم يا أبا حفص, أتدري ولِمَ أرسلت إليك؟ فقلت صلى الله عليه واله وسلم  لا, قال صلى الله عليه واله وسلم  أتعرف موسى بن جعفر؟ فقلت صلى الله عليه واله وسلم  نعم, إي والله إنّي أعرفه, وبيني وبينه صداقة منذُ دهرٍ, فقال صلى الله عليه واله وسلم  مَنْ ها هنا ببغداد يعرفه [ممن]([180]) يُقبل قوله؟ فسمّيت له أقواماً ووقع في نفسي أنّه  عليه السلام  قد مات, قال صلى الله عليه واله وسلم  فبعث إليهم وجَاء بهم كما جاء بي, فقال صلى الله عليه واله وسلم  هل تعرفون([181]) [قوماً يعرفون موسى بن جعفر؟ فسمّوا له قوماً فجاء بهم, فأصبحنا]([182]) ونحن في الدّار نيفاً وخمسُين رجلاً ممّن يعرفون موسى بن جعفر  عليه السلام .

قال صلى الله عليه واله وسلم  ثمّ قام([183]) فصلّينا, ثمّ خرج كاتبه ومعه طومَار([184]), فكتبَ أسماءنا ومنازلنا وأعمالنا وخلاّنا, ثمّ دخل إلى السّندي, قال صلى الله عليه واله وسلم  ثمّ خرج السّندي فضرب بيده إليّ ثم قال صلى الله عليه واله وسلم  قُم يا أبا حفص, فنهضت ونهض أصحابه, فقال صلى الله عليه واله وسلم  يا أبا حفص, اكشف الثّوب عن وجه موسى بن جعفر, فكشفته فرأيته فبكيتُ واسترجعت, ثم قال للقوم صلى الله عليه واله وسلم  انظرُوا إليه, فَدَنا واحد [بعد] واحد فنظرُوا إليه, ثم قال صلى الله عليه واله وسلم  أتشهَدُون كلّكم أن هذا موسى بن جعفر بن محمّد؟ قال صلى الله عليه واله وسلم  فقلنا صلى الله عليه واله وسلم  نعم, نشهد أنّه موسى بن جعفر بن محمّد, ثمّ قال صلى الله عليه واله وسلم  يا غلام, ضَع عليه مندِيلاً واكشفه لهم, قال صلى الله عليه واله وسلم  ففعل, فقال صلى الله عليه واله وسلم  أترون به أثراً تُنكرُونَهُ؟ فقلنا صلى الله عليه واله وسلم  لا نرى به شيئاً, ولا نراه إلاّ ميتاً.

ثمّ إنّ السّندي بن شاهَك لعنَهُ الله حمله  عليه السلام  على نعشٍ ونودي عليه صلى الله عليه واله وسلم  هذا إمام الرّافضة فاعرفوه, فلمّا أتى به مجلس الشّرطة أقام أربعة نَفَرٍ فَنادَوْا عليه صلى الله عليه واله وسلم  ألا فمن أراد أن ينظر إلى ...([185]) موسى بن جعفر فليخرج.

وخرج سليمان بن أبي جعفر([186]) من قصره إلى الشّط فسمعَ الصّياح والضوضاء, فقال لولده وغلمانه صلى الله عليه واله وسلم  ما هذا؟ قالُوا صلى الله عليه واله وسلم  السّندي بن شاهَك ينادي على موسى بن جعفر  عليه السلام  على نعشٍ, فقال لولده وغلمانه صلى الله عليه واله وسلم  يوشك أن يفعل هذا به في الجانب الغربي, فإذا عبروا عليه فانزلُوا مع غلمانكم وخذوه من أيديهم, فإن مانعوكم فاضربوهم وخرّقوا ما عليهم من السّواد, قالَ صلى الله عليه واله وسلم  فلمّا عبروا به نزلُوا إليهم فأخذوه من أيديهم, وضربوهم وخرّقوا عليهم سوادهم, ووضعوه في ممرّ أربعة طرق, وأقام المنادون يُنادون صلى الله عليه واله وسلم  ألا مَن أراد أن ينظر إلى الطيّب ابن الطيّب موسى بن جعفر فليخرج, وحضر الخلق غسله, وحنّطه بحنوطٍ فاخرٍ, وكفّنه بكفن في حبرة استعملت له بألفي دينار مكتوب عليها القرآن كلّه, واحتفى([187]) ومشى في جنازته متسلّباً([188]) مشقوق الجيب, وحمله إلى مقابر قريش على سريره, وصلّى عليه ودفنه هناك في الجانب الغربي في باب التين([189]) في المقبرة المعروفة بمقابر قريش.

وكتب بخبره إلى الرّشيد, فكتب إلى سليمان بن أبي جعفر صلى الله عليه واله وسلم  وصلت رحمك يا عمّ وأحسنت, أحسن الله جزاك, والله ما فعل السّندي بن شاهك لعنه الله ذلك عن أمرنا.([190])

[لما قضى موسى الإمام قضتْ له
ضلّ الرشيد فيا له ماذا به
يوماً على خير البرية فادحاً
فيه بكى الروحُ الأمين كآبةً
وكل نادٍ منهم أتيه نادباً
صبراً على ريب الزمان وصرفه

 

 

روح الجواد وحنّ مَن لا يعقل
حتى يجيب بحشره إذ يُسال
وعظيمُ رُزءٍ خطبه لا يُحمل
والناس قد وصلوا الصراخ وأعولوا
وكل دارٍ منهم أتيه مثكل
والصبر أجمل[191] في القضاء وأجمل]([192])

 

 

وكان وفاته يوم الجمعة لخمسٍ بَقين من رجب, أو لست بقين منه, وقيل لست خلون منه,([193]) سنة ثلاث وثمانين ومائة.

وفي ((عمدة الطّالب))([194]) صلى الله عليه واله وسلم  إن يحيى بن خالد أمر السّندي بقتله, فلفّهُ في بسط وغمره حتّى مات, وأخرجه لِلنّاس, وبقي ثلاثة أيّام في الطّريق يأتي من يأتي فينظر إليه, وعَمل محضراً إنّه مَات حتف أنفه.([195])

وكان له من العمر خمس وستون سنة, وقيل صلى الله عليه واله وسلم  أربع وستون سنة, عاش مع أبيه الصّادق  عليه السلام  منها عشرين والباقي في أيّام خلافة الرّشيد ومُلك المنصور أولا وابنه موسى بن محمّد المعروف بالهادي.([196])

ثمّ إنّ الشيعة بقوا في حزنٍ طويل, ونوح وعويل, لا يفترون([197]) من البكاء, ولا يجنحون عن العزاء([198]), وقد نُقل عن أهل العصمة أنّ حجج الله ‹ لا يعمل فيهم السّيف ولا السُّمّ, ولكن إذا أراد الله أن ينقل أحدهم إلى ما أعدّ له من الكرامة في دار الآخرة سبّب لهُ سََبَباً, وقدّر له أمراً, هو جلّ وعزّ أعلم بباطنه. ولا شكّ أنّهم يعلمون بيوم موتهم, وبأيّ موضع تكون قبورهم, ويعرفون قاتلهم, والسّبب الذي يمضون به, ولو أرادُوا دفع ذلك بسؤالهم لدفعوه عنهم, لكنّهم لا يتعرّضون([199]) على حكمة الله, إذ هم عباد [مكرمون] [لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ]([200]).

فإن غُصِبُوا أمرَ دُنيا دَنِيّةٍ
 

 

 

فَمَا لَهُم في الحَشْرِ أَبْقى وأدوَمُ
 

وهل عَظُمَتْ في الدّهرِ قطُّ مصيبةٌ
 

 

 

على النّاسِ إلاّ وَهْيَ في الدّينِ أعظَمُ
ج

أحالُوهم بالقَهْرِ عَنْ إرْثِ جدِّهِم
 

 

 

عِنَادًا وَمَا شاؤوا أَحَلُّوا وحَرَّمُوا
 

وَلَو أَخَّرُوا مَا أخّرَ اللهُ ربُّهم
 

 

 

أصَابُوا ولكنْ ما نَفَى اللهُ قَدَّمُوا
 

فَشُوْرَى وإجماعٌ ونصُّ خِلافةٍ
 

 

 

تعالوا على الإسلامِ نَبْكي ونَلْطِمُ
 

وَمَالُوا إلى الدّنيا فضلّتْ حُلُومُهُم
 

 

 

أَلا كُلُّ مغرورٍ بدنياهُ يندَمُ([201])
 

               
 

وحُكي أنّه لمّا فرغ الإمام علي بن موسى  عليه السلام  من غسل أبيه موسى  عليه السلام , مضى ودخل دار أبيه من غير إذن, ودعا أمّ أحمد([202]), فقالَ صلى الله عليه واله وسلم  هاتي الّذي أودعكِ أبي, وسمّاه لها,([203]) فصرخت بالويل والثبور, ولطمت وجهها, وشقّت جيبها, ومزّقت أثوابها, ونادت وقالت صلى الله عليه واله وسلم  وَاللهِ مَات سيّدي ومولاي موسى  عليه السلام , فكفّها وسكّتها, وقال لها صلى الله عليه واله وسلم  اكتمي الأمر, ولا تظهريه, حتّى يرد الخبر على والي المدينة ويعرفه النّاس من غيرنا, وكان أشدّ النّاس حُزناً عليه أهل بيته, وأقامُوا بعده في حزنٍ شديدٍ, وبكاء وعويل طويل, أنساهم فقدُهُ مَن عَزّ من الآباء والأخوة والأبناء.([204])

بَنِي المُصطفى حُزْنِي عليكُمْ مُجَدَّدُ
 

 

 

وَدَمْعِي عليكُم ما جَرَى الدّمعُ يَسْكُبُ
 

إذا بَرُدَتْ أنفاسُ صَبٍّ([205]) مِنَ الأسَى
 

 

 

فَقَلبِي على جَمْرِ الغَضَا([206]) يَتَقَلَّبُ
 

     
 

[شبهة أوردها الواقفية صلى الله عليه واله وسلم ]

قال الرّاوي صلى الله عليه واله وسلم  ثمّ إنّ جماعة من النّاس وقفُوا على موسى بن جعفر, وزعموا أنّه لم يمت, وأنّه حيّ, ويَنكرُون إمامة الرّضا  عليه السلام , وإمامة مَن بعده من الأئمة متمسّكين([207]).

ونُقِل من الأخبار صلى الله عليه واله وسلم  (إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ إمام مثله)([208]). وهو على حسب ما ظهر لهم انّه لم يغسّله إلاّ سليمان بن جعفر,([209]) فعلى هذا لم يكن ذلك موسى بن جعفر عندهم.

ولقد ضلّوا عن سواء الطّريق, إذ غَسْلُه إنما وقع بعد أن غسّله ابنه, وقد خَفِي على الحاضرين ذلك, مع أنّهم لا يَنكرُون أنّ الإمام يُطوى له البعيد حتى يقطع المسافة البعيدة في المدّة اليسيرة, ويُغسِّل أباه من حيث لا يشعر به أحد إلاّ مَن عَلِم منه الإخلاص, وكانَ له معه مزيد المحبّة والاختصاص. فمن أجل عدم اطّلاعهم على ذلك, ووقوفهم بحسب الظّاهر على أنّ سليمان بن أبي جعفر غَسّله؛ زعموا أنّ الإمام موسى  عليه السلام  لم يمت, فوقفوا لذلك.

إنْ كنْتَ تجهلُ يا سؤولُ صفاتِهِ
ذاتٌ مجرَّدةٌ على كلِّ الوَرَى
آلُ الرّسُولِ ورَهْطُهُ أسباطُهُ
نسبٌ يَضوعُ إذا فَضَضْتَ ختامَهُ

 

 

فعليكَ نحنُ نَقُصُّ مِنْ أَنبائِهِ
صَدَقَتْ كصدقِ الكُلِّ في أجزائِهِ
أرحامُهُ الأدْنونَ أهلُ عبائِهِ
فيعطِّرُ الأكوانَ نَشْرُ كِبَائِهِ([210])

 

 

[من كرامات الإمام الكاظم  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم ]

ومن الكرامات التي خصّه الله بها بعد موتهِ أنّ رجلاً مِنَ الخلفاء كان له نائب كبير الشّأن في الدّنيا, من مَمَالِيكِهِ الأعيان, وكان له ولاية عامّة من قبلهِ طالت مُدَّتُهُ فيها, وكان ذا سطوة وحروب وظُلْم بِالرَّعيَّةِ, فلمّا انتقل([211]) اقتضت رعاية الخليفة له, وشفقته عليه, ومحبّته له, أن يدفنه في ضريحٍ مجاورٍ لضريح الإمام موسى بن جعفر  عليه السلام , بالمشهد المطهّر, وكان بالمشهد نقيب معروف, مشهور بالصّلاح, كثير التردّد والمواظبة والملازمة للضريح الأشرف, والخدمة له, قائم بوظائفه, فاتفق أنّه بات ليلةً بالمشهد المقدّس, فرأى في منامه أنّ القبر الّذي دُفِن فيه الرّجل الظّالم قد انفتح والنّار تشتعل فيه, وقد انتشرت منه رائحةٌ ودخان, فثار ذلكَ المدفون فيه([212]) وإذا بالإمام موسى بن جعفر  عليه السلام , فصاح بالنّقيب باسمه, وقال لهُ صلى الله عليه واله وسلم  قل للخليفة صلى الله عليه واله وسلم  قد آذيتني بمجاورة هذا الظّالم, وقال كلاماً خشناً. فاستيقظ ذلك النّقيب وهو يرتعد خوفاً وفزعاً, فَلَمْ يلبث أن بعث ورقةً وسيّرها منهياً فيها صورة الحال وحقيقة الواقعة بتفصيلها, فلمّا جَنّ اللّيل جاء الخليفة إلى المشهد المقدّس المطهّر, فاستدعى بالنّقيب([213]) ودخلُوا الضّريح, وأمر بكشف ذلك القبر, ونَقْل ذلك المدفون إلى موضع آخر خارج المشهد, فلمّا كشفوه وجدُوا رماد الحريق, ولم يروا للميت أثراً, فرجعُوا متعجبين من ذلك. وهي من بعض فضائله صلوات الله عليه.

وكان يُكنّى أبا الحسن, وأبا إبراهيم, وَأبا عليّ. ولَقَبَهُ صلى الله عليه واله وسلم  الكاظم, والعبد الصّالح. وله من الأولاد سبعة وثلاثون, وفي ((عمدة الطّالب)) صلى الله عليه واله وسلم  "وولد موسى الكاظم  عليه السلام  ستين ولداً, سبعاً وثلاثين بنتاً, وثلاثة وعشرين ابناً"([214]), منهم من أعقب, ومنهم من لم يلد له. فمن أولاده صلى الله عليه واله وسلم  عليّ بن موسى الرّضا, الإمام المفترض الطّاعة بعد أبيه, والمنصُوص عليه, والعبّاس وعقيل والقاسم وإسماعيل وجعفر والحسن وعمر وأحمد ومحمّد ويحيى وداود وهارون وحمزة وعبد الله وعبيد الله وزيد والحُسين والفضل وسليمان لأمّهاتٍ شتّى, ولَهُ من البنات صلى الله عليه واله وسلم  فاطمة ورقيّة وحليمة ورقيّة الصّغرى وأمّ كلثوم وحكيمة وأمّ جعفر وميمونة وأمّ فروة وأسماء ومحمُودة وغيرهن.

وهذا آخر ما انتهى إلينا من هذا الخبر الطّريف, وَالأثَرِ الشّريف, المتضمّن لوفاة سيدنا ومولانا العبد الصّالح والميزان الرّاجح أبي الحسن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب ‹, على التمام والكمال, ونستغفر الله تعالى عن سهو القلم وطغيانه, ونسأله السّلامة من النّدم, وزلّة القدم, والتوفيق لِما يُدْني ثوابِهِ, والعصمة عن عصيانه وعقابه, ويبعدنا من ألِيم عذابه وسخطه, إنّه غفور رحيم, منّان كريم, ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم, والحمد لله ربّ العالمين.([215])

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفهارس العامة

  • فهرس الآيات القرآنية.
  • فهرس أسماء المعصوميـن الأربعة عشرة e.
  • فهرس الأعلام.
  • فهرس المذاهب والأقوام والقبائل والأسر.
  • فهرس المدن والبقاع.
  • فهرس الأشعار.
  • مصادر التحقيق.
  • دليل الكتاب.

 

 

 

 

 

 

 

 

فهرس الآيات القرآنية

                الآية

السورة - الآية

الصفحة

[أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ]

البقرة, آية صلى الله عليه واله وسلم  157

34

[وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى]

طه, آية صلى الله عليه واله وسلم  82

30

[لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ]

الأنبياء, آية 27

77

[اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ]

الحجرات, آية صلى الله عليه واله وسلم  12

30

[إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ]

الذاريات, آية صلى الله عليه واله وسلم  23

50

 

 

 

 

 

 

 

 

فهرس أسماء المعصوميـن الأربعة عشر ‹وألقابهم

محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم  صلى الله عليه واله وسلم  5, 7, 12, 15, 28, 37, 38, 43, 44, 45, 50, 54, 56, 61, 62, 63, 68, 70, 78.

علي أمير المؤمنين a صلى الله عليه واله وسلم  45, 47, 54, 62.

فاطمة الزهراء £ صلى الله عليه واله وسلم  54, 62.

الحسين بن علي a صلى الله عليه واله وسلم  71.

علي بن الحسين a صلى الله عليه واله وسلم  10, 14.

جعفر بن محمد الصادق a صلى الله عليه واله وسلم  7, 18, 26, 47, 58, 77.

موسى بن جعفر الكاظم a صلى الله عليه واله وسلم  5, 6, 7, 8, 17, 21, 25, 26, 27, 28, 32, 33, 35, 36, 37, 38, 39, 41, 42, 44, 45, 46, 47, 48, 49, 50, 51, 52, 53, 54, 55, 57, 58, 59, 60, 61, 62, 63, 64, 65, 66, 67, 72, 73, 74, 75, 78, 79, 80, 81, 82, 83,

علي بن موسى الرضا a صلى الله عليه واله وسلم  69, 70, 71, 72, 78, 80, 82.

الحسن بن علي العسكري a صلى الله عليه واله وسلم  10, 14.

الحجة بن الحسن a صلى الله عليه واله وسلم  12, 15.

آل النبي محمد e صلى الله عليه واله وسلم  5, 6, 7, 10, 12, 34, 54, 69, 79, 81.

 

 

 

 

 

 

 

 

إبراهيم بن عيسى الدرازي صلى الله عليه واله وسلم  7, 18.

إبراهيم بن محمد الجعفري صلى الله عليه واله وسلم  70.

إبراهيم بن هارون صلى الله عليه واله وسلم  63.

أبو بصير صلى الله عليه واله وسلم  18.

أبو جعفر المنصور صلى الله عليه واله وسلم  47, 58, 77.

أبو طالب بن عبد المطلب صلى الله عليه واله وسلم  62.

أُبي بن كعب بن مالك صلى الله عليه واله وسلم  49.

أحمد بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

أحمد مجيد الحلي صلى الله عليه واله وسلم  21.

آدم  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  34.

إسحاق بن محمد الجعفري صلى الله عليه واله وسلم  70.

أسماء بنت موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

 

 

فهرس الأعلام

 

 

 

 

 

 

إسماعيل بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

آصف بن برخيا صلى الله عليه واله وسلم  68.

أغا بزرك الطهراني صلى الله عليه واله وسلم  10, 11, 12, 13, 14, 16.

أم أحمد صلى الله عليه واله وسلم  78.

أم جعفر بنت موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

أم عبد الله, أم أبي طالب صلى الله عليه واله وسلم  62.

أم فروة بنت موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

أم كلثوم بنت موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

بلقيس صلى الله عليه واله وسلم  68.

جبرائيل, الروح الأمين  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  34, 70.

جعفر بن صالح صلى الله عليه واله وسلم  70.

جعفر بن محمد الأشعث صلى الله عليه واله وسلم  35.

جعفر بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

الحسن بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

حسين الماحوزي صلى الله عليه واله وسلم  9.

الحسين بن علي بن الحسن صلى الله عليه واله وسلم  46, 47.

الحسين بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

حكيمة بنت موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

حليمة بنت موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

حمزة بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

حواء J صلى الله عليه واله وسلم  34.

داود بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

رقية الصغرى بنت موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

رقية بنت موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

زيد بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

سليمان بن أبي جعفر صلى الله عليه واله وسلم  6, 74, 76, 80.

سليمان بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

سليمان  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  68.

السندي بن شاهك صلى الله عليه واله وسلم  42, 65, 67, 70, 71, 72, 74, 76.

الشقيق البلخي صلى الله عليه واله وسلم  29.

صالح بن علي المخازي صلى الله عليه واله وسلم  12.

العباس بن عبد المطلب صلى الله عليه واله وسلم  62.

العباس بن محمد صلى الله عليه واله وسلم  41, 42.

عباس كاشف الغطاء صلى الله عليه واله وسلم  21.

العباس بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

عبد الكريم محمد علي البلادي صلى الله عليه واله وسلم  16.

عبد الله بن أبي طالب صلى الله عليه واله وسلم  62.

عبد الله بن جعفر الصادق المعروف بالأفطح صلى الله عليه واله وسلم  27.

عبد الله بن مالك الخزاعي صلى الله عليه واله وسلم  52.

عبد الله بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

عبد الله بن هارون الملقب بالمأمون صلى الله عليه واله وسلم  63.

عبيد الله بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

عقيل بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

علي بن أحمد البزاز صلى الله عليه واله وسلم  56.

علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق صلى الله عليه واله وسلم  36, 37.

علي بن حسن البلادي صلى الله عليه واله وسلم  9, 10.

علي بن محمد علي الصحاف النجفي صلى الله عليه واله وسلم  18.

علي بن يقطين صلى الله عليه واله وسلم  49.

عمر بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

عمر بن واقد, أبو حفص صلى الله عليه واله وسلم  72, 73.

عيسى بن جعفر بن المنصور صلى الله عليه واله وسلم  39, 40.

فاطمة بنت موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

فرعون صلى الله عليه واله وسلم  59.

الفضل بن الربيع صلى الله عليه واله وسلم  40, 43, 44, 45, 64.

الفضل بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

الفضل بن يحيى صلى الله عليه واله وسلم  40, 41, 42, 43.

فضيل بن يسار صلى الله عليه واله وسلم  7.

القاسم بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

لطف الله بن علي الجدحفصي صلى الله عليه واله وسلم  11.

لوط بن يحيى الأزدي صلى الله عليه واله وسلم  18.

محسن الأمين صلى الله عليه واله وسلم  10, 12, 14.

محسن بن علي الحسيني الشاخوري صلى الله عليه واله وسلم  12, 13.

محمد أمين شبر صلى الله عليه واله وسلم  20.

محمد بن هارون الملقب بالأمين صلى الله عليه واله وسلم  35, 63.

محمد بن أبي جعفر المنصور, المهدي صلى الله عليه واله وسلم  47, 77.

 محمد بن جعد الأسلمي صلى الله عليه واله وسلم  70.

محمد بن جعفر الصادق صلى الله عليه واله وسلم  27.

محمد بن عبد الله الخطي صلى الله عليه واله وسلم  6, 7, 8, 9, 10, 11, 12, 14, 16, 17, 18, 21.

محمد بن عبد المهدي بن سليمان صلى الله عليه واله وسلم  16.

محمد بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  82.

محمد علي العصفوري صلى الله عليه واله وسلم  11, 16.

محمد علي يعقوب صلى الله عليه واله وسلم  12.

محمودة بنت موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

مسرور الخادم صلى الله عليه واله وسلم  41, 42.

المسيب بن زهير صلى الله عليه واله وسلم  67, 70, 71, 72.

معاوية الجعفري صلى الله عليه واله وسلم  70.

المفضل بن عمرو صلى الله عليه واله وسلم  26.

موسى بن محمد المهدي, الهادي صلى الله عليه واله وسلم  46, 47, 48, 50, 51, 77.

ميكائيل  عليه السلام   صلى الله عليه واله وسلم  34.

ميمونة بنت موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

هارون الرشيد صلى الله عليه واله وسلم  5, 35, 36, 37, 38, 39, 40, 41, 42, 43, 44, 45, 51, 52, 53, 55, 56, 57, 58, 59, 60, 61, 62, 63, 64, 65, 66, 67, 69, 72, 74, 76, 77.

هارون بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

يحيى بن خالد بن برمك صلى الله عليه واله وسلم  35, 36, 37, 76.

يحيى بن موسى الكاظم صلى الله عليه واله وسلم  83.

يزيد بن معاوية صلى الله عليه واله وسلم  59.

يوسف الصديق  عليه السلام  صلى الله عليه واله وسلم  72.

يوسف بن يعقوب بن إبراهيم القاضي صلى الله عليه واله وسلم  47, 48.

 

 

 

 

 

 

 

الأبدال صلى الله عليه واله وسلم  30.

آل أبي طالب صلى الله عليه واله وسلم  36, 45, 62.

آل عمران صلى الله عليه واله وسلم  34.

بنو العباس صلى الله عليه واله وسلم  62.

بنو عبد المطلب صلى الله عليه واله وسلم  62.

بنو هاشم صلى الله عليه واله وسلم  64.

الخوارج صلى الله عليه واله وسلم  28.

الرافضة صلى الله عليه واله وسلم  74.

الزيدية صلى الله عليه واله وسلم  48.

الشيعة صلى الله عليه واله وسلم  65, 77.

الصوفية صلى الله عليه واله وسلم  29.

 

 

فهرس المذاهب والأقوام والقبائل والأسر

 

 

 

 

 

 

 

الطالبيون صلى الله عليه واله وسلم  47.

العجم صلى الله عليه واله وسلم  62.

العرب صلى الله عليه واله وسلم  62.

العرعر صلى الله عليه واله وسلم  58.

الغيدة صلى الله عليه واله وسلم  56.

قريش صلى الله عليه واله وسلم  62.

المرجئة صلى الله عليه واله وسلم  28.

المعتزلة صلى الله عليه واله وسلم  28.

 

 

 

 

 

 

 

الأحساء صلى الله عليه واله وسلم  6.

البحرين صلى الله عليه واله وسلم  6, 9.

البصرة صلى الله عليه واله وسلم  39.

بغداد صلى الله عليه واله وسلم  6, 36, 40, 41, 43, 73.

خط هجر صلى الله عليه واله وسلم  9.

زبالة صلى الله عليه واله وسلم  31.

القادسية صلى الله عليه واله وسلم  29.

القطيف صلى الله عليه واله وسلم  6, 8, 9.

الكوفة صلى الله عليه واله وسلم  39, 65.

المدينة المنورة صلى الله عليه واله وسلم  38, 68, 69, 79.

 

 

 

 

 

فهرس الأمكنة والبقاع

 

 

 

 

 

 

 

مقابر قريش, المشهد الكاظمي المقدس صلى الله عليه واله وسلم  71, 75, 76, 81, 82.

مكة المكرمة, بيت الله الحرام صلى الله عليه واله وسلم  29, 32, 48.

نجران صلى الله عليه واله وسلم  34.

النجف الأشرف صلى الله عليه واله وسلم  11, 12, 17.

النيل صلى الله عليه واله وسلم  34.

واقصة صلى الله عليه واله وسلم  30.

اليسيرية صلى الله عليه واله وسلم  37.

اليمامة صلى الله عليه واله وسلم  9.

 

 

 

 

 

 

فهرس الأشعار

فليغلبنّ مغالبُ الغلاّب

50

ودمعي عليكم ما جرى الدّمعُ يسكبُ

79

وعترته الأطهار في قبضة العدَا

69

منه وما الذي كان أبصَرْ

33

فخالفتموني بِئسَـمَا قد فَعَلتُمُ

59

همُ العروةُ الوثقى الّتي ليسَ تُفْصَمُ

34

في علمِهِ وعلوِّ الشَّأنِ وَالهمَـــمِ

63

فما لهم في الحشرِ أبقى وأدوَمُ

78

وغاض فراتُ العلمِ والكاظمُ الأسنى

72

فعليكَ نحنُ نقصُّ مِنْ أنبائِهِ

81

 

 

 

 

 

 

 

مصادر التحقيق

  1. القرآن الكريم.
  2. الاحتجاج على أهل اللجاج, أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (ت صلى الله عليه واله وسلم  560هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  السيد محمد باقر الخرسان, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار النعمان للطباعة والنشر, 1386هـ, النجف الأشرف.
  3. الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد, محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد (ت صلى الله عليه واله وسلم  413هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة آل البيت c لتحقيق التراث, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع, مطبعة صلى الله عليه واله وسلم  دار المفيد, ط2, 1414هـ, بيروت.
  4. أضواء على ثورة الحسين a, السيد محمد الصدر, تحقيق وتعليق صلى الله عليه واله وسلم  كاظم العبادي, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  هيئة تراث السيد الشهيد الصدر R, طباعة صلى الله عليه واله وسلم  دار ومكتبة البصائر, 1431هـ, بيروت.
  5. الدرة الغراء في وفاة الصديقة الزهراء J, حسين بن محمد آل عصفور البحراني (ت 1216هـ), إعداد وتحقيق صلى الله عليه واله وسلم  السيد محمود الغريفي, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار حفظ التراث البحراني, ط1, 1431هـ.
  6. الأعلام, خير الدين بن محمود بن محمد الزركلي (ت صلى الله عليه واله وسلم  1396هـ), الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار العلم للملايين, ط5, 1980م, بيروت.
  7. أعيان الشيعة, السيد محسن الأمين (ت 1371هـ), تحقيق وتخريج صلى الله عليه واله وسلم  حسن الأمين, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار التعارف للمطبوعات, بيروت.
  8. أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين, علي بن حسن البلادي البحراني (ت 1340هـ),
  9. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار, محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت صلى الله عليه واله وسلم  1110هـ), الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة الوفاء, مطبعة مؤسسة الوفاء, ط2, 1403هـ, بيروت. 
  10. البدعة, علي الأمير الصنعاني (ت 1129هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  مرتضى بن زيد المحطوري, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مكتبة مركز بدر العلمي والثقافي للطباعة والنشر والتوزيع, ط1, 1417هـ, صنعاء.
  11. تاج العروس من جواهر القاموس, محمد مرتضى الحسيني الزَبيدي (ت 1205هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  علي شيري, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار الفكر للطباعة والنشر التوزيع, المطبعة صلى الله عليه واله وسلم  دار الفكر, 1414هـ, بيروت.
  12. تاج اللغة وصحاح العربية, إسماعيل بن حماد الجوهري (ت صلى الله عليه واله وسلم  393هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  أحمد بن عبد الغفور عطار, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار العلم للملايين, مطبعة دار العلم للملايين, ط4, 1407هـ, بيروت.
  13. تاج المواليد, الشيخ الطبرسي (ت 548هـ), مطبعة الصدر, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مكتب آية الله العظمى المرعشي النجفي, 1406هـ, قم.
  14. تاريخ البحرين, مخطوط.
  15. حفة الأحوذي, محمد عبد الرحمن المباركفوري (ت 1353هـ), الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار الكتب العلمية, ط1, 1410هـ, بيروت.
  16. تحفة العالم في شرح خطبة المعالم, جعفر بحر العلوم (ت 1377هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  أحمد مجيد الحلي, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مركز تراث السيد بحر العلوم, طباعة شركة الأعلمي للمطبوعات, ط1, 1433هـ, بيروت.
  17. الثاقب في المناقب, محمد بن علي بن حمزة الطوسي (ت 560هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  نبيل رضا علوان, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر, المطبعة صلى الله عليه واله وسلم  الصدر, ط2, 1412هـ, قم.
  18. جامع أحاديث الشيعة, السيد حسين البروجردي (ت 1383هـ), المطبعة العلمية, 1399هـ, قم.
  19. الجرح والتعديل, عبد الرحمن بن محمد الرازي (ت 327هـ), الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار إحياء التراث العربي, المطبعة صلى الله عليه واله وسلم  مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية, ط1, 1371هـ, حيدرآباد الدكن (الهند).
  20. الخرائج والجرائح, قطب الدين الراوندي (ت 573هـ), تحقيق ونشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة الإمام المهدي a, المطبعة صلى الله عليه واله وسلم  العلمية, 1409هـ, قم.
  21. خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب, عبد القادر بن عمر البغدادي (ت 1093هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  محمد نبيل طريفي وإميل بديع اليعقوب, طباعة ونشر صلى الله عليه واله وسلم  دار الكتب العلمية, ط1, 1998م, بيروت.
  22. دلائل الإمامة, محمد بن جرير الطبري الشيعي (ق 4), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  قسم الدراسات الإسلامية/ مؤسسة البعثة, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة, ط1, 1413هـ, قم.
  23. الذخيرة في المحشر والروض الفائح الأزهر في مولد الإمام الثاني عشر, محمد بن عبد الله أبو عزيز الخطي (ت 1186هـ), المطبعة الحيدرية, 1374هـ, النجف الأشرف.
  24. الذخيرة في المحشر والروض الفائح الأزهر في مولد الإمام الثاني عشر, محمد بن عبد الله أبو عزيز الخطي (ت 1186هـ), مطبعة دار الإرشاد العامة, المنامة.
  25. الذريعة إلى تصانيف الشيعة, الشيخ أقا بزرك محمد محسن الطهراني (ت صلى الله عليه واله وسلم  1389هـ), الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار الأضواء, ط3, 1403هـ, بيروت.
  26. رجال الطوسي, الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (ت 460هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  جواد القيومي الاصفهاني, الناشر  صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين, ط1, 1415هـ, قم.
  27. رجال النجاشي, أبو العباس أحمد بن علي النجاشي (ت صلى الله عليه واله وسلم  450هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  موسى الشبيري الزنجاني, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين, مطبعة مؤسسة النشر الإسلامي, ط5, 1416هـ, قم.
  28. رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ, السيد لطيف القزويني.
  29. رحلة ابن بطوطة, محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة (ت 779هـ), بلا تاريخ, وبلا بلد للطبع.
  30. السيرة النبوية, عبد الملك بن هشام الحميري (ت 218هـ), تحقيق وضبط وتعليق صلى الله عليه واله وسلم  محمد محيي الدين عبد الحميد, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مكتبة محمد علي صبيح وأولاده, المطبعة صلى الله عليه واله وسلم  المدني, 1383هـ, القاهرة.
  31. شرح أصول الكافي, محمد صالح المازندراني (ت 1081هـ), تحقيق وتعليق صلى الله عليه واله وسلم  أبو الحسن الشعراني, ضبط وتصحيح صلى الله عليه واله وسلم  علي عاشور, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع, ط1, 1421هـ, بيروت.
  32. الشيعة في الميزان, محمد جواد مغنية (ت 1400هـ), الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار التعارف للمطبوعات, ط4, 1399هـ, بيروت.
  33. الطبقات الكبرى, محمد بن سعد (ت 230هـ), طباعة ونشر صلى الله عليه واله وسلم  دار صادر, بيروت.
  34. طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال, السيد على البروجردي (ت 1313هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  السيد مهدي الرجائي, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مكتب آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة, المطبعة صلى الله عليه واله وسلم  بهمن, ط1, 1410هـ, قم.
  35. العقد المنير, موسى الحسيني المازندراني, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مكتبة الصدوق, المطبعة صلى الله عليه واله وسلم  الإسلامية, ط2, 1382هـ, طهران.
  36. عمدة الطالب, أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة (ت 828هـ), تصحيح صلى الله عليه واله وسلم  محمد حسن آل الطالقاني, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  منشورات المطبعة الحيدرية, ط2, 1380هـ, النجف الأشرف.
  37. عيون أخبار الرضا a, الشيخ محمد بن علي الصدوق (ت 381هـ), تصحيح وتعليق وتقديم صلى الله عليه واله وسلم  حسين الأعلمي, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة الأعلمي للمطبوعات, المطبعة صلى الله عليه واله وسلم  مطابع مؤسسة الأعلمي, 1404هـ, بيروت.
  38. الغيبة, الشيخ محمد بن الحسن الطوسي, تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  الشيخ عباد الله الطهراني؛ الشيخ علي أحمد ناصح, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة المعارف الإسلامية, مطبعة بهمن, ط1, 1411هـ, قم المشرفة.
  39. الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق  عليه السلام , عبد الحسين الشبستري, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين, المطبعة صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة النشر الإسلامي, ط1, 1418هـ, قم.
  40. الفقه المنسوب للإمام الرضا a والمشتهر بفقه الرضا, تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة آل البيت  e لإحياء التراث, ط2, 1431هـ, بيروت.
  41. فهرس التراث, محمد حسين الجلالي, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دليل ما, 1422هـ, قم.
  42. قاموس الرجال, الشيخ محمد تقي التستري, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين, ط1, 1419هـ, قم.
  43. الكافي, الشيخ محمد بن يعقوب الكليني (ت صلى الله عليه واله وسلم  329هـ), تحقيق وتعليق صلى الله عليه واله وسلم  علي أكبر الغفاري, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار الكتب الإسلامية, مطبعة حيدري, ط5, طهران.
  44. كتاب الوفيات, حسين بن علي البلادي  القديحي (ت 1387هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  ضياء بدر آل سنبل, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة طيبة لإحياء التراث, ط1, 1430هـ, بيروت.
  45. كشف الغمة في معرفة الأئمة, علي بن أبي الفتح الإربلي (ت 693هـ), الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار الأضواء, ط2, 1405هـ, بيروت.
  46. كمال الدين وتمام النعمة, الشيخ محمد بن علي الصدوق (ت 381هـ), تصحيح وتعليق صلى الله عليه واله وسلم  علي أكبر الغفاري, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين, 1405هـ, قم.
  47. الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة, من كتاب طبقات أعلام الشيعة, الشيخ أقا بزرك محمد محسن الطهراني (ت صلى الله عليه واله وسلم  1389هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  علي نقي منزوي.
  48. لسان العرب, محمد بن مكرم بن منظور (ت 711هـ), الناشر صلى الله عليه واله وسلم  نشر أدب الحوزة, 1405هـ, قم.
  49. المجتنى من الدعاء المجتبى, علي بن موسى بن طاوس (ت 664هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  صفاء الدين البصري.
  50. مجلة تراثنا, مؤسسة آل البيت e, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة آل البيت e لإحياء التراث, 1410هـ, قم.
  51. مجمع البحرين, فخر الدين الطريحي النجفي (ت 1085هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  السيد أحمد الحسيني, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مكتب نشر الثقافة الإسلامية, ط2, 1408هـ.
  52. مدينة المعاجز, السيد هاشم البحراني (ت 1107هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  الشيخ عزة الله المولائي الهمداني, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة المعارف الإسلامية, المطبعة صلى الله عليه واله وسلم  بهمن, ط1, 1413هـ, قم.
  53. مراقد المعارف, محمد حرز الدين (ت 1365هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  محمد حسين حرز الدين, مطبعة الآداب, ط1, 1389هـ, النجف الأشرف.
  54. مستدركات علم رجال الحديث, علي النمازي الشاهرودي (ت 1405هـ), الناشر صلى الله عليه واله وسلم  حسينية عماد زادة, إصفهان, المطبعة صلى الله عليه واله وسلم  شفق, ط1, 1412هـ, طهران.
  55. مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين ˆ, الحافظ رجب البرسي (ت 813هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  علي عاشور, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة الأعلمي للمطبوعات, ط1, 1419هـ, بيروت.
  56. معجم البلدان, ياقوت بن عبد الله الحموي (ت 626هـ), الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار إحياء التراث العربي, 1399هـ, بيروت.
  57. معجم ألفاظ الفقه الجعفري, الدكتور أحمد فتح الله, ط1, 1415هـ - 1995م, مطابع المدوخل, الدمام.
  58. معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة, السيد أبو القاسم الخوئي, ط5, 1413هـ.
  59. مقاتل الطالبيين, أبو الفرج الاصفهاني (ت 356هـ), تقديم وإشراف صلى الله عليه واله وسلم  كاظم المظفر, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها, ط2, 1385هـ, النجف الأشرف.
  60. مقاييس اللغة, أحمد بن فارس (ت 395هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  عبد السلام محمد هارون, طباعة ونشر صلى الله عليه واله وسلم  مكتبة الإعلام الإسلامي, 1404هـ.
  61. مناقب آل أبي طالب, أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب (ت صلى الله عليه واله وسلم  588هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  لجنة من أساتذة النجف الأشرف, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  المكتبة الحيدرية, المطبعة الحيدرية, 1376هـ, النجف الأشرف.
  62. منتظم الدرين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين.
  63. موسوعة المصطفى والعترة e, حسين الشاكري, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  نشر الهادي, المطبعة صلى الله عليه واله وسلم  ستارة, ط1, 1417هـ, قم.
  64. نوادر المعجزات, محمد بن جرير الطبري الشيعي (ق 4), تحقيق ونشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة الإمام المهدي a, ط1, 1410هـ, قم.
  65. الهداية الكبرى, الحسين بن حمدان الخصيبي (ت 334هـ), طباعة ونشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع, ط4, 1411هـ, بيروت.
  66. الوافي بالوفيات, خليل بن أيبك الصفدي (ت 764هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار إحياء التراث العربي, 1420هـ, بيروت.
  67. وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة, محمد بن الحسن الحر العاملي (ت1104هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة آل البيت c لإحياء التراث, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  مؤسسة آل البيت c لإحياء التراث, مطبعة مهر, ط2, 1414هـ, قم.
  68. وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان, أحمد بن محمد بن إبراهيم بن خلكان البرمكي (ت صلى الله عليه واله وسلم  681هـ), تحقيق صلى الله عليه واله وسلم  إحسان عباس, الناشر صلى الله عليه واله وسلم  دار الثقافة, مطبعة دار الثقافة, بيروت.

 

 

 

 

 

دليل الكتاب

مقدمة التحقيق

ترجمة المؤلف

اسمه ونسبه

ولاؤه لأهل البيت e

أقوال العلماء فيه

مؤلفاته

نماذج من شعره

وفاته

التعريف بالكتاب

أهمية الكتاب

عنوان الكتاب

النسخة الخطية

عملي في التحقيق

كلمة شكر

من صور المخطوطة

المقدمة

دلائل الإمامة

كيد الرشيد العباسي

إشخاص الإمام  عليه السلام  

موسى بن المهدي يهم بقتل الإمام  عليه السلام

في سجن الرشيد من جديد

محاولات أخرى لقتل الإمام  عليه السلام

هارون يعترف للإمام بسوء أفعاله وحرصه على ملكه

إصرار الرشيد على قتل الإمام  عليه السلام

دسّ السّم للإمام  عليه السلام  الذي فيه وفاته

إلى جنة المأوى

شبهة أوردها الواقفية

من كرامات الإمام الكاظم  عليه السلام

الفهارس العامة

فهرس الآيات القرآنية

فهرس أسماء النبي والأئمة e

فهرس الأعلام

فهرس المذاهب والأقوام والقبائل والأسر

فهرس الأمكنة والبقاع

فهرس الأشعار

مصادر التحقيق

دليل الكتاب

 

3

7

7

8

8

9

12

14

15

15

15

16

18

19

21

25

26

36

39

47

53

56

63

66

70

73

84

85

89

90

91

93

96

97

100

101

111

 

 

 

 


[1]. سورة آل عمران, الآية: 134.

[2]. راجع: ص51 من هذا الكتاب.

[3]. كشف الغمة: ج3, ص8-9؛ بحار الأنوار: ج48, ص148.

[4]. يُنظر: محاكاة هارون العباسي لولده المأمون في ذلك. عيون أخبار الرضا: ج2, ص86؛ الاحتجاج: ج2, ص166.

[5]. يُنظر: موسوعة المصطفى والعترة e: ج11, ص419.

[6]. بحار الأنوار: ج44, ص282؛ جامع أحاديث الشيعة: ج12, ص547.

[7]. مقدمة تحقيق كتاب الوفيات لحسين البلادي: 5-6.

[8]. وهو غير المؤلف, كما سيجيء في التعريف بالكتاب المخطوط, والعنوان هو [  Y "تقرأ ليلة السادسة والعشرين من شهر رجب الأصب".

[9]. يُنظر: أنوار البدرين: ج2, ص88.

[10]. يُنظر: أنوار البدرين: ج2, ص88.

[11]. معجم البلدان: ج1, ص346-347؛ لسان العرب: ج7, ص290.

[12]. أنوار البدرين: ج2, ص88.

[13]. أعيان الشيعة: ج9, ص390-391.

[14]. الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة: 666.   

[15]. تاريخ البحرين, مخطوط, عنه: منتظم الدرين: ج3, ص297.  

[16]. مجلة تراثنا: ج21, ص292, في ضمن مقالة: ((الغدير في التراث الإسلامي)) للسيد عبد العزيز الطباطبائي S.

[17]. يُنظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج9, ص986.

[18]. يُنظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج10, ص19؛ أعيان الشيعة: ج9,

[19].  منتظم الدرين: ج3, ص297, عن كتاب تاريخ البحرين المخطوط.  

[20].  المصدر نفسه.

[21]. يُنظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج21, ص236.

[22]. منتظم الدرين: ج3, ص297.

[23]. يُنظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج23, ص274.

[24]. يُنظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج23, ص275.

[25]. يُنظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج23, ص275.

[26].  منتظم الدرين: ج3, ص297, عن كتاب تاريخ البحرين المخطوط.  

[27]. يُنظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج23, ص274.

[28]. وهو كتاب ((ذخيرة المحشر في أحوال الإمام المنتظر)) متقدم الذكر.

[29]. الذخيرة في المحشر: 5.

[30]. أعيان الشيعة: ج9, ص390. والمقطوعات الشعرية الثلاثة الأخيرة لم أجدها في كتاب ((ذخيرة المحشر)) بعد مراجعتي لطبعتي المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف, ومطبعة دار الإرشاد العامة في المنامة.

[31]. يُنظر: الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة: 666.   

[32]. الخاطر: ما يخطر في القلب من تدبير أو أمر, وهو الهاجس. تاج العروس: ج6, ص357.

[33]. لقب للإمام الكاظم ‡ عُرِف به. ومِن ألقابه أيضاً: النفس الزكية, وزين المجتهدين, والوفي, والصابر, والأمين, والزاهر, والكاظم ‡. ينظر: الإرشاد: ج2, ص215-216؛ مناقب آل أبي طالب: ج3, ص437. 

[34]. ورد في الأصل (أبو الفضل بن عمرو), إلا أن هذه الرواية مروية في المصادر كلها عن المفضل بن عمر الجعفي الكوفي كما أثبته في المتن. وهو أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد مفضل بن عمر الجعفي بالولاء، الكوفي. محدث إمامي، اختلف أصحابنا فيه، فقال جماعة: بأنه كان من شيعة الإمام الصادق ‡ وبطانته وخاصته وثقاته، وأحد الفقهاء الصالحين، وكان وكيلاً عن الإمام الصادق ‡ بالكوفة، وروى عن الإمام الكاظم ‡ أيضا وكان بابه، وكان من الذين رووا النص عن الإمام الصادق ‡ على إمامة ابنه الإمام الكاظم ‡، وكان محموداً عند الأئمة e.

وذهب جماعة من علمائنا إلى القول بضعفه وذمه مع جلالة قدره ومكانته المرموقة عند الأئمة ‹. ألّف مجموعة من الكتب منها: ((الإيمان والإسلام))، و((الوصية))، و((يوم وليلة))، و((علل الشرائع))، و((التوحيد)) وغيرها. كان حياً قبل سنة 183هـ. ينظر: الإرشاد: ج2, ص208؛ رجال الطوسي: 314، 360؛ رجال النجاشي: 416؛ الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق ‡:ج3, ص290 – 291.

[35].ولد الإمام الصادق a في المدينة المنورة, في السابع عشر من شهر ربيع الأول, سنة (80هـ), وانتقل إلى الملكوت الأعلى مستشهداً في شهر شوال سنة (148هــ), في مدينة جده رسول الله :, عن عمر ناهز الـ(68) سنة. يُنظر: تاج المواليد: 44.

[36]. فقد روي عن المفضل بن عمر قال: (دخلت على الصادق a فقلت: لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك, فقال a: الإمام بعدي ابني موسى, والخلف المأمول المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى). وسائل الشيعة: ج11, ص491.

[37]. سمي بالأفطح؛ لأنه كان أفطح الرأس, أو أفطح الرجلين, أي عريضهما, والقائلون بإمامته هم (الفطحية). ينظر: الإرشاد: ج2, ص211. وفي نسخة "ز" (الأبطح).

[38]. أبو جعفر محمد بن جعفر الصادق a, الملقب بديباجة, وقيل: الديباج, كان شجاعاً كريماً قوياً, وكان يرى قول الزيدية في الخروج بالسيف, فخرج في سنة (199هـ) على المأمون في مكة المكرمة, فغُلِب بعد المحاربة, وأُخِذ وبُعِثَ إلى المأمون وهو في خراسان, فأعزّه وأكرمه ومات في جرجان سنة (203هـ), وقد نيف على السبعين. ينظر: الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق a: 44.

[39]. المرجئة: فرقة من فرق الإسلام يعتقدون انه لا يضر مع الإيمان معصية كما أنه لا لا ينفع مع الكفر طاعة, سموا بذلك لاعتقادهم أن الله تعالى أرجأ تعذيبهم على المعاصي -أي أخره عنهم-, وهم المجبرة. يُنظر: تحفة الأحوذي: ج6, ص302؛ مجمع البحرين: ج1, ص339.

[40].الخوارج: هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين a عند التحكيم وكفّروه, وقالوا "لا حكم إلا لله", وكانوا أهل صلاة وصيام, ولم يوجبوا نصب الإمام, بل جوّزوا أن لا يكون في العالم إمام, وكفّروا عثمان, وأكثر الصحابة, ومرتكب الكبيرة. يُنظر: طرائف المقال: ج2, ص235؛ أعيان الشيعة: ج1, ص521.

[41]. المعتزلة: سموا بذلك لاعتزال زعيمهم واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري, وقيل: لاعتزالهم الدنيا. يُنظر: بحار الأنوار: ج4, ص56؛ البدعة: 16.

[42]. يُنظر: الخرائج والجرائح: ج1, ص308-310؛ الثاقب في المناقب: 437-438؛ مدينة المعاجز: ج6, ص213-214؛ بحار الأنوار: ج47, ص251. وفي هذه المصادر وغيرها ترد الرواية بحادثتين منفصلتين, فالحادثة الأولى تنتهي بمغادرة عبد الله الأفطح بيت الإمام الكاظم a, وقد أوردهما المؤلف مجتمعتين, وبتصرف يسير.

[43].شقيق بن إبراهيم بن علي الأزدي البلخي, أبو علي (ت 194هـ), زاهد صوفي, من مشاهير المشايخ في خراسان, ولعله أوّل من تكلم في علوم الأحوال الصوفية بكور خراسان, وكان من كبار المجاهدين, استشهد في غزوة كولان بما وراء النهر. يُنظر: الوافي بالوفيات: ج16, ص101؛ الأعلام: ج3, ص171.

[44]. القَادسية: القادس السفينة العظيمة. وقيل: سميت القادسية بقادسِ هراة، وبهذا الموضع كان يوم القادسية بين المسلمين والفرس في أيام عمر بن الخطاب في سنة 16 من الهجرة, بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخاً. يُنظر: معجم البلدان: ج3, ص353.

[45]. في نسخة "ز" (تزيّن).

[46]. أي أثر السجود بين عينيه.

[47]. سورة الحجرات, من الآية: 12.

[48]. واقصة: بكسر القاف والصاد المهملة, موضعان, منزل بطريق مكة بعد القرعاء, نحو مكة وقبل العقبة, وواقصة أيضاً بأرض اليمامة, وقيل: ماء لبني كعب. والموضع الأول هو المقصود. يُنظر: معجم البلدان: ج5, ص354.

[49]. سورة طه, الآية: 82.

[50]. الأبدال: قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم, إذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر. مجمع البحرين: ج5, ص319.

[51]. زُبالة: بضم أوله, قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية بطريق مكة من الكوفة. يُنظر: معجم البلدان: ج3, ص129.

[52]. الرَّكْوَة وجمعها رِكاء ورَكَوَات بالتحريك: وهي التي تكون لحفظ الماء. الصحاح: ج6, ص2361.

[53]. السَويق كأمير, والجمع أسوقة: وهو طعام يُتخذ من مدقوق الحنطة والشعير, سمي بذلك لانسياقه في الحلق. يُنظر: تاج العروس: ج13, ص230؛ معجم ألفاظ الفقه الجعفري: 236.

[54]. موضع في الكعبة يلي قبة زمزم, منسوبة إلى العباس º, وبابها جهة الشمال, وهي الآن يجعل بها ماء زمزم في قلال يسمونها الدوارق, وكل دورق له مقبض واحد, وتترك بها ليبرد فيها الماء فيشربه الناس. رحلة ابن بطوطة: 163؛ وينظر أيضاً: معجم البلدان: ج4, ص464.

[55]. أي: سبعاً. وفي نسخة "ز" (سبعة أشواط).

[56]. وفي نسخة "ز" (وأموال).

[57]. ينظر: دلائل الإمامة: 319؛ نوادر المعجزات: 159؛ كشف الغمة: ج3, ص5. باختلافٍ في بعض فقرات الرواية.

[58]. هو أبو الحسن علي بن أبي معاذ البغدادي, المتوفى سنة (280هـ), ومطلع هذه القصيدة:

زُرْ ببغدادَ قبرَ موسى بنِ جعفرْ
 

 

إنَّ موسى مديحُهُ ليسَ يُنكرْ
 

 

وذكرَت المصادر ثلاثة أبيات تلي البيت الثاني الوارد في المتن, هنّ:

سائرا وحده وليس له زاد
وتوهّمت انه يسأل الناس
ثم عاينته ونحن نزول 

 

 

فما زلت دائبا أتفكر
ولم أدر انه الحج الأكبر
دون قيد على الكثيب الأحمر

 

 

أعيان الشيعة: ج8, ص152.

[59]. يُنظر: مناقب آل أبي طالب: ج3, ص420؛ مدينة المعاجز: ج6, ص431؛ بحار الأنوار: ج48, 78. وفيها وفي غيرها بعد البيت الثاني:

سائرا وحده وليس له زاد
وتوهمت أنه يسأل الناس
ثم عاينته ونحن نزول

 

 

فما زلت دائبا أتفكر
ولم أدر أنه الحج الأكبر
دون فيد على الكثيب الأحمر

 

 

 

[60]. سورة البقرة, الآية: 157.

[61]. ورد في نسخة "ش" (الندا), وفي نسخة "ز" (النبا), وما أثبتناه من المصدر.

[62]. ورد في نسخة "ش" (يبازيهم), وما أثبتناه من "ز". يُنظر: الغدير: ج4, ص372.

[63]. من غديرية ابن العودي النيلي, أبي المعالي سالم بن علي بن سلمان بن علي المعروف بابن العودي التغلبي النيلي نسبة إلى بلدة النيل على نهر النيل المستمد من الفرات, الممتد نحو الشرق الجنوبي وكانت ولادته بها سنة (478هـ), ووفاته سنة (558هـ). وهي قصيدة طويلة نُقِلت بتصرّف. راجع: الغدير: ج4, ص373.

[64]. في الأصل: (وتجمع عليه), وما أثبتناه من "ز".

[65]. وهو محمد بن زبيدة الملقّب بالأمين.

[66]. هو جعفر بن محمد بن الأشعث الكوفي, كان في أول أمره من العامة, ثم استبصر وعرف الحق وسمع الحديث فصار من حسان محدثي الإمامية. معجم رجال الحديث: ج5, ص74؛ الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق: 304.

[67]. هو أبو الفضل, يحيى بن خالد بن برمك (120-190هـ), مؤدب هارون العباسي ومعلمه ومربيه, رضع هارون من زوجة يحيى مع ابنها الفضل, فكان يدعوه: يا أبي, ولما ولي هارون الخلافة دفع إليه خاتمه, وقلده أمره, فبدأ يعلو شأنه, واستمر إلى أن نكب هارون البرامكة فقبض عليه وسجنه إلى أن مات. الأعلام: ج8, ص144.

[68]. غشيه غشياناً: أي جاءه. الصحاح: ج6, ص2446.

[69]. وهو يحيى بن أبي مريم, قال له يحيى بن خالد: "ألا تدلني على رجل من آل أبي طالب له رغبة من الدنيا فأوسع له منها". أعيان الشيعة: ج4, ص153.

[70]. ورد في الأصل (آل طالب), والصواب ما أثبتناه.

[71]. أي: فقير.

[72]. ابن أخ الإمام الكاظم  عليه السلام , علي بن إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق  عليه السلام , مذموم, يُعرف عند أهل بغداد بالسيد سلطان علي, ومرقده ببغداد جانب الرصافة في محلة سلطان علي, وقد سُميت المحلة باسمه ولقبه, وهو وأخوه الفضل ممن أعرضت الشيعة الإمامية عنهما قديماً وحديثاً؛ لقربهما من سلطان الرشيد, وبعدهما وإيذائهما عمهما موسى الكاظم  عليه السلام  إمام الحق والصدق. ينظر: مراقد المعارف: ج1, ص361-363. مستدركات علم رجال الحديث. ج5, ص308.

[73]. الإملاق: الافتقار, قال تعالى: [وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ] سورة الأنعام, من الآية: 151.

[74]. الزيادة من المصدر.

[75]. في الأصل (اليسرة), وما أثبتناه من ((الإرشاد)) وغيره. يُنظر: الإرشاد: ج2, ص238.

[76]. كذا في الأصل. وسبب مشتق من السبب, وهو كل ما يتوصل به إلى الشيء, ومن هذا الباب تسبب مال الفيء؛ لأن المسبب عليه المال, جعل سبباً لوصول المال إلى من وجب عليه من أهل الفيء, فلعلها تسبّب. يُنظر: لسان العرب: ج1, ص458.  

[77]. الكورة: المدينة والصقع, والجمع: كور. الصحاح: ج2, ص809.

[78]. في الأصل (ينزع), وما أثبتناه من "ز".

[79]. ينظر: الإرشاد: ج2, ص237؛ الغيبة: 27؛ كشف الغمة: ج3, ص23؛ مدينة المعاجز: ج6, ص353؛ بحار الأنوار: ج48, ص231.

[80]. صفده يصفده صفداً, أي: شده وأوثقه, وكذلك التصفيد, والصفاد: ما يوثق به الأسير من قد وقيد وغل, والأصفاد: القيود. الصحاح: ج7, ص498.

[81]. عيسى بن جعفر بن المنصور العباسي, قائد, من أمراء بني العباس, وهو أخو زبيدة, وابن عم هارون الرشيد. الأعلام: ج5, ص102.

[82]. في "ز" (متطيّر).

[83].  وروي أن بعض عيون عيسى بن جعفر رفع إليه أنه سمعه كثيراً يقول في دعائه وهو محبوس عنده: (اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرّغني لعبادتك, اللهم وقد فعلتَ, فلك الحمد). الإرشاد: ج2, ص240.

[84]. الفضل بن الربيع بن يونس (138-208هـ)، أبو العباس, وزير أديب حازم, كان أبوه وزيراً للمنصور العباسي, واستحجبه المنصور لما ولى أباه الوزارة، فلما آل الامر إلى الرشيد واستوزر البرامكة كان صاحب الترجمة من كبار خصومهم, وولي الوزارة إلى أن مات الرشيد. واستخلف الأمين، فأقره في وزارته، فعمل على مقاومة المأمون, ولما ظفر المأمون استتر الفضل (سنة 196ه‍) ثم عفا عنه المأمون وأهمله بقية حياته. وتوفي بطوس. ينظر: الأعلام: ج5, ص148.

[85]. إذ أمره بقتل الإمام عليه السلام  فأبى فعل ذلك. يُنظر: شرح أصول الكافي للمازندراني: ج7, ص252.   

[86]. هو الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي (147-193هـ), وزير الرشيد العباسي، وأخوه في الرضاع, كان من أجود الناس, استوزره الرشيد مدة قصيرة، ثم ولاه خراسان سنة (178ه‍) فحسنت فيها سيرته، وأقام إلى أن فتك الرشيد بالبرامكة (سنة 187ه‍) وكان الفضل عنده ببغداد، فقبض عليه وعلى أبيه يحيى، وأخذهما معه إلى الرقة فسجنهما وأجرى عليهما الرزق، واستصفى أموالهما وأموال البرامكة كافة. وتوفي الفضل في سجنه بالرقة. الأعلام: ج5, ص151-152.

[87]. الرَقةُ: بفتح أوله وثانية وتشديده, وأصله كل أرض إلى جنب وادٍ ينبسط عليها الماءُ, وجمعها رقاق, .. وقال الأَصمعي: الرقاق الأرض اللينة من غير رمل. وهي مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حَران ثلاثة أيام معدودة في بلاد الجزيرة؛ لأنها من جانب الفرات الشرقي. ينظر: معجم البلدان: ج2, ص332. 

[88]. أبو الفضل الهاشمي (121-186ه‍), العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، أمير, أخو المنصور والسفاح, ولاه المنصور دمشق وبلاد الشام كلها, وولي إمارة الجزيرة في أيام الرشيد, وأرسله المنصور لغزو الروم في ستين ألفا, وحج بالناس مرات, ومات ببغداد. إليه تنسب (العباسية) محلة بالجانب الغربي من بغداد، دفن فيها. وكان الرشيد يحبه ويجله, ويزعم أهله أن الرشيد سمه. الأعلام: ج3, ص264-265.

[89]. هو السندي بن شاهَك الأمير أبو منصور, مولى أبي جعفر المنصور, ولي إمرة دمشق للرشيد, ثُمَّ وليها بعد المائتين، وَكَانَ ذميم الخُلق، قال الجاحظ: كَانَ لا يستحلف المكاري ولا الفلاّح ولا الملاّح ولا الحائك، بل يجعل القول قول المدّعي. توفيّ ببغداد سنة أربع ومائتين. الوافي بالوفيات: ج5, ص162.

[90]. رجل حَدَثٌ: أي شاب, فإن ذكرت السن قلت: حديث السن, وهؤلاء غلمان حدثان، أي أحداث. ورجل حدُث وحدِث بضم الدال وكسرها: أي حسن الحديث. ولعل المعنى الأول هو المطابق مع احتمال الثاني. ينظر: الصحاح: ج1, ص278-279.

[91]. أرجف القوم: إذا خاضوا في أخبار الفتن ونحوها من الأخبار السيئة، ومنه قوله تعالى: [وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ]. تاج العروس: ج12, ص221-222.

[92]. الزيادة من ((عيون أخبار الرضا)) وبعض المصادر الأخرى.

[93]. (فقلت: وأي الحجازيين) غير موجودة في نسخة "ش".

[94]. وفي رواية: (على فخذه), وهو كناية عن القرب وشدة الملاصقة.

[95]. أخلاط من الطيب.

[96]. البدرة: كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم أو سبعة آلاف دينار, والجمع: البدور. والظاهر أن المعنى الأخير هو المقصود لتمييزه بالدينار كما ورد في المتن. ينظر: تاج العروس: ج6, ص65.

[97]. ورد في الأصل (بني طالب), والتصحيح من المصادر.

[98]. وهو دعاء كفاية البلاء, ونصّه: (اللهمّ بكَ أُساوِرُ, وبكَ أُجادِلُ, وبِكَ أصول, وبك أنتصر, وبك أموت, وبك أحيا, أسلمتُ نفسي إليك, وفوّضت أمري إليك, لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, اللهم إنّك خلقتني ورزقتني وسررتني وسترتني من بين العباد بلُطفك, وخَوّلتني, إذا هَرَبْتُ رَدَدتني, وإذا عثرتُ أقَلتني, وإذا مرضتُ شفيتني, وإذا دعوتك أجبتني, سيدي ارض عني فقد أرضيتني). يُنظر: الإرشاد: ج2, ص240؛ عيون أخبار الرضا: ج2, ص76؛ المجتنى من الدعاء المجتبى: 85؛ بحار الأنوار: ج48, ص216؛ ج92, ص214.

[99]. الهادي العباسي (144-170ه‍), أبو محمد موسى بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، من خلفاء الدولة العباسية ببغداد, ولد بالري, وولي بعد وفاة أبيه (سنة 169ه‍), وكان غائبا بجرجان فأقام أخوه الرشيد بيعته, واستبدت أمه الخيزران بالأمر, وأراد خلع أخيه هارون العباسي من ولاية العهد وجعلها لابنه جعفر، فلم تر أمه ذلك، فزجرها, فأمرت جواريها أن يقتلنه فخنقنه، ودفن في بستانه بعيسى آباذ, ومدة خلافته سنة وثلاثة أشهر. الأعلام: ج7, ص327.

[100]. في الأصل (الحسين), وهو  أبو عبد الله الحسين بن علي العابد بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب عليه السلام  الحسني المدني المعروف بالحسين صاحب فَخٍّ, كان جواداً عظيم القدر, لحقته ذِلّة زمن الخليفة الهادي من أمير المدينة فخرج عليه, فاستشهد بفَخٍّ في ذي الحجة يوم التروية (سنة 169 أو 170). وفَخّ: بفتح الفاء وتشديد الخاء المعجمة, بئر بينه وبين مكة نحو فرسخ, وهو ميقات الإحرام بالصبي للحج, إذ يجوز تأخير الإحرام به إلى فَخّ. يُنظر: أعيان الشيعة: ج6, ص97؛ مقاتل الطالبيين: 285؛ عمدة الطالب: 183.

[101]. كذا.

[102]. ورد في الأصل: (يوسف بن يعقوب بن ابراهيم القاضي) والتصحيح من المصادر. وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي البغدادي (113-182هـ) صاحب أبي حنيفة، وتلميذه، وأول من نشر مذهبه, كان فقيها علامة، من حفاظ الحديث, ولد بالكوفة وتفقه بالحديث والرواية، ثم لزم أبا حنيفة، فغلب عليه الرأي, وولي القضاء ببغداد أيام المهدي والهادي والرشيد, ومات في خلافته، ببغداد، وهو على القضاء. من كتبه "الخراج" و"الآثار". يُنظر: سير أعلام النبلاء: ج8, ص539؛ الأعلام: ج8, ص193.

[103]. المهدي بالله (127-169ه‍), أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور العباسي، من خلفاء الدولة العباسية في العراق, ولد بإيذج من كور الأهواز, وولي بعد وفاة أبيه وبعهدٍ منه (سنة 158ه‍), وأقام في الخلافة عشر سنين وشهرا، ومات في ماسبذان صريعاً عن دابته في الصيد، وقيل: مسموماً. الأعلام: ج6, ص221.

[104]. المنصور العباسي (95-158ه‍), أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن العباس، ثاني خلفاء بني العباس، ولد في الحميمة من أرض الشراة, وولي الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح (سنة 136ه‍), وهو والد الخلفاء العباسيين جميعاً, قتل خلقاً كثيراً حتى استقام ملكه. توفي ببئر ميمون من أرض مكة محرماً بالحج, ودفن في الحجون بمكة, ومدة خلافته (22 عاما). ينظر: الأعلام: ج4, ص117.

[105]. أبو العباس السفاح (104-136ه‍), عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أول خلفاء الدولة العباسية، وأحد الجبارين الدهاة من ملوك العرب, ولد ونشأ بالشراة (بين الشام والمدينة), وقام بدعوته أبو مسلم الخراساني مُقوِّض عرش الدولة الأموية، فبويع له بالخلافة (سنة 132ه‍), وصفا له الملك بعد مقتل مروان بن محمد (آخر ملوك الأمويين في الشام), وكان شديد العقوبة، عظيم الانتقام، تتبع بقايا الأمويين بالقتل والصلب والإحراق حتى لم يبق منهم غير الأطفال والجالين إلى الأندلس, ولُقب بالسفّاح لكثرة ما سفح من دمائهم. الأعلام: ج4, ص116.

[106]. ورد في "ش": (تفويضه وتفصِيْله)؛ وفي "ز": (تعريضه وتفضيله), والتصحيح من المصادر.

[107]. الزيدية: طائفة من الشيعة تقول بإمامة زيد ابن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام . معجم ألفاظ الفقه الجعفري: 220.

[108]. أبو الحسن, علي بن يقطين بن موسى البغدادي, سكنها وهو كوفي الأصل, ولد (سنة 124هـ). كانت لوالد المترجم منزلة سامية لدى الدولة العباسية أول أمرها حيث كان داعياً لهم فكانت لعلي ولده فوق تلك المنزلة أيام عصرها الذهبي حيث اتخذه الرشيد وزيراً له. وكان على صلة وثيقة بالإمام موسى الكاظم عليه السلام  يعمل بإرشاده على إغاثة المظلومين حتى قال فيه: (يا علي: إن لله أولياء مع أولياء الظلمة يدفع بهم عن أوليائه، و أنت منهم يا علي). و قد سُعيَ به مراراً إلى الرشيد في أنه يتشيع حتى أراد الرشيد إهلاكه لو لم تتداركه رحمة من ربه, ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة في أيام موسى بن جعفر عليه السلام  ببغداد, وهو محبوس في سجن هارون. ينظر: رجال النجاشي: 273؛ أعيان الشيعة: ج8, ص371.

[109]. ورد في الأصل (أبي بن كعب) والتصحيح من المصادر, وكعب بن مالك بن عمرو بن القين الأنصاري السلمي الخزرجي (ت 670م), صحابي من أكابر الشعراء من أهل المدينة, واشتهر في الجاهلية وكان في الإسلام من شعراء النبي صلى الله عليه واله وسلم, وشهد أكثر الوقائع, له (80 حديثاً)، و(ديوان شعر). والبيت من قصيدة قالها في جواب عبد الله بن الزبعرى السهمي حين قال قصيدته في يوم الخندق والتي أولها:

حَيِّ الديارَ محا معارفَ رَسْمِهَا        طولُ البلا وتراوحُ الأحقابِ

فأجابه كعب بقصيدة أولها:

أبقى لنا حدثُ الحروبِ بقيةً       مِن خيرِ نحلةِ ربِّنا الوهابِ

وآخرها البيت الشاهد, والذي ورد برواية ابن هشام في سيرته:

جاءَتْ سَخِينةُ كي تغالبَ ربَّها                    فليغلبنَّ مغالبُ الغلابِ

وروى أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال له: (لَقَدْ شَكَرَكَ اللَّهُ يَا كَعْبُ عَلَى قَوْلِكَ هَذَا). والقصيدة تبلغ (21) بيتاً من بحر الكامل. يُنظر: السيرة النبوية: ج3, ص191.         

[110]. سَخِيْنَة: نَبْزٌ كانت قريش تُعَيّر به, وهي حساء من دقيق كانوا يتخذونه عند غلاء السعر وعجف المال. خزانة الأدب: ج6, ص478.

[111]. مَثَل من أمثال العرب يقولونه لتهدئة الخواطر عند الفزع, ومعناه: ليذهب فزعكم وينكشف ويسكن فإن الأمر ليس على ما تحاذرون. يُنظر: لسان العرب: ج8, ص135.

[112]. سورة الذاريات, من الآية 23.          

[113]. يُنظر: بحار الأنوار: ج91, ص318-320.

[114]. الأبنوس: شجر ينبت في الحبشة والهند، خشبه أَسود صُلْب، ويُصنَع منه بعض الأَدوات والأَواني والأثاث. المعجم الوسيط.

[115]. أميال: جمع ميل, الملمول الذي يُكتحل به, وكانوا يكتبون به على الألواح. يُنظر: صحاح الجوهري: ج5, ص1809.

[116]. وهو دعاء الجوشن الصغير, أوله: (إلهي كم من عدوٍّ انتضى عليّ سيف عداوته..) إلى قوله عليه السلام : (واجعلني لأنعمك من الشاكرين ولآلائك من الذاكرين وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين) وقد ذكر العلامة المجلسي الحادثة والدعاء بتمامه. يُنظر: المجلسي في بحاره: ج91, ص321-327 نقلاً عن مهج الدعوات: 268-281.

[117]. ورد في الأصل: (فلمّا), والصواب ما أثبتناه.

[118]. أي: (بموت موسى..), وقد بويع هارون الرشيد يوم الجمعة, صبيحة الليلة التي مات فيها الهادي بمدينة السلام, وذلك لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول, سنة سبعين ومائة. يُنظر: العقد المنير: 235.

[119]. أي: هارون الرشيد.

[120]. عبد الله بن مالك الخزاعي, قال عنه الشيخ علي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث: لم يذكروه, وهو غير إمامي, من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام. وذكر الرازي أنه روى عن سفيان بن عيينة, وقد روى عنه إسحاق بن موسى الأنصاري الخطمي. يُنظر: الجرح والتعديل: ج5, ص172؛ مستدركات علم رجال الحديث: ج5, ص79.

([121]) ورد في "ز" (ومواضع الشر).

[122]. في الأصل: (واخفظ منه), والتصحيح من ((البحار)).

[123]. في بحار الأنوار: (قائلاً).

[124]. وقد ذكر العلامة المجلسي بقية لهذه الحادثة, وهي أن عبد الله بن مالك الخزاعي هذا سأل الإمام عليه السلام  قائلاً: يا مولاي سألتك بالله وبحق جدك رسول الله هل دعوت الله عز وجل في يومك هذا بالفرج؟ فقال: أجل إني صليت المفروضة وسجدت وغفوت في سجودي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا موسى أتحب أن تطلق؟ فقلت: نعم يا رسول الله صلى الله عليك، فقال: ادع بهذا الدعاء: يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا بارئ النسم، يا مجلي الهمم، يا مغشي الظلم، يا كاشف الضر والألم، يا ذا الجود والكرم، ويا سامع كل صوت، ويا مدرك كل فوت، ويا محيي العظام وهي رميم، ومنشئها بعد الموت، صل على محمد وآل محمد واجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً يا ذا الجلال والإكرام. فلقد دعوت به ورسول الله يلقننيه حتى سمعتك، فقلت: قد استجاب الله فيك ثم قلت له ما أمرني به الرشيد وأعطيته ذلك. بحار الأنوار: ج 91, ص332 نقلاً عن مهج الدعوات: ص 305 – 306.

[125]. التهويد : المشي الرويد، مثل الدبيب, وأصله من الهوادة.. والهوادة أيضاً: الصلح والميل, والمهاودة: المصالحة والممايلة. ينظر: الصحاح: ج2, ص558.

[126]. الفوق: موضع الوتر من السهم, والجمع: أفواق وفُوَق, .. وأفقت السهم, أي: وضعت فوقه في الوتر لأرمي به, وأوفقته أيضاً, وهو من النوادر. الصحاح: ج4, ص154.

[127]. هذه الأبيات وغيرها التي ستأتي بعدها من نظم المؤلف بحسب الاستظهار؛ إذ لم أقف على قائل لها, والمؤلف شاعر له ديوان في المراثي ذكره صاحب الذريعة ولم أجده مع الأسف. راجع: الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج9, ص986.  

[128]. ورد في الأصل: (يذبحوها), والصواب ما أثبتناه؛ لأن الضمير عائد على مذكر, وهو التمثال.

[129]. أي أن الإمام عليه السلام  كلّمهم بلغتهم, وكانوا من الخزر, ولعل هذا ما عناه المؤلف في المتن. يُنظر: الثاقب في المناقب: 557.

[130]. الغتمة: العجمة, والأغتم: الذي لا يفصح شيئاً. وقد ورد في الأصل: (غنماً), والصواب ما أثبتناه. الصحاح: ج5, ص1995؛ مدينة المعاجز: ج6, ص458.

[131]. كذا في الأصل وفي مدينة المعاجز, أما في غيرها من المصادر فـ(العبدة). راجع: الهداية الكبرى: 274؛ مشارق أنوار اليقين: 146؛ مدينة المعاجز: ج6, ص458.

[132]. علي بن أحمد البزاز, لم يذكروه, روى قضية شهادة الإمام موسى الكاظم ومعجزاته. مستدركات علم رجال الحديث: ج5, ص289.

[133]. ورد في مدينة المعاجز: (ما لا يحل ذكره). مدينة المعاجز: ج6, ص458.

[134]. ورد في الأصل: (أنفسنا هذا).

[135]. في الأصل: (والنابات).

[136]. ورد في الأصل: (خيولهم), والتصحيح من المصدر.

[137]. هدروا: سقطوا. يُنظر: الصحاح: ج2, ص852.

[138]. العرعر: وهو شجر بالشام يُقال لثمره الصنوبر, ينبت في الجبال. والعرارة والعرعر يُطلق على سيئي الخُلق. يُنظر: معجم مقاييس اللغة: ج4, ص34؛ لسان العرب: ج5, ص306؛ تاج العروس: ج10, ص46. وقد ورد في نسخة "ز" (البعارة) ولم أجد له معنى.

[139]. وفي الهداية الكبرى: (إنا لله, ليته ما يريده).

[140]. يُنظر: الهداية الكبرى: 274-276؛ مدينة المعاجز: ج6, ص458-461. باختلاف في بعض العبارات. وهنالك إضافة في نسخة "ز" هي: (ويخاطبهم بمثل لغاتهم وهم يخاطبونه سجدا).

[141]. المناسب للحادثة (هارون), لأن العطف بالواو يقتضي المغايرة. أو هو (فرعون) المكنّى به عن كل ظالم, والمراد به (هارون).

[142]. كذا, مع علمنا أن صفة الرحمة لا يتناسب معها اللعن.

[143]. وقد سبقت هذه الأبيات في نسخة "ز" أبيات من قصيدة ابن العودي النيلي (ت 558هـ), هي:

إلى الله أبرأ من رجال تتابعوا
وثاروا بآل المصطفى بعد موته
فما عذرهم للمصطفى في معادهم

 

 

على قتل أبناء النبي وصمّموا
بما قتل الكرار بالأمس منهم
إذا قال: لِمْ خُنتُم بآلي وجُرتُمُ؟

 

 

الغدير: ج4, ص373.

[144].  ورد في "ز" (غاضه ما شاهده).

[145]. العزائم: الرقى, وهي جمع رقية, والمعزم: الراقي الذي يعمل بالعزيمة والرقى.ينظر: تاج العروس: ج17, ص478. وقد ورد في الأصل: (مغرم), والتصحيح من المصادر.

[146]. في الأصل: (كان).

[147]. يُنظر: عيون أخبار الرضا: ج2, ص90-91؛ مناقب آل أبي طالب: ج3, ص417؛ بحار الأنوار: ج48, ص40-41.

[148]. ورد في الأصل "إنما" والصواب ما أثبتناه.

[149]. يُلاحظ هنا تحوّل الخطاب من الغائب إلى المتكلم, وقد آثرتُ نقل النص كما هو.

[150]. زيادة يقتضيها المقام.

[151]. ورد في الأصل: (ونحنُ وأنتم), وهو خطأ.

[152]. هو عبد الله المأمون, وكان أجرأ ولده عليه. يُنظر: الاحتجاج: ج2, ص166.

[153]. يُنظر: عيون أخبار الرضا: ج2, ص84-86؛ الاحتجاج: ج2, ص166-167.

[154]. هذا البيت والذي يليه من قصيدة في الإمام المهدي عليه السلام  للحسين بن عبد الصمد العاملي. راجع: أعيان الشيعة: ج6, ص65.

[155]. هو الفضل بن الربيع نفسه, وزير هارون الرشيد, وقد مرت ترجمته في الصفحات السابقة, فراجع. لا كما يُظن بأنه الربيع بن يونس بن أبي فروة, والد الفضل, وحاجب المنصور ووزيره؛ لأن الثاني توفي سنة (169هـ), وقد عاش إلى خلافة الهادي العباسي. يُنظر: الأعلام: ج3, ص15.

[156]. وكانت مدة ولايته (23) سنة. يُنظر: الأعلام: ج8, ص62.

[157]. كذا, ولعلها زائدة.

[158]. في "ز" (وأخذ إبرةً وجعل فيها خيطاً منقّعاً بالسم).

[159]. الخلال: العود الذي يتخلل به، وما يخل به الثوب أيضاً، والجمع الأخلة. الصحاح: ج4, ص1687.

[160]. الهرت: التمزيق, وهرت الثوب: أي مزقه. تاج العروس: ج3, ص157.

[161]. النطع: بساط من الأديم معروف. تاج العروس: ج11, ص482.

[162]. يُنظر: الهداية الكبرى: 264-265؛ عيون أخبار الرضا: ج2, ص94-95؛ دلائل الإمامة: 316-317.

وقد ورد في نسخة "ز" تكملة من شعر لسان الدين ابن الخطيب (ت 776هـ): (ولله در من قال:

الحق يعلو والأباطل تسفلُ
واليسر بعد العسر موعود به 
والأمر فيما كان أو هو كائنٌ
وهوَ الجوادُ يجودُ طَوراً بالذي

 

 

والله عن أحكامه لا يُسأل
والصبر بالفرج القريب موكل
كالعلة القصوى فكيف يعللُ
تَرضَى النفوسُ بِهِ وطَوراً يَبْخَلُ)

 

 

 

[163]. وردت هنا في الأصل كلمة (تزداد), ولعلها زائدة.

[164]. في "ز" (ونفذت).

[165]. المسيب بن زهير بن عمرو, أبو مسلم الضبي, كان موكلاً بموسى بن جعفر عليهما السلام من قبل الرشيد, وهو أحد من حُبس عنده الإمام في داره لثقة الرشيد به, ولي شرطة بغداد في أيام المنصور والمهدي والرشيد, وقد كان ولي خراسان في أيام المهدي مدة قصيرة. مات في منى, ودفن أسفل العقبة. كان شيعياً, دعا له الإمام عليه السلام  بأن يثبت يقينه. وقد ذكر الزركلي بأنه توفي سنة (175هـ), وهو مخالف لما ورد من حضوره وفاة الإمام الكاظم عليه السلام ؛ إذ إن وفاة الإمام كانت في سنة (183هـ), فعليه يكون المسيب قد توفي بعد هذا التاريخ. معجم رجال الحديث: ج19, ص179؛ الأعلام: ج7, ص225؛ قاموس الرجال: ج10, ص78.

[166]. ورد في الأصل: (وكان من كلامه), والتصحيح من المصادر.

[167]. الظعن: السير والسفر, وكان عليه السلام في ببغداد, وقد ورد في الأصل: (ضاعن), وفي نسخة "ز" (ماضٍ).

[168]. وزير سليمان ووصيه الذي عنده علم من الكتاب بقوله تعالى: [قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ]. سورة النمل: الآية: (40).  

[169]. كذا.

[170]. يُنظر: عيون أخبار الرضا: ج2, ص95-96؛ مناقب آل أبي طالب: ج3, ص420؛ شرح أصول الكافي: ج6, ص192.

[171]. وهم: إسحاق بن جعفر بن محمد ويحيى بن الحسين بن زيد بن علي وسعد بن عمران الأنصاري ومحمد بن الحارث الأنصاري ويزيد بن سليط الأنصاري. الكافي: ج1, ص316؛ بحار الأنوار: ج49, ص224.

[172]. ورد في الأصل: (والقصاص), والتصحيح من الكافي.

[173]. في "ز" (جبرئيل).

[174]. وقد أوردها الكليني رحمه الله في كتابه الكافي كاملةً. راجع: الكافي : ج1, ص316-317.

[175]. في نسخة "ز" (انتفخت أوداجي).

[176]. مَقابرُ قرَيشٍ: ببغداد, وهي مقبرة مشهورة, ومحلَة فيها خلق كثير, وعليها سور بين الحربية ومقبرة أحمد بن حنبل والحريم الطاهري, وبينها وبين دجلة شوط فرس جيد, وهي التي فيها قبر موسى الكاظم عليه السلام , وكان أول من دفن فيها جعفر الأكبر بن المنصور في سنة (150هـ), وكان المنصور أول من جعلها مقبرة لما ابتنى مدينته سنة (149هـ), نسبت إلى  قريش القبيلة. معجم البلدان: ج3, ص389؛ ج4, ص132.

[177]. كذا, ومن المناسب: (وتحنيطه وتكفينه).

[178]. ورد في الأصل: (نغض) بالمعجمة, ومعناه اللغوي غير موافق للسياق.

[179]. قال عنه الشيخ علي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث: لم يذكروه, روى عنه الصدوق بإسناده عن سليمان بن جعفر البصري حديث ما جرى بين هارون وموسى الكاظم عليه السلام . مستدركات علم رجال الحديث: ج6, ص117.

[180]. الزيادة من المصادر.

[181]. في الأصل: (تعرفونه), والتصحيح من المصادر.

[182]. الزيادة من المصادر.

[183]. في الأصل: (قال), والتصحيح من المصادر.

[184]. الطومار: الصحيفة. لسان العرب: ج4, ص503.

[185]. هنا لفظ فيه إساءة إلى مقام إمامنا عليه السلام , وقلمنا يجل عن ذكره, فوضعنا بدله نقاطاً. وقد ورد في زيارة له عليه السلام : (والجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف). بحار الأنوار: ج99, ص17.   

[186]. سليمان بن أبي جعفر: عم الرشيد, وأحد أركان الدولة العباسية, وهو الذي أكرم جنازة مولانا الإمام موسى الكاظم عليه السلام , وقيل: إنه كان في جند المخالفين يوم فخ. مستدركات علم رجال الحديث: ج4, ص119.

[187]. احتفى: أي مشى حافياً بلا نعل.

[188]. متسلباً: أي بلا رداء ولا زينة.

[189]. وفي معجم البلدان وغيره من المصادر : (باب التبن): بلفظ التبن الذي تأكله الدوابُ, اسم محلة كبيرة كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر, وهي الآن خراب صحراء يزرع فيها، وبها قبر عبد الله بن أحمد بن حنبل, دُفن هناك بوصية منه وذاك أنه قال "قد صح عندي أن بالقطيعة نبياً مدفوناً, ولأن أكون في جوار نبي أحب إلي من أن أكون في جوار أبي", ويلصق هذا الموضع في مقابر قريش التي فيها قبر موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ويعرف قبره بمشهد باب التبن مضاف إلى هذا الموضع, وهو الآن محلة عامرة ذات سور مفردة. وذكر ابن شهرآشوب في مناقبه: أن الإمام دفن ببغداد بالجانب الغربي في المقبرة المعروفة بمقابر قريش من باب التبن فصارت باب الحوائج. كما أشار الشيخ المفيد إلى أن هذه المقبرة كانت لبني هاشم والأشراف من الناس قديماً. يُنظر: الإرشاد: ج2, ص243؛ مناقب آل أبي طالب: ج3, ص438؛ معجم البلدان: ج1, ص213.

[190]. يُنظر: عيون أخبار الرضا: ج2, ص93؛ كمال الدين وتمام النعمة: 38-39.

[191]. لعلها (أجدى) المناسب للمقام واستقامة البيت.

[192]. هذه الأبيات من المخطوطة "ز", وبها خُتِمتْ هذه النسخة.  

[193].  وهي رواية الشيخ الكليني في كتابه الكافي؛ وكذلك الشيخ المفيد في الإرشاد. راجع: الكافي: ج1, ص476؛ الإرشاد: ج2, ص215.

[194]. عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: للسيد النسابة جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن المهنا الحسني بن عنبة الأصغر بن سعد بن عنبة الأكبر.. ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط عليه السلام, ولد في 747هـ, وتوفي بكرمان في 828هـ. صرّح في أوله بأنه أخذه من مختصر شيخه أبي الحسن علي بن محمد بن علي الصوفي النسابة, ومن تأليف شيخه أبي نصر سهل بن عبد الله البخاري, وضم إليها فوائد من أماكن أخرى. ينظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج15, ص336-339؛ فهرس التراث: ج1, ص756. 

[195]. يُنظر: عمدة الطالب: 196.

[196]. الظاهر إن هذه الفقرة مغلوطة؛ فإن عمر الإمام الكاظم ˆ هو خمس وخمسون سنة, وقيل: اربع وخمسون, كان مقامه منها مع أبيه عشرين سنة, وبقي بعد وفاة أبيه خمساً وثلاثين سنة, وهي مدة إمامته ˆ. وقد عاصر فيها من الحكام: المنصور العباسي (ت 158هـ), المهدي العباسي (ت 169هـ), الهادي العباسي (ت 170هـ), وكانت وفاته ˆ في زمن هارون العباسي سنة (183هـ). يُنظر: كشف الغمّة: 3/ 7.

[197]. في الأصل: (لا يفترن).

[198]. ورد في الأصل: (للعزاء), وهو غير مناسب للمعنى.

[199]. لعل المناسب هنا كلمة: (يعترضون).

[200]. سورة الأنبياء, الآية: 27.

[201]. من قصيدة لابن العودي النيلي (ت 558هـ) نُقلت بتصرّف. راجع: الغدير: ج4, ص376.

[202]. زوجة الإمام الكاظم عليه السلام , وأم لابنه المسمّى (أحمد), دفين شيراز, والذي قال عنه ابن عنبة: "من ولده الذين لهم إناث وليس لهم ولد ذكر", وهي من السيدات المحترمات, وكان الإمام موسى عليه السلام  شديد التلطف بها, ولما توجّه من المدينة إلى بغداد أودعها ودائع الإمامة, وقال لها: (كل مَن جاءك وطلب منك هذه الأمانة في أي وقت من الأوقات فاعلمي بأني قد استشهدت, وأنه هو الخليفة مِن بعدي, والإمام المفترض الطاعة عليكِ وعلى سائر الناس..). وقد ورد في دلائل الإمامة: (أم حميد). يُنظر: دلائل الإمامة: 373؛ عمدة الطالب: 197؛ تحفة العالم في شرح خطبة المعالم: ج2, ص52.

[203]. وعن معنى هذه الوديعة أنها أخرجت إليه سفطاً فيه تلك الوديعة والمال, وهو ستة آلاف دينار, وسلمته إليه. يُنظر: دلائل الإمامة: 373.

[204]. يُنظر: دلائل الإمامة: 373؛ الخرائج والجرائح: ج1, ص373؛ مدينة المعاجز: ج7, ص108.

[205]. من الصَبَابة وهي: رقة الشوق وحرارته, يقال رجل صَبٌ: عاشق مشتاق. الصحاح: ج1, ص160.

[206]. الغضا: شجر, وخشبه من أصلب الخشب، ولهذا يكون في فحمه صلابة. قال ثعلب: يُكتب بالألف؛ وقوله مسوغ لترك الأصل من دون تغيير. الصحاح: ج6, ص2447؛ تاج العروس: ج20, ص18-20.

[207]. كذا. ولعلها مرتبطة بما بعدها من كلام.

[208]. روى أبو بصير, عن أبي جعفر عليه السلام  قال: (كان مما أوصى به إلي أبي علي بن الحسين ª أن قال: يا بني إذا أنا مت فلا يلي غسلي غيرك, فإن الإمام لا يغسله إلا إمام مثله). الخرائج والجرائح: ج1, ص265؛ وقريب منه ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام . ينظر: مناقب آل أبي طالب: ج1, ص398؛ بحار الأنوار: ج38, ص74-75. 

[209]. ورد في الصفحات السابقة أن الذي قام بتغسيل الإمام هما هارون والسندي بحسب الظاهر للعيان لا سليمان بن جعفر, وهو ما نصّت عليه الروايات. راجع: ص72.    

[210]. الكِبَاء: ضرب من العود,.. يقال منه: كبّى ثوبه –بالتشديد-, أي: بخره. الصحاح: ج6, ص2471. 

[211]. أي: تُوِفّي, بحسب السياق.

[212]. يقال: كيف الدبى؟ فيقال: ثائر ونافر, فالثائر: ساعة ما يخرج من التراب, والنافر: حين نفر، أي وثب. ولعل المقصود به أنه عُدِم من مكانه في القبر كما سيجيء في نهاية الحادثة. يُنظر: الصحاح: ج2, ص606.

[213]. كذا, ولعل حرف الجر (الباء) زائد.

[214]. ورد في الأصل: (انّهم ستون ابناً وثلاثون بنتاً وله ثلاثة وعشرون ابناً), والتصحيح من المصدر. عمدة الطالب: 196-197.

[215]. وجاء في آخر النسخة: (وقد وقع الفراغ من كتابة هذه الوفاة, عصر يوم الأربعاء, وهو اليوم السادس من شهر الربيع الثاني, على يد الفقير إلى عفو ربه المنان السبحاني, إبراهيم بن عيسى بن درويش الدرازي البحراني, غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين أجمعين, وصلى الله على محمد وآله الطاهرين).

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD