الفلانيات في الحديث الشريف

الفلانيات

في الحديث الشريف

 

مصطفى ناجح ابراهيم الصراف

Mustafa najih alserraf

طالب ماجستير

كلية العلوم الإسلامية - جامعة كربلاء

1438هـ - 2017م

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.

وبعد..

فإنّ الحديث الشريف على أهميته ومكانته مُني بنكباتٍ تلت وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله كانت الأشد فيها مَنعُ تدوينه, وتعمّد  هجرانه, حتى إذا مضى عليه ما يزيد على قرن من الزمن فُتِح الباب على مصراعيه في كتابته من ذواكر النقلة, وتحوّلت أخبار كتابة الحديث من المنع والترهيب إلى الحث والترغيب, حتى ورثنا تركة من الروايات تصل إلى مئات الآلاف, على أنّ الزمان الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وآله والظروف التي مرّت به هي أقل مِن أن يسعه التحدّث بهذا الكم, مما يدل على كثرة الدسّ والوضع والكذب والتقوّل عليه بعد رحيله.

ولو اطلعنا على مراحل التدوين والتصنيف نجدها غالباً ما تتم بمباركة ورعاية الحُكام الذين انتهجوا أساليب المحافظة على عروشهم, وقد لعب جملة من الرواة والمحدِّثين دوراً بارزاً بتدعيم سلطاتهم, فجاءت المرويات منسجمة مع سياسات المرحلة وأهدافها, وقد وجد الرواة في الفلانيات أداةً طيعة لإبهام الشخصيات, وذلك أنها كلمة حمّالة أوجه, وبواعثها عديدة, تُستعمل في المدح كما تُستعمل في الذم, فحين ينسى الراوي اسماً يبدله بفلان, ولشهرته يقول عنه فلان, ولضعته يقول فلان, وتُطلق ويُراد منها العموم كما تَرِدُ تقيةً, فجاءت منسجمةً مع أساليب التحريف, فبها حُجِبتْ أسماء عن فضائلها, وبها نُزِّهت أخرى عن رذائلها.

ولأهمية تحقيق الأشياء على ما هي عليه بالسعي إلى إرجاع الأمور إلى نصابها, وتنزيه الحديث الشريف عمّا ألحق به, وإيراده وفق ما أراده المعصوم عليه السلام, جاء هذا البحث بعنوان "الفلانيات في الحديث الشريف" بمحاوَلة بيان الفلانيات ودراسة حقائقها ودواعي استعمالها ومدى تأثيرها في الحديث الشريف, ولا يخفى ما يُرافق العمل التأسيسي من مشاكل, جلّها يعود إلى عدم وجود المصادر المُعِينة, وصعوبة صياغة المفاهيم الجديدة التي يُراد لها أن تشق طريقها إلى حيز المنظومة المعرفية لعلوم الحديث.

ولا أدعي كمال العمل ولا اكتماله بل هي محاولة على جادة البحث العلمي ترجو ممن يمر بها إتحافها بما يجود عليها مِن تقويم وتوجيه, وصولاً إلى نتائج أفضل وأتم, والله المُستعان ومنه التوفيق.

 

المبحث الأول

الفلانيات: تعريفها, مدركها, اعتبارها

المطلب الأول: فلانٌ في اللغة:

فُلان في اللغة على وزن فُعال، وتصغيره: فُلَيِّنٌ.([1])

(وفلان وفلانة: كناية عن أسماء الناس، معرّفة، لا يحسن فيه الألف واللام، ويقال: هذا فلان آخر؛ لأنه لا نكرة له، ولكن العرب إذا سمّوا به الإبل قالوا: هذا الفلان، وهذه الفلانة، فإذا نَسَبتَ قلتَ: فلان الفلاني؛ لأن كل اسم يُنسب إليه فإنّ الياء تلحقه تصيّره نكرة، وبالألف واللام يصير معرفة في كل شيء)([2]).

ونقل الجوهري عن ابن السراج قال: (فلان كناية عن اسم سمي به المحدَّث عنه، خاص غالب)([3]), وهو الأقرب إلى الاستعمال.

(ويُقال في النداء: يا فُلُ فتحذف منه الأَلف والنون لغير ترخيم، ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا، وربما جاء ذلك في غير النداء ضرورة)([4]), (وقال غيرهم: يُقال للرجل يا فُلُ أَقبل، وللاثنين يا فُلانِ، ويا فُلُونَ للجمع أَقبلوا، وللمرأَة يا فُلَ أَقْبِلي، ويا فُلَتانِ، ويا فُلاتُ أَقْبِلْنَ. وقال ابن بري: فلانٌ لا يثنّى ولا يجمع) ([5]).

وفلانٌ: اسمُ رجلٍ, وبنو فُلان: بَطنٌ من العرب نُسِبوا إِليه، وقالوا في النسب: الفُلانيّ.([6]) والفلانيون قبيلة عربية يرجع نسبها إلى التابعي عقبة بن نافع تستوطن جنوب الجزائر([7]).

وقالوا: (إنّ هذه الكلمة مأخوذة من العبريّة والسريانيّة، وتدلّ على شخص غير معيّن, وتلحقها التاء في التأنيث, ولمّا كانت‌ الكلمة موضوعة للدلالة ‌على‌ فرد ‌غير‌ معيّن‌ ‌من‌ ‌النّاس‌، فإذا أريد بها البهائم‌: عرّفت‌ بالّلام‌، فإنّها نوع‌ مشخّص)([8])‌.

وقد تُلحق بفلان كلمة "علّان" فيُقال: (فلان وعلان), للدلالة على المجهول والمعلوم, فـ"فلان" –وكما تقدّم- تدل على شخص غير معيّن من الناس, ولعل "علان" مشتقة من العلانية, وعُرِف بعلان أيضاً علي بن محمد الكليني([9]), وعُرفت أسرته بآل علان. 

ووردت كلمة "فلان" أو "الفلاني" "pelônı̂y" في العهدين القديم والجديد عدة مرات, ووردت في القرآن الكريم مرة واحدة ودلّت على معانٍ هي:

أولاً: في العهدين القديم والجديد([10]):

وهي مرّة تعني شخص أو مكان محدّد دون ذكر اسمه, ومرة أخرى تعني شخص أو مكان غير محدد.([11])

فمما ورد بمعنى شخص ما في "سفر راعوث": (فَصَعِدَ بُوعَزُ إِلَى الْبَابِ وَجَلَسَ هُنَاكَ, وَإِذَا بِالْوَلِيِّ الَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ بُوعَزُ عَابِرٌ, فَقَال: مِلْ وَاجْلِسْ هُنَا أَنْتَ يَا فُلاَنُ الْفُلاَنِيُّ,  فَمَالَ وَجَلَسَ)([12]).

وفي "إنجيل متي": (فَقَالَ: اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي)([13]).

وبمعنى مكان ما في "سفر الملوك الثاني": (وَأَمَّا مَلِكُ أَرَامَ فَكَانَ يُحَارِبُ إِسْرَائِيلَ، وَتَآمَرَ مَعَ عَبِيدِهِ قَائِلاً: فِي الْمَكَانِ الْفُلاَنِيِّ تَكُونُ مَحَلَّتِي)([14]).

ثانياً: في القرآن الكريم:

قال تعالى: [وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَاوَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً (29)]([15]).

واختلف علماء التفسير في المعني بقوله "الظالم" و"فلانا", فقال الطبري: قال بعضهم: عُني بالظالم: عقبة بن أبي معيط؛([16]) لأنه ارتد بعد إسلامه طلبا منه لرضى أُبي بن خلف([17])، وقالوا: فلان هو أُبي,([18]) وقد ساق عدة أخبار لذلك القول, منها: (عن الشعبي في قوله: ليتني لم أتخذ فلانا خليلا قال: كان عقبة بن أبي معيط خليلا لأمية بن خلف، فأسلم عقبة، فقال أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدا، فكفر, وهو الذي قال: ليتني لم أتخذ فلانا خليلا)([19]).

وقال آخرون عُني بـ"فلان": الشيطان, ومنهم مجاهد في تفسيره, (عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا: يعني به الشيطان)([20]).

وقال علي بن ابراهيم القمي: ([وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ] قال: الأول, يقول: [يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً], قال أبو جعفر عليه السلام يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول عليا وليا, [يَاوَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً] يعني: الثاني, [لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي] يعني: الولاية, [وَكَانَ الشَّيْطَانُ] وهو: الثاني [لِلإِنسَانِ خَذُولاً])([21]).

وقال ابن كثير: (يعني من صرفه عن الهدى وعدل به إلى طريق الضلال من دعاة الضلالة، وسواء في ذلك أمية بن خلف أو أخوه أُبي بن خلف أو غيرهما).([22])

المطلب الثاني: الفلانيات في الاصطلاح والمعيار العلمي.

المقصد الأول: الفلانيات اصطلاحاً:

عَنى البحث بـ"الفلانيات": الروايات المتضمنة كلمة "فلان" وما بصيغها المختلفة الدالة على إبهام الأشخاص عمداً أو جهلاً, سواء أكان ذلك في السند أم المتن. 

وليس المراد به إطلاق ما يدل عليه اللفظ وعُني به كل مَن اتصف بصفته, كما جاء في "الكافي": (عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إنّ مِن حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ولا تأخذ بثوبه, وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلّم عليهم جميعاً وخصه بالتحية دونهم، واجلس بين يديه ولا تجلس خلفه ولا تغمز بعينك ولا تشر بيدك، ولا تكثر من القول: قال فلان وقال فلان خلافا لقوله..)([23]) فهو لم يعني شخصاً بعينه, ولا المفسَّر بصريح اسمه بذات الرواية باستدراك اسمه من قبل الراوي, كما في "الكافي" أيضاً: (عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَحْدُثَ حَدَثٌ ولَا أَلْقَاكَ, فَأَخْبِرْنِي مَنِ الإِمَامُ بَعْدَكَ؟ فَقَالَ: ابْنِي فُلَانٌ, يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام).([24]) قال النووي: (فإن أراد تعريفه وإيضاحه وزوال اللبس المتطرق إليه لمشابهة غيره فطريقه أن يقول: قال حدثني فلان يعني ابن فلان أو الفلان أو هو ابن فلان أو الفلاني أو نحو ذلك, فهذا جائز حسن قد استعمله الأئمة.. ولا يَعرف ذلك في بعض المواطن إلا الخواص والعارفون بهذه الصنعة وبمراتب الرجال فأوضحوه لغيرهم وخففوا عنهم مؤونة النظر والتفتيش, وهذا الفصل نفيس يعظم الانتفاع به فإن مَن لا يعاني هذا الفن قد يتوهم أنّ قولَه: يعني وقوله: هو زيادة لا حاجة إليها, وأن الأولى حذفها, وهذا جهل قبيح والله أعلم)([25]).

وتُجمع جمعاً مؤنثاً سالماً؛ إذ إنها ناظرة إلى الرواية التي أُبهِمت لا جمعاً لفلان الذي يُجمع مع التغليب على قاعدة المذكر السالم "فلانيون",([26]) وهو شبيهٌ بصيغة مصطلح "الثلاثيات"([27]) وغيره من المصطلحات الحديثية الأخرى.

وقد أخذت كلمة "فلان" مأخذها في الروايات, وأثّرت فيها سلباً, فنقلتها من حالٍ إلى حال الضعف والتحريف, وذلك حين يرفعون الأسماء الصريحة ويضعون في مكانها كلمة "فلان" إبهاما للأمر.([28])

المقصد الثاني: الفلانيات في المعيار العلمي:

ينقسم الحديث الشريف على عدّة أقسام, فبلحاظ عدد رواته على متواتر وآحاد, وبلحاظ نسبته إلى قائله على مرفوع وموقوف ومقطوع, وبلحاظ قبوله وردّه على أقسام, فعند المتقدّمين على صحيح وضعيف, وعند المتأخرين على صحيح وحسن وضعيف, وأضاف إليه الإمامية قسم رابع وهو الحديث الموثّق, وفي كل ما تقدّم تفصيل.

وقد أجمع العلماء من أئمة الحديث والفقه أن يشترط في الراوي شرطان أساسيان لقبول روايته هما العدالة والضبط؛ لأن العدالة تُعد ملكة تحمل صاحبها على ملازمة التديّن والمحافظة على التقوى, والضبط هو الصفة التي تؤهل الراوي لأن يروي الحديث كما سمعه وكتبه وتحمّله,([29]) واختصرها الإمامية بلفظ "العدل" الذي يستبطن الأمرين.([30])        

إنّ المبهمات ومن ضمنها الفلانيات من أقسام الحديث الضعيف إنْ لم يُعرف فلان في السند, ولا يُقْبَلُ حديثُ المُبْهَمُ ما لم يُسَمَّ؛ لأنَّ شرطَ قَبولِ الخَبَرِ عدالَةُ راويهِ، ومَن أُبْهِمَ اسمُه لا تُعْرَفُ عَيْنُهُ، فكيفَ عدالَتُهُ؟!([31]) فبهذا اللحاظ يكون قد فقد شرطي العدالة والضبط, ويُحتمل أن يفقد شرط الاتصال أيضا,([32]) وفيه قولان:

الأول: أنه منقطع ما لم يأتِ طريق آخر بالتصريح باسم المبهم.

الثاني: والذي عليه أكثر علماء الرواية بأنّه متصل في سنده مجهول, يقول العلائي في "جامع التحصيل": (والتحقيق أن قول الراوي: عن رجل ونحوه متصل ولكن حكمه حكم المنقطع لعدم الاحتجاج به)([33]).

ولا يقبل خبره أيضاً ولو أبهم بلفظ التعديل، كأخبرني الثقة؛ لأنه قد يكون ثقة عنده مجروحا عند غيره.([34])

أما مجيء المبهم في المتن فقالوا بأنه لا يؤثر في صحة الحديث؛ لأنه ليس له تعلّق بالرواية من جهة القبول والرد,([35]) وقال ابن كثير: (هو فنٌ قليلُ الجدوى بالنسبة إلى معرفة الحكم من الحديث، ولكنّه شيء يتحلّى به كثيرٌ من المحدّثين وغيرهم)([36]).

والمستشف من كلامهم بعدم تعلقه بالرواية وأنه قليل الجدوى خاص بالحكم على الحديث بالقبول أو الرد لا عموم الفائدة؛ وذلك أنهم ذكروا له العديد من الفوائد المترتبة على تشخيص المبهم في المتن فضلا عن السند,([37]) ومن هذه الفوائد:

معرفة الرجل المبهم أنه صحابيا حين سؤاله النبي صلى الله عليه وآله مثلا, فتثبت عدالته, ومَن روى عنه أنه تابعي, وغيرها من الأحكام المتفرعة على ثبوت الصحبة, استناداً لنظرية عدالة الصحابة والتابعين عند الجمهور.

ومنها أن يكون في الحديث منقبة لذلك المُبهم, فيستفاد بمعرفته فضيلته, وكذا عكسه إذا وُصِف بالنفاق أو المعصية, أو تبرئته من عمل مشين قد ألحِق به.

ومنها معرفة ناسخ الحديث من منسوخه حين يكون ذلك المبهم سائلا عن حكم عارضه حديث آخر, فبمعرفة السائل ومعرفة زمن إسلامه يتبيّن ذلك.

ومنها أنّ تحقق الشيء على ما هو عليه أولى من الجهل به.

فهذه جملة من الفوائد المترتبة على تشخيص المبهمات, والتي لا علاقة لها بالحكم على الرواية بزعمهم, إلا أننا حين نفتّش عن الأسباب التي دعت إلى هذا الإبهام في المتن, والمذكورة في مصنّفاتهم,([38]) وهي عديدة منها:

  1. عدم معرفة الراوي لاسم الرجل، فيروي الحديث بالإبهام.
  2.  شك الراوي أو وهمه في اسم المبهم، فيرويه بالشك أو بالإبهام.
  3.  الإبهام بسبب الاختصار أو الاجتزاء، فيسوق الراوي الحديث للاستدلال على شيء معين فيروي من الحديث ما يفي بغرضه فقط.
  4.  الستر على المسلم، إذ يكون الحديث عن حادثة وقعت ولا يحب ذكرها، كوصفه بالنفاق أو رميه بالزنا، أو غير ذلك.
  5.  الإبهام بسبب التعظيم أو التفخيم أو الإجلال.
  6.  الإبهام بسبب غرض شخصي في نفس الراوي.
  7.  الإبهام لتحقير المبهم وعدم الاهتمام به.
  8.  وضوح الاسم المبهم بحيث يظن الراوي أنه لا يحتاج إلى بيان.

وهي أسباب كافية لخدش عدالة الراوي وضبطه, بل واتهامه بالتحريف والكذب في بعضها, وتُلزِم تغيير ألفاظ المدح تجاهه مِن أنه ثبت ثقة حجة إمام متقن حافظ صدوق, ولجاز نعته بما يقابلها من ألفاظ التوهين؛ لوجود علاقة متبادلة بين قوة الحفظ والضبط وصحة متن الحديث, فكلما كان الراوي ضابطاً قلّت نسبة الخطأ في متن الرواية.([39])

وحتى حين تشخيصنا لفلان المبهم من روايات أخرى فسيتضح لنا من خلاله علاقة المخفي بالخافي والدوافع التي دعته لذلك, وأمكن معرفة عقيدة الراوي وتوجهه وكشف حقيقته بمعرفة ذاته ووصفه, ومَن تُقبل روايته ومَن تُرَد منهم, وهل علم الجرح والتعديل إلا ذا؟! وهو علم ابتدعه رواة السنة النبوية, مؤداه البحث الدقيق الذي يجب إجراؤه للتحقق من أمانة المحدِّث وصدقه،([40]) فكيف لا تكون مؤثّرة في الحكم على الحديث؟!

وهناك مَن يُسوّغ لهذه الأسباب ما يؤطرها بأطر المقبولية بما يُعرف بأنّ الضرورات تبيح المحظورات, أو الغاية تسوّغ الوسيلة, بدوافع التستر على مسلم وغيره من الأسباب آنفة الذكر, ومن المعلوم عند أهل الاختصاص أنّ هذه الاستثناءات لا تليق بشرف الحديث, وهي مدعاة لخلط الأوراق وإعطاء مشروعية للتحريف تحت مسمّيات القرب والبعد عن فلان المُبهَم, وبه يفقد العلم قواعده التي يبتني عليها, يقول ابن ابي الحديد المعتزلي في ذلك: (مِن أمانة المحدِّث أن يذكر الحديث على وجهه ولا يكتم منه شيئا)([41]).

 

 

المبحث الثاني

الجهات التي روّجت لاستعمال الفلانيات

إنّ وجود كلمة "فلان" في الرواية باختلاف صيغها ودلالاتها هو أمر وارد, وذلك لاختلاف الدواعي الدالة عليها, فكان إنشاؤها من عدّة جهات تبعاً لها, ولا إشكال في ما كان بأصل الصدور, كالمستعمل من قِبل رسول الله وآله صلوات الله وسلامه عليهم؛ لتحقيق غاية فيه, وترتب مصلحة عليه, إلا أنّ ما عداهم غير مغتفر عمله؛ ذلك أنه يدخل في حيز التحريف, وإبهام ما حقه التصريح, فقد عمدوا إلى إخفاء شخصيات ظالمة كي لا تُفتضح وأخرى مظلومة كي لا تفضحهم, وباختلاف الدوافع الداعية لذلك, لنشهد حملة تزوير هائلة تصالح عليها عدّة جهات بدءً من الحكام ومروراً بالرواة وانتهاءً بالمجتمعات الساذجة التي تلتهم كل ما يُلقى إليها وتتقبل ما يسطّره قراصنة التاريخ, بل ويغالوا في الاتباع والتقديس, وقد صار الحديث عندهم محاولة من محاولات ترسيم الشخصية حُسناً وقبحاً, والرسول يدعوهم: (أيها الناس، قد كثرت عليّ الكذابة, فمَن كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار)([42]), فجاء هذا المبحث ليكون عرضاً لما يُحتمل أن يرد بسببه "فلان", وهم:

أولاً: جهة صدور الحديث الشريف:

إنّ أساليب البلاغة التي تُزيّن الكلام كفيلة باستعمال الكناية, فالكناية أحدها, وغالباً ما تُصنّف ضمن علم البيان, فمِن تعاريفها أنها ترك التصريح بالشيء إلى ما يساويه في اللزوم فينتقل منه إلى الملزوم,([43]) وهي على أقسام, وما نحن بصدده كناية عن موصوف, وقد قالوا بأنها أبلغ من التصريح؛ لأنها تفيد أموراً منها: التعبير عن أمور قد يُتحاشى عن ذكرها احتراماً للمخاطَب, ومنها الإبهام على السامع, ومنها أنها تدفع السامع إلى البحث عن المكنّى عنه والأسباب الداعية لإخفائه فيكون أكثر تدبّراً فيه, إلى غير ذلك من أغراضها.

 ولا خلاف في أنّ الرسول الكريم وآله عليهم السلام هم أرباب البلاغة والفصاحة, فقد جاء في كتاب "وهج الفصاحة" أنه: (كان يحكم كلامه صلى الله عليه وآله في غير تعقيد ولا تكلف, مع الوضوح والسلاسة, ومع التخيّر والرونق, ومع العذوبة والجلالة, ومع الإفراغ الجيّد والسبك المحكم, ومع الجزالة والقوة والإشراق وجودة التصوير والتأثير وحُسن الإفهام والمهابة, مع تجنّب سجع الكهان ومَن شابههم)([44]).

وأما آله عليهم السلام فحسبك منهم صاحب "نهج البلاغة" الذي قال جامعه فيه: (إذ كان أمير المؤمنين عليه السلام مشرع الفصاحة وموردها ومنشأ البلاغة ومولدها, ومنه عليه السلام ظهر مكنونها, وعنه أخذت قوانينها, وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب, وبكلامه استعان كل واعظ بليغ, ومع ذلك فقد سبق وقصروا, وتقدم وتأخروا؛ لأن كلامه عليه السلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي, وفيه عبقة من الكلام النبوي).([45])

ثم إن في استعمال الكناية ومنها الفلانيات وما تضمنته من أسبابها أموراً أخلاقية, النبي وآله أولى الناس بالعمل بها, ومع جواز ما تقدّم من استعمال التنكير فقد وردت رواية مفادها نهيهم الإبهام في الأسماء والحث على التصريح بها, واختيار أكثرها حُسناً, فقد ورد في ترجمة "سعيد بن بجير الجشمي" أن سليم بن سعيد الجشمي قال: (قدمت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟ قلت: فلان, قال: بل أنت سليم)([46]), هذا إن لم يكن قد ذكر اسماً غير مستحسن فسكت عن تعيينه,([47]) ومثلها ما جاء في "الجامع الصحيح" في باب "تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه": (أُتيَ بالمنذر بن أبي أسيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين ولِدَ فوضعه على فخذه وأبو أسيد جالس, فَلَها النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه فأمر أبو أسيد بابنه فاحتُمِل من فخذ النبي صلى الله عليه وسلم, فاستفاق النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أين الصبي؟ فقال أبو أسيد: قلبناه يا رسول الله, قال: ما اسمه؟ قال: فلان, قال: ولكن اسمه المنذر, فسمّاه يومئذ المنذر).([48])

إنّ غاية ما تقدّم من بلاغتهم وأخلاقهم أنهم أحياناً لا يُصرّحون بالأسماء جهاراً لغايات قد تتناسب والحادثة, وإنهم أحياناً يخصّون فئة من أتباعهم يُعلمونهم ببعض الأسماء كما اشتُهِر من اختصاص حذيفة بن اليمان في معرفة أسماء مَن حاول اغتيال الرسول الكريم في العقبة, فقد جاء في كتاب "جوامع الجامع" في تفسير قوله تعالى: [وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ]([49]) (وهموا بالفتك برسول الله صلى الله عليه وآله، وذلك عند مرجعه من تبوك، تواثق اثنا عشر رجلا - وقيل: خمسة عشر - على أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادي إذا تسنّم العقبة بالليل، فأخذ عمار بن ياسر بخطام ناقته يقودها، وحذيفة خلفها يسوقها، فبينا هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفاف الإبل وبقعقعة السلاح، فالتفت فإذا قوم متلثمون، فقال: إليكم يا أعداء الله، وضرب وجوه رواحلهم حتى نحاهم، فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وآله قال لحذيفة: مَن عرفت منهم؟ قال: لم أعرف منهم أحدا، فقال صلى الله عليه وآله: إنه فلان وفلان، حتى عدّهم كلّهم، فقال حذيفة: ألا تقتلهم يا رسول الله؟ فقال: أكره أن تقول العرب: لمّا ظفر بأصحابه أقبل يقتلهم)([50]).

وتشير بعض الأخبار إلى أنّ الرسولَ صلى الله عليه وآله قد خصّ حذيفة بأسمائهم, ومنها صار حذيفة بن اليمان يُعرف بصاحب سر الرسول, قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء": (وكان النبيّ  قد أسرّ إلى حذيفة أسماء المنافقين، وضبط عنه الفتن الكائنة في الأُمّة)([51]), وكان عمر بن الخطاب يسأله عن المنافقين، وقد قال له ذات يوم: يا حذيفة بالله أنا من المنافقين؟ وكان إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه،([52]) يقول العيني: (كان يعرفهم ولا يعرفهم غيره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من البشر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أسرّ إليه بأسماء عدة من المنافقين وأهل الكفر الذين نزلت فيهم الآية، ولم يسر إليه بأسماء جميعهم)([53]).

إلا أنّ ذلك لا يُعَدُ إبهاماً منه صلى الله عليه وآله لأسماء المنافقين لأسباب:

الأول: أخرج الرازي في تفسيره أن الرسول صلى الله عليه وآله قد اجتمع بعصبة المنافقين بعد حادثة الاغتيال وعاتبهم على فعلهم, فقال لهم: (قم يا فلان قم يا فلان حتى عدَّ اثني عشر رجلاً منهم, فقاموا وقالوا: كنا عزمنا على ما قلت، ونحن نتوب إلى الله من ظلمنا أنفسنا فاستغفِر لنا, فقال: الآن أخرجوا, أنا كنت في بدء الأمر أقرب إلى الاستغفار، وكان الله أقرب إلى الإجابة, أخرجوا عني)([54]), فالرسول الكريم قد أنبأهم بأسمائهم, وما فلان في الرواية إلا من فعل الرواة والنسّاخ, وعلى احتمال أنّ الرسول التقى بهم على انفراد وخصّ جمعهم بالعتاب فلا يخفى خبرهم على غيرهم, وقديماً قالت العرب: (كل سرٍ بين اثنين فهو شائع)([55]).

الثاني: لم يرد أنّ النبي صلى الله عليه وآله حين أعلم حذيفة بهم طلب منه عدم التصريح, إلا أن إرهاب الدولة وملاحقتها له لاحقا حتّم عليه إخفاءهم تقيةً, (وقد ناشده عمر: أأنا من المنافقين؟ فقال: لا، ولا أزكي أحدا بعدك)([56]), وسأله أيام خلافته: (أفي عمالي أحد من المنافقين؟ قال: نعم واحد, قال: مَن هو؟ قال: لا أذكره, قال حذيفة: فعزله, كأنما دل عليه)([57]), فجوابه بالنقض مرةً وبالإشارة أخرى تصريحاً منه رضوان الله تعالى عليه, ولا نشك بأنه خالف رسول الله صلى الله عليه وآله فيها.

فتبقى إخفاءاتهم عليهم السلام لأمور بلاغية واستعمالهم الفلانيات عادة ما تكون في معانيها العامة وأن المراد بها ضرب الأمثال وانطباقها على غيرها من مصاديق كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله في "الجامع الصحيح": (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال: هذه غدرة فلان بن فلان).([58])

ثانياً: الرواة والمصنّفون.

إنّ استعمال الفلانيات من قبل الرواة واستبدالها بالأسماء الصريحة هي الأشد نكالاً؛ لكونهم الواسطة بيننا وبينهم صلوات الله تعالى عليهم, فكان ولابد من أن ينقلوه لنا كما تلقّوه, ولا يخفوا أسماءً كان الأولى إعلام الأمة بها كي تعلم الطليعة الذين حملوا شعلة الإسلام ودافعوا عنه, مِن الذين أركسوا في الفتنة وعادَوا وناصبوا محاولين إطفاء ذلك النور [وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ]([59])؛ وذلك لإعطاء كل ذي حقٍ حقه وتحصين الدين من أن يعتلي صدارة مشهده ويكون بيده أمور البلاد والعباد مَن هو دونهم.

لقد مارس بعض الرواة والمصنفين لكتب الحديث دوراً خطيراً في التعامل مع الأسماء, فإنّ التدوين كان لا يتم إلا بموافقة السلطة وبما يتماشى مع منهجها القائم على العصا والجزرة, فهذا معاوية يأمر مناديه أن ينادي: مَن ذكر في مناقب عليّ حديثا فهو خارج عن أمان معاوية,([60]) ونقل أبو الفرج الأصفهاني: (قال المدائني في خبره: وأخبرني ابن شهاب بن عبد اللَّه قال: قال لي خالد بن عبد اللَّه القسري([61]): اكتب لي النسب.. واكتب لي السيرة، فقلت له: فإنه يمرّ بي الشيء من سير علي بن أبي طالب فأذكره، فقال: لا، إلا أن تراه في قعر الجحيم)([62]), فمَن لا يكن على هواهم تُجَرّ عليه الأقاويل وتُسلب منه الفضائل والمناقب, ومَن رضيَت عنه السلطة فهو في منعة وحصانة فيُبهم في مواطن الذم ويُقحم في مواطن المدح, فانظر إلى رواية "المستدرك": (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: نِعم الرجل أبو بكر, نعم الرجل عمر, نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح, نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس, نعم الرجل معاذ بن جبل, نعم الرجل معاذ ابن عمرو بن الجموح, بئس الرجل فلان وفلان سبعة رجال سمّاهم رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يسمّهم لنا سهيل)([63]), والقائمة مفتوحة فالبعض أضاف: (نعم الرجل سهيل بن بيضاء) ومنهم مَن قصّر في العدد,([64]) ليكون بيدهم شارة الشرف يعطونها لمَن تهوى أنفسهم ويسلبونها عمن شاؤوا.

ومن هذه الروايات التي أبهمها رواتها ما جاء في "الجامع الصحيح": (.. كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق يقول: هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش, فقال مروان: غلمة؟ قال أبو هريرة: إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان)([65]), وما معرفة أبي هريرة بهم إلا عن طريق الرسول صلى الله عليه وآله الذي عرّف الأمة بهم وحذّرها منهم, إلا أنه آثر عدم التصريح لكي لا يؤلّب على نفسه الحكام, ولما اشتُهر من أمره في الحفاظ على مصالحه,([66]) وهو القائل: (حفظتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم)([67]), ويقول ابن حجر في شرحه للرواية: (بني فلان وبني فلان يعني بني حرب وبني مروان)([68]), وفي موضع آخر: (بني مروان وبني معاوية)([69]), ويعجب العيني من سؤال مروان عن الغلمة ولعنه لهم في موضع آخر من "الجامع"([70]) مع أن الظاهر أنهم من ولده.([71])

ومنها ما جاء في "مسند أحمد": (فجسّها فلان بن فلان رجل سمّاه فقال: ما أحسن هذه البردة إكسنيها يا رسول الله)([72]), وهو اعتراف على أن احمد بن حنبل أو أحد الرواة تعمّد الإخفاء.

ثالثاً: نسّاخ الكتب, ومَن شاكلهم.

لقد مارس بعض النسّاخ دوراً مشابهاً لما مارسه الرواة في الإبهام, وسواء كان هذا منهم أم لأجل الجهات التي يعملوا لها, فقد وردت أسماء في مصنفات قديمة لم توجد في النسخ التي تلتها, ففي رواية "الجامع الصحيح" التي جاء فيها: (إن امرأة جاءت النبي صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فيها حاشيتها, أتدرون ما البردة؟ قالوا: الشملة, قال: نعم, قالت: نسجتها بيدي فجئت لأكسوكها, فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها, فخرج إلينا وإنها إزاره, فحسّنها فلان, فقال: اكسنيها ما أحسنها..)([73]), وفي رواية "المعجم الكبير": (..فجئت بها لأكسوكها فجسها فلان رجل سماه..)([74]) فيذكر ابن حجر أن فلانا هذا هو "عبد الرحمن بن عوف" وقد كان مذكوراً في "المعجم الكبير", إلا أنّه اُبدِل بفلان في النسخ التي وصلت إليه, قال: (أفاد المحب الطبري في الأحكام له أنه عبد الرحمن بن عوف وعزاه للطبراني, ولم أره في المعجم الكبير لا في مسند سهل ولا عبد الرحمن, ونقله شيخنا ابن الملقن عن المحب في شرح العمدة وكذا قال لنا شيخنا الحافظ أبو الحسن الهيتمي: أنه وقف عليه لكن لم يستحضر مكانه)([75]).

ومنها أن رواية اغتيال النبي صلى الله عليه وآله التي تقدّمت جاءت في "مسند أحمد"([76]) برواية "الوليد بن عبد الله بن جميع" وهو نفسه الذي يرويها في كتاب "المحلى" لابن حزم الظاهري, إلا أن ابن حزم اتهمه بالكذب وشنّ عليه حملة شعواء أفصح من خلالها بأسماء مدبري الاغتيال الذين ذكرهم في حينها ابن جميع, فقال: (وأما حديث حذيفة فساقط؛ لأنه من طريق الوليد بن جميع وهو هالك، ولا نراه يعلم من وضع الحديث؟ فإنه قد روى أخباراً فيها: إن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبي وإلقاءه من العقبة في تبوك, وهذا هو الكذب الموضوع الذي يطعن الله واضعه فسقط التعلق به)([77]), وعلى فرض كذبه – وليس كذلك -([78]) فإن هذه المعلومات الخطيرة قد أسدِل عليها الستار ولا نجدها اليوم في كتب الحديث والتاريخ إلا نتفاً هنا وهناك لتدل على وجود هذه الأسماء التي عمد إلى تعفيرها نساخ الكتب برعاية الحكومات المتعاقبة.

إنّ ما يقرب من عمل النسّاخ قديماً عمل المحققين اليوم, فإنّ مِن أولى مهامهم هو نقل الكتاب وضبط نصّه وإبرازه بشكل خال من الغلط بمقابلته مع الأصل, فضلاً عن باقي الأعمال المترتبة على التحقيق بوصفه فن إحياء الكتاب المخطوط,([79]) وهذا النقل قد يكون من الحرف الخطي إلى الطباعي, فاشتراط الأمانة وإخراج الكتاب على وفق ما أراده مؤلفه غاية ما يصبو إليه هذا الفن, إلا أننا نرى –مع الأسف- أنه لم يكن بمنأى عن التحريف والإبهام, فنوازع الإنسان هي هي, والقوم أبناء القوم, ومن ذلك ما نبّه عليه مشرف تحقيق كتاب "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" للبوصيري تحقيق دار المشكاة طبعة دار الوطن سنة (1420هـ) قائلاً: (وأثناء عملنا في المكتبات نزلت طبعة لهذا الكتاب بتحقيق الأخوين الفاضلين: عادل بن سعد والسيد بن محمود بن اسماعيل, فتصفحناها على عجالة دون تعمّد تتبع الأخطاء والأوهام فوجدناها قد اتسمت بوجود سقط كثير في أحاديثها بلغ أكثر من مائتي حديث, كما وجدنا كثيراً من التحريف والسقط في رواة الأسانيد بلغ في المجلد الرابع فقط أكثر من خمسين موضعاً, هذا فضلاً عن التحريفات التي في متون الأحاديث..)([80]), ثمّ يسوّغ لهم أخطاءهم التي لا نرى لهم عذر فيها, وهو يشير إلى طبعة مكتبة الرشد في الرياض والصادرة سنة (1419هـ).

أما المطابع فإنّ مهمتهم كانت وفي كل العصور هو التكثير من النسخ لأصل واحد, فهي نماذج مطورة من النسّاخ, وتُعتبر الطباعة من أعظم منجزات الجنس البشري, فنَسخ الكتاب قديماً عملية غالبا ما تكون مجهدة ومحدودة, فأحدثت الطباعة تغييراً هائلاً حين مكنت من نسخ الآلاف من الكتب, وقد انتشرت بشكلِ كبير, إلا أنها غالباً ما تعمل بدون رقيب علمي, أو لجهاتٍ موجّهة, وما ذِكرنا لها ووضعها في إطار مَن ساهم في استشراء الفلانيات إلا مِن باب ذكر المسبَّب وإرادة المسَبِّب, وكما ساغ في قوله تعالى: [وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا]([81]) وهو يريد أهل القرية وأصحاب العير. ومن ذلك أنّ ابن أبي الحديد يذكر بأنّ اللفظ في أول الخطبة الشقشقية هو: (أما والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة)([82]), وهو عند غير واحد ممن تعرّض لشرح "نهج البلاغة" بهذا اللفظ ومنهم معاصرون,([83]) فضلاً عن المصادر التي سبقته,([84]) ومع التسليم بأن نسخ النهج القديمة فيها أكثر من ضبط, إلا أن الطبعات المتداولة في الوقت الحاضر تُبقي على: (أما واللَّه لقد تقمّصها فلان)([85]) من غير إشارة لهذا الاختلاف.

 

 

المبحث الثالث

دواعي استعمال الفلانيات

لا بد للبحث في الفلانيات من اهتمامٍ بالأسباب التي دعت لاستعمالها, والمسوّغات التي من أجلها انتشرت في المصنّفات الروائية والتاريخية, ولأنّ من طبائع الإنسان الميل إلى الوضوح واستهجان الإبهام دفع الكثير ممن تعرّض لشرحها تسويغ هذا الإبهام وتعليله بأسباب قد لا نشاركهم فيها, ذلك أنهم يتعاملون مع نصوص مقدّسة ليس للتمويه فيها منفذ, وأنها تحاكي حقباً لصدر الإسلام تُظفي بظلالها على ما بعده وتتحكم في مفاصله, ولكي تعلم الأمة الإسلامية قادتها الحقيقيين الذين حملوا رايتها وأرسوا دعائمها, ممّن تربّص الدوائر لهدمها, ولم يكن من شُغلهم الشاغل إلا التوسّع في الملك واتخاذ مَال اللَّه دُوَلًا وعِبَاده خَوَلًا والصَّالِحِينَ حَرْباً والْفَاسِقِينَ حِزْباً,([86]) ومِن هذه المسوّغات التي ساغت لهم: أنهم يرون في إخفاء الأسماء وعدم الجهر بها باباً من التأدب مع علّية القوم وفي خلافه مفسدة, يقول النووي في شرحه للرواية التي جاء فيها: (..أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطا وسعد جالس فيهم, قال سعد: فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم مَن لم يعطه وهو أعجبهم إلي, فقلت: يا رسول الله مالك عن فلان فوالله اني لأراه مؤمنا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مسلماً؟ قال: فسكت قليلا ثم غلبني ما اعلم منه, فقلت: يا رسول الله مالك عن فلان فوالله اني لأراه مؤمنا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مسلما؟ قال: فسكت قليلا ثم غلبني ما علمت منه, فقلت: يا رسول الله مالك عن فلان فوالله اني لأراه مؤمنا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مسلما؟ اني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه)([87]), وعند تعرّضه لفقرة: (مالك عن فلان), يقول: (فيه التأدب مع الكبار, وأنهم يسارون بما كان من باب التذكير لهم والتنبيه ونحوه ولا يجاهرون به, فقد يكون في المجاهرة به مفسدة)([88]), ولا يخفى ما فيه من تعارض عمّا روته أم المؤمنين عائشة حين قالت: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم)([89]), فالناس متفاوتون في الحقوق على حسب منازلهم ومراتبهم وأعمالهم.

ومنها: أنهم يذهبون إلى عدم التشهير برموز الأمة وذكر مثالبهم فضلاً عن إطرائهم وتحسين صورهم وجر الفضائل إليهم وإن لم يتحلّوا بها وإبعاد الرذائل عنهم وإن انغمسوا فيها, وتسويغ كامل أفعالهم وتصوير الحقب التي سادوها على أنها عصور ذهبية بكل ما لها من معنى, والتغني بأمجاد الماضين,([90]) ظناً منهم أن هذا أحصن أمام عدوهم, وأمنع لمَن أراد التطاول على مجد الأمة وتاريخها, متناسين أن صنيع بعض المسلمين الأوائل وما خطته أيديهم مما دُسَّ من روايات في أمهات المصادر الإسلامية, كفيلة بالإساءة إليها, وما التطاول على رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله برسومات مسيئة ومواقف عدائية من قبل بعض المغرضين إلا محاكاة لما لم يُسارِع إليه المسلمون بشجبه وحذفه من مصادرهم, واعتبروا كل ما في الصحيح صحيحا وفيه ما فيه,([91]) وما فتاوى التكفير والقتل والترويع التي مُني بها المسلمون إلا بسبب الانحراف عن النهج الذي خطه رسول الله صلى الله عليه وآله وتشظي الأمة باجتهادات زاغت بها عن الصواب ونهلت من غير المعين الذي أراد الله تعالى لها أن ترتوي به, وقد خاطبهم أمير المؤمنين عليه السلام حين أجمعوا على منع فاطمة الزهراء فدكا: (فعن قليل ينجلي لكم القسطل([92]), وتجنون ثمر فعلكم مرا، وتحصدون غرس أيديكم ذعافاً ممقرا([93]) وسُماً قاتلا، وكفى بالله حكيما، وبرسول الله خصيما، وبالقيامة موقفا)([94]). إلى غير ذلك مما ذهبوا إليه من أسباب ثانوية واهية حاولوا بها التماس الأعذار لهم.

إلا أنّ هنالك أسبابا حقيقية وراء استعمال الفلانيات حاول البحث استقصاءها ومعرفتها, فمنها ما هو غير قادح في الرواية, ويعود منشؤه إمّا لأنّ المراد منها صفة العموم لا الخصوص, كما جاء في "المستدرك": (عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة فيصبح القوم فيقولون: مَن صعق البارحة؟ فيقولون: صعق فلان وفلان)([95]), أو لكون فلان المبهم مما يتساوى فيه الذكر والعدم وكما في "الجامع الصحيح": (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قال حدثني عبيد بن أبي مريم عن عقبة بن الحرث قال وقد سمعته من عقبة لكني لحديث عبيد أحفظ قال: تزوجتُ امرأة فجاءتنا امرأة سوداء فقالت: أرضعتكما, فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: تزوجتُ فلانة بنت فلان فجاءتنا امرأة سوداء فقالت لي: إني قد أرضعتكما وهي كاذبة, فأعرض عنه, فأتيته من قبل وجهه قلت: إنها كاذبة, قال: كيف بها وقد زعمتْ أنها قد أرضعتكما؟ دعها عنك, وأشار إسماعيل بإصبعيه السبابة والوسطى)([96]).

وهنالك أسباب قادحة في الرواية سواء كانت في السند أم المتن, وقد قسّم البحث هذه الأسباب على ما كان الاسم معروفاً لدى الناقل وعَمدَ إلى إخفائه لغايات, وعلى ما لم يكن معروفاً لديه, على أن جميع هذه الأسباب هي أسباب خاصّة متفرّعة من أسباب عامّة.

أولاً: الأسباب العامة:

أ. الدافع السياسي:

ومن ذلك الرواية التي جاء فيها: (قال محمود حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن أبي التياح سمعت أبا زرعة حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا عمر وابن يحيى بن سعيد الأموي عن جده قال: كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق يقول: هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش, فقال مروان: غلمة؟ قال أبو هريرة: إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان)([97]), فسياسة الدولة وسطوتها والمحافظة على سمعة قادتها هو ما دفع أبو هريرة إلى عدم التصريح, وقد تعذّر هو بذلك غير مرة.([98])

ب. الدافع القبلي:

ومنه ما رواه البخاري: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال بعضهم لبعض أيكم يجيء بسلا جزور([99]) بني فلان يضعه على ظهر محمد إذا سجد, فانبعث أشقى القوم فجاء به فنظر حتى إذا سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه على ظهره بين كتفيه, وأنا أنظر لا أغني شيئا لو كان لي منعة, قال: فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه, حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره..)([100]), وقد ذكروا بأن بني فلان في الرواية هم بنو جُمح,([101]) وهي قبيلة من قبائل قريش, وما إخفاؤهم إلا لأنّ القبلية عادت إلى سابق عهدها الذي كانت عليه قبل الإسلام, ومِن أبنائها مَن يتعصّب لها.

جـ. الدافع المذهبي:

ومن ذلك رواية "الجامع الصحيح": (عن أبي هريرة قال: بينما يهودي يعرض سلعته أعطى بها شيئا كرهه فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر, فسمعه رجل من الأنصار فقام فلطم وجهه وقال: تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا, فذهب إليه فقال أبا القاسم إنّ لي ذمة وعهدا فما بال فلان لطم وجهي, فقال: لِمَ لطمتَ وجهه؟ فذكره, فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رؤي في وجهه..)([102]), وقد ورد في مصادر أخرى([103]) أن لاطم وجه الذمي هو أبو بكر الصديق رغم التمويه والإبهام الذي أُلحِق به حين قالوا: (رجل من الأنصار), وأتباعه حريصون على عدم إظهاره بالمظهر الذي يُغضب رسول الله صلى الله عليه وآله.

د. الدافع الشخصي:

هنالك دوافع شخصية ونفسية سبّبت في إبهام الشخصيات, فمنها دوافع الرغبة عن ذكر الراوي لضعفه أو اختلاف مذهبه أو صغر سنه أو عدم الرغبة في التحديث عن الأحياء إلى غير ذلك من عوامل العزوف عن التصريح بأسماء الرواة,([104]) كإبهام البخاري لأحد الرواة لضعفه, قال: (وأخبرني ابن فلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة ..)([105]), فابن فلان الوارد في الرواية هو ابن سمعان المُجمع على ضعفه, وإظهاره مما يوهن قدر الرواية ويخالف شرط المصنّف. ومنها ما جاء في رواية البخاري: (عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة فقال: مَن هذه؟ قالت: فلانة, تذكر من صلاتها, قال: مه, عليكم بما تطيقون, فوالله لا يمل الله حتى تملوا, وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه)([106]), وفلانة هي الحولاء بنت تويت الأسدية المرأة الصالحة العابدة المهاجرة,([107]) وقد ذكر شرّاح الرواية أن النبي صلى الله عليه وآله إنما سأل عن المرأة بعد خروجها,([108]) وزجره لعائشة يُشعر بعدم رضاه بما أبدته تجاهها, سواء أكانت مادحة أم منتقصة.

ثانياً: الأسباب الخاصة:

هنالك جملة من الأسباب الخاصة التي دعت إلى استعمال الفلانيات, وقد يشترك أكثر من سبب في إبهامٍ واحد مما سيبيّنه البحث, فضلاً عمّا يبيّته القائل في روعه, وهي:

أ. الخوف والتقية:

إنّ الكثير من الفلانيات ترد خوفاً من السلطان وممن لا يُتقى شرّه مسايرةً مع منهج التقية الذي أقرّه الدين الإسلامي, فقد جاء في رواية: (حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا الحسن بن علي حدثنا شبابة حدثنا ورقاء أنه انطلق هو ومسعر إلى الأعمش يعاتبانه في حديثين بلغهما عنه قول علي: أنا قسيم النار, وحديث آخر: فلان كذا وكذا على الصراط, قال: ما رويت هذا ولا قلت هذا قط)([109]), فإنّ سياسة التهديد التي تُمارس على الراوي لا تدفعه إلى إبهام الاسم فحسب, بل وحتى التنصل عن ذكره الرواية مطلقاً, ذلك أن بعض الأسماء تمثّل خط المعارضة التي تتقاطع مع مصالح الدولة, ففي خطبة لمعاوية جاء فيها: (ألا برئت الذمة ممن روى حديثا في مناقب علي بن أبي طالب أو فضائل أهل بيته وقد أحل بنفسه العقوبة)([110]), وقد سارت السياسات التي جاءت بعده على منهاجه, جاء في "مناقب آل أبي طالب": (قال عبد الله بن شداد الليثي: وددت اني اترك ان أحدث بفضائل علي بن أبي طالب يوماً إلى الليل وان عنقي ضربت, فكان المحدّث يحدث بحديث في الفقه أو يأتي بحديث المبارزة فيقول: قال رجل من قريش، وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: حدثني رجل من أصحاب رسول الله، وكان الحسن البصري يقول: قال أبو زينب).([111])

يقول ابن حجر في مَعرِض حديثه عن رواية الأعمش: (ذكره العقيلي في الضعفاء فقال: روى عنه موسى بن طريف وكلاهما غاليان ملحدان, ثم ساق رواية شبابة أتم مما هاهنا ولفظه في حديثين بلغهما عنه قول علي: أنا قسيم النار, وحديث فلان عن فلان كذا وكذا على الصراط, فقال: ما رويت هذا قط ولا قلت هذا قط, ثم ساق بسنده عن الخريبي ثم عن العلاء ابن المبارك وزاد بعد قوله: في الصحف وأنت تزعم أنك رويته على جهة الاستهزاء, ثم ساق من طريق عيسى بن يونس ما رأيت الأعمش خضع إلا مرة واحدة, فإنه حدثنا بهذا الحديث فبلغ ذلك أهل السنة, فجاؤوا فقالوا: التحديث بهذا يقوي الرافضية والزيدية والشيعية, فقال: سمعته فحدثت به, قال: فرأيته خضع ذلك اليوم)([112]), فقد خضع الأعمش للإرهاب الذي مورس ضدّه وتبرأ من قوله الحديث, ليبقى مما قاله: (فلان كذا وكذا على الصراط), إلا أنّ فحوى الرواية موجودة في مصادر الفريقين, ومنها: (عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة يأمر الله عز وجل فأقعد أنا وعلي على الصراط، ويقال لنا: أدخلا الجنة مَن آمن بي وأحبكما، وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما)([113]).

ب. حجب الفضائل.

وهو السبب الملحوظ حين تكون الرواية مانحة لشخص ما صفة في صالحه, ومنها: (عن أبي هريرة أنه قال: ما صليت وراء أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان, قال سليمان: كان يطيل الركعتين الأوليين من الظهر ويخفف الأخريين ويخفف العصر ويقرأ في المغرب بقصار المفصل ويقرأ في العشاء بوسط المفصل ويقرأ في الصبح بطوال المفصل)([114]), فمَن هذا الذي أشبه صلاته التي هي عمود الدين بصلاة رسول الله خير الخلق أجمعين, ثم لا يُصرّح به كي لا تضاف له فضيلة ولا تكون له سابقة؟! والأغرب من ذلك أنّ الجمل تمخّض فولد فأراً حين تنازعوا في مَن صاحب هذه الفضيلة, فكان معاوية بن ابي سفيان أحدهم!([115]).

ومن المستغرب أن يسبق علياً آخرون بتأسيه برسول الله صلى الله عليه وآله وهو نفسه بنص القرآن الكريم والروايات, ونصّها على قربه وفضله بلا منازع, ومَن غيره في ذلك الوقت يُتجنّب ذكره ويُمنع سَمته لدفع شبهة أو تزلّف لجهة؟ ومن الروايات القريبة على ما تقدّم ما ورد في "المصنّف" وغيره أيضاً بطريق آخر واختلاف بعض الألفاظ: (حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن يزيد بن أبي مريم عن أبي موسى قال صلى بنا علي يوم الجمل صلاة ذكّرنا بها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإما أن نكون نسيناها وإما أن نكون تركناها عمدا, يُكبّر في كل خفض ورفع وقيام وقعود ويسلم عنه يمينه ويساره)([116]).

جـ. إبعاد الشُبه والتستر على الرذائل.

هنالك من الأسماء ما يُبهم في الروايات المسيئة إليه محاولة لإبعاد الشبهة عنه, فمن ذلك ما ورد: (عن ابن عباس قال: لعن الله فلانا إنه كان ينهى عن التلبية في هذا - يعني يوم عرفة -؛ لأن عليا كان يلبي فيه)([117]), وقد صرّحت غيرها من روايات باسم مغيّر السنة فجاء فيها: (عن سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عباس بعرفات فقال: مالي لا أسمع الناس يلبون, قلت: يخافون من معاوية, فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبيك اللهم لبيك لبيك, فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي)([118]).

ومن ذلك أنهم يُخفون الأسماء مراعاةً للمشاعر والعواطف مع الصفة الذميمة.([119])

د. عدم أهمية الذكر.

من الأسباب الداعية إلى عدم التصريح بالاسم مع كون الناقل على معرفة به هو عدم أهمية ذكره في الرواية, فالمراد إيصال فحوى الرواية بغض النظر عن أشخاص الحادثة, ومن ذلك ما جاء في حديث الإسراء قوله صلى الله عليه وآله: (..وآية ذلك أني مررت بعير بني فلان بوادي كذا وكذا، فأنفرهم حس الدابة فند لهم بعير فدللتهم عليه وأنا متوجه إلى الشام، ثم أقبلت حتى إذا كنت بضجنان([120]) مررت بعير بني فلان فوجدت القوم نياما ولهم إناء فيه ماء قد غطوا عليه بشيء, فكشفت غطاءه وشربت ما فيه، ثم غطيت عليه كما كان, وآية ذلك أن عيرهم تصوب الآن من ثنية التنعيم البيضاء, يقدمها جمل أورق([121]), عليه غرارتان إحداهما سوداء والأخرى برقاء([122]), قال: فابتدر القوم الثنية فلم يلقهم أول من الجمل الذي وصف لهم، وسألوهم عن الاناء وعن البعير فأخبروهم كما ذكر صلوات الله وسلامه عليه)([123]).

ويدخل فيه ما يردُ في السند اختصاراً عن ذكر الاسماء, وذلك بمعية راوٍ آخر, فقالوا: (وإنما يُكنى عن ذكرهم للاختصار؛ لأن المحدث قد يسأم الرواية عن شيخ واحد, ولا سيما إذا كثُرت عنه)([124]), ومنه رواية البخاري التي جاء في سندها: (حدثنا علي بن مسلم حدثنا هشيم أخبرنا غير واحد منهم مغيرة وفلان ورجل ثالث أيضا عن الشعبي..)([125]).   

ه. الاستصغار والاستحقار:

فمما فُسِّر به قوله تعالى: [يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا]([126]) أن التعبير به إشارة إلى تحقيره، والى أنه لا يرضى برفاقته فعلا بل وبادّعاء كونه رفيقا,([127]) يقول ابن ابي الحديد في شرحه للخطبة التي جاء فيها: (أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ ومُهَيْمِناً عَلَى الْمُرْسَلِينَ, فَلَمَّا مَضَى عليه السلام تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِه, فَوَاللَّه مَا كَانَ يُلْقَى فِي رُوعِي ولَا يَخْطُرُ بِبَالِي أَنَّ الْعَرَبَ تُزْعِجُ هَذَا الأَمْرَ مِنْ بَعْدِه صلى الله عليه وآله عَنْ أَهْلِ بَيْتِه, ولَا أَنَّهُمْ مُنَحُّوه عَنِّي مِنْ بَعْدِه, فَمَا رَاعَنِي إِلَّا انْثِيَالُ النَّاسِ عَلَى فُلَانٍ يُبَايِعُونَه..)([128]), (كأنه يقول: ما أفزعني شيء بعد ذلك السكون الذي كان عندي وتلك الثقة التي اطمأننت إليها إلا وقوع ما وقع من انثيال الناس – أي انصبابهم من كل وجه كما ينثال التراب - على أبي بكر، وهكذا لفظ الكتاب الذي كتبه للأشتر، وإنما الناس يكتبونه الآن "إلى فلان" تذمما من ذكر الاسم كما يكتبون في أول الشقشقية: أما والله لقد تقمصها فلان، واللفظ: أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة)([129]).

و. الشُهرة:

إن شهرة الرجل وذيوع صيته أحيانا تكون سببا من أسباب عدم التكلّف بذكر اسمه والاكتفاء بالإشارة إليه بفلان, ففي الرواية التي جاء فيها: (أن عبادة بن الصامت مرّت عليه قطارة وهو بالشام تحمل الخمر فقال: ما هذه أزيت؟ قيل: لا بل خمر تباع لفلان..)([130]), فإنها تحمل أكثر من سبب للإخفاء, فطابع التقية والالتزام بمنهج السلطة بَيّنٌ, وستر القبائح وعدم التشهير ظاهر, إلا أنّ هذين السببين لم يكونا بديلين عن كونه مشهوراً, فأبو هريرة ذكره في الرواية نفسها حين قال: (يا عبادة ما لك ولمعاوية ذره وما حمل), مما يدل على أن الوطأة لم تكن شديدة على أبي هريرة, وأن معاوية مشهور بهذه الحادثة لدرجة أنه لا يجدي معه إبهام.

ز. الترويج لكتاب وانتشاره:

وقد يكون من إبدال الفلانيات بالأسماء سبباً لانتشار كتاب في أوساط تابعيه, ومراعاة لهم من خدش مشاعرهم تجاهه, وعدم إثارة حفيظة مريديه, إذ أن الغاية هي إيصال رسالة الكتاب والتأكيد على جوانب أخرى تكون فيه المصلحة العامة أهم من التأكيد على مسمّيات تسبب الإعراض عن مجمل الكتاب, على الرغم من أنها غير خافية على المتتبع الحصيف, ومن ذلك الطبعات المتأخرة لنهج البلاغة التي عمدت إلى إبدال فلان في الخطبة الشقشقية بابن أبي قحافة من دون الإشارة إلى ضبط آخر في النسخ الخطية.([131])

ح. النسيان والشك:

من الأسماء ما يُبهم بسبب نسيان الراوي, فقد ورد فلان وفلانة ستة مرات في رواية واحدة عدا باقي الإبهامات بسبب نسيان "عوف", وقد جاء فيها: (حدثنا مسدد قال حدثني يحيى بن سعيد قال حدثنا عوف قال حدثنا أبو رجاء عن عمران قال: كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم وانا أسرينا حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها, فما أيقظنا إلا حرّ الشمس وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان يسميهم أبو رجاء فنسي عوف..)([132]).

وكذلك الشك, فقد قال السخاوي: (المبهمات ومنهم الرواة من الرجال والنساء ما لم يسمَّ في بعض الروايات أو جميعها إما اختصاراً أوشكاً أو نحو ذلك).([133])

 

 

ملخص البحث

فبعد جولة لمراحل بزوغ الإسلام, وتصفّح الأحداث التي مرّ بها الاستعمال الاصطلاحي للفلانيات, وتتبعها في متون وأسانيد جملة من الروايات, والبحث في مفهومها ونشأتها واعتبارها واستعمالها ودواعيها, ساغ للبحث في نهاية المطاف الإشارة إلى النتائج التي توصل إليها, وهي:

  1. تُستعمل كلمة "فلان" كناية عن اسم سُمِّيَ به المُتَحَدَّث عنه, وتلحقها التاء في التأنيث, وهي ضاربة في التاريخ إذ أن أصول استعمالها في العبرية والسريانية.
  2. ذُكِرتْ في الكتب المقدسة التي سبقت القرآن الكريم, كما ذُكِرتْ فيه في مورد واحد في قوله تعالى: [يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً] في الآية (28) من سورة الفرقان.
  3. اصطلاحاً فإن المراد بالفلانيات الروايات المتضمنة كلمة "فلان" وما بصيغها المختلفة الدالة على إبهام الأشخاص عمداً أو جهلاً, سواء أكان ذلك في السند أم المتن. 
  4. أخذت كلمة "فلان" مأخذها في الروايات, وأثّرت فيها سلباً, فنقلتها من حالٍ إلى حال الضعف والتحريف, وذلك حين يرفعون الأسماء الصريحة ويضعون مكانها كلمة "فلان" إبهاما للأمر.
  5. قد يكون المنشئ للفلانيات الرواة والمصنّفون, وقد يكون نسّاخ الكتب ومَن على شاكلتهم, أما جهة الصدور الأولى فلا يخرج الاستعمال عندهم عن صفة العموم ودواعي البلاغة.
  6. تمكّن البحث من معرفة جملة من الفلانيات بأسمائها, ليخلص إلى أنّ كل ما كان مذموماً فإبهام اسمه له لا عليه, وكل ما كان ممدوحاً فإبهام اسمه عليه لا له.
  7. هنالك جملة من الدواعي لاستعمال الفلانيات, منها عامة سياسية أو مذهبية أو قبلية أو شخصية, ومنها خاصة كالخوف والتقية أو حجب الفضائل أو إبعاد الشبه والتستر على الرذائل أو عدم أهمية الذكر أو الاستصغار والاستحقار أو الشهرة أو الترويج لكتاب أو النسيان والشك.

هذا ما أمكن تقصيه في هذه المحاولة, ولعل بدراسة أوسع وأعمق يمكن من خلالها الوصول إلى جميع الأسماء التي حُجِبت خلف ستار فلان, وفق الله تعالى مَن يظهرها بعد خفائها.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين, واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.

 

 

 

 


([1]) ظ: العين, الخليل بن أحمد الفراهيدي: 8/ 326.

([2]) المصدر نفسه

([3]) الصحاح, الجوهري: 6/ 2178.

([4]) المصدر نفسه.

([5]) لسان العرب, ابن منظور: 13/ 324.

([6]) ظ: لسان العرب, ابن منظور: 13/ 324؛ تاج العروس, الزبيدي: 18/ 435.

([7]) ظ: إرشاد الحائر إلى معرفة قبيلة فلان في جنوب الجزائر/ محمد عبد القادر القبلوي: 17.

([8]) التحقيق في كلمات القرآن الكريم, حسن مصطفوي: 9/ 141.

([9]) علي بن محمد بن إبراهيم الرازي الكليني المعروف بعلان, ويكنى أبا الحسن, من علماء الري, وخال ثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني صاحب "الكافي", له كتاب أخبار القائم عليه السلام، وقتل علان بطريق مكة. فهرست أسماء مصنفي الشيعة, النجاشي: 261.

([10]) ينقسم الكتاب المقدس لدى المسيحيين على قسمين متمايزين هما العهد القديم والعهد الجديد, والعهد القديم يشمل الكتاب المقدّس لدى اليهود.

([11]) ظ: شبهات حول الأسفار التاريخية, شبكة المعلومات العالمية (الانترنت).

([12]) سفر راعوث: 4/ 1. شبكة المعلومات العالمية (الانترنت).

([13]) إنجيل متي: 26/ 18. شبكة المعلومات العالمية (الانترنت).

([14]) سفر الملوك الثاني: 6/ 8. شبكة المعلومات العالمية (الانترنت).

([15]) سورة الفرقان: الآيات 27-29.

([16]) عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف, كان من شياطين قريش, وهو الفاسق الذي ذكره الله تعالى في كتابه, أسّره رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر وضرب عنقه صبرا. ظ: إكمال الكمال, ابن ماكولا: 7/ 270.

([17]) أبي بن خلف الجُمحي, أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بضرب عنقه صبراً حين أُسِر يوم بدر، ثم أطلقه بلا فداء لفقره، وأخذ عليه أن لا يعين عليه, فنقض العهد وأُسِر يوم أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: والله لا تمسح عارضيك بمكة تقول خدعت محمداً مرتين, وأمر به فضربت عنقه. ظ: تاريخ الاسلام, الذهبي: 2/ 206.

([18]) ظ: جامع البيان عن تأويل آي القرآن, محمد بن جرير الطبري: 19/ 11.

([19]) المصدر نفسه.

([20]) تفسير مجاهد, مجاهد بن جبر: 2/ 452.

([21]) تفسير القمي, علي بن ابرهيم القمي: 2/ 113.

([22]) تفسير القرآن العظيم, ابن كثير: 3/ 329.

([23]) الكافي, الكليني: 1/ 37/ باب حق العالم.

([24]) المصدر نفسه: 1/ 313/ باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا عليه السلام.

([25]) شرح صحيح مسلم, النووي: 1/ 38/ بيان الناسخ والمنسوخ ومعرفة الصحابي والتابعي.

([26]) أفادنا به مشافهة العلامة السيد عبد الستار الحسني في لقاءٍ معه في محل إقامته في المدرسة المهدية الدينية في النجف الأشرف, بتاريخ 22/2/2016م.

([27]) الثلاثيات: هي الروايات التي تروى بثلاث وسائط. وهي عند العامة: ما كان بين المخرج للحديث وبين النبي صلى الله عليه وآله ثلاثة رواة: صحابي، وتابعي، وتابع تابعي. ثلاثيات الكليني, أمين ترمس العاملي: 32.

([28]) ظ: التحريفات والتصرفات في كتب السنة, علي الحسيني الميلاني: 10.

([29]) ظ: المدخل لدراسة علوم الحديث, حسن طاهر ملحم: 203.

([30]) ظ: مباني تأصيل المصطلح الحديثي عند المسلمين, حسين شير علي: 76.

([31]) ظ: نُزْهَةِ النَّظَر في تَوْضِيحِ نُخْبَةِ الفِكَر في مُصْطَلحِ أَهلِ الأثَر, ابن حجر العسقلاني: 26.

([32]) ظ: الجواهر السليمانية, مصطفى المأربي: 179.

([33]) جامع التحصيل في أحكام المراسيل, أبو سعيد العلائي: 108.

([34]) ظ: نُزْهَةِ النَّظَر, ابن حجر العسقلاني: 26.

([35]) ظ: الجواهر السليمانية, مصطفى المأربي: 178.

([36]) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث, ابن كثير: 652.

([37]) ظ: المستفاد من مبهمات المتن والإسناد, أبو زرعة العراقي: 91.

([38]) ظ: المصدر نفسه: 26.

([39]) ظ: مباني نقد متن الحديث, قاسم البيضاني: 25.

([40]) ظ: فن المقال الصحفي في أدب طه حسين, عبد العزيز شرف: 293.

([41]) شرح نهج البلاغة, ابن أبي الحديد: 14/ 266.

([42]) الكافي, الكليني: 1/ 62.

([43]) الإتقان في علوم القرآن, جلال الدين السيوطي: 2/ 128.

([44]) وهج الفصاحة في أدب النبي صلى الله عليه آله, علاء الدين الأعلمي: 9.

([45]) مقدمة الشريف الرضي لنهج البلاغة: 36.

([46]) الإصابة في تمييز الصحابة, ابن حجر: 3/ 82.

([47]) ظ: معجم المناهي اللفظية وفوائد في الألفاظ, بكر بن عبد الله: 651.

([48]) الجامع الصحيح/ البخاري: 7/ 117/ كتاب الادب.

([49]) سورة التوبة, من اية: 74.

([50]) تفسير جوامع الجامع, الطبرسي: 2/ 81.

([51]) سير أعلام النبلاء,الذهبي: 2/ 364.

([52]) ظ: الاستيعاب, ابن عبد البر: 1/ 335؛ الإكمال في أسماء الرجال, الخطيب التبريزي: 42.

([53]) عمدة القاري, العيني: 18/ 264.

([54]) تفسير الرازي, فخر الدين الرازي: 10/ 162.

([55]) معجم ابن العربي, ابو سعيد بن الأعرابي: 2/ 493.

([56]) سير أعلام النبلاء, الذهبي: 2/ 364.

([57]) أسد الغابة, ابن الأثير: 1/ 391.

([58]) الجامع الصحيح, البخاري: 7/ 115/ كتاب الادب.

([59]) سورة التوبة, من الآية: 32.

([60]) ظ: منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل, عباس القمي: 1/ 334.

([61]) الدمشقي, والي مكة للوليد بن عبد الملك ثم لسليمان بن عبد الملك، ووالي العراق لهشام بن عبد الملك. ظ: سير أعلام النبلاء, الذهبي: 5/ 425.

([62]) الأغاني, ابو الفرج الأصفهاني: 22/ 281.

([63]) المستدرك, الحاكم النيسابوري: 3/ 233.

([64]) الصواعق المحرقة, ابن حجر: 79.

([65]) الجامع الصحيح, البخاري: ج4, ص178/ باب علامات النبوة في الإسلام.

([66]) ظ: شيخ المضيرة او هريرة, محمود أبو رية: 220.

([67]) الجامع الصحيح, البخاري: 1/ 38/ باب حفظ العلم.

([68]) هدي الساري, ابن حجر: 296.

([69]) المصدر نفسه: 339.

([70]) الجامع الصحيح, البخاري: 8/ 88/ كتاب الفتن, وقد جاء فيها: (فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة).

([71]) ظ: عمدة القاري, العيني: 24/ 180.

([72]) مسند أحمد, أحمد بن حنبل: 5/ 334/ حديث أبي مالك سهل بن سعد الساعدي.

([73]) الجامع الصحيح, البخاري: 2/ 78.

([74]) المعجم الكبير, الطبراني: 6/ 170.

([75]) فتح الباري, ابن حجر: 3/ 114.

([76]) مسند أحمد, أحمد بن حنبل: 5/ 453/ حديث أبي الطفيل.

([77]) المحلى, ابن حزم الظاهري: 11/ 224.

([78]) الوليد بن عبد الله بن جميع (مصغرا) الزهري المكي الكوفي وقد ينسب إلى جده، روى عن أبي الطفيل وعكرمة ومجاهد وغيرهم, قال أحمد وأبو داود ليس به بأس, وقال ابن معين والعجلي: ثقة, وقال أبو زرعة: لا بأس به, وقال أبو حاتم: صالح الحديث, وقال عمرو بن علي: كان يحيى بن سعيد لا يحدثنا عنه فلما كان قبل موته بقليل حدثنا عنه, وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب, ابن حجر: 11/ 122.

([79]) ظ: مجلة تراثنا, نظرات في فن التحقيق, أسد مولوي: 1/ 66.

([80]) مقدمة تحقيق كتاب إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري: 1/ 9.

([81]) سورة يوسف, من الآية: 82.

([82]) شرح نهج البلاغة, ابن أبي الحديد: 17/ 152.

([83]) ظ: منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة, قطب الدين الراوندي: 1/ 121؛ منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة, حبيب الله الهاشمي الخوئي: 1/ 158؛ في ظلال نهج البلاغة, محمد جواد مغنية: 1/ 84؛ الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة, محمد الغروي: 457؛ المعجم الموضوعي لنهج البلاغة, أويس كريم محمد: 378؛ تصنيف نهج البلاغة, لبيب بيضون: 420؛ مصادر نهج البلاغة وأسانيده, عبد الزهراء الخطيب: 1/ 322. 

([84]) ظ: علل الشرائع, الصدوق: 1/ 151, وفيه (لقد تقمصها ابن أبي قحافة أخو تيم)؛ الإرشاد, المفيد: 1/ 287؛ الاقتصاد, الطوسي: 210.

([85]) نهج البلاغة, تح: صبحي الصالح, مطبعة وفا, ايران: 28؛ نهج البلاغة, تح: هاشم الميلاني, نشر العتبة العلوية: 50.

([86]) ظ: نهج البلاغة, خطب الإمام علي عليه السلام: 452/ الخطبة 62 من كتاب له إلى أهل مصر. والخَوَل بالتحريك: العبيد.

([87]) صحيح مسلم, مسلم النيسابوري: 1/ 92/ باب وجوب الإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله؛ وانظر أيضاً: الجامع الصحيح, البخاري: 1/ 12/ كتاب الايمان.

([88]) شرح صحيح مسلم, النووي: 7/ 149.

([89]) صحيح مسلم, مسلم النيسابوري: 1/ 5/ باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين.

([90]) ظ: الحجاج بن يوسف الثقفي المُفترى عليه, محمود زيادة.

([91]) ظ: الروايات المسيئة للنبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام, مها جمال الطفيلي.

([92]) القسطل: الغبار الساطع في الحرب. ظ: العين, الفراهيدي: 5/ 250.

([93]) الذعاف: السم الذي يقتل من ساعته, والممقر: المر. ظ: لسان العرب, ابن منظور: 9/ 109؛ 5/ 182.

([94]) الاحتجاج, الطبرسي: 1/ 128/ رسالة من أمير المؤمنين عليه السلام إلى أبي بكر.

([95]) المستدرك, الحاكم: 4/ 444/ تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة.

([96]) الجامع الصحيح, البخاري: 6/ 126/ باب شهادة المرضعة. ومع إبهام فلانة في الرواية إلا أن الباحثين توصّلوا إلى اسمها, وهي أم يحيى بنت أبي إهاب بن عزيز الدارمية. ظ: هدي الساري, ابن حجر: 319.

([97]) الجامع الصحيح, البخاري: 4/ 178/ باب علامات النبوة في الإسلام.

([98]) ظ: المصدر نفسه: 1/ 38/ باب حفظ العلم.

([99]) السلا: المشيمة ، والجزور: نوع من الإبل. الصحاح, الجوهري: 6/ 2381.

([100]) المصدر نفسه: 1/ 66/ باب إذا ألقيَ على ظهر المصلي قذرٌ أو جيفة لم تُفد عليه صلاته.

([101]) ظ: هدي الساري, ابن حجر: 250.

([102]) الجامع الصحيح, البخاري: 4/ 132/ كتاب بدء الخلق.

([103]) ظ: فتح الباري, ابن حجر: 6/ 317.

([104]) المبهمون ومروياتهم في مسند ابي داود الطيالسي, د. فاضل إسماعيل العبود: 86.

([105]) الجامع الصحيح, البخاري: 3/ 125/ كتاب العتق.

([106]) المصدر نفسه: 1/ 16/ كتاب الإيمان.

([107]) ظ: عمدة القاري, العيني: 1/ 256.

([108]) ظ: فتح الباري, ابن حجر: 1/ 94.

([109]) ضعفاء العقيلي, العقيلي: 3/ 415/ عباية بن ربعي الأسدي؛ ميزان الاعتدال, الذهبي: 2/ 387.

([110]) كتاب سليم بن قيس, سليم بن قيس الهلالي: 314.

([111]) مناقب آل أبي طالب, ابن شهر آشوب: 2/ 174/ فيما ظهر بعد وفاة الإمام علي عليه السلام.

([112]) لسان الميزان, ابن حجر: 3/ 247.

([113]) الأمالي, الطوسي: 629؛ وانظر أيضاً: شواهد التنزيل, الحاكم الحسكاني: 2/ 162.

([114]) مسند أحمد, أحمد بن حنبل: 2/ 532/ مسند أبي هريرة.

([115]) ظ: مسند الشاميين, الطبراني: 1/ 169.

([116]) المصنف, ابن أبي شيبة: 1/ 272/ من كان لا يتم التكبير..؛ سنن ابن ماجة, محمد بن يزيد: 1/ 296/ باب التسليم.

([117]) كنز العمال, المتقي الهندي: 5/ 152/ التلبية؛ وانظر أيضا: مسند أحمد, أحمد بن حنبل: 1/ 217/ مسند عبد الله بن عباس.

([118]) سنن النسائي, النسائي: 5/ 253/ التلبية بعرفة.

([119]) ظ: غريب الحديث, الخطابي: 2/ 25.

([120]) ضجنان: جبل بناحية مكة. الصحاح, الجوهري: 6/ 2154.

([121]) الأورق من الإبل: الذي في لونه بياض إلى سواد. الصحاح, الجوهري: 4/ 1564.

([122]) الأبرق: كل شيء اجتمع فيه سواد وبياض. الصحاح, الجوهري: 4/ 1448.

([123]) البداية والنهاية, ابن كثير: 3/ 137/ الإسراء برسول الله صلى الله عليه وآله.

([124]) البدر المنير, ابن المُلقِّن: 5/ 304/ كتاب الجنائز.

([125]) الجامع الصحيح, البخاري: 7/ 183/ كتاب الرقاق.

([126]) سورة الفرقان, الآية: 28.

([127]) ظ: التحقيق في كلمات القرآن الكريم, حسن المصطفوي: 9/ 141.

([128]) نهج البلاغة, خطب الإمام علي عليه السلام: 451/ الخطبة 62.

([129]) شرح نهج البلاغة, ابن أبي الحديد: 17/ 152.

([130]) تاريخ مدينة دمشق, ابن عساكر: 26/ 197؛ وانظر أيضا: سير أعلام النبلاء, الذهبي: 2/ 10.

([131]) نهج البلاغة, تح: صبحي الصالح, مطبعة وفا, ايران: 28؛ نهج البلاغة, تح: هاشم الميلاني, نشر العتبة العلوية: 50.

([132]) الجامع الصحيح, البخاري: 1/ 90/ كتاب التيمم.

([133]) فتح المغيث, السخاوي: 3/ 301.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مصادر ومراجع البحث

القرآن الكريم.

  1. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة, أبو العباس أحمد بن أبي بكر البوصيري الكناني الشافعي (ت840هـ), تحقيق دار المشكاة, نشر دار الوطن, الرياض, ط1, 1420هـ-1999م.
  2. الإتقان في علوم القرآن, جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي (ت911هـ), تحقيق سعد المندوب, مطبعة دار الفكر, بيروت, ط1, 1416هـ-1996م.
  3. الاحتجاج, أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت548هـ), تحقيق محمد باقر الخرسان, دار النعمان, النجف الاشرف, 1386هـ-1966م.
  4. إرشاد الحائر إلى معرفة قبيلة فلان في جنوب الجزائر, أبو عبد الله محمد عبد القادر بن محمد القبلوي الجزائري المالكي الشهير بالشيخ باي بلعالم (ت1430هـ), 1433هـ.
  5. الإرشاد, محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد (ت413هـ), مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث, دار المفيد للطباعة والنشر, بيروت, ط2, 1414هـ-1993م.
  6. الاستيعاب, يوسف بن عبد الله ابن عبد البر القرطبي (ت463هـ), تحقيق علي محمد البجاوي, دار الجيل, بيروت, ط1, 1412هـ.
  7. أسد الغابة في معرفة الصحابة, علي بن محمد بن الأثير الجزري (ت630هـ), دار الكتاب العربي, بيروت.
  8. الإصابة في تمييز الصحابة, أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ), تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض, دار الكتب العلمية, بيروت, ط1, 1415هـ.
  9. الأغاني, أبو الفرج عليّ بن الحسين الأصفهاني (ت356هـ), تحقيق سمير جابر, دار الفكر, بيروت, ط2.
  10. الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد, أبو جعفر محمد بن الحسن الشيخ الطوسي (ت460هـ), منشورات مكتبة جامع جهلستون في طهران, مطبعة الخيام, قم, 1400هـ.
  11. إكمال الكمال, أبو نصر علي بن هبة الله ابن ماكولا (ت475هـ), دار إحياء التراث العربي.
  12. الأمالي, أبو جعفر محمد بن الحسن الشيخ الطوسي (ت460هـ), تحقيق قسم الدراسات الإسلامية, مؤسسة البعثة, نشر دار الثقافة, قم, ط1, 1414هـ.
  13. الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة, محمد الغروي, مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين, قم, ط3, 1415هـ.
  14. الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث, أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت774هـ), تحقيق احمد محمد شاكر, دار الكتب العلمية, بيروت, ط2.
  15. البداية والنهاية, أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت774هـ), تحقيق علي شيري, دار إحياء التراث العربي, بيروت, ط1, 1408هـ-1988م.
  16. البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير, سراج الدين عمر بن علي بن أحمد الشافعي ابن المُلقِّن (ت804هـ), تحقيق مصطفى أبو الغيط وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال, دار الهجرة, الرياض, ط1، 1425هـ-2004م.
  17. تاج العروس من جواهر القاموس, محمد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي (ت1205هـ), تحقيق علي شيري, دار الفكر, بيروت, 1414هـ-1994م.
  18. تاج اللغة وصاح العربية (الصحاح), إسماعيل بن حماد الجوهري (ت393هـ), تحقيق احمد عبد الغفور العطار, دار العلم للملايين, بيروت, ط4, 1407هـ-1987م.
  19. تاريخ الإسلام, محمد بن احمد الذهبي (ت748هـ), تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري, دار الكتاب العربي, مطبعة لبنان, بيروت, ط1, 1407هـ-1987م.
  20. تاريخ مدينة دمشق, أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر (ت571هـ), تحقيق علي شيري, دار الفكر, بيروت, 1415هـ.
  21. التحريفات والتصرفات في كتب السنة, علي الحسيني الميلاني, مركز الأبحاث العقائدية, قم, ط1, 1421هـ.
  22. التحقيق في كلمات القرآن الكريم, حسن المصطفوي التبريزي (ت1426هـ), مؤسسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي, طهران, ط1, 1417هـ.
  23. تصنيف نهج البلاغة, د. لبيب بيضون, مركز النشر مكتب الاعلام الاسلامي, مطابع مكتب الاعلام الاسلامي, ط2, 1408هـ.
  24. تفسير الرازي, فخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت606هـ), ط3.
  25. تفسير القرآن العظيم, أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (ت774هـ), تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي, دار المعرفة, بيروت, 1412هـ-1992م.
  26. تفسير القمي, علي بن إبراهيم القمي (ت329هـ), تحقيق طيب الموسوي الجزائري, مؤسسة دار الكتاب, قم, ط3, 1404هـ.
  27. تفسير جوامع الجامع, أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت548هـ), مؤسسة النشر الإسلامي, قم, ط1, 1418هـ.
  28. تفسير مجاهد, مجاهد بن جبر (ت104هـ), تحقيق عبد الرحمن الطاهر بن محمد السورتي, مجمع البحوث الإسلامية, إسلام آباد.
  29. تهذيب التهذيب, أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ), دار الفكر, بيروت, ط1, 1404هـ-1984م.
  30. ثلاثيات الكليني, أمين ترمس العاملي, تحقيق أحمد المددي, مؤسسة دار الحديث الثقافية, ط1, 1417هـ.
  31. جامع البيان عن تأويل آي القرآن, محمد بن جرير الطبري (ت310هـ), تحقيق خليل الميس, صدقي جميل العطار, دار الفكر, بيروت, 1415هـ-1995م.
  32. جامع التحصيل في أحكام المراسيل, أبو سعيد خليل بن كيكلدي الدمشقي العلائي (ت761هـ) تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي, عالم الكتب, بيروت, ط2, 1407هـ-1986م.
  33. الجامع الصحيح, ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري (ت256هـ), دار الفكر,1401هـ-1981م.
  34. الجواهر السليمانية على المنظومة البيقونية, أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني, دار الحديث, مأرب, 1426هـ.
  35. الحجاج بن يوسف الثقفي المُفترى عليه, د. محمود زيادة, دار السلام, ط1, 1415هـ-1995م.
  36. الروايات المسيئة للنبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام, مها جمال الطفيلي, رسالة ماجستير, كلية الفقه جامعة الكوفة, 2012م.
  37. سنن ابن ماجة, محمد بن يزيد القزويني (ت273هـ), تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي, دار الفكر.
  38. سنن النسائي, أحمد بن شعيب النسائي (ت303هـ), دار الفكر, بيروت, ط1, 1348هـ-1930م.
  39. سير أعلام النبلاء, محمد بن احمد الذهبي (ت748هـ), تحقيق حسين الأسد, مؤسسة الرسالة, بيروت, ط9, 1413هـ-1993م.
  40. شرح صحيح مسلم, أبو زكريا يحيى ابن شرف النووي الشافعي (ت676هـ), دار الكتاب العربي, بيروت, 1407هـ- 1987م.
  41. شرح نهج البلاغة, عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المدائني ألمعتزلي (ت656هـ)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية, ط1, 1959م.
  42. شواهد التنزيل لقواعد التفضيل, عبيد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني (ت ق5هـ), تحقيق محمد باقر المحمودي, مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي, مجمع إحياء الثقافة الإسلامية, ط1, 1411هـ-1990م.
  43. شيخ المضيرة أبو هريرة, محمود أبو رية (ت1385هـ), منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات, بيروت, ط3.
  44. صحيح مسلم, مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت261هـ), دار الفكر, بيروت.
  45. الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة, أبو العباس احمد بن محمد ابن حجر الهيتمي (ت974هـ)، تحقيق عبد الرحمن بن عبد التركي وكامل محمد الخراط, مؤسسة الرسالة, بيروت, ط1, 1997م.
  46. ضعفاء العقيلي, محمد بن عمرو العقيلي المكي (ت322هـ), تحقيق د. عبد المعطي أمين قلعجي, دار الكتب العلمية, بيروت, ط2, 1418هـ.
  47. علل الشرائع, أبو جعفر محمد بن علي الشيخ الصدوق (ت381هـ), المكتبة الحيدرية ومطبعتها, النجف الاشرف, 1385هـ-1966م.
  48. عمدة القاري شرح صحيح البخاري, محمود بن أحمد العيني (ت855هـ), دار إحياء التراث العربي, بيروت.
  49. العين, الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت175هـ), تحقيق د. مهدي المخزومي, د.إبراهيم السامرائي, مؤسسة دار الهجرة, قم, ط2, 1409هـ.
  50. غريب الحديث, حمد بن محمد البستي المعروف بالخطابي (ت388هـ), تحقيق عبد الكريم إبراهيم الغرباوي وعبد القيوم عبد رب النبي, دار الفكر, دمشق, 1402هـ-1982م.
  51. فتح الباري شرح صحيح البخاري, شهاب الدين أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني (ت852هـ), دار المعرفة, بيروت, ط2.
  52. فتح المغيث بشرح الفية الحديث للعراقي, شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت902هـ), تحقيق علي حسين علي, مكتبة السنة, مصر, ط1, 1424هـ-2003م.
  53. فن المقال الصحفي في أدب طه حسين, د. عبد العزيز شرف, الهيئة المصرية العامة للكتاب.
  54. فهرست اسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي), أبو العباس أحمد بن علي النجاشي الأسدي الكوفي (ت450هـ), مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين, قم, ط5, 1416هـ.
  55. في ظلال نهج البلاغة, محمد جواد مغنية (ت1400هـ), انتشارات كلمة الحق, مطبعة ستار, ط1, 1427هـ.
  56. الكافي, أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني (ت329هـ), تحقيق علي اكبر الغفاري, المطبعة حيدري, ط5, الناشر الكتب الإسلامية, طهران.
  57. كتاب سليم بن قيس, سليم بن قيس الهلالي الكوفي (ت ق1هـ), تحقيق محمد باقر الأنصاري الزنجاني, نشر دليل ما, قم, مطبعة نكارش, ط1, 1422هـ.
  58. كنز العمال, علي المتقي بن حسام الدين الهندي (ت975هـ), مؤسسة الرسالة, بيروت, 1409هـ-1989م.
  59. لسان العرب, أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الأفريقي المصري (ت711هـ), مراجعة وتدقيق د. يوسف ألبقاعي وإبراهيم شمس الدين ونضال علي, مؤسسة الاعلمي للمطبوعات, بيروت, ط1, 1426هـ-2005م.
  60. لسان الميزان, أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ), مؤسسة الأعلمي للمطبوعات, بيروت, ط2, 1390هـ-1971م.
  61. مباني تأصيل المصطلح الحديثي عند المسلمين, د. حسين سامي شير علي, دار الكفيل, كربلاء المقدسة, ط1, 1433هـ-2012م.
  62. مباني نقد متن الحديث, قاسم البيضاني, مطبعة توحيد, ايران, ط1, 1427هـ.
  63. المبهمون ومروياتهم في مسند أبي داود الطيالسي دراسة نقدية, د. فاضل إسماعيل خليل العبود, دار الضياء, النجف الأشرف, ط1, 1431هـ-2010م.
  64. المحلى, علي بن أحمد ابن حزم الأندلسي (ت456هـ), دار الفكر.
  65. المدخل لدراسة علوم الحديث, حسن طاهر ملحم, دار الضياء, النجف الأشرف, ط1, 1429هـ-2008م.
  66. المستدرك على الصحيحين, محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت405هـ), تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي.
  67. المستفاد من مبهمات المتن والإسناد, ابو زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي (ت826هـ), تحقيق د. عبد الرحمن عبد الحميد البر, دار الوفاء, المنصورة, ط1, 1414هـ-1994م.
  68. مسند أحمد, أحمد بن حنبل (ت241هـ), دار صادر, بيروت.
  69. مسند الشاميين, أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت360هـ), تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي, مؤسسة الرسالة, بيروت, ط2, 1417هـ-1996م.
  70. مصادر نهج البلاغة وأسانيده, عبد الزهراء الحسيني الخطيب (ت1414هـ), دار الزهراء, بيروت, ط1, 1409هـ-1988م.
  71. المصنف, عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي (ت235هـ), تحقيق سعيد اللحام, دار الفكر, بيروت, ط1, 1409هـ-1989م.
  72. معجم ابن الأعرابي, أبو سعيد بن الأعرابي البصري الصوفي (ت340هـ)، تحقيق عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، ط1، 1418هـ-1997م.
  73. المعجم الكبير, أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت360هـ), تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي, دار إحياء التراث العربي, ط2.
  74. معجم المناهي اللفظية وفوائد في الألفاظ, بكر بن عبد الله ابو زيد (ت1429هـ), دار العاصم, الرياض, ط3, 1417هـ-1996م.
  75. المعجم الموضوعي لنهج البلاغة, أويس كريم محمد, نشر مجمع البحوث الإسلامية, مشهد, مؤسسة الطبع والنشر في الآستانة الرضوية المقدسة, ط1, 1408هـ.
  76. مناقب آل أبي طالب, محمد بن علي بن شهر آشوب (ت588هـ), تحقيق لجنة من أساتذة النجف الأشرف, المطبعة الحيدرية, النجف الأشرف, 1376هـ-1956م.
  77. منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل, عباس بن محمد رضا القمي (ت1359هـ), ترجمة نادر التقي, نشر محبين, مطبعة سرور, قم, ط2, 1426هـ-2005م.
  78. منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة, حبيب الله الهاشمي الخوئي (ت1324هـ), تحقيق إبراهيم الميانجي, نشر بنياد فرهنك إمام المهدي عجل الله فرجه, المطبعة الاسلامية, طهران, ط4.
  79. منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة, قطب الدين سعيد بن هبة الدين الراوندي (ت573هـ), تحقيق عبد اللطيف الكوهكمري, نشر مكتبة آية الله المرعشي العامة, قم, مطبعة الخيام, 1406هـ.
  80. نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر, أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني (ت852هـ)تحقيق نور الدين عتر, مطبعة الصباح، دمشق, ط3، 1421هـ-2000م.
  81. نهج البلاغة, أبو الحسن محمد بن الحسين الشريف الرضي الموسوي البغدادي (ت406هـ), تحقيق هاشم الميلاني, العتبة العلوية المقدسة, 1431هـ-2010م.
  82. نهج البلاغة, أبو الحسن محمد بن الحسين الشريف الرضي الموسوي البغدادي (ت406هـ), تحقيق د. صبحي صالح, ط1, 1387هـ-1967م.
  83. هدي الساري مقدمة فتح الباري, أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ), تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين الخطيب, دار المعرفة, بيروت, 1379هـ.  
  84. وهج الفصاحة في أدب النبي صلى الله عليه وآله, علاء الدين الأعلمي, مؤسسة الأعلمي للمطبوعات, بيروت, ط1, 1408هـ-1988.

المجلات:

  1. مجلة تراثنا, مؤسسة آل البيت عليهم السلام, قم, العدد الأول, 1405هـ.

الرسائل الجامعية:

  1. الروايات المسيئة للنبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام, مها جمال الطفيلي, رسالة ماجستير, كلية الفقه جامعة الكوفة, 2012م.

مواقع الانترنت:

  1. إنجيل متي, (شبكة المعلومات العالمية), https://www.baytallah.com.
  2. سفر الملوك الثاني, (شبكة المعلومات العالمية), http://st-takla.org.
  3. سفر راعوث, (شبكة المعلومات العالمية), https://www.baytallah.com.
  4. شبهات حول الأسفار التاريخية, (شبكة المعلومات العالمية), http://www.drghaly.com.

 

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD