نهج الهدى

لمؤلفه

آية الله العظمى

الشيخ

علي كاشف الغطاء

(1331 هـ – 1411 م)

مكتبة كاشف الغطاء                                                                            النجف الأشرف               

 

1423 هـ                                                                                                                2002م

 

ترجمة مختصرة

نسبه

هو الفقيه الكبير والمجتهد التحرير بطل العلم والعمل والجهاد والبالغ قبل الثلاثين من عمره ذروة منصة الاجتهاد سليل بيت العلم والفقاهة والمرجعية العظمى للطائفة الإمامية لأكثر من قرنين آية الله العظمى الشيخ علي بن الشيخ محمد رضا بن الحجة الهادي من آل كاشف الغطاء، ولد سنة        .

أساتذته

وأخذ العلم عن جده وأبيه الهادي والرضا والفقيه الكبير الشيخ كاظم الشيرازي الذي كان جل تحصيله عليه حتى تبحر في علوم الفقه والأصول.

تلاميذه

وقد تتلمذ عليه جمهره صالحة من العلماء والباحثين منهم السيد والسيد علي ولدا المرجع الديني الأعلى السيد أبو القاسم الخوئي رحمه الله والحجة الشيخ باقر القرشي والعلامة الشاعر الكبير المرحوم الشيخ عبد المنعم الفرطوسي، والخطيب الكبير العلامة الدكتور الشيخ أحمد الوائلي، والعلامة الشيخ حسين آل زيد دهام، والعلامة النحوي الدكتور مهدي المخزومي، والعلامة الشيخ نور الدين الجزائري، والعلامة الفقيه الشيخ عبد الكريم القطفي، والعلامة الشيخ أسد حيدر.

مؤلفاته

وللشيخ المترجم مؤلفات قيمة في مختلف فنون المعرفة الإسلامية من فقه وأصول ومنطق وتراجم ومناظرات بينه وبين كبار علماء الأمة من الفريقين.

وفاته

توفي رحمه الله في 19 رجب سنة 1411هــ ودفن في مقبرة أسرة آل كاشف الغطاء في النجف الأشرف وقد أعقب من المشايخ كل من العلامة الدكتور الشيخ عباس صاحب كتاب المال المثلي والمال القيمي في الفقه الإسلامي وكتاب المعاملات المصرفية في الفقه الإسلامي، والذي لا يزال يحضر الدروس الراقية في الحوزة العلمية عند كبار المجتهدين وكذلك الشيخ أسعد والشيخ ذو الفقار.

ملحوظة : ألف المصنف هذا الكتاب وعمره الشريف ستة عشر عاماً.

بسم الله الرحمن الرحيم

حمداً لمن عجزت الألسن عن وصف آلائه؛ وخضعت العقول لعظيم شأنه؛ وتحيرت الأفكار في كنه ذاته؛وسجدت الأشياء لجماله وجلاله؛ ولم يقدر الواصفون على عد مننه وإحسانه؛ أحمده حمداً  لا يستطيع اللسان حصره؛ ولا القلم رسمه؛ وأشكره شكراً لا ينتهي حده ولا يمكن عده؛ ثم الصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين؛ وعلى أله أئمة الهدى؛ ومصابيح الدجى؛ وورثة الأنبياء؛ وبعد فيقول الفقير إلى عفو ربه (علي) بن محمد رضا بن الهادي كاشف الغطاء؛ أنه بعد جدٍ وجهد وعناية وكد قد ساعدني التوفيق الآلهي؛ والتسديد الرباني؛ بفضل الله جل جلاله وببركة من لذنا بجواره؛ مولانا أمير المؤمنين  عليه السلام  على تأليف يشتمل على العقائد الجعفرية؛ إجابة للأخ الشيخ(موسى) أبن المرحوم الشيخ أسد الله المعلم([1]) ؛ونسأله تعالى أن يكون فيه تنبيه للغافلين؛ والهداية للمتعلمين؛ والإرشاد للضالين؛ وقد رتبته على مطالب:

[ المطلب الأول ]  

في إثبات الباري وصفاته جل اسمه وفيه مسائل:

المسألة الأولى في إثبات صانع لهذه الموجودات

 ويكفي في اليقين بوجوده التدبر في هذا العالم وما أحاط به من العجائب والأسرار من اختلاف الليل والنهار وحدوث الزوابع والأمطار وكيفية نمو النخيل والأشجار ودقيق ما صنع فيها من الأثمار وعظمة البحار والأنهار فإن في ذلك دلالة واضحة وحجة بالغة على وجود صانع لهذه الموجودات وخالق للأرضين والسماوات ولقد أجاد من قال البعرة تدل على البعير وأثر  الأقدام يدل على المسير فسماء ذات أبراج  وأرض ذات فجاج لا يدلان على اللطيف الخبير ثم التامل والتفكر في كيفية وجود الإنسان من مبتداه إلى منتهاه فأول ما صار نطفة ثم علقه ثم كسيت عظامه لحماً ثم خرج من بطن أمه خلقاً سوياً فخلق له لبناً صافياً لغذائه وكون لوالدته شفقة لتربيته حتى إذا أكملت قوته وقوى بدنه صار له عقلاً يدبر به أعماله ويزن به أفعاله إلى أن يحل به الموت فيودع في هوة قبره ويجعل في ظلمة لحده فأن في ذلك لآيات لقوم يعقلون وتبصرة لقوم يتفكرون فتعالى الله عما يقول الظالمون إن شئت أن تزداد يقيناً وتبصراً في وجود مبدع لهذه الكائنات وصانع لهذه الموجودات فاختبر نفسك عندما ترى بناء متقناً بنيانه جميلة مرافقه حسنة مناظره أ فهل تشك في أن أستاذاً صانعاً وعاقلاً مبدعاً فكيف بهذه السماوات العلى والأرضيين السفلى واختلاف الليل والنهار وجري الأنهار والبحار وتكوين الغيوم والأمطار وخلق النبات والأشجار وإيجاد النخيل والاثمار أ ليس لذلك صانع حكيم مختار فتبارك الله رب العالمين.

 

 المسألة الثانية في أنه عالم

ويدلك على ذلك أنه لو لم يكن الصانع لهذا العالم عارفاً بالأمور عالماً بالأشياء لما استطاع أن يتقن صنع شيْ من الأشياء وأمر من الأمور فيركب بدن الإنسان بهذا النحو من التركيب الذي يدهش الأنظار ويستوقف الأفكار فأن من لا معرفة له ولا علم لديه لا يستطيع أن يكون من الطين على هيكل الإنسان وشكله فضلاً عن أن يكونه من لحم ودم وعظام وشحم ويودعه تلك القوة العجيبة والأسرار الغريبة ويكفيك شاهداً على ذلك ما نراه من الدقة في خلق بعض أصناف الطيور حيث جعل لها أرجلا تمشي بها وعيوناً تبصر بها وأجنحة تطير بها وفماً تأكل به وحساً تدرك به وريشاً يقيها الحر والبرد مع ما هي عليه من صغر الجسم ولطافة الشكل أ ترى هل يمكن لعاقل أن يقول أن هذه الأفعال صدرت عن غير عارف بالأمور وعالم بالأشياء! ثم هلم وأنظر إلى النحل وما يشبهه والعنكبوت وما يماثله كيف أعطاها خالقها قوة على بناء بيوتها ومساكنها بهذه الدقة العجيبة والكيفية الغريبة وهذه الهيئة البديعة فأن في ذلك دلالة واضحة وآية بينة على أن خالقها وخالق سائر الأشياء عالم غير جاهل.

المسألة الثالثة في إنه قادر على كل شيء

ويرشد إلى ذلك ما نشاهده في الخارج من أنه من كانت له قدرة على صنع شيء بذاته بلا حاجة إلى غيره كان متمكناً من صنع جميع أنواع ذلك الشيء بنفسه من دون حاجة إلى من سواه فإنه من تمكن أن ينطق لسانه بلغة من اللغات كان قادر على النطق فيها بسائر الكلمات والنار التي يحترق الحطب اليابس فيها يحكم العقل بأن كل حطب يابس يحترق بها والإنسان إذا نظر ببصره الشيء القريب بلا واسطة يحكم عقله بأنه يستطيع النظر لكل شيء قرب منه وإذا كان الأمر كذلك ظهر لك أن من صنع هذه الممكنات وكان علة تامة لإيجادها وسبباً كاملاً لتكوينها يكون قادراً على إيجاد سائر الممكنات لما تبين لديك من أن من كان قادراً على شيء بذاته ونفسه كان قادراً على ما هو من سنخه ونوعه. والسر في ذلك هو أن العلة التامة لشيء تكون علة لجميع ما ماثل ذلك الشيء و شاكله وإلا لزم الترجيح بلا مرجح فصانع هذا العالم لما كان علةً لإيجاد الأمور المعدومة الممكنة وإلا لما تمكن من إيجاد هذا العالم وإخراجه من العدم إلى الوجود فكل شيء معدوم ممكن يقدر على إيجاده و إلا لزم الترجيح بلا مرجح وهو محال وهذا الدليل كما يثبت أنه قادر على كل شيء كذلك يثبت أنه عالم بجميع الأشياء فتدبر: وإن شئت أن تزداد بصيرة في ذلك فتفكر في صنع هذا العالم بما فيه من دقائق الصنع ومدهشات الأبداع التي يعجز البشر عن إتيان ما هو أقلها شأناً وأحقرها فائدة فأني لا أظنك تشك في عظم قدرة صانع الكائنات وعدم عجزه عن خلق باقي الممكنات(أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ*إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)([2]):هذا وأني لأعتقد أن من كانت له بصيرة وهدىً يكفيه دليلاً على تمام قدرة الصانع ما كانت الأمم السالفة تقترحه على الأنبياء من إظهار بعض الأمور المعجزة تصديقاً لدعوى الرسالة وأيماناً بالنبوة وكان الأنبياء يظهرونها لهم بقدرة الله تعالى ومدده فلو لم تكن لله القدرة التامة على جميع الأشياء لم يستطع الأنبياء ذلك حيث أن قدرتهم عليها مستندة لقدرته عز وجل.

المسألة الرابعة في أن صانع هذا العالم مختار

حيث أنه يفعل ما يريد وذلك لخلقه شيئاً دون شيء مع أن كلاً منهما مقدور له، ولإيجاده بعض الأشياء في وقت دون وقتٍ آخر مع قدرته عليه في جميع الأوقات فلو لم يكن الخالق جل وعلا مختاراً لوجدت جميع الممكنات في وقت واحد لا بعض دون بعض ولا في وقت دون آخر.

 

المسألة الخامسة في أنه حي باق

وذلك لأنه لو لم يكن صانع هذا العالم حياً باقياً لتوقف سير هذا العالم وهلكت الحيوانات وسائر المخلوقات ولم تجر الشمس ولم يسر القمر ولم يحدث من بعد ذلك أثر فلا نجم ولا شجر ولا فاكهة ولا ثمر ولا غمام هناك ولا مطر حيث لا صانع يصنعها ولا خالق  يوجدها ولا مدبر يدبرها.

 المسألة السادسة في إنه حكيم

ويدلك على كمال حكمته ودقة صنعه ما نشاهده في أفعاله فإنها في غاية الإحكام ونهاية الاتقان وعلى أحسن نظام أما ترى إلى الإنسان وعجيب صنعه والطير وحسن تكوينه والورد وجمال تركيبه ثم إنظر إلى الأرض كيف سطحت([3]) وإلى السماء كيف رفعت([4]) وإلى الشمس كيف سيرت([5])وإلى النجوم كيف انتثرت([6]) وإلى البحار كيف سجرت([7])أليس ذلك دليلاً واضحاً على أن صانعها وصانع العالم أحكم الخالقين.

المسألة السابعة في أنه متكلم

ويرشدك إلى ذلك ما تقدم من أنه قادر على إيجاد جميع الأشياء الممكنة ومن المعلوم أن إيجاد الصوت في الخارج أمر ممكن له تعالى فيقدر على إيجاده في الخارج كما أوجده مخاطباً لموسى  عليه السلام   قال عز من قائل في كتابه المجيد [وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا]([8]).

 المسألة الثامنة في أنه صادق

وذلك لما سيجيء من أن الصانع جل وعلا لا يصدر منه القبيح ومن المعلوم أن الكذب قبيح فلا يعقل أن يصدر منه تعالى.

 المسألة التاسعة في أن الصانع ليس بجسم

والدليل على ذلك هو أنه لو كان جسماً لكان مركباً من أجزاء واحتاج في تركيبه وإيجاده إلى صانع آخر لما نشاهده من أن تركيب أجزاء الشيء لا يكون إلاّ بواسطة صانع يجمع بين أجزائه ويؤلفها فالآلات ونحوها لم يكن تركيبها من تلقاء أنفسها وبمحض الصدفة والاتفاق بل كان لها استاذ ماهر هو الذي جمع بين أجزائها وركبها على وضع معين فالصانع عز وجل لو كان جسماً مركباً من أجزاء لكان له صانع آخر وهذا خلاف ما تقدم من أنه خالق لجميع الكائنات ومكون لجميع الموجودات ومن هنا يظهر لديك أنه لا يرى لأن الذي  هو قابل للرؤية هو الجسم وقد عرفت أنه ليس بجسم فتعالى  الذي لا تدركه الأبصار وهو بكل شيء محيط.

 المطلب الثاني في التوحيد

التوحيد هو أن الله واحد لا شريك له في ملكه ولا منازع له في أمره والدليل على ذلك أمور :

 

الأول: أنه لو كان له شريك لزم العجز في الخالق جلّ وعلا لأنه إما أن يقدر أحدهما أن يصنع خلاف ما أراده الآخر أولا فان قدر على ذلك كان الآخر عاجزاً فلا يكون آلهاً لما تقدم من أن الاله هو القادر على جميع الأشياء في إيجادها وإعدامها وان لم يقدر كل منهما أن يصنع خلاف ما أراده الآخر كان كل منهما أيضاً عاجزاً فلا يكون كل منهما آلهاً لما تبين من أن الاله هو القادر على جميع الأشياء.

الثاني: هو أن إرسال الرسل لازم على الخالق جلّ إسمه كما سيجيء ذلك مفصلاً فلو كان هناك خالق آخر لأرسل رسله وبعث كتبه ووعد بالثواب وتوعد بالعقاب وإلى هذا الدليل أشار سيد الموحدين باب مدينة العلم مولانا ومولى العالمين ((علي بن أبي طالب  عليه السلام  )) حيث قال في بعض وصاياه (واعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ولعرفت أفعاله وصفاته ولكنه آله واحد كما وصف نفسه)([9]).

الثالث: هو أن الأنبياء الذين نعلم صدقهم بواسطة المعجزات التي كانوا يقيمونها على صدق دعوتهم وصحة مقالتهم قد أخبروا بأن الله واحد لا شريك له ولا مثيل وحيث أنا قد علمنا صدقهم في أقوالهم فلابد من أن يحصل لنا الجزم والقطع بصحة نقلهم لوحدانية الصانع ونفي الشريك عنه والمثيل له . . .

 المطلب الثالث في العدل

العدل: هو تنزيه الرب عز وجل عن ارتكاب القبيح والدليل عليه هو أنه لو صدر القبيح من الله إما أن يكون من جهة عجزه عن ارتكاب الحسن وهو باطل لأنه قد تقدم أنه قادر على كل شيء: وأما من جهة جهله تعالى بأنه قبيح وهو باطل أيضاً لأنه قد أثبتنا لك بأنه عالم بجميع الأشياء: وإما لكونه تعالى إرتكب القبيح وترك الحسن لا من جهة عجزه عن الحسن ولا من جهة جهله بأنه قبيح بل فعل القبيح جزافاً وهو باطل أيضاً لأنه قد تحقق لديك بأنه تعالى حكيم مدبر وهذا خلاف التدبير والحكمة فثبت إن الله لا يفعل إلاّ الحسن وإنما لم ندرك وجه العدل في بعض أفعاله لقصر عقولنا وضعفها: وكيف لا يكون أعدل العادلين مع أن من كان له أدنى بصيرة لا يرضى بأن ينسب إليه الظلم والجور فكيف بمن هو رب الأرباب ومن إليه المرجع والمآب تعالى الله عما يق ول الظالمون: وينبغي أن يلحق بهذا المطلب فوائد:

الأولى: أن المراد بالقبيح الذي قلنا بأنه لا يصدر من الله هو ما حكم العقل بقبحه في نفسه مع قطع النظر عن الشرع وكان فاعله مذموماً عليه عند العقلاء: والمراد بالحسن الذي يقابله هو ما حكم العقل بحسنه في نفسه مع قطع النظر عن الشرع وكان فاعله يستحق المدح عليه عند العقلاء وفي إنكار القبح والحسن بهذا المعنى مخالفة للبداهة والوجدان فانا إذا رجعنا إلى وجداننا نحكم بأن من الأفعال ما يستحق فاعله على فعله المدح كإكرام الضيف ورد الأمانة، ومنها ما يستحق فاعله الذم كالظلم والكذب الضار والخيانة.

الثانية: أن أفعال العباد مستندة إليهم لا أن الله أوجدها وخلقها فالأكل والشرب والذهاب والإياب أفعال صادرة منا لا من الله عز وجل والدليل على ذلك لو كانت أفعال العباد مستندة إلى الله تعالى لما صح أن يأمرهم بشيء وينهاهم عن شيء آخر إذ ليس أفعالهم حينئذ تحت قدرتهم واختيارهم: ولما صح من الله أن يهدد العباد على فعل المعاصي وارتكاب القبائح إذ لم يكن فعلها مستند إليهم بل يكون الموجد لها هو الله تعالى وبالجملة فالضرورة شاهدة بأن أفعالنا المستندة إلينا وصادرة منا.

الثالثة: أن فعل الله تعالى لابد وأن يكون لغرض يكون هو الداعي للفعل وذلك لأن الفعل الصادر بلا غرض يكون عبثاً ولغواً والعبث قبيح مذموم فاعله بحكم العقل فيكون صدور الفعل من الله تعالى بلا غرض قبيحاً وقد بينا أنه لا  يصدر منه القبيح.

الرابعة: أن فعل العبد الذي يصدر منه بشهادة البداهة والوجدان يكون له قسمان: مباشر ومتولد والمباشر هو الفعل الحادث إنتداءً بلا واسطة فعل آخر كحركة اليد واللسان، والمتولد هو الفعل الحادث بسبب فعل آخر كتحرك المنشار والمفتاح ونحوهما بسبب حركة اليد لهما وكل من القسمين يصح للمولى أن يأمره أو ينهى عنه ويثيب به أو يعاقب عليه.

الخامسة:أنه قد اشتهر عند أكثر (أهل الملل) أن كل شيء بقضاء الله وقدره والمراد بذلك أن كل شيء قد كتبه الله عز وجل في لوحه المحفوظ وبينه لملائكته المقربين: وأما ما اشتهر من القول  بوجوب الرضا بقضاء الله وقدره فالظاهر أن المراد به وجوب الرضاء بأفعاله وأحكامه لما فيها من المصالح العامة والخاصة كما تقدم من بيان حكمته وتدبيره.

السادسة: أن الاضلال يطلق على ثلاث معاني

(الأول) الإشارة إلى خلاف الحق وإيهامه بالباطل كما يقال ((أضل زيد عمراً عن الطريق)) إذا أوهمه في الطريق وأشار إلى غيره .

(الثاني) فعل الضلالة كما يقال ((زيد يضل الناس))أي يدعوهم  ويبعثهم نحو الاعتقاد بخلاف الحق.

(الثالث) الاهلاك والبطلان كقوله تعالى [لَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ]([10]) أي لن يبطلها ؟. والهدى أيضاً له ثلاثة معاني:

(الأول) الإشارة إلى الحق ونصب الدلالة عليه كما تقول هداني إلى الطريق.

(الثاني) فعل الهداية في الإنسان.

(الثالث) عدم الاهلاك إذا عرفت  هذا فاعلم أن الاضلال بالمعنيين الأوليين لا يصدر منه تعالى لحكم العقل بقبحهما وقد تقدم أن القبيح لا يصدر منه تعالى: وأما الهدى فيجوز أن يسند له عزَّ وجل بالمعاني الثلاثة فما ورد من الآيات في اسناد الاضلال إلى الله فالمراد به هو المعنى الثالث أعني الاهلاك والبطلان كقوله عز من قائل [وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ]([11]) فان معناه فمن يهلكه الله فما له من منجي كالكافر في يوم القيامة فان الله يهلكه في ذلك اليوم وليس له أحد ينجيه.

السابعة: أنه لابد من التكليف لنا بالأمر بما فيه المصلحة والنهي عما فيه المفسدة وذلك لأن الإنسان دون غيره محتاج إلى التعاون والتعاضد مع أبناء جنسه لكون أمور معاشه من الأطعمة والأشربة والأمكنة لا تحصل إلاّ بالتعاون مع أبناء نوعه ومن المعلوم أن التعاون فيما بينهم لا يحصل إلاّ بأجتماعهم وانضمام بعضهم إلى بعض وحيث أن اجتماعهم موجب لتنازعهم ووقوع الفتن بينهم لتباين شهواتهم وتغاير أمزجتهم واختلاف قواهم مضافاً إلى أنهم لا يدركون ما ينفعهم وما يضرهم وما يحسن لهم وما يقبح منهم لقصور عقولهم وقلة إدراكاتهم فيجب على الله عز وجل بمقتضى حكمته وتدبيره أن يضع لهم سنةً عادلةً وقانوناً صحيحاً يهديهم به لمصلحتهم العامة والخاصة بأن يكون مشتملاً على أوامر يأمرهم بها على ارتكاب ما يصلح به نفوسهم ويحفظ حياتهم ويضمن معاشهم ومحتوياً على نواهٍ ينهاهم بها عما يضر نفوسهم ويهدد كيانهم ويعرقل أشغالهم فانه تعالى لو لم يضع للإنسان تلك التكاليف ويوعده بالعقاب على مخالفتها والثواب على اطاعتها لكان معيناً له على ارتكاب القبيح ومغرياً له على ترك الحسن حيث أن الإنسان إذا بلغ رشده وأكمل الله تعالى عقله وجعل فيه شهوات تدعوه إلى ارتكاب القبائح والرذائل وتمنعه عن إتيان المصالح والمحاسن فلو لم يجعل له تلك التكاليف الموجبة لسعادته الدنيوية والأخروية لكان  معيناً له على ارتكاب المفاسد وترك المحاسن والتعرض للمهالك وذلك قبيح منه تعالى وقد قلنا أنه عز وجل لا يرتكب القبيح فكان من الواجب عليه تعالى بمقتضى عدله وحكمته أن يضع تكاليف للعباد ترشدهم للصلاح وتمنعهم عن الفساد.

الثامنة: أن ما وعد الله به من الثواب واقع لا محالة لأن خلف الوعد قبيح والقبيح لا يصدر منه تعالى.

 

التاسعة:اللطف: هو ما يتوقف عليه إطاعة العبد المكلف كارسال الرسل وإقامة الحجج والوعد بالثواب والوعيد بالعقاب([12]) وهو واجب على الله عز وجل بمقتضى حكمته وتدبيره حيث أن إطاعة العبد أمر مطلوب له تعالى ولذا وعد بالثواب على فعلها وتوعد بالعقاب على تركها وهي كما عرفت متوقفة على اللطف ومن المعلوم البين أن كل شيء توقف عليه مطلوب الله وغرضه كانت حكمته تقتضي إيجاده وصنعه فيكون اللطف من الامور التي تقتضي الحكمة تكوينه وفعله ثم اعلم أن اللطف (تارة) يكون فعلاً من أفعال الله تعالى كإرسال الرسل وخلق المعجزات لهم وحينئذ فيجب على الله فعله كما عرفت (وتارة) يكون اللطف فعلاً من أفعال العبد مع كون إطاعة ذلك العبد موقوفة عليه كالمتابعة للرسل الالهية والنظر فيما لهم من البراهين القطعية وعنده فيجب على الله بمقتضى حكمته أن يعرف العبد ذلك الفعل ويشعره به ويوجبه عليه (وتارة) يكون اللطف فعلاً من أفعال العبد مع كون إطاعة غيره موقوفة عليه كتبليغ الرسالة الالهية وأداء الشريعة الربانية وإذ ذاك يجب عليه تعالى أن يبين هذا الفعل لذلك العبد ويلزمه به ويعوضه عنه إذ تكليف شخص لمصلحة غيره بلا عوض ولا فائدة ترجع إلى ذلك الشخص خلاف العدل تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.

العاشرة: أن الآلام الصادرة من الله تعالى كالأمراض والأسقام وإتلاف الزرع وموت بعض الأولاد وغير ذلك حسنة كلها إما لاقتضائها نفع المتألم ومصلحته أو جزاء لمعصيته أو لطفاً لطاعته أو لطاعة غيره ولا بد في هذه الصورة الأخيرة من تعويضه بما يرتضيه لألمه وتأذيه وإلاّ لكان مظلوماً وحاشا الله أن يظلمه فلا تضجر من إيلامه ولا تجزع من أسقامه فأنه الرؤوف بعباده والرحيم لمخلوقاته فتبارك الله رب العالمين.

 المطلب الرابع في النبوة والرسالة وفيه مسائل

 المسألة الأولى النبي مرسل من قبل الله 

 أن النبي هو الإنسان المرسل من قبل الله بلا واسطة أحد من البشر لتبليغ التكاليف والأحكام إلى المكلفين من الخلق والنبوة تكون على قسمين:

(الأول) النبوة العامة وهي أن يكون النبي مرسلاً إلى عموم الخلق وجميع الأمم كنبوة محمد  صلى الله عليه واله وسلم  .

(الثاني) النبوة الخاصة وهي أن يكون مرسلاً إلى أمة خاصة كصالح إذ أرسله الله إلى قبيلة ثمود.

 المسألة الثانية بعثة الأنبياء واجبة على الله

في أن بعثة الأنبياء واجبة على الله تعالى وذلك لما بيناه سابقاً من أنه يجب على الله تعالى وضع تكاليف تقرب الناس إلى الصلاح وتبعدهم عن الفساد وتصلح شؤون نفوسهم وامور معاشهم وضروريات حياتهم وهذه التكاليف إنما تحصل بها إرشاد الخلق إلى ذلك إذا عرفوها وبلغوا بها ومن المعلوم أن التبليغ إنما يكون بواسطة الرسل المرسلين والأنبياء المبعوثين من قبل رب العالمين.

 المسألة الثالثة أنه يشترط في النبي أمور :

(الأول) العصمة عن الذنوب وذلك لأنه إذا جاز عليه ارتكاب المعصية لم يحصل الوثوق بصحة قوله لاحتمال الكذب فيه وإذا لم يحصل الوثوق بقوله لم تحصل الاطاعة لأمره ونهيه فتنتفي فائدة بعثه وإرساله.

(الثاني) أن يكون معصوماً عن الذنب في أول عمره قبل بعثه وإرساله وذلك لأن من صدرت عنه المعاصي في أول عمره وعرف بارتكاب الكبائر والصغائر في مبدأ أمره لا تكاد القلوب تنقاد إلى طاعته فتنتفي فائدة بعثه ورسالته: وإن شئت أن تزداد بصيرة في ذلك فاختبر نفسك فهل تراها تتعظ بواعظ كان يفعل القبائح ويرتكب الرذائل ويعصي الله سراً وعلانية.

 (الثالث) أن لا يصح عليه السهو والخطأ لأن لا يخطأ فيما أوحى إليه ويسهو فيما بلغ به فلا يؤدي جميع ما ارسل به فتنتفي فائدة بعثه وإرساله مع أنه لا تثق القلوب به ولا تطمئن النفوس فيه فلا تركن الطباع إليه فيكون ارساله لا فائدة فيه .

(الرابع) أن يكون أفضل أهل زمانه في سائر صفات الحسن والكمال لقبح تقديم غيره عليه مضافاً إلى أنه  لو لم يكن كذلك لكانت أطباع أهل الكمال تنفر منه وتأبى الخضوع له فلا تنقاد إليه فينتفي الغرض من بعثه لهم وإرساله فيهم.

(الخامس) أن يكون منزهاً من دناءة الآباء وفجور الأمهات ومتجنبً عن ارتكاب ما هو مستهجن كالأكل على الطريق والإساءة إلى الرفيق ومجالسة الأرذال ومصاحبة الأنذال وأن لا يكون ذا مهنة حقيرة وحرفة دنيئة كأن يكون حجاماً أو زبالاً وأن لا تكون أخلاقه سيئة كأن يكون متصفاً بالحقد والحسد والفضاضة والغلظة وأن لا يكون مبتلياً بأمراض منفرة للناس عنه كالبرص والجذام فان ذلك كله موجب لسقوط محله من القلوب ونفرة الطباع منه فلا تنقاد النفوس إليه ولا تأخذ بأحكامه فلا تحصل فائدة في إرساله.

 

 المسألة الرابعة في صدق دعوى النبوة

في أن لمعرفة صدق النبي في دعواه النبوة والرسالة طرقاً ثلاثة:

(الأول) ظهور المعجزة منه فانه لو لم يكن صادقاً في دعواه الرسالة مع إظهار الله المعجزة على يده لزم إغراء الناس باتباع الكاذب وهو قبيح وحاشا أن يصدر منه تعالى فلا يعقل أن تظهر المعجزة على يد الكاذب في دعوى النبوة والرسالة.

(الثاني) اخبار صادق يعلم بصدق خبره ويعتقد بصحة قوله كالنبي والوصي إذا أخبره بنبوة هذا المدعي بالنبوة.

(الثالث) اخبار جماعة يمتنع في حقهم الكذب بأن ذلك المدعي بالنبوة قد أظهر على يده المعجزة وخرق العادة واخبارهم بأن من يعتقد بصحة قوله قد أخبر بنبوته ورسالته.

 المسألة الخامسة في رسالة نبينا محمد  صلى الله عليه واله وسلم  إلى جميع الأمم

في أن محمد  صلى الله عليه واله وسلم   بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله إلى جميع الأمم وذلك لأنه إدعى النبوة والرسالة من الله تعالى إلى جميع الخلق وظهرت على يده المعجزات الباهرة والآيات الظاهرة التي يعجز عن وصفها اللسان ويكل عن نعتها قلم البيان وقد بينا في المسألة الرابعة أن كل من ادعى النبوة وأظهر المعجزة كان صادقاً في دعواه فمحمد  صلى الله عليه واله وسلم  صادق في دعواه فهنا لابد لنا من إثبات أمرين:

 (الأول) أن محمد  صلى الله عليه واله وسلم   ادعى الرسالة إلى جميع الخلق والدليل عليه التواتر والاتفاق في سائر العصور والآفاق.

(الثاني) ظهور المعجزات على يده ولدينا اليوم كتاب الله حجة بالغة ومعجزة دامغة وفرقاناً سماوياً اخرس البلغاء وقرآناً الاهياً لم تقدر على معارضته الفصحاء ويكفيك إثباتا لكونه كتاب وحي من الله ما ثبت فيه من الأنباء بالمغيبات كقوله تعالى [سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ]([13]) في وقعة بدر,فكان الأمر كذلك حيث انهزم فيها الكفار وولوا الأدبار وقوله تعالى [الم*غُلِبَتْ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ]([14]) فكان الأمر كذلك حيث انغلبوا أولاً ثم غلبوا ثانياً إلى غير ذلك من الآيات الشريفة([15]) التي كان فيها إخبار عن المغيب ثم وقوعه على طبقها فكتاب الله معجزة خالدة على مدى الدهور وممر الأزمان والعصور وأما باقي معجزاته (فمنها) اخباره  صلى الله عليه واله وسلم  بموت نجاشي يوم موته فبان الأمر أنه مات في ذلك اليوم([16]) واخباره عمار بن ياسر أنه تقتله الفئة الباغية وقد قتله أصحاب معاوية يوم صفين باتفاق المؤرخين([17]) واخباره عن وقعة كربلاء([18]) وغير ذلك من أنباء الغيب (ومنها) انشقاق القمر عندما طلب منه أهل مكة أن يريهم آيةً تدل على نبوته ورسالته([19]) (ومنها) جريان الماء من بين أصابعه فقد روي أنه عطش الناس وكان بين يديه  صلى الله عليه واله وسلم  إناء فيه ماء فتوضأ منه  صلى الله عليه واله وسلم  فأقبل الناس نحوه وقالوا ليس عندنا ماء نتوضأ ونشرب منه إلاّ ما في هذا الإناء فوضع  صلى الله عليه واله وسلم  يده فيه فتفجر من بين أصابعه فشرب الناس وتوضؤا منه([20]) (ومنها) حنين الجذع فقد روى المؤرخون أنه كان إذا خطب رسول الله يتكأ على جذع نخلة في المسجد فلما صنع له المنبر وصعد عليه  صلى الله عليه واله وسلم  حن الجذع الذي كان يخطب عنده فنزل  صلى الله عليه واله وسلم  وأخذ الجذع وضمه إليه فجعل يأن أنين الصبي حتى استقر وسكت([21]) ومنها تسليم الغزالة عليه وتكليم الموتى وتضليل الغمام([22]) وغير ذلك من المعجزات التي أحصتها كتب السير ورويت في صحيح الأثر : على أن النظر في أخلاقه الكريمة حجة واضحة على صحة نبوته وصدق دعوته حلم واسع وخلق متواضع ورحمة بالفقراء ورعاية للضعفاء وشجاعة باهرة ومروة ساحرة وصدق في اللهجة وزهد في الدنيا مع إقبالها عليه إلى غير ذلك من مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات ويكفيك شاهداً ودليلاً على نبوته ذكر الأنبياء السابقين له وثنائهم عليه كما في الإنجيل وغيره (فائدة مهمة) أن محمد  صلى الله عليه واله وسلم   هو بن عبد الله بن عبد المطلب ويسمى شيبه([23]) الحمد بن هاشم بن عبد مناف([24]) بن قصي([25]) بن كلاب بن مرة([26]) ابن كعب بن لؤي([27]) بن غالب بن فهر([28]) بن مالك بن النظر([29]) بن كنانة بن خزيمة([30]) بن مدركة([31]) بن الياس بن مضر([32]) بن نزار([33]) بن معد بن عدنان وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف([34]) وكنيته أبو القاسم([35]) ولقبة المصطفى([36]) ،ومولده في مكة في شعب أبي طالب يوم الجمعة سابع عشر ربيع الأول([37]) وروي أن له من الأزواج خمسة عشر([38]) ونزل عليه الوحي وتحمل أعباء الرسالة يوم السابع والعشرين من رجب وهو ابن أربعين سنة([39]) وقبض  صلى الله عليه واله وسلم  بالمدينة يوم الاثنين ثامن وعشرين من صفر سنة إحدى عشر هجرية ودفن في المدينة المنورة في الحجرة التي توفي فيها([40]).

 المطلب الخامس في الإمامة وفيه مسائل

المسألة الأولى تعريف الإمامة

 أن الإمامة  هي رياسة عامة على جميع المكلفين في أمور الدنيا والدين لشخص من الأشخاص نيابة عن النبي بعد موته([41]) وبالجملة الإمام هو المدير لشؤون الناس والحافظ  أحكامهم والمنظم أحوالهم ويردعهم عن المفاسد ويلزمهم بالمصالح ويحثهم على الطاعة ولزوم التجنب عن المعصية فالأمام والنبي لا فرق بينهما إلاّ أن النبي ينزل عليه الوحي الرباني والتبليغ السماوي بدون واسطة.

 

 المسألة الثانية شرائط الإمام

يشترط في الإمام أمور:

 (الأول) أن يكون معصوماً وذلك لأنه إذا جاز في حقه العصيان لم يحصل الوثوق بصحة قوله فلا تنقاد النفوس لطاعة أمره ونهيه ولا تعتمد القلوب في معرفة الأحكام الشرعية على نقله ورأيه فتنتفي فائدة نصبه للامامة وتقليده منصب الزعامة كيف ولو لم يكن معصوماً لاحتاج إلى إمام آخر يردعه عن الخطأ والعصيان وهو باطل بالضرورة والوجدان إذ أن الإمام ليس له إمام.

 (الثاني) أن يكون معصوماً عن الذنب في أول عمره لما ذكرناه سابقاً في مبحث النبوة من أنه إذا عرف بارتكاب المعاصي في مبدء أمره لا تنقاد النفوس إليه ولا تعتمد عليه .

(الثالث) أن لا يصح عليه الخطأ والنسيان لما تقدم سابقاً من أن الإمام هو الذي يحتاج إليه بعد النبي في معرفة الأحكام الشرعية و إصلاح الشؤون الحيوية فإذا جاز عليه الخطأ والنسيان فلا يحصل بقوله الاطمئنان فكيف يعتمد عليه في جميع ذلك الإنسان .

 (الرابع) أن يكون أفضل أمته في العقل والذكاء والعلم والمعرفة وسائر صفات الكمال لقبح تقديم المفضول على الفاضل ولأن نفوس العقلاء لا تخضع لمن هو أدنى منها في مراتب الفضل ودرجات الكمال متى شعرت بأنها أعلى منه نفساً وأفضل نبلاً وإذا كانت لا تنقاد له ولا تخضع إليه فلا فائدة في تقليده منصب الامامة عليها وتفويضه إليه.

 (الخامس) أن يكون منزهاً عن النقائص كفسق الآباء وفجور الامهات وارتكاب القبائح لأنه لو لم يكن منزهاً عن تلك الأمور لسقطت كرامته من القلوب واشمأزت منه الطباع فلا يقبل قوله ولا يستحسن فعله فلا يصح نصبه للإمامة واعطائه هذه الزعامة.

 المسألة الثالثة وجوب نصب الإمام بعد النبي

أنه يجب نصب الإمام  بعد النبي لأمرين:

 

 (الأول) أن الناس بعد النبي لا يمكنهم حفظ جميع الأحكام ولا استفادتها من القرآن إذ فيه مجمل لا يعرف تفصيله وعام لا يدرى مخصصه ومنسوخ لا يميز ناسخه وعليه فيجب أن ينصب شخص حافظ للتكاليف التي جاء بها النبي المرسل بحيث لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحاط بها علماً ومعرفةً كي يرجع إليه عند اشتباه الأمر وعدم معرفة الحكم .

(الثاني) أنه لما كان الإنسان محتاجاً إلى غيره في شؤون حياته فهو دائماً طالب للانضمام إلى أبناء جنسه وذلك مستتبع للنزاع والفساد لتباين طباعهم وتفاوت عقولهم واختلاف شهواتهم فالقوي منهم يحاول أن يأكل حق الضعيف والضعيف يجب أن يحتال على القوي وحيث كان النبي يردعهم عن ذلك ويمنعهم عما يخل باجتماعهم ويرشدهم لما فيه صلاحهم فلا بد أن يكون بعد النبي من يقوم مقامه في القيام بشؤونهم الاصلاحية والعمرانية ويدير حالتهم من الوجهة الدينية والدنيوية وإلاّ لوقعوا في هرج ومرج وسغب وشغب وأخذ الظالم يعمل بظلمه والقوي يفتك بقوته وعند ذاك يؤل العالم البشري إلى الخراب والفساد ولا بأس بنقل مناظرة هشام بن الحكم([42]) مع الشامي على سبيل الاختصار: قال هشام S  للشامي يا هذا أربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم فقال الشامي بل ربي أنظر لخلقه فقال هشام ماذا فعل بنظره لهم فقال الشامي أقام لهم حجةً ودليلاً لكي لا يتشتتوا أو يختلفوا قال هشام فمن هو الحجة والدليل فقال الشامي هو رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  قال هشام فمن بعد رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  فقال الكتاب والسنة قال هشام فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة في رفع الاختلاف عنا فقال الشامي نعم قال هشام فلم اختلفت أنا وأنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك فسكت الشامي فقيل له ما لك لا تتكلم فقال الشامي إن قلت لم نختلف كذبت وإن قلت أن الكتاب والسنة يرفعان الاختلاف أخطأت لأنهما يحتملان وجوهاً ثم سأل الشامي هشاماً فقال لهشام أفهل جعل الله للخلق من يجمع كلمتهم ويخبرهم بحقهم من باطلهم ويقيم أودهم في عصرنا هذا فقال هشام نعم نعم هو هذا القاعد تشد إليه الرحال وأشار إلى جعفر الصادق  عليه السلام  قال الشامي فكيف لي أن أعلم ذلك قال هشام سله عما بدا لك فقال الشامي قطعت عذري فعلي أن أسأله فالتفت الصادق  عليه السلام  إلى الشامي وأخبره بكيفية سفره وما جرى في طريقه وأظهر له آيات الامامة فآمن الشامي بها وكان من الموقنين([43]).

 المسألة الرابعة نصب الإمام من قبل الله عز وجل

أنه بعدما ثبت وجوب نصب الإمام فالتحقيق أنه لابد أن يكون الناصب له هو الله عز وجل لاغيره فلو نصبت الأمة إماماً لهم بعد النبي لم يكن إماماً بعده وإنما يكون الإمام  هو الذي نصبه الله تعالى إماماً لهم وحجة عليهم ويدلك على ذلك هو ما قد عرفته من أنه لابد أن يكون الإمام معصوماً عن العصيان حافظاً للتكاليف والأحكام لا يصح عليه السهو والنسيان ومن المعلوم أن هذه الشروط أمور خفية وأسرار باطنية لا تكاد الناس تعرفها على سبيل الصحة في أحد وإن بذلوا في معرفتهم غاية الاجتهاد ونهاية الجد وبذا تعرف أن ليس صلاحية للأمة أن تنصب بنفسها الأئمة وإنما ذلك أمر يرجع إلى رب العالمين ومالك يوم الدين إذ أنه يعلم من هو صالح لهذا المنصب العظيم ومن هو أهل لهذا المحل الكريم لمعرفته تعالى من توفرت لديه شروط الامامة وصلح لهذه الرياسة والزعامة وأنت إذا عرفت من المسألة السابقة وجوب جعل الإمام ولزوم نصبه وتبين لك من هذه المسألة أن نصب الإمام وتعيينه أمر راجع لرب الناس لا للناس ظهر لك أن الذي يجب عليه نصب الإمام بعد النبي المرسل هو الله عز وجل وحاشا لله أن يهمل ما هو واجب منه ومحتم عليه.

 المسألة الخامسة كيفية معرفة من نصبه الله إماماً

أن معرفة من نصبه الله إماماً على الناس بعد النبي المرسل تكون بطرق أربعة:

(الأول) نص الله عليه في كتابه المنزل .

(الثاني) نص المعصوم على إمامته بعده كنص النبي على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب([44])  عليه السلام  وكنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  عليه السلام  على إمامة الحسن([45]) بعده وهذا الطريق يفيد القطع والجزم بأن هذا الشخص الذي نص المعصوم على إمامته يكون إماماً لما تقدم من أن المعصوم لا يصح عليه الكذب والخطأ والنسيان خصوصاً في مثل هذا الحكم الآلهي والأمر الرباني الذي يكون منوطاً به صلاح البشر وسعادته .

(الثالث) أن يدعي الشخص الامامة ويظهر على يده المعجزة فأن ظهور المعجزة منه يوجب التصديق بدعواه الامامة لأن صدور ما هو الخارق للعادة عمن يدعي النبوة أو الامامة يدل على اتصال نفسه بالعالم الربوي الأعلى وإلاّ فلا قدرة لنفسه على خرق العادة وتسخير المادة ومن المعلوم أن النفس المتصلة بذلك العالم الربوي المستمدة من ذلك الفيض الالهي لا يعقل أن يصدر منها الكذب أو أي معصية وعليه فأي دعوى صدرت منها كانت النفوس لها مذعنة وبها مصدقة.

 (الرابع) اخبار جماعة يمتنع في حقهم الكذب بذلك.

 

 المسألة السادسة الإمام بعد النبي  صلى الله عليه واله وسلم  هو الإمام علي بن أبي طالب  عليه السلام  

أن الإمام بعد النبي  صلى الله عليه واله وسلم  بلا فصل هو علي بن أبي طالب  عليه السلام  لوجوه:

 (الأول) نص الله تعالى عليه في كتابه المجيد حيث قال [إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ]([46]) وقد ذكر علماء التفسير والثقاة المتبحرون من علماء أهل السنة كالنسائي([47]) وأبي إسحاق الثعلبي([48]) وابن المغازلي([49]) وأبي بكر الرازي([50]) وغيرهم([51]) مما لا يسع هذا المختصر ذكر أسمائهم أن المراد بالذين آمنوا [الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ] هو علي بن أبي طالب  عليه السلام  وأن هذه الآية الشريفة نزلت في حقه  عليه السلام  لما تصدق بخاتمه في صلاته حال ركوعه ومن الواضح الجلي أن معنى (الولي) في هذه الآية الشريفة هو الذي يرجع إليه الأمر ويكون المالك لتدبيره فيكون معنى الآية الشريفة إنما المدبر لكم والمتولي لأموركم والذي تجب طاعته عليكم هو الله ورسوله وعلي بن أبي طالب  عليه السلام  وليس للإمامة معنى إلاّ ذلك فتكون هذه الآية الشريفة نصاً صريحاً على إمامة علي بن أبي طالب  عليه السلام  وخلافته على المسلمين وقال تعالى [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ]([52]) والمراد بالصادقين هو علي  عليه السلام  كما ذكر ذلك جماعة من علماء أهل السنة ورواتهم كالكلبي([53]) وابن عساكر([54]) وابن أحمد بن مردويه([55]) وغيرهم([56]) فتكون دالة على عدم جواز مخالفة علي  عليه السلام  ووجوب موافقته وليس الإمام إلاّ من كان كذلك إلى غير ذلك من الآيات الدالة على إمامته عليه السلام.

(الثاني) نص النبي  صلى الله عليه واله وسلم  على إمامته  عليه السلام  فأنه قد روي الصدوق عن النبي  صلى الله عليه واله وسلم   أنه قال لعلي  عليه السلام  يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ولا تؤتى المدينة إلاّ من قبل الباب([57]) ويا علي كذب من زعم يحبني ويبغضك لأن روحك من روحي وسريرتك من سريرتي([58]) وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي سعد من أطاعك وشقى من عصاك([59]) وقد روي بطرق صحيحة معتبرة أنه  صلى الله عليه واله وسلم  قال لعلي  عليه السلام  أنت أخي ووصي وخليفتي من بعدي([60]) وأنه  صلى الله عليه واله وسلم  أمر المسلمين بأن يسلموا على علي  عليه السلام   بأمرة المؤمنين([61]). وروي أبو الحسن المغازلي في مناقبه([62]) وهو من أكابر فقهاء أهل السنة عن النبي  صلى الله عليه واله وسلم  (أنه قال انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي فنظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي  عليه السلام   فأنزل الله تعالى[وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ]([63]) وروى أيضاً في مناقبه عن النبي  صلى الله عليه واله وسلم  أنه قال (انتهت الدعوة إلي وإلى علي ولم يسجد أحدنا لصنم قط فاتخذني نبياً وعلياً وصياً)([64]). وروي أيضاً أفاضل أهل السنة كابن شيرويه الديلمي([65]) وابن المغازلي([66]) أن النبي  صلى الله عليه واله وسلم  قال (كنت أنا وعلي نوراً واحداً حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ففي النبوة وفي علي الخلافة) وقد نقل الخاصة وأكابر رواة العامة كالترمذي([67]) وابن حجر([68]) وابن جرير([69]) وابن حنبل([70]) وغيرهم([71]) أن النبي  صلى الله عليه واله وسلم   قال( إن علياً ولي المؤمنين بعدي) وقد روي الحاكم([72]) واحمد([73]) والنسائي([74]) وأبي داود([75]) والترمذي([76]) وغيرهم([77]) من علماء أهل السنة أن النبي  صلى الله عليه واله وسلم  قال(من كنت مولاه فعلي مولاه) وقد ذكر بن حنبل([78]) في مسنده وغيره من أكابر المحدثين والرواة من أهل السنة كالثعلبي([79]) وابن جرير الطبري([80]) والخركوشي([81])أنه لما نزل قوله تعالى [وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ] جمع النبي  صلى الله عليه واله وسلم   أهل بيته بعد أن أطعمهم قال  صلى الله عليه واله وسلم  لهم من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون خليفتي من بعدي فقال علي أنا فقال له   صلى الله عليه واله وسلم  أنت)([82]) وروي محدثي الشيعة ونقله المشاهير من علماء السنة كأحمد بن حنبل([83]) والمغازلي([84]) والترمذي([85]) وابن عبد
ربه([86]) والنسائي([87]) والثعلبي([88]) والديلمي([89]) وأبي الفتوح العجلي والحافظ السيوطي([90]) وابن جرير الطبري([91]) وابن ماجة القزويني([92]) والطبراني([93]) والخوارزمي([94]) وغيرهم من العلماء وثقاة الرواة أنه  صلى الله عليه واله وسلم  (لما رجع من حجة الوداع التي توفي بعدها أمر بالنزول في غدير خم وخطب بالناس آخذاً بيد علي  عليه السلام   فقال معاشر المسلمين ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلا يا رسول الله (قال) فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) ويكفيك دليلاً على امامته ما ذكره مشاهير المحدثين من أهل السنة وثقاتهم كالبخاري في صحيحه([95]) وابن حنبل في مسنده([96]) والمغازلي في مناقبه([97]) ومسلم في صحيحه([98]) وابن داود في سننه([99]) والترمذي في صحيحه([100]) وغيرهم من الروات الموثقين منهم كموفق ابن
أحمد([101]) وابن ماجة([102]) والنسائي([103]) والطبراني([104]) والحمويني([105]) والحاكم([106]) وغيرهم من أكابر المحدثين([107]) ممن لا يسع المجال التعرض لذكرهم من أن النبي  صلى الله عليه واله وسلم  قال لعلي  عليه السلام  (أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) وأنت إذا نظرت إلى هذا الحديث المتواتر بعين الانصاف والبصيرة تجلى لك أن علياً  عليه السلام  بعد النبي  صلى الله عليه واله وسلم  هو الامام والخليفة إذ أن معناه أن علياً يكون للنبي مثل هارون لموسى وقد كان هارون مادام موجوداً هو الخليفة على قوم موسى والمتصرف في شؤونهم والذي تجب طاعته عليهم عند عدم وجود موسى فيهم([108]) فيكون علي  عليه السلام  ما دام موجوداً هو الخليفة على قوم محمد  صلى الله عليه واله وسلم  عند عدم وجود محمد  صلى الله عليه واله وسلم  فيهم([109]).

(الثالث) من الأدلة على إمامته  عليه السلام  هو أنه كان أفضل الموجودين بعد رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  فيكون هو الإمام من بعده لما عرفت سابقاً  أن الإمام هو من كان أفضل أهل وقته وعصره ويدلك على أفضليته أمور :

الأول: أنه جعله النبي أخاً له دون سائر الصحابة فأنه قد روي أكثر أهل السنة كما في مسند ابن حنبل([110]) ومناقب أبي الحسن([111]) والجمع بين الصحاح الست لزين العبدي([112]) وسنن أبي داود([113]) وصحيح الترمذي([114]) (أن رسول الله بعدما آخا بين أصحابه آخا بينه وبين علي  عليه السلام  ).

الثاني: جعل الله تعالى علياً نفس النبي  صلى الله عليه واله وسلم  حيث قال في كتابه المجيد مخاطباً النبي  صلى الله عليه واله وسلم  [فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ][115].. الآية والمعني بنفس النبي  صلى الله عليه واله وسلم  هو علي  عليه السلام   كما ذكر ذلك أكثر ثقاة أهل السنة كمسلم في صحيحه([116]) والثعلبي في تفسيره([117]) وابن المغازلي في مناقبه([118]).

الثالث: كونه أحب الخلق إلى الله ورسوله فقد روي أكابر أهل السنة كابن المغازلي([119]) وأبن حنبل([120]) والترمذي([121]) وأبن داود([122]) وصاحب ينابيع المودة([123]) والنسائي([124]) والحافظ أبو نعيم([125]) وغيرهم من الثقات أنه (أهدي إلى رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم   طيران مشويان بين رغيفين فقال رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  اللهم ائتني بأحب خلقك اليك وإلى رسولك يأكل معنا من هذه المائدة فأتى علي وأكل معه)([126]) وروي ابن مردويه([127]) والخطيب الخوارزمي([128]) وغيرهم من مشاهير علماء أهل السنة أن النبي  صلى الله عليه واله وسلم   قال(علي خير البرية)([129]) .

وذكر البلاذري([130]) في تاريخه أن علياً كان خير البرية بعد رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  وروي أبن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس وابن حنبل في كتاب الفضائل([131]) وغيرهم من ثقاة رواة العامة أنه قالت عائشة أن رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  قال(علي خير البشر فمن أبى فقد كفر)([132]) وكفاك دليلاً على أفضليته ما كان له من الفضائل التي يقصر عن عدها اللسان ولا يحيط بنصها البيان :

كيف يستوعب الكلام سجاياه      *     وهل تنزح البحار الدلاء

فقد فاق الورى في جميع الصفات وبلغ الغاية في سائر الكمالات (أما العلم ) فقد نقل الرواة الثقاة أن الصحابة كان إذا اشتبه عليهم حكم من الأحكام الشرعية أو مسألة من المسائل العلمية رجعوا إليه واعتمدوا عليه. وقد قال في حقه النبي  صلى الله عليه واله وسلم   :(أنا مدينة العلم وبابها علي)([133]) و (علي مع الحق والحق مع علي)([134]) و( إن أقضاكم علي)([135]) (وأما الشجاعة) فقد ضربت بمواقفه الأمثال ولم تقدر على مبارزته الأبطال وكانت تخشى مقابلته الفرسان ولم تستطع مصارعته الشجعان وقد اعتز بسيفه جانب من المسلمين وانكسرت بواسطته شوكة الكافرين

ألا إنما الإسلام لولا حسامه   *   كعفطة عنز أو قلامه ظافر

وحسبك شاهداً على ذلك ما ذكرته كتب السير والتاريخ من أنه  عليه السلام  قتل في غزوة بدر ستة وثلاثين بطلاً من الكافرين([136]) وفي غزوة أحد بعد أن صبغ علي بن أبي طالب الأرض من دماء المشركين ولاذ أبطالهم وصناديدهم بالفرار واشتغل المسلمون بالغنائم حمل خالد بن الوليد بأصحابه على النبي  صلى الله عليه واله وسلم  واحتوشوه بالسيوف والرماح والحجارة حتى غشي عليه فانهزم المسلمون سوى أبا الحسن علي فانه ثبت لهم ولم تلهه الغنيمة ولا السلب عن الذب بسيفه عن رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  حتى كشفهم عنه وصرع عدة منهم وفر الباقون وولوا الدبر فكان انتصار المسلمين في هذه الواقعة على يده وظفرهم بسيفه وقد روى الخاصة والعامة أنه في هذه الغزوة سمع منادياً ينادي بين السماء والأرض (لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي)([137]).

                بسر كنند مقنعة مردان روزكان   

                                       در معرضي كه ترجمة (لا فتى) شود

وفي يوم الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينة وقد أحاط المشركون به فلم يستطع أحد منهم عبوره غير عمرو بن عبد ود فانه قحم فرسه وعبره ووقف أمام جيش المسلمين وهو ينادي بالبراز فلم يجبه أحد فأنشد يقول

( ولقد بحت من النداء بجمعكم هل من مبارز)

فقال رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم   لأصحابه أيكم يبرز لعمرو وأضمن له الجنة فلم يجبه أحد خوفاً من عمرو بن ود واستعظاماً لأمره سوى علي فقال له النبي اجلس ونادى أصحابه ثانياً فلم يلبه أحد أيضاً سوى علي بن أبي طالب فأمره  صلى الله عليه واله وسلم  بالجلوس وناداهم ثالثاً فما أجابه أحد سواه فعندئذ أذن له النبي بالبراز وعممه بعمامته وتقدم علي إلى عمر والنبي  صلى الله عليه واله وسلم  يقول برز الايمان كله إلى الشرك كله فتجالدا بسيفهما فما كان بأسرع من أن صرع علي عمرواً وجلس على صدره واحتز رأسه وجاء إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم  فقال له النبي  صلى الله عليه واله وسلم  ابشر يا علي فلو وزن اليوم عملك بعمل جميع امة محمد لرجح عملك على عملهم وقد خذل جميع المشركين بعد قتل عميدهم عمرو فكان النصر في تلك الواقعة على يد علي  عليه السلام  وفي ذلك قال النبي  صلى الله عليه واله وسلم  ( لضربة علي تعادل عبادة الثقلين)([138]) .

هذه من علاه أحد المعالي            وعلى هذه فقس ما سواها

وفي غزوة خيبر لما دفع النبي الراية إلى بعض أكابر الصحابة وما لبث أن رد فاراً منهزماً قال النبي (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار).

فاستطالت أعناق كل فريق       ليروا أي ماجد يعطاها

حتى إذا صار الغد دعا النبي علياً وكان يشكوا رمداً في عينه

فأتاه الوصي أرمد عين        فسقاها من ريقه فشفاها

ودفع إليه الراية فتقدم أبو الحسن لحصن خيبر ولاقى مرحاً فصرعه وانهزم أصحابه إلى معقلهم وغلقوا باب الحصن عليهم فعمد إليه سلام الله عليه واقتلعه بيده وجعله جسراً على الخندق ليعبر عليه المسلمون وقد عجز عن حمله أربعون رجلاً أو يزيدون([139]) إلى غير ذلك من المواقف المشهورة والغزوات المأثورة التي لا يسع نقلها هذا الكتاب: (وأما الفصاحة) فقد كان أفصح العرب لساناً بعد رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  حتى قالت البلغاء أن كلامه  عليه السلام  دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق وكفى لك شاهداً ما في كتاب نهج البلاغة الذي اختاره الشريف الرضي من كلامه. (وأما الرأي) فقد كان مرجعاً للصحابة في القضايا المشكلة والوقائع المهمة. (وأما الحلم) فقد كان أحلم الناس بعد النبي وكفى دليلاً على ذلك عفوه عن مروان بن الحكم لما أسره يوم الجمل مع علمه بشدة بغضه([140]) له وعفوه عن عبد الله بن الزبير وكان يشتمه على رؤوس الأشهاد([141]). (وأما الكرم) فقد كان أسخى الناس نفساً وانداهم يداً وقد روي الفريقان أن علياً وفاطمة والحسين   عليه السلام   نذروا أن يصوموا ثلاثة أيام إذا بريء الحسنان ولما صاموا اليوم الأول سألهم مسكين وقت الافطار فأسعفه بقوته وقوت عياله وفي اليوم الثاني طرقهم يتيم في ذلك الوقت فجاد عليه أيضاً بقوته وقوت عياله وفي اليوم الثالث أتاهم أسير فأعطاه ما أعطاه في اليوم الأول والثاني فأنزل الله تعالى في حقهم سورة (هل أتى)([142]) وأشار إلى نفس هذه الواقعة بقوله [وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا]([143]) وتصدق مرة أخرى بجميع ما يملك فأنزل الله وحيه في حقه [الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ]([144]) (وأما العبادة) فقد كان أكثر الناس عبادة ويشهد لذلك ما روى عنه  عليه السلام   أنه صلى النافلة في ليلة الهرير بين الأعداء وسهامهم تحتوشه من بين يديه ومن خلفه وبلغ في العبادة إلى حد إذا أصابه السهم ينتظر به حتى يقوم إلى صلاته فينتزع منه فلا يحس بذلك لشدة توجهه وانقطاعه وذهوله عما سوى الله([145]) ومن تدبر أدعيته ومناجاته صح عنده ما ذكرناه وبيناه إلى غير ذلك من الصفات والكمالات التي أستأثر بها وتفرد وجمع نمطها الأعلى وتوحد.

 الدليل الرابع على إمامته بعد النبي

ظهور المعجزات بالمغيبات وقلع باب خيبر([146]) ومخاطبة الثعبان في مسجد

الكوفة([147]) ورد الشمس له مرتين([148]) وقلع الصخرة العظيمة التي عجز عن نقلها أصحابه في طريق صفين فقد روي أنه لما توجه إلى صفين أصاب أصحابه عطش عظيم فأمرهم أن يحفروا بقرب دير بئراً فلما حفروا وجدوا صخرة عظيمة عجزوا عن قلعها فنزل سلام الله عليه فأجتذبها بيده ورماها إلى مسافة فظهر الماء من تحتها فلما شربوا أعاد الصخرة إلى موضعها وكان صاحب ذلك الدير ينظر إلى فعله وعظيم صنعه ومذ شاهد ذلك منه نزل من ديره وأسلم على يده([149]). وأما دعواه الإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم  فهو أوضح من أن يبين وكفى شاهداً على ذلك ما تضمنته خطبته الشقشقية وهالك أدلة أخرى على إمامته غير أنه لما كان فيما ذكرناه من الأدلة عليها كفاية لمن تدبر وتبصر لذا اكتفينا بما أوردناه تحرياً للاختصار.

 المسألة السابعة في الأئمة المعصومين

أن الإمام بعد علي  عليه السلام  هو أبنه الحسن  عليه السلام  وأخوه الحسين ثم ولده علي ثم ولده محمد الباقر ثم ولده جعفر الصادق ثم ولده موسى الكاظم ثم ولده علي الرضا ثم ولده محمد الجواد ثم ولده علي الهادي ثم ولده الحسن العسكري ثم ولده إمام العصر الحجة المنتظر محمد (عج) والدليل على ذلك أمور :

(الأول) نص النبي  صلى الله عليه واله وسلم  على خلافتهم فأنه قد روي بطرق صحيحة معتبرة عن جابر بن عبد اله الأنصاري أنه قال لما أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه  صلى الله عليه واله وسلم  [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ]([150]) قلت يا رسول الله عرفنا الله فأطعناه وعرفناك فأطعناك فمن أولي الأمر الذين أمرنا الله باطاعتهم قال هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي أولهم أخي علي ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي وستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه مني السلام ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى الرضى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم محمد بن الحسن يملاء الأرض قسطاً وعدلا كما ملاءت جوراً وظلماً([151]). وكفى دليلاً على ذلك ما رواه أكابر علماء السنة كجمال الدين في روضة الأحباب([152]) فانه روى الحديث المتقدم عن جابر وكالحمويني في فرائد السمطين قال قدم يهودي يقال له مغثل على النبي  صلى الله عليه واله وسلم  ليسلم على يده فسأل اليهودي النبي عن وصيه بعده فقال له  صلى الله عليه واله وسلم  أن وصي علي بن أبي طالب وبعده الحسن وبعده الحسين وتتلوه تسعة أئمة من صلبه فقال اليهودي سمهم لي يا محمد فقال  صلى الله عليه واله وسلم  إذا مضى الحسين فابنه علي فإذا مضى علي فابنه محمد فإذا مضى محمد فابنه جعفر فإذا مضى جعفر فابنه موسى فإذا مضى موسى فابنه علي فإذا مضى علي فابنه محمد فإذا مضى محمد فابنه علي فإذا مضى علي فابنه الحسن فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي طوبى لمن أحبهم وأتبعهم والويل لمن أبغضهم وخالفهم([153]) وكصاحب ينابيع المودة([154]) فانه نقل عن صاحب المناقب([155]) أن النبي  صلى الله عليه واله وسلم  عندما سأله جندل عن أوصيائه الذين يستمسك بهم من بعده قال  صلى الله عليه واله وسلم  أوصيائي اثنا عشر فقال جندل سمهم فقال  صلى الله عليه واله وسلم  أولهم سيد الأوصياء أبو الأئمة علي ثم ابناه الحسن والحسين فاستمسك بهم ولا يغرنك جهل الجاهلين فإذا انقضت مدة الحسين فالإمام ابنه علي ويلقب بزين العابدين فبعده ابنه محمد فبعده ابنه جعفر فبعده ابنه موسى فبعده ابنه علي فبعده ابنه محمد فبعده ابنه علي فبعده ابنه الحسن فبعده ابنه محمد يدعى بالمهدي فيغيب ثم يخرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً طوبى للمقيمين على محبتهم أولئك الذين وصفهم الله في كتابه وقال هدى للمتقين([156]) وكموقف ابن أحمد الخوارزمي المعروف بأخطب خوارزم([157]) في كتابه المسمى بالفضائل فانه روى عن رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم   أنه قال لما اسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله يا محمد إني خلقتك وخلقت علي وخلقت فاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين من نوري وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ومن جحدها كان عندي من الكافرين يا محمد أتحب أن تراهم فقلت نعم يا رب فقال التفت إلى يمين العرش فنظرت فإذا علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة ابن الحسن قائم في وسطهم كأنه كوكب دري بينهم فقال يا محمد هؤلاء حججي على عبادي وهم أوصيائك كصاحب كفاية الطالب فانه نقل عنه الحديث المتقدم الشيخ يوسف البحراني في كشكوله عن رسالة يوحنا([158])، وكفى شاهد على ذلك ما رواه أكابر علماء السنة وثقاتهم كأحمد بن حنبل في مسنده([159]) وأبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي شيخ البخاري([160]) وعبد الله ابن الضحاك ابن منده (أن النبي صلى الله عليه واله وسلم  قال للحسين هذا ابني إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم)([161]). وروى الخوارزمي([162]) وأبو بكر الراهبي والحمويني([163]) وغيرهم من رواة أهل السنة (أن النبي  صلى الله عليه واله وسلم  قال للحسين أنت سيد وابن سيد أبو السادة أنت إمام ابن إمام أبو الأئمة أنت حجة ابن حجة أبو الحجج التسعة من صلبك تاسعهم قائمهم). وروى الزمخشري وهو من أكابر علماء العامة أن النبي  صلى الله عليه واله وسلم  قال (فاطمة مهجة قلبي والأئمة من ولدها أمناء ربي وحبل ممدود بينه وبين خلقه من اعتصم به نجى ومن تخلف عنه هوى)، ويرشدك إلى ذلك ما رواه ثقاة العامة كمسلم في صحيحه وأحمد في مسنده والحاكم في مستدركه([164]) والسيوطي في جامعه([165]) وأبن المغازلي في مناقبه([166]) وابن عساكر في كتابه والحمويني في فرائده([167]) وصاحب جمع الفرائد  والطبراني([168]) والثعلبي وغيرهم من مشاهير الرواة أن رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  قال(مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك)، وقد روى الثقاة من أهل السنة كابن حنبل في مسنده([169]) والثعلبي في تفسيره([170]) وأبي داود في سننه والترمذي في صحيحه([171]) والبزار في مسنده([172]) وعبد الله في زيادات المسند وموفق ابن أحمد الخوارزمي في الفضائل([173]) وأبن ماجة وابن المغازلي([174]) ومحمد ابن يوسف الكنجي في كفاية الطالب([175]) والطبراني([176]) وأبو نعيم في الحلية (14) واسحق ابن راهويه أنه قال النبي  صلى الله عليه واله وسلم  (إني تركت فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي) وفي الصواعق المحرقة لأبن حجر([177]) وهو من أكابر علماء الشافعية ومحدثيهم أن هذا الحديث رواه نيف وعشرون صحابياً. وروى أبو نعيم في الحلية([178]) ومحمد بن يوسف الشافعي الكنجي([179]) في كفاية الطالب وأبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة([180]) وغيرهم من مشاهير علماء أهل السنة ومحدثيهم أنه قال رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  ( من سره أن يحي حياتي ويموت مماتي فليوال علياً من بعدي وليقتدي بالأئمة من بعدي فأنهم عترتي خلقوا من فاضل طينتي فويل للمكذبين من أمتي لا أنالهم الله شفاعتي([181]) ويرشدك إلى ذلك ما رواه مشاهير علماء أهل السنة ومحدثيهم كالبخاري في صحيحه([182]) وكالحميدي في الجمع بين الصحيحين([183]) من أن رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  قال(يكون بعدي إثنا عشر أميراً كلهم من قريش)، وروى مسلم في صحيحه([184]) والحميدي في الجمع بين الصحيحين وأبو داود في سننه([185]) وغيرهم من رواة أهل السنة أن رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  قال (لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ويكون عليكم إثنى عشر خليفة كلهم من قريش) وروى الحمويني في فرائد السمطين ( أن رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم  قال : إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر أولهم علي وآخرهم ولدي المهدي)([186])، وأنت إذا نظرت بعين الإنصاف إلى هذه الأحاديث الدالة على كون الخلفاء أثنى عشر خصوصاً الأخير منها ورأيت أنها لا يمكن حملها على الخلفاء من أصحابه بعده لقلتهم عن الأثنى عشر ولا يمكن حملها على خلفاء بني أمية أو بني العباس لكونهم أكثر من العدد المذكور فعند ذلك يحصل لك الجزم بأن المراد منها هو أئمتنا الأثنى عشر لا غيرهم لعدم صحة حملها على إرادة غيرهم.           

 الدليل الثاني على إمامتهم

هو ما تواتر من نص الإمام السابق منهم على اللاحق فراجع كتب الأخبار تجدها مملوءة إلى حواشيها من ذلك وقد تقدم أن نص المعصوم سواء كان نبياً أو وصياً على إمامة شخص يكون حجة.

 

 الدليل الثالث على إمامتهم

هو ظهور المعجزات الباهرة والآيات البينة على يد كل واحد منهم مع دعواه الإمامة وقد ذكر معجزاتهم المخالف والموافق وإن شئت معرفتها على سبيل التفصيل فراجع كتاب مدينة المعاجز([187]) وكتاب الخرائج والجرائح للراوندي([188]) وغيرها وأما دعواهم الإمامة فقد نقل ذلك عنهم على سبيل التواتر فراجع كتب الأخبار تجدها شاهدة على ذلك.

 المسألة الثامنة في غيبة إمام العصر

أن إمام هذا العصر هو محمد بن الحسن وإن كان غائباً عن أبصارنا ولم تره أعيننا ويدلك على إمامته ما تقدم في المسألة السابقة ويرشدك إلى بقائه وعدم موته إضافة إلى ما تقدم ما عرفته سابقاً من أنه لابد وأن يكون في كل عصر إمام كما يشهد بذلك قوله تعالى [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ]([189]) وقوله تعالى [وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ]([190]). وقد روى البخاري وغيره من مشاهير علماء أهل السنة أن رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم   قال (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) وفي نهج البلاغة (اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجته إما ظاهر مشهور وإما خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته)([191]) فإذا عرفت هذا وتبين لك مما تقدم أن الأئمة بعد رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم   أثنى عشر وأن محمد بن الحسن هو الثاني عشر ظهر لك وتجلى لديك أنه حي باقي في هذه العصور وإلاّ لزم إما زيادة الأئمة على العدد المذكور لو كان قد مات ولم يكن غيره إماماً([192]).و أما خلو هذه الأزمنة عن الإمام :

 فائدة مهمة

هي أنه كانت ولادته عجل الله فرجه في سنة مائتين وخمسة وخمسين هجرية ليلة الجمعة المصادفة لليلة نصف من شعبان([193]) وكان عمره عند وفاة أبيه  عليه السلام  خمس سنين وآتاه الله الحكمة كما أتى الحكمة ليحيا صبيا وجعله الله إماماً في السنة الخامسة من عمره بعد وفاة أبيه  عليه السلام  كما جعل عيسى بن مريم وهو في المهد نبياً وله عجل الله فرجه غيبتان (الأولى) وتسمى بالغيبة الصغرى وابتدائها من وقت مولده وانتهائها في سنة ثلثمائة وتسع وعشرين فتكون مدتها أربع وسبعين سنة وكان السفراء الذين يوصلون مطالب شيعته إليه ويرجعون جوابه عنها في هذه المدة أربعة (أولهم عثمان بن سعيد العمري ثم بعده ابنه محمد بن عثمان ثم بعده الحسين بن روح ثم بعده علي بن محمد السمري) (الثانية) وتسمى بالغيبة الكبرى وهي الغيبة التي كانت بعد وفاة علي بن محمد السمري حيث انقطع فيها السفراء ولم يكن بينه وبين شيعته شخص يوصل مطالبهم له ويأخذ جوابها منه وابتدائها من سنة ثلاث مائة وتسع وعشرين أعني سنة وفاة علي بن محمد السمري وفي آخرها يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً . 

اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه وارزقنا طاعته ورضاه بحق محمد وآله الطيبين الأبرار.

 

 المطلب السابع في المعاد

وهو عودة الأجسام إلى حياتها بعد موتها وتفرق أجزائها والدليل عليه أمور:

(الأول) أنه بعدما ثبت أن لهذا العالم صانع قادر مدبر حكيم مختار فقبيح منه أن لا يجعل داراً أخرى يعيد فيها خلقه ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى فيعاقب فيها الظالم على ظلمه ويجازي المحسن على إحسانه ويأخذ لكل ذي حق حقه ويثيب فيها من أطاعه ويعاقب من عصاه وإلاّ لأستوى حال الظالم والمظلوم والمطيع والعاصي تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا وإذا ثبت لك قبح عدم الإعادة وتبين لك مما تقدم عدم صدور القبيح منه تعالى ظهر لك الإعادة أمر متحقق لا محالة .

(الثاني) أنه قد بينا أنه تعالى لا يصدر منه الكذب في كلامه وأخباره وقد أخبر بالمعاد فقال في كتابه المجيد [مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ* قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ]([194]) وقال تعالى [أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ* بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ]([195]) وقال تعالى [أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ* وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ]([196]) وقال تعالى [فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ]([197]) وقال تعالى [قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ* لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ]([198]) إلى غير ذلك من الآيات القرآنية الدالة على ذلك فلا بد أن يكون المعاد متحققاً لأنه أمر ممكن صدوره من الله وقد أخبر الله تعالى بتحققه فيكون متحققاً لا محالة .

(الثالث) أن الله أوعد المطيع بالثواب وتوعد العاصي بالعقاب بعد الموت ولا يتصور الثواب والعقاب بعد الموت إلاّ بالإعادة فيجب على الله الإعادة إيفاءاً بوعده وتنجيزاً لوعيده وقد قال تعالى [إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد ]([199]) وأن الله منجز لكم ما وعدكم ، وينبغي التنبيه على أمرين:

(الأول) للنبي وللأئمة الاثني عشر أن يشفعوا للمذنب فيسقط عنه العذاب، وقد روي بطرق صحيحة معتبرة أن النبي  صلى الله عليه واله وسلم  قال لعلي  عليه السلام  (إذا كان يوم القيامة شفعني ربي وشفعك يا علي ثم قال لي ولك يا علي ألقيا في في جهنم كل من أبغضكما وأدخلا الجنة كل من أحبكما)([200]) وقد نقل عنه  صلى الله عليه واله وسلم  أنه قال (إني أشفع يوم القيامة فتقبل شفاعتي ويشفع علي فتقبل شفاعته ويشفع أهل بيتي فتقبل شفاعتهم) والأخبار في ذلك كثيرة قد بلغت حد التواتر .

 

(الثاني) أنه يجب التصديق بأحوال القيامة من الميزان والصراط والحساب وأن الجنة دار السعادة وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وأن النار دار الانتقام وبئس القرار وغير ذلك مما هو ممكن وأخبر به الله تعالى أو ثبت أن النبي  صلى الله عليه واله وسلم  أو أحد الأئمة أخبر به وذلك لما بيناه أن هؤلاء معصومون لا يجوز الكذب والخطأ عليهم.

 خاتمة

وفيها مسائل ثلاثة :

المسألة الأولى في التوبة

 إن التوبة أعني الندم على ارتكاب الذنب السابق والعزم على ترك المعاودة إليه واجبة بحكم العقل والنقل إما العقل فلأنها دافعة للضرر الذي هو العقاب الأخروي ودف الضرر واجب بحكم العقل ألا ترى أن من علم أن في هذا الطريق أسداً يلزمه عقله أن يسلك طريقاً آخر، وأما النقل فقد قال الله تعالى [وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ]([201]) وقال تعالى [وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ]([202]) ثم التوبة تارة تكون عن ذنب يتعلق به تعالى لا غير وهذا الذنب إن أمكن تداركه والتخلص منه فلا بد من التوبة عنه من تداركه كترك الصلاة والحج والزكاة فانها ذنوب يمكن تداركها بإتيانها وإن لم يمكن تداركه كشرب الخمر وفعل الزنا فهذا يكفي في التوبة عنه الندم عليه والعزم على عدم العود إليه، وتارة تكون التوبة عن ذنب يتعلق به حق إنسان فان كان أخذ مال وجب رده لمالكه أو وارثه وإن لم يتمكن من ذلك وجب العزم على إرجاعه لصاحبه لو تمكن من إرجاعه له وإن كان الذنب قصاصاً وجب أن يسلم نفسه للمجني عليه أو لوارثه ليقتص منه أو يسلم الدية له، وإن كان الذنب إضلال الغير في الدين أو الفتوى وجب إرشاده وإعلامه بالخطأ.                                                             

 المسألة الثانية  في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

يجب الأمر بالمعروف وهو حمل الغير على الاطاعة والنهي عن المنكر وهو منع الغير عن المعصية قولاً وفعلاً لقوله تعالى [وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ]([203]) وروي عنه  صلى الله عليه واله وسلم  (لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله شراركم على خياركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم). وإنما يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشرائط ثلاثة:

 (الأول) علم الآمر بأن الفعل الذي يريد أن يأمر به معروفاً وطاعة ومعرفة الناهي أن الفعل الذي يريد أن ينهى عنه منكراً ومعصية.

 (الثاني) تجويز الآمر تأثير أمره وتجويز الناهي تأثير نهيه فلو علم شخص عدم تأثير أمره أو نهيه لا يجب عليه ذلك.

 (الثالث) إنتفاء المفسدة من أمره ونهيه وإلاّ إذا غلب على ظنه أنه يحصل ضرر من أمره أو نهيه عليه أو على أحد المؤمنين لم يجب عليه ذلك.

 المسألة الثالثة في التقليد

أنه يجب على المكلف الجاهل بالأحكام الشرعية تقليد المجتهد والرجوع إليه في الأحكام الفرعية وحكم العقل والنقل. وأما العقل فلأن الجاهل بالأحكام التي يجب عليه امتثالها ويعاقب على مخالفتها لا يستطيع العمل بالاحتياط في امتثالها لتعسره عليه واختلال نظام حياته فيه فينحصر امتثالها بالرجوع إلى المجتهد ومعرفتها منه ليعمل على طبقها. وأما النقل فأخباره كثيرة بعضها دالة على وجوب اتباع قول العلماء وبعضها دالة على أن للعوام تقليد العلماء. ويشترط في المجتهد الذي يرجع إليه أمور العدالة والبلوغ والعقل والأيمان والأعلمية من غيره وأن يكون حياً مجتهدا في جميع المسائل الفقهية وأن يكون رجلاً لا أنثى ولا خنثى وأن لا يكون متولداً من الزنا ومقبلاً على الدنيا بعضهم اشترط علاوة على ذلك الحرية.

(1) من أصحاب الشيخ المؤلف لم اعثر على ترجمة له في كتاب الرجال.

(1) سورة  ياسين \ آية(81) .

(1)سورة الغاشية / آية 20

(2) سورة الغاشية / آية 18

(3) آيات تدل على سير الشمس سورة الزمر آية 5، سورة فاطر آية 13

(4) في معنى هذه الآية. فإذا النجوم طمست سورة المرسلات آية 8. وفي معناها أيضاً إذا النجوم انكدرت آية 2 سورة التكوير.

(1) سورة التكوير آية 6.

(2) سورة النساء/آية 164.

(1) تحف العقول عن آل الرسول للشيخ الجليل أبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني ص49 طبعة المكتبة الحيدرية 1963م.

(1) [وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ] آية 4 سورة محمد.

(1) [وَصُدُّوا عَنْ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ] سورة الرعد آية (33).

(1) وبهذا التفسير للطف تعرف أن العقل والقدرة على الفعل ليسا بلطف لأنهما لا يكون العبد مكلفاً بدونهما وكذا تعرف منه أن اضطرار الشخص وإلجاءه لفعل الواجب وترك المحرم لا يسمى لطفاً لانه مع الاضطرار والإلجاء لا تكون هناك إطاعة حيث أن الإطاعة إنما تكون مع القدرة على العمل وعدمه والتمكن من الفعل وتركه.  

(1) سورة القمر آيه (45).

(2) سورة الروم آية (1).

(3) اخبار القرآن الكريم بظهور الإسلام [ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ].

(1) مناقب آل أبي طالب لأبي شهرآشوب ج1 ص107 قتاده وجابر بن عبد الله في قوله وأن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله انزل في النجالي لما مات نعاه جبرئيل إلى النبي فجمع الناس في البقيع ... الخ فجاءت الأخبار من كل جانب أنه مات ذلك اليوم. 

(2) خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للحافظ النسائي ص41 طبعة التقدم العلمية المصرية وكذلك في إثبات الهداية ص4 حديث 296 ج2.

(3) ذكره في ينابيع المودة ص319 مطبعة الشركة الايرانية سنة 1302 .

(4) صحيح البخاري في كتاب الأشربة في باب شربة البركة والماء المبارك المطبعة الخيرية بمصر سنة 130 .

(5) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج2 ص41 حديث 341 .

(6) صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الإسلام. صحيح النسائي ج1 ص107 المطبعة المهيمنة بمصر سنة 1314 .

(7) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج2 ص41 حديث 341 .

(1) لقب بذلك لوجود شيبة في شعر رأسه عند ولادته. 

(2) اسمه المغيرة يقال له القمر لجماله.

(3) اسمه زيد.

(4) بضم الميم وشد الراء.

(5) تصغير الأي وهو الثور ويكنى أبا كعب.

(6) بالكسر.

(7) بفتح النون وسكون الضاد المعجمة سمي بذلك لنضارة وجهه.

(8) تصغير خزمة.

(9) سمي مذركة لأنه أدرك كل ما كان في آبائه على قولٍ.

(10) بضم وفتح معدول عن ماضر وهو البن قبل أن يروب وأسمه عمرو.

(11) بكسر النون من النزر أي القليل سمي بذلك لأن أباه حين ولده ونظر إلى النور الذي بين عينيه وهو نور النبوة فرح فرحاً شديداً ونحر وأطعم وقال أن هذا كله نزر في حق هذا المولود فسمي نزاراً.

(12) آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة.

(13) مناقب آل ابي طالب لأبن شهرآشوب ج1 ص145 طبعة المطبعة العلمية بقم.

(14) مناقب آل أبي طالب لأبن شهرآشوب ص152 ج1.

(15 ) الأنوار البهية في تواريخ الحجج الألهية الشيخ عباس القمي ص20 ( مؤسسة منشورات ديني مشهد)

(16) مناقب آل أبي طالب ج1 ص159 قال الصادق تزوج رسول الله بخمسة عشر امرأة.

(17) الأنوار البهية في تواريخ الحجج الالهية الشيخ عباس القمي ص20 (مؤسسة منشورات ديني مشهد).

(18) الأنوا البهية في تواريخ الحجج الالهية الشيخ عباس القمي ص31 (مؤسسة منشورات ديني مشهد).

(1) وهذا المعنى هو المشهور عند المتكلمين وهو محل النزاع بين المسلمين وقد يراد بالامامة معنى آخر وهو الرياسة العامة في الدين والدنيا وعليه فيكون النبي إماً بهذا المعنى قال الله تعالى مخاطباً لإبراهيم Dإني جاعلك للناس إماما.  

(1)

(2) الاحتجاج ج2 ص124 طبعة منشورات دار النعمان تعليق محمد باقر الخرسان.

(1)

(2) الثاني في شرح أصول الكافي جزء (3 – 4) ص316 باب 123-64 حديث (1) (2) (5).

(1) سورة المائدة آية 55.

(2) الخصائص.

(3) ذكره عن تفسير الثعالبي تذكرة الخواص اخرج الحديث عند وصوله هذه الآية في تفسيره الكبير بالاستناد إلى أبي ذر الغفاري.

(4) مناقب علي بن أبي طالب ابن المغازلي الشافعي ص311 ج354،355 طبعة طهران.

(5) كتاب أحكام القرآن ابو بكر الرازي ج2 ص543 طبعة القاهرة بالمطبعة البهية.

(6) تفسير القرآن العظيم ج2 ص71. الدر المنثور ج3 ص104-106. جامع البيان في تفسير القرآن ج6 ص186. الجامع لأحكام القرآن ج6 ص221-222. فتح القدير ج2 ص347. أسباب النزول ص148.

(1) سورة التوبة آية 199.

(2) انظر تخريجه عن السيوطي وغيره.

(3) ذكره السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية عن بن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لأبن عساكر ج1 ص411 حديث 923 طبعة بيروت.

(4) ذكر السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية عن بن مردويه.

(5) اخرجه الطبراني في الكبير عن بن عباس كما في ص107 من الجامع الصغير للسيوطي وأخرجه الحاكم في مناقب علي ص226 من الجزء الثالث من صحيحه المستدرك.

(6) فكذا ورد الحديث ( أنا مدينة العلم وعلي بابها وهل تدخل المدينة إلاّ من الباب) البحار ج10 ص102 رواية 1 باب 8 نسخة طهران.

(7) البحار ج32 ص125 رواية 53 باب 7 نسخة طهران.

(8) الأمالي للصدوق ص228 الطبعة الحيدرية وذكر جميع هذه الأحاديث في البحار ص125 باب 7 نسخة طهران.

(1) علل الشرائع ج1 ص169. دعائم الإسلام ج1 ص15. تفسير الطبري ج19 ص122.

(2) عن بن مردويه يرفعه إلى بريده قال أمرنا رسول الله   صلى الله عليه واله وسلم   أن نسلم على علي أمير المؤمنين : كشف اليقين عن مناقب أمير المؤمنين للعلامة الحلي ص59 منشورات مكتبة دار الكتب لصاحبها الشيخ محمد رضى الكعبي كذا ذكر الحديث كشف اليقين في مناقب أمير المؤمنين تأليف جمال الدين الحسن يوسف المعروف بالعلامة الحلي ص5 الفصل الأول. الفضائل الثابتة له قبل وجوده وولادته وحجة ضمن، الرابعة. من نثريات مكتبة دار الكتب التجارية ومطبعتها في النجف لصاحبها محمد رضا الكتبي.

(3) ص310 مناقب المغازلي ( من منشورات المكتبة الإسلامية طهران شارع بوذر جهري).

(4) سورة النجم آية (1).

(5) انظر مناقب المغازلي.

(6) شيرويه في كتاب فردوس الأخبار الديلمي نقله عن صاحب فرائد السمطين ج1 ص31 مطبعة النعمان منشورات دار الأضواء في النجف الأشرف.

(7) أبو الحسن علي بن محمد المعروف بأبن المغازلي الواسطي الثاني في المناقب ذكره في كتاب ينابيع المودة ابن خواجة ص10 وذكر الحديث في تذكرة الخواص ص47.

(8) أخرجه الترمذي ج2 ص460.

(9) في خصائص علي ص74 صواعق المحرقة الحديث الخامس والعشرون.

(10) أخرجه ابن أبي شيبة وابن الطبري جرير فيما نقل عنهما المتقى الهندي في أول ص400 من الجزء 6 من     العمال.

(1) مسند الامام أحمد بن حنبل الجزء الرابع ص43.

(2) (وهو ولي كل مؤمن بعدي) ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص55 و ص182 ط اسلامبول. خصائص النسائي ص64 المطبعة الحيدرية.

(3) مستدرك الصحيحين ج3 ص109 مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد سنة 1324.

(4) ج4 ص372.

(5) خصائص أمير المؤمنين علي الحافظ عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي طبع بمطبعة التقدم العلمية بمصر ص40 وطبعة الحيدرية ص94،95،96.

(6) أبو داود انظر سننه.

(7) ج2 ص298.

(8) كنز العمال ج6 ص153. الهيثمي في مجمعه ج9 ص105.

(9) مسند بن حنبل بسند صحيح ج2 ص352 ح1317 طبعة دار المعارف.

(10) في تفسيره سورة الشعراء نقلاً عن المراجعات ص146 طبعة الجديدة بتحقيق حسين علي راضي مطبعة حسام.

(11) تاريخ الأمم والملوك ابن جرير الطبري ج2 ص62 مطبعة الاستقامة القاهرة سنة 1357هـ.

(12) اخرج هذا الحديث عن السيد مير حسين الهندي في مجلد الغدير من كتابه الكبير ((عبقات الأنوار)) طبعة الهند.

(13) وذكره أيضاً السيرة الحلبية للحلبي الشافعي ج1 ص311 طبعة البهية بمصر، وخصائص النسائي ص86 طبعة الحيدرية ص30 طبعة بيروت.

(14) مسند الإمام  ابن حنبل ج1 ص118، ج4 ص281 ،370،372 ، ج5 ص 347 الطبعة الأولى.

(15) بسند عن ابن امرأة زيد بن أرقم عن زيد ابن أرقم نقله عن صاحب ينابيع المودة.

(16) صحيح الترمذي ج2 ص298 مطبعة بولاق سنة 1292.

(1) العقد الفريد ج3 ص24 ط مصر في مناظرة المأمون مع الفقهاء.

(2) ص22 ط التقدم المصرية الخصائص.

(3) في تفسيره بسند عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري نقله عن صاحب ينابيع المودة ص30 مطبعة الشركة الايرانية سنة 1302.

(4) ذكره في كنوز الحقائق ص147 النسخة المطبوعة في اسلامبول سنة 128. وقال للديلمي.

(5) الجامع الصغير حديث 5598 ص141 ط مطبعة مصطفى محمد بمصر للأميني ذكر الحافظ جلال الدين السيوطي كتاب الغدير ج1 ص300 ، الدر المنثور للسيوطي ج2 ص259 خرجه الغدير دار الكتب العربية لبنان.

(6) المحب الطبري ج2 ص169 في الرياض النظرة مطبعة الاتحاد المصري الطبعة الأولى، ذخائر العقبى ص67.

(7) ج1 ص43 وأيضاً نقلة عند صاحب ينابيع المودة ص31.

(8) في كنز العمال ج6 ص403 قال أخرجه الطبراني في الأوسط. ورواه الطبراني في الكبير عن أبي صقيل عن زيد ابن أرقم في المناقب ص125 ط تبريز.

(9) عن الأعمش نقله عن صاحب ينابيع المودة  ص32 مطبعة الشركة الإيرانية سنة 1302، المناقب للخوارزمي الحنفي ص94 الطبعة الحيدرية.

(10) صحيح البخاري كتاب فضائل أصحاب النبي ب9 نقلاً عن كتاب مفتاح كنوز السنة الطبعة الأولى.

(11) ج5 ص121 ، ج3 ص56 طبعة الميمنية بمصر.

(12) ج1 ص170،173،175،177،179،182،184،331 وفي ج3 ص32،338 وفي ج6 ص369 طبع مصر سنة 1313هـ.

(13) ج2 ص323،324 طبع مصر.

(14) مسند ابو داود ص29 في الحديث 209 مطبعة حيدر آباد سنة 1321.

(15) ج2 ص460 طبع الهندية 1310 كتاب المناقب ب20.

(1) المناقب للخوارزمي الحنفي ص59 ط الحيدرية. والمناقب ص82 ط تبريز.

(2) اخرجه ابن ماجة القزويني في سننه ج1 ص28 طبع مصر سنة 1313 في المقدمة ب11.

(3) النسائي في خصائصه في موارد عديدة    الجزء ص7،8،23،32.

(4) ذكره الهيثمي في مجمعه ج9 ص110 عن الطبراني في الأوسط النسخة المطبوعة سنة 153 المذكورة صاحب معتد القدسي حسام الدين القدسي.

(5) فرائد السمطين للحمويني الشافعي ج1 ص110،111 مطبعة النعمان – النجف الأشرف منشورات دار الأضواء.

(6) اخرجه الحاكم في مستدركه على الصحيحين ج3 ص109،132 طبع حيدر آباد سنة 1341.

(7) سيرة ابن هشام ج4 ص173. حلية الأولياء ج7 ص196 . البداية والنهاية ج7 ص339. تاريخ بغداد ج8 ص53. سنن البهيقي ج9 ص40. تيسير الوصول ج3ص271.

(8) ويرشدك إلى ذلك قوله تعالى [وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي] فان هذه الآية الشريفة ظاهرة في أن موسى جعل أخيه هارون خليفة له على قومه عند عدم وجوده فيهم ما دام هارون موجوداً.

(9) وبهذا يظهر لك فساد ما قيل من أن هارون توفي قبل موسى فيكون خليفة له في زمان حياته وليس خليفة له بعد مماته فكذا الحال بالنسبة إلى علي D لأنا نقول أن خلافة هارون لموسى D وقت ولا بحال دون حال بل كانت ثابتة له على سبيل العموم ما دام موجوداً ويدلك على ذلك ما تقدم من قوله تعالى حكاية عن موسى وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) فأنه لو كانت خلافة هارون مقيدة بزمان حياة موسى لقال الله تعالى وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في حياتي وإذا تبين لك أن خلافته لم تكن بحياة موسى محددة ظهر لك أن خلافة علي D كذلك لم تكن بحياة محمد   صلى الله عليه واله وسلم   مقيدة. وإن شئت أن تزداد بصيرة في ذلك فقس ما نحن فيه بما لو جعل الحاكم الشرعي الولاية غير المقيدة بوقت خاص لزيد على وقف معين ثم توفي زيد في حياة ذلك الحاكم الشرعي فلو جعل حاكم شرعي آخر لخالد مثل ولاية زيد على ذلك الوقف أهل ترى يصح أن يقال أن ولاية خالد تكون مقيدة بحياة ذلك الحاكم الشرعي وهل ترى ينعزل خالد بعد وفاته؟

(1) مسند أحمد ج1 ص23.

(2) المغازلي أخرج ستة أحاديث نقله عنه صاحب ينابيع المودة ص57 مطبعة الشركة الايرانية 1302.

(3) أنظره مطبوع أو مخطوط.

(4) انظر سنن أبو داود.

(5) الترمذي في صحيحه ج2 ص461 طبع الهند سنة 1310هـ. وغيرهم مثل حلية الأولياء ج7 ص256 والفصول المهمة ص21، والعقد الفريد ج3 ص97، وأسد الغابة ج4 ص220 ومستدرك الحاكم ج3 ص217 وتلخيص المستدرك ج3 ص14.

(6) سورة آل عمران آية 61.

(7) صحيح مسلم شرح النووي ج5 ص175.

(8) نقلاً عن عمدة بن البطريق ص59 طبعة تبريز.

(9) عن جعفر الصادق نقله عنه صاحب ينابيع المودة ص52 ونقل أيضاً عن ابن المغازي صاحب العمدة ص96 ط تبريز وقد ذكر اختص بها آل البيت أحكام القرآن للجصاص ج3 ص14 ومستدرك الحاكم ج3 ص150، تفسير الكشاف ج1 ص193، الفصول المهمة ص110، والصواعق المحرقة ص72، غرائب القرآن ج1 ص329، تفسير البيضاوي ج2 ص22، أسد الغابة ج4 ص 25.

(1) عن ابن المغازلي ورواه بعشرين طريق نقله عن صاحب ينابيع المودة ص56 مطبعة الشركة الايرانية سنة 1302.

(2) في مسند أحمد ابن حنبل بسنده عن سفينة مولى النبي نقله عنه صاحب ينابيع المودة ص56.

(3) نقله عن الترمذي صاحب تذكرة الخواص سبط ابن الجوزي ص39 عن أنس ابن مالك نقله عنه صاحب ينابيع المودة ص56 طبعة الشركة الايرانية سنة 1302هـ.

(4) بسنده عن أنس نقله عن صاحب ينابيع المودة ص56 طبعة الشركة الايرانية سنة 1302هـ.

(5) ينابيع المودة ص19 مطبعة العدل في النجف، ص56 مطبعة الشركة الايرانية سنة 1302هـ.

(6) خصائص أمير المؤمنين علي الامام الحافظ النسائي ص5 خبر زكريا بن يحيى طبع بمطبعة التقدم العلمية بمصر.

(7) الحافظ أبو نعيم في أخبار أصفهان ج1 ص232 ط لندن.

(8) الخصال ج2 ص119.

(9) نقله عن السيوطي في الدر المنثور ج6 ص379 ط مصر بطريقين عن أمير المؤمنين علي D  وعن عائشة.

(10) الخطيب الخوارزمي في كتاب المناقب ص66 ط تبريز.

(11) وذكره الألوسي في روح المعاني ج30 ص207 ط المنيرية بمصر وذكره الشوكاني في فتح القدير ج5 ص464 ط مصطفى الحلبي بمصر . . . الخ.

(12) أحمد ابن يحيى ابن جابر.

(13) احقاق الحق ج4 ص49 نقله عن أحمد ابن حنبل طبعة المطبعة الاسلامية طهران تحقيق شهاب الدين المرعشي.

(1) جاء في ينابيع المودة ص246 وجاء في كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص119 بتغيير يسير في اللفظ. وفي كتاب كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق المطبوع بهامش جامع الصغير للسيوطي الشافعي بهامش ج2 ص20،21. وفي كنوز العمال لعلي المتقي الهندي الحنفي ج6 ص 159 . وقد جمع أحد علماء الإمامية وهو أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي نزيل الري جزء جمع فيه ما يقرب من خمس وتسعين طريق للحديث وقد ذكر فيه جميع ألفاظه وسماه (نوادر الأثر في علي خير البشر).

(2) رواية ابن الأثير في أسد الغابة ص22 ج4، مستدرك الصحيحين ج3 ص126.

(3) منتخب كنز العمال ج5 ص30، تاريخ ابن عساكر ج3 ص119 ، تاريخ بغداد ج14 ص 321، الخلفاء لأبن قتيبة ج1 ص43.

(4) الرياض النظرة ج2 ص 198. صحيح البخاري في كتاب تفسير قوله تعالى [مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا].

(5) ذكر في الفصول المهمة ص53 طبعة الغري عدد من قتل من أبطال قريش أحد وعشرون قتيلاً وأيضاً في نور الأبطال للشبلنجي ص74 ط مصر.

(1) تاريخ الأمم والملوك ج2 ص197 ط الاستقامة بمصر، سيرة بن هشام ج2 ص100 ط الحلبي بمصر، الروض الانف ج2 ص143، شرح نهج البلاغة ج2 ص561 ط القاهرة، وذكره صاحب تذكرة الخواص ص16. وذخائر العقبى ص74، والرياض النظرة ج2 ص251، والفصول المهمة ج1 ص38 ط الغري، وكفاية الطالب ص144، ومنقب الخوارزمي ص104 طبعة تبريز، وينابيع المودة ص251 ط اسلامبول، وكنز العمال ج3 ص154.

(1) مناقب الخوارزمي ص102 ط تبريز، ابن أبي الحديد في شرح النهج ج4 ص344 ط القاهرة.

(2) الاصابة لأبن حجر العسقلاني ج2 ص502 ط القاهرة مطبعة مصطفى محمد بمصر،  ج1 ص7 ط القاهرة، اخطب الخوارزم في المناقب ص104 ط تبريز، ينابيع المودة ص38 ط اسلامبول.

(3) انظر وقعة الجمل للمفيد.

(4) انظر وقعة الجمل للمفيد.

(1) سورة الإنسان آية (1) أسد الغابة لأبن الأثير الجزري ج5 ص53 المطبعة الوهمية سنة 1258. الميمنية سنة 1312.

(2) سورة الإنسان آية (8).

(3) سورة البقرة آية 274 الصواعق المحرقة ص78 المطبعة الميمنية سنة 1312، ابن أبي الحديد شرح النهج ج1 ص9 طبعة القاهرة.

(4) ينابيع المودة ص156 مطبعة الشركة الايرانية سنة 1302، وص150 طبعة اسلامبول.

(5) قد تم تخريجه في موقع من ساعته راجع ص31 ج4 ص330 طبعة المواقف اسلامبول.

(1) شرح التجريد للقوشمي المطبوع بهامش در بحر المناقب ص121 مخطوط لأبن حسنويه نقلاً عن إحقاق الحق ج8 ص732 طبعة الغري، كفاية الطالب ص240.

(2) ذكره في تذكرة الخواص ص49 الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل سورة الكوثر الثعلبي في قصص الأنبياء ص340، كنز العمال ج6 ص277.

(3) ذكرها شرح النهج ج1ص7 طبعة القاهرة، المناقب المرتضوية محمد صالح الكثفي الحنفي.

(4) انظر سورة النساء آية (59).

(1) نقله صاحب كتاب الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية عباس القمي ص308.

(2) روضة الأحباب.

(3) فرائد السمطين ج2 باب 31 ونقله عنه صاحب ينابيع المودة ص441 ابن خواجة مطبعة الشركة الايرانية الكائنة بدار الخلافة في 25/ شهر ذي القعدة /1302.

(4) ينابيع المودة ص442.

(5) انظر إلى المناقب نقله عنه ص442.

(1) وقد ورد في لفظه كثير من الأحاديث عن الحاكم في المستدرك ج3 ص617، والبيهقي في دلائل النبوة ج6 ص519.

(2) مقتل الحسين للخوارزم ج1 ص96.

(3) انظر كشكول البحراني.

(4) ذكره كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين /العلامة الحلي ص118 عن أحمد ابن حنبل.

(5) انظر البخاري.

(6) وعن منتخب الأثير ص82، وفرائد السمطين.

(7) نقله عنه صاحب ينابيع المودة ص445 وذكره في مقتله ج1 ص146.

(8) نقله عنه صاحب ينابيع المودة ص445.

(1) مستدرك الصحيحين ج2 ص343، ج3 ص151(افست عن طبعة حيدر آباد).

(2) في ذيل تفسيره [وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ. . . ].

(3) عن أبي ذر نقله عن صاحب ينابيع المودة ص28 مطبعة الشركة الايرانية سنة 1302، مناقب المغازلي ص132 طبعة (1) طهران.

(4) نقله عنه صاحب ينابيع المودة ص28 مطبعة الشركة الايرانية سنة 1302.

(5) ذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ج9 ص168 وقال رواه البتراز والطبراني في ثلاثة ابن الكبير والصغير والوسط. المعجم الصغير للطبراني ج2 ص22 طبعة دار النصر بمصر.

(6) ج4 ص366.

(7) تفسير الثعالبي سورة آل عمران في قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعاً.

(8) ج2 ص308 ، ص362-363. صحيح الترمذي ج5 ص328 حديث 3874 طبعة دار الفكر في بيروت.

(9) نقله عنه صاحب ينابيع المودة ص39 مطبعة الشركة الإيرانية سنة 1302.

(10) المناقب للخوارزمي ص223 طبعة الحيدرية.

(11) مناقب المغازلي ص234 حديث 281 طبعة 1 بطهران وباسناده إلى ابن أبي الدنيا في كتاب فضائل القرآن نقله عنه صاحب تفسير البرهان للسيد قاسم البحراني طبع طهران سنة 1315.

(12) كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص53 الطبعة الحيدرية وص12 طبعة الغري.

(13) المعجم الكبير للطبراني ص137. المعجم الصغير ج1 ص131 طبعة دار النصر بمصر.

 (14) عن أبي طفيل نقله عن صاحب ينابيع المودة ص38 مطبعة الشركة الايرانية سنة 1302، حلية الأولياء ج1 ص355 طبعة السعادة.

 

(1) الصواعق ص136.

(2) اخرجه الحافظ ابن نعيم في حليته ونقله عن علامة المعتزلة في شرح نهج البلاغة في ص450 في المجلد الثاني طبع مصر. حلية الأولياء ج4 ص349-350 طبعة بيروت على طبعة السعادة.

(3) كفاية الطالب للكنجي ص214 طبعة الحيدرية ، وص94 طبعة الغري.

(4) شرح نهج البلاغة طبع مصر ج2 ص450 طبعة دار الاحياء التراث العربي، وج3 ص225 طبعة دار مكتبة الحياة في بيروت.

(5) إن قلت أن هذه الأخبار لا تثبت المراد أعني إمامة الحسن والحسين وأولاده التسعة لعدم كونهم من عترة النبي ومن أهل بيته قلنا كفى شاهداً على كونهم عترة النبي ومن أهل بيته ما ورد أن المهدي المنتظر من ولد فاطمة ومن أهل بيت النبي وعترته فانه قد روى محمد الكنجي الشافعي في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان وأبن ماجة في سننه وأبو داود في سننه أن رسول الله   صلى الله عليه واله وسلم   قال المهدي من ولد فاطمة، وروى مسلم وأبو داود وابن ماجة والنسائي والكنجي والبيهقي أن رسول الله قال المهدي من عترتي وروى الحاكم في صحيحه أن النبي قال يبعث الله رجلاً من عترتي أهل بيتي وروى ابن ماجة في سننه وأبو نعيم الحافظ في مناقب المهدي والطبراني في المعجم الكبير والكنجي في كتابه البيان أن رسول الله   صلى الله عليه واله وسلم   قال المهدي منا أهل البيت وكيف يعتريك الشك في ذلك والحال أن عترة الرجل ذريته وأولاد فاطمة من ذرية النبي لأنهم أولاد بنته وفي القرآن المجيد حجة واضحة تشهد بصحة هذه الدعوى حيث عد الله في سورة الأنعام عيسى من ذرية نوح وهو لا اتصال له به إلاّ من جهة أمه مريم.

(6) صحيح البخاري في كتاب الأحكام ج5 باب 51 ص101.

(7) نقل عنه صاحب ينابيع المودة ص445.

(1) صحيح مسلم في كتاب الأمارة في باب الناس تبع قريش ج3 ص1452-1454 بتبع الطرق.

(2) سنن أبو داود ج4 ص106 كتاب حديث المهدي نقلاً عن كتاب مفتاح كنوز السنة الطبعة الأولى.

(3) لفظ الحديث (إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي إثنا عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي قيل يا رسول الله ومن أخوك قال علي ابن أبي طالب قيل ومن ولدك قال المهدي الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) في فرائد السمطين ج2 الحديث الأول ص192.

(1)  المعاجز للسيد هاشم البحراني مطبوع.

(2) الخرائج والجرائح للراوندي مطبوع.

(3) سورة الاسراء آية (71).

(4) [إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ] سورة الرعد آية(7).

(5) نهج البلاغة ج18 باب 134 ص347.

(1) إن قلت ما السبب في إستتاره قلنا يمكن أن يكون سبب إستتاره مصلحة لا تدركه عقولنا وإنما غاية ما تدركه أن في إستتاره مصلحة حسنة لما تقدم من عدم صدور القبيح من الله على أنه يمكن أن يكون السبب هو خوفه من الأعداء إن قلت فهلا إستتر آبائه أيضاً لكثرة أعدائهم ومخافتهم من أمراء عصورهم قلنا عجل الله فرجه خوفه أزيد وأعظم لما تواتر عن رسول الله   صلى الله عليه واله وسلم   في حقه أنه يملك لأرض شرقاً وغرباً ويملئها قسطاً وعدلاً ولا يقال ما فائدة وجوده مع غيبته لأنا نقول أولاً يمكن أن تكون المصلحة في ذلك كالمصلحة في وجود عيسى D أمر لا ندركه بعقولنا القاصرة وثانياً أنه قد روي بطرق متعددة أن جابر سأل النبي   صلى الله عليه واله وسلم  فقال يا رسول الله هل تنتفع الشيعة بغيبة المهدي فقال   صلى الله عليه واله وسلم  أي والذي بعثني بالحق أنهم ينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب.

(2) كما عن الأنوار البهية في تواريخ الحجج الالهية الشيخ عباس القمي ص302 مؤسسة منشورات ديني مشهد مقدمة الشيخ كاظم الخراساني.

(1) سورة يس آية (79).

(2) سورة القيامة آية (3).

(3) سورة العاديات آية (9).

(4) سورة الاسراء آية (50).

(1) الواقعة آية (50).

(2) قال تعالى [قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ *  رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ] سورة آل عمران آية (9)وسورة البقرة آية (80).

(3) البحار ج7 ص338 رواية 26 باب 17 نص الرواية (عن علي D قال: قال رسول الله في قوله عز وجل [أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ] قال نزلت في وفي علي بن أبي طالب وذلك أنه إذا كان يوم القيامة شفعني ربي وشفعك يا علي وكساني وكساك يا علي ثم قال لي ولك يا علي ألقيا في جهنم كل من أبغضكما وأدخلا الجنة كل من أحبكما فان ذلك هو المؤمن.

(1) سورة النور آية (31).

(2) سورة الحجرات آية (11).

(1) سورة آل عمران آية (104).

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD