سَعَد نعمَة عَلِيّ

الناشر​

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مقدمة الناشر

الحمد لله الذي أنزل كتابه المعجز الحكيم بلسان عربي مبين، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى الصادق الأمين، وآله الأطهار الميامين.

وبعد: فإن للمباحث اللغوية أهمية بالغة الأثر في دراسات علماء الحوزة العلمية لما لها من مساس متميز و(مدخلية) فاعلة في غير ما جانب من جوانب (البحث الأصولي), ولعلاقة هاتيك المباحث بكثير من المسائل والقضايا الدلالية لإثبات وقوع الحقيقة والمجاز وتقريرات الأصل في فهم الأدلة السمعية هو الأخذ بالمعنى الحقيقي لا المجازي إلا مع القرائن الصارخة للمعنى الحقيقي. والبحث في دلالة اللفظ على المعنى من حيث الشمول وعدمه كالعام والخاص والمطلق والمقيد والأمر والنهي وما يصرف (الأمر) إلى الإباحة إذا جاء (الأمر) بعد (الحظر) ومباحث (الوضع) بأقسامه إلى آخر ما سيقف عليه القارئ الكريم في فصول هذه الرسالة القيمة.

وقد بلغ البحث اللغوي عند علماء الأصول في النجف الأشرف أعلى درجات التمحيص والتحقيق وتطور تطوراً بالغاً من خلال تطور الدراسات الأصولية ضرورة أن تطور الدراسات الأصولية يستلزم سريانه في جميع الموضوعات المكونة لنسيجها والداخلة في ضمن بناء هيكلها وتركيبها, وإلا كان هذا التطور غير مستوف لشروطه.

وقد كان لعلماء آل كاشف الغطاء (الدور المتميز) والجهود المضاعفة في هذا المجال, وقد واكب غير واحد من أساطين فقهائهم حركة (التطور اللغوي) التي بلغت ذروتها في العصر الأخير، وتوفر بعضهم كآية الله الشيخ محمد رضا آل كاشف الغطاء على دراسة أحدث النظريات في فلسفة اللغة وعلم الأصوات وأوعبها بحثاً وتمحيصاً بما يشهد له أنه (سبق زمانه) وفاق في هاتيك التطلعات أقرانه، هذا إلى جانب ما أولوه من اهتمام كبير في متابعة مسار (التطور الدلالي) وقد كان لهم في هذه المجالات مؤلفات نفيسة هي في (القمة) مما (توصل) إليه المحققون من أساطين الحوزة العلمية.

وهذا الكتاب الذي بين يديك أيها القارئ الكريم هو شاهد عدل على ما أشرنا إليه ونبهنا في الجملة عليه، وقد قدمه منضد عقوده ومُوَشّي فصوله الأستاذ الباحث سعد نعمة علي لنيل درجة (الماجستير) فشكر الله سعيه ووفقه فيما هو بصدده من نشر التراث العلمي والذخائر اللغوية, ولا يسعنا في هذا المجال إلا أن نقدم الشكر المتواصل إلى القائمين على مؤسسة كاشف الغطاء العامة والعاملين فيها وعلى رأسهم أمين المؤسسة العام سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة الدكتور عباس آل كاشف الغطاء دامت بركاته الذي كرس حياته المباركة لخدمة العلم ونشر تراث اهل البيت عليهم السلام داعين له وللجميع بطول البقاء ومواصلة العطاء.

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين

وبعد..

فقد انطلقت فكرة هذه الرسالة عندما اطلعت في إحدى مكتبات النجف الأشرف على كتاب (الصوت وماهيته والفرق بين الضاد والظاء)، للشيخ لآية الله محمد رضا كاشف الغطاء، وأدركتُ أن الشيخ عرض فيه إلى مسائل صوتية ولغوية مهمة، ثم اطلعت على رسالة الشيخ هادي كاشف الغطاء في فنّ التجويد فكان معضّدا لسابقه في إقرار هذا الموضوع وإثباته في نفسي، وكان من جملة الحوافز لي هو اختيار مدينة النجف الأشرف عاصمة للثقافة الإسلامية، لعام 2012م، ذلك بأنّ البحث اللغوي عند علماء هذه الأسرة يعدّ جزءً من الدرس اللغوي في هذه المدينة المقدّسة.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه قد سبقني إلى دراسة الجانب النحوي عند علماء آل كاشف الغطاء، الباحث باسم خضير خيري، في رسالته الموسومة (الدراسات النحوية عند آل كاشف الغطاء)([1])، تناول فيها المنظومات النحوية عند الشيخ عباس والشيخ هادي وجهود الشيخ محمد رضا والشيخ علي النحوية.

وجاءت خطتي في هذه الرسالة، في مقدمة وتمهيد، وفصلين كبيرين، وخاتمة.

ذكرتُ في المقدمة خطة الرسالة، والمنهج الذي اتبعته فيها، مع صورة مجملة للمصادر التي اعتمدتها.

وتناولت في التمهيد: التعريف بأسرة آل كاشف الغطاء، وترجمة موجزة لعلماء هذه الأسرة، الذين تناولت جهودهم اللغوية، ومصادرهم في هذه الجهود.

وخصصت الفصل الأول: بالبحث الصوتي عند علماء هذه الأسرة، وجاء في ثمانية مباحث خصصت الأول منها للحديث على مسائل فيزيائية الصوت عند الشيخ محمد رضا، لذلك كان عنوان هذا المبحث (علم الأصوات الفيزيائي)، وخصصت الثاني بالحديث عن مسائل العملية السمعية عند الشيخ محمد رضا، لذلك كان عنوانه (علم الأصوات السمعي)، وتناولت في المبحث الثالث، وصف الشيخ محمد رضا للجهاز النطقي عند الإنسان، ووظائف أعضائه وأثرها في إنتاج الصوت اللغوي، وأمراض النطق وعيوبه، وتقوية الأداء الصوتي، لذلك سميت هذا المبحث بـ(علم الأصوات النطقي).

ودراستي لهذه المسائل ذات الطابع العلمي، والطبي، والتشريحي، تنطلق من الغرض الذي كان الشيخ محمد رضا يقصده في دراسته لهذه المسائل، وهو الوصول إلى معرفة علمية ومنهجية للأصوات اللغوية، واستيعاب ظواهرها، وتغيراتها، ومنها قضية الضاد والظاء، فضلا عن أنّ الاهتمام بهذه المسائل العلمية كان السبب الرئيس في تطور الدراسات الصوتية واللغوية.

وتناولت في المبحث الرابع: مخارج الحروف عند الشيخ هادي والشيخ محمد رضا، وفي المبحث الخامس صفات الحروف عندهما، وفي المبحث السادس عدد الحروف العربية عندهما.

وخصصت المبحث السابع: بالحديث على الفرق بين الضاد والظاء عند الشيخ محمد رضا، والمبحث الثامن للحديث على ما أشار إليه الشيخ هادي، والشيخ محمد رضا، من تأثير بعض الأصوات في بعض، عند المجاورة في الكلام المتصل، وصور هذا التأثير.

أمّا الفصل الثاني: فتناولت فيه البحث الدلالي عند علماء هذه الأسرة، وجاء في ستة مباحث تناولت في المبحث الأول منها مسائل لغوية، أشار إليها علماء آل كاشف الغطاء، مثل مباحث وضع اللغة، وحقيقة هذا الوضع، والمشرّع الوضعي، والاجتهاد في اللغة، وكون اللغة نظاما يتألف من الحروف والحركات، ودراستي لهذه المسائل تأتي لسببين:

الأول: السير على منهج الدلاليين العرب المحدثين، عندما يمهّدون لدراساتهم الدلالية بالحديث على اللغة، من حيث نشأتها، وتطورها، وأغراضها، ونظامها.

والآخر: علاقة هذه المسائل اللغوية عند الأصوليين، بكثير من الموضوعات، والقضايا الدلالية كإثبات وقوع الحقيقة والمجاز، وغيره([2]).

وتناولت في المبحث الثاني: تعريف الدلالة، وأقسامها، والعلاقة بين الدال والمدلول عندهم، وفي المبحث الثالث طرائق الدلالة عندهم، وفي المبحث الرابع ما ذكروه من مباحث دلالة اللفظ على المعنى من حيث الشمول وعدمه، مثل العام وتخصيصه، والخاص، كالمطلق والمقيد، والأمر والنهي.

وتناولت في المبحث الخامس: الحقيقة والمجاز عندهم، وفي المبحث السادس ما أشاروا إليه من تصحيحات لغوية.

وأتبعتُ الرسالة بخاتمة: تحتوي على ملخص عام لموضوعاتها، واهم النتائج.

ولعلّ القارئ يلاحظ إن بعض المباحث لا يذكر فيها سوى عالم واحد، وفي بعضها أكثر من ذلك، وهذا الأمر ليس مقصودا، وإنّما جاء على وفق المادة اللغوية التي استطعت الوصول إليها.

ومصادري في هذه الرسالة الأساسية، هي مؤلفات علماء آل كاشف الغطاء، المخطوطة، والمطبوعة، واستعنت في دراستها بالمصادر اللغوية القديمة، أهمها كتاب سيبويه (180هـ)، وكتب ابن جني (392هـ)، وكتب علماء التجويد والأصول، وأفدت كثيرا من الكتب الصوتية، واللغوية الحديثة.

أمّا المنهج الذي اتبعته فهو المنهج الوصفي التحليلي، مع شيء من المقارنة، أمّا الوصف فلأني أعرض الجهود اللغوية عند علماء أسرة معينة، في مدّة زمنية معينة، وأمّا التحليل والمقارنة، فلأنّي أعرض بحثا لغويا، عند علماء ليسوا لغويين بالدرجة الأساس، بل هم علماء فقه وأصول، فكان لا بدّ من عرض هذا البحث على اللغويين المحترفين، قدمائهم، ومحدثيهم، لمعرفة قيمة ما كتبوه، وللكشف عن التمايز والتشابه.

وأتقدم بخالص الشكر والامتنان، إلى كل من مدّ لي يد العون، في سبيل إتمام هذا البحث وأخص أستاذي المشرف، الدكتور عائد كريم علوان الحريزي، لما أسداه لي من خالص النصح، ولما بذله من جهد في سبيل تقويم هذا البحث، فالله أسأل أن يجزيه عني وعن العلم خير الجزاء.

كما أود هنا أن أدعو الله أن يجزي بالخير أيادي كثيرة كانت وراء إتمام هذا البحث, ولولاها لما كان بصورته التي هو عليها الآن, وأخص بالذكر الأستاذ الفاضل الشيخ الدكتور عباس كاشف الغطاء على مواكبته لهذا العمل منذ بدايته, وعلى الملحوظات والمقترحات والتوجيهات والمساعدات المختلفة التي قدمها لي, والتي أغنت البحث فكرا ومنهجا, كما أخص بالذكر الشيخ شريف كاشف الغطاء وولده الشيخ أمير اللذين وفرا لي فرصة الاطلاع  على أهم المخطوطات والمصادر التي تخص علماء آل كاشف الغطاء, كما أتوجه بالشكر أيضا إلى المؤسسات والمكتبات التي ساعدتني في إتمام هذا البحث, وأخص بالذكر مؤسسة ومكتبة كاشف الغطاء العامة, ومكتبة الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء العامة, وإلى العاملين فيها, والشكر موصول أيضا إلى الأساتذة والزملاء والأصدقاء الذين ساعدوا الباحث في إخراج هذا العمل إلى حيز الوجود  وما توفيقي إلا بالله.

وقد تصدت مؤسسة كاشف الغطاء العامة المتمثلة بأمينها العام سماحة الحجة الشيخ الدكتور عباس آل كاشف الغطاء مشكورة لطباعة هذه الرسالة, فلهم مني جزيل الثناء سائلاً الله تعالى أن يجزيهم وافر العطاء.

تمهيد

التعريف بأسرة آل كاشف الغطاء ومصادر دراساتهم اللغوية

أسرة آل كاشف الغطاء:

وهم من نسل الشيخ جعفر الكبير ابن الشيخ خضر بن محمد بن يحيى بن مطر بن سيف الدين... بن إبراهيم الآخذ بثأر الإمام الحسين عليه السلام ابن مالِكِ الأشتر النخعي  ·([1]). فهم من عشائر آل إبراهيم من فخذ (آل عِلي) بكسر العين([2]). وهم من الأسر المهاجرة إلى مدينة النجف الأشـرف لِطلب العلم, ولِمجاورة الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام([3]), فقد هاجر جدّهم الأكبر الشيخ خضر(ت 1181هـ) من قرية جناجية وتعرف أيضاً بـ (جناجة) وأصلها ـ فيما قيل بـ قناقيا، في الحلة إلى النجف الأشرف في بداية القرن الثاني عشر الهجري([4]).

وَلقّبت هذه الأسرة بـ(آل كاشف الغطاء) نسبةً إلى كتاب (كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء) الذي ألفهُ جدّهم جعفر الكبير (ت 1228هـ)([5]), ومنهم من تلقّبَ باسم الشيخ جعفر نفسه كالشاعر والأديب المشهور صالح الجعفري (ت 1979هـ )([6]).

وتعد هذه الأسرة من ألمع الأسر العلمية والأدبية في العراق وأعرقها عموماً, والنجف الاشرف خصوصاً([7]), امتدت زعامتها الدينية أكثر من قرنين من الزمان([8]), وخدمتْ العلم والدين خدمات جليلة([9]), , وخرجتْ وأنجبت بفحول المجتهدين, وجهابذة العلم([10]), فهُم علماء وقادة, ومصلحون([11]), وفيما يأتي ترجمة موجزة لأبرز علماء هذه الأسرة, ممّن تناولت الرسالة جهودهم اللغوية.

1. الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء (1156-1228هـ) (1374-1813م):

هو الشيخ جعفر بن خضر بن محمد بن يحيى بن مطر بن سيف الدين المالكي, من أساطين الفقه, والكلام, وشيخ مشايخ المسلمين([12]), وزعيم الامامية ومرجعها الأعلى في عصره([13]), تلمّذَ على والده الشيخ خضر وعلى الشيخ محمد الفتوني, وحضر أبحاث علماء الفقه في عصره منهم الوحيد البهبهاني (ت 1206هـ) وقد وُصِفَ بـسعةِ العِلم وشــدة التواضع([14]).

وفي عصره تعرضت الحوزات العلمية ومذهب أهل البيت عليهم السلام إلى هجمات فكرية, وعسكرية, تصدى لها الشيخ جعفر بصبر وثبات, فقد تصدى لدعوات الأخباريين الذينَ دعوا إلى الأخذ بظواهر النصوص الشرعية, وترك الاجتهاد, لذلك ألّفَ الشيخ كتابهُ (الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة الإخباريين), فتقلصَ ظل الأخباريين وأزدادَ نشاط الأصوليين([15]), ودافع الشيخ جعفر عن مدينة النجف الأشرف دفاعاً قوياً إذ وقف بوجه الغارات والحملات الوهابية في سنة1217هـ([16]), ولهُ آثار علمية متنوعة مشحونة بالتحقيق والتدقيق([17]), كان أبرزها (كشف الغطاء), (مطبوع محقق), وغاية المأمول في علم الأصول (مخطوط).

2. الشيخ هادي آل كاشف الغطاء (1289-1361هـ) (1872-1942م):

هو الشيخ هادي ابن الشيخ عباس ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر الكبير([18]), قرأ على الشيخ الملا كاظم الخراساني (1329هـ), وعلى السيد محمد كاظم اليزدي (1337هـ).

وهو أحد أعلام النجف المقدمين, ومن عَمَدِ فضلاء أسرة آل كاشف الغطاء([19]), ومن العلماء الذين أجادوا في الفقه والأصول([20]), وكان أديبا, شاعراً, لغوياً, بليغ التتبع في المِلَلِ والنِّحَلِ والسِّيَر والعربية ومتن اللغة([21]), وكانت له مكتبة خاصة تعد من أنفس مكتبات النجف الاشرف وأكثرها قيمة, وفيها عدد غير يسير من المخطوطات والنوادر([22]), وكان مولعاً بشعر المتنبي, وانتخب منه مجموعة سماها (المحمود من شعر أحمد), أو (الطيب من شعر أبي الطيب)([23]).

وله مؤلفات ورسائل عديدة في مواضيع مختلفة([24]), أبرزها:

أ. رسالة في فن التجويد, وهي مطبوعة بتحقيق د. خليل إبراهيم المشايخي, وهي النسخة التي اعتمدت عليها في هذه الرسالة. وأرى أن تضاف هذه الرسالة إلى قائمة كتب علم التجويد, التي ذكرها د. غانم قدوري الحمد منذ ظهور مؤلفاته الأُوَل في القرن الرابع الهجري حتى أواخر القرن الثالث عشر الهجري([25]), وأن تأخذ هذه الرسالة مكانتها المتميزة, للأسباب الآتية:

1. إن الشيخ هادياً أول من استعمل عبارة (فن التجويد)، بدلا من عبارة (علم التجويد)، وعلل الشيخ سبب استعماله لفظة (فن) بقوله: (وهذا العلم هو نتيجة فنون القراءة وثمرتها، وهو كالموسيقى، من جهة أنّ العلم لا يكفي فيه، بل هو عبارة عن ملكة حاصلة من تمرن امرئ بفكه، وتدربه بالتلقف عن أفواه معلميه)([26]).

2. إنّ آخر كتاب اعتمد عليه د. غانم قدوري الحمد هو كتاب (خلاصة العجالة)، للدركزلي (ت1327هـ)([27])، وذكر الشيخ هادي انّه ألف رسالته في سنة 1321هـ([28])، فإن كان الدركزلي ألف (خلاصة العجالة) بعد هذا التأريخ، فإنّ الشيخ الهادي سيكون أسبقَ منه في التأليف، وإن كان ألف كتابه في أواخر القرن الثالث عشر الهجري كما يفهم من كلام د. الحمد([29])، فإن الفارق الزمني بين كتابه (خلاصة العجالة) ورسالة الشيخ هادي لا يتعدى الثلاث عشرة سنة.

3. إنّ الشيخ هادياً ابتعد في رسالته عن إيراد خلافات العلماء في جزئيات الأحكام، واقتصر على الآراء المتفق عليها، وإذا ما اضطر لعرض خلاف ما في مسألة معينة، فإنه كان يرجح ما يراه مناسبا([30]).

ب. الكشكول، ويتكون من جزأين، تحدث فيه الشيخ هادي عن قضايا تأريخية، ولغوية، واجتماعية، وسياسية (مخطوط).

 جـ. مصادر نهج البلاغة ومداركه (مطبوع).

 د. مستدرك نهج البلاغة (مطبوع).

 هـ. نظم الزهر من نثر القطر(مخطوط).

3. الشيخ محمد رضا آل كاشف الغطاء (1310-1366هـ) (1893-1946م):

هو ابن الشيخ هادي ابن الشيخ عباس ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء([31])، قرأ العلوم الأولية على والده الشيخ هادي، وقرأ الأصول والفقه خارجا على السيد أبو الحسن الأصفهاني (ت1365هـ)، وعلى الميرزا حسين النائيني (ت 1355هـ).

وهو من العلماء النابغين، والمبرّزين في الفضل، والفقه، والأصول([32])، وكانت له إحاطة بالنحو والمنطق والمعاني والبيان، والفقه و الأصول، والهندسة، والعلوم الرياضية، والآداب([33])، وله آراء مبتكرة ومستحدثة، ضمّنها مؤلفاته في العلوم المختلفة([34])، ومن هذه المؤلفات:

أ. تعليقات وشروح على الجزء الخامس من حقائق التأويل في متشابه التنزيل للشريف الرضي (ت406هـ)، طبعته جمعية منتدى النشر النجفية.

ب. رسالة في الخط العربي (مخطوط)، فقدت هذه الرسالة في السنوات الأخيرة.

ج. زيد بن علي، (مطبوع).

د. الشريف الرضي حياته وآثاره، (مطبوع).

هـ. الصوت وماهيته والفرق بين الضاد والظاء، ودرس فيه الصوت الإنساني واللغوي دراسة علمية منهجية، جاعلا من هذه الدراسة مدخلا لبحث قضية الضاد والظاء، طبع هذا الكتاب بتحقيق د. خليل إبراهيم المشايخي، إلا أنّ التحقيق لم يكن بالمستوى المطلوب، وجاءت النسخة المحققة مشحونة بالأخطاء الطباعية والتحقيقية، التي أربكت النص، وأتعبت الباحث، وتمثلت إبدال المحقق بعض الألفاظ الصحيحة للمؤلف، بألفاظ مخطوء بها من عنده، لا تنسجم مع معنى النص وسياقه، وانّ بعض الكلمات والفِقْرات لم يتمكن المحقق من قراءتها بصورتها الصحيحة، فأثبتها كما هي على ظواهرها وغموضها، وتمكنْتُ بعد جهد وعناء من قراءة هذه الألفاظ والفقرات بصورتها الصحيحة، وذلك بالرجوع إلى النسخة المخطوطة (الأصل)، التي اعتمدْتُ عليها في هذه الرسالة.

و. الفصول الرائقة في الأمثال العامية الشائعة، درسَ فيه الأمثال العامية النجفية، دراسة وصفية، محللا ألفاظها، وشارحا معانيها، ومشيرا إلى الظواهر الصوتية والصرفية فيها، ومحددا الألفاظ الدخيلة والأعجمية الواردة في هذه الأمثال. (مطبوع بتحقيق د. خليل المشايخي).

ز. نقد الاقتراحات المصرية في تيسير النحو (مطبوع).

4. الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (1294-1373هـ) (1877-1954م):

هو ابن الشيخ علي بن الشيخ محمد رضا بن الشيخ موسى بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء([35])، حضر عند الشيخ الملا كاظم الخراساني، صاحب كفاية الأصول، وعند السيد محمد كاظم اليزدي، وهو أستاذه وأستاذ أخيه الأكبر الشيخ أحمد الخاص، وحضر عند الشيخ محمد تقي الشيرازي (ت1339هـ) زعيم ثورة العشرين في العراق.

انتهت إليه المرجعية العليا بعد وفاة أخيه الشيخ أحمد كاشف الغطاء سنة 1344هـ، وذاع صيته منذ ذلك الوقت، ونبغ حتى أضحى كبير علماء المشرق على الإطلاق([36])، وعلما من أعلام الطائفة ([37]).

كان موسوعيا في علمه، برع في كل فن، وأخذ من كل علم بطرف([38])، حاضر في علمي الفقه والأصول نصف قرن من الزمان([39])، حتى عُدّ من أكبر أساتذة البحث الخارج في الفقه والأصول([40])، والدلالة([41]) وأشهرهم، وكان فوق ذلك أديبا من أئمة القريض، والفصاحة، والبيان، والتأليف([42]).

ناقش كبار المفكرين المعاصرين له، مثل د. أحمد أمين، والأديب والفيلسوف أمين الريحاني، والأب انستاس ماري الكرملي، وكانت له مواقف وطنية وسياسية مشهودة في مقارعة الانكليز([43])، وتميز بتوجّهه الإصلاحي في المجال الفكري والسياسي، والاجتماعي، والتعليمي([44]).

وله الكثير من المؤلفات منها:

أ. أصل الشيعة وأصولها، طبع أكثر من عشرين طبعة، وترجم إلى لغات عديدة.

ب. تحرير المجلة، وهو شرح لمجلة الأحكام العدلية، التي أصدرتها الحكومة العثمانية سنة 1876م، وشرحها الشيخ شرحا فقهيا، على مذهب أهل البيت عليهم السلام، درّسَتْ بكلية الحقوق بجامعة بغداد، (مطبوعة في خمسة أجزاء بتحقيق الشيخ محمد الساعدي).

ج. تعليقة على كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه، للقاضي علي بن عبد العزيز الجرحاني (مخطوط).

د. تعليقتان على ديواني السيد جعفر الحلي، والسيد محمد سعيد الحبوبي (مخطوطتان).

هـ. رسالة في مباحث الألفاظ (مطبوع).

و. تعليقة على شرح الشيخ عبده لنهج البلاغة (مخطوط).

ز. تعليقة على أدب الكاتب لابن قتيبة الدينوري (ت276هـ)، وذكر الشيخ أنه اعتمد في أكثر هذه التعليقة على كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب لابن السيد البطليوسي (521هـ)([45])، الأمر الذي يدل على أمانته العلمية، وحسن اختياره، لأنّ شرح البطليوسي يُعدّ من أوسع وأهم شروح أدب الكاتب([46])، ووصفه يوهان فك بـ(الشرح النفيس القيمة)([47])، (مخطوط).

ح. تعليقة على مقامات الحريري (ت516هـ) قال في الصحيفة الأولى منها: (استقصيتها بالنظر والسبر، والتعليق، والتصحيح) (مخطوط).

ط. تعليقة على كتاب البيان والتبيين للجاحظ (255هـ) (مخطوط).

والذي لاحظته في ضوء اطلاعي على هذه التعليقات أنّ الشيخ يصبّ اهتمامه فيها على الأمور الآتية:

1. ضبط الكلمات التي تحتاج إلى ذلك، بوضع أشكال الحركات، أو النص عليها.

2. شرح الألفاظ التي تحتاج إلى ذلك، وتوضيحها.

3. الإشارة إلى مواضع التصحيف والتحريف فيها.

4. الإشارة إلى مواضع التناقض في الآراء، أو الخطأ في نقل الأخبار اللاتي يقع فيها مؤلفو الكتب التي يعلق عليها.

وهذه الأمور تدل على الحسّ اللغوي الذي يتمتع به الشيخ، ومدى حرصه على تراث لغته العربية المقدس.

أ. دائرة المعارف العليا، ضَمّنَه الشيخ مجموع آرائه في مختلف العلوم الفقهية، والأصولية، والحكمة، والفلسفة، والأدب، والسياسة، وعلوم القرآن، والتفسير (مخطوط).

ب. الكُنّاشة، وهي عبارة عن موسوعة علمية، ضمّنها مختارات شعرية لمختلف الشعراء، ووجدتُ فيها مختارات من الشعر الفارسي، قام الشيخ بمقابلتها بأبيات تناظرها في المعنى من الشعر العربي، وهذا من أبرز مصاديق الأدب المقارن.

ج. المراجعات الريحانية، ضَمّنَهُ مناظراته التي جرت بينه وبين الأديب أمين الريحاني، والأب أنستاس الكرملي، وجرجي زيدان. (طبع في جزأين، بتحقيق السيد محمد عبد الحكيم الصافي).

د. مختصر كتاب الأغاني (مخطوط).

هـ. رسالة في العروض، حققها مؤخرا الباحث فلاح حسن عباس، كلية التربية، جامعة كربلاء.

5. الشيخ علي كاشف الغطاء (1331-1411هـ) (1913-1993م):

هو ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ هادي ابن الشيخ عباس ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء([48]).

تلقى المعرفة من أبيه الشيخ محمد رضا، ومن جده الشيخ هادي، ثمّ تتلمذ على المجتهد الكبير الشيخ كاظم الشيرازي (ت 1367هـ) واختص به وكان الشيرازي يقدمه على سائر تلامذته ونال درجة الاجتهاد وهو دون الثلاثين، إلى أن أصبح عالما محققا([49])، وحضر مجلس درسه جمهرة من خيرة النابغين، منهم د. مهدي المخزومي، و د. الشيخ أحمد الوائلي (رحمهما الله تعالى)([50]).

انتقلت إليه مكتبة جدّه وأبيه، وأضاف إليها كثيرا من الكتب، المطبوعة والمخطوطة، وتعدّ الآن من أهم المكتبات في النجف الأشرف وأنفسها([51]).

مؤلفاته:

أ. الأحكام. خمسة أجزاء (مخطوط).

ب. أدوار علم الفقه (مطبوع).

ج. التعارض والتعادل والترجيح (مطبوع).

د. نهج الصواب في حل مشكلات الإعراب (مطبوع).

هـ. نقد الآراء المنطقية وحل مشكلاتها (مطبوع).

و. النور الساطع في الفقه النافع (مطبوع).

مصادر الدراسة اللغوية عند آل كاشف الغطاء.

اهتم علماء آل كاشف الغطاء بجمع الكتب والمخطوطات، وتأسيس المكتبات، ما يجعل مصادر دراساتهم متنوعة ومتشعبة، وفي ضوء المباحث اللغوية التي وجدتها عندهم لاحظت اعتمادهم فيها على عدد من المصادر الأساسية، وهي:

1. الكتب اللغوية والنحوية القديمة، أهمها كتاب سيبويه، وكتب ابن جني أهمها كتاب الخصائص، وكتب ابن الحاجب (646هـ) مثل الكافية والشافية، والمزهر للسيوطي (911هـ).

2. كتب علم التجويد القديمة، فقد سبقوا الكثير من الدارسين المحدثين، في استثمار المادة الصوتية واللغوية المهمة في هذه الكتب، فالمعروف أنّ هذه الكتب كانت مجهولة ومهملة عند الدارسين المحدثين، إلى وقت متأخر([52]).

3. كتب الفلاسفة المسلمين، كالفارابي ( ت 339هـ)، وإخوان الصفاء (القرن الرابع الهجري)، وابن سينا (428هـ).

4. كتب علم أصول الفقه.

5. المعجمات اللغوية.

6. الجرائد والمجلات، والموسوعات العلمية التي كانت تصدر في بداية القرن العشرين، وهذا ما بدا واضحا عند الشيخ محمد رضا، فقد أحال على بعضها في كتابه (الصوت وماهيته)([53]).

 

مدخل

اهتمَ عُلماء العربية القُدامى بدراسة الصوت اللغوي, فكانوا بذلك من السباقين إلى الاهتمام بهذه الجزئية من الدرس اللساني, بل كانوا متقدمين على كثير من أمم الأرض في ذلك([1]).

وكان الخليل (ت 175هـ) أول من عني بدراسة الأصوات وأشهرهم, فوجه عنايته لأوزان الشعر, وإيقاعه, وابتدع لنا علم العروض, الذي لا يعدو أن يكون دراسة صوتية لموسيقى الشعر([2]), وألف معجم العين وأقامه على أساس صوتي يتمثل باعتماد مخارج الحروف في ترتيب الأبواب, ودرس في مقدمة العين مخارج الحروف وصفاتها, وسار على نهج الخليل فريق من أصحاب المعجمات كابن دريد (ت 321هـ) في مقدمة الجمهرة([3]).

وخصص النحاة بعض الأبواب في كتبهم لدراسة الأصوات. فقد مهد سيبويه لدراسة الإدغام بدراسة مخارج الحروف وصفاتها([4]), وسار على نهجه من جاء بعده من النحاة([5]).

وكان لفلاسفة العرب المسلمين نتاجات مهمة في مجال الأصوات, وخصوصاً ما يتعلق بالجانب الفيزيائي للأصوات([6]), ولعلماء البلاغة مباحث صوتية مهمة فيما يتعلق بعيوب النطق وتنافر الحروف وتآلفها([7]).

 

الفصل الأول

البحث الصوتي

 

المبحث الأول: علم الأصوات الفيزيائي.

  المبحث الثاني: علم الأصوات السمعي.   

المبحث الثالث: علم الأصوات النطقي.  

المبحث الرابع: مخارج الحروف.        

 المبحث الخامس: صفات الحروف.        

المبحث السادس: عدد الحروف العربية.  

 المبحث السابع: الضاد والظاء.             

      المبحث الثامن: الأصوات في حالة المجاورة.  

 

المبحث الأول

علم الأصوات الفيزيائي

1. الصّائت:

استعملَ الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء مصطلح (الصّائت) بمعنى مصدر الصوت, وعرّفهُ بقولهِ: (الصائت هو ذلك الجسم المهتز)([1]), يقول الدكتور إبراهيم أنيس: (أثبت علماء الصوت بالتجارب, أن كل صوت مسموع يستلزم وجود جسم يهتز)([2]).

واهتزاز مصدر الصوت سَببُهُ عند الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء حركة الأجسام المختلفة([3])، وتسمى عند المحدثين (حركة مصدر الصوت)([4]), وقد أشار الفارابي([5]), وإخوان الصّفاء([6]), وابن سينا([7]), إلى هذهِ الحركة حينما قرروا أنَ أصل الأصوات هو حركة الأجسام المختلفة, وما ينتج عن هذهِ الحركة من قرع أو قلع.

وأشار الشيخ محمد رضا إلى (أن نوع حركة الأجسام يختلف باختلافها, وأن ذلكَ فيها أجمع على مقياس ثابت, وموازين لا تتحول)([8]), ويقصد الشيخ (بنوع الحركة) التردد الخاص للجسم المتحرك والذي تتحكم فيه مجموعة من العوامل المادية المتعلقة بالجسم نفسه مثل كتلة الجسم، وبالنسبة إلى الوتر الطول، ونسبة الشد، وبالنسبة إلى التجاويف الحجم والشكل([9]), وهذهِ العوامل قصدها الشيخ بقولِ في النص السابق: (باختلافها).

وعن كيفية تحول اهتزازات مصدر الصوت إلى صوت, يقو ل الشيخ محمد رضا: (إن تلك الاهتزازات إذا كانت على درجات معلومة من السرعة, ومقادير موزونة, ووقعـت على الأذن شعرنا بصوت)([10]), فالاهتزاز يحتاج إلى شروط معينة لكي يتحول إلى صوت, وهذهِ الشروط التي أشار إليها الشيخ في النص السابق بقولهِ: (إذا كانت على درجات معلومة...) هي التي تُميّز الصوت المنتظم من غيرهِ مـن الأصّوات غير المنتظمة, يقول الدكتور تمّام حسان: (فالجرس أيّ أثر ٍ سمعي ّغيرِ ذي ذبذبة مستمرة مّطردة, كالنقرة على الخشب أو الطبلة... وأما الصوت بالمعنى العام (الذي يشمل اللغوي وغير اللغوي) فهو الأثر السمعي الذي بهِ ذبذبة مستمرة مطردة, حتى لو لم يكن مصدرهُ جهازاً صوتياً حياً)([11]).

ويطلق الشيخ محمد رضا مصطلح (الصائت) على جهاز النطق عند الإنسان([12]), يقول الدكتور أحمد مختار عمر: (مصدر الصوت هو أيّ شيء يُسبب اضطراباً في ضغط الهواء, وهو في أصوات اللغة أعضاء النطق)([13]).

2. الموجة الصوتية:

يرى الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء أن الصوت لا يّقع كما هو بصورة مباشرة على أذن السامع وإنما يتحول إلى موجات صوتية بوساطة تكاثف الهواء بصورة متتابعة وتنتقل هذه الموجات إلى أذن السامع([14]), وعن نشوء الموجة الصوتية يقول الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء: (ومن كل اهتزازة (ذبذبة) تحدث موجة صوتية, فهذه الموجة مؤلفة من هواء متكاثف, وهواء متلطف)([15]), يقول مالمبرج: (وتنشأ الموجه بدورها من ذبذبة (حركة متكررة)([16]), وتنشأ الموجة الصوتية أيّضاً بسبب تخلخل وانضغاط الهواء([17]), يقول الشيخ محمد رضا: (تنتقل الأصّوات عادةً في آذاننا بحركة تموجية في الهواء إن أمواج الصوت في الهواء أمواج طولية, أي أنها أمواج تخلخل وانضغاط)([18]), والموجة الطولية التي أشار إليها الشيخ هي من مميزات الموجة الصوتية, وهي التي تهتز فيها جزيئات الوسط لمسافات قصيرة في خط انتشار الموجة نفسه([19]).

ويشك الشيخ محمد رضا في صحة الرأيّ الذي يقول: إن الموجات الصوتية تحدث على شكل كرات أو دوائر فقط, ويرى الشيخ أن هذه الموجات الصوتية تكون مختلفة الأشكال, وشَبه الشيخ دقائق الهواء في حال تموجه بدقائق الرمل المهتز([20]), ويبدو أن الشيخ يقصد بهذا الشك ما ذكره إخوان الصفا من أن الهواء إذا تموج حدث من حركته شكل كروي([21]).

3. الناقل:

استعمل الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء مصطلح (الناقل)، ويقصد به الأوساط التي تنتقل بها اهتزازات الصائت (مصدر الصوت)([22])، وقد عرض إخوان الصفا, وابن سينا قضية الأوساط الناقلة للصوت, وهي عندهم تلك الأجسام التي يسهل انخراقها مثل الهواء والماء([23]), وهذه الأوساط عند الشيخ محمد رضا هي جميع الأوساط المرنة غازية كانت (ومثل لها بالهواء) أو سائلة (ومثّل له بالماء، أو جامدة (ومثّل لها بالارض)([24]), يقول الدكتور ابراهيم أنيس: (أثبتوا (علماء الصوت) أن هزات مصدر الصوت تنتقل في وسط غازي, أو سائل, أو صلب, حتى تصل الى الأذن الإنسانية)([25]), وخص الشيخ محمد رضا الهواء بالحديث عن الأوساط الناقلة, لأن الهواء بحسب قوله: (أكثر الموصلات استعمالا)([26]).

ويؤكد الشيخ محمد رضا خاصيةَ المرونة في الاوساط الناقلة للصوت, يقول: (ولا بد أن يكون (الوسط الناقل) جسماً مرناً... ومرادنا بالمرونة انه يعود إلى حالته الأصلية بعد انضغاطه)([27]).

4. مزايا الصوت:

استعمل الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء مصطلح (مزايا الصوت)([28]).

قاصداً به ما يسمى في الدرس الصوتي الحديث بـ(عناصر الصوت)([29])، أو مقاييس الصوت الفيزيائية([30]), مثل الشدة والعلو والسرعة, يقول الشيخ: (وشدة أو علو الصوت وسرعته تتوقفان على سعة الاهتزازات ولطاقة الهواء وكثافته... وكلما زادت الحرارة درجة زادت السرعة (سرعة الصوت) قدماً وتتساوى الأصوات في السرعة إذا كان الموصل (أي الوسط الناقل) واحداً)([31])، يقول الدكتور ابراهيم أنيس: (تتوقف شدة الصوت على سعة الاهتزازة وهي (سعة الاهتزازة) المسافة المحصورة بين الوضع الأصلي للجسم المهتز في حالة السكون وأقصى نقطة يصل إليها الجسم المهتز)([32])، وقال الشيخ محمد رضا: (دلت التجارب على أن علو الإحساس الصوتي في الأذن يتوقف على الطاقة الموجودة في الموجة الصوتية فإذا وجد صوتان يتفقان في التردد أحدهما اكبر سعة, فالأكبر سعة اكبر طاقة وأعلى صوتاً)([33]), يقول الدكتور تمام حسان: (فإذا اتسع ذلك المدى (يقصد مدى سعة الاهتزازة) كان الصوت عالياً, وإذا ضاق كان الصوت منخفضاً)([34]).

ويرى الشيخ محمد رضا أن سرعة الصوت تختلف تبعاً لمرونة الوسط الناقل([35]), لذلك أشار الشيخ إلى أن سرعة الصوت في الماء أكثر من ثلاثة أضعاف سرعته في الهواء, والسبب كما ذكره الشيخ هو أن مرونة الماء أعظم من مرونة الهواء([36]).

وقابل الشيخ محمد رضا بين مزايا الصوت, ومزايا السمع أو الإدراك, بقوله: (إن النوع الخاص للتموج الصوتي, ودرجة الصوت, وقيمته الموسيقية, إنما تدرك بواسطة الألياف التي يتألف منها الغشاء المخطط الحلزوني, فيكون كل خيط منها بمثابة سلك أو وتر مهيأ للتأثر من صوت خاص)([37]), ويبدو أن الشيخ يقصد بـ(النوع الخاص للتموج الصوتي) ما يسمى (بنوع الصوت), (وهو تلك الصفة الخاصة التي تميز صوتاً من صوت وإن اتحدا في الدرجة والشدة)([38]), ونوع الصوت هو أثر سمعي([39]), ودرجة الصوت في قيمته الموسيقية في الأذن لذلك تقاس هذه الدرجة بالسُلّم الموسيقي([40]).

وأشار الشيخ محمد رضا إلى ظاهرة الانعكاس الصوتي, وذكر الشيخ أن هذا الانعكاس يحدث نتيجة رجوع الموجة الصوتية لملاقاتها جسماً, لا يكون موصّلاً, لأنه غير مرن لذلك سماه أيّضاً (الترجيع)([41]), ويسميه ابن سينا الصدى([42]) أما الشيخ محمد رضا فيرى أن الانعكاس لا يتحول إلى صدى إلا بتوافر شرطين: الأول بعد الجسم العاكس عن مركز الصوت, والآخر تكرار الانعكاس مرات متعددة([43]) أيّ أن مفهوم الانعكاس عند الشيخ أعم من الصدى وهو مفهوم يتفق مع الدرس الصوتي الحديث([44]).

5. ماهية الصوت:

استعمل الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء مصطلح (ماهية الصوت) في دراسته لظاهرة الصوت بالمعنى العام([45]), وورد عنده أيضا مصطلح (جوهر الصوت وحقيقته)([46]), وهذان المصطلحان يردان بكثرة في أحاديث الفلاسفة والمناطقة([47]), خصوصاً حينما تدور هذه الأحاديث حول حقيقة الأشياء, ومنها حقيقة الصوت([48]).

وحقيقة الصوت عند الشيخ محمد رضا هي (عبارة عن شعورنا بالاهتزازات والتموجات بما أودعه اللّه فينا من الإحساس السمعي)([49])، ويستنتج الشيخ أيضاً أن الصوت غير موجود خارج نطاق السمع, وذلك بقوله: (فلو لا حاسة السمع وواعيته لم يكن في الوجود صوت... ولو لا الإحساس السمعي لكان العالم كله صمتا... فما نحسبه من أن الصوت كما نسمعه أمر قائم في نفسه سمعناه, أو لم نسمعه يحتم علينا البرهان العلمي إنكاره أشد الإنكار)([50]), ويبدو أن الشيخ يقصد بهذا الإنكار ما ذهب إليه ابن سينا من أن الصوت موجود في الخارج لا من حيث هو مسموع([51]).

والذي ذهب إليه الشيخ محمد رضا فيما يخص حقيقة الصوت يؤيده الدرس الصوتي الحديث, يقول د. إبراهيم أنيس: (الصوت ظاهرة ندرك أثرها دون أن ندرك كنهها)([52])، ويقول الدكتور تمام حسان: (الصوت هو الأثر السمعي)([53])، لكن من حيث المتلقي لا من حيث المصدر.

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن المسائل السابقة التي بحثها الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء, وهي الصائت (مصدر الصوت), والموجات الصوتية, والأوساط الناقلة, ومزايا الصوت (عناصره), وماهية الصوت (حقيقته) تبحث في البحث الصوتي المتأخر في نطاق ما يسمى بـ(علم الأصوات الفيزيائي) أو (الاوكستيكي, acastic)([54]). وهو علم يهتم بدراسة الخصائص المادية أو الفيزيائية لأصوات الكلام في أثناء انتقالها من المتكلم إلى السامع)([55])، والإلمام بهذا العلم وبقضاياه مهمٌ لدارس اللغة, يقول الدكتور كمال بشر: (علم الأصوات الفيزيــائي ربما يكـون أقرب إلى الدقـة, وأكثر عونـاً على الوصـول إلى أعماق الصوت اللغوي وأسراره)([56]), ويقول الدكتور غانم قدوري الحمد: (إن توضيح بعض القضايا المتعلقة بفيزياء الصوت يكشف لدارس أصوات اللغة أمورا لا غنى له عنها إذا أراد أن ينطلق من فهم صحيح لحقائق الصوت وهو يعالج أصوات اللغة)([57]).

ومن الدارسين المحدثين من يتوسع في معنى هذا العِلم, فيجعلَهُ شاملاً أيّضاً لعلم الأصّوات السمعي([58]), ويرى الدكتور كمال بشر أنَّ هذا التوسع جاءَ نتيجة الترجمة غَير الدقيقة لمصطلح ( (Acoutic phoneticsوهو منهج يؤدي إلى الخلط بين علم الأصّوات الفيزيائي, وعلم الأصوات السمعي([59]).

والملاحظ أن الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء لم يقع في هذا الخلط وعدم الدقة, الذي وقعَ فيه من جاء من بعدهِ من الدارسين المحدثين, بدليل أن الشيخ بحثَ مسائل فيزيائية الصَّوت السابقة تحتَ عنوان الصائت (مصدر الصوت), والناقل (الأوساط الناقلة), وماهية الصوت (حقيقته), أمّا مسائل علم الأصّوات السمعي, فقد بحثها الشيخ محمد رضا بشكل مستقل تحتَ عنوان المتلقي, والسامعة, والجهاز السمعي.

المبحث الثاني

علم الأصوات السمعي

1. المتلقّي:

المتلقّي عند الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء هو الجهاز السمعي عند الإنسان, وقد أفصَحَ الشيخ عن هذا المعنى بقولهِ: (نعني بالمتلقي هنا الجهاز السمعي من بواديه إلى أعماقهِ... ومن ظواهرهِ إلى خفاياه)([1]).

وقد أكد الشيخ محمد رضا في أكثر من موضع أهمية الحاسّة السمعية في إدراك الأصوات وتمييزها([2]), وممّا قالهُ في هذا الشأن: (ولا سبيلَ لنا إلى معرفة تنوعات الأصوات واختلافاتها إلاّ الحاسة السمعية, وهي الحكم الوحيد في ذلكَ لا غير, والمقاييس الفنية مهما بُولغَ في ضبطها وإتقانها لا تفي بالمطلوب, وان ضبط بها عدد الاهتزازات والتذبذبات ضبطاً متقناً)([3]), فالشيخ في هذا النص يرى أن المقايّيس الفنية أو الآلات التجريبية التي تقوم بوظائف تشابه وظائف الجهاز السمعي لا يمكن أن تكون بديلا عن الوعي السمعي, لذلك قال في أثناء حديثه عن الجهاز السمعي: (ولا نبحث عما عداه كالصحيفة في الآلة الحاكية التي ترتسم عليها الاهتزازات الصوتية بواسطة الإبرة الكاتبة)([4]), وأهمية الوعي السمعي التي أكدها الشيخ يؤيدها الدرس الصوتي الحديث, يقول الدكتور محمود السعران بعد أن تحدث عن أجهزة تسجيل الذبذبات: (يجدر بنا أن نذكر أن الأذن السليمة المرهفة المدربة, هي المعتمد الاساسي لدارسي الأصوات)([5]), فالإدراك السمعي الصحيح للأصوات اللغوية إذا تحقق مكن السامعين من ميز الأصوات اللغوية بعضها من بعض وتعرفها([6]), لذلك فإن عملية تصنيف الأصوات اللغوية تقوم في أغلبها على أساس سمعي([7]).

2. السامعة:

السامعة عند الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء تعني الأذن, ولعل الشيخ أخذ هذا المصطلح من إخوان الصفا, حيث ورد في رسائلهم تعبير (القوة السامعة)([8]), كما أن (السامعة) وردت في الشعر العربي بمعنى الأذن أيضاً يقول طرفة: (كسامعتي شاةٍ بحومل مفردِ...)([9]), ويجمع على سوامع([10]), والسامعة عند الشيخ محمد رضا مؤلفة من ثلاثة أقسام:

القسم الخارجي: ويسمى أيضاً (الأذن الخارجية)([11])، وذكر الشيخ أن هذا القسم مؤلف من الصيوان, والصماخ, وعرف الصماخ بأنه أنبوبة قمعية نافذة في عظام الرأس وفي نهايتها الداخلية غشاء شفاف يسمّى الطبلة([12])، لذلك يسمى الصماخ أيضاً بـ(الممر السمعي)([13])، أو القناة السمعية([14]).

القسم المتوسط: ويسمى أيضاً (الأذن الوسطى)([15]), وذكرَ الشيخ أن
هذا القسم مؤلف من غشاء الطبلة, لذلك فإنّ بعض المحدثين يسمي هذا
القسم بـ(طبلة الأذن)([16])، وأشارَ الشيخ إلى أن هذا الغشاء يفصل بين القسم
 المتوسط والخارجي, وأنه يفصل بينهُ وبين القسم الداخلي نافذتان مسدودتان بغشاء سماها الشيخ بـ(الكوّة البيضية, والكوة المستديرة)، وما بينَ الغشائين صُنيديق الطبل([17])، وأشار الشيخ إلى أن القسم المتوسط توجد فيه أربع
عظيمات هي أجمل عظام وأصغرها في جسم الإنسان, مرتبة على هيأة
سلسلة وترتبط ببعضها بأربطة عضلية على هيأة خط منكسر, يَصل بينَ
غشاء الطبلة, والكوة البيضية وعلى حسب أشكالها تسمى المطرقي, والسنداني, والعدسي, والركاب([18]).

وأشار الشيخ إلى أن هذا القسم المتوسط يضم ما سّماه (بوق أستاكيوس)([19]), وعرفه بأنه أنبوبة ممتدة من صنيديق الطبل الى مؤخر البلعوم([20])، وظيفتها تحقيق التوازن بين الهواء المحصور في صنيديق الطبل والهواء الخارجي([21]), وتسمى أيّضاً (بوق اوستاش)([22])، أو (قناة اوستاكي)([23]).

القسم الداخلي (الأذن الداخلية): وسماه الشيخ محمد رضا أيضاً بـ(التيه)([24]) وأشار أيضاً إلى (أن هذا القسم هو الضروري للسمع، ويمكن إزالة ما عداه من الأقسام مع بقاء حاسة السمع)([25]), وذلك لأن إصابة الأذن الخارجية أو الوسطى تؤدي صمم التوصيل، ويستطيع المصابون به إدراك الصوت بالتوصيل العظمي، أما إصابة الأذن الداخلية فتؤدي إلى صمم الإدراك([26])، لأن الأذن الداخلية فيها أعضاء السمع الحقيقية ([27]).

وقسّم الشيخ محمد رضا الأذن الداخلية على ثلاثة أقسام: الأول الحلزون ويقصد به (القوقعة)([28])، وهو الجزء الأساس من الأذن الداخلية([29])، والثاني: القنوات الهلالية وهي ثلاث: واحدة أفقية، واثنتان شاقوليتان([30])، والثالث: الدهليز، ويوصل القسم المتوسط بالقنوات الهلالية والحلزون ([31])، وأشار الشيخ أيضا إلى أن القسم الداخلي للأذن توجد فيه سوائل وعصب السمع منتشرة ومتشعبة([32]), وأشار ابن سينا إلى هذا العصب وسماه العصب الحاس للصوت([33])، أما وظائف أقسام الأذن, فقد أشار إليها الشيخ محمد رضا بقوله: (بالأذن الظاهرة (الخارجية) تجمع الأصوات على غشاء الطبلة... وينفعل غشاء الطبلة بتموجات الهواء, ويوصلها إلى العظيمات, ويخفف من شدة الأصوات أيّضاً, والقسم المتوسط يفصل الارتجاجات, الحاصلة في غشاء الطبلة من تموجات الهواء... والقسم الداخلي مملوءة تجاويفه سيالاً مائياً تنتهي إليه خويطات العصب السمعي وهي توصل الأصّوات إلى الدماغ)([34]).

3. العملية السمعية:

وصف الشيخ محمد رضا كيفية حدوث عملية السمع بقوله: (بواسطة الأذن نشعر بتموجات الهواء الحاصلة من ارتجاج الأجسام, وهذه التموجات هي التي تسبب الأصوات... والخلاصة أن الصيوان يمسك بالموجة الهوائيـة، وتنطلق منه مادة بالأنبوبة إلى غشاء الطبلة, وتمرّ بسلسلة العظيمات إلى الدهليز والقنوات الهلالية وعصب السمع, فاهتزاز الجسم الصائت (مصدر الصوت) ينعكس في تعاريج الصيوان, وبعد نفوذه في الصماخ, ووصوله يؤول إلى ارتجاج هذا الغشاء, وارتجاجه يسري إلى الغشاء الثاني فيرتج, وإذا ارتجّ تموجت السوائل في التيه)([35]), وقد أشرتُ قبل قليل إلى أن الشيخ ذكر أنّ هذه السوائل والأعصاب المتصلة بها هي التي توصل الأصوات إلى الدماغ, ويرى الشيخ محمد رضا أن التموجات الصوتية قد تصل إلى مراكز الإحساس السمعي عن طريق الجدران العظمية للقسم الخارجي والداخلي([36])، وأغلب الظن أن الشيخ يشير هنا إلى ما يسمى حديثاً بـ(التوصيل العظمي), وهو عبارة عن توصيل الصوت إلى الدماغ, بوساطة التأثير على القسم الداخلي للأذن, وذلك بوساطة تذبذب عظام الجمجمة([37]).

ومن عجائب الأذن عند الشيخ محمد رضا أنها (تميز الأصوات فتحللها وترد كلاً إلى أصله)([38]), يقول الدكتور أحمد مختار عمر: (وقد وجد أن الأذن تستطيع أن تميز آلافاً مؤلفة من الأصوات)([39]).

وهذه المسائل السمعية السابقة التي تناولها الشيخ محمد رضا تبحث في الدرس الصوتي الحديث في نطاق ما يسمى بـ(علم الأصوات السمعي)([40]), وهو أحدث فروع علم الأصوات على الإطلاق, ويُعنى هذا العلم كما فعل الشيخ محمد رضا بدراسة ميكانيكية الجهاز السمعي من حيث تموجات الأصوات واستقبالها([41]), ويرى الدارسون المحدثون أن عناية علماء اللغة اقتصرت زمناً طويلاً على عملية إنتاج الكلام وبعض جوانب فيزياوية الصوت, أماّ الجانب السمعي للأصوات فقد تخلّفت الدراسة فيه أشواطاً بعيدة([42]), إذا: (من النادر أن نجد بحثاً صوتياً خاصاً, أو بحثاً لغوياً عاماً, يعرض لهذا العلم ومشكلاته)([43]), لذلك يتفق الدارسون المحدثون على أهمية دراسة الجانب السمعيّ, وعلى وجوب التعمق في مسائلهِ([44]).

المبحث الثالث

علم الأصوات النطقي

أولا: أعضاء النطق

ذكر الشيخ هادي كاشف الغطاء أعضاء النطق في أثناء حديثهِ على مخارج الحروف([1]), على وفق طريقة القدماء, أمّا الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء فقد وصفَ أعضاء النطق على وفق منهج الدرس الصوتي الحديث, إذ وضعَ بحثاً مستقلاً للحديث عن هذه الأعضاء قال في بدايته: (ولأجل أن أوقفك على شيء من بدائع التكوين نتوسع في بيان بنية هذا الأرغَن الإلهي البديع)([2]).

1. الرئتان:

أشار الشيخ محمد رضا إلى أثرهما في عملية التصويت في غير موضع([3]), وشبههما في أحد المواضع بالمنفاخ في الأرغن([4]), وهو تشبيه متداول عند اغلب الدارسين المحدثين([5])، ويرى الدارسون أنّ إضافة الرئة إلى أعضاء النطق أمرا ضروريا, لأنها لا تقل أهمية عن سائر الأعضاء([6]).

2. القصبة الهوائية:

يسميها الشيخ هادي (قصبة الرئة)([7]), وهي تسمية ابن سينا في القانون([8]), وأشار الشيخ محمد رضا إلى أثرهما في عملية التصويت وسماها (قناة الهواء)([9]), لأنها تَصل بين الرئتين والحنجرة([10]), وبرهنت البحوث الحديثة أنها تُستَغل أحيانا بوصفها فراغا رنّانا([11]).

3. الحنجرة:

يقول الدكتور إبراهيم أنيس: (لقد عدَّ القدماء والمحدثون هذا العضو الأداة الأساسية للصوت الإنساني)([12]), وهذا ما أشار إليه الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء بقولهِ: (الحنجرة العضو الأساسي في التصويت)([13]), وأشار أيضا في موضع آخر إلى أن الحنجرة مصدر مادة الصوت عند الإنسان([14]).

ولِهذا فإن البحث الصوتي الحديث يعطي مساحة أوسع للحديث عن الحنجرة ومكوناتها([15]), وفي هذا يقول د. غانم قدوري الحمد : (إنَّ من الانجازات المهمة لعلم الأصوات الحديث إدراك دور الحنجرة في عملية التصويت)([16]), ولو أن الدكتور الحمد قال: (دور الوترين) وهما أهم أجزاء الحنجرة لَكانَ أدق, لأن دور الحنجرة عموماً قد أشار إليه أيضاً ابن سينا وهو من القدماء بقولهِ: (الحنجرة عضو غضروفي خُلِقَ آلة للصوت)([17]), كما أنهُ (ابن سينا) ذكرَ الحنجرة في كتابه (أسباب حدوث الحروف)([18]), ووصفَ غضاريفها الثلاثة.

وغضاريف الحنجرة كما يقول الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء: (أربعة لها أسماء معروفة في كتب التشريح وترتبط وتتحول بعضها على بعض برباطات وعضلات)([19]), وكذلك الحال عند عدد من الدارسين المحدثين([20]), في حين أنها (الغضاريف) ثلاثة عند ابن سينا([21])، وأغلب الدارسين المحدثين([22]), ويبدو أن هذا الاختلاف في العدد يعود إلى عدّ الغضروفين, الهرميين وهما من غضاريف الحنجرة غضروفين مستقلين أوعدّهما غضروفا واحدا, لتشابههما في الشكل والوظيفة.

وقد وصف الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء الحنجرة وغضاريفها بقوله: (فهذه الأنبوبة الغضروفية المعروفة بالجوزة الكائنة على هيأة مخروط قاعدته إلى الأعلى نحو اللّسان وعلى شكل مثلث منفرج والمؤلفة (الحنجرة) من قطع غضروفية متصلة بعضها ببعض وباللّسان والفك...)([23]), وكذلك قوله في موضع آخر: (وتعتمد هذه الأوتار على غضروفين احدهما يقابل الآخر يتباعدان ويتقاربان بالأداء)([24]).

ويشير الشيخ بقوله (الأنبوبة) في النص السابق إلى ما تتخذه الحنجرة من هيئة تجويف غضروفي([25]), ويقصد بقوله: (الجوزة) ما يسمى بـ(الغضروف الترسي)([26]) أو (الدرقي)([27]), وهذا الغضروف يُرى بارزاً الى أمام في رقاب الرجال([28]), ويسميه المحدثون (تفاحة آدم)([29]), وهو أهم غضاريف الحنجرة لاحتوائه على الوترين الصوتيين, إضافة إلى أنه أكبر الغضاريف.

أما قوله في نصوصه السابقة: (وعلى شكل مثلث منفرج) وقوله: (وتعتمد هذه الأوتار على غضروفين... الخ), فهو يشير في ضوئهما إلى ما يسمى بـ(الغضروفين الحنجريين)([30]), أو (الغضروفين الهرميين)([31]), أو (النسيجين الخلفيَّيْن الهرميَّيْن)([32]), وهما على شكل هرم([33]), مثلث القاعدة([34]), ويتحركان بنظام العضلات الذي يسيطر عليهما([35]), وهذه العضلات هي التي تعطي المتكلم القدرة على التحكم في فتحة المزمار([36]), وهو ما أشار إليه الشيخ محمد رضا بقولهِ: (وإذا تقلّصَت بعض العضلات في جدران الحنجرة ازداد المزمار ضيقاً عند الحاجة)([37]).

4. الوتران الصوتيان:

وهما أهم أعضاء جهاز التصويت عند الإنسان([38])، ومصدر حدوث الصوت فيه([39]), وهما يحددان صفتي الجهر والهمس([40])، لذلك أدت عدم معرفة العرب القدماء لهما([41])، إلى عدم اكتمال نظرتهم إلى هاتين الصفتين من حيثُ التعريف وبعض الأصوات المتصّفة بهما([42]).

ومما يؤكد إدراك الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء أهمية الوترين الصوتيّين ووظيفتهما أنهُ ذكرَ كلمة الأوتار ومرادفاتها في أكثر من عشرين موضعاً في كتابهِ (الصوت وماهيتهُ) وأطلق عليها في بعضها اسم (أوتار النطق والتلفظ)([43]).

وقد وَصَفَ الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء الوضعية التي تتخذها الأوتار الصوتية في الحنجرة بقوله: (وهي موضوعة مَثنى بصورة متناظرة)([44]), وقولهِ في موضع آخر: (يكون في تجويفها (تجويف الحنجرة) أربع ثنيّات غشائية على كل جانب منها ثنيَّتان... ويتألف جانباهما من نسيج مرِن)([45]), فالشيخ يشير هنا إلى ما يذكره الدرس الصوتي الحديث من أن الأوتار الصوتية تقع متقابلة على قمة القصبة الهوائية وبشكل متواز([46]), أمّا قولهِ: (الثنيّات) فهو مصطلح آخر في الأوتار الصوتية([47]), يقول الدكتور عبد الصبور شاهين: (وقد يفضّل بعض اللغوين تعبير الثنيّات أو الطيّات الصوتية)([48]), أمّا النسيج المرن فهو من أهم مكونات الأوتار الصوتية([49]), وهو كما يقول مالمبرج: (عبارة عن رباط عظميّ)([50]).

وفي موضع آخر ميز الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء بين الوترين الصوتيّين الصحيحين والكاذبين أو الزائفين([51]), وحدد موقع كل منهما بقولهِ: (وهما (الوتران الصحيحان) غير الكاذبين اللذين فوقهما فإنهما لا يصوتان)([52]), فمصدر الصوت حسب قول الشيخ في موضع آخر هو: (الحبل (الوتر) الأسفل ونظيرهُ (الوتر الذي يقابله) اللذان هما في الفتحة السفلى من الحنجرة)([53])، أما التجويف بين الوترين العلويين (الكاذبين) والسفليين (الصحيحين) فأشار إليه الشيخ محمد رضا واصطلح عليه اسم (بطين الحنجرة)([54]), ويسميها مالمبرج (بطينات مورجاني)([55]), وأشار (مالمبرج) إلى أن هذه البطينات لها اثر رنيني على النغمة الحنجرية([56]).

أما لسان المزمار فقد أشار إليه الشيخ محمد رضا والى وظيفته بقوله: (وللمزمار(يقصد فتحة المزمار) قطعة غضروف خلف اللّسان تشبه ورقه من زهر الزنبق هي مصراع يمنع مرور الطعام إلى قناة الهواء، أي القصبة تسمى لسان المزمار)([57])، ويسميه بعض المحدثين بـ(الغلصمة)([58]), ومصطلح (لسان المزمار), ذكره ابن سينا في القانون)([59]), وجعل له وظيفة صوتية فقال: (وخلق لأجل التصويت الشيء الذي يسمى لسان المزمار) مما جعل الدكتور أنيس يذهب إلى أن ابن سينا كان يقصد بـ(لسان المزمار), ما يسمى عند المحدثين بـ(فتحة المزمار)([60]).

5. فتحة المزمار:

عرفها الشيخ محمد رضا بقوله: (فرجة المزمار هي الفتحة التي بين الأوتار)([61]) وهي بحسب قول الشيخ في موضع آخر: (شق ضيق بين الوترين الصوتيين يمتد من مقدم تجويف الحنجرة إلى مؤخره)([62]), وفتحة المزمار تأخذ أوضاعا مختلفة من حيث الانفتاح والتضييق([63]), وهذه الأوضاع تخضع لإرادة المتكلم, وذلك بفضل العضلات التي تتمتع بها غضاريف الحنجرة, والتي أشار إليها الشيخ محمد رضا فيما سبق, وأشار الشيخ إلى هذه العضلات والى وظيفتها بوضوح بقوله: (وتغير العضلات اتساع فرجة المزمار)([64]), يقول فندريس: (وتستطيع هذه الأوتار بفضل نظام للحركة لطيف التدبير يديره عدة أزواج من العضلات أن تأخذ أوضاعا مختلفة)([65]), وقد أشار الشيخ إلى هذه الأوضاع وما يتبعها من صفتي الجهر والهمس, في حديثه عن صفات الأصوات.

6. التجاويف:

إنّ جهاز التصويت كما يقول فندريس: (يكون ناقصاً لو أنه كان مكوناً من الحنجرة وحدها)([66]), وإن التكملة اللازمة لهذا الجهاز كما يقول فندريس أيضاً: (تأتيه من التجاويف التي تفتح عليها الحنجرة)([67]), وهذا الأمر أشار إليه الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء بقوله: (إن أجواف الأنف وجوف الفم اللّسان والشفتين ترافق الحنجرة في عملها وتساعدها فهي معدودة من متممات جهاز التصويت أي كعوامل مساعدة)([68]), يقول الدكتور تمام حسان: (أما كيف يتحول هذا الجرس (ذبذبة الأوتار في الحنجرة ) إلى حس له درجة وعلو وقيمة فذلك سيتوقف على عوامل مساعدة يمكن تسميتها حجرات الرنين)([69]), فهذه التجاويف والتي تخلع على كل صوت طابعه الخاص([70]), يمكن عرضها على النحو الآتي:

أ. تجويف الحلق:

وهو عند المحدثين الجزء الذي بين الحنجرة والفم([71]), أما القدماء فيقسّمونه على (أقصى) و(وسط) و(أدنى)([72]), ويقصدون بـ(أقصى الحلق) الحنجرة([73]), لذلك فإن مفهوم الحلق عند القدماء أوسع, وقسّم الشيخ هادي كاشف الغطاء الحلقَ إلى (ابتداء) و(وسط) و(وآخر)([74]), والحلق فضلاً عن كونه يشكل مخرجاً لأصوات لغوية خاصة يستغل بصفة عامة كفراغ رنّان يضخم بعض الأصوات([75]), وهو ما أشار إليه الشيخ محمد رضا بقوله: (وينوّع الصوت حجم الحنجرة... وحالة الحلق)([76]).

ب - تجويف الفم:

ويبدأ من نهاية تجويف الحلق وينتهي بالشفتين([77]), وأشار إليه الشيخ محمد رضا في أكثر من موضع([78]), وشبهه برأس أنبوبة الأرغن([79]), ولأنّ هذا التجويف يضم أكثر أعضاء جهاز النطق([80])، فإنه يتغير بصورة كبيرة في الشكل والحجم([81]), مما يسمح له القيام بأدوار رئيسة في إخراج الأصوات الكلامية([82]), يقول الشيخ محمد رضا: (ومن ذلك يتغير شكل جوف الفم في فتحتيه الأمامية والخلفية, ومن هذه التبدلات تتغير نغمات الصوت المزماري ورنينه)([83]).

ج. التجويف الأنفي:

يسميه الشيخ هادي بـ(الخياشيم)([84])، وهو مصطلح القدماء([85])، أمّا الشيخ محمد رضا فيسميه (أجواف الأنف)([86])، و(المجريان الأنفيان)([87])، وهيَ تسميات حديثة([88]), وأشار الشيخ محمد رضا إلى أن هذا التجويف يُسهِم في إظهار شِدة الأصوات اللغوية، وذلكَ بِقولِهِ: (ينضَمّ إلى الحنجرة في إحداث الصوت الجدران المطاطة في أجواف الأنف، فإنها يحدث فيها بعض الاهتزازات المرافقة لاهتزاز الأوتار, لذلك تشتدّ الأصوات الحاصلة في الحنجرة)([89])، يقول د. أنيس: (إنَّ هذا التجويف يستغل كفراغ رنّان يضخم بعض الأصوات حينَ النطق)([90]).

 7. الفك الأعلى:

وهيَ تسمية الشيخ هادي([91])، أما الشيخ محمد رضا فيسميه (سقف الفم)([92]).

 و(الحنك)([93])، يقول مالمبرج: (أمّا سقف الفم فهوَ الحنك)([94])، ويسمى أيضاً الفك الأعلى([95])، ويتكون الفك الأعلى من ثلاثة أجزاء: الأول هو اللثة، ويسميها الشيخ هادي (أقصى الثنايا)([96])، وهي تسمية مقاربة لتسمية القدماء (أصول الثنايا)([97])، أما الشيخ محمد رضا فيسميها (قبّة الحنك)([98])، نظراً لِشكل اللثة المحدّب والمحزّز([99])، والثاني: هو وسط الحنك, ويسمى أيضاً (الحنك الصلب)([100])، أو (الغار)([101])، والثالث: هو الحنك اللّين ويسمى أيضاً أقصى الحنك([102])، أو الطبق([103]), أو الحنك الرخو([104]), أو غشاء الحنك([105]), أو حجاب الحنك([106]), ويسميه الشيخ محمد رضا (شراع الحنك) وذلك بقولهِ: (ويتنوع اللفظ بحسب حركاتها (يقصد حركات أعضاء النطق) الإرادية من فتح الفم واللّـسـان، وشراع الحنك...)([107])، لأن شراع الحنك (الحنك اللّين) هو الجزء الوحيد الذي يخضع للحركة من أجزاء الفك الأعلى([108])، إضافة إلى أن مفردة (الشراع) تطلق في المعجم على الشيء الذي يخضع للارتفاع والانخفاض([109])، فعندما يرتفع بمَعيّة اللهاة يغلَق طريق الهواء إلى الأنف فتحدث الحروف الفموية، وعندما ينخفض بمعيّة اللهاة يغلق طريق الهواء إلى الفم فتحدث الحروف الأنفية (الميم والنون)([110]).

 لذلك أطلقت لفظة (الشراع) على العنق([111]).

8. اللّسان:

يقسمهُ القدماء على: (أقصى) و(وَسط) و(طرف) و(حافة)([112])، أمّا المحدثون فلا ترد عندهم (حافة اللّسان) ويجعلون نهاية اللّسان أو ذلقه داخلة في طرفه([113])، وقد اتبعَ الشيخ هادي القدماء في تقسيم اللّسان على أربعة أقسام, إلاّ انهُ استعمل(أول اللّسان) بدل (طرفه) وذلكَ في أثناء حديثه عن مخارج الحروف([114]).

وعلى الرغم من أن المحدثين اختلفت مصطلحاتهم في تقسيم اللسان([115])، إلاّ أنهم يتفقون على أهميتهُ في عملية النطق لأنهُ مرن وكثير الحركة في الفم([116])، ولذلك ذكرهُ الشيخ محمد رضا ضمن أعضاء جهاز التصويت التي تغيّر وتبدل بحركاتها شكل جوف الفم في فتحتيه الأمامية والخلفية([117]).

9. الأسنان:

وهيَ من أعضاء جهاز التصويت الثابتة([118])، ويسميها القدماء (الثنايا)، وَتُقسم عندهم عـلـى عـليـا وسـفـلـى([119])، وهـو مـا أخَـذَ بـهِ الشيـخ هـادي في
أثنـاء حديثه عن مخارج الحروف([120]). واستعمل الشيخ محمد رضا مصطلح (الأسنان)([121])، إلى جانب مصطلح (الثنايا)([122])، وأشار إلى أن الصوت يتنوع بوساطة الأسنان([123])، ويحدث هذا التنوع باتصال اللسان بها عند نطق بعض الأصوات([124]).

10. الشفتان:

وهما من أعضاء جهاز التصويت المتحركة([125])، لذلك فإنهما يتخذان أوضاعاً مختلفة يتنوع الصوت بواسطتها([126])، يقول الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء: (ويتنوع (الصّوت) بحسب حركاتها الإرادية من فتح الفم ومد الشفتين أو قصرهما... إلخ)([127])، وفي موضع آخر أشار الشيخ محمد رضا إلى أوضاع حركية أخرى للشفتين مثل (الانفتاح) و(الإطباق)([128]), الذي تؤدي معه الشفتان دور الحائل الذي يعترض مجرى الهواء وما يتبعه من تنوعات صوتية([129]).

 ثانياً: أمراض النطق وعيوبه:

في أثناء حـديـثـهِ عـن جـهـاز التـصـويـت عَـرَضَ الشـيـخ محـمـد رضـا بـعـض

الأمراض التي تصيب هذا الجهاز وأثرها في الصوت الصادر منهُ، يقول: (تؤثر بعض الأمراض التي تطرأ على الأنف والفم وطرق التنفس تأثيراً بيناً في الصوت)([130])، وقال أيضاً: (الالتهاب البسيط والأورام التي تنمو في الحبال الصوتية والتصاق الحبل وعدم حركتهِ من أسباب البَحّة والخشونة... وَيُفقَد الصوت من عدم القدرة على تحريك الأوتار)([131])، وفي أثناء حديثهِ عن الفرق بينَ الضاد والظاء أشارَ الشيخ محمد رضا إلى بعض العيوب التي تؤثر في نطق هذين الحرفين وبقية الحروف يقول: (والذي تسقط جميعُ أسنانه أنطق بالضاد من الذي يسقط بعضها وكذا الأمر في الحروف جَميعها)([132])، وقال في اللّثغة وهيَ من عيوب النطق([133])، (واللّثغة إبدال مخرج للحرف بمخرج آخر قريب منه, لـِعجز في الجهاز المكيف للصوت عن أداء تلك الكيفية من مخرجها الطبيعي, لـعرض أصلي أو طاريء يوجب تشنجاً في بعض أعضاء أعصاب ذلك الجهاز، أو تمدداً فيه... وَجمع إلى ذلك أنّه منزوع الثنايا السفلى وغير ذلك)([134]).

وكما هو واضح من كلام الشيخ فإن اللثَّـغة من العيوب الفسيولوجية (العضوية)([135])، مثل إبدال السين تاءا أو الراء لاما... والقاف كافا([136]).

ثالثاً: تقوية الأداء الّصوتي:

وفي المقابل أيضاً نجد الشيخ محمد رضا يشير إلى بعض العوامل التطبيقية التي تساعد على تقوية أعضاء جهاز التصويت، يقول: (ويعين على نمو الأعضاء الصّوتية ويدفع بعض الأمراض عنها ويقوّيها ويُمَدد الصدر تمديداً صحيحاً الترتيل والقراءة بصوت مرتفع ولفظ الحروف من مخارجها بإتقان, وإذا كان الرأس والجذع منتصبين تزداد حركات تلك الأعضاء حرية وفاعلية ويصير الصوت أكثر وضوحاً)([137])، وقال في موضع آخر: (وللرياضة دخل عظيم وفائدة لا تخفى)([138]).

وقد عُرفَ عن علماء التجويد والقراءات اهتمامهم بالتدريب المستمر في نطق الأصوات ورياضة اللسان([139])، أمّا في البحث اللغوي المتأخر فإن الأمور التي ذكرها الشيخ محمد رضا فضلا عن أمور أخرى تُسمى (تمارين فن الأداء الصوتي)([140]), وهذا الموضوع إلى جانب موضوع أمراض النطق وعيوبه يُعدّان من مكملات الدراسة الصوتية اللغوية([141])، ومن الجوانب التطبيقية فيها([142]).

رابعاً: الصوت الإنساني والصوت اللغويّ:

في أثناء حديثهِ عن جهاز التصويت تحدثَ الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء عن (كيفية حدوث الصوت الإنساني)، الأمر الذي تعرضَ لهُ أيضاً أغلب الدراسات الصوتية المتأخرة تحت عنوان (كيف يحدث الصوت الإنساني)([143])، أو (كيفية إحداث أصوات الكلام البشري)([144])، أو (عملية التصويت)([145]).

والصوت الإنساني عند الشيخ محمد رضا لا يخرج عن ظاهرة الصوت بالمعنى العام، فهو: (يحدث من اهتزاز الوترين الصحيحين في الحنجرة عندما يضرب عليهما الهواء مدفوعاً من الرئة)([146])، يقول الدكتور إبراهيم أنيس: (هو (الصوت الإنساني) ككل الأصوات ينشأ من ذبذبات مصدرها في الغالب الحنجرة)([147])، وهو ما أشار إليه الشيخ محمد رضا أيضاً في موضع آخر بقولهِ: (إنَ مادة الصوت تقوم به الحنجرة)([148]).

وقول الشيخ: (مدفوعاً من الرئة) إشارة واضحة إلى عملية الزَفير التي تشتمل على ارتفاع الحجاب الحاجز وهبوط الأضلاع، ونتيجة ذلك أن يندفع الهواء بكمية كبيرة من الرئتين، ومن ثمّ حدوث عملية التصويت([149]).

تلك الاهتزازات بعدَ أن تصدر من الفم أو الأنف تنتقل خلال الهواء الخارجي على شكل موجات حتى تصل إلى الأذن([150])، الأمر الذي أكدهُ الشيخ في موضع آخر في قولهِ: (فالقصبة بمنزلة أنبوبة الأرغن، ووترا الحنجرة بمنزلة فمها، والفم والمنخران بمنزلة رأس الأنبوبة التي تتصل منه اهتزازات عمود الهواء فيه بالهواء الخارجي)([151]).

والصّوت الإنساني كما يقول الدكتور إبراهيم أنيس: (معقّد، إذ يتركب من أنواع مختلفة في الشدة ومن درجات صوتية متباينة)([152])، وهو ما أشار إليه الشيخ محمد رضا وهو يصف جهاز النطق بقولهِ: (الذي يصنع كل نوع من الأصوات من اللّحن الجرش غير المطرب إلى الصوت الرخيم الحلّو الشبيه بِصَرصَرة الصّافور وما بينهما من الأصوات)([153])، وهذا التنوع في درجة الصوت الإنساني تؤثر فيه عِّدة عوامل([154])، ويمكن عرض هذهِ العوامل كما أشار إليها الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء على النحو الآتي:

1. حالة الوترين الصوتيين: يقول الشيــخ: (وينوعُ الصوت... اختلاف حالةِ الأوتار في كثرة التذبذبات وقلتها)([155])، يقول الدكتور عبد الرحمن أيّوب: (عندما تكون الذبذبات كثيرة نسمع صوتاً دقيقاً، أمّا إذا كانت قليلة فإنـَّنا نسمع صوتاً غليظاً)([156])، وكثرة ذبذبة الأوتار وقلتها تتوقف أيضاً على عدد من العوامل تعود إلى الأوتار نفسها منها:

أ. الطول والقِصرَ: يقول الشيخ محمد رضا: (ولمّا كان الوتران الصوتيان في النساء والصِّبيان أطولَ منهنّ في الرجال... كانت أصوات الفريقين الأولين أعلى من أصوات الرجال. يقول الموسيقيون: إن أعلى أصوات الرجال... في الثانية (528) اهتزازة، وفيما يناسبهُ... في النساء (1056) اهتزازة)([157]).

ب. التوتر: يقول الشيخ أيضاً: (ويكون الصّوت صريراً عالياً إذا توتَر الحبل ويكون واطِئاً إذا انخفض التوتر)([158])، يقول الدكتور أنيس: (كلما زادَ توترهما زادت نسبة اهتزازهما في الثانية فتختلف تبعاً لهذا درجة الصوت)([159])، والصَّرير الذي أشار َإليهِ الشيخ هو تنوع من تنوعات الجَهر يتصف بالعلوّ([160]), ويُستَنْتَج من كل ذلك أنّه كلّما زاد توتر الوتران زادت حدّة الصوت وهذا يدلّ على أنّ وتري المرأة أشدّ توترا من وتري الرجل.

1. سَعَـة الرئتين وحالة التجاويـف: يقـول الشيخ: (وَينوّع الصّوت حجمُ الحنجرة وسَعة الرئتين وحالتهما وحالة الحلق والمجريان الأنفيّان)([161]).

2. الحالة الاجتماعية: يقول الشيخ: (وللعادة والمهنة شأن يُذكر في تغيّر الصّوت، فإنَ الحدّادين وغيرهم من الذين تكون أعمالهم مقرونة بأصوات قوية يمارسون أعضاءهم أكثر من ذوي الأعمال الخالية من الصوت، وبذلك تتغيّر بنية الأعضاء بل تتنوع ألحان الصوت)([162])، يقول الدكتور محمد محمد داود: (ومن الصوت الإنساني يمكنكَ التمييز بين لغات طبقات اجتماعية مختلفة... مثل أصحاب بعض الحرف)([163]).

أمّا الصوت اللغوي فلا يكفي في حدوثه اندفاع الهواء خلال الوترين الصوتيَّيْن في الحنجرة فقط، وإنما تشترك في إنتاجه أيضاً أعضاء جهاز التصويت التي تقع فوق الحنجرة([164])، الشيء الذي أشار إليه الشيخ محمد رضا بقولهِ: (إنَ مادة الصّوت تقوم به الحنجرة، أمّا كيفياتهُ الحرفية فهيَ وظيفة ما عداها من أعضاء الصوت)([165])، والكيفيات الحرفية التي أشارَ إليها الشيخ تتمثل في عملية نطق الأصوات اللغوية وما يتبعها من مخارج وصفات، يقول الدكتور تمام حسّان: (وعملية النطق تحدث في أيّة نقطة ممّا بينَ الشَفَتين والأوتار الصوتية)([166]).

وقّد بحثَ الشيخ محمد رضا عملية إنتاج الصوت اللغوي تحتَ عنوان: (كيفَ تتكون الحروف والحركات والألفاظ)، وأجملها بقولِه: (إن الحروف الهجائية في كل لغة تنشأ من الأحوال التي تطرأ على الهواء في أثناء مروره في الأعضاء السالفة الذكر، ويتنوع اللفظ بحسب حركاتها الإرادية من فتح الفم ومدّ الشفتين أو قصرِهما لأبعاد فتحة الفم من الحنجرة أو تقريبها إليها في أثناء التلفظ، وحركة الفك الأسفل واللسان وشراع الحنك والخدود بصورة مختلفة، ومن ذلك يتغيّر شكل جوف الفم في فتحتيه الأمامية والخلفية، ومن هذه التبدّلات تتغيّر نغمات الصوت المزماري ورنينه فنحسّ بنوع خاص من الصوت)([167]).

ويشير الشيخ في النص السابق إلى محورين تحدث خلالهما الأصّوات اللغوية، أما الأول فيتمثل في تيار الهواء المندفع من الرئتين خلال أعضاء النطق، وأما الآخر فيتمثل في حركة هذه الأعضاء نفسها، يقول الدكتور تمام حسّان: (فالصوت اللغوي إذاً ذو جانبين أحدهما عضوي والآخر صوتي، أو بعبارة أخرى أحدهما حَرَكي والثاني تنفسيّ)([168]).

أما كلمة (الأحوال) التي وردت في نص الشيخ السابق فيقصد بها ما يطرأ على الهواء في أثناء مروره في أعضاء النطق من اعتراضات ومعوّقات تؤثر في مجراه الطبيعي، والتي أطلقَ عليها في موضع آخر مصطلح (الحوائل)([169])، أو (العوارض)([170])، يقول الدكتور أحمد مختار عمر: (العملية النطقية لا يمر معها الهواء حراً طليقاً وإنما يصادف الهواء... أنواعا من الضغط والكبح والتعويق، والهواء حينَ يكبح يُولّد صوتاً)([171]).

أمّا حركات أعضاء جهاز التصويت الإرادية التي وردت في النص السابق للشيخ محمد رضا كاشف الغطاء فإنها تؤثر في شكل ومجرى اهتزازات عمود الهواء المندفع خلال هذهِ الأعضاء([172])، كما أن الاختلافات الصوتية التي يمكن إدراكها تعود الى هذه الحركات([173])، فقوله: (مدّ الشفتين... إلخ) إشارة إلى وضع (الاستدارة)([174])، أو (التبويز)([175])، أو (البروز)([176])، وينتج عن هذا الوضع أن تشكل الشفتان (غرفة رنين) رابعة أطلق عليه بعض المحدثين([177]) اسم (التجويف الشفوي)، وينتج عن هذا الوضع إطالة تجويف الفم([178])، وهو ما أشار إليه الشيـخ بقوله: (لإبعاد فتحة الفم من الحنجرة)، والعكس يحصل عندما ترجع الشفتان إلى الوراء([179]). وهو ما أشار إليه الشيخ أيضاً بقوله في النص السابق: (أو قصرهما)، وقوله مشيراً إلى ما ينتج عن هذا الوضع: (أو تقريبهما(فتحة الفم) إليها (إلى الحنجرة)).

والأوضاع السابقة للشفتين لا يقتصر أثرها في نطق الصوامت (الحروف)، بل لها أثر أيضاً في نطق الصوائت (الحركات)([180])، يقول الدكتور غالب فاضل المطلبي: (إن أصوات المد القصيرة أو ما يعرف بالحركات قد أخذت أسماءها في العربية من هذهِ الأوضاع التي تتخذها الشفتان... بل من الواضح أنّ مصطلح (حركات) قد جاءَنا أيّضاً من حركات الشفتين)([181])، وفي هذا يقول الشيخ علي كاشف الغطاء في موضع آخر: (لأن الضمّ هو ضم الشفتين)([182]).

أما اللسان فتأتي أهميته في عملية النطق من كونه مرناً وكثير الحركة في الفم([183])، فهو إذا يُغيّر من شكل جوف الفم كما قال الشيخ في النص السابق، وأيضاً قولهُ في موضع آخر: (وينوّع الصوت... ارتفاع الذقن واللسان وانخفاضهما)([184])، يقول الدكتور أحمد مختار عمر: (ومع صعود اللسان فإنّ حجم الفم يَصغر وحجم تجويف الحلق يَكبر)([185])، ولا يقتصر أثر اللسان على نطق الصوامت وإنما له أثر أيضاً في نطق الصوائت، يقول الدكتور غالب فاضل المطلبي: (إنَّ عضلة اللسان هيَ الجزء الفعّال في عملية تنوّع أصوات المدّ (الصوائت))([186])، وقد وَضَعَ دانيل جونز مقاييس (ضوابط) للصوائت اعتمادا على موضع اللسان في جوف الفم من حيث الارتفاع والانخفاض([187]).

أمّا حركة شراع الحنك التي أشار إليها الشيخ فإنها تؤثر في مجرى الهواء, وذلكَ عندما يرتفع مع اللهاة وينخفض عند نطق الحروف الفموية والأنفية([188])، وفيما يخص حركة الفك الأسفل فيمكن ملاحظتها حينما ننظر إلى شخص وهو يتكلم([189])، وتسمى بـ(الحركات المصاحبة)([190])، التي تصاحب حركات أعضاء النطق.

ثُمَّ يُقرر الشيخ أنّ عملية تيار الهواء وحركات أعضاء جهاز التصويت اللتان ذكرهما فيما سبق تؤديان بالنتيجة إلى (تغيير نغمات الصوت المزماري ورنينه فَنَحسّ بنوع خاص من الصّوت)، ويقصد الشيخ بـ(الصوت المزماري) الصوت المتكوّن في الحنجرة وبالتحديد في فتحة المزمار، يقول الدكتور تمام حسّان: (فَيمر (الهواء) بينهما (بين الوترين) فيتذبذبان ويكون لذلك جرس يتردد صداه في حجرات الرنين... ويتكون من مجموع الجرَس والأصداء الرنينية حسٌّ لهُ مقوماته الخاصة من درجة وعلو وقيمة)([191]).

خامساً: تصنيف الأصّوات اللغوية

أشار الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء إلى أن هذه الأصوات تُقسَم على أصناف معينة وفقاً لأسس معينة على النحو الآتي:

1. تصنيف الأصوات إلى حروف وحركات: وَرَد هذا التصنيف في قوله: (فالأصوات تتنوع نغماتها إلى ما نسميه حرفاً والنغمات تختلف إلى ما نسميه حركة من تطورات أجواف الفم بصورة مختلفة خلال التصويت)([192])، والملاحظ أن الشيخ اعتمد على أساسين([193])، في هذا التصنيف: الأول: الأساس الصوتي وذلك لأن اختلاف النغمات وتنوّع النبرات كما أشار الشيخ هيّ تغيّرات صوتية تُدرك عن طريق السّمع، أمّا الآخر: فهو الأساس العضوي والفسيولوجي ويتمثل بقولهِ: (من تطورات أجواف الفم...)، فعند النطق بالحركة يمرُّ الهواء في الفم حراً طليقاً([194])، أما الحرف فيقوم كما يقول فندريس: (على أن الهواء يتوقف مؤقتاً بفعل عقبة تصادفهُ لدى عبوره والعقبة توجد في الفم على وجه العموم)([195]).

وينبغي الإشارة إلى أن مصطلحي (النغمة) و(النبرة) الواردَين عند الشيخ محمد رضا في نصه السابق واقترانهما (النغمة والنبرة) بالحديث عن الأصوات إلى الدرس اللغوي العربي القديم خصوصاً الأصولي([196]), والفلسفي منه، فقد كان ابن سينا يرى أن الكلام يتركب من (هيئة ونغمة ونبرة)([197])، وَوَرَد عنه أيّضاً قوله: (ومن أحوال النغم: النبّرات، وهي هيئات في النغم مدّية، غير حرفية... ويكون فيها إشارات نحو الأغراض، وربما كانت مطلقةً للإشباع... ولتفخيم الكلام)([198]).

1. تصنيف الأصوات إلى مخارج وصفات: يقول الشيخ انقسمت الحروف على شفوية ولسانية وحَلَقية باعتبار مخارجها وقُسِّمت أيضاً باعتبار تنوع أصواتها إلى انغلاقي (يقصد به الشديد أو الانفجاري) وطنّان (مجهور) واهتزازي (احتكاكي)([199])، وكما هو واضح فإن هذا التصنيف جاءَ وفقاً لهيئة أعضاء جهاز التصويت على وفق لتنوع الأصوات في السّمع.

ويُطلق حديثاً على عملية تصنيف الأصوات اللغوية مصطلح (علم اللسانيات التصنيفي)([200])، وهو العلم (الذي يتبع منهجاً لسانياً معاصراً في دراسة الظاهرة اللغوية بقصد تصنيفها إلى عدة أصناف وفقاً لمعايير مختلفة)([201]).

وما ذكرهُ الشيخ محمد رضا عن جهاز التصويت عند الإنسان ووظائف أعضائه، والأمراض والعيوب التي تصيب هذا الجهاز والأمور التطبيقية التي تقوّيه وتوضح الصوت الصادر منه، وكذلك ما ذكرهُ الشيخ عن كيفية إنتاج الصوت الإنساني والصوت اللغوي وأسس تصنيفه، هذه الأمور تبحث في البحث الصوتي واللغويّ المتأخر تحت عنوان (علم الأصوات النطقي، أو الوظائفي أو الفسيولوجي أو الوصفي)([202])، وهو أقدم فروع علم الأصوات العام([203])، وأكثرها انتشاراً([204])، وهو يدرس أعضاء النطق وأثر كل منها في عملية النطق([205])، ويعالج هذا العلم أيضاً عملية إنتاج الأصوات اللغوية وطريقة هذا الإنتاج([206]).

ولقد كانت الدراسات الصوتية في القديم كما يقول الدكتور بشر: (مبنيةً في أساسها على هذا الجانب النطقي... وظل الحال على هذا النـحـو مـن الاعـتـمـاد على ذوق الأصّوات والملاحظة الذاتية أجيالاً متعاقبة إلى أن نشدَ علماء الأصوات في الفترات الأخيرة من الزمن المعونة من العلوم الأخرى، فاستعانوا بعلم التشريح وعلم الأحياء والفسيولوجيا)([207])، وهذه الاستعانة نجدها عندَ الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء حيث أشار في أثناء حديثه عن جهاز النطق إلى كتب علم التشريح([208])، ومدية المشرح([209])، والفسيولوجيَِّين([210])، وقال بعدَ أن انتهى من وصف أعضاء جهاز النطق: (فهذا وصف لخريطة تشريحية لهذا الجهاز البديع)([211]).

ويشكل علم الأصوات النطقي زيادة على علم الأصوات الفيزيائي والسمعي ما يسمى في الدرس الصوتي الحديث بـ(عناصر العملية الكلامية)([212])، أو مسائل علم الأصوات اللغوية([213]).

وقد وصف الشيخ محمد رضا القسم الذي تناول فيه هذه العلوم الثلاثة بــ(القسم التمهيدي العلمي)([214])، وقال أيضاً: (فالصائت (علم الأصوات النطقي)، والناقل (علم الأصوات الفيزيائي) والمتلقي (علم الأصوات السمعي)، هي عناوين مباحثنا في هذا القسم من الكتاب)([215])، وهو توجّه منهجي سليم أخذت به الدراسة الصوتية الحديثة صراحةً أو ضمناً، فقد أطلق الدكتور أحمد مختار عمر على الفصول التي تناولَ فيها علم الأصوات الفيزيائي والسمعي اسم (الفصول التمهيدية)([216])، وكذلك الحال عند الدكتور محمود فتح الله الصغير([217])، إضافة إلى حرص أغلب الدارسين المحدثين على أن يمهدوا لـِبحوثهم الصوتية واللغوية بهذه العلوم الثلاثة، ويشيروا إلى أهميتها في فهم الدرس الصوتي واللغوي([218]).

حالات التي ذكرها, وذلك بقوله في النّص السابق: ((فكل واحد منهما (يقصد من الحروف الأربعة عَشر التي ذَكرها في النَّص السابق) بَحالتيه (أي حالة التفخيم والترقيق, والإخفاء, والإظهار والخفيف (الساكن), والثقيل (المتحرك)) حرفان مستقلان)([1]), وقوله: (حرفان مستقلان), يمكن أن يُؤخذَ بمعنييْنِ: الأول: إنهما مستقلان من الناحية الصّوتية المحضة فقط, أي انّه يريد أنْ يقول: إنَّهما صَوتان مستقلاّن.

الآخر: إنهما مستقلان من الناحية الصّوتية, والدلالية أَو الوظيفيَّة, ويبدو أنّ هذا المعنى هو الأقرَب إلى قصَد الشيخ بحسب ظاهر عبَارته, فضلا عن أنّه قد وَردَ في أكثر من موضع أن هناك إشارات واضحة تدل على تمييز الشيخ محمد رضا بين مصطلحي (الصوت) و(الحرف) ومن ثمّ فإنّه حينما يقول: (إنهما حرفَان مستقلاّن) فهو يقصد ما يَعنيه مصطلح (الحرف) وعلى أية حال فإنّ الحروف التي ذكرها الشيخ في النّص السابق ليست على مقياس واحد, فبعضها يكون التفخيم, والترقيق, والتخفيف معها يحمل طابعاً تمييزياً من الناحية الصوتية والدلالية, وبعضُها تَكون هذه الحالات معه تحمل طابعاً تمييزياً من الناحية الصوتية فقط, لذلك فإنّ هذه الأمور لا تتضح إلا بعد عرضَ الحروف التي ذكرها الشيخ بشكل تفصيلي، وذلك على النحو الآتي:

1. الباء, والثاء, والزاي, والشين, والفاء:

هذه الحروف مرققَّة في الأصل, ويصيبها التفخيم بالسياق([2])، فإذا كان الشيخ يقصد أنّ التفخيم الذي يصيب هذه الحروف الخمسة يكون حرفا مستقلا من الناحية النطقية فقط، فهو أمر أكده الدرس الصوتي الحديث، يقول الدكتور أحمد مختار عمر: (إنّ من الأصوات المرققة ما يكتسب التفخيم تحت عامل المماثلة، ولكنه يكون في هذه الحالة ألوفونا (تنوعا صوتيا) لنفس الفونيم)([3])، وإن كان الشيخ يقصد أنّ التفخيم الذي يصيب هذه الحروف يجعلها حروفا مستقلة صوتيا ودلاليا، فهو أمر مخالف لجميع القدماء والمحدثين، لأن التفخيم الذي يصيب هذه الحروف لا يؤدي إلى تغيير معاني الكلمات بحسب نظرية الفونيم.

2. الدال، والذال، والسين:

هذه الحروف الثلاثة مرققة([4])، والمقابل المفخم لها هي (الطاء والظاء والصاد)([5]) على التوالي، وهذه الحروف الثلاثة المفخمة هي حروف مستقلة صوتيا ودلاليا وكتابيا، قديما وحديثا.

3. الراء:

وهذا الحرف يرقق ويفخّم على وفق أحكام خاصة([6]), والقدماء جميعا يعدّون الراء المفخمة صفة، أو فرعا للراء المرققة([7])، أما الشيخ محمد رضا فيرى استقلالية الراء المفخمة عن المرققة فإن كان الشيخ يقصد أن هذه الاستقلالية صوتية فقط، فهو أمر ذهب إليه المحدثون المتأخرون لذلك يضعون رمزا للراء المرققة، وآخر للمفخمة، في الكتابة الصوتية([8])، أما إذا كان الشيخ يقصد أن هذه الاستقلالية دلالية أيضا فهو رأي مخالف لجميع القدماء والمحدثين، لأنّ ترقيق الراء وتفخيمها ليس له دلالة تمييزية بين معاني الكلمات، إلا ان بعض الدارسين المحدثين لاحظ أن الترقيق والتفخيم في الراء له دلالة تمييزية في لهجات المغرب العربي، فيقولو:) دار) بالتـرقيـق بمعنـى عمل، ويقولـون: (دار) بالتفخيـم بمعنى أبدل وجهته([9]).

4. اللام:

ترقق اللام وتفخم على وفق حالات معينة([10])، والقدماء عاملوا اللام المفخمة على أنها فرع أو صفة للام المرققة([11])، فإن كان الشيخ محمد رضا يقصد أنّ استقلالية اللام المفخمة صوتية فقط فهو أمر أشار إليه المحدثون، يقول د. إبراهيم أنيس: (فالفرق الصوتي بين اللام المرققة والمغلظة، هو نفس الفرق الصوتي بين الدال والضاد، والتاء والطاء)([12])، لذلك وضع بعض الدارسين المحدثين رمزا مستقلا للام المرققة، وآخر للمفخمة في الكتابة الصوتية([13])، وبذلك يكون الشيخ محمد رضا قد سبق الدارسين المحدثين في عدّ اللام المفخمة حرفا مستقلا عن المرققة من الناحية الصوتية، أما إذا كان الشيخ يقصد أن اللام المفخمة حرف مستقل عن المرققة صوتيا ودلاليا، فهو رأي مخالف لجميع القدماء ومعظم المحدثين، يقول د. أنيس: (ولكن الرسم العربي لم يرمز إلى اللام المغلظة برمز خاص, تختلف باختلافه الكلمة، ولهذا نعد نوعي اللام صوتا واحدا، أوفونيما واحدا)([14])، وذهب بعض من الدارسين المحدثين إلى مثل ما ذهب إليه الشيخ على وفق هذا المعنى (عدّ اللام المفخمة حرفا مستقلا دلاليا عن المرققة) وهم كل من د. سلمان العاني([15])، و د. أحمد مختار عمر([16])، معتمدين في هذا الرأي على ما ذهب إليه برجسون في مقاله المشهور (اللام المفخمة في اللغة العربية)([17])، الذي عدّ فيه اللام المفخمة فونيما (حرفا) مستقلا في اللغة العربية([18])، وذهب د. محمد حسن جبل إلى أنّ اللام المفخمة لها قيمة دلالية (وظيفية)، لكنها لا تدخل في بناء الجذور([19])، وبذلك يكون الشيخ محمد رضا قد سبق برجسون ومن تابعه من المحدثين في 5 هذا الشأن.

5. الميم والنون:

يبدو أن الشيخ محمد رضا يقصد بحالتي الميم والنون تلكما الحالتين اللتين يكونان فيها مظهرين، واللتين يكونان فيها مخفيين بغنّة أو خفيفين، ونص القدماء والمحدثون على وجود اختلاف في المخرج والصفة بين كل حالة من هذه الحالات([20])، إلا أن القدماء عاملوا الإخفاء بغنّة مع الميم والنون على أنّه صفة أو فرع([21])، فإن كان الشيخ يقصد أنّ حالة التخفيف (الإخفاء بغنّة) مع الميم والنون تجعلهما حرفين مستقلين صوتيا فقط فهو أمر ما سارت عليه الدراسة الصوتية الحديثة إذ يضع بعض الدارسين المحدثين رمزين للميم، وآخرين للنون في الكتابة الصوتية ([22]).

أمّا إذا كان يقصد أنّ هذا الاستقلال صوتي ودلالي فهو رأي مخالف للقدماء وللمحدثين، لأن التخفيف مع الميم والنون عند الفريقين لايؤدي إلى تغير معاني الكلمات.

6. الواو والياء:

أغلب الظن أن الشيخ محمد رضا قصد الواو والياء أيضا بقوله في النص السابق: (وخفيفها)، وأشار مكي بن أبي طالب إلى أنّ الواو والياء فيهما خفاء (خفيفة) إذا سكنتا, وفيهما ثقل إذا تحركتا([23])، وهذا التقسيم للواو والياء من حيث السكون والحركة يؤدي إلى تقسيمهما تقسيما آخر، وقد أشار الشيخ محمد رضا إلى هذا التقسيم الآخر بقوله: (والواو والياء تارة حرفا لين، وأخرى حرفا مدّ كما في بَيْع، ويبيع، وإن كان (أي حرف المدّ) متحركا فهو بمنزلة الصحيح مثل وَعَد ويسر)([24])، فالواو والياء إذا وقعتا متلوّتين بحركة، ساكنتين بعد فتح، فإنّهما يلحقان بالحروف (الصوامت)([25])، لضيق مجرى الهواء فيهما في هذه الحالات (احتكاكيات)([26])، ويسميان في هذه الحالة أيضا (أنصاف صوائت أو شبه حركة) من حيث موضع النطق([27])، أما إذا كانتا ساكنتين وقبلهما حركة مجانسة (حسب تعبير القدماء)، فهما في هذه الحالة حرفا مدّ، ويعدّهما الدرس الصوتي الحديث من الحركات (صوائت طويلة)([28])، وقد أشار الشيخ محمد رضا إلى هذه العلاقة بين الواو والياء المدّيّتين والحركات بقوله في موضع آخر: (لأنّ الواو (واو المد) عبارة عن ضمّتين)([29])، يقول د. البكوش: (إنّ الحركة الطويلة (واو المد وياء المد) تعادل من حيث المدى حركتين قصيرتين)([30]).

فالواو والياء ذوا طبيعتين أو حالتين مزدوجتين([31])، أشار إليهما القدماء، إلّا إن التماثل في الرمز الكتابي جعل القدماء لا يميزون بينهما التمييز الدقيق([32])، كما إن وحدة الرسم أوهمتهم وأدّت إلى وقوعهم في تفسيرات غير دقيقة في الصرف العربي([33])، لذلك فإنّ الشيخ محمد رضا لما أزال هذا العائق والوهم بقوله: (ولا يؤثر في تعدّدهما رسمهما بصورة واحدة)، نجده يقـول: (فكـل واحد منهما بحالتيه حرفــان مستقـلان)، صوتيا ووظيفيــا، وهو أمـر أكده الـدرس الصوتي الحديث([34])، يقول د. كمال بشر: (وشتّان بين الحالتين نطقا ووظيفة)([35])، وبعد الذي تقدم ينبغي الإشارة إلى أنّ ما طرحه الشيخ محمد رضا في عدد الحروف العربية والأسس التي اعتمدها في هذا الطرح، تعدّ في الدرس الصوتي الحديث من أهمّ قضايا نظرية الفونيم، وتبحث في ضمن إطارها([36])، فهذه النظرية (مهما كان تفسيرها انبثقت من ملاحظة كيفيّات النطق المختلفة، ووظائف الأصوات المتنوّعة، ومن محاولة وضع ألفبائيات للّغات المختلفة)([37])، وهذه النظرية اختلفت في تفسيرها الآراء والاتجاهات([38])، ومن ضمن هذه الاتجاهات اتجاه يرى أصحابه أن مكونات الفونيم هي ملامح صوتية مميّزة، أو خصائص نطقية، كالجهر والهمس، والتفخيم والترقيق([39])، فهذا الاتجاه يدخل النطق الفعلي وسماته في الحسبان عند النظر في الفونيمات وتعيينها([40]) وهذا الاتجاه هو الأقرب إلى ما طرحه الشيخ محمد رضا في عدد الحروف العربية.

والذي يشير إلى علاقة ما طرحه الشيخ محمد رضا في عدد الحروف بنظرية الفونيم هو الحذر الذي بدا واضحا في بداية كلام الشيخ عن عدد الحروف العربية إذ قال: (وما زالت تجول في الخاطر منذ أمد بعيد، ولأنها غير معهودة عند أئمة العربية، كنّا نستوحش من التصريح بها، ولكنّي ظفرت بمن صرّح بها من عهد قريب)([41]).

والذي يؤكد هذا الأمر أنّ الشيخ محمد رضا قد بدا واضحا في أكثر من موضع في كتابه (الصوت وماهيته) اهتمامه بالأخبار العلمية واللغوية بوساطة الجرائد والمجلات([42])، والموسوعات العلمية([43]).

وتوجد في ضمن مؤلفات الشيخ محمد رضا مخطوطة عنوانها (رسالة في الخط العربي)، يتّضح في ضوء عنوانها أنّ لها علاقة بما طرحه الشيخ في عدد الحروف العربية، وخصوصا فيما يتعلق برسم الحروف، والجانب الكتابي للغة، وربما يكون الشيخ تناول فيها هذه الموضوعات وغيرها، بشكل أكثر تفصيلا، لكن هذه الرسالة فقدت، عندما صودرت مكتبة كاشف الغطاء العامة ومؤسسته في تسعينيات القرن العشرين.

المبحث السادس

عدد الحروف العربية

قال الشيخ هادي كاشف الغطاء: (والحروف الهجائية على الأصح تسعة وعشرون حرفا)([1])، وهو بهذا الرأي متابع لجمهور النحاة واللغويين القدماء([2])، وذهب الفرّاء (207هـ)، وأبو العباس المبرّد (285هـ) إلى أنّ عدد الحروف الهجائية ثمانية وعشرون حرفا([3])، وهذا الاختلاف في عدد الحروف يرجع إلى حرف الهمزة، أهو حرف مستقل عن الألف، أم هما حرف واحد؟ فعلى الأول تكون حروف الهجاء العربي تسعة وعشرين حرفا، وعلى الثاني ثمانية وعشرين([4]).

أما الدرس الصوتي الحديث، فإنّ الألف تعدّ فيه من الحركات الخالصة (صائت طويل)([5])، لذلك فإنّ عدد الحروف الصوامت عند المحدثين ثمانية وعشرون حرفا([6]).

وطرح الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء رأيا جديدا في عدد الحروف العربية بقوله: (المعروف المشهور أنّ الحروف الهجائية ثمانية وعشرون، وقد جعلوا لكل حرف رسما خاصا في كتابته، ولكنّنا إذا اعتبرنا الموازين التي بها تتعدّد الحروف، وراعينا الحروف من جهة التلفظ بها, كان عددها أكثر من ذلك، بحسب اختلاف مخارجها والنطق بها، فإنّ النطق والمخرج يختلفان أشدّ الاختلاف في الحرف الواحد، رقيقه أو خفيفه، ومغلّظه أو مفخمه، فهذه الحروف وهي (ر، ب، ل، م، ن، ي، و، ف، د، ز، س، ش، ذ، ث)، رقيقها ومغلظها، خفيفها ومفخمها، مختلفان أشد الاختلاف خارجا ومخرجا، ولفظا وملفوظا، راجع كتب التجويد، فكل واحد منهما بحالتيه حرفان مستقلان، ولا يؤثر في تعددهما رسمهما بصورة واحدة، ويمكن أن يستطيع الشخص لفظ الرقيق، ولا يستطيع النطق بالمغلظ، ويلزم من ذلك أن ترتقي الحروف الهجائية العربية إلى تسعة وثلاثين)([7])، فهو يرى أن عدد الحروف العربية إنّما يكون ثمانية وعشرين إذا نظرنا إلى الناحية الكتابية أو الرمزية لهذه الحروف، أما إذا نظرنا إليها من الناحية النطقية، فإنّ عددها سيرتفع إلى تسعة وثلاثين، وتوصل الشيخ إلى هذا العدد، واستدل عليه باعتماده أسسا تتلخّص بالآتي:

1. التفريق بين الجانب الكتابي والجانب النطقي للغة: فالكتابة كما أشار الشيخ في النص السابق هي من جعل الإنسان بهدف تسجيل اللغة وحفظها، وهي تمثل إحدى مراحل هذا التسجيل, لأنّ الكتابــة بــدأت تصويريـة، وبمرور الزمن استعمل الإنسان نظــام الكتابة, وهو نظام أكثـر بساطـة، يتكون من عدد محدود من الرموز، يمثل كل رمز وحدة صوتية معينة من أصوات اللغة([8])، والكتابة بطبيعتها تشتمل على عدة عيوب([9])، ومن بين هذه العيوب ما أشار إليه الشيخ محمد رضا بقوله في النصّ السابق): وقد جعلوا لكل حرف رسما خاصا...)، يقول د. تمام حسان: (وكانت الحروف التي يشتمل عليها هذا النظام قد جرى تطويعها للكتابة منذ زمن طويل فكان لكل حرف منها رمز كتابي يدل على الحرف في عمومه، دون النظر إلى ما يندرج تحته من أصوات)([10])، مثال ذلك حرف (النون) الذي يندرج تحته عدد من الأصوات المختلفة فيما بينها في المخرج والصفة، فالنون الموجودة في كلمة (نقول) غيرها في (إن ثار)، و(إن ظهر)، و(منكم)، و(إن شرق)... الخ، لكن الكتابة الهجائية تمثل هذه النونات برمز واحد([11])، وهذا العيب لا يقتصر على الكتابة العربية وحدها، بل يشمل جميع الأبجديات والكتابات المعروفة([12])، وهو أمر يؤكد (وجوب عدم الثقة بنظام الكتابة العادي لتمثيل الصوت المنطوق)([13])، لأنّ الكتابة (ليست إلا وسيلة ناقصة للتعبير عن الأصوات اللغوية)([14])، ويفسر الدارسون اشتمال الكتابة العربية على هذه العيوب، بأنّها جاءت نتيجة الغرض العملي الذي وضعت له، وهو تسجيل الحروف، أو الوحدات الصوتية التي تدخل في بناء الجذور اللغوية، ولها قيمة دلالية، لذلك توصف الأبجدية العربية بأنّها تشكيلية أو فونيمية([15]).

وتفرقة الشيخ محمد رضا بين الجانب الكتابي، والجانب النطقي للغة، تنسجم مع المنهج اللغوي الحديث، وهي من ناحية أخرى تفرقة بين الصوت والحرف، فالحرف يمثل الجانب الاول (الكتابي)، والصوت يمثل الجانب الثاني (النطقي)([16]).

2- عدّ حالات التفخيم، والترقيق، والتخفيف أصولا مستقلة، والتغليظ هو مصطلح مرادف للتفخيم([17])، أما التخفيف فيبدو أنّ الشيخ يقصد به حالة الإخفاء بغنّة التي تكون مع الواو والميم الساكنتين، ويستعمل القدماء مصطلحي الإخفاء والتخفيف بصورة مترادفة([18])، ويمكن أن ينطبق التخفيف على الواو والياء، لأنّهما يكونان خفيفين في حالة السكون وثقيلين في حالة الحركة كما تذكر كتب علم التجويد([19]), وعَدّ الشيخ هذه الحالات أصولا مستقلة لأنها تختلف حسب قوله في النص السابق: (خارجا ومخرجا ولفظا وملفوظا)، اما (خارجا)، فيقصد به أنّ هذه الحالات تختلف من الناحيـة السمعية، وهو اختلاف أشار إليه القدماء، لأنهم عندما يستعملون مصطلحات التفخيم، والتغليظ، والتسمين، والترقيق، والتخفيف، فهم يشيرون إلى أثرها السمعي، وأكدّ الدرس الصوتي الحديث اختلاف هذه الحالات سمعيـاً وفيزيائيا([20])، أما (مخرجا) و(لفظا) فيقصد بهما الشيخ أنّ هذه الحالات تختلف من حيث موضع النطق وطريقته، فالتفخيم والترقيق سببهما عضوي يتمثل في الإطباق وعدمه بحيث تكون النقطة الأمامية من اللسان هي مخرج الصامت المرقق، وتكون النقطة الخلفية هي مصدر الصامت المفخم([21])، وهذا الاختلاف في موضع النطق وطريقته ينطبق أيضا على النون والميم في حالة الإخفاء بغنة (التخفيف) وغيرها من الحالات([22]), وينطبق أيضاً على الواو والياء في حَالة السكون (التخفيف), وحَالة الحركة (الثقل), مما سيأتي تفصيله بعد قليل.

أمّا قوله: (وملفوظاً) فَيبدو أن الشيخ يقصد به أن هذه الحالات تختلف بها دلالة الألفاظ, وهو اختلاف ينطبق على بعض الحروف التي ذكرها الشيخ في النّص السابق, ولا ينطبق على بعضها الآخر.

ثم نجد الشيخ محمد رضا يَعرضُ دليلاً آخر. يؤكّد به اخِتلاف الحالات السابقة, وذلك بقولة في النصّ السابق: (ويمكن أَن يستطيع الشخص لفظ الرقيق, ولا يستطيع النّطقَ بالمغلظ) فهو هنا يشير بوضوح إلى ما يسمى فـــي البحث الصوتي الحديث بـ(بالعادات النّطقية أو الصَّوتية)([23]), وتسمى أيضاً (التنوعات الفردية)([24]), وقدَ كان اكتشافات هذه العادات أحد أسباب ظهور نَظرية الفونيم يقول الدكتور أحمد مختار عمر في أثناء حديثة عن أسباب ظهور هذه النظرية: (لاحظَ العلماء أنَّ أبناء اللّغة يتجاهلون بعضَ الفروق)([25]), وقال أيضاً: (كذلك نوجد فروق بين الأفراد قدَ ترجع إلى اختلافَات تَشريحية, أو عادات فَردية, أَو خَصائص لَهجية)([26]), ومن أثار هذه العادات النطقية أو الفروق ما لاحظه الدارسون المحدَثون من ميلِ بعض القبائل في اللّهجات العربية الحديثة إلى أصوات التفخيم, في حين يميل بعضها إلى أصوات الترقيق, أو الميْل إلى تَرقيقِ أصوات التفخيم, والعكسُ أَيضاً([27]). وبَعد الذي تقدَّم نَجد الشيخ محمد رضا يصرَّح باستقلالية هذه الحالات التي ذكرها, وذلك بقوله في النّص السابق: ((فكل واحد منهما (يقصد من الحروف الأربعة عَشر التي ذَكرها في النَّص السابق) بَحالتيه (أي حالة التفخيم والترقيق, والإخفاء, والإظهار والخفيف (الساكن), والثقيل (المتحرك)) حرفان مستقلان)([28]), وقوله: (حرفان مستقلان), يمكن أن يُؤخذَ بمعنييْنِ: الأول: إنهما مستقلان من الناحية الصّوتية المحضة فقط, أي انّه يريد أنْ يقول: إنَّهما صَوتان مستقلاّن.

الآخر: إنهما مستقلان من الناحية الصّوتية, والدلالية أَو الوظيفيَّة, ويبدو أنّ هذا المعنى هو الأقرَب إلى قصَد الشيخ بحسب ظاهر عبَارته, فضلا عن أنّه قد وَردَ في أكثر من موضع أن هناك إشارات واضحة تدل على تمييز الشيخ محمد رضا بين مصطلحي (الصوت) و(الحرف) ومن ثمّ فإنّه حينما يقول: (إنهما حرفَان مستقلاّن) فهو يقصد ما يَعنيه مصطلح (الحرف) وعلى أية حال فإنّ الحروف التي ذكرها الشيخ في النّص السابق ليست على مقياس واحد, فبعضها يكون التفخيم, والترقيق, والتخفيف معها يحمل طابعاً تمييزياً من الناحية الصوتية والدلالية, وبعضُها تَكون هذه الحالات معه تحمل طابعاً تمييزياً من الناحية الصوتية فقط, لذلك فإنّ هذه الأمور لا تتضح إلا بعد عرضَ الحروف التي ذكرها الشيخ بشكل تفصيلي، وذلك على النحو الآتي:

1. الباء, والثاء, والزاي, والشين, والفاء:

هذه الحروف مرققَّة في الأصل, ويصيبها التفخيم بالسياق([29])، فإذا كان الشيخ يقصد أنّ التفخيم الذي يصيب هذه الحروف الخمسة يكون حرفا مستقلا من الناحية النطقية فقط، فهو أمر أكده الدرس الصوتي الحديث، يقول الدكتور أحمد مختار عمر: (إنّ من الأصوات المرققة ما يكتسب التفخيم تحت عامل المماثلة، ولكنه يكون في هذه الحالة ألوفونا (تنوعا صوتيا) لنفس الفونيم)([30])، وإن كان الشيخ يقصد أنّ التفخيم الذي يصيب هذه الحروف يجعلها حروفا مستقلة صوتيا ودلاليا، فهو أمر مخالف لجميع القدماء والمحدثين، لأن التفخيم الذي يصيب هذه الحروف لا يؤدي إلى تغيير معاني الكلمات بحسب نظرية الفونيم.

2. الدال، والذال، والسين:

هذه الحروف الثلاثة مرققة([31])، والمقابل المفخم لها هي (الطاء والظاء والصاد)([32]) على التوالي، وهذه الحروف الثلاثة المفخمة هي حروف مستقلة صوتيا ودلاليا وكتابيا، قديما وحديثا.

3. الراء:

وهذا الحرف يرقق ويفخّم على وفق أحكام خاصة([33]), والقدماء جميعا يعدّون الراء المفخمة صفة، أو فرعا للراء المرققة([34])، أما الشيخ محمد رضا فيرى استقلالية الراء المفخمة عن المرققة فإن كان الشيخ يقصد أن هذه الاستقلالية صوتية فقط، فهو أمر ذهب إليه المحدثون المتأخرون لذلك يضعون رمزا للراء المرققة، وآخر للمفخمة، في الكتابة الصوتية([35])، أما إذا كان الشيخ يقصد أن هذه الاستقلالية دلالية أيضا فهو رأي مخالف لجميع القدماء والمحدثين، لأنّ ترقيق الراء وتفخيمها ليس له دلالة تمييزية بين معاني الكلمات، إلا ان بعض الدارسين المحدثين لاحظ أن الترقيق والتفخيم في الراء له دلالة تمييزية في لهجات المغرب العربي، فيقولو:) دار) بالتـرقيـق بمعنـى عمل، ويقولـون: (دار) بالتفخيـم بمعنى أبدل وجهته([36]).

4. اللام:

ترقق اللام وتفخم على وفق حالات معينة([37])، والقدماء عاملوا اللام المفخمة على أنها فرع أو صفة للام المرققة([38])، فإن كان الشيخ محمد رضا يقصد أنّ استقلالية اللام المفخمة صوتية فقط فهو أمر أشار إليه المحدثون، يقول د. إبراهيم أنيس: (فالفرق الصوتي بين اللام المرققة والمغلظة، هو نفس الفرق الصوتي بين الدال والضاد، والتاء والطاء)([39])، لذلك وضع بعض الدارسين المحدثين رمزا مستقلا للام المرققة، وآخر للمفخمة في الكتابة الصوتية([40])، وبذلك يكون الشيخ محمد رضا قد سبق الدارسين المحدثين في عدّ اللام المفخمة حرفا مستقلا عن المرققة من الناحية الصوتية، أما إذا كان الشيخ يقصد أن اللام المفخمة حرف مستقل عن المرققة صوتيا ودلاليا، فهو رأي مخالف لجميع القدماء ومعظم المحدثين، يقول د. أنيس: (ولكن الرسم العربي لم يرمز إلى اللام المغلظة برمز خاص, تختلف باختلافه الكلمة، ولهذا نعد نوعي اللام صوتا واحدا، أوفونيما واحدا)([41])، وذهب بعض من الدارسين المحدثين إلى مثل ما ذهب إليه الشيخ على وفق هذا المعنى (عدّ اللام المفخمة حرفا مستقلا دلاليا عن المرققة) وهم كل من د. سلمان العاني([42])، و د. أحمد مختار عمر([43])، معتمدين في هذا الرأي على ما ذهب إليه برجسون في مقاله المشهور (اللام المفخمة في اللغة العربية)([44])، الذي عدّ فيه اللام المفخمة فونيما (حرفا) مستقلا في اللغة العربية([45])، وذهب د. محمد حسن جبل إلى أنّ اللام المفخمة لها قيمة دلالية (وظيفية)، لكنها لا تدخل في بناء الجذور([46])، وبذلك يكون الشيخ محمد رضا قد سبق برجسون ومن تابعه من المحدثين في 5 هذا الشأن.

5. الميم والنون:

يبدو أن الشيخ محمد رضا يقصد بحالتي الميم والنون تلكما الحالتين اللتين يكونان فيها مظهرين، واللتين يكونان فيها مخفيين بغنّة أو خفيفين، ونص القدماء والمحدثون على وجود اختلاف في المخرج والصفة بين كل حالة من هذه الحالات([47])، إلا أن القدماء عاملوا الإخفاء بغنّة مع الميم والنون على أنّه صفة أو فرع([48])، فإن كان الشيخ يقصد أنّ حالة التخفيف (الإخفاء بغنّة) مع الميم والنون تجعلهما حرفين مستقلين صوتيا فقط فهو أمر ما سارت عليه الدراسة الصوتية الحديثة إذ يضع بعض الدارسين المحدثين رمزين للميم، وآخرين للنون في الكتابة الصوتية ([49]).

أمّا إذا كان يقصد أنّ هذا الاستقلال صوتي ودلالي فهو رأي مخالف للقدماء وللمحدثين، لأن التخفيف مع الميم والنون عند الفريقين لايؤدي إلى تغير معاني الكلمات.

6. الواو والياء:

أغلب الظن أن الشيخ محمد رضا قصد الواو والياء أيضا بقوله في النص السابق: (وخفيفها)، وأشار مكي بن أبي طالب إلى أنّ الواو والياء فيهما خفاء (خفيفة) إذا سكنتا, وفيهما ثقل إذا تحركتا([50])، وهذا التقسيم للواو والياء من حيث السكون والحركة يؤدي إلى تقسيمهما تقسيما آخر، وقد أشار الشيخ محمد رضا إلى هذا التقسيم الآخر بقوله: (والواو والياء تارة حرفا لين، وأخرى حرفا مدّ كما في بَيْع، ويبيع، وإن كان (أي حرف المدّ) متحركا فهو بمنزلة الصحيح مثل وَعَد ويسر)([51])، فالواو والياء إذا وقعتا متلوّتين بحركة، ساكنتين بعد فتح، فإنّهما يلحقان بالحروف (الصوامت)([52])، لضيق مجرى الهواء فيهما في هذه الحالات (احتكاكيات)([53])، ويسميان في هذه الحالة أيضا (أنصاف صوائت أو شبه حركة) من حيث موضع النطق([54])، أما إذا كانتا ساكنتين وقبلهما حركة مجانسة (حسب تعبير القدماء)، فهما في هذه الحالة حرفا مدّ، ويعدّهما الدرس الصوتي الحديث من الحركات (صوائت طويلة)([55])، وقد أشار الشيخ محمد رضا إلى هذه العلاقة بين الواو والياء المدّيّتين والحركات بقوله في موضع آخر: (لأنّ الواو (واو المد) عبارة عن ضمّتين)([56])، يقول د. البكوش: (إنّ الحركة الطويلة (واو المد وياء المد) تعادل من حيث المدى حركتين قصيرتين)([57]).

فالواو والياء ذوا طبيعتين أو حالتين مزدوجتين([58])، أشار إليهما القدماء، إلّا إن التماثل في الرمز الكتابي جعل القدماء لا يميزون بينهما التمييز الدقيق([59])، كما إن وحدة الرسم أوهمتهم وأدّت إلى وقوعهم في تفسيرات غير دقيقة في الصرف العربي([60])، لذلك فإنّ الشيخ محمد رضا لما أزال هذا العائق والوهم بقوله: (ولا يؤثر في تعدّدهما رسمهما بصورة واحدة)، نجده يقـول: (فكـل واحد منهما بحالتيه حرفــان مستقـلان)، صوتيا ووظيفيــا، وهو أمـر أكده الـدرس الصوتي الحديث([61])، يقول د. كمال بشر: (وشتّان بين الحالتين نطقا ووظيفة)([62])، وبعد الذي تقدم ينبغي الإشارة إلى أنّ ما طرحه الشيخ محمد رضا في عدد الحروف العربية والأسس التي اعتمدها في هذا الطرح، تعدّ في الدرس الصوتي الحديث من أهمّ قضايا نظرية الفونيم، وتبحث في ضمن إطارها([63])، فهذه النظرية (مهما كان تفسيرها انبثقت من ملاحظة كيفيّات النطق المختلفة، ووظائف الأصوات المتنوّعة، ومن محاولة وضع ألفبائيات للّغات المختلفة)([64])، وهذه النظرية اختلفت في تفسيرها الآراء والاتجاهات([65])، ومن ضمن هذه الاتجاهات اتجاه يرى أصحابه أن مكونات الفونيم هي ملامح صوتية مميّزة، أو خصائص نطقية، كالجهر والهمس، والتفخيم والترقيق([66])، فهذا الاتجاه يدخل النطق الفعلي وسماته في الحسبان عند النظر في الفونيمات وتعيينها([67]) وهذا الاتجاه هو الأقرب إلى ما طرحه الشيخ محمد رضا في عدد الحروف العربية.

والذي يشير إلى علاقة ما طرحه الشيخ محمد رضا في عدد الحروف بنظرية الفونيم هو الحذر الذي بدا واضحا في بداية كلام الشيخ عن عدد الحروف العربية إذ قال: (وما زالت تجول في الخاطر منذ أمد بعيد، ولأنها غير معهودة عند أئمة العربية، كنّا نستوحش من التصريح بها، ولكنّي ظفرت بمن صرّح بها من عهد قريب)([68]).

والذي يؤكد هذا الأمر أنّ الشيخ محمد رضا قد بدا واضحا في أكثر من موضع في كتابه (الصوت وماهيته) اهتمامه بالأخبار العلمية واللغوية بوساطة الجرائد والمجلات([69])، والموسوعات العلمية([70]).

وتوجد في ضمن مؤلفات الشيخ محمد رضا مخطوطة عنوانها (رسالة في الخط العربي)، يتّضح في ضوء عنوانها أنّ لها علاقة بما طرحه الشيخ في عدد الحروف العربية، وخصوصا فيما يتعلق برسم الحروف، والجانب الكتابي للغة، وربما يكون الشيخ تناول فيها هذه الموضوعات وغيرها، بشكل أكثر تفصيلا، لكن هذه الرسالة فقدت، عندما صودرت مكتبة كاشف الغطاء العامة ومؤسسته في تسعينيات القرن العشرين.

المبحث السابع

الضاد والظاء

كان صوت الضاد منذ العصور الأولى للبحث اللغوي عرضة لأنواع مختلفة من التغيير والتبديل والالتباس بغيره من الأصوات([1])، لذلك عدّ هذا الصوت مثالا للتطور التاريخي لأصوات العربية([2])، واختفى هذا الصوت بوجه عام من اللسان العربي الحديث([3])، وتحوّل إلى صور مختلفة أشهرها نطقه كالظاء، كما هو الحال في العراق([4]), وتونس([5]), وبعض لغات المغرب العربي([6]).

وتوسَّع الخلط بين الضاد والظاء بشكل كبير في القرن الرابع الهجري, لاضطراب الألسنة حينذاك في التمييز بين الصَّوتين من الناحية النطقية والكتابية([7]), وحاول العلماء منذ ذلك الوقت أن يعالجوا هذا الخلط و يساعدوا على التحرر منه([8]), وذلك بتأليف كتب خاصة([9]), هدفها وضع ضوابط معينة للفرق بين الصوتين([10]), و استمرَّت حركة التأليف في هذا الاتجاه منذ ذلك الوقت, وصولاً إلى العصر الحديث, وأَخذت هذه الحركة اتجاهين رئيسين: الأول معجمي, يهتم بجمع المواد الظائية والضادية, في سبيل حفظها, وعدم الخلط بينها([11]), والآخر صوتي يهتم ببيان مخرج كل من الضاد والظاء, وما يتميز به كل عن الأخر([12]), وهذا الاتجاه اتبعه القسم الأكبر من علماء التجويد([13]), وهو أهم من الاتجاه الأول في معالجة قضية الضاد والظاء([14]).

ويٌعد كتاب (الصّوت وماهيته والفرق بين الضاد والظاء), للشيخ محمد رضا كاشف الغطاء, الأول في العصر الحديث من حيث اتباعه منهج المعالجة الصوتية والنطقية في التفريق بين الضاد والظاء, وقد أدرج الشيخ محمد رضا مؤلَّفَه ضمن هذا المنهج أو الاتجاه, عندما أشار إلى أن غرضه من التعرض لقضية الضاد والظاء هو (ذكر الموازين الطبيعية اللغوية, التي بها نستعين على معرفة ما يلزم النطق به ظاءً, لزوماً لغويا طبيعيا، وهذه هي الجهة المهمة التي تنفع في الألفاظ المجهول ضبطها)([15])، وقضية الضاد والظاء, هي السبب الرئيس الذي دعا الشيخ محمد رضا إلى تأليف كتاب (الصوت وماهيته), إذ ذكر الشيخ أن هذا الكتاب جاء جواباً لرسالة وجهها إليه بعض أذكياء طلبة العلم في الحوزة العلمية في النجف الاشرف([16]), ومنها (ما يقول الأستاذ العلامة دام فضلة في الفارق المعتبر شرعا بين الضاد والظاء الذي يوجب الإخلال به فساد القراء شرعاً؟ ومن أين نشأ الالتباس بينهما؟...)([17]), وهذا الأمر يدل بوضوح على اتساع دائرة الخلط بين الضاد والظاء في ذلك الوقت في مدينة النجف الاشرف خاصةً, وفي العراق عامةً فامتد هذا الخلط إلى أوساط الحوزة العلمية, والطبقات المثقفة, ناهيك عَن عامة الناس.

والمُلاحظ أن الشيخ محمد رضا لم يعالج قضية الضاد والظاء مباشرةً, بل مهَّد لها بدراسة ظاهرة الصَّوت, فيزيائياً, وسمعياً, ونطقياً, وبدراسة كيفية تكوّن الصّوت اللغوي من حيث المخارج والصفات, وهي مَزِيّة خلت منها كتب الفروق قديما وحديثاً, وذلك لأن قضية الضاد والظاء, هي بالأساس قضية صوتية, وتمثل جزءا من النظام الصوتي العام, وتحكمها قوانينه, وإنَّ معالجة الشيخ محمد رضا هذه القضية ضمن الإطار الصوتي العام, الذي يحكمها, هي معالجة منهجية دقيقة تذكرنا بمنهج سيبويه عندما مهَّد لظاهرة الإدغام بدراسة مخارج الحروف وصفاتها.

وفي مواضع متفرقة, أشار الشيخ محمد رضا إلى تفرّد اللغة العربية بحرف الضاد, واستشهد بقول ابن جني: (واعلم أن الضاد للعرب خاصة, ولا يوجد في كلام العجم, الا في القليل)([18]), وممّا قاله الشيخ في هذا الشأن: (وقد استأثرت اللغة العربية من دون جميع اللغات بحرف الضاد, الحرف الذي لا يقدر غير المتولدين منهم أن يلفظوه حسَناً, وحتى الساميات أخوات العربية لا يوجد فيها هذا الحرف, والأقوام الذين يتكلمون العربية وليسوا من العرب, لا يحسنون النطق به إلا بتكلف)([19]).

إلا أنّ المتأخرين من الدارسين المحدثين أشاروا بوضوح إلى أنَّ حرف الضاد لا يقتصر وجوده على اللغة العربية وحدها، بل يوجد في غيرها من اللّغات السّامية([20]), أمّا ما أشار إليهِ الشيخ من صعوبة النطق بالضاد عند غير العرب، فهو أمر أكده الدارسون المحدثون([21]), وأشاروا إلى أن هذه الصعوبة هي السر في شيوع فكرة أن الضاد خاص بلغة العرب([22]).

وأشار القدماء إلى صعوبة النطق بالضاد الفصحى([23]), إلا ان هذه الصعوبة اشتدت في العصر الحديث, وأصبحت من أهم أسباب تغير حروف الضاد, واختلاطه بغيره من الأصوات([24]), وأشار الشيخ محمد رضا إلى صعوبة النطق بالضاد الفصحى بقولة وهو يتحدث عن الضوابط التي ذكرها أهل اللغة للنطق بالضاد والظاء: (وهذا الضبط عسير جداً, بل متعذر, إلا أن تكون للعرب في القرون الأولى مزية نطقية, يستطيعون أن يخرجوا بها صوتاً من المخارج النطقية خاصاً, فقدناها نحن أبناؤهم، أو أضعناها)([25]), ويلاحظ في ضوء هذا النص أن الشيخ يرجع صعوبة النطق بالضاد الفصحى إلى سبب عضوي, يتعلق باختلاف أعضاء النطق من جيل إلى آخر، و وهذه النظرية (على ما بها من جاذبية وطرافة لم يستطع أحد من علماء التشريح البرهنة عليها، بل لقد برهن معظمهم على أن أعضاء النطق عند الإنسان, تتّحد في جميع مفاصلها)([26]).

وفي موضع آخر أرجع الشيخ محمد رضا تغير حرف الضاد وصعوبته إلى أمرين: الأول, حث بعض علماء التجويد على التكلف في إخراج الضاد, والثاني صعوبة نطق الضاد عند الأقوام غير العربية([27]), الذين دخلوا الإسلام بعد الفتوحات الإسلامية, ومن ثم يرى الشيخ (أن اللسان متى كان عربياً مستقيماً, خرج الحرف من مخرجه قهراً, بلا كلفة ولا صعوبة, وصَعُبَ إخراجه من غيره)([28]), يقول الدكتور كمال بشر: (والرأي عندنا أن الصعوبة في نطق الضاد ليسَ عُسراً مطلقاً يعود إلى الصوت نفسه, إنَّه عُسْر يرجع إلى واحد من أمرين: الاختلاف في نطقه باختلاف البيئة, والثقافة, والخبرة, والدّربة, أو الاختلاف في ترجمة وصف السابقين لهذا الصوت... ومعلوم أنه لا يعسرُ, ولا يصعب نطق أصوات اللغة على أهليها, متى كانوا منتمين إلى الجماعة اللغوية صاحبة هذه اللغة)([29]).

وأكَّد الشيخ محمد رضا أثر الأقوام غير العربية في تغيّر نطق الضاد والظاء, عندما أشار إلى أنَّ صور نطق الظاء زاياً مفخَّمة, أو ثاءَّ مفخَّمة, ونطق الضاد ذالاً مفخَّمة, هي عبارة عن لثغة, أصابت اللسان العربيّ, بسبب اختلاط العرب بالأقوام غير العربية, أو حواشيها([30])، فنطق الظاء زاياً مفخَّمة كما يشيع في مصر اليوم([31])، هو نطق مُستَهجَن تركي الأصل([32]), وكذلك نطق الظاء ثاءً([33]), وقد ذكره سيبويه ضمن الحروف غير المستحسنة([34]), أمّا نطق الضاد ذالاً مفخمة فقد ذكره ابن الجزري ضمن الصور النطقية للضاد, وأشار إلى أنَّ هذه النطق لا يجوز([35]).

وذكر الشيخ محمد رضا أنَّ السبب الذي دعا علماء العربية لتمييز الضاد من الظاء، هو أنَّ هذين الحرفين لا يوجد بينهما فرق في السمع([36]), وأنَّ الصَّوت الخارج منهما متحدَّ من الناحية السمعية([37]), وقد أشار القدماء والمحدثون إلى التقارب السمعي بين الضاد الظاء, وعدَّ هذا التقارب من أهم أسباب اختلاط الضاد بالظاء, أو العكس, يقول الصاحب بن عُباد (ت 385هـ): (إذ كانا حرفين قد اعتاصت معرفتهما على عامة الكتاب, لتقارب أجناسهما في المسامع)([38]), وقال مكي ابن أبي طالب: (ولولا اختلاف المخرجين, وما في الضاد من استطالة, لكان لفظهما واحداً, ولم يختلفا في السمع)([39]), وذهب الدكتور إبراهيم أنيس إلى أنَّ الخلط القديم بين الضاد والظاء سببه أنَّ هذين الحرفين كان وقعهما في الآذان متشابها([40]), ويقول الدكتور محمد حسن حسن جبل عن الضاد الفصحى: (وهي رخوة تشبه صدى صوتها صَدى صوت الظاء)([41]), أمّا من ناحية المخرج فيرى الشيخ محمد رضا أنّ بين الضاد والظاء تعدداً في المخرج لا اختلاف([42]), و ورد في مخارج الحروف تأكيد الشيخ محمد رضا على أنّ تعدد الحروف سببه اختلاف المخارج لا تعددها([43]).

وبناءً على ما مرّ يستنتج الشيخ محمد رضا أنّ الضاد والظاء حرف واحد, يقول: (ومن البديهي أننا مهما فرقنا بينهما بالنطق فالسمع لا يجد بينهما فرقاً, وهذا أمر وجداني..., ومتى علمنا أنَّ الحس السمعي هو الحاكم الوحيد في هذا الباب, نجزم قطعاً بأنَّه ليس عندنا إلا حرف واحد, وكيفية واحدة لصوت ذي مخرجين, وتعدد المخرج لا يقتضي تعدد الحرف الخارج)([44]).

والقول بعدم اختلاف مخرج الضاد عن الظاء يتعارض مع ما ورد عن القدماء من وصف مختلف لمخرجيهما([45]), ولأنّه (من المستبعد أن يجعل واضع اللغة رمزين مختلفين لنطق واحد)([46]), ذهب الشيخ محمد رضا إلى أنَّ العرب إنّما فرقوا بين الضاد والظاء في الخط لسببين: الأول تعدد المخرج لا الخارج([47]), والثاني من اجل ضبط الكلمات التي تنطق بالضاد والتي تنطق بالظاء, تواضع العرب واصطلحوا على وضع رمزين للضاد والظاء([48]).

وقد أشار بعض الدارسين المحدثين إلى احتمالات قريبة مما ذكره الشيخ محمد رضا, فقد نقل د. كمال بشر عن د. سلوى ناظم ذهابها إلى أن الضاد الفصحى لم تكن وحدة صوتية مستقلة في بداية الأمر, بل كانت أمثلتها تنوعات نطقية لوحدات صوتية هي الصاد أو الظاء, أو لكلتيهما, وبمرور الزمان تجمعت هذه التنوعات, واقتربت بعضها من بعض نطقاً، وربما وظيفة وكونت لنفسها نطاقا خاصاً، وأصبحت فونيماً مستقلاً عرفت فيما بعد بالضاد([49]), ووصف الدكتور كمال هذا الرأي بأنه (يعد مقبولاً لكنه لم يعتمد على المعيار الأساسي لتعرف حقيقة الأصوات وهو السماع الفعلي)([50]), كما نقل الدكتور كمال بشر عن بعض اللغويين (لم يُسَمِّه) ذهابه إلى أن الصاد والضاد كانتا صورتين لوحدة صوتية مستقلة([51]), ويشير الدارسون المهتمون بالدراسات المقارنة إلى أن اللغة السامية الأم تعرضت إلى نوعين من أنواع الانحراف هما اندماج فونيمات معينة وانشقاق فونيمات أخرى([52])، ومن الممكن أن تكون الضاد والظاء قد تعرضتا في فترات سابقة إلى حالة الاندماج ثم انشقتا في فترات لاحقة, خصوصاً وان أكثر الدارسين المحدثين يشيرون إلى أن نطق الضاد الفصحى كان قريباً جداً من نطق الظاء أو أنها كانت ظاءً جانبية([53]), لذلك فإن الخلط بين الضاد والظاء تزايد يوماً بعد آخرمنذ القدم، حتى ان بعض الدارسين أشار إلى أن الضاد والظاء في لهجة عدن حرف واحد، لأن هذه اللهجة لا تفرق بين الضاد والظاء لا باعتدادهما صوتين ولا باعتبارهما حرفين([54])، وقد ذكر بعض الدارسين أن بعض اللهجات العربية الحديثة ينطقون الضاد الفصحى والظاء بدال مفخَّمة([55])، أي أن الصوتين تساويا حتى في الصورة النطقية البديلة عنهما فهذه الإشارات وغيرها تعطي للمتعرضين لقضية الضاد والظاء مساحة واسعة لطرح الآراء والاحتمالات.

إلا ان الشيخ محمد رضا تعامل في نهاية الأمر مع الضاد والظاء على أنهما حرفان مختلفان مخرجاً ومتحدان خارجاً (سمعياً)، إذ قال: (فإنا نعترف باختلاف المخرج من حيث وضع جملة الأعضاء الصوتية، وإن كان ممر الصوت وانفتاحاته والخارج منهما متحداً)([56]), لذلك استشهد الشيخ بعدد من النصوص التي نصت على أن مخرج الضاد من أصل حافة اللسان وما يليها من الأضراس ومخرج الظــاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليـا ([57])، وأشار الشيخ إلى أنّ اتحاد الضاد والظاء في السمع يرجع إلى اتحادهما في الصفات الصوتية كالجهر و الرخاوة ([58]).

وذكر الشيخ محمد رضا أن المستوى التركيبي للكلمات وما يفرضه من خفة أو ثقل وتكلف في النطق له أثر في ضبط بعض الكلمات بالضاد وبعضها بالظاء، يقول (وإذا نظرنا إلى الألفاظ التي نقلت عن أئمة اللغة بالظاء وجدناها غالباً واقعة بين حرفين قريبين من مخرجها... أو بعد حرف أو قبله كذلك، على نحو لو أردنا أن نخرجها من المخرج الذي نسميه مخرج الضاد لحصل من ذلك صعوبة في النطق وتكلف تأباه اللغة...، وقد ذكر جماعة من أهل اللغة أن بعض الألفاظ تشترك فيها الضاد والظاء([59]), ولو نظرنا إلى تلك الألفاظ لوجدنا ذلك الحرف مكتنفاً بحرفين أو مسبوقاً أو ملحقاً بحرف، يكون نسبته إلى مخرج الظاء كنسبته إلى مخرج الضاد, فنحن واقعون في الكلفة على كل حال مثل عظ وعض)([60]), وما ذكره الشيخ مشابه لما ذكره ابن مالك (ت 672هـ) في قصيدته (الاعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد)([61]) من أن الظاء تتميز من الضاد بتقدم شين مثل شِظاظ([62]), أو جيم مثل الجظ ([63]).

وآراء الشيخ محمد رضا فيما يخص الضاد والظاء انعكست على الحكم الشرعي فيما يخص نطق الضاد, حيث يفهم من مجمل كلامه أن نطق الضاد كالظاء غير مبطل للصلاة، لأن الأحكام الشرعية بحسب رأيه موردها التشابه في الصفات الصوتية والمزايا النطقية([64])، وصرح بهذا الحكم بقوله) : ومما لا إشكال فيه أنه يصدق عرفاً أنه نطق نطقاً صحيحاً عربياً بما اشتمل على أحد الحرفين من أي مخرجٍ أخرجه، بعدما عرفت من اتحادهما ذاتاً، وإن تعدد المخرج لا يضر في تلك الوحدة على ما أوضحناه)([65]).

ولعل ما ذهب إليه الشيخ محمد رضا من أن المخارج التي ذكرها علماء العربية هي تقريبية لا تحقيقية له علاقة بهذا الحكم([66])، كما علل الشيخ ذهابه إلى هذا الحكم بأنه لا توجد لدينا أدلة قطعية على كيفية نطق العرب القدامى للكلمات الضادية أو الظائية، وذلك بقوله: (واعتبار أحد المخرجين بخصوصه لغةً أو شرعاً مما يُعْسَرُ الاطلاع عليه، والتهمة في نقله واضحة، واجتهاد الناقل لا يكون حجة)([67])، وعُدّ غياب النطق الفعلي للضاد من أهم أسباب هذا الخلط القديم الحديث بين الضاد والظاء([68])، فمن المقرر (أن أصوات اللغة بالذات لا يمكن تعرفها تعرفاً دقيقاً أو الوقوف على خواصها، إلا بالسماع لمنطوق واقع بالفعل، وأنّى لنا ذلك؟ فمعيار الحكم الصحيح غائب وهو النطق الفعلي، وفي غيابه مظنة الخطأ، أو الخلط في التطبيق)([69]).

المبحث الثامن

الأصوات في حالة المجاورة

عاملتْ المباحث الصوتية المتقدمة الأصوات بوصفها وحدات مستقل بعضها عن بعض، أو منعزلة([1])، ودراسة أصوات اللغة من هذه الناحية يطلق عليها معظم المحدثين اسم (الفوناتيك) أو (الفونتكس)، وتعني علم الأصوات، وهو علم يعنى بدراسة أصوات اللغة من حيث هي حركات عضوية فعلية، من دون النظر إلى اللغة التي تنتمي إليها([2])، أو كما يقول الشيخ محمد رضا: (في مطلق اللغات)([3]).

ودراسة أصوات اللغة لا تقتصر على هذه الناحية الطبيعية فحسب، بل إنّها تخضع لأحكام وقواعد في تجاورها، وامتداداتها([4])، يقول الشيخ محمد رضا: (يختلف الصوت الحرفي باختلاف ما يجاوره من الحروف، لِما يحدث في مخرجه من اختلاف الوضع باختلافها... ما يدل على أن الصوت الحرفي يتخذ له صفة خاصة من مخارج بعض الحروف الأُخَر إذا جاورها)([5])، ثم استشهد الشيخ بقول ابن الجزري: (وإحكام النطق بالحرف حالة الإفراد، لا تنفع ما لم يحكم في حالة التراكيب، لأنه ينشأ من التركيب ما لم يكن في حالة الإفراد، بحسب ما يجاور الحرف من مجانس، ومقارب، وقوي، وضعيف، ومفخم، ومرقق، فيجذب القوي الضعيف، ويغلب المفخم المرقق)([6]).

ودراسة الأصوات من هذه الناحية (أي كونها متجاورة في الكلام المتصل)، يطلق عليها معظم المحدثين اسم (الفونولوجيا)([7])، ويقصدون به دراسة التشكيل الصوتي([8])، أو علم وظائف الأصوات([9])، أو دراسة النظام الصوتي للغة من اللغات([10])، والناحيتان السابقتان في دراسة أصوات اللغة لا يمكن الفصل بينهما، فكلتاهما تأخذ من الأخرى، وتعتمـد عليها([11]), وتأثر الأصوات بعضها ببعض يكون غالبا نتيجة لأوضاع أعضاء النطق([12])، يقول الشيخ محمد رضا: (وتناسب المخارج في الحروف، وتقاربها، أو تباعدها، هي التي توجب تنافر الحروف الذي ذكره البيانيون، وهذا الذي ذكروه اعتبار نوعي، وإلّا فالأشخاص مختلفون في ذلك اختلافا شديدا، لاختلاف أعضاء أصواتهم، من حيث الطول، والقصر، ولين الأعصاب، وقساوتها)([13])، ومصطلح (النوعية) الذي ذكره الشيخ يشير إلى الناحية التشكيلية، أو الفونولوجية للكلام([14])، باعتباره كلا لا متجزّءا([15])، كما يشير أيضا إلى الناحية السمعية للكلام([16])، فالشيخ يضيف هنا اعتبارا آخر لتأثر الأصوات إلى جانب الاعتبار النوعي، يتمثل في اختلاف النطق الفعلي للأشخاص، نتيجة لاختلاف أعضاء النطق عندهم([17]).

1. الإدغام:

الإدغام عند القدماء هو إدخال الحرف الأول الساكن في الثاني المتحرك لعلاقة ما، حتى يصيرا من موضع واحد، فيرتفع اللسان عنهما ارتفاعة واحدة([18])، وهو عند المحدثين إفناء الصوت الأول في الثاني نتيجة التماثل، أو الاتصاف بصفات مشتركة، تسهل عملية فنائهما، أو اندماجهما، لذلك يسمونه (المماثلة الكاملة)([19]), وينقسم الإدغام من حيث طبيعة العلاقة بين الحرفين المدغمين، على إدغام المتماثلين بأن يكونا متفقي المخارج والصفات، كالباء مع الباء([20])، وإدغام المتقاربين بأن يكونا مختلفين لكن مخرجيهما متجاوران([21])، وإدغام المتجانسين بأن يكونا مختلفين لكن مخرجهما واحد([22]).

أ. إدغام المتماثلين:

أشار الشيخ هادي كاشف الغطاء إلى أن الحرفين المثلين يدغم كل منهما في الآخر([23])، ومثّل الشيخ لهذا النوع من الإدغام بقوله تعالى: [أَنْ اضْرِب بِعَصَاكَ الْحَجَرَ] (الأعراف: 160)، حيث تدغم الباء الساكنة من الكلمة الأولى في الباء الساكنة من الكلمة الثانية، ومثّل له أيضا بقوله تعالى: [أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ] (النحل: 76)، حيث تدغم الهاء في الهاء في كلمة واحدة([24])، وأشار إلى إدغام هاء السكت في الهاء التي بعدها([25])، ومثّل لها بقوله تعالى: [مَالِيَهْ هَلك عنّي سُلْطَانِيَهْ] (الحاقة: 28, 29)، في إشارة إلى مذهب القارئ ورش (197)، الذي ورد عنه إدغامه هاء السكت في الآية السابقة، على الرغم من وجود مانع من الإدغام وهو الوقف المنوي على هاء السكت([26]).

ونبّه الشيخ هادي على عدم جواز إدغام الواو والياء في مِثْلَيْهِما، في قوله تعالى: [آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ] (البقرة: 25)، وقوله تعالى: [فِي يُوسُفَ] (يوسف: 7)، والسبب كما أشار إليه الشيخ هو الحفاظ على المد الموجود في الواو والياء من الزوال في حالة الإدغام، لذلك وجب الإظهار([27]).

ب. إدغام المتقاربين:

استعمل الشيخ هادي مصطلح (المتقاربين)([28])، وهو يعني به (المتجانسين) أيضا، كما هو الحال عند متقدمي علماء العربية والتجويد([29])، ويُعَدّ هذا النوع من الإدغام (أكثر تشعبا، وأوسع خلافا، سواء بين القراء أو بين اللغويين)([30]), إلاّ أنّ الشيخ هادياً اقتصر على عرض حالات الإدغام المتفق عليها بين القرّاء([31])، وهي:

1. إدغام التاء في الطاء والدال، ومثّل لهما الشيخ بقوله تعالى: [وَقَالَتْ طَائِفَةٌ] (آل عمران: 72) وبقوله تعالى: [أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا] (يونس: 89)، وسبب الإدغام هنا هو اتفاق الطاء والدال والتاء في المخرج (أسنانية لثوية)، واختلافها في الصفات (متجانسة)، فالتاء تشتمل على صفة قوية واحدة هي الشدّة، في حين تشتمل الطاء على ثلاث صفات قوية هي الجهر (في النطق الفصيح)، والشدّة، والتفخيم، وتشتمل الدال على صفتين قويّتين هما الجهر، والشدّة، لذلك تدغم التاء في الطاء والدال، وفقا للقاعدة العامّة التي تقول: إنّ الصوت الضعيف يدغم في الصوت القوي([32]).

2. إدغام الدال في التاء: ومثّل لهما الشيخ هادي بقوله تعالى: [مَا عَبَدتُّمْ] (الكافرون: 4)، ويعدّ الإدغام هنا خروجا عن القاعدة العامّة المشار إليها في أعلاه، وذلك لانّ الدال أقوى من التاء، وفُسِّرَ هذا الأمر في مثل هذه الحالة بأنّ التاء قد قويت بعِلّة خارجية، وهي كونها كلمة مستقلّة، لأنّها تاء الضمير([33]).

3. إدغام الذال في الظاء: ومثّل لهما الشيخ بقوله تعالى: [إِذْ ظَلَمُوا] (النساء: 64)، والذال والظاء يتّفقان في المخرج (أسنانية)، ويختلفان في الصفة (متجانسان)، والصوت الأقوى هو الظاء, لاشتماله على صفتي الجهر والتفخيم، بينما تشتمل الذال على صفة قوية واحدة هي الجهر.

4. إدغام الباء في الميم: ومثّل لهما الشيخ بقوله تعالى: [يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا] (هود: 42), والباء والميم شفويان، مجهوران، إلاّ أنّ الميم انمازت عن الباء بالغنّة الملازمة لها([34])، فعملية الإدغام هنا تتم بتحوّل صوت الفم (الباء)، إلى نظيره من أصوات الأنف (الميم)([35]).

5. إدغام الثاء في الذال: ومثّل لهما الشيخ بقوله تعالى: [يَلْهَثْ ذَلِكَ] (الأعراف: 176)، والثاء والذال من مخرج واحد (أسنانية)، إلاّ أنّ الذال أقوى لأنّها مجهورة، والثاء مهموسة (متجانسان).

6. إدغام اللام في الراء: أشار الشيخ هادي إلى أنّ اللام تدغم في الراء، في مثل [قُلْ رَّبِّ] (طه: 114) [بَلْ رَانَ] (المطففين: 14)، عند كل القراء، إلاّ [بَلْ رَانَ] في رواية حفص، فإنّه يسكت على اللام سكتة لطيفة، وإذا سكت فلا بد من الإظهار([36])، وسبب إدغام اللام في الراء هو قرب مخرجيهما، إضافة إلى أنّ الراء أقوى من اللام، لأنّها مجهورة ومكررة.

2. أحكام النون الساكنة والتنوين:

النون الساكنة هي من الأصوات الساكنة (الصامتة)، وتكون في آخر الكلمة، وفي وسطها وتكون في الاسم والفعل والحرف([37])، أما التنوين فعرّفه الشيخ هادي بأنّه (عبارة عن نون ساكنة تلحق الآخر، بحيث تظهر في اللفظ دون الخط، والوصل دون الوقف)([38])، فالتنوين يُعدّ من الناحية الصوتية نونا ساكنة أيضا([39]).

ولكثرة تردد النون، وشدة تاثرها فيما يجاورها من أصوات حين تكون ساكنة([40])، أفرد لها علماء التجويد والقراءات فصولا مستقلة، درسوا فيها ما تتعرض له من أحكام تعاملية عند ملاقاتها بقية الحروف([41])، وحصر الشيخ هادي هذه الأحكام في أربعة أوجه:

الأول: الإظهار: ويكون كما أشار الشيخ عند ملاقاة النون الساكنة والتنوين حروفَ الحلق (الهمزة، الهاء، العين، الحاء، الغين، الخاء)([42])، والإظهار هنا يعني نطق النون الساكنة والتنوين نطقا خالصا من دون شائبة([43])، بأن يكون موضعهما من الفم([44])، باعتماد طرف اللسان على اللثة([45]), وذلك لبعد مخرج النون عن مخارج حروف الحلق الستـة([46])، فهذا التباعد يؤدي إلى بقاء القيمة الصوتيـة لكل حرف ناصعة واضحة([47])، والإظهار يـزداد حُسْنا كلما تباعدت المخارج([48]).

الثاني: الإدغام: يقول الشيخ هادي: (ويكون الإدغام عند ملاقاة حروف (يرملون)، لكن مع أربعة منها، وهي حروف ( ينمو) تحبّب الغنّة، وهي صوت رقيق، يخرج من آخر الخيشوم... ومع الحرفين الآخرين (اللام والراء) ليست الغنّة، بل يجب فيهما الإدغام فقط)([49]).

وفي هذا الوجه تصل النون الساكنة والتنوين إلى مرحلة الفناء التام، أو الجزئي، في حروف (يرملون)([50])، وهي حروف متقاربة في المخارج والصفات([51])، والإدغام يكون حسنا كلما تقاربت المخارج([52]). واختلف علماء الأداء والقراءة في مسألة إظهار الغنّة، في حالة إدغام النون الساكنة والتنوين في حروف يرملون، إلاّ أن الشيخ هادي أشار إلى الرأي الأغلب الذي عليه جمهور العلماء من قراء ومجودين([53]).

ويسمى إدغام النون الساكنة في الواو والياء والنون إدغاما ناقصا، أو مماثلة غير كاملة، لأنّ النون لاتصل إلى مرحلة الفناء التام في هذه الحروف، لبقاء بعض صفاتها، وهي الغنّة([54])، أما إدغام النون في الميم، فيعدّ من الإدغام الكامل، لأنّ النون تفنى فناءا تاما في الميم، على الرغم من بقاء غنّة الميم المشدّدة([55]).

أما إدغام النون الساكنة في اللام والراء، فيكون كما أشار الشيخ هادي بلا غنّة، لذلك يسمى إدغاما كاملا، لأنّ النون تفنى فناءا تاما في اللام والراء([56])، فتنقلب مع الراء راءا، ومع اللام لاما([57])، وذلك للتقارب بين النون واللام والراء في المخرج (لثوية) وفي الصفة (الجهر), وقد تتحكم صياغة الأبنية العربية في ظاهرة الإدغام، فتقضي بإظهار ما حكمه الإدغام([58])، يقول الشيخ هادي: (إلاّ في كلمة صنوان من قوله تعالى: [صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ] (الرعد: 4)، وبنيان من قوله تعالى: [أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ] (التوبة: 109)، ودنيا من قوله تعالى: [فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا] (البقرة: 85)، وقنوان من قوله تعالى: [قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ] (الأنعام: 99)، فإنّهم منعوا الإدغام في هذه الألفاظ، لئلا تلتبس بالمضاعف)([59])، ففي هذه الألفاظ وقعت النون الساكنة قبل الواو والياء في كلمة واحدة ولم يشر الشيخ هادي إلى ورود النون الساكنة قبل الميم في كلمة واحدة في مثل كلمة (زنماء)، فإنّها داخلة في هذا الاستثناء أيضا([60]) لأنّ الإدغام هنا يؤدي إلى التوهم في أن الأصل ليس فيه نون فيؤدي إلى الالتباس بالمضاعف الذي على مثال فعّال نحو صوّان، وحيّان، وما أشبه ذلك([61]).

وذهب ابن قتيبة إلى إنّ (إن) إذا لم تكن عاملة في الفعل أظهرت (أن)، ولا تدغم النون في اللام نحو قولك: (علمت أن لا تقول ذلك)([62])، وقال البطليوسي شارحا رأي ابن قتيبة: (فلما كان اسم (أن) المخففة من الشديدة مضمرا بعدها، مقدّرا معها، صار حاجزا بينها وبين (لا) فبطل إدغام النون من (أن) في لام لا لأجل ذلك)([63])، فقال الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء معلقا على رأي البطليوسي: (... ولكنه لا يخلو من مناقشة فإنّ الإدغام من عوارض الألفاظ والحروف المنطوق بها، لا من توابع المعاني والمقدّرات، فإذا اجتمع الحرفان من حروف يرملون في النطق، لزم إدغامهما لزوما يقتضيه النطق، لا المعنى، وهذا ظاهر بعد التأمل)([64])، فالشيخ اعترض على إدخال المعنى، والتأويل، والتقدير في موانع الإدغام، لأنّ الإدغام عنده مطلب نطقي لا دلالي، فالمماثلة (تهدف إلى تيسير جانب اللفظ، عن طريق تيسير النطق، ولا تلقي بالا إلى الجانب الدلالي، الذي قد يتأثر، نتيجة تقاربا وتطابق الصوتين)([65]).

الثالث: الإقلاب يقول الشيخ هادي: (إذا التقت النون الساكنة والتنوين مع الباء يقلبان ميما مخففة مع غنّة)([66])، فهنا لا يعمل قانون الإدغام، بسبب البعد الشديد بين النون والباء في المخرج والصفة، وأيضا لا يوجد مجال للإظهار، لأنّ الباء (لم تبعد من النون، بعد حروف الحلق)([67])، فكان لا بدّ من حرف يتوسط، بين النون والباء، يساعد في التخلص من صعوبة النطق بالنون الساكنة والباء، فكان هذا الحرف هو الميم، لأنّه يشابه الباء في المخرج، ويشابه النون في الغنّة([68]), فقلَبت النون ميماً مخففة، في إشارة إلى حالة الإخفاء التي تحدث بعد قلب النون ميما, لأنّ حكم الميم إذا سكنت قبل الباء هو الإخفاء([69])، فالهدف من الاقلاب هو الاقتصاد في الجهد والتخفيف لأنّ اجتماع الميم مع الباء أخفّ من اجتماع النون مع الباء([70]).

الرابع: الإخفاء: يقول الشيخ هادي) الإخفاء هو حالة بين الإظهار والإدغام تلزم الغنّة، وهو عند ملاقاة خمسة عشر حرفا وهي (التاء، الثاء، الجيم، الدال، الذال، الزاي، السين، الشين، الصاد، الضاد، الطاء، الظاء، الفاء، القاف، الكاف يقول الشيخ هادي: (الإخفاء هو حالة بين الإظهار والإدغام، وتلزم الغنّة، وهو عند ملاقاة ماعدا الحروف المذكورة، من سائر الحروف الهجائية، وهي خمسة عشر حرفا (التاء، الثاء، الجيم، الدال، الذال، الزاي، السين، الشين، الصاد، الضاد، الطاء، الظاء، الفاء، القاف، الكاف، وهي قد تكون في كلمة، أو كلمتين)([71])، فتأثير هذه الحروف الخمسة عشر في النون الساكنة والتنوين هو (بين بين)، لأنّ مخارجها لم تقترب من مخرج النون كثيرا فتدغم فيها، ولم تبتعد عنها كثيرا فتظهر عندها([72])، ومخرج النون الساكنة في حالة الإخفاء يكون من الخياشيم فقط، ولا علاج على الفم في إخراجها، وذلك طلبا للخفة([73])، يقول سيبويه (كان أخف عليهم أن لا يستعملوا ألسنتهم إلاّ مرة واحدة)([74])، وذلك بارتفاع اللسان للنون المخفاة وللحرف الذي يليها ارتفاعه واحدة، إلاّ أنّ اللسان في ارتفاعه لنطق النون المخفاة لا يلتصق باللثة، بل يقترب منها فقط، اكتفاءا بالغنّة بهدف التخفيف، فعند ذلك لا يعود اللسان إلى قاع الفم ليستعدّ لنطق الحرف الذي بعد النون, بل يذهب مباشرة إلى هذا النطق وهو في حالة الارتفاع، ليحقق الإخفاء التقليل في الوقت والجهد([75]).

 3. أحكام الميم الساكنة:

ذكر الشيخ هادي كاشف الغطاء ثلاثة أحكام للميم الساكنة هي:

الأول: الإخفاء:

يقول الشيخ: (الميم الساكنة تخفى عند ملاقاتها الباء مع غنّة نحو [أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ] (البقرة: 33) ونحوه)([76])، وهناك خلاف بين علماء التجويد في حكم الميم الساكنة اذا تلتها الباء، فذهب بعضهم إلى الإخفاء كالقرطبي([77]), وابن الجزري([78]), ومال إلى هذا الرأي أغلب الدارسين المحدثين([79])، وذهب بعضهم إلى الإظهار، مثل مكي بن أبي طالب([80])، وهو الرأي الذي مال إليه د. غانم قدوري الحمد([81]).

ويبدو أنّ الإخفاء هو الأكثر مناسبة، لأنّ الإظهار لا يُستَحسَن إلاّ إذا تباعدت المخارج([82])، والميم والباء من مخرج واحد (شفوية)، يقول القرطبي: (وذلك أنّ الباء قربت من الميم في المخرج، فامتنع الإظهار)([83])، كما انّ إظهار الميم الساكنة عند الباء، يعني أن يحتفظ كلّ صوت بخواصه النطقية، وهو أمر يتطلب ثقلا وتكلفا واضحين([84]).

وذهب د. غانم قدوري الحمد إلى أنّ نطق الميم الساكنة قبل الباء، يكون واحدا عند من سماه إخفاء، وعند من سماه إظهارا([85])، وهو استنتاج غير دقيق، لانّ إخفاء الميم يعني تبعيضها، أي عدم كزّ الشفتين في التقائهما، فلا ينطبقان انطباقا تاما، ومصحوبا بالغنّة([86])، بخلاف حالة الإظهار.

الثاني: الإدغام:

يقول الشيخ هادي: (وتدغم الميم الساكنة مع غنّة بمثلها من الميم)([87])، وعلة الإدغام هنا هو التماثل([88])، ويسمى إدغاما ناقصا لبقاء الغنّة([89]).

الثالث: الإظهار:

يقول الشيخ هادي: (وتظهر الميم الساكنة إذا لقيت غير الباء والميم من سائر الحروف الهجائية، خصوصا عند ملاقاتها الفاء والواو، ويسمى إظهارا شفويا)([90])، ونبّه علماء التجويد على وجوب إظهار الميم الساكنة عند الفاء والواو، وذلك خوفا من الإدغام والإخفاء، لقرب مخارجهما، فضلا عن أنّ الميم بعدت عن الفاء والواو بالغنّة، وانطباق الشفتين انطباقا تاما، بخلاف الفاء والواو([91]).

4. أحكام اللام الساكنة:

أ. الإدغام: يقول الشيخ هادي: (اعلم أنّه قد اتفق القراء على إدغام (لام التعريف)، عند أربعة عشر حرفا، هي (التاء، الثاء، الدال، الذال، الراء، الزاي، السين، الشين، الصاد، الضاد، الطاء، الظاء، النون، اللام)([92])، وهو إدغام واجب، لاجتماع ثلاثة أسباب، هي، سكون لام التعريف، وكثرتها في الكلام، وقرب مخارج هذه الحروف الأربعة عشر من مخرج اللام([93]).

ب. الإظهار: أشار الشيخ هادي إلى أنّ (لام التعريف) تظهر عند أربعة عشر حرفا، هي ماعدا الحروف الشمسية المتقدمة ([94])، وسبب الإظهار هو بعد مخارج هذه الحروف من مخرج اللام([95])، وأشار الشيخ هادي إلى وجوب إظهار اللام الساكنة، إذا وقعت قبل النون([96])، ومثّل لها بكلمة [وَأَنزَلْنَا] (البقرة: 57)، وهو يقصد لام الفعل إذا وقعت ساكنة قبل النون، فقد نصّ علماء التجويد على وجوب إظهار هذه اللام، لأنّ اللسان يسارع إلى إدغامها في النون، بسبب القرب الشديد في المخرج والصفة ([97])، ويعلل علماء التجويد وجوب إظهار هذه اللام، بأنّ اللام من حقها أن لا تدغم في النون، لأنّها ابتعدت عن النون بصفة الانحراف (الجانبية)، وبسعة مخرجها([98]).

5. الترقيق والتفخيم:

ومن ظواهر تفاعل الأصوات، وتأثرها ببعضها، بسبب التركيب والمجاورة تغيير صفات الحروف، كتفخيم الراء واللام، وترقيقهما، في أحوال معينة([99]).

أ. تفخيم الراء وترقيقها:

أصل الراء عند الشيخ هادي هو التفخيم، والترقيق عارض لها([100])، وهو رأي جمهور علماء القراءة والتجويد([101])، وأشار الشيـخ هادي إلى أنّ الراء عند بعض علماء التجويد ليس لها أصل في الترقيق، ولا في التفخيم، بل هو (الترقيق والتفخيم) تابع لحركتها([102])، وهو الرأي الذي ذهب إليه القرطبي([103])، ومال إليه الدارسون المحدثون([104])، وابتعد الشيخ هادي عن اختلافات القراء في عرضه لأحكام الراء من حيث الترقيق والتفخيم، وعرض تلك الأحكام بحسب حركة الراء، وحركة ما قبلها وذلك على النحو الآتي:

1. إذا كانت الراء مفتوحة، أو مضمومة، فإنّها تفخم، أما إذا كانت مكسورة، فإنّها ترقق([105]) وهو حكم عام يتفق عليه القدماء والمحدثون([106]).

2. إذا كانت الراء ساكنة في ابتداء الكلمة، أو في وسطها، وكان ما قبلها مفتوحا، أو مضموما، فإنّها تفخم، أمّا إذا كان ما قبلها مكسورا، فإنّها ترقق([107])، بشروط: الأول، أن لا تكون الكسرة عارضية([108])، مثل [ارْتَبْتُمْ] من قوله تعالى: [فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنْ ارْتَبْتُمْ] (المائدة: 106)، ومثل [أَمْ ارْتَابُوا] (النور: 50)، لأنّ الراء في هذه الحالة تفخم([109]).

الثاني: أن لا يكون بعد الراء حرف من حروف الاستعلاء، كالطاء في (قرطاس) من قوله تعالى: [وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ] (الأنعام: 7)، والصاد في (مرصاد) من قوله تعالى: [إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا] (النبأ: 21)، لأنّ الراء في مثل هذه الحالة تفخم، لأجل حرف الاستعلاء الذي بعدها، وتوجد حالة خاصة فيها خلاف، أشار إليها الشيخ هــادي بقوله: (وفي راء (فرق) من قوله تعالى: [فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ] (الشعراء: 63). خلاف، والتفخيم فيه أولى)([110])، إذ ذهبَ بعض العلماء إلى ترقيـق راء (فرق)، بحجـة أنّ حرف الاستعلاء (القاف).

قد ضعف، لوقوعه بين كسرتين، وذهب بعضهم إلى التفخيم تماشيا مع القاعدة العامة، وبعضهم أجاز الوجهين([111])، أما إذا وقع حرف الاستعلاء بعد الراء، في كلمة منفصلة، فحكم الراء الترقيق([112])، مثل[أَنذِرْ قَوْمَكَ] (نوح: 1).

الثالث: أن لا تكون الكسرة في كلمة أخرى، وتكون منفصلة عن الراء، مثل [رَبِّ ارْجِعُونِ] (المؤمنون: 99)، فإنّ حكم الراء في هذه الحالة التفخيم([113])، لأنّ همزة الوصل، فصلت بين الكسرة والراء([114]).

3. الراء الساكنة في آخر الكلمة بسبب الوقف، أو غيره، تفخّم إذا كان ما قبلها مفتوحا، أو مضموما، وترقق إذا كان ما قبلها مكسورا([115])، أما إذا كان ما قبلها ساكنا غير الياء، فإنّ الاعتماد سيكون على ما قبل ذلك الساكن، فإن كان مفتوحا، أو مضموما، فخّمت الراء، أما إذا كان مكسورا رققت([116]).

ب. ترقيق اللام وتفخيمها:

يقول الشيخ هادي: (اعلم أن اللام ترقق في جميع المواضع، إلا في لفظه تعالى، فإنّها تفخّم، إذا كان ما قبلها مفتوحا، أو مضموما، وإن كان ما قبلها مكسورا رققت([117])، وهذه الأحكام يتّفق عليها جميع علماء التجويد([118]).

6. الوقف:

نظم الشيخ هادي كاشف الغطاء تعريف الوقف بقوله:

الوقفُ قَطْعُ النُّطْقِ عَنْ تالِي الكَلِمْ

 

وهو على الساكِنِ مِنهُ قَد حُتِم([119])

 

ويُعدّ الوقف فرصة للتزود بالهواء واستعداد أعضاء النطق لإنتاج الكلام من جديد([120])، يقول ابن الجزري: (الوقف عبارة عن قطع الصوت على الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة)([121]).

ويأتي الوقف أيضا لتنسيق التتابع الصوتي([122])، وأشار الشيخ هادي في الشطر الثاني من البيت السابق إلى الألفاظ المبنية على السكون والمجزومة من الأفعال، فإنّ الوقف عليها أمر محتوم، لا بدّ منه، لأنّها ساكنة، والسكون هو الأصل في الوقف([123]).

وجوه الوقف:

أ. الإسكان: وهو كما أشار الشيخ هادي- الأصل في الوقف([124])، لأنّ (الغرض من الوقف هو الاستراحة، وسلب الحركة أبلغ في تحصيلها)([125])، ولأنّ (الموقوف عليه لا يكون إلاّ ساكنا)([126])، كما أنّ الوقف بالسكون لغة أكثر العرب([127]).

وعرّف الشيخ هادي الإسكان بأنّه (عبارة عن إسقاط كل الحركة، من الحرف الموقوف عليه)([128])، وهو الإسكان المحض، أو الخالص الذي لا تشوبه ملابسة من روم، أو إشمام، أو تضعيف، أو نقل([129]).

وأشار الشيخ هادي إلى أنّ موضع الإسكان هو الحركات الثلاث (الضمة والفتحة والكسرة)، إعرابا، وبناءً([130])، فهو عبارة (عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث)([131]).

ب. الرّوم: عرّفه الشيخ هادي بأنّه عبارة (عن نطق بعض الحركة من الحرف الموقوف عليه)([132])، وذلك بأن تقصد نطق الحركة، لكنّك لا تنطقها واضحة تامّة، بل بصوت خفي، يدركه الأعمى بحاسة سمعه، والبصير ببصره([133])، والغرض من الروم (بيان الحركة التي في الحرف الموقوف عليه)([134])، ونبّه الشيخ هادي على أنّ الروم لا يكون في المنصوب والمفتوح([135])، وهو مذهب أكثر علماء التجويد، وذلك لخفة حركة الفتحة، وسرعتها في النطق([136]).

وأجاز سيبويه الروم في المفتوح والمنصوب، كما أجازه في المرفوع والمجرور([137]).

جـ. الإشمام: عرّفه الشيخ هادي بأنّه (الإشارة إلى جانب الحركة بالشفة، من غير صوت، بحيث يراه البصير، دون الأعمى)([138])، وموضعه لا يكون إلا في المرفوع والمضموم([139])، لأنّ الضم من الشفتين، فتكون استدارة الشفتين معه واضحة للرائي([140])، والغرض من الإشمام هو (التفريق بين ما يلزمه التحريك في الوصل، وما يلزمه الإسكان على كلّ حال)([141]).

ونبّه الشيخ هادي على أنّ الروم والإشمام لا يجوز في تاء التأنيث، التي رسمها بالتاء الطويلة، عند من يقف عليها بالهاء، لا بالتاء([142])، ذلك لأنّ الهاء في تلك الحالة، ليس لها حركة في الأصل، لأنّ الحركة للتاء، وقد ذهبت بانقلابها هاءً([143]).

د. الإبدال: يقول الشيخ عباس كاشف الغطاء (ت 1323هـ):

وأبدل التاءَ بها (بـ هاء) في الرَّحمة
 

 

وما يضاهيها بوقفِِ جَمَّة
 

وأثبِتْ التاءَ بيَعْمُلات
 

 

في كلِّ حالِِ مثل مسلمات([144])
 

 

يشير الشيخ في هذين البيتين إلى إبدال تاء التأنيث في الاسم المفرد هاءً في الوقف([145]) أمّا في الفعل والجمع، فإنّ هذه التاء تثبت وصلا ووقفا ([146]).

ويرى الدارسون أن هذا الإبدال يمثّل إحدى مراحل تطور تاء التأنيث في اللغات السامية بوجه عام، والعربية بوجه خاص([147])، ويتمثّل هذا التطور بمرحلة أولى، هي سقوط التاء عند الوقف، باعتبارها حرفا شديدا مهموسا، تطرّف في كلمة موقوف عليها، يعقبه في مرحلــة ثانوية، ظهور هاء ثانوية شبيهة بهـاء السكت([148])، وأشار الشيخ هــادي إلى أنّ بعض اللهجات تخالف هذه القاعدة في الوقف، وذلك بقوله:

والعكسُ فيها لغةُ قدْ ورَدتْ
 

 

ككادتِ الحُرّةُ أنْ تُدْعَى أمَتْ([149])
 

 

إذ يقفون على التاء المربوطة في الاسم المفرد، بالتاء، لا بالهاء، وصلا، ووقفا، وهي ظاهرة لهجية([150])، يرى بعض المحدثين أنّها تمثل احتفاظا بالأصل في ظاهرة التأنيث([151]).

وقال الشيخ عباس كاشف الغطاء:

والحكمُ في المنصوب وقفٌ بالألف
 

 

وفي إذن ونسفعا عليه قِفْ([152])
 

 

ويشير في هذا البيت إلى إبدال التنوين ألفا في الوقف على الاسم المنوّن، في حالة النصب، مثل (رأيت زيدا)، وذلك (كراهية أن يكون التنوين بمنزلة النون اللازمة للحرف... فأرادوا أن يفرّقوا بين التنوين والنون)([153]).

وأشارَ الشيخ في هذا البيت أيضا إلى إبدال التنوين ألفا في الوقف على (إذن)([154])، مثل قوله تعالى: [وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا] (الكهف: 2)، وكذلك أشار إلى إبدال نون التوكيد الخفيفة ألفاً في المضارع إذا كان قبلها فتحة([155])، كما في كلمة (لنسفعا)، من قوله تعالى: [لَنَسْفَعَ بِالنَّاصِيَةِ] (العلق: 15)، ويرى بعض المحدثين أنّ الدافع في إبدال التنوين ألفا في الأمثلة المتقدّمة هو دافع صوتي، وانّ الألف فيه عبارة عن فتحة مشبعة، جاءت بعد حذف التنوين([156])، فضلا عن خفّة الألف كما أشار سيبويه([157]).

 

دراسة مقارنة

يتّضح في ضوء ما تقدّم أنّ الشيخَ الهادي في دراسته الصوتية، سار على منهج مدرسة علماء التجويد الصوتية، وهدف هذه المدرسة من الدراسة الصوتية هو وضع منهج تعليمي دقيق للمتصدي لتلاوة القرآن الكريم، أو تعليمه([1])، لذلك اقتصر من سار على منهج هذه المدرسة على المباحث الصوتية التي تؤدي هذا الغرض مثل مخارج الحروف، وصفاتها، وما يطرأ عليها من أحكام تعاملية في التركيب([2]).

أما الشيخ محمد رضا فإنّ مباحثه الصوتية لا تندرج في ضِمنِ مدرسة معيّنة، لأنّه استفاد من أغلب المدارس الصوتية، مثل مدرسة الفلاسفة المسلمين الصوتية التي سار على منهجها في أغلب مباحثه الصوتية مثل دراسة الجانب الطبيعي، والفيزيائي، للأصوات، ودراسة الجهاز النطقي، وكيفية إنتاج الصوت اللغوي، والعملية السمعية وكان غرض الشيخ من هذه المباحث هو نفسه غرض الفلاسفة المسلمين في التعرف على ماهية الصوت، وكيفيّة حدوثه، وخصوصا الصوت اللغوي([3]).

ويتضح أثر مدرسة البلاغيين الصوتية عند الشيخ محمد رضا، في ضوء اعتماده الترتيب الإجمالي لمخارج الحروف، واقتصاره على الأصول العامة لها، وتعرّضه للأمراض والعيوب النطقية([4]).

ويظهر أثر مدرسة المجوّدين الصوتية عنده في ضوء استشهاده بنص مهم لابن الجزري عن تأثر الأصوات بعضها في بعض في حالة المجاورة([5])، وفي إحالته إلى كتب علم التجويد في أثناء حديثه عن عدد الحروف العربية([6])، وفي إشارته إلى عوامل تثقيف اللسان، وتقوية الأداء الصوتي([7]).

وأشار الشيخ محمد رضا إلى مسائل، ومصطلحات صوتية، تؤكد اطلاعه على المدرسة الصوتية واللغوية الحديثة، مثل ذكره الأوتار الصوتية، وفتحة المزمار، وأثرهما في تحديد صفتي الجهر والهمس، والتمييز بين الكتابة والنطق، واستعماله مصطلح (الانغلاقي)، وهو مصطلح حديث مقابل لمصطلح (الشديد) عند القدامى، ومصطلح (الاهتزازي)، المقابل لمصطلح (الرخو) عند القدامى.

 

[1]. ظ، المدارس الصوتية عند العرب: 142.

[2]. ظ، المدارس الصوتية عند العرب: 95-147.

[3]. ظ، المدارس الصوتية عند العرب: 153.

[4]. ظ، المدارس الصوتية عند العرب: 208.

[5]. ظ، هذه الرسالة: 92.

[6]. ظ، هذه الرسالة: 78.

[7]. ظ، هذه الرسالة: 39 وقارن بالمدارس الصوتية عند العرب: 144.


[1]. ظ، علم الأصوات، مالمبرج: 133.

[2]. ظ، مناهج البحث في اللغة: 111، علم الأصوات، كمال بشر: 466، دراسة الصوت اللغوي: 68، 69.

[3] الصوت وماهيته: 27.

[4]. ظ، الأصوات اللغوية: 167، دروس في الألسنية العامة، سوسير، تر، صالح القرمادي بالاشتراك: 58.

[5]. الصوت وماهيته: 26.

[6]. النشر: 1/215، وظ، الصوت وماهيته: 26.

[7]. ظ، مناهج البحث في اللغة: 111، علم الأصوات، كمال بشر: 67.

[8]. ظ، مناهج البحث في اللغة: 111.

[9]. ظ، علم الأصوات، كمال بشر: 67.

[10]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 68.

[11]. علم اللغة، السعران: 200، علم الأصوات، كمال بشر: 473.

[12]. ظ، معجم علم الأصوات: 162.

[13]. الصوت وماهيته: 32.

[14]. ظ, مناهج البحث في اللغة: 117.

[15]. ظ، التفكير اللساني في الحضارة العربية: 305.

[16]. المصدر السابق.

[17]. ظ، مناهج البحث في اللغة: 136.

[18]. ظ, الكتاب: 4/105, الخصائص: 1/2, 93,التكملة, لأبي علي الفارسي, تح, كاظم [ Y بحر المرجان: 608.

[19]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 387، التصريف العربي، البكوش: 65.

[20]. ظ، الكتاب: 4/437، التكملة: 608.

[21]. ظ، الكتاب: 4/445، المختصر في أصوات اللغة العربية: 192.

[22]. ظ، النشر: 1/278، المختصر في أصوات اللغة العربية: 192.

[23]. ظ، رسالة في فن التجويد: 36.

[24]. المصدر السابق.

[25]. المصدر السابق.

[26]. ظ، دراسات لغوية في القرآن الكريم وقراءاته، أحمد مختار عمر: 16.

[27]. ظ، رسالة في فن التجويد: 36، 37، وظ، الكتاب: 4/442.

[28]. ظ، رسالة في فن التجويد: 38.

[29]. ظ، الكتاب: 4/445، الخصائص: 1/320، الرعاية: 163، 237، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 397.

[30]. دراسات لغوية في القرآن الكريم وقراءاته: 19.

[31]. ظ، رسالة في فنّ التجويد: 38.

[32]. ظ، دراسات لغوية في القرآن الكريم وقراءاته: 32.

[33]. ظ، دراسات لغوية في القرآن الكريم وقراءاته: 34.

[34]. ظ، الكتاب: 4/447، دراسات لغوية في القرآن وقراءاته: 23.

[35]. ظ، الأصوات اللغوية: 173، 177.

[36]. ظ، رسالة في فن التجويد: 38.

[37]. ظ، النشر: 2/22.

[38]. رسالة في فن التجويد: 25، وظ، النشر: 2/22.

[39]. ظ، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 426، المختصر في أصوات اللغة العربية: 193.

[40]. ظ، الأصوات اللغوية: 67.

[41]. ظ، الرعاية: 236، الموضح: 33، 105، 113، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد:427.

[42]. ظ, رسالة في فن التجويد: 25, 26.

[43]. ظ, الأصوات اللغوية: 68.

[44]. ظ، الكتاب: 4/454.

[45]. ظ، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 433.

[46]. ظ، الكتاب: 4/454.

[47]. ظ، مباحث في علم اللغة واللسانيات، رشيد العبيدي: 156.

[48]. ظ، الكتاب: 4/446.

[49]. رسالة في فن التجويد: 27.

[50]. ظ، الأصوات اللغوية: 70.

[51]. ظ، الرعاية: 237، 240، أثر القوانين الصوتية في بناء الكلمة العربية، فوزي حسن الشايب:78.

[52]. ظ، الكتاب: 4/ 445.

[53]. ظ، الرعاية: 237، الموضح: 89، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 443.

[54]. ظ، الأصوات اللغوية: 71.

[55]. ظ، الموضح: 91، الأصوات اللغوية: 72.

[56]. ظ، الرعاية: 237، النشر: 1/299، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 395، 456.

[57]. ظ، الموضح: 90.

[58]. ظ، مباحث في علم اللغة واللسانيات، رشيد العبيدي: 156.

[59]. رسالة في فن التجويد: 29.

[60]. ظ، الكتاب: 4/455، التكملة: 614.

[61]. ظ، الكتاب: 4/455.

[62]. ظ، أدب الكاتب، تحقيق، علي فاعور: 173.

[63]. الاقتضاب: 1/231.

[64]. تعليقة على كتاب الاقتضاب: 166.

[65]. دراسة الصوت اللغوي: 386.

[66]. رسالة في فن التجويد: 30.

[67]. الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 456.

[68]. ظ، الرعاية: 240، الموضح: 119، الأصوات اللغوية: 72.

[69]. ظ، الموضح: 118، النشر: 2/26.

[70]. ظ، مباحث في علم اللغة واللسانيات: رشيد العبيدي: 158.

[71]. رسالة في فن التجويد: 31.

[72]. ظ، الموضح: 102، أثر القوانين الصوتية في بناء الكلمة العربية: 79.

[73]. ظ، الكتاب: 4/454، الرعاية: 241.

[74]. الكتاب: 4/454.

[75]. ظ، الموضح: 114، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 54، تجويد القرآن من منظور علم الأصوات الحديث: 133.

[76]. رسالة في فن التجويد: 35.

[77]. ظ، الموضح: 109، 116.

[78]. ظ، النشر: 1/222.

[79]. الأصوات اللغوية: 72، دروس في علم أصوات العربية: 46، أصوات العربية بين [
Y التحول  والثبات: 105.

[80]. ظ، الرعاية: 207.

[81]. ظ، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 464.

[82]. ظ، الكتاب: 4 /446.

[83]. الموضح: 116.

[84]. ظ، الموضح: 117، المختصر في أصوات اللغة العربية: 46.

[85]. ظ، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 464.

[86] ظ، دروس في علم أصوات العربية: 46، المختصر في أصوات اللغة العربية: 196.

[87]. رسالة في فن التجويد: 35.

[88]. ظ، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 466.

[89]. ظ، الرعاية: 207.

[90]. رسالة في فن التجويد: 35.

[91]. ظ، الرعاية: 207، الموضح: 109، النشر: 1/223، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 461.

[92]. رسالة في فن التجويد: 39.

[93]. ظ، الكتاب: 4/457، الموضح: 95، 105، دراسات لغوية في القرآن الكريم وقراءاته: 26.

[94]. ظ، رسالة في فن التجويد: 40.

[95]. ظ، التصريف العربي من خلال علم الأصوات الحديث: 66.

[96]. ظ، رسالة في فن التجويد: 41.

[97]. ظ، الرعاية: 162، الموضح: 103، 106.

[98]. المصدر السابق.

[99]. ظ، فقه اللغة وخصائص العربية، محمد المبارك: 65.

[100]. ظ، رسالة في فن التجويد: 52.

[101]. ظ، النشر: 2/108، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 48.

[102]. ظ، رسالة في فن التجويد: 52.

[103]. ظ، الموضح: 54.

[104]. ظ، مناهج البحث في اللغة: 104، دروس في علم أصوات العربية: 75، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 481.

[105]. ظ، رسالة في فن التجويد: 52.

[106]. ظ، الموضح: 54، 55، النشر: 2/93، الأصوات اللغوية: 65، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 481.

[107]. رسالة في فن التجويد: 53.

[108]. وهي الكسرة التي تكون بسبب التقاء الساكنين، أو الإعراب، مثل كسرة باء الجر، ولامه، وهمزة الوصل، أما الكسرة الأصلية، فهي التي تكون على حرف أصلي، أو منزّل منزلة الأصلي، ظ، النشر: 2/101، تجويد القرآن من منظور علم الأصوات الحديث: 71، الهامش.

[109]. رسالة في فن التجويد: 54.

[110]. المصدر السابق.

[111]. ظ، النشر: 2/98، 103، تجويد القرآن من منظور علم الأصوات الحديث: 73.

[112]. رسالة في فن التجويد: 54.

[113]. المصدر السابق.

[114]. ظ، الموضح: 58، تجويد القرآن من منظور علم الأصوات الحديث: 72.

[115]. رسالة في فن التجويد: 55.

٭-لأنّ حكم الراء الساكنة في آخر الكلام هو الترقيق، إذا كان ما قبلها ياء ساكنة، ظ، جامع شروح المقدمة الجزرية: 57.

[116]. رسالة في فن التجويد: 55.

[117]. رسالة في فن التجويد: 56.

[118]. ظ، الرعاية: 162، 165، الموضح: 67، النشر: 2/111، 115.

[119]. نظم الزهر من نثر القطر: 95.

[120]. ظ، العربية وعلم اللغة الحديث: 136.

[121]. النشر: 1/240.

[122]. ظ، العربية وعلم اللغة الحديث: 136.

[123]. ظ، الوقف في العربية، محمد خليل الحربي: 25.

[124]. ظ، رسالة في فن التجويد: 58.

[125]. جامع شروح المقدمة الجزرية: 130.

[126]. الخصائص: 1/56.

[127]. ظ، النشر: 2/121.

[128]. رسالة في فن التجويد: 58.

[129]. ظ، جامع شروح المقدمة الجزرية: 130، الوقف في العربية: 24.

[130]. رسالة في فن التجويد: 58.

[131]. النشر: 2/121.

[132]. رسالة في فن التجويد: 58.

[133]. ظ، الرعاية: 235، الموضح: 149، المصطلح الصوتي، عبد العزيز الصيغ: 266.

[134]. تجويد القرآن من منظور علم الأصوات الحديث: 188.

[135]. رسالة في فن التجويد: 58.

[136]. ظ، الموضح: 149، النشر: 2/126، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 510.

[137]. ظ، الكتاب: 4/171، 172.

[138]. رسالة في فن التجويد: 58.

[139]. ظ، رسالة في فن التجويد: 58.

[140]. ظ، الكتاب: 4/171، الموضح: 150.

[141]. الكتاب: 4/168.

[142]. ظ، رسالة في فن التجويد: 58.

[143]. ظ، الموضح: 149، النشر: 2/126.

[144]. الفائقة في النحو: 51.

[145]. ظ، الكتاب: 4/166، النشر: 2/120.

[146]. ظ، شرح ابن عقيل: 4/80.

[147]. ظ، فقه اللغات السامية، بروكلمان، تر، رمضان عبد التواب: 96، في اللهجات العربية: إبراهيم أنيس: 136.

[148]. ظ، من أسرار اللغة، إبراهيم أنيس: 219، 220، دروس في علم أصوات العربية: 52.

[149]. نظم الزهر من نثر القطر: 95.

[150]. ظ، الكتاب: 4/167، من أسرار اللغة: 219، الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني: 159، الوقف في العربية: 65.

[151]. ظ، في اللهجات العربية: أنيس: 137.

[152]. الفائقة في النحو: 52.

[153]. الكتاب: 4/166، وظ، النشر: 2/120.

[154]. ظ، اللغة العربية معناها ومبناها: 272، الوقف في العربية: 34.

[155]. ظ، تجويد القرآن الكريم من منظور علم الأصوات الحديث: 177.

[156]. ظ، الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني: 103.

[157]. ظ، الكتاب: 4/167.

 

[1]. ظ, دروس في علم أصوات العربية: 87.

[2]. ظ, الضاد في النظام الصوتي مع دراسة كتب الفروق, رسالة ماجستير, حيدر فخزي ميران: 104.

[3]. ظ, العربية الفصحى, هنري فليش, تغريب د. عبد الصبور شاهين: 37, وأستثنى الشيخ محمد رضا من هنا الحكم منطقة جبل (عكاد) في نَجد باليمن, حيث أشار الشيخ إلى أنّ سكان هذه المنطقة مازالوا يحسنون النطق بالضاد والظاء حسب النطق لقديم, ظ, الصوت وماهيته 51, وهذه المنطقة تعد امتدادا للجزيرة العربية الخالصة البعيدة عن الاختلاط, ظ, ملامح من تاريخ اللغة العربية, أحمد نصيف الجنابي: 77, وأكَّد الدارسون المحدثون أنَّ سكان بعض المناطق اليمنية مازالوا ينطقون الضاد حسب النطق القديم الذي يشبه اللام المُطبقة, ظ, [
Y دراسات في العربية,لمجموعة من المستشرقين المعاصرين وتعريب د.سعيدحسن بحيري:232.

[4]. ظ, الأصوات اللغوية: 50.

[5]. ظ, التصريف العربي من خلال علم الأصوات الحديث: 44.

[6]. ظ, دروس في علم أصوات العربية: 87.

[7]. ظ, الأصوات اللغوية: 59.

[8]. ظ, العربية, يوهان فك, تغريب, عبد الحليم النجار: 102.

[9]. ظ, هذه الكتب, الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 32-39, الضاد في النظام الصوتي العربي مع دراسة كتب الفروق: 136-217.

[10]. الضاد في النظام الصوتي العربي مع دراسة كتب الفروق: 136.

[11]. ظ, المختصر في أصوات اللغة العربية: 116.

[12]. المختصر في أصوات اللغة العربية: 117.

[13]. ظ, الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 267.

[14]. ظ, المختصر في أصوات اللغة العربية: 117.

[15]. الصّوت وماهيته: 32.

[16]. ظ, الصّوت وماهيته: 5.

[17]. الصّوت وماهيته: 5.

[18]. سر صناعة الإعراب: 1/222.

[19]. الصوت وماهيته: 52.

[20]. ظ, حرف الضاد وكثرة مخارجه في العربية, خليل يحيى نامي, مجلة كلية الآداب, جامعة القاهرة. مج 21, 1959, علم الأصوات, كمال بشر, 269, 270, المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي, رمضان عبد التواب: 69, 216.

[21]. ظ مثلاً, دروس في علم أصوات العربية: 85.

[22]. ظ, الأصوات اللغوية: 50, المدخل إلى علم اللغة, رمضان عبد التواب: 69.

[23]. ظ مثلاً, الرعاية: 159.

[24]. ظ, علم الأصوات, كمال بشر: 26, الضاد في النظام الصوتي العربي: 218.

[25]. الصوت وماهيته: 29.

[26]. الأصوات اللغوية: 214.

[27]. ظ, الصوت وماهيته: 41, وظ, الفرق بين الضاد والظاء, للصاحب بن عباد, تحقيق, محمد حسن آل ياسين, مقدمة التحقيق: 19.

[28]. الصوت وماهيته: 41.

[29]. علم الأصوات: 262.

[30]. ظ, الصوت وماهيته: 30.

[31]. ظ, في اللهجات العربية, إبراهيم أنيس: 217.

[32]. ظ, دروس في علم أصوات العربية: 64.

[33]. المصدر السابق.

[34]. ظ, الكتاب: 4/432.

[35]. ظ, النشر, 1/219, 220.

[36]. الصوت وماهيته: 28.

[37]. الصوت وماهيته: 34.

[38]. الفرق بين الضاد والظاء, تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين: 31.

[39]. الرعاية: 158.

[40]. الأصوات اللغوية: 55.

[41]. المختصر في أصوات اللغة العربية: 115.

[42]. الصوت وماهيته: 39.

[43]. ظ, الصحيفة 53 من هذه الرسالة.

[44]. الصوت وماهيته: 39.

[45]. ظ, الكتاب: 4/433, سر صناعة الإعراب: 1/52.

[46]. المدخل إلى علم اللغة, رمضان عبد التواب: 217.

[47]. الصوت وماهيته: 37.

[48]. ظ, الصوت وماهيته: 29, 30.

[49]. ظ, علم الأصوات: 264.

[50]. علم الأصوات: 264.

[51]. المصدر السابق.

[52]. ظ, المدخل في علم الأصوات المقارن, صلاح حسنين: 126.

[53]. ظ, حرف الضاد وكثرة مخارجه في العربية, خليل يحيى نامي: 59,العربية الفصحى, هنري فليش: 37, دروس في علم أصوات العربية: 86, وعلم الأصوات العام, بسام بركة: 116, الهامش.

[54]. ظ, مناهج البحث في اللغة: 98.

[55]. ظ, أصوات العربية بين التحول والثبات: 56.

[56]. الصوت وماهيته: 34.

[57]. ظ, الكتاب: 4/433, سر صناعة الإعراب: 1/2.

[58]. ظ, الصوت وماهيته: 35، وظ، الضاد في النظام الصوتي العربي: 97.

[59]. ظ، هذه الألفاظ، أرجوزة في الفرق بين الظاء والضاد، لأبي نصر الفروخي(557هـ)، تح، حيدر فخري ميران وسعد الحداد: 27-45.

[60]. الصوت وماهيته: 31.

[61]. ظ، المزهر: 2/282-288، وظ، الضاد في النظام الصوتي العربي: 194.

[62]. الشِّظاظ: خشبة عقفاء محدَّدة الطرف يُشَدُّ بها الوعاء. ظ، اللسان، مؤسسة الأعلمي، المجلد: 1، الجزء 2037: 2 (شظظ).

[63]. الجظ: الطويل الجسم الأكول. ظ، اللسان, المجلد 1، الجزء1: 700 (جوض).

[64]. ظ، الصوت وماهيته: 35.

[65]. الصوت وماهيته: 41.

[66]. ظ، الصحيفة: 52 من هذه الرسالة.

[67]. الصوت وماهيته: 41.

[68]. ظ، علم الأصوات، كمال بشر: 260.

[69]. السابق: 260.

 

[1]. رسالة في فن التجويد: 47.

[2]. ظ، الكتاب: 4/431، سر صناعة الإعراب: 1/50، 51، جمهرة اللغة: 1/4.

[3]. ظ، همع الهوامع، السيوطي: 2/228، سر صناعة الإعراب: 1/46.

[4]. ظ، من مباحث الهمزة في العربية، عبد الحليم النجار، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة، مايو 1959، مج 21: 1/4.

[5]. ظ- التفكير اللغوي بين القديم والجديد: 396.

[6]. ظ- مناهج البحث في اللغة: 90، 120.

[7]. الصوت وماهيته: 52.

[8]. ظ، رسم المصحف، غانم قدوري الحمد : 77.

[9]. ظ، اللغة بين المعيارية والوصفية : 126، التصريف العربي من خلال علم الأصوات الحديث: البكوش: 16، 31.

[10]. اللغة العربية معناها ومبناها: 51.

[11]. علم الأصوات، كمال بشر: 477.

[12]. ظ، علم اللغة، السعران: 115.

[13]. اسس علم اللغة, ماريو باي.

[14]. الأصوات اللغوية، أنيس: 38.

[15]. ظ, مناهج البحث في اللغة: 7، دراسة الصوت اللغوي: 276، معجم علم الأصوات: 137.

[16]. ظ، اللغة بين المعيارية والوصفية: 119، 130.

[17]. ظ، الرعاية: 162، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 477.

[18]. ظ، الرعاية: 162، 209، 214.

[19]. ظ، الرعاية: 209.

[20]. ظ, دروس في علم أصوات العربية: 37, علم الأصوات, مالمبرج: 115, تجويد القرآن الكريم من منظور علم الأصوات الحديث: 87.

[21]. ظ, الكتاب: 4/436, مناهج البحث في اللّغة: 99, علم الأصوات, مالمبرج: 115.

[22]. ظ, الكتاب: 4/434, علم الأصوات, كمال بشر: 477, الدراسات الصّوتية عند علماء التجويد: 447, 463 و 219.

[23]. ظ, معجم علم الأصوات: 118.

[24]. ظ, دراسة الصَّوت اللّغويَ: 216.

[25]. دراسة الصّوت اللغوي: 172.

[26]. دراسة الصّوت اللغوي: 172 الهامش, وظ, علم الأصوات, ما لمبرج : 217.

[27]. ظ, دروس في علم أصوات العربية: 81, في اللهجات العربية, ابراهيم انيس: 126, علم الأصوات كمال شبر: 589.

[28]. ظ، الصحيفة: 78 من هذه الرسالة.

[29]. ظ، مناهج البحث في اللغة: 8، 98، 99، 100, 101, علم الأصوات كمال بشر: 403، 449، 491.

[30]. دراسة الصوت اللغوي: 326.

[31]. ظ، مناهج البحث في اللغة: 93، 99، 101، علم الأصوات، كمال بشر: 403.

[32]. ظ، علم الأصوات، كمال بشر: 255، 300.

[33]. ظ، الموضح : 54، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 482.

[34]. ظ، الموضح: 35.

[35]. ظ، المدخل إلى علم أصوات العربية: 35، أصوات العربية بين التحول. والثبات: 105، والكتابة الصوتية نظام كتابي وضعته الجمعية الصوتية الدولية كبديل عن الكتابة الألفبائية وتضع هذه الكتابة رموزا معينة لكافة صور النطق كالجهر والهمس، والترقيق والتفخيم... ظ، معجم علم الأصوات: 137.

[36]. دروس في علم أصوات العربية: 77.

[37]. ظ، الرعاية: 162، النشر: 2/111.

[38]. ظ، الموضح: 35، وظ، دراسة الصوت اللغوي: 331.

[39]. الأصوات اللغوية: 64.

[40]. ظ، أصوات العربية بين التحول والثبات: 105، المدخل إلى علم أصوات العربية: 35.

[41]. الأصوات اللغوية: 64.

[42]. اعتمادا على ما نقله عنه د. أحمد مختار عمر في دراسة الصوت اللغوي: 331.

[43]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 331، 333.

[44]. نشر هذا المقال عام 1956، ظ، دراسة الصوت اللغوي: 331.

[45]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 331.

[46]. ظ، المختصر في أصوات العربية: 156.

[47]. ظ، الرعاية: 241، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 219، اللغة العربية معناها ومبناها: 51.

[48]. ظ، الرعاية: 241، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 219، اللغة العربية معناها ومبناها: 51..

[49]. مناهج البحث في اللغة: 105، أصوات العربية بين التحول والثبات: 105.

[50]. ظ، الرعاية: 209.

[51]. حاشية الشيخ محمد رضا على شرح النظّام لشافية ابن الحاجب: 64، وظ، سر صناعة الإعراب: 1/19، الرعاية: 101.

[52]. ظ، سر صناعة الإعراب: 1/22، الأصوات اللغوية: 43.

[53]. ظ، علم الأصوات العام، بسام بركة: 138.

[54]. ظ، اللغة فندريس: 53.

[55]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 313.

[56]. حاشية الشيخ محمد رضا على شرح ابن الناظم: 11، وينسب هذا القول إلى علي القارئ (1014هـ) ظ، دروس في علم أصوات العربية: 151، المدخل إلى علم أصوات العربية: 163.

[57]. التصريف العربي: 48.

[58]. ظ، الأصوات اللغوية: 44.

[59]. ظ، الأصوات اللغوية: 40، المنهج الصوتي للبنية العربية: 31، 32.

[60]. ظ، أبحاث في أصوات العربية: 45، 58.

[61]. المنهج الصوتي للبنية العربية: 11، لذلك فرق بعض الدارسين بين حالتي الواو في الكتابة الصوتية، ظ، دراسة الصوت اللغوي: 313.

[62]. علم الأصوات: 44.

[63]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 169، وما بعدها، أسس علم اللغة: 88، علم الأصوات، مالمبرج: 220.

[64]. دراسة الصوت اللغوي: 171.

[65]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 169، وما بعدها.

[66]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 183.

[67]. ظ، علم الأصوات: كمال بشر: 49.

[68]. الصوت وماهيته: 53.

[69]. ظ, الصوت وماهيته: 11 الهامش، إذ نقل الشيخ خبرا يتعلق بالحنجرة الصناعية المصنوعة في نيويورك عن إحدى الجرائد لم يسمّها.

[70]. ظ، الصوت وماهيته: 34.

 

[1]. ظ، الصحيفة: 78 من هذه الرسالة.

[2]. ظ، مناهج البحث في اللغة: 8، 98، 99، 100, 101, علم الأصوات كمال بشر: 403، 449، 491.

[3]. دراسة الصوت اللغوي: 326.

[4]. ظ، مناهج البحث في اللغة: 93، 99، 101، علم الأصوات، كمال بشر: 403.

[5]. ظ، علم الأصوات، كمال بشر: 255، 300.

[6]. ظ، الموضح : 54، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 482.

[7]. ظ، الموضح: 35.

[8]. ظ، المدخل إلى علم أصوات العربية: 35، أصوات العربية بين التحول. والثبات: 105، والكتابة الصوتية نظام كتابي وضعته الجمعية الصوتية الدولية كبديل عن الكتابة الألفبائية وتضع هذه الكتابة رموزا معينة لكافة صور النطق كالجهر والهمس، والترقيق والتفخيم... ظ، معجم علم الأصوات: 137.

[9]. دروس في علم أصوات العربية: 77.

[10]. ظ، الرعاية: 162، النشر: 2/111.

[11]. ظ، الموضح: 35، وظ، دراسة الصوت اللغوي: 331.

[12]. الأصوات اللغوية: 64.

[13]. ظ، أصوات العربية بين التحول والثبات: 105، المدخل إلى علم أصوات العربية: 35.

[14]. الأصوات اللغوية: 64.

[15]. اعتمادا على ما نقله عنه د. أحمد مختار عمر في دراسة الصوت اللغوي: 331.

[16]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 331، 333.

[17]. نشر هذا المقال عام 1956، ظ، دراسة الصوت اللغوي: 331.

[18]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 331.

[19]. ظ، المختصر في أصوات العربية: 156.

[20]. ظ، الرعاية: 241، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 219، اللغة العربية معناها ومبناها: 51.

[21]. ظ، الرعاية: 241، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 219، اللغة العربية معناها ومبناها: 51..

[22]. مناهج البحث في اللغة: 105، أصوات العربية بين التحول والثبات: 105.

[23]. ظ، الرعاية: 209.

[24]. حاشية الشيخ محمد رضا على شرح النظّام لشافية ابن الحاجب: 64، وظ، سر صناعة الإعراب: 1/19، الرعاية: 101.

[25]. ظ، سر صناعة الإعراب: 1/22، الأصوات اللغوية: 43.

[26]. ظ، علم الأصوات العام، بسام بركة: 138.

[27]. ظ، اللغة فندريس: 53.

[28]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 313.

[29]. حاشية الشيخ محمد رضا على شرح ابن الناظم: 11، وينسب هذا القول إلى علي القارئ (1014هـ) ظ، دروس في علم أصوات العربية: 151، المدخل إلى علم أصوات العربية: 163.

[30]. التصريف العربي: 48.

[31]. ظ، الأصوات اللغوية: 44.

[32]. ظ، الأصوات اللغوية: 40، المنهج الصوتي للبنية العربية: 31، 32.

[33]. ظ، أبحاث في أصوات العربية: 45، 58.

[34]. المنهج الصوتي للبنية العربية: 11، لذلك فرق بعض الدارسين بين حالتي الواو في الكتابة الصوتية، ظ، دراسة الصوت اللغوي: 313.

[35]. علم الأصوات: 44.

[36]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 169، وما بعدها، أسس علم اللغة: 88، علم الأصوات، مالمبرج: 220.

[37]. دراسة الصوت اللغوي: 171.

[38]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 169، وما بعدها.

[39]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 183.

[40]. ظ، علم الأصوات: كمال بشر: 49.

[41]. الصوت وماهيته: 53.

[42]. ظ, الصوت وماهيته: 11 الهامش، إذ نقل الشيخ خبرا يتعلق بالحنجرة الصناعية المصنوعة في نيويورك عن إحدى الجرائد لم يسمّها.

[43]. ظ، الصوت وماهيته: 34.

 

[1]. ظ, رسالة في فن التجويد: 47.

[2]. الصوت وماهيتهُ: 9.

[3]. ظ, الصوت وماهيتهُ: 8، 12.

[4]. ظ, الصوت وماهيتهُ: 12.

[5]. ظ, اللغة, فندريس: 44, دروس في علم أصوات العربية, جان كانتينو, ترجمة صالح القرمادي: 19.

[6]. ظ, الأصوات اللغوية: 21, علم الأصّوات كمال بشر: 141.

[7]. ظ, رسالة في فن التجويد: 47.

[8]. ظ, القانون في الطب, تحقيق إبراهيم شمس الدين: 2/459, 494.

[9]. ظ, الصوت وماهيته: 10, 12.

[10]. ظ, الوجيز في فقه اللغة, محمد الأنطاكي: 140.

[11]. ظ, الأصوات اللغوية: 19.

[12]. الأصوات اللغوية: 20.

[13]. الصوت وماهيته: 8.

[14]. ظ، الصوت وماهيته: 39.

[15]. ظ, الأصوات اللغوية: 20, علم الأصوات, مالمبرج: 44, محاضرات في اللغة, عبد الرحمن أيّوب: 87, دراسة الصوت اللغوي: 101.

[16]. الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 125.

[17]. القانون في الطب: 1/79.

[18]. ص: 19.

[19]. الصوت وماهيته: 10.

[20]. ظ, علم الأصوات، مالمبرج: 45, علم الأصوات العام، بسام بركة: 61.

[21]. ظ, أسباب حدوث الحروف: 19.

[22]. ظ, الأصوات اللغوية، أنيس: 20, دراسة الصوت اللغوي، احمد مختار عمر: 101, [
Y المختصر, محمد حسن جبل: 35, في البحث الصوتي عند العرب، خليل العطية: 14.

[23]. الصوت وماهيتهُ: 9, 10.

[24]. الصوت وماهيتهُ: 14.

[25]. ظ, دراسة الصوت اللغوي: 101, في الأصوات اللغوية, غالب المطلبي: 23, المدخل إلى علم أصوات العربية, غانم قدوري الحمد: 47.

[26]. ظ, أسباب حدوث الحروف: 19.

[27]. ظ, علم الأصوات, مالمبرج: 45, دراسة الصوت اللغوي: 101, المصطلح الصوتي, عبد العزيز الصيغ: 26.

[28]. ظ, علم الأصوات, مالمبرج: 45.

[29]. ظ, ماريو باري, أسس علم اللغة: 77, الأصوات اللغوية: 20, وجَعَلَ الدكتور بسّام [ Y بركة (تفاحة آدم) جزءاً من الغضروف الحلقي وهو أمر غير دقيق, ظ, كتابهِ علم الأصوات العام: 61.

[30]. ظ, علم الأصوات: مالمبرج: 46.

[31]. ظ, محاضرات في علم اللغة, عبد الرحمن أيّوب: 87, المدخل, صلاح حسنين: 20, المدخل, غانم قدوري الحمد: 52.

[32]. ظ، علم الأصوات العام، بسام بركة: 62.

[33]. ظ, علم الأصوات: مالمبرج: 46.

[34]. ظ, المدخل, غانم قدوري الحمد: 49.

[35]. ظ, علم الأصوات: مالمبرج: 46.

[36]. المصدر السابق.

[37]. الصوت وماهيتهُ: 9.

[38]. ظ, علم الأصوات: مالمبرج: 46, دراسة الصوت اللغوي: 101.

[39]. ظ, الأصوات اللغوية: 10, مناهج البحث, تمام حسان: 62.

[40]. ظ, الأصوات اللغوية: 22, مناهج البحث, تمام حسان: 88.

[41]. ظ, دروس في علم أصوات العربية, كانتينو: 18, التفكير اللغوي بين القديم والجديد, كمال بشر: 393, الدراسات اللهجية, حسام النعيمي: 297.

[42]. ظ, الكتاب, سيبويه, تح, عبد السلام هارون, ط1982م: 4/434, وانظر بالمقابل, الأصوات اللغوية: 22-25, 112-119, علم اللغة السعران: 136-139, علم الأصّوات، مالمبرج: 109-133, التفكير اللغوي بين القديم والجديد: 393, المصطلح الصوتي, عبد العزيز الصيغ: 95.

[43]. ظ, الصوت وماهيتهُ: 11 الهامش.

[44]. الصوت وماهيته: 9.

[45]. الصوت وماهيته: 10.

[46]. ظ, علم الأصوات, كمال بشر: 135, دراسة الصوت اللغوي: 101.

[47]. ظ, النمو اللغوي واضطرابات النطق والكلام, احمد نايل العزيز بالاشتراك: 51.

[48]. ظ, علم الأصوات, مالمبرج: 46 هامش المترجم.

[49]. ظ, علم الأصوات, مالمبرج: 46.

[50]. علم الأصوات, مالمبرج: 46.

[51]. ظ, علم الأصوات, مالمبرج: 46, وظ, المدخل, غانم قدوري الحمد: 50.

[52]. الصوت وماهيته: 10.

[53]. الصوت وماهيته: 9.

[54]. الصوت وماهيته: 10.

[55]. ظ, علم الأصوات, مالمبرج: 47.

[56]. المصدر السابق.

[57]. الصوت وماهيته: 10, وانظر تشبيه لسان المزمار بورقة الشجر، المختصر, محمد حسن جبل: 39.

[58]. ظ, علم اللغة, السعران: 135, علم الأصوات, كمال بشر: 135.

[59]. 1 /495.

[60]. ظ, الأصوات اللغوية: 136.

[61]. الصوت وماهيته: 10.

[62]. المصدر السابق.

[63]. ظ, الأصوات اللغوية: 22, دراسة الصوت اللغوي: 127.

[64]. الصوت وماهيته: 12.

[65]. اللغة: 44.

[66]. اللغة: 45.

[67]. المصدر السابق.

[68]. الصوت وماهيته: 9.

[69]. مناهج البحث: 62.

[70]. ظ, اللغة, فندريس: 45.

[71]. ظ, الأصوات اللغوية: 20, علم الأصوات, كمال بشر: 138.

[72]. ظ, الكتاب, سيبويه: 4/434, سر صناعة الإعراب, ابن جني, تحقيق, مصطفى السقا: 1/52, النشر, ابن الجزري: 1/199.

[73]. ظ, الدراسات اللهجية, حسام النعيمي: 296, في البحث الصوتي عند العرب, العطية: 22, الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 98.

[74]. ظ, رسالة في فن التجويد : 47.

[75]. ظ, الأصوات اللغوية: 20.

[76]. الصوت وماهيته: 12.

[77]. ظ, المدخل إلى علم أصوات العربية: 55.

[78]. ظ, الصوت وماهيتهُ: 9، 11.

[79]. ظ, الصوت وماهيتهُ: 13، والأرغن هو آلة موسيقية يُزمّر بها.

[80]. ظ, دروس في علم أصوات العربية: 18، علم الأصوات، كمال بشر: 142.

[81]. ظ, اللغة، فندريس، 45، دراسة الصوت اللغوي: 15.

[82]. ظ, علم الأصوات، كمال بشر: 142.

[83]. الصوت وماهيتهُ: 24.

[84]. ظ, رسالة في فن التجويد: 48.

[85]. ظ, الكتاب، 4/434، سر صناعة الأعراب: 1/53.

[86]. ظ, الصوت وماهيتهُ: 9، 10.

[87]. ظ, الصوت وماهيتهُ: 12.

[88]. ظ, علم الأصوات، مالمبرج: 56، علم الأصوات، كمال بشر: 138.

[89]. الصوت ماهيته: 10.

[90]. الأصوات اللغوية: 21.

[91]. ظ, رسالة في فن التجويد: 48.

[92]. ظ, الصوت وماهيتهُ: 26.

[93]. ظ, الصوت وماهيتهُ: 23.

[94]. علم الاصوات: 54.

[95]. ظ، دروس في علم أصوات العربية: 18.

[96]. ظ, رسالة في فن التجويد: 48.

[97]. ظ، الكتاب: 4/433، سر ّصناعة الاعراب: 1/53.

[98]. ظ، الصوت وماهيته: 24.

[99]. ظ، علم اللغة، السعران: 133.

[100]. ظ، اللغة فندريس: 49.

[101]. ظ، علم اللغة، السعران: 134، علم الأصوات مالمبرج: 54.

[102]. ظ, علم الأصوات اللغوية: 21.

[103]. ظ, مناهج البحث في اللغة: 64.

[104]. ظ, اللغة، فندريس: 49.

[105]. ظ، دروس في علم أصوات العربية: 18.

[106]. ظ, الوجيز في فقه اللغة: 146.

[107]. الصوت وماهيته: 23.

[108]. ظ، علم الأصوات، مالمبرج: 54.

[109]. ظ، العين: 1/254.

[110]. ظ, علم اللغة، السعران: 134، 135، دراسة الصوت اللغوي: 106، 107.

[111]. ظ، العين: 1/254.

[112]. ظ, سيبويه، الكتاب: 4/433، ابن جني، سرّ صناعة الإعراب، 1/52، ابن الجزري، [ Y النشر: 1/200، القرطبي، الموضّح: 30.

[113]. ظ، علم اللغة، السعران: 139، علم الأصّوات، كمال بشر: 138، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 101.

[114]. ظ, رسالة في فن التجويد: 47.

[115]. المدخل، غانم قدوري الحمد: 56، المصطلح الصوتي، عبد العزيز الصيغ: 44.

[116]. ظـ, الأصوات اللغوية: 20، ساس علم اللغة: 79، اللغة، فندريس: 45.

[117]. ظ, الصوت وماهيته: 23.

[118]. ظ، علم اللغة، السعران: 140.

[119]. ظ, الكتاب: 4/433، سرّ صناعة الإعراب، 1/53، جمهرة اللغة، ابن دريد: 1/8، النشر، ابن الجزري: 1/201.

[120]. ظ, رسالة في فن التجويد: 48.

[121]. ظ, الصوت وماهيته: 26.

[122]. ظ، الصوت وماهيته: 39.

[123]. ظ, الصوت وماهيته: 12.

[124]. ظ, الأصوات اللغوية: 47، علم اللغة، السعران: 140.

[125]. ظ، أسس علم اللغة: 79.

[126]. ظ, دراسة الصوت اللغوي: 154، في الأصوات اللغوية، غالب المطلبي: 34.

[127]. الصوت وماهيته: 23.

[128]. ظ، الصوت وماهيته: 24، 25.

[129]. ظ، الأصوات اللغوية: 21، علم اللغة، السعران: 140.

[130]. الصوت وماهيته: 10.

[131]. الصوت وماهيته: 13.

[132]. الصوت وماهيته: 38.

[133]. ظ, في البحث الصوتي عند العرب، العطية: 99.

[134]. الصوت وماهيته: 39.

[135]. ظ, البحث الصوتي عند العرب، العطية: 98.

[136]. ظ, النمو اللغوي واضطرابات النطق والكلام: 112.

[137]. الصوت وماهيته: 13.

[138]. الصوت وماهيته: 32.

[139]. ظ، النشر، ابن الجزري: 1/214، 215، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 60، 68.

[140]. ظ، العربية وعلم اللغة الحديث، محمد محمد داود: 139-155.

[141]. ظ، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 67.

[142]. ظ، العربية وعلم اللغة الحديث: 105.

[143]. ظ، الأصوات اللغوية: 10، مناهج البحث في اللغة: 62، المختصر في أصوات العربية: 47.

[144]. ظ، دروس في علم أصوات العربية: 19.

[145]. ظ، علم الأصوات، مالمبرج: 47.

[146]. الصوت وماهيتهُ: 8.

[147]. الأصوات اللغوية: 10.

[148]. الصوت وماهيتهُ: 39.

[149]. ظ، علم الأصوات، مالمبرج: 44، علم الأصوات، مالمبرج، مناهج البحث في اللغة: 62.

[150]. ظ، الأصوات اللغوية: 10.

[151]. الصوت وماهيته: 13.

[152]. الأصوات اللغوية: 10.

[153]. الصوت وماهيته: 11.

[154]. ظ، الأصوات اللغوية: 12.

[155]. الصوت وماهيته: 12.

[156]. محاضرات في اللغة: 89.

[157]. الصوت وماهيته: 13.

[158]. المصدر السابق.

[159]. الأصوات اللغوية: 20.

[160]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 127 الهامش.

[161]. الصوت وماهيته: 12، ظ، الأصوات اللغوية: 13.

[162]. الصوت وماهيته: 13.

[163]. العربية وعلم اللغة الحديث: 48.

[164]. ظ، اللغة، فندريس: 45، مناهج البحث في اللغة: 62، دراسة الصوت اللغوي: 113.

[165]. الصوت وماهيته: 39.

[166]. مناهج البحث في اللغة: 64.

[167]. الصوت وماهيته: 23.

[168]. مناهج البحث في اللغة: 64.

[169]. ظ، الصوت وماهيته: 24.

[170]. ظ، الصوت وماهيته، وأنظر مصطلح (الحوائل) عند الدكتور أنيس في الأصوات اللغوية: 28.

[171]. دراسة الصوت اللغوي: 113.

[172]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 23.

[173]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 36، 37.

[174]. ظ، اللغة، فندريس: 46، الأصوات اللغوية: 21، علم الأصوات، كمال بشر: 142.

[175]. ظ، اللغة، فندريس: 46.

[176]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 154.

[177]. ظ، علم الأصوات، مالمبرج: 55، دراسة الصوت اللغوي: 104.

[178]. د. كمال بشر: علم الأصوات: 142.

[179]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 154.

[180]. ظ، اللغة، فندريس: 46، أسس علم اللغة، ماريوبأي: 79.

[181]. في الأصوات اللغوية (دراسة في أصوات المد العربية): 68.

[182]. حاشية الشيخ علي كاشف الغطاء على مختصر المعاني للتفتازاني: 145.

[183]. ظ، الأصوات اللغوية: 20. أسس علم اللغة: 79، اللغة، فندريس: 45.

[184]. الصوت وماهيته: 23.

[185]. دراسة الصوت اللغوي: 154.

[186]. في الأصوات اللغوية: 27.

[187]. ظ، الأصوات اللغوية: 33، في البحث الصوتي عند العرب: 48.

[188]. ظ، علم اللغة، السعران: 134، دراسة الصوت اللغوي: 106.

[189]. ظ، مناهج البحث في اللغة، تمام حسّان: 63.

[190]. ظ, العربية معناها ومبناها، تمام حسّان: 48.

  1. . مناهج البحث في اللغة: 63.
  1. . الصوت وماهيته: 23.
  1. . ظ، مناهج البحث في اللغة، تمام حسّان: 116.

[194]. ظ، الأصوات اللغوية: 28، علم اللغة، السعران: 148.

  1. . اللغة: 47.

[196]. ظ، التفكير اللساني في الحضارة العربية، عبد السلام المسدّي: 265.

[197]. الشفاء، الفن التاسع: 67.

[198]. الشفاء، الفن الثامن: 198، وأنظر، التفكير اللساني في الحضارة العربية: 266.

[199]. الصوت وماهيته: 24.

[200]. ظ, علم اللسانيات الحديثة، عبد القادر عبد الجليل: 186.

[201]. علم اللسانيات الحديثة، عبد القادر عبد الجليل: 186.

[202]. ظ، علم الأصوات، كمال بشر: 46، دراسة الصوت اللغوي: 97، علم الأصوات العام، بسّام بركة: 59، علم اللسانيات الحديثة: 174، علم الأصوات، مالمبرج: 43.

[203]. ظ، علم الأصوات، كمال بشر: 46.

[204]. ظ، علم اللسانيات الحديثة: 174.

[205]. ظ، علم الأصوات، كمال بشر: 46.

[206]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 97.

[207]. علم الأصوات: 47، 48.

[208]. ظ، الصوت وماهيته: 10.

[209]. ظ، الصوت وماهيته: 11، 50.

[210]. الصوت وماهيته: 11.

[211]. المصدر السابق.

[212]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 45.

[213]. ظ، علم اللغة، السعران: 100.

[214]. ظ، الصوت وماهيته: الصحيفة الأولى (صحيفة العنوان)، 4.

[215]. الصوت وماهيته: 8.

[216]. ظ، دراسة الصوت اللغوي: 19.

[217]. ظ، الخصائص النطقية والفيزيائية للصوامت الرنينية في العربية: 2، 19.

[218]. ظ، الأصوات اللغوية: 9 - 19، مناهج البحث في اللغة: 59 - 64، علم الأصوات، مالمبرج: 11 - 37، علم الأصوات كمال بشر: 30، 41، 59، دراسة الصوت اللغوي: 20 - 51، علم الأصوات العام، بسّام بركة: 30 - 59.


[1]. الصوت وماهيته: 18.

[2]. ظ, الصوت وماهيته: 25, 27.

[3]. الصوت وماهيته: 25.

[4]. الصوت وماهيته: 18, والشيخ يشير هنا الى ما يسمى في الدرس الصوتي الحديث بـ(راسم الذبذبات) (oscillograph) وهو جهاز اوكستيكي يقوم بتسجيل مرئي لذبذبات الأصّوات. ظ علم اللغة, السعران: 109, ودراسة الصوت اللغوي: 55.

[5]. علم اللغة: 112.

[6]. ظ, الخصائص النطقية والفيزيائية للصوامت الرنينية في العربية: 10.

[7]. ظ, الأصوات اللغوية: 29, دراسة الصوت اللغوي: 287، 292.

[8]. ظ, رسائل أخوان الصفا: 1/190, 2/407. وظ, في البحث الصوتي عند العرب: 7.

[9]. ظ: ديوان طرفة: 28.

[10]. ظ, معجم العين, تح, مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي: 1/349.

[11]. ظ, الأصوات اللغوية: 17, دراسة الصوت اللغوي: 47.

[12]. ظ, الصوت وماهيتهُ: 19.

[13]. ظ, علم الأصوات مالمبرج: 38.

[14]. ظ, علم الأصوات العام, بّسام بركة: 52.

[15]. ظ, الأصوات اللغوية: 17.

[16]. ظ, دراسة الصوت اللغوي: 47.

[17]. ظ, الصّوت وماهيتهُ: 19.

[18]. الصّوت وماهيتهُ: 19.

[19]. ظ, الصّوت وماهيتهُ: 22.

[20]. ظ, الصّوت وماهيتهُ: 19, 22.

[21]. ظ, علم الأصوات العام, بسام بركه: 53.

[22]. ظ, علم الأصوات, مالمبرج: 40.

[23]. ظ, الأصوات اللغوية: 17, دراسة الصوت اللغوي: 47.

[24]. ظ, الصوت وماهيته: 19.

[25]. المصدر السابق.

[26]. ظ, علم الأصوات العام, بسام بركه: 55.

[27]. ظ, الأصوات اللغوية: 17.

[28]. ظ, الصوت وماهيته: 19, 20.

[29]. ظ, دراسة الصوت اللغوي: 47.

[30]. ظ, الصوت وماهيته: 20.

[31]. المصدر السابق.

[32]. المصدر السابق.

[33]. ظ, الشفاء, الطبيعيات, الفصل الخامس: 72.

[34]. الصوت وماهيته: 12, 20.

[35]. الصوت وماهيته: 21, وظ, الأصوات اللغوية: 18, دراسة الصوت اللغوي: 47.

[36]. ظ, الصوت وماهيتهُ: 21.

[37]. ظ, علم الأصوات العام, بسام بركة: 55.

[38]. الصوت وماهيته: 22.

[39]. دراسة الصوت اللغوي: 50

[40]. ظ, المدخل إلى علم أصوات العربية, غانم قدوري الحمد: 21.

[41]. ظ, علم اللّسانيات الحديثة, عبد القادر عبد الجليل: 173.

[42]. ظ, اللغة, فندريس, ترجمة: عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص: 43, مناهج البحث في اللغة : 51, علم اللغة السعران: 100, المدخل إلى علم أصوات العربية: 21.

[43]. علم الأصوات: 44.

[44]. ظ, اللغة, فندريس: 43, الأصوات اللغوية: 15, مناهج البحث في اللغة: 51, علم اللغة, السعران: 100.


[1]. الصوت وماهيتهُ: 7, 8.

[2]. الأصّوات اللغوية: 9.

[3]. ظ, الصوت وماهيته: 6, 7.

[4]. ظ, دراسة الصوت اللغوي, أحمد مختار عمر: 22.

[5]. ظ, الموسيقى الكبير للفارابي: 213, نقلاً عن كتاب الخصائص المنطقية والفيزيائية للصوامت الرنينية في اللغة العربية, محمود فتح الله الصغير: 21, وظ, المدارس الصوتية عند العرب, علاء جبر محمد: 155.

[6]. ظ, رسائل اخوان الصفا، تح, د بطرس البستاني: 3/95, وظ, في البحث الصوتي عند العرب, خليل العطية: 7.

[7]. ظ, الشفاء, تح, د, محمود قاسم, الطبيعيات: 13، 70، 71، وظ, أسباب حدوث الحروف, تح, محب الدين الخطيب: 15.

[8]. الصوت وماهيته: 7.

[9]. ظ, الأصوات اللغوية: 13, دراسة الصوت اللغوي: 24.

[10]. الصوت وماهيته: 7.

[11]. مناهج البحث في اللغة: 59.

  1. . ظ, الصوت وماهيته: 8.

[13]. دراسة الصوت اللغوي: 21.

[14]. ظ, الصوت وماهيته: 14.

[15]. الصوت وماهيته: 15.

[16]. علم الأصوات, تعريب ودراسة الدكتور عبد الصبور شاهين: 11.

[17]. ظ, الأصوات اللغوية: 9 دراسة الصوت اللغوي: 21.

[18]. الصوت وماهيته: 15.

[19]. ظ, المختصر في أصوات اللغة العربية, محمد حسن حسن جبل: 25 هامش.

[20]. ظ, الصوت وماهيته: 17.

[21]. ظ, رسائل إخوان الصفا: 1/95, 3, 189, وظ في البحث الصوتي عند العرب: 7.

[22]. ظ, الصوت وماهيته: 7.

[23]. ظ، رسائل إخوان الصفا: 2/47, وأسباب حدوث الحروف لابن سينا:  15, والشفاء [ Y لابن سينا الطبيعيات:, 71, 74, وظ, في البحث الصوتي عند العرب: 8.

[24]. الصوت وماهيته: 14.

[25]. الأصوات اللغوية: 9.

[26]. الصوت وماهيته: 14.

[27]. الصوت وماهيته: 8.

[28]. ظ, الصوت وماهيته: 14.

[29]. ظ. علم الأصوات العام, بسام بركة: 34.

[30]. ظ, الخصائص النطقية والفيزيائية للصوامت الرنينية في العربية, محمود فتح الله الصغير: 9.

[31]. الصوت وماهيته: 15.

[32]. الأصوات اللغوية: 9.

[33]. الصوت وماهيته: 16.

[34]. مناهج البحث في اللغة: 60.

[35]. ظ, الصوت وماهيته: 16, وظ, علم الأصوات العام, مالمبرج: 11.

[36]. ظ, الصوت وماهيته: 16, وظ, علم الأصّوات العام, بسام بركة: 32.

[37]. الصوت وماهيته: 21.

[38]. الأصوات اللغوية: 10.

[39]. ظ, دراسة الصوت اللغوي: 31.

[40]. ظ, الأصوات اللغوية: 9, 13, مناهج البحث في اللغة: 60.

[41]. ظ, الصوت وماهيته: 16.

[42]. ظ, الشفاء, الطبيعيات: 75.

[43]. ظ, الصوت وماهيته: 17.

[44]. ظ, المدارس الصوتية عند العرب, علاء جبر محمد: ص 165.

[45]. ظ, الصوت وماهيته: 6.

[46]. ظ, الصوت وماهيته: 27.

[47]. ظ, رسائل إخوان الصفا: 1/ 2, 13, 189, 190, 407, وظ, الشفاء, الطبيعيات: 70, 71, وظ, علم اللّسانيات الحديثة, عبد القادر عبد الجليل: 41.

[48]. ظ, علم اللّسانيات الحديثة: 81.

[49]. الصوت وماهيته: 25.

[50]. المصدر السابق.

[51]. ظ, الشفاء, الطبيعيات: 73, وظ, الأصوات اللغوية: 132.

[52]. الأصوات اللغوية: 9, وظ, علم الأصوات العام, بسام بركة: 5.

[53]. مناهج البحث في اللغة: 59.

[54]. ظ, علم الأصوات, كمال بشر: 41, 48, وظ ,دراسة الصوت اللغوي: 20.

[55]. دراسة الصوت اللغوي: 20.

[56]. علم الأصوات العام: 55.

[57]. المدخل إلى عِلم أصوات العربية: 20.

[58]. ظ, أسس علم اللغة, ماريوبأي, ترجمة الدكتور أحمد مختار عمر: 47، 48, وظ، علم الأصوات, مالمبرج: 11، 37, وظ, علم الأصوات العام، بسّام بركة: 30.

[59]. ظ, علم الأصوات: 49.


[1]. ظ, أبحاث في أصوات العربية, حسام النعيمي: 5.

[2]. ظ, المدخل إلى علم اللغة, رمضان عبد التواب: 13, 14؛ وراجع المقدسة النفيسة التي قدمها الدكتوران مهدي المخزومي وابراهيم السامرائي في مقدمة كتاب (العيني) عند تحقيقهما إياه.

[3]. ظ, المدارس الصوتية عند العرب, علاء جبر محمد, مدرسة المعجمين: 19، 50.

[4]. ظ, الكتاب, تح, عبد السلام هارون: 4/431 وما بعدها.

[5]. ظ, المدارس الصوتية عند العرب, مدرسة النحاة الصوتية: 51 - 93.

[6]. ظ, المدارس الصوتية عند العرب, مدرسة النحاة الصوتية, مدرسة الفلاسفة المسلمين الصوتية: 151 - 180.

[7]. ظ, المدارس الصوتية عند العرب, مدرسة النحاة الصوتية, مدرسة البلاغيين الصوتية: 181 - 210.

 

[1]. ظ, الدرر البهية في انساب عشائر النجف العربية, عباس الدجيلي : 1/19.

[2]. المصدر السابق.

[3]. ظ, الحياة الفكرية في النجف الأشرف, محمد باقر البهادلي: 56.

[4]. ظ, ماضي النجف وحاضرها, جعفر محبوبة: 3/126, 127.

[5]. ظ, آل كاشف الغطاء مناهل عطاء, مقالة اجتماعية, مطبوعة, شاكر البغدادي: 6.

[6]. المصدر السابق.

[7]. ظ, الحياة الفكرية في النجف الأشرف: 80.

[8]. ظ, أساطين المرجعية العليا, محمد حسين الصغير: 176.

[9]. ظ, ماضي النجف: 3/126.

[10]. ظ, أساطين المرجعية العليا: 176.

[11]. ظ, ماضي النجف: 3/126.

[12]. ظ, معجم رجال الفكر والأدب, محمد هادي الأميني: 363.

[13]. ظ, الحياة الفكرية في النجف الأشرف: 80.

[14]. ظ, ماضي النجف: 3/133.

[15]. ظ, آل كاشف الغطاء مناهل عطاء: 14.

[16]. ظ, ماضي النجف: 3/326.

[17]. ظ, كشف الغطاء, مقدمة التحقيق: 1/20, وظ, آل كاشف الغطاء مناهل عطاء: 32.

[18]. ظ, ماضي النجف: 3/210.

[19]. المصدر السابق.

[20]. ظ, معجم رجال الفكر والأدب: 367.

[21]. ظ, مرآة الشرق, محمد أمين الخوئي: 2 /1384.

[22]. ظ, ماضي النجف: 3/213.

[23]. ظ, ماضي النجف: 3/210, 212.

[24]. ظ, آل كاشف الغطاء مناهل عطاء: 38.

[25]. ظ, الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 25 - 30.

[26]. رسالة في فن التجويد: 60.

[27]. ظ، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 43.

[28]. ظ، رسالة في فن التجويد: 59.

[29]. ظ، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 25، 45.

[30]. ظ، رسالة في فن التجويد: 54.

[31]. ظ، ماضي النجف: 3/191.

[32]. ظ، معجم رجال الفكر والأدب: 366.

[33]. ظ، ماضي النجف: 3/19.

[34]. ماضي النجف: 3/191.

[35]. ظ، ماضي النجف: 3/ 182.

[36]. ظ، أساطين المرجعية العليا: 173.

[37]. ظ، معجم رجال الفكر والأدب: 365.

[38]. ظ، أساطين المرجعية العليا: 176.

[39]. ظ، أساطين المرجعية العليا: 177.

[40]. ظ، مجلة الجامعة الإسلامية، لندن، العدد الأول، 1994م، مقال للدكتور عبد الهادي الفضلي: 193.

[41]. ظ، تطور البحث الدلالي، محمد حسين الصغير: 105.

[42]. ظ، معجم رجال الفكر والأدب: 365.

[43]. ظ، محمد حسين كاشف الغطاء ودوره الوطني والقومي، رسالة ماجستير، حيدر نزار [ Y عطية، معهد التاريخ العربي: 74.

[44]. ظ، الحياة الفكرية في النجف الأشرف: 206، 212.

[45]. ظ، تعليقة على أدب الكاتب: 229.

[46]. ظ، الاقتضاب، تح، محمد باسل عيون السود، مقدمة التحقيق : 4.

[47]. العربية، ترجمة عبد الحليم النجار: 212.

[48]. ظ، ماضي النجف: 3/176، معجم رجال الفكر والأدب: 365.

[49]. ظ، معجم رجال الفكر والأدب: 365.

[50]. ظ، آل كاشف الغطاء مناهل عطاء: 40.

[51]. ظ، ماضي النجف: 3/ 177.

[52]. ظ، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: 12.

[53]. ظ، الصحيفتان: 11، 34.

 

[1]. نوقشت بكلية الآداب، جامعة القادسية، 2006م بإشراف الأستاذ الدكتور علي كاظم المشري.

[2]. ظ, البحث الدلالي عند الأصوليين، خالد عبود حمودي، زينة جليل عبد: 269.

 

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD