المختصر

من مرشد الأنام

لحج بيت الله الحرام

 

لمؤلفه

حجة الإسلام والمسلمين آية الله في العالمين

الشيخ علي نجل الحجة الرضا نجل فقيه الطائفة الهادي من آل

كاشف الغطاء

الطبعة الثانية وفيها زيادات مهمة

 

مطبعة الآداب                                                                              النجف الأشرف

1398 هـ                                                                                      1978م

 

مكتبة كاشف الغطاء                                                                         النجف الأشرف

1423هـ                                                                                       2002م

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد

اللهم لا عمل ينفع إلا ما يرتجى به رضاك ولا غاية تستهدف ما لم يقترن سببها بهداك . وهذا كتابي ( مرشد الأنام لحج بيت الله الحرام ) ألفته بأسلوب سهل المأخذ. لبيان فريضتي العمرة والحج . قدمته بيميني لوجهك الكريم ، طلباً لمرضاتك ، ورجاء فضلك وإحسانك ، فأسألك بولاة أمرك ، المأمونين على سرك محمد وآله ورهطه عليه السلام  ان تقبله مني بقبول حسن وان تجعله ، ذخيرة لي يوم المحن والاحن يوم تهول الأهوال وتحول الأحوال وينجو المحسنون ويبعد المسيئون . وتوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون .

 

 

وجوب الحج

الحج فرض واجب على كل من اجتمعت فيه الشرائط الآتية وجوباً عينياً . ولا يجب بأصل الشرع إلا مرة واحدة وهي المسماة بحجة الإسلام ، ويجب المبادرة اليه في العام الأول من الاستطاعة وإلا ففيما يليه وهكذا إلا مع العذر العقلي أو الشرعي فيجوز تأخيره حتى يرتفع العذر .

وينقسم باعتبار وجوبه الى قسمين . واجب بالاصالة وهو حجة الإسلام ، وواجب بالعرض كالواجب باستيجار أو نذر أو نحو ذلك . ويستجب الحج لمن حج سابقاً أو لم يكن جامعاً لشرائط الوجوب .

حجه الإسلام وشرائطها

تجب حجة الإسلام على المكلف في العمر مرة على كل أحد من ذكر وأنثى بشروط أربع ولا يجب على المكلف تحصيل هذه الشروط باجارة أو كسب أو نحو ذلك،  وان كل سهل عليه تحصيلها وانما يجب الحج بعد حصولها .

 

( الأول ) البلوغ : فلا يجب على الصبي وان كان مميزاً .

( الثاني ) : كمال العقل ، فلا يجب على المجنون .

( الثالث ) : الحرية ، فلا يجب على المملوك وان أذن له مولاه وبذل له الزاد والراحلة .

( الرابع )  الاستطاعة في المحل الذي هو فيه بالتمكن من الزاد والراحلة وتخلية السرب وصحة البدن هذا بالنسبة الى البعيد عن مكة المكرمة ، وأما من كان في مكة المكرمة أو قريبا منها بحيث لا يشق عليه بحسب حالة المشي الى المواقف فلا تتوقف استطاعته على الراحلة إلا إذا فرض عجزه عن المشيء وعدم تمكنه بحسب حاله من الوصول بدونها .

شرائط النائب في الحج

ينبغي في النائب ان يكون قادراً على الحج غير مكلف به فعلا قد كمل عقله وحسن عمله وسريرته قد تفقه احكام الحج ولو بواسطة مرشد يوثق بقوله فيعمل بما يدله عليه ويرشده لما كان جاهلا لديه .

وان ينوي بعمرته أو بحجته النيابه مع تشخيص المنوب عنه بما يشخصه ويعينه في نفس الأمر من اسمه أو رسمه أو غير ذلك ولو بقصد من له في ذمته العمرة والحجة ويستحب تسمية المنوب عنه في المواطن والمواقف فمثلاً عند إحرامه للعمره عنه يقول  : احرم بالعمرة المتمتع بها الى الحج حج الإسلام نيابة عن فلان لوجوبه عليه بالأصالة وعلي بالاستئجار قربةً الى الله تعالى ) وهكذا يقول في باقي المواطن كلها ، ولا بد في صحة النيابة عن الحج الواجب موت المنوب عنه أو عجزه عن مباشرته ، ولا يشترط ذلك في الحج المستحب بل يستحب النيابة عن الحي في الحج المستحب . وقد ورد فيه الفضل الكثير والجزاء الجزيل . وكلما صدر من النائب ما يوجب الكفارة فهي على النائب وليس عن المنوب عنه .

أقسام الحج والعمرة

والحج على أقسام ثلاثة لان العمرة ان كانت سابقة عليه فهو حج التمتع وقد شرع في حجة الوداع وهو فرض من بعد عن مكة المكرمة ( 48 ) ميلاً فاكثر ، وان كانت العمرة متأخرة عنه فأما ان يساق معه الهدي فهو حج القران . وان لم يسق معه الهدي فهو حج الأفراد وهما فرض لمن كان أقرب الى مكة من ذلك . والعمرة على قسمين عمرة تمتع وهي التي تكون مقدمة بحج التمتع وعمرة مفردة وتسمى بالمبتولة وتقع بعد حج الأفراد والقران أو بدون الحج ولا يصح الحج بأقسامه ولا عمرة التمتع إلا في أشهر ثلاثة : شوال وذي القعدة وذي الحجة والكلام يقع في كل واحد من هذه الأقسام .

حج من بعد عن مكة

ان من كان بعيداً عن مكة ثماناً واربعين ميلاً فزائدا أي ستة عشر فرسخاً فاكثر لان الفرسخ ثلاثة أميال ففرضه حج التمتع وسمي تمتع لأنه يتمتع أي يتلذذ بواسطة العمرة الواقعة قبله حيث يتحلل من احرام العمرة فيحل له ما كان حراماً عليه في احرامها  كما ان فرض حج القران وحج الأفراد لمن كان أقرب لمكة من ذلك ، وحج التمتع مجموع عبادتين وهما عمرة التمتع وحج التمتع .

عمرة التمتع ونيتها

أمّا عمرة التمتع وهي العبادة الأولى فالمراد بها الزيارة بيت الله تعالى مع أعمال مخصوصة والأولى عند الشروع في أفعالها ان ينوي ويقول ( أتي بالعمرة المتمتع بها مقدمة لحج التمتع حجة الإسلام قربه الى الله تعالى ) أو يقول ( اللهم أريد أن اتمتع بالعمرة الى الحج على كتابك وسنة نبيك ) ويكفي في ذلك القصد الإجمالي النفساني من النطق بشيء . وهي مركبه من أفعال خمسة نذكرها حسب ترتيبها بأصل الشرع .

 

الفعل الأول لعمرة التمتع

(الإحرام) وهو الالتزام بتروك خاصة الى أن يقصر من شعره , وهي تروك الأفعال التي تحرم على المحرم وسيجيء إن شاء الله الكلام فيها واحداً واحداً . ويكفي أن يلتزم في قرار نفسه بتركها بنحو الأجمال دون التفصيل بأن يوطن نفسه ويعقد قلبه على ترك كل فعل أراد الشارع تركه من المحرم ويستحب الغسل للإحرام ولو قبل الميقات , والذي ينبغي في الإحرام أمور :

( الأول )  أن يتجرد من قميصه ويلبس الثوبين الرداء والأزار بأي كيفية كانت ويكفيه أن يغطي المنكبين وما بينهما بالرداء ويستر العورة وما بين السرة والركبتين بالأزار . ويكونان ما يصح الصلاة فيهما ولا يعقد أزاره في عنقه , ولا يجب استدامة لبسهما وله أن يخلعهما بعد ذلك ويبقى عارياً ويجوز له إبدالهما بمثلهما وأن يغسلهما ولكن عند وجوب الستر كالصلاة أو وجوب الناظر يلبسهما أو يلبس أحدهما الذي يحصل به الستر , ويحوز له أن يلبس اكثر من ذلك فيرتدي بأكثر من ثلاثة ثياب .             أما المرأة  فلا يجب عليها ذلك فتلبس ما شاءت من الثياب عدا الحرير الخالص والقفازين والبرقع و النقاب وقد ورد المنع عن لبسها الثياب المصبوغة بالزعفران والورس والثوب المعروف بالفيرندا .

( الثاني ) النية واستدامة حكمها الى الفراغ منه , وهي القصد للإحرام قربة الى الله تعالى , وينبغي تعيين الإحرام أنه للعمرة أو للحج وأنه لحج الإسلام أو لحج النذر أو لحج التمتع أو القران أو الأفراد وأنه لنفسه أو لغيره ويقول فيما نحن فيه ( أحرم للعمرة المتمتع بها الحج حجة الإسلام قربة الى الله تعالى ) يكفي فيه الإضمار في النفس ولا يلزم التلفظ بها .

( الثالث ) التلبية : ويكفي فيها أن يقول مرة واحدة [ لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك . أن الحمد والنعمة لك والملك . لا شريك لك لبيك ) وهي تجب بعد نية الإحرام وللمعتمر والحاج ولا تحرم عليه محظورات الإحرام إلا بعدها , فلو لبس ثوبي الإحرام , ونوى الإحرام وفعل شيئاً من المحظورات  كمواقعة النساء والصيد مرتكباً للحرام ولا تلزمه الكفارة بما فعله إذا لم يكن قد لبى ولا يلزم مقارنة التلبية لنية الإحرام فله أن يؤخرها عن نيتة بمعنى أن وجوبها لم يكن فورياً بعد نية الإحرام من الميقات , وعليه لو نسيها لبى حيث يذكرها .

والأخرس يشير اليها باصبعه ولسانه والاحوط ان ينيب عنه ايضاً من يلبي عنه ، ويستحب الاكثار من التلبية والاجهار بها للرجال إذا سلكوا من غير طريق المدينة من حيث احرموا بعد ان يمشوا قليلاً حتى تستوي بهم الارض راكبين كانوا أو راجلين ، واما إذا سلكوا من طريق المدينة فالماشي يجهر بها من المسجد والراكب عندما تعلو راحلته البيداء . واما من أحرم من مكة للحج فيجهر بها إذا اشرف على الابطح . ويقطع المعتمر عمرة التمتع التلبية إذا شاهد بيوت مكة ، ويقطعها الحاج إذا زالت الشمس يوم عرفة . ويقطعها المعتمر عمرة مفردة إذا كان احرامه بها من أحد المواقيت أو من دويرة اهله إذا دخل لها من الحرم وان كان احرامه فيها من ادنى الحل بعد خروجه لها من مكة يقطعها عند مشاهدة الكعبة .

( الرابع ) ان يكون احرامه لعمرة التمتع من أحد المواقيت التي وقتها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويكفي في تشخيصها ومعرفتها ان يسأل الناس العارفين بها عنها ولا يلزم العلم بها وهي ( العقيق ) لأهل نجد والعراق وأهل المشرق مطلقاً وأوله ( المسلخ ) وأوسطه ( الغمرة ) وآخره ( ذات عرق ) وأفضله أوله ، و ( ذو الحليفة ) وهو مسجد الشجرة لأهل المدينة ومن كان منهم مريضاً أو ضعيفاً أو به عذر يحرم من ( الجحفة ) وهي المسماة بالمهيعة والتي هي ميقات لأهل الشام وأهل المغرب ومصر . و ( يلملم ) ويسمى ( يرمرم ) لأهل اليمن و ( قرن المنازل ) لأهل الطائف واما من كان منزله أقرب الى مكة المكرمة بهذه المواقيت فيحرم من منزله .ومن كان ليس من أهل أحد هذه المواقيت الخمسة وقد مر على واحد منها احرم منه ، ومن كان طريقه على غير المواقيت المذكورة احرم عند محاذاته لواحد منها . ويكفي في معرفة المحاذاة السؤال من العارفين بها كما هو الحال في معرفة المواقيت ، ومن جهل الميقات ومر عليه لم يتمكن ان يحرم حتى دخل الحرم أو مكة فانَّ أمكنه ان يخرج الى ميقات أهل أرضه خرج واحرم منه فانَّ خشي ان يفوته الحج احرم من مكانه وان استطاع ان يخرج من الحرم الى ادنى الحل خرج وأنشأ الاحرام منه .

 

إحرام الراكب بالطائرة أو السائر بالبحر

والراكب بالطائرة يحرم منه أهل البلد الذي تحط به الطائرة وان مرت الطائرة على ميقات غيره وهكذا الراكب بالواسطة البحرية كالمركب أو السفينة وان اراد الاحتياط بصنع مثلما يصنع من لم يتمكن من الاحرام من الميقات أو جهل الميقات حتى أجتازه . وللحاج إذا لم يكن نائباً عن غيره نيابه بلديه ان لا يقصد الحج والعمرة ولا يقصد دخول مكة فيجتاز الميقات بلا إحرام ثم يقصد بعد ذلك الحج والعمرة ويحرم من ميقات البلد الذي قصد منه الحج وعليه فيمكن لصاحب الطائرة ان يركب الطائرة يقصد زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن المدينة يقصد الحج وحينئذ فلا يقع عليه الإثم ولا الكفارة ، وهكذا من ركب المركب . ويجوز الاحرام قبل هذه المواقيت في صورتين:

 (إحداهما ) ان ينذر ان يحرم من مكان معين قبل الميقات للعمرة أو للحج ولابد ان يكون نذره الأتيان بالإحرام في اشهر الحج لعمرة التمتع أو الحج لعدم وقوعهما في غيرها واذا مر على الميقات لم يلزمه تجديد الاحرام  .

( وثانيهما ) إذا اراد ادراك العمرة المفردة في رجب وخاف خروج شهر رجب قبل الوصول الى أحد المواقيت فانَّه يصح له الاحرام قبل الميقات وتحسب له عمرة رجب وان اتى ببقية أعمالها في شعبان .

( الخامس ) ان يترك المحرم اموراً يحرم عليه ارتكابها وهي على أقسام ثلاثة لأنها أمّا يشترك في وجوب تركها الرجال والنساء أو يختص بالرجال ، أو يختص بالنساء والقسم الأول وهو ما يحرم على الرجال والنساء فهو امور :

ما يحرم على المحرم فعله على الرجال والنساء

( احدهما ) صيد البر دون البحر فأنه يحرم على المحرم والمحرمة اصطياده وذبحه وأكله والدلالة عليه والإشارة اليه والإعانة عليه لاصطياده ،وهكذا يحرم الصيد على من كان في الحرم وان كان محلا ولو دلالة أو إشارة أو إعانة .

( ثانيهما ) الوطء ، فانَّه يحرم على المحرم والمحرمة ولا فرق في الحرمة بين الواطىء والموطوء كما لا فرق بين الزوجة والأجنبية ولا بين القبل والدبر ، ويندرج في ذلك اللواط ووطء البهائم . والاحوط ترك تقبيل الزوجة والأجنبية سواء كانت بشهوة أو لا ، وهكذا ترك تقبيل المرأة لزوجها أو الأجنبية عنها ، نعم تقبيل مثل الأم والأخت ممّا هو تقبيل رحمه وعطف ليس بمحرم على المحرم ، والاحوط ترك النظر بشهوة مطلقاً الى محللة أو محرمة امنى ام لم يمن ، وهكذا يحرم على المحرم اللمس للنساء إذا كان بشهوة ، ويحرم عليه أيضاً عقد النكاح لنفسه أو لغيره ، وتحرم شهادة على العقد .

( ثالثها ) الطيب فانَّه على الاحوط يحرم مطلق الطيب على المحرم والمحرمة فلا يمس شيئاً منه ولا يجعله في طعامه أو ثوبه ويمسك انفه منه ولا يمسك أنفه من الريح الكريهة ،ويجوز للمحرم تناول الفواكه ذات الريح الطيب كالتفاح والأترج وغير ذلك مما له رائحة طيبة من الفواكة وهكذا كل ما كان يجعل في الطعام الاكل والشرب مما له رائحة كالقرنفل والدارسين والهيل وبعض الأباريز المعدة للأكل في الطعام لا لمجرد تطيبه كالزعفران والمسك والعنبر والعود فأنه حرام . والحاصل أن كل ما كان الفائدة المتوخاة منه نوعاً هو التطيب به فهو محرم على الأحوط ويستثنى من ذلك خلوق الكعبة والطيب المضطر الى استعماله ولكنه يقبض أنفه منه في غير السعوط , ولا بأس بالريح الطيبة بين الصفا والمروة ولا يمسك على أنفه منها .

( رابعها ) الفسوق فأنه يحرم على المحرم والمحرمة وهو الكذب والسباب ، ومن السباب المفاخرة لاقتضائها اثبات النقص لخصمه . فيكون فيها استنقاص الغير فترجع للسباب إذا الشخص العالم قال للجاهل أنا اعلم منك في مقام المفاخرة فقد استنقصه وسبه ، ولذا يتأثر منه المفاخر له .

( خامسها ) الجدال فأنه يحرم على المحرم والمحرمة وهو اليمين بالله سواء كان بلفظ الجلالة أو ما يؤدي معناه في اللغة العربية كلفظ : الرحمن الرحيم أو في لغة اخرى دون قوله : لعمري أو بشرفي أو وداعتي ونحو ذلك فانها ليست بمحرمة عليه ، ولا يشترط سبقه بخصومة ، نعم يشترط التكرار ثلاثا في اليمين الصادقة ، وتكفي المرة الواحدة في الكاذبة . ويشترط عدم كون اليمين في الاكرام وطاعة الله تعالى فلو حلف ثلاثاً صادقاً ولكن كان يمينه اكراماً لأخيه كما لو كان المحرم يريد عملا فيقول له صاحبه والله لا تعلمه والله لا عملته مراراً ، وهكذا لو كرر اليمين استنقاذاً للحق أو دفعاً للدعوى الباطلة .

( سادسها ) القاء القمل عنه والحلمة عن البعير فإنها تحرم على المحرم والمحرمة ، وهكذا قتل هام الجسد والثوب كالقملة والبرغوث والبق ونحوها على الاحوط . نعم يجوز له قتل البرغوث والبق إذا آذياه .

( سابعاً ) التدهين بالدهن المطيب فانَّه يحرم على المحرم والمحرمة ولو قبل الإحرام إذا كانت رائحته تبقى بعد الإحرام . واما التدهين بغير المطيب كالزيت والسمن فهو حرام بعد الإحرام . ويجوز التدهين بالزيت ونحوه للخراج والدمل والبثور ونحوها .

( ثامنها ) إزالة الشعر . قليلة أو كثيرة عن الرأس واللحية وسائر البدن بحلق أو نتف أو حك أو غيرها . ويجوز للضرورة ولا يجوز للمحرم إزالة شعر محرم غيره بل ولا شعر المحل .

( تاسعها ) تقليم الأظافر وقطعها بأي نحو كان ويجوز إزالتها مع الاضطرار .

( عاشرها ) قلع أو قطع الشجر والحشيش النابتين في الحرم ، فانهما يحرمان حتى على المحل . نعم له ان يترك ابله في الحرم ترعى ويستثنى من ذلك ما نبت من الشجر في منزل الإنسان  بعد اتخاذه منزلاً لا ما كان موجوداً قبل ان يتخذه منزلا وهكذا يستثنى ما غرسه وانبته بنفسه سواء كان في ملكه أو غيره ، وشجر الفواكه والنخيل سواء انبته الله تعالى أو الآدمي والأذخر وعود المحالة وهي البكرة العظيمة التي يستقى بها .

( الحادي عشر ) لبس السلاح . إلا إذا خاف العدو أو السارق .

( الثاني عشر ) الحجامة . بل مطلق إخراج الدم على الأحوط إلا مع الاضطرار .

( الثالث عشر ) لبس الخف والجورب . إلا إذا اضطر الى لبسها فيجوز له ذلك ولكن عليه ان يشق الخف من ظهر القدم .

( والرابع عشر ) الارتماس بالماء , بإدخال الرأس فيه فانَّه يحرم على المحرم والمحرمة ويجوز غسل الرأس بإضافة الماء عليه .

( الخامس ) الاكتحال بالكحل الأسود للزينة لا للتداوي وأما غير الأسود فيجوز الاكتحال به كما يجوز الاكتحال بالأسود للتداوي ما لم يكن فيهما طيب .

( السادس عشر ) النظر بالمرآة , فانَّه يحرم على المحرم والمحرمة , ويجوز لهما النظر لأجل العلاج كغسل الدم عن بعض غوامض البدن لا لأجل تزيين نفسه وتحسينها وتعديل هندامه ولباسه , كما يجوز النظر في الأجسام الصقيلة كالماء ونحوه .

( السابع عشر ) لبس الخاتم للزينة لا للسنة أو لغير ذلك كضبط عدد الركعات فانَّه يجوز لبسه والمرجع في التفرقة في ذلك الى القصد .

( الثامن عشر ) الاستمناء أي طلب الأمناء بغير الجماع من ملاعبة أو عبث بالذكر أو تخيل أو نظر بشهوة إذا قصد الأمناء بها فأمنى , أمّا إذا لم يقصد الأمناء بها وأمنى بها فليس بمحرم نظير ما إذا نعت له امرأة جميلة فأمنى.

( التاسع عشر ) لبس الحرير الخالص , فأنه يحرم على الرجل والمرأة وان كان حرمته على الرجل مطلقاً سواء كان في إحرام أو غيره , ولكنه يستفاد من حرمته على المرأة في الإحرام تأكد حرمته على الرجل في الإحرام .

 

 القسم الثاني ما يحرم على الرجال فقط

وهو أمور :

( أحدها ) لبس القميص والثوب المزرور والثوب المدرّع والسراويل والطيلسان المزرور والقباء . بل مطلق المخيط ان ذلك محرم على المحرم من الرجال على الأحوط , ويجوز لبس المنطقة وشد الهميان وان كانا مخيطين , وأما المرأة فيجوز لها ذلك وإنما عليها ما تقدم سابقاً .

( ثانيهما ) تغطية الرأس والأذنين , فأنه يحرم على المحرم دون المحرمة , ويجوز ان يعصب المحرم رأسه من الصداع , وان يضع عصام القربة على رأسه إذا استسقى ولو غطى رأسه ناسياً ألقى الغطاء ولبى .

( ثالثها ) التظليل , فانَّه يحرم على المحرم دون المحرمة وهو مختص بحالة السير فلا يحرم حين النزول الاستظلال بالسقف أو الخيمة أو الشجر ونحوها , وكذا هو مختص  بحال الاختيار دون الاضطرار , فيجوز له التظليل راكباً مع العذر والعلة والضرورة كالمرض وكبر السن وإيذاء الشمس زيادة على المتعارف وهكذا المطر إذا كان يؤذيه زيادة على المتعارف , ولكن يجب عليه في هذه الحال ان يذبح شاة كفارة عن الاستظلال في العمرة ذبحها بمكة إلا ان يؤخرها الى الحج فيذبحها بمنى , وان كان على الاستظلال بالحج ذبحها بمنى , ويجب عليه شاتان لو استظل في العمرة والحج , وهكذا حرمة الاستظلال مختص بما كان فوق رأسه الظل كالجلوس تحت الخيمة والقبة والمحمل فيجوز له الاستظلال بما لا يكون فوق رأسه كأن يمشي الى جنب المحمل أو الشجر , وهكذا له ان يستظل بثوب أو غيره إذا لم يضعه فوق رأسه وانما جعله الى جنبه وهكذا يجوز له المشي تحت الظل حال النزول ولو كان في حالة السير ماشياً أو راكباً ومر من تحت سقف موضوع أو بيت مرفوع أو جسر مصنوع أو نفق مثقوب ونحو ذلك مما لا ينتقل بانتقال المحرم لم يضر بإحرامه وليس عليه شيء .

القسم الثالث ما يحرم على المرأة فقط

وهو أمور :

( احدها ) لبس البرقع والنقاب ، بل مطلق تغطية الوجه على الاحوط ، ويجوز لها ان تسدل الثوب على وجهها من أعلاها الى النحر .

( ثانيها ) لبسها الحلي غير المعتاد لبسه لها مطلقاً قصدت بذلك التزيين ام لا كما لو قصدت حفظه ولبسها الحلي لأظهاره للرجال .

( ثالثها ) لبس القفازين ، والقفاز كما فسره بعضهم بشيء يعمل لليدين يحشى القطن تلبسه المرأة للبرد ، وفسره بعضهم بضرب من الحلي لليدين والرجلين ولعله نوع من الثياب ، والظاهر هو المعنى الأول كما هو مستعمل فيه فعله ، وقد ورد المنع عن لبسها الثياب المصبوغة بالزعفران والورس والثوب المعروف بالفيرندا .

مكروهات الإحرام

ويكره في حال الإحرام أمور :

( منها ) الإحرام بالثياب السود ، والمشهورة والوسخة إذا كان وسخها قبل الإحرام أمّا لو توسخت في أثنائه فلا يغسلها إلا من النجاسة ، وهكذا يكره لبس الثياب المعلمة إذا قدر على غيرها .

( ومنها ) دخول الحمام وتدليك الجسد والمصارعة وتلبيه المنادي ، بأن يقول في جواب من ناداه لبيك .

( ومنها ) استعمال الرياحين ، وهو كل نبت طيب الرائحة من أنواع المشموم كالشيح والقيصوم والخزامى .

( ومنها )  الاحتباء . وهو ان يضم الإنسان  رجليه الى بطنه بثوب يجمعها به مع ظهره ويشده عليها .

 

الفعل الثاني من أفعال العمرة

وهو الطواف حال الإحرام ، والكلام في مقدماته الواجبة والمستحبة وكيفيته :

( أحدهما ) الطهارة من الحدث في الطواف الواجب دون المندوب .

( وثانيها ) رفع الخبث من الثوب والبدن ويعفى في الطواف ما يعفى عنه في الصلاة من الدم والنجاسة لذوي الاعذار.

( وثالثها ) الختان للرجل دون المرأة .

( ورابعها ) ستر العورة للرجل والمرأة ، والاحوط أن يعتبر في الساتر ما يعتبر في الساتر في الصلاة .

( وأما ) مقدماته المستحبة فكثيرة :

( منها ) الغسل عند الانتهاء للحرم عند دخول مكة .

( ومنها ) مضغ الاذخر .

( ومنها )دخول كل من الحرم ومكة والمسجد حافياً على سكينه ووقار وخشوع.

( ومنها ) الوقوف على باب المسجد ويقول :

( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، بسم الله الرحمن الرحيم  الله وبالله ومن الله وما شاء الله والسلام على أنبياء الله ورسوله والسلام على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) والسلام على إبراهيم خليل الله ، والحمد الله رب العالمين )

فإذا دخل المسجد رفع يديه واستقبل البيت وقال ( اللهم اني اسألك في مقامي هذا في أول مناسكي ان تقبل توبتي ، وان تتجاوز عن خطيئتي ،وتضع عني وزري ، الحمد لله الذي بلغني بيته الحرام ، اللهم اني اشهد ان هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابة للناس وأمنا ومباركا وهدى للعالمين ، اللهم اني عبدك ، والبلد بلدك ، والبيت بيتك ، جئت اطلب رحمتك ، وأؤم طاعتك ، مطيعاً لأمرك ، راضياً بقدرك اسألك مسألة المضطر إليك ، الخائف من عقوبتك اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، واستعلمني بطاعتك ومرضاتك ) .

واذا دنوت من الحجر الاسود فأرفع يديك واحمد الله وأثن عليه وصل على النبي وأسأل الله تعالى ان يتقبل منك ثم استلم الحجر وقبله ، فأن لم تستطع ان تقبله فاستلمه بيدك ، فانَّ لم تستطع ان تستلمه بيدك فأشر اليه وقل : ( اللهم أمانتي أديتها ، وميثاقي تعاهدته ، لتشهد لي بالموافاة ، اللهم تصديقاً بكتابك وعلى سنة نبيك . أشهد ان لا اله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وان محمداً عبده ورسوله ، أمنت بالله ، وكفرت بالجبت والطاغوت ، وباللات والعزى وعبادة الشيطان ، وعبادة كل من يدعى من دون الله فانَّ لم تستطع ان تقول هذا فقل بعضه وقل ( اللهم اني بسطت إليك يدي ، وفيما عندك عظمت رغبتي ، فاقبل شجني ، واغفر لي ، وارحمني ، اللهم اني أعوذ بك من الكفر والفقر ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة .

كيفية الطواف

ويجب فيه :

( اولا ) النية واستدامة حكمها الى الفراغ منه ، والأولى فيها أن ينوي الحركة حول البيت سبعة أشواط ويقصد بالطواف طواف عمرة التمتع ، وان قصد غيره نواه كطواف الحج والنساء ، أو المنذور أو المندوب فيقول ولو في نفسه ( اطوف سبعة أشواط ) في بيت الله الحرام طواف عمرة التمتع لحج الإسلام حج التمتع لوجوبه قربة الى الله تعالى ) ويكفي القصد الاجمالي النفساني لذلك . ويبدل في الطواف المندوب (الوجوب ) بالندب فيقول لندبه واستحبابه وفي الطواف الاحتياط يقول بدلاً لوجوبه (احتياطاً ) قربة الله تعالى .

( وثانيا ) البدء بالحجر الاسود المتصل بالركن العراقي والختم به بما يسمى ابتداءاً وختماً عرفاً . ولا يلزم ان يكون ذلك بحسب الدقة العقلية . ويجوز له ان يمشي خطوة أو خطوات لتحصيل اليقين باكمال الشوط من الحجر الاسود لا بقصد الزيادة بل ينوي انَّه لو كانت زيادة فهي ليست من الطواف الذي أتي به نظير الصائم الذي يمسك قبل الفجر الى ما بعد الغروب لتحصيل اليقين بان امساكه قد تحقق من الفجر الى الغروب لا ان يأتي بذلك بقصد الزيادة في الصوم .

( وثالثا ) جعل البيت على يساره حين الطواف عرفاً، فلا يضر الأنحراف اليسير الذي لا ينافي صدق الطواف على اليسار عرفاً .

( ورابعا ) إدخال حجرام اسماعيل وضمه الى البيت في الطواف بأن يكون طوافه عليه .

( وخامسا ) أن يطوف سبعة أشواط ، ومن الحجر الاسود اليه يحسب شوطاً . ولا يجوز الزيادة على ذلك وقد تقدم أنه يجوز له ان يمشي خطوات لتحصيل اليقين بإكمال الشوط السابع للحجر الاسود لا بقصد الزيادة على سبعة اشواط نظير من يتاخر في إمساكه في الصوم ليلا لتحصيل اليقين بأن إمساكه قد تحقق للغروب لا انَّه يأتي بذلك بقصد الزيادة في الصوم ولا يلزم الموالاة بينها فتجوز الصلاة بين الاشواط وغسل الثوب وقضاء حاجة الاخ والاستراحة إلا انَّه يحفظ الموضع الذي وصل اليه ليعود الى اتمام طوافه منه تحرزاً من الزيادة والنقصان ولا يجوز له الزيادة على الاشواط السبعة بأن يأتي بها بقصد الطواف .

 

( وسادسا ) ان يكون الطواف بين البيت والمقام حيث هو الآن وهو الصخرة التي فيها أثر قدم ابراهيم     عليه السلام  مراعياً قدر ما بينهما من  جميع الجهات ولو طاف خارج المقام بحيث يصدق عرفاً أنه يطوف على البيت أجزأه ذلك على الكراهية وفي تاريخ الازرقي ان المسافة بين البيت مكان الصخرة ستة وعشرون ذراعاً ونصف . وعليه فلا يجوز المشي على أساس البيت المسمى بالشاذر وان لكونه من البيت على ما ذكره الاصحاب ، فلو مشى عليه لم يكن طوافه ما بين البيت والمقام بل يكون طوافه في البيت .

ويستحب في الطواف أمور :

( منها ) الدعاء حال الطواف . وتلاوة القرآن وذكر الله تعالى والصلاة على النبي وآله .

( ومنها ) ان يلتزم في الشوط السابع المستجار وهو المسمى بالملتزم فيبسط يديه على حائطه ويلصق بطنه وخده به ويعدد ذنوبه ويستغفر منها ، وينبغي لمن استلم أو قبّل حفظ موضع القيام الذي انفصل عنه لذلك ليعود الى إتمام طوافه منه تحرزاً من الزيادة والنقصان .

الفعل الثالث من أفعال العمرة

ركعتا الطواف . وهما من لوازم الطواف الواجب حتى طواف النساء فيجب إيقاعهما عقب الطواف الواجب فوراً خلف مقام إبراهيم (   عليه السلام ) في أي مكان شاء والميزان الصدق العرفي في انهما خلف المقام ويشترط فيهما النية فيول فيما نحن فيه : (اصلي صلاة طواف العمرة لحج التمتع حجة الإسلام قربة الى الله تعالى ) ويكفي القصد الاجمالي النفساني ، هذا عند الاختيار . فإذا كثر الزحام الى حد لا يمكنه الصلاة فوراً كذلك ، فانَّ أمكنه الصلاة عنده أتى بها الى أحد جوانبه دون ان يتقدم عليه : وان لم يمكنه ذلك صلى في المسجد في أي محل شاء دون ان يتقدم عليه ، واما الطواف المندوب فيصلي ركعتيه حيث يشاء من المسجد ، ويستحب أن يقرأ في الركعة الاولى منها سورة التوحيد ( قل هو الله أحد ) وفي الثانية ( قل يا أيها الكافرون ) ويستحب تقبيل الحجر أو استلامه أو الإشارة اليه بعد الفراغ منهما . والاستسقاء من ماء زمزم دلواً أو دلوين فيشرب منه ويصب على رأسه وظهره وبطنه ويقول حين يشرب ( اللهم اجعله علماً نافعاً ، ورزقاً واسعا وشفاء من كل داء وسقم ) .

الفعل الرابع من أفعال العمرة

السعي بين الصفا والمروة ، وينبغي ان لا يؤخره عن يوم الطواف الى غده ، ويستحب قبله أمور :

( منها ) الطهارة من الحدث ، وليست بواجبة ولذا صح للمرأة التي حاضت بعد الطواف ان تسعى وهي حائض .

كيفية السعي

ويجزى فيها السعي سبعة أشواط بين الصفا والمروة مبتدئاً بالصفا ويختم بالمروة سالكاً الطريق المعهود المتعارف لذلك مستقبلاً المقصود منهما لا أنه يمشي عرضاً ولا مستديراً ولاصقا عقبه بما ابتدأ به وأطراف أصابعه بما انتهى اليه من شوطه فيلصق في الشوط الأول عقبه بالصفا وأطراف أصابعه بالمروه وفي الشوط الثاني بالعكس فيلصق عقبه بالمروه وأطراف أصابعه بالصفا . وهكذا حتى يتم سبعة أشواط هذا كله إذا لم يصعد الى الصفا والمروه في أشواطه . واما إذا صعد اليهما فلا حاجة للإلصاق المذكور قاصداً بذلك القربة الى الله تعالى ، فمثلاً يقول عند شروعه في السعي : ( أسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط سعي عمرة التمتع لحج التمتع حج الإسلام قربة الى الله تعالى ) ولا بد من استدامتها حكماً الى الفراغ من السعي ، ويكفي القصد الاجمالي النفسي ، ويحسب الذهاب شوطاً والعود شوط آخر ولا يقدح الالتفات بوجهه يميناً أو شمالاً ، ويجوز له الجلوس في خلال السعي للراحة ويستحب له أمور :

 

( منها ) ان يسعى راجلا إلا إذا خاف الضعف فيسعى راكباً .

( ومنها ) ان يهول الرجل دون المرأة ما بين المنارة الاولى والاخرى الموضوعة عند زقاق العطارين ويقصد في المشي في طرفيهما ، واما الراكب فيسرع دابته بين المنارة الاولى والثانية .

الفعل الخامس من أفعال العمرة

التقصير دون الحلق ، فانَّه إذا فرغ المعتمر من السعي قصر ولو من بعض شعر رأسه قاصداً بذلك القربة الى الله تعالى ، فمثلاً يقول عند الشروع في التقصير ( أقصر لعمرة التمتع لحج التمتع حج الإسلام قربة الى الله تعالى ) ويكفي القصد النفساني الاجمالي وبالتقصير يحل المعتمر من إحرام العمرة ، ويحل له كل شيء كان محضوراً عليه في الإحرام حتى النساء ولا يجب عليه طواف النساء ، ويكفي في تحقق التقصير الاجتزاء بمسماه بأي شيء كان ولو بالقص بالأسنان لبعض شعره ولو ترك التقصير سهواً حتى دخل في الحج تمت عمرته ويستغفر الله ولا شيء عليه ولو تركه عمداً بطلت متعته وصار حجه مفرداً فتكون وظائف الحاج حجاً مفرداً .

الخروج من مكة بعد عمرة التمتع

إذا اكمل الحاج عمرة حجة التمتع وحل عن إحرامه جاز له الخروج عن مكة محلاً ويعود اليها محلا بشرط ان يعلم بأن خروجه هذا لا يفوت عليه الحج من مكة وانه يعود الى مكة في الشهر الذي خرج فيه أي قبل أن يمضي عليه ثلاثون يوماً من يوم خروجه .

حج التمتع

قد عرفت فيما سبق أفعال العمرة التي هي مقدمة لحج التمتع ، وهذا المبحث لبيان أفعال حج التمتع وهي ثلاثة عشر فعلا . والاولى عند الشروع فيها أن ينوي ولو في قرار نفسه ويقول : ( آتي بحج التمتع حج الإسلام لوجوبه قربة الى الله تعالى ) ان كان واجباً عليه وان كان ندباً يبدل قوله ( لوجوبه )  بقوله ( لاستحبابه ) وان كان احتياطاً بدله بقول للاحتياط .

الفعل الأول لحج التمتع

( الإحرام ) فإذا فرغ العبد من عمرة التمتع واحل منها وجب عليه الإحرام بالحج من بطن مكة المكرمة أعني ما اشتمل عليه سورها وبنيانها . وأفضل مواضع الإحرام منها المسجد وافضلها المقام والحجر المعبر عنه بــ ( تحت الميزاب ) ولو احرم لحج التمتع من غير مكة إختياراً لم يصح ، وكان اللازم عوده لمكة وأنشاء الإحرام منها . نعم لو نسي الإحرام من مكة ثم تعذر عليه العود اليها لخوف أو ضيق وقت أو نحو ذلك أنشأ الإحرام من حيث يمكنه ويستحب ان يكون الإحرام بعد الزوال من التروية ثامن ذي الحجة ويجوز تأخيره الى ان يتضيق عليه الوقوف بعرفات وكيفية الإحرام هنا كالاحرام لعمرة التمتع في أفعاله وتركه ومستحباته وواجباته ومكروهاته ، فينبغي ان تراجع هناك ويعمل على طبقها هنا ، نعم يختلفان في النية فينوي هنا بأن يقول ولو في نفسه احرم لحج الإسلام حج التمتع قربة الى الله تعالى ) ويوطن نفسه على ترك محظورات الإحرام لحج الإسلام حج التمتع قربة الى الله تعالى وهكذا يأتي بباقي أفعال الإحرام من لبس الثوبين والتلبية وغير ذلك بهذا القصد أعني يقصد إنها لحج الإسلام حج التمتع قربة الى الله تعالى والاحوط أن يأتي بالتلبية المتقدمة بعد النية مخافة بها حتى إذا اشرف على الابطح جهر بها ويقطع التلبية عند زوال الشمس من يوم عرفة اعني اليوم التاسع .

والأفضل إذا احرم بعد الزوال يوم التروية ثامن ذي الحجة أن يخرج الى منى لأجل الوقوف بعرفات ويكون مبيته ليلة التاسع بمنى حتى مطلع الفجر ، والاحوط ان يجتاز وادي محسر الواقع بين منى وعرفات إلا بعد طلوع الشمس . وذوي الأعذار كالشيخ والمريض يخاف ضغط الناس وزحامهم يجوز لهم الخروج لمنى قبل يوم الثامن بيوم أو يومين أو ثلاث .

الفعل الثاني لحج التمتع

هو الوقوف بعرفة في يومها وهو التاسع من ذي الحجة من الزوال الى الغروب ولا يجزي الوقوف قبل الزوال ، ويجوز له أن يصلي الظهرين بأذان واحد وإقامتين ثم يمضي للموقف ولا يجوز الافاضة منه قبل المغرب ، ولا بد فيه من النية ويكفي فيها أن يقول ولو في نفسه :

 

( أقف بعرفات من الزوال الى الغروب هذا اليوم لحج التمتع حج الإسلام قربة الى الله تعالى ) والأفضل الوقوف في مسيرة الجبل أي أسفله لا على نفس الجبل إلا إذا ضاقت عرفة فيوقف على الجبل ، والمراد بالوقوف هو الكون فيها قائما أو قاعدا أو مضطجعا أو مستلقيا أو راكبا أو راجلا أو ماشيا أو ساكنا أو نائما ، والأفضل هو القيام ويرجع في المعرفة موضع عرفة الى أهل الخبرة وهكذا معرفة باقي مواضع الحج ومن أفاض من عرفات قبل الغروب جاهلا فلا شيء عليه وان كان متعمداً فعليه بدنة ينحرها يوم النحر اليوم العاشر من ذي الحجة ، وان لم يقدر صام ثمانية عشر يوماً ، ومن ترك الوقوف المذكور عمداً بطل حجه ولا يجزيه الوقوف ليلاً بعد تعمد تركه نهاراً لكونه وقتاً لذوي الأعذار وهو حسب الفرض لم يكن منهم ، وأما من تركه اضطرارا كأن نسيه أو لم يصل اليه لضيق الوقت أو لعذر آخر لم يصل لم يبطل حجه ولا كفارة عليه بل يجب عليه تداركه ليلة العاشر اعني ليلة العيد وهو المسمى بألسنة الفقهاء بالموقف الاضطراري . ويكفي فيه مسمى الكون في عرفات ليلاً ولو قليلا . ولا يجب استيعاب الليل بالوقوف ، ويصح الموقف الاضطراري بشرط ان يظن أنه يدرك الموقف بالمشعر الحرام قبل طلوع الشمس من يوم العيد العاشر من ذي الحجة قبل أن يفيض الناس منه ، وأما ان ظن انَّه لا يدرك ذلك لو وقف بعرفات ليلا فعليه ان يترك الوقوف بعرفات ويدرك الموقف المذكور في المشعر وقد تم حجه ، ومن فاته الموقف الاختياري لعرفة وترك الموقف الاضطراري لها متعمداً ، دون أن يخشى فوت موقف المشعر المذكور فقد بطل حجه ، وكيف كان فإذا وقف الموقف الاختياري في عرفة وقد غربت الشمس كان المستحب له المبيت في المشعر بأن يقضي ليلة العيد أعني ليلة العاشر من ذي الحجة في المشعر مقتصداً في مشيه نحو المشعر غير مسرع فيه وعليه السكينة والوقار ، فإذا انتهى الى الكثيب الاحمر وهو تل من الرمل عن يمين الطريق يقول :

( اللهم ارحم موقفي وزد في عملي وسلم لي ديني وتقبل مناسكي ) ويؤخر صلاة المغرب والعشاء الى المشعر ويجمع بينهما بأذان واحد ويقيم لكل منهما والحاصل انَّه يقضي ليلة العاشر من ذي الحجة أعني ليلة عيد عرفة في المشعر بعد انتهائه من الموقف في عرفات يوم التاسع قاصداً بذلك القربة لوجه الله تعالى ، ويستحب له الوقوف بعرفات ان يحمد الله ويهلله ويمجده ويثني عليه ويكبره مائة مرة ويقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ، ويختار لنفسه من الدعاء ما احب وليجتهد فانَّه يوم الدعاء والمسألة وليتحرز من الشيطان الرجيم ويتعوذ منه بالله الرحمن الرحيم فانَّ الشيطان لن يذهلك في موطن قط احب اليه من ان يذهلك في هذا المقام العظيم وإياك إياك ان تشغل بالنظر الى الناس عن نفسك فهناك السعادة التي يركض اليها المتقون والرحيق السلسبيل الذي يكرع منه المؤمنون .

الفعل الثالث لحج التمتع

الوقوف بالمشعر ويقال له الجمع ويقال له المزدلفة ويعتبر فيه :

( أولا ) النية ولو بأن يقول في نفسه :

( أقف بالمشعر الحرام من طلوع الفجر الصادق الى طلوع الشمس لحج الإسلام حج التمتع قربة الى الله تعالى )

( ثانيا ) أن يكون وقوفه بالمشعر سواء كان الوقوف قريباً من الجبل أو كان محل نزوله والمراد بالوقوف هو الكون فيه بـأي نحو كان ولو نائماً بعد أن ينوي النية المذكورة، وحد المشعر ما بين المأزمين الى الحياض والى وادي محسّر ، ويجوز مع الزحام الوقوف على جبل المأزمين .

 

( ثالثاً ) أن يكون الوقوف ما بين طلوع الفجر الصادق الى طلوع الشمس لليوم العاشر ويكون الوقوف لذوي الأعذار وللمرأة ما بين غروب الشمس الى طلوع الشمس في ليلة العاشر من ذي الحجة المسماة بليلة النحر وهي ليلة عيد عرفة ولا يجب على ذوي الاعذار استيعابها بالوقوف بل يكفي مسماة ، وأن يكون الوقوف للرجل المختار من غير ذوي الاعذار ما بين طلوع الفجر الصادق الى طلوع الشمس من اليوم العاشر من ذي الحجة ويكون الوقوف فيه من بعد صلاة الفجر الى ان يسفر الصبح قبل طلوع الشمس بقليل ، ولو افاض قبل الفجر جاهلا فلا شيء عليه وان كان عامداً كان عليه دم شاة وفي بعض الصحاح عليه بدنه ، وان يكون الوقوف لغير المتمكن من إدراك الوقتين من طلوع الشمس الى الزوال من اليوم العاشر ولا يجب استيعابه بالوقوف بل يكفي مسماهُ ، ويسمى في السنة الفقهاء بالموقف الاضطراري للمشعر ، ومن ترك الوقوف بالمشعر ليلا ونهاراً متعمداً بطل حجه ، ويستحب للحاج حال كونه في المشعر التقاط الحصى التي يرمى بها الجمار وهي سبعون حصاة ، ولو اخذ اكثر خوفاً من سقوط بعضها فلا بأس ، ويستحب الاسراع في المشي راجلا كان ام راكباً في وادي محسّر إذا خرج من المشعر قاصداً لمنى وهو وادي عظيم واقع بين المشعر ومنى والى منى اقرب .

الفعل الرابع لحج التمتع

رمي جمرة العقبة ، وذلك ان الحاج إذا عاد الى منى بعد إفاضته من المشعر الحرام في اليوم العاشر من ذي الحجة صبيحة العيد فأول ما يبدأ به هو رمي جمرة العقبة وتسمى بالجمرة القصوى وهي أقرب الجمرات الثلاث الى مكة وأحد حدود منى، والخارج من مكة الى منى يصل أولا اليها عن يسار الطريق وترمي في نهار ذلك اليوم من بعد طلوع الشمس الى غروبها .

ويجوز تقديم الرمي لكل من شق عليه الرمي نهاراً بأن يرمي في الليلة المتقدمة على اليوم العاشر اعني ليلة النحر واما المعذور عنه مطلقاً ليلا ونهاراً كالمريض والمكسور فيستنيب عنه في الرمي ، ويعتبر في الحصى صدق الاسم عليه ، وقد تقدم استحباب التقاط الحاج له من المشعر ويجوز التقاطه من غير المشعر ، إلا انَّه يجب ان يكون من أرض الحرم من أي جهاته شاء ويستثنى من ذلك حصى المسجد الحرام ومسجد الخيف ، والحصى المرمى بها الجمار فانَّه لا يصلح الرمي بذلك . ويستحب في الحصى البرش ( أي المنقط ) والملتقطة والتي تكون بقدر الأنملة وان لا تكسر وان لا تكون صلبة ، ويعتبر فيه :

( أولا ) النية ، ولو يقول في نفسه : ( أرمي هذه الجمرة جمرة العقبة بسبع حصيات رمي حج الإسلام حج التمتع قربة الى الله تعالى ) ولا بد من استدامتها حكماً الى الفراغ من الرمي .

( ثانيا ) الرمي بسبع حصيات بلا زيادة ولا نقصان .

( ثالثاً ) ان يكون الرمي باليد لا بالرجل ولا بالفم وفي رواية أبي بصير : خذ حصى الجمار باليسرى وارم باليمنى .

( ورابعاً ) ان يتوجه للجمرة برميها كما يتوجه للعدو ليرميه ولا يلزم عليه أن يصيب الجمرة نعم اللازم أن لا تقع الحصاة على الإنسان  أو محمل أو جمل فيكفي لو وقعت بالقرب منها مع قصده إياها .

( وخامساً ) أن يتلاحق الحصيات في الرمي فلو رمي بها دفعة واحدة لم يحسب إلا واحدة . ويستحب ان يكون الرامي على طهارة من الحدث وان يكون بينه وبين الجمرة عشرة أذرع أو خمسة عشر ذراعاً وان يضع الحصاة على ظهر الإبهام ويدفعها بظفر السبابة ، وان يرمي جمرة العقبة من وجهها لا عاليا عليها فيستدبر القبلة حين رميها كل هذا مستحب وله ان يرميها وهو ماشي أو راكب وفي الشرائع يستحب ان يكون الرامي ماشياً .

ولو نسي الرمي قضاه في اليوم الثاني مقدماً له على رمي يومه وفي صحيح سنان وليفرق بينهما أحدهما بكره وهي للأمس والأخرى عند الزوال .

 

الفعل الخامس لحج التمتع

الهدى بمنى لا بغيرها ، وهو واجب على المتمتع سواء كان حجه واجباً أو مستحباً وسواء كان مكيا أو غيره ، ويجزيه عن الأضحية ، وقد نقل الاتفاق على وقوعه يوم النحر العاشر من ذي الحجة ولو تمتع المملوك باذن مولاه تخير المولى بين ان يهدي عنه وبين ان يأمره بالصوم الذي يجب على الحر العاجز عن الهدي ولا بد في الهدي من النية ولو يقول في نفسه : ( أذبح هذا الهدي أو انحره لحج الإسلام حج التمتع قربة الى الله تعالى ) إذا هو قام بالذبح أو النحر بنفسه ، وأما لو وكل غيره في الذبح يتولاه الوكيل عنه نظير سائر العبادات التي ينويها عن الغير ويستحب جعل يده مع يد الوكيل عنه ، ولو نسي الوكيل اسم الموكل أو غلط في أسمه فسماه بأسم غيره أجزاه إذا كان قاصداً شخصه ، ويستحب ان تنحر الابل قائمة وان يتولى الذبح بنفسه وان يدعو عند النحر أو الذبح ويقول ( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، اللهم منك ولك بسم الله والله أكبر اللهم تقبل مني ) ثم امرر السكين ويجب تأخيره عن الرمي وتقديمه على الحلق والتقصير إلا في صور ثلاث الاولى عند النسيان والجهل فيجوز تقديم كل منها على الآخر ولا أثم عليه .

والأخرى في صورة ما إذا أشترى الحاج هدية وصار في رحله فيجوز له ان يحلق قبل الذبح أو النحر وان كان الأفضل هو الذبح قبله والثالثة ذوي الأعذار يوكلون من يذبح عنهم فيجوز أن يقع الحلق أو التقصير قبل الذبح أو النحر .

نوع الهدي

يجب ان يكون الهدي أحد النعم الثلاث الابل أو البقر أو الغنم ويجزي الصحيح التام غير المهزول والداخل من الابل في السادسة المسماة بالثنية ، والداخل من البقر والمعز في الثالثة ، والجذع من الضان ، وحكي عن المشهور أنه ما دخل في الثانية ، وتجزي المهزولة وغير التامة مع عدم الوجدان ، ولو من جهة إعساره ولا يضر سقوط الأسنان لهرم أو غيره ، ويكفي الظن بالسمن فلو ظن إنها غير مهزولة ويعد الذبح بانت مهزولة كانت مجزية له .

ويستحب في الهدي أن يعرّف به أي أن يحضره في عرفات عشية عرفة ، ويكفي في التعريف إخبار البائع .

مصرف الهدي

يأكل الحاج المتمتع قسماً منه ويطعم منه البائس الفقير سواء كان قانعاً وهو الذي يقنع بما أرسل اليه أو معتراً وهو الذي يمر على الشخص يقصد إعطاءه إياه ولا يسأل . أو سائلا وهو الذي يسأل العطاء اليه ، ويكفي في الأكل والعطاء تحقق المسمى ، إلا أن المعروف بين الأصحاب قسمة الهدي ثلاثاً ثلث للأكل وثلث للصدقة وثلث للإهداء ، وقد جاء عن النبي (  صلى الله عليه وآله وسلم) أنه نهى ان يعطي الجزار من جلود الهدي وجلالها وقلائدها ولا يعطي السلاخ منها شيئاً .

من عجز عن الهدي

المتمتع العاجز عن الهدي بمعنى أنه لم يكن له هدي ولا ثمنه الذي يشتريه به عليه الانتقال الى بدله وهو صوم عشرة أيام ثلاثة في شهر ذي الحجة ولو في السفر ولا يجوز تأخيرها عنه ولا تقديمها عليه ويجب فيها التتابع ، ويبدأ فيها اليوم السابع والثامن ويختم بالتاسع إلا إذا صام من اليوم الثامن والتاسع فيؤخر الثالث بعد أيام التشريق بيوم ( وأيام التشريق هي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة) ويجوز صوم الأيام الثلاثة بعد أيام التشريق الى آخر ذي الحجة ويجوز تقديمها فيأتي بها قبل اليوم السابع ، وأما صوم السبعة الباقية فهو انما يكون إذا رجع الى أهله ولا يجب فيها التتابع والفورية ، نعم من كان له مقام بمكة وأراد أن يصوم السبعة ترك الصيام بمقدار مسيرة لأهله أو شهراً ثم صام .

 

الفعل السادس لحج التمتع

الحلق أو التقصير بمنى ، فانَّه بعد الهدي يجب على الرجل الحاج ان يقصر أو يحلق بمنى والحلق افضل إلا إذا كان ملبداً شعره .

( بمعنى قد جعل في شعره عسلا أو صمغاً لئلا يتسخ أو يقمل ) أو كان معقوصاً رأسه وهو من جمع شعر رأسه وشده في أعلاه فانهما يتعين عليهما الحلق ولا يجزيها التقصير ويتأكد تأكداً شديداً استحباب الحلق للضرورة وهو من لم يحج قبل هذا . ويكفي مسمى الحلق والتقصير ولا يلزم الاستيعاب للرأس.

والميزان هو الصدق العرفي فيهما والمعروف بين الأصحاب وجوبه يوم النحر .

وأما المرأة فيجب عليها التقصير بمنى من شعرها وفي الرواية يكفيها في التقصير من شعرها مثل طرف الانملة ، وفي الخبر فليأخذن من شعورهن ويقصرن من اظفارهن، ومن ليس على رأسه شعر يمر الموسى على رأسه حين يريد ان يحلق . ومن لم يحلق أو يقصر في منى عمداً أو جهلاً أو نسياناً حتى خرج منها وجب عليه العود الى منى للحلق أو التقصير ، واذا تعذر عليه العود الى منى حلق أو قصر متى تذكر في أي محل كان وبعث بشعره لمنى ، ويعتبر فيه النية ولو يقول في نفسه :

( أحلق أو أقصر لحج الإسلام حج التمتع قربة الى الله تعالى ) واذا فرغ الحاج من حلق رأسه أو تقصيره حل له كل شيء احرم منه ما عدا النساء والطبيب ويبقى عليه حرمة الصيد من جهة كونه في الحرم فيكون حكم الصيد بالنسبة اليه حكم من كان محلا في الحرم . ويحل له الطيب إذا طاف وسعى بين الصفا والمروة ، وتحل له النساء إذا أتى بطواف النساء وبركعتيه بعده وتحل النساء الرجال إذا طفن طواف النساء وأتين بركعتيه بعده .

والحاصل انَّه بطواف النساء والركعتين بعده يحل للمحرم جميع ما أحرم منه ، وأما الصيد فقد عرفت أنه يحرم عليه مادام في الحرم . ويستحب في هذا اليوم أعنى يوم النحر العاشر من شهر ذي الحجة أن يشرع بالتكبير بعد صلاة الظهر وهكذا يكبر بعد كل صلاة مفروضة حتى صلاة الفجر من اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ان أقام بمنى حتى اليوم الثالث عشر ، ومن تعجل ونفر في اليوم الثاني عشر قطع التكبير بعد صلاة الظهر من اليوم الثاني عشر وصورة التكبير ان تقول ( الله أكبر الله أكبر لا أله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام والحمد لله على ما أولانا وأبلانا .

الفعل السابع لحج التمتع

الطواف بالبيت ، فانَّ المتمتع إذا أكمل مناسكه بمني من رمي وذبح وحلق أو تقصير عاد الى مكة المكرمة واول عمل يقوم به هو الطواف بالبيت ويسمى بالطواف الزيارة وقد سبق بيانه وكيفيته في افعال العمرة إلا في النيه فانَّه ينويه للحج كأن يقول ( اطوف بالبيت سبعة أشواط طواف حج الإسلام حج التمتع قربة الى الله تعالى ) ويكفي القصد النفساني الاجمالي .

ويستحب ان يكون عوده من منى للطواف في يوم النحر ( أعني نفس اليوم العاشر من ذي الحجة ) المسمى بعيد عرفة ، ويجوز له التأخير الى ليلة الحادي عشر بل الى يوم  الحادي عشر  بل الى ذهاب أيام التشريق ( وهي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة ) ويستحب قبل الطواف الغسل وتقليم الأظافر والأخذ من الشارب والدعاء إذا وقف بباب المسجد فيقول ( اللهم أعني على : نسكي وسلمني له وسلّمه لي أسألك مسألة العليل الذليل المعترف بذنبه أن تغفر لي ذنوبي وان ترجعني بحاجتي اللهم إني عبدك ، والبيت بيتك ، جئت أطلب رحمتك ، وأؤم طاعتك متبعاً لأمرك ، راضيا بقدرك ، أسألك مسالة المضطر إليك المطيع لأمرك المشفق من عذابك . الخائف من عقوبتك ، أن تبلغني عفوك ، وتجيرني من النار برحمتك ) ثم تأتي الحجر الاسود فتستلمه وتقبله فانَّ لم تستطع فاستقبله وكبر ، وتنوي الطواف ثم تشرع فيه كما تقدم في طواف العمرة فأنه يعتبر فيه من الواجبات والمندوبات ما يعتبر في طواف العمرة .

الفعل الثامن لحج التمتع

ركعتا الطواف في البيت ، وقد تم تقدم كيفيتهما وما يعتبر فيهما في أفعال العمرة إلا ان نيتهما فيها ان يقصد بها ركعتي طواف الحج الإسلامي التمتعي ولو يقول في نفسه ( أصلي صلاة طواف حج الإسلام حج التمتع فربة الى الله تعالى )

 

الفعل التاسع لحج التمتع

السعي بين الصفا والمروة ، وقد تقدم كيفيته ما يعتبر فيه في أفعال العمرة وانه يجوز تأخيره عن الطواف الى الغد إلا ان نيته يعتبر فيها ان يقصد سعي الحج الإسلامي التمتعي ، ولو يقول في نفسه :

( اسعى من الصفا والمروة سبعة أشواط لحج الإسلام حج التمتع قربة الى الله تعالى ) وبه يحل به الطيب وسائر محرمات الإحرام إلا النساء .

 

الفعل العاشر لحج التمتع

الطواف بالبيت مرة ثانية بعد السعي ، ويسمى بطواف النساء وكيفيته عين كيفية طواف الحج والعمرة إلا ان نيتة يعتبر فيها أن يقصد به طواف النساء للحج ولو يقول في نفسه: ( أطوف بهذا لبيت سبعة أشواط طواف النساء لحج الإسلام حج التمتع قربة الى الله تعالى ) ولا يجب هذا الطواف في عمرة التمتع ولذا لم نعده من أفعالها ، ولا يختص وجوبه بالرجال ولا بمن شأنه الوطء بل يجب على الجميع حتى الخصي والمرأة   الكبيرة .

الفعل الحادي عشر لحج التمتع

ركعتا طواف النساء ، وكيفيتها عين كيفية ركعتي طواف الحج وطواف العمرة ، إلا ان نيتهما يعتبر فيها ان يقصد بها ركعتي طواف النساء ولو يقول في نفسه : (أصلي ركعتي طواف النساء لحج الإسلام حج التمتع قربه الى الله تعالى ) وبهما يحل للمحرم كل شيء احرم منه حتى النساء ، وأما الصيد فتبقى حرمته ما دام في الحرم .

الفعل الثاني عشر لحج التمتع

هو المبيت بمنى ، فانَّ المتمتع إذا أكمل أفعاله في مكة المكرمة من طواف الزيارة وركعتيه والسعي بين الصفا والمروة وطواف النساء وركعتيه وجب عليه العود الى منى للمبيت فيها ليلة الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة ، وهكذا يجب المبيت فيها ليلة الثالث عشر من ذي الحجة إذا لم يتق الصيد والنساء في إحرامه ، وهكذا لو غربت عليه شمس اليوم الثاني عشر وهو لم يخرج من منى فانَّه يجب عليه ان يبيت فيها الليلة الثالثة عشرة ايضاً ، وتسمى هذه الليالي الثلاث ( ليالي التشريق ) ويجب فيها النية ولو يقول :

( أبيت هذه الليلة بمنى لحج الإسلام حج التمتع قربة الى الله تعالى ) وهكذا ينوي في كل ليلة بات فيها من الليالي الثلاث المذكورة ، ولو بات بغير ( منى ) ليلة من تلك الليالي فعليه شاة أو ليلتين فعليه شاتان أو الثلاثة فعليه ثلاثة شياه وانما  يجب عليه الشياه الثلاثة إذا كان ممن يجب عليه ان يبيت في الثالثة بمنى وترك المبيت فيها مع تركه للمبيت في الاولى والثانية نعم لو خرج من مكة لمنى وبات في الطريق لم يكن عليه شيء وهكذا من بات بمكة متشاغلا في تأدية طوافه ودعائه وسعيه لا أنه بات فيها للنوم أو للذه . ويكفي من بات في غير منى لعذر كالخوف على النفس أو العرض أو المال المحترم. ويكفي في تحقق القدر الواجب من المبيت بمنى هو ان يكون بها النصف الأول من الليل الذي مبدؤه الغروب أو يكون بها النصف الثاني من الليل .

الفعل الثالث عشر لحج التمتع

هو رمي الجمار الثلاث بمنى ، فانَّه يجب في نهار كل يوم من بعد طلوع الشمس الى غروبها من أيام التشريق ( وهي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ) من ذي الحجة رمي كل جمرة من الجمار الثلاث بسبع حصيات مرتباً بينها ، فأول ما يرمى الاولى ثم الوسطى ثم العقبة ، فلو خالف الترتيب يعيد بما يحصل معه الترتيب فلو بدأ برمي العقبة ثم الاولى يعود فيرمى الوسطى ثم العقبة . ولو رمى العقبة ثم الاولى ثم الوسطى أعاد على العقبة فقط . ومثله ما لو رمى الاولى ثم العقبة ثم الوسطى فأنه أيضاً يعيد العقبة .

ولو رمى الاولى بأربع ثم رمى الأخيرتين بسبع سبع يعود على الأولى فيرميها بثلاث ، وهكذا لو رماها بخمس فأنه يعود عليها ويرميها باثنين ، وهكذا لو رماها بست يعود ويرميها بواحدة وقس عليها الوسطى ، وأما لو رمى الأولى بأقل من أربع ثم رمى الأخيرتين بسبع سبع فليعد فيرميهن جميعاً ، ولو صنع مثل ذلك بالوسطى أعاد على الوسطى والعقبة.

 ويستحب ان يكون الرمي بعد الزوال ، وذوي الأعذار يجوز لهم الرمي في الليلة التي قبل يوم الرمي كالخائف والحاطب والعبد والراعي والمريض وكل من شق عليه الرمي في النهار . واما المعذور من الرمي مطلقاً كالمريض والكسير ونحوه فيستنيب عنه.

 

 وللحاج ان ينفر من منى في اليوم الثاني عشر بعد الرمي في اليوم الثالث عشر ولا المبيت ليلة الثالث عشر . ويسمى هذا بالنفر الأول ، ولكن قد عرفت ان هذا إنما يجوز لمن اتقى الصيد و النساء ولم يكن قد غربت عليه شمس اليوم الثاني عشر وهو بمنى والا وجب عليه المبيت ليلة الثالث عشر ، ويسمى النفر في اليوم الثالث عشر بالنفر الثاني ، ويجوز لصاحب هذا النفر الثاني ان ينفر بعد الرمي إن شاء قبل الزوال وان شاء بعده بخلاف صاحب النفر الأول فأنه يجب عليه ان ينفر بعد الرمي بعد الزوال ولا ينفر قبل الزوال كما ان في بعض الروايات ان صاحب النفر الأول عليه ان يتقي الصيد حتى ينفر اهل منى النفر الثاني ، ولو نسي رمي جمرة من الجمرات الثلاث في يوم قضاه في غده وقد حكي الاجماع من المختلف بأن يبدأ أولا بالقضاء عما فاته ثم يأتي بالرمي ليومه ولو نسي الرمي للجمار أو بعضها حتى نفر الى مكة وتذكر فيها عدم رمي وجب عليه ان يرجع الى منى ويأتي بما فات ان كانت أيام التشريق باقية ، وأما ان كانت منقضية فالذي يجب عليه هو العود في العام القابل أن حج بنفسه وأن لم يحج رمى عنه وليه فأن لم يكن له ولي استعان برجل من المسلمين , وترمى الجمار عن الذي لا يستطيع الرمي كالمغمى عليه والكسير والمبطون وقد ورد في المريض أنه يحمل الى الجمرة ويرمي عنه , وأن لم يطق الحمل ترك في منزله ورمي عنه.

وأما كيفية الرمي وما يعتبر فيها من الواجب والمندوب فيعلم مما تقدم في رمي خمرة العقبة إلا أنه ينوي لرمي كل جمرة ولو يقول في نفسه ( أرمي الجمرة الأولى بسبع حصيات لحج الإسلام حج التمتع قربة الى الله تعالى ) وهكذا يقول في الوسطى وهكذا في العقبة .

ويستحب في رمي الجمرتين الأولى والوسطى أن يكون الرمي عن يسارهما الذي هو يمين الرامي ولا يجب على الحاج الإقامة بمنى أيام التشريق نهاراً زائداً على القدر الواجب للرمي فأنه يجوز له الخروج الى أي مكان شاء ثم العود قبل الغروب ، نعم يستحب له الإقامة في منى وعدم الخروج منها في تلك الأيام فإذا فرغ من رمي الجمرات الثلاث ونفر من منى بالنفر الأول أو الثاني لم يبق عليه شيء وقد تم حجه حج التمتع وجاز له الانصراف ، ففي الرواية ما ترى في المقام بمنى بعد ما ينفر الناس قال   عليه السلام  : ان كان قد قضى نسكه فليقم ما شاء وليذهب حيث شاء .

النوع الثاني حج الأفراد

وهو فرض من لم يبعد عن مكة ثمانية وأربعين ميلاً وأفعاله بحسب أصل الشرع ان يحرم من الميقات للحج ان كان أقرب من منزله لمكة والا احرم من منزله ، ولو كان مسافراً عن أهله وخوطب بالحج فمر على أحد المواقيت وجب عليه الإحرام لحجه منها ، وان يكون إحرامه في أشهر الحج ثم يمضي لعرفات فيقف بها ثم يمضي للمشعر فيقف به ثم يمضي لمنى فيقضي فيها مناسكها من رمي جمرة العقبة ثم يحلق رأسه أو يقصر ولا يجب عليه الهدي ثم يأتي مكة المكرمة فيطوف بالبيت الحرام طواف لزيارة ويصلي ركعتي الطواف ثم يسعى بين الصفا والمروة ثم يعود لبيت الله الحرام ويطوف طواف النساء ويصلي ركعتي الطواف ثم يعود لمنى للمبيت ليالي التشريق ورمي الجمرات في كل يوم منها ، وبذلك يتم حجه الافرادي ويجوز له وللحاج بحج القران تقديم طواف الحج والسعي على الوقوفين ، وكيفية هذه الأفعال وأحوالها عين ما تقدم في التمتع .

والحاصل انَّه يأتي بمناسك حجه كالمتمتع سوى انَّه يحرم من منزله لو كان اقرب من الميقات والا فمن الميقات ، وينوي في أفعاله حج الأفراد .

وعليه بعد الحج والإحلال منه عمرة مفردة إذا وجبت عليه بأن كان مستطيعاً لهما ويصح وقوع العمرة المفردة بعد أشهر الحج وان كان يجب عليه فيها المبادرة بعد الفراغ من الحج .

 

كيفية العمرة المفردة

وصورة العمرة المفردة بعد الحج النية والإحرام من أدنى الحل والتلبية ثم الطواف ثم ركعتاه ثم السعي ثم الحلق أو التقصير ثم الأحوط طواف النساء ثم ركعتاه هذه صورة العمرة المفردة بعد حج الأفراد أو القران . وأما العمرة المفردة بدونهما فهي تجوز في سائر أيام السنة وأفضلها رجب ولكل شهر تستحب عمرة مفردة بل لكل عشرة أيام تستحب . وهي فريضة واجبة مثل الحج بشرائطه وأسبابه إلا ان عمرة التمتع تجزي عنها . وصورتها النية المشتملة على التعيين والقربة ثم الإحرام من الميقات المقرر سابقاً ثم الطواف سبعة أشواط ثم ركعتاه بعده ثم السعي سبعاً ثم الحلق أو التقصير ثم الأحوط طواف النساء ثم ركعتاه . 

النوع الثالث حج القران

وهو فرض من لم يبعد عن مكة المشرفة ثمانية وأربعين ميلاً وأفعاله عين أفعال الحج المفرد وشروطه فيعتبر فيه جميع ما يعتبر في الأفراد من النية والإحرام وباقي الأفعال . وإنما يزيد عليه بسياق الهدي معه ويجوز له عقد إحرامه بالتلبية أو بأشعار الهدي أو بتقليده , وعليه فلا يشعر ولا يقلد هديهُ حتى يتهيأ للإحرام لأنه إذا أشعر أو قلد فقد وجب عليه الإحرام و الأشعار مختص بالهدي إذا كان من الأبل وهو ان يشق الجانب الأيمن من سنام البدنة التي يسوقها ويلطخ صفحته بالدم على ما ذكره الأصحاب , وأما التقليد فمشترك بين الأبل والبقر والغنم , وأفضله ان يعلق في رقبته الهدي نعلاً خلقاً قد صلى فيه , ويجب عليه العمرة المفردة بعد الحج والأحلال منه , ويجب ذبح هديهِ أو نحره بمنى كالتمتع ان قرن هديه بحجة وان قرنه بالعمرة وجب ذبحه بمكة , ولا يجب عليه الهدي زيادة على ما ساقه معه .

أحكام مكة المكرمة وحرمها

( أحدها ) من جنى في غير الحرم ما يوجب حداً أو تعزيراً أو قصاصاً ولجأ الى الحرم لا يسع لأحد أخذه في الحرم ولكن يمنع من السوق ولا يباع ولا يطعم ولا يسقى ولا يكلم ولا يؤوى لأنه إذا فعل به ذلك يوشك ان يخرج فيؤخذ إلا ان يكون قد جنى في الحرم لأنه يقام عليه الحد في الحرم لأنه لم يرع للحرم حرمة , وهكذا لا يطالب المديون بالدين ما دام في الحرم وقد ورد أنه لا تسلم عليه ولا تروعه حتى يخرج من الحرم .

( ثانيها ) لا ينبغي لأحد أن يرفع بناء فوق الكعبة .

( ثالثها ) كلّما يحرم من الصيد على المحرم في الحل يحرم على المحل في الحرم . واذا أدخل الصيد بالحرم وهو حي فقد حرم لحمه وإمساكه ولا يشتري إلا وهو مذبوح في خارج الحرم ولا يذبح في الحرم ألا الإبل والبقر والغنم والدجاج .

ويجوز رمي الغراب والحدأة  , ويجوز قتل الأفعى والعقرب والنحل والبق والزنبور والنمل والفارة والكلب العقور والسبع وكل حيوان مؤذي خاف الإنسان على نفسه منه وان لم يردك فلا ترده . والأسود الغدرة تقتل أرادتك أم لم تردك , وقد تقدم الكلام في هوام الجسد والثوب في تروك الإحرام .

( رابعها ) نسب بعضهم الى الأكثر بأن حمام الحرم إذا نفره أحد فأن لم يعد فعن كل طير شاة وان عاد فعن الجميع شاة ولا دليل عليه نعتمد عليه بالنسبة الى المحل في الحرم إلا ما في الفقه الرضوي وان نفرت حمام الحرم فرجعت فعليك في كلها شاة وان لم ترها رجعت فعليك في كل طير شاة  .

( خامسها ) قد نقل عدم الخلاف في ان من وجد طائراً مقصوصاً وجب عليه حفظه بنفسه أو بإيداعه عند رجل مسلم أو امرأة مسلمة .

( سادسها ) يكره منع الحاج من سكنى دور مكة , وحكي عند الشيخ والإسكافي تحريمه , وعن أبي عبد الله (  عليه السلام ) . لم يكن ينبغي أن يضع على دور مكة أبواباً لأن للحاج ان ينزل معه في دورهم في ساحة الدار حتى يقضوا  مناسكهم وان أول من جعل لدور مكة أبوابا هو معاوية ، وفي الرواية ان عليا (  عليه السلام  ) كره إجارة بيوت مكة ، وعليه فينبغي ان تدفع أجرة بيوت مكة بعنوان حفظ المتاع والرحل ونحو ذلك .

( سابعها ) حرمة قطع شجر الحرم وحشيشه من حيث الحرم لا من حيث الإحرام ، وتقدم في بحث تروك الإحرام توضيح ذلك وتحقيقه .

( ثامنها ) يحرم دخول مكة بغير إحرام مطلقاً سواء كان أراد دخولها لحج أو عمرة أو أراد دخولها لغير ذلك  ولا فرق في وجوب الإحرام للدخول في مكة بين من كان متوطناً فيها ثم خرج وأراد الدخول اليها أو خرج منها ثم أراد العود اليها أو جاء من الخارج للدخول اليها ويستثنى من ذلك أصناف من الناس ( منها ) الصبيان والمجانين .

( ومنها ) المتكرر خروجه ودخوله اليها كالحطابين والمجتلبة وكصاحب الضيعة والبريد وناقل الميره والحشاشين .

( ومنها ) ما به عذر مانع من الإحرام كالمريض والمبطون فلو أستمر العذر الى دخول مكة سقط الوجوب ولو زال في الأثناء وجب العود الى الميقات ان أمكن وإلا فمن موضعه .

( ومنها )من سبق له إحرام إذا خرج فانَّه له ان يدخل مكة محلا في الشهر الذي احرم فيه .

( تاسعها ) لقطة الحرم لا تملك ويجب التصدق بها ويحرم رفعها إلا من وجد من نفسه الاهتمام بتعريفها وإيصالها لصاحبها ولا طمع له بها وفي الحديث ( الالمنشد ) ويجب التعريف بها سنة لكل من أخذها ثم يتصدق بها ولو جاء صاحبها فطالبه بها ولم يمض تصدقه بها فهو لها ضامن ان كان الذي أخذها لم يأخذها بنية الانشاد بل كان طمعاً بها ، واما ان كان ممن لم يحرم عليه أخذها كما إذا أخذها بنية الانشاد والإيصال الى أهلها فأنه لو جاء صاحبها لم يضمن له لأنه ليس على المحسنين من  سبيل .

وقد ورد بعض الأخبار في لقطة الحرم إذا كانت ديناراً انسحقت كتابته انَّها لمن وجدها .

( عاشرها ) يحرم على ما قيل إخراج الحصى والتراب من الحرم .

( الحادي عشر منها ) حكي ان المعروف من مذهب الاصحاب كراهية المجاورة والأخبار في ذلك مختلفة ولا يهمنا تحقيق ذلك لعدم الاحتياج اليه وعدم الابتلاء به.

( الثاني عشر منها ) التخيير بين القصر والإتمام في مكة المكرمة ولعل الإتمام أفضل .

أحكام ذوى الأعذار

المرأة إذا حاضت أو تنفست أو استحاضت

إذا حاضت المرأة أو تنفست جاز لها الإحرام فتفعل ما تفعله الطاهرة من الواجبات والمستحبات حتى الغسل سوى أنها لا تصلي صلاة الإحرام ، ولو تركت الإحرام لاحتمال انَّه لا يجوز في حقها فحكمها حكم الجاهل من العود الى الميقات ان أمكن وكانت تدرك الحج لو عادت ، وان خشيت ان يفوتها الحج أحرمت من مكانها وان استطاعت ان تخرج من الحرم الى أدنى الحل خرجت وأنشأت الإحرام منه.

نعم لم يكن لها الطواف بالبيت وتنتظر الى وقت الوقوف بعرفات فانَّ طهرت وتمكنت من الطواف والسعي والتقصير وانشأ الاحرام للحج وإدراك عرفة صح لها التمتع . وان لم تدرك ذلك وضاق عليها الوقت واستمر بها الحيض الى وقت الوقوف بطلت متعتها وبقيت على احرامها وصارت حجتها مفردة وتخرج بعد حجها الى التنعيم فتحرم بعمرة مفردة .

 

( والحاصل ) انَّها إذا خشيت وخافت ان يفوتها الموقف لو بقيت منتظرة للطهر حتى تطوف انقلب حجها الى حج الأفراد وان لم تخف الفوت انعقدت عمرتها فانَّ اتفق ضيق الوقت لزمها العدول الى الأفراد . وكيف كان فإذا عدلت الى الأفراد فلا هدي عليها ولا فرق في جميع ما ذكرناه بين من حاضت قبل الإحرام أو بعده هذا كله إذا حدث الحيض قبل الطواف ، واما لو حدث في أثنائه فانَّ كان بعد أربعة أشواط فقد تمت عمرتها وعلّمت الموضع وقضت بعد الحج ما بقى من الطواف من المكان الذي علّمته ومثله ما لو حاضت قبل ركعتي الطواف فانَّ عليها ان تصلي الركعتين إذا طهرت وان كان لدون الأربعة فحكمها حكم ما سبق أعني الحائض قبل الطواف ولو حصل لها الحيض بعد الطواف وصلاة ركعتيه صحت متعتها ووجب عليها السعي والتقصير . هذا كله في عمرة التمتع ، واما في الحج فهكذا لا يمنع الحيض أو النفاس من إحرامها للحج والقيام بأعماله سوى الطواف وركعتيه فإنها لو خافت من حدوث الحيض أو النفاس في اليوم النحر جاز لها تقديم طواف حجها على الذهاب لمنى ، ولو حاضت أو تنفست أخرت طوافها الى ان تطهر واذا حدث بها الحيض أو النفاس في أثناء الطواف فانَّ كانت قد أتت بأربعة أشواط فصاعداً بنت عليها وأتمت الباقي بعد الطهر وان كانت قد أتت بثلاثة فنازلا فتؤخر طوافها حتى تطهر .

وأما طواف النساء فننتظر حتى تطهر ومع ضرورة الخروج جاز لها ان تستنيب من تقضيه عنها ولو حاضت أو تنفست في أثناء طواف النساء فحكمها حكم ما تقدم في طواف الحج . وقد تقدم قسمٌ من أحكام الحائض والنفساء في بيان أفعال الحج والعمرة وأما المستحاضة فهي كالطاهرة إذا فعلت ما عليها فيجوز لها الطواف بالبيت والصلاة فيه .

من فاته الحج بعد الإحرام

الذي فاته الحج كمن دخل مكة يوم النحر تحلل بعمرة مفردة بأن يقيم على إحرامه الذي دخل به لمكة أيام التشريق وينوي به عمرة مفردة ويقطع التلبية حين يدخل مكة ويطوف ويسعى ويحلق رأسه ويطوف طواف النساء كما تقدم في بيان العمرة المفردة ثم ينصرف لاهله ان شاء ، ومن قصر ماله عن القيام بالحج بعد الإحرام يكون ممن فاته الحج ولا يجزي ما أتى به عن حج الإسلام ، وعليه فلو كان الحج قد أستقر وجوبه عليه أو استمر وجب عليه إتيان الحج وإلا كان مستحباً له إتيانه .

المصدود والمحصور

الصد : هو المنع من إتمام الحج أو العمرة من عدو أو سلطان بل كل من منعه ولو من باب الاشفاق عليه والحب له عن إتمام الحج أو العمرة ولا طريق عنده للتخلص منه تخلصاً لا يضر بحاله ولا فيه حرج عليه ، ولو توقف دفع العدو على قتاله لم يجب قتاله ولو ظن السلامة . والاحصار هو منع المرض عن إتمام الحج والكلام فيهما يقع في المقصدين .

المقصد الأول في الصد

إذا تلبس العيد بإحرام العمرة أو الحج وجب عليه إكماله ومتى صد بعد إحرامه كما لو منعه العدو عنه ولم يكن له طريق آخر أو كان ولم يمكنه المسير فيه لقصور النفقة أو عدم الرفقة أو عدم الاهتداء اليه ونحو ذلك حل عن كل شيء حرم عليه بالإحرام حتى النساء ، وانما يتحلل عن إحرامه بشرط الذبح أو النحر للهدي ، ولا يقع التحلل بدونه فينوي في هديه التحلل من دون فرق بين أن يكون حجة واجباً أو ندباً أو تمتعاً أو افراداً أو قراناً  ، وهكذا لا فرق في العمرة بين المفردة أو التمتع بها ، ولا يعتبر في الهدي المحلل زمان خاص ولا مكان خاص ، بل ينحره أو يذبحه في موضع الصد مطلقاً في الحل كان أو في الحرم ، ولا يجب بعث الهدي الى منى وذبحه فيها ، ولا يتوقف تحلل المصدود على ما عدا الذبح والنحر كالتقصير أو الحلق وليس التحلل بالنحو المذكور واجباً عليه بل له ان يبقى على إحرام الحج أو العمرة الى ان يتحقق الفوت فيتحلل بعمرة مفردة نظير من فاته الحج ، ولو وجد طريقاً آخر وخشي بسلوكه أن يفوته الحج وجب عليه سلوكه الى أن يتحقق الفوت فيتحلل بالعمرة المفردة كما هو شأن من فاته الحج ، ومجرد الصد مصحح للتحلل ولا يجب عليه الصبر حتى يفوته الحج أو العمرة بل حتى لو ظن زوال المانع جاز له التحلل المذكور فإذا تحلل ثم جاز المانع وكان الوقت متسعاً وجب الإتيان بالمناسك في عامه هذا إن كان الحج أو العمرة واجبة عليه وإلا فلا ، ويتحقق الصد عن الحج بالمنع عما يفوت الحج بفواته كالمنع عن الوقوف بالموقفين عرفة والمشعر ويتحقق الصد عن العمرة بالمنع عما تفوت بفواتها كدخول مكة .

 

ويسقط حج الإسلام لو كان الصد في عام الاستطاعة ما لم تحصل له الاستطاعة في الاعوام الآتية أما لو حصلت له بعد ذلك وجب عليه الحج عندها ، ولو كانت الاستطاعة حاصلة له قبل عام الصد لم يسقط الحج عنه بالصد ووجب عليه أن يأتي به في العام المقبل .

المقصد الثاني في الاحصار

إذا أحصر الحاج أو المعتمرعن تمام نسكه بالمرض بأن منعه المرض من إدراك ما يدرك به الحج في حجه بأن منعه المرض من إدراك ما يدرك به الحج في حجه أو ما يدرك به العمرة في عمرته توقف تحلله على الهدي والتقصير ، ومحل الهدي منى يوم النحر إذا احصر في الحج واذا أحصر في العمرة فمحله مكة ، ولا يحل المحصور ما لم يبلغ الهدي محله ، وعليه فالمحصور الباعث للهدي يتواعد مع المبعوث معه الهدي أن يكون النحر أو الذبح ساعة معينة فإذا بلغ تلك الساعة التي واعدهم فيها قصر وأحل من كل شيء أحرم منه ما عدا النساء خاصة فأنه لا تحل له حتى يحج من قابل أن أحصر في الحج الواجب عليه أو عمرته المتمتع بها إليه ، وأما إذا أحصره في العمرة المفردة سواء كانت واجبة أو مستحبة فلا تحل له النساء حتى يعتمر مرة ثانية واما لو كان الاحصار في الحج المندوب لم يجب عليه شيء .

هذا ويلحق بالحج المندوب الحج في عام الاستطاعة لأنه لم يستقر عليه الحج مع الحصر في عام الاستطاعة ولو كان المحصور سائقاً هديا بأن كان حاجاً حج قران أجزأه هديه ، ولا يلزم عليه هدي آخر ، ولو تعذر البعث جاز الهدي في محل الحصر ولا يجب بعثه الى مكة ولا الى منى .

متابعة ولاة الأمر في الهلال

إذا صار بناء ولاة الأمر ومن بيدهم السلطة على أن آخر ذي القعدة هو اليوم الأول من ذي الحجة وأختلف الموقف بيننا وبينهم فكان اليوم الثامن من ذي الحجة عندنا هو اليوم التاسع عندهم أو بالعكس صحت متابعتهم في الموقف وان علم الخلاف نظير المتابعة لهم في القبلة وان علم الخلاف ولا تجب الإعادة ولا إتيان الحج من قابل .

أحكام المدينة المنورة وحرمها

( أحدهما ) يحرم قطع النبات الرطب والشجر إلا عود الناضج في حرم المدينة والحرم بريد في بريد يقع ما بين جبل ( عاير ) وبين جبل ( وعير ) - بفتح الواو أو ضمها - .

وعلى ما حكي عن الشهيد الثاني أنهما يكتنفان المدينة من المشرق والمغرب ولا يجب الإحرام لدخوله كحرم مكة ولا غير ذلك مما يجب في حرم مكة .

( ثانيها ) يحرم الصيد بين حرتي المدينة وهما على ما ذكره الأصحاب حرة (واقم) وهي شرق المدينة وحرة ( ليلى ) وهي غربها وتسمى بحرة العقيق وللمدينة حرتان أخريان جنوباً وشمالاً حرة ( قبا ) وحرة ( الرجلى ) بالقصر وقديمة وهما متصلان بالحرتين الاوليتين فكانت هذه الاربعة بمنزلة الحرتين ولذا في بعض الاخبار يعبر ( بالحرتين ) وفي بعضها ( بالحرار ) . والحرة - بفتح الحاء - وتشديد الراء الأرض التي ذات أحجار سود .

 

( ثالثها ) يستحب على ما ذكره جدي الهادي ( رحمه الله   ) وجملة من الفقهاء كالشهيد (  رحمه الله  ) ودلت عليه بعض الأخبار الغسل لدخول المدينة ولدخول المسجد وللزيارة ويكفي غسل واحد بنية الجميع أو بنية الغسل لدخول المدينة .

( رابعها ) يستحب التصدق بدرهم من التمر لمن دخل المدينة .

كيفية زيارة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )

( خامسها ) زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنورة وقد ذكر جملة من الأصحاب  انَّه ينبغي أن يغتسل لزيارته (صلى الله عليه وآله وسلم) ويجزي عنه الغسل عند دخول المدينة أو قبل دخولها ثم يأتي بسكينة ووقار فيقف على باب جبرائيل  ( عليه السلام ) وهو الذي من جانب البقيع ويستأذن بما ذكره جملة من الاصحاب قائلاً : ( بسم الله الرحمن الرحيم  . اللهم أني قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك وآل نبيك عليه وعليهم السلام وقد منعت الناس عن الدخول الى بيوته إلا بأذن نبيك فقلت يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم اللهم وأني اعتقدها في غيبته كما أعتقدها في حضرته ، واعلم ان رسلك وخلفاءك احياء عندك يرزقون يرون مكاني في وقتي هذا وزماني ويسمعون كلامي في وقتي هذا ويردون عليّ سلامي ، وانك حجبت عن سمعي كلامهم ، وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم فأني استأذك يا رب أولاً واستأذن رسولك ثانياً ، واستأذن خليفتك الإمام المفترض عليّ طاعته في الدخول في ساعتي هذه الى بيته ، واستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة المطيعة لله السامعة ، السلام عليكم أيها الملائكة الموكلون بهذا المشهد المبارك ورحمة الله وبركاته . بأذن الله وأذن رسول الله وإذن خلفائه وأذنكم صلوات الله عليكم أجمعين ، أدخل هذا البيت مقترباً الى الله ورسوله محمد وآله الطاهرين فكونوا ملائكة الله أعواني وأنصاري حتى أدخل هذا البيت وأدعو الله بفنون الدعوات وأعترف لله بالعبودية وللرسول ولأبنائه بالطاعة ثم يدخل مقدماً رجله اليمنى وهو يقول :

( بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله رب أدخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق وأجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً )

ثم يكبر الله مائة تكبيرة ثم يصلي ركعتين تحية المسجد ثم يتوجه نحو الحجرة الشريفة التي فيها قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) فيسلم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) ولو يقول :     ( السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا نبي الله . السلام عليك يا محمد بن عبد الله ، السلام عليك يا خاتم النبيين . أشهد أنك قد بلغت الرسالة وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وعبدت الله مخلصاً حتى أتاك اليقين فصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته ) ثم تقوم عند الاسطوانة المتقدمة من جانب القبر الأيمن عند رأس القبر عند زاوية القبر وأنت مستقبل القبلة ومنكبك الأيسر الى جانب القبر ومنكبك الأيمن مما يلي المنبر فانَّه موضع رأس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وتقول([1]) (أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمد عبده ورسوله وأشهد أنك رسول الله وأنك محمد بن عبد الله واشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وجاهدت في سبيل الله وعبدت الله مخلصاً حتى آتاك اليقين بالحكمة والموعظة الحسنة وأديت الذي عليك من الحق وأنك قد رأفت بالمؤمنين وغلظت على الكافرين فبلغ الله بك أفضل شرف محل المكرمين الحمد الله الذي استنقذنا بك من الشرك والضلالة، اللهم فأجعل صلواتك وصلوات ملائكتك المقربين وأنبيائك المرسلين وعبادك الصالحين وأهل السماوات والأرضين  ومن سبح لك يا رب العالمين من الأولين والآخرين على محمد عبدك ورسولك ونبيك وأمينك ونجيك وحبيبك وصفيك وخاصتك وصفوتك وخيرتك من خلقك اللهم أعطه الدرجة الرفيعة وآته الوسيلة من الجنة وابعثه مقاماً محموداً يغبطه الأولون والآخرون ، اللهم إنك قلت ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله وأستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً وأني أتيتك مستغفراً تائباً من ذنوبي وإني أتوجه بك الى الله ربي وربك ليغفر لي ذنوبي ) ثم إذا كانت لك حاجة فاجعل قبره (صلى الله عليه وآله وسلم ) خلف كتفيك واستقبل القبلة وأرفع يديك وسل حاجتك تقضي إن شاء الله تعالى وكان علي بن الحسين (  عليه السلام  ) بعد فراغه من السلام على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والشهادة له بالبلاغ يسند ظهره الى المرمرة الخضراء الدقيقة العرض مما يلي القبر ويلتزق بالقبر ويسند ظهره الى القبر الشريف ويستقبل القبلة ويقول :

 

( اللهم إليك ألجأت أمري ، والى قبر محمد عبدك ورسولك أسندت ظهري وللقبلة التي رضيت لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) استقبلت . اللهم أني أصبحت لا أملك لنفسي خير ما أرجو لها ولا أدفع عنها شر ما أحذر عليها واصبحت الأمور بيدك فلا فقير  أفقر مني ، أني لما أنزلت الي من خير فقير اللهم ارددني منك بخير فأنه لا راد لفضلك اللهم إني أعوذ بك من أن تبدل أسمي أو تغير جسمي أو تزيل نعمتك عني اللهم زيني بالتقوى وجملني بالنعم واعمرني بالعافية وارزقني شكر العافية ) .

وفي مزار المرحوم السيد عبد الله شبر أنه في اكثر الكتب يقرأ بعد ذلك ( القدر) إحدى عشرة مرة وفي حسن معاوية إذا فرغت من الدعاء عند قبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) فأت المنبر فامسحه بيدك وخذ برمانتيه  وهما السفلاوان وامسح عينيك ووجهك فانَّه يقال أنه شفاء العين وقم عنده واحمد الله وأثنِ عليه وسل حاجتك فانَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) قال ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ثم تأتي مقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) فتصلي فيه ما بدا لك . ( أقول ) ويظهر من المنقول عن كتب المزار أنه يصلي فيه صلاة الزيارة ويظهر من المحكي عن بعض الأخبار ان أقلها ركعتان ثم أربع ثم ست ثم ثمان .

زيارة الزهراء صلى الله عليه وآله وسلم

( وسادسها ) زيارة قبر الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلى الله عليه وآله وسلم  وقد اختلفت الروايات في تعينه بين مواضع ثلاثة : 

( أحدها ) الروضة بين المنبر والقبر وهي التي ورد فيها أنها روضة من رياض الجنة وذكر بعضهم أن حدّها من القبر الى المنبر طولا ومن المنبر الى الاسطوانة الرابعة عرضاً ، وقد عملّت تلك الاسطوانات لتمتاز عن بقية الاسطوانات وعن ابي عبد الله( عليه السلام ) ان حد الروضة بعد أربع أساطين من المنبر الى الظلال وليس منها في الصحن شيء .

( الثاني ) بيتها وهو خلف قبر أبيها عند رجليه ( عليه أفضل الصلاة والسلام ).

( الثالث ) البقيع وبعضهم قال أنها دفنت في بيت الاحزان فالأولى زيارتها فيها أجمع وقد ورد عن الجواد ( عليه السلام ) زيارتها بأن تقول :

( يا ممتحنة امتحنك الله الذي خلقك قبل ان يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة وبزعمنا أنا لك أولياء ومصدقون وصابرون بكل ما أتى به أبوك ( صلى الله عليه وآله وسلم)  وأتى به وصيه ( عليه السلام  ) فانا نسألك ان كنا قد صدقناك إلا الحقتينا بتصديقنا لتسر أنفسنا بأنا طهرنا بولايتك )

وفي التهذيب للشيخ أنه وجدت أصحابنا يقولون عن زيارتها :

( السلام عليك يا بنت رسول الله ، السلام عليك يا بنت نبي الله ، السلام عليك يا بنت حبيب الله ، السلام عليك يا بنت خليل الله ، السلام عليك يا بنت صفي الله ، السلام عليك يا بنت أمين الله ، السلام عليك يا بنت خير خلق الله ، السلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله ، خير البرية ، السلام عليك يا سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا زوجة ولي الله ، السلام عليك يا أم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، السلام عليك أيتها الرضية المرضية ، السلام عليك أيتها الصادقة الرشيدة ، السلام عليك أيتها الفاضلة ، السلام عليك أيتها الحوراء الإنسية ، السلام عليك أيتها التقية النقية ، السلام عليك أيتها المحدثة العليمة ، السلام عليك أيتها الطاهرة المطهرة ، السلام عليك أيتها البتول ، السلام عليك ياقرة عين الرسول ، السلام عليك يا بضعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) السلام عليك يا فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله صلى عليه وآله ورحمة الله وبركاته وصلوات الله عليك وعلى أبيك وبعلك وذريتك الأئمة الطيبين الطاهرين وعلى روحك وبدنك .ثم تصلي ركعتين قائلا بعدهما :

( اللهم أني صليت هاتين الركعتين هدية مني الى سيدتي فاطمة الزهراء ، اللهم فصل على محمد وآله وتقبلهما ) .

 

الأعمال في المسجد

( وسابعها ) أنه يستحب في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) أمور :-

( منها ) ان يصلي  على محمد وآله عند دخوله المسجد وعند خروجه وليكثر منها .

( ومنها ) الإكثار من الصلاة فيه فأنها تعدل عشرة آلاف من الصلاة في غيره خصوصاً في الروضة وبيت فاطمة صلى الله عليه وآله وسلم  وهو ما بين البيت الذي فيه النبي  صلى الله عليه وآله وسلم الى الباب الذي يحاذي الزقاق الى البقيع كما في المنقول عن الصادق  عليه السلام  وفي بعض الأخبار ما يدل على أن الصلاة في بيتها أفضل من الروضة .

( ومنها ) أن يقيم في المسجد يوم الأربعاء والخميس والجمعة صائماً فيها ويصلي ليلة الأربعاء ويومه عند الاسطوانة التي تلي رأس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وليلة الخميس ويومه عند اسطوانة أبي لبابة وتسمى اسطوانة التوبة وليلة الجمعة ويومها عند الاسطوانة التي تلي مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويدعو بهذا الدعاء لحاجته وهو :

( اللهم إني أسألك بعزتك وقوتك وقدرتك وجميع ما أحاط به عملك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا ) ويذكر بعد كذا حاجته .

( ومنها ) أن يأتي مقام جبرائيل  عليه السلام   وهو تحت الميزاب فانَّه كان مقامه إذا استأذن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقول :

( أي جواد أي كريم أي قريب أي بعيد أسألك أن تصلي على محمد وأهل بيته وأسألك أن ترد عليّ نعمتك )

وهو مقام لا تدعوا فيه حائض بدعاء الدم إلا رأت الطهر .

زيارة أئمة البقيع

( ثامنها ) زيارة أئمة البقيع عليهم السلام ، وهم الحسن الزكي سلام الله عليه ، وسيد الساجدين علي بن الحسين (   عليه السلام )  ومحمد بن علي باقر علوم الأولين والآخرين وجعفر الصادق عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام فانَّ قبورهم كلها في البقيع ولم نقف على رواية في الاستئذان لهم ولكن المحكي عن المزار الكبير إنه إذا وصل إلى الباب الشريف يعني باب القبة المباركة يقف عليه ويقول مستأذناً للدخول :

[ يا مواليّ يا أبناء رسول الله عبدكم وابن امتكم الذليل بين أيديكم ، والمصعر في علو قدركم ، والمعترف بحقكم ، جاءكم مستجيراً بكم قاصداً الى حرمكم متقرباً الى مقامكم ، متوسلا الى الله تعالى بكم ، أأدخل يا موالي ، أأدخل يا أولياء الله ، أأدخل يا ملائكة الله المحدقين بهذا الحرم الشريف المقيمين بهذا المشهد )

ثم قدم رجلك اليمنى وادخل بخشوع وخضوع قائلاً : -

[ الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ، الحمد لله الفرد الصمد الماجد الأحد الذي منّ عليّ بطوله وسهل لي زيارة سادتي بإحسانه ولم يجعلني عن زيارتهم ممنوعاً بل تطول ومنح )

ثم أستقبل القبور بوجهك ناوياً زيارتهم وزرهم بما هو المحكي روايته عن التهذيت والكافي وكامل الزيارة عن أحدهم ( عليه السلام ) وأعتمد عليه مشاهير علمائنا فيقول :

[ السلام عليكم أئمة الهدى السلام عليكم أهل التقوى ، السلام عليكم حجج الله على أهل الدنيا ، السلام عليكم أيها القوامون في البرية بالقسط ، السلام عليكم أهل الصفوة ، السلام عليكم آل رسول الله ، السلام عليكم أهل النجوى ، أشهد أنكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله وكذّبتُم وأسيء اليكم فعفوتم ، وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون وأن طاعتكم مفروضة ، وأن قولكم الصدق ، وانكم دعوتم فلم تجابوا ، وأمرتم فلم تطاعوا ، وأنكم دعائم الدين وأركان الأرض لم تزالوا بعين الله ينسخكم من أصلاب كل مطهر ، وينقلكم في أرحام المطهرات ، لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء ، ولم تشرك فيكم فتن الأهواء ، طبتم وطاب منبتكم  ، أنتم الذين منّ بكم علينا ديّان الدين فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه وجعل صلواتنا عليكم رحمة لنا وكفارة لذنوبنا واختاركم لنا ، وطيب خلقنا بكم . ومنّ علينا بولايتكم فكنا عنده مسلمين بفضلكم ومعترفين بتصديقنا إياكم وهذا مقام من أسرف وأخطأ واستكان واقرّ بما جنى ورجا بمقامه الخلاص وان يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من الردى ، فكونوا فيّ شفعاء فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم اهل الدنيا واتخذوا آيات الله هزوا ) ثم يدعو بهذا الدعاء :

 

[ يا من هو قائم لا يسهو ، ودائم لا يلهو ، ومحيط بكل شيء لك المنّ بما وفقتني وعرفتني بما أقمتني عليه إذ صدّ عنه عبادك وجهلوا معرفته ، وأستخفوا بحقه ، ومالوا الى سواه ، فكانت المنة منك عليّّ مع اقوام خصصتهم بما خصصتني ، فلك الحمد إذ كنت عنك في مقامي هذا مذكوراً مكتوباً فلا تحرمني ما رجوت ولا تخيبني مما دعوت ، بحرمة محمد وآله الطاهرين وصلى الله على محمد وآل محمد ] وفي المحكي عن التهذيب يصلي ثمان ركعات لكل واحد ركعتين للزيارة ، وفي المحكي عن الشيخ الطوسي وابن طاووس إذا أردت وداعهم فقل :

[ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، استودعكم الله وأقرأ عليكم السلام آمنا بالله وبالرسول وبما جئتم به ودللتم عليه ، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين ، ثم أدع الله كثيراً ولا يجعله آخر العهد من زيارتهم ].

وفي مناسك المرحوم الشيخ أحمد كاشف الغطاء الممضي من عمي الحسين  رحمه الله         وان أحببت زيارة كل واحد منهم بزيارة مستقلة فقل في :

زيارة الحسن المجتبى  عليه السلام  

[ السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن نبي الله ، السلام عليك يا أبن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا أمين الله ، السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا نور الله ، السلام عليك يا محجة الله ، السلام عليك يا صراط الله ، السلام عليك يا لسان حكمة الله ، السلام عليك يا ناصر دين الله , السلام عليك أيها السيد الزكي ، السلام عليك أيها البر التقي ، السلام عليك أيها القائم الأمين ، السلام عليك أيها العالم بالتنزيل ، السلام عليك أيها العالم بالتأويل ، السلام عليك أيها الهادي المهدي، السلام عليك أيها الباهر الخفي ، السلام عليك أيها الطاهر الزكي ، السلام عليك أيها الحق الحقيق ، السلام عليك يا أبا محمد الحسن بن علي ورحمة الله وبركاته ].

ثم تصلي ركعتين للزيارة كما سبق وتدعو لنفسك وأخوانك بما تشاء .

زيارة زين العابدين  عليه السلام  

[ السلام عليك يا زين العابدين ، السلام عليك يا زين المتهجدين ، السلام عليك يا إمام المتقين ، السلام عليك يا درة الصالحين ، السلام عليك يا ولي المسلمين ، السلام عليك يا قرة عين الناظرين العارفين ، السلام عليك يا خلف السابقين ، السلام عليك يا وصي الوصيين ، السلام عليك يا خازن وصايا المرسلين ، السلام عليك يا ضوء المستوحشين ، السلام عليك يا نور المجتهدين ، السلام عليك يا سراج المرتاضين ، السلام عليك يا ذخر المتعبدين ، السلام عليك يا مصباح العالمين ، السلام عليك يا سفينة العلم ، السلام عليك يا سكينة الحلم ، السلام عليك يا ميزان القصاص ، السلام عليك يا سفينة الخلاص ، السلام عليك يا بحر الندى ، السلام عليك يا بدر الدجى ، السلام عليك أيها الأواه الحليم ، السلام عليك أيها الصابر الحكيم ، السلام عليك يا رئيس الباكين ، السلام عليك يا مصباح المؤمنين ، السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد أشهد أنك حجة الله وابن حجته وأبو حججه وابن أمينه وأبو أمنائه وأنك ناصحت في عبادة ربك وسارعت في مرضاته ، وخيبت أعداءه ، وسررت أولياءه ، أشهد أنك قد عبدت الله حق عبادته ، واتقيته حق تقاته وأطعته حق إطاعته حتى أتاك اليقين ، فعليك يا مولاي يا ابن رسول الله أفضل التحية والسلام ورحمة الله وبركاته ] .

ثم تصلي ركعتين كما سبق وتدعو لنفسك وإخوانك بما تشاء .

 

 زيارة الإمام محمد الباقر  عليه السلام  

 [  السلام عليك أيها الباقر لعلم الله ، السلام عليك أيها الفاحص عن دين الله، السلام عليك أيها المبين لحكم الله ، السلام عليك أيها القائم بقسط الله ، السلام عليك أيها الناصح لعباد الله ، السلام عليك أيها الداعي الى الله ، السلام عليك أيها الدليل الى الله ، السلام عليك أيها الفضل المبين ، السلام عليك أيها النور الساطع ، السلام عليك أيها البدر اللامع ، السلام عليك أيها الحق الأبلج ، السلام عليك أيها السراج الأسرج ، السلام عليك أيها النجم الأزهر ، السلام عليك أيها الكوكب الأبهر ، السلام عليك أيها المنزه عن المعضلات ، السلام عليك أيها المعصوم من الزلات ، السلام عليك أيها الزكي في الحسب . السلام عليك أيها الرفيع في النسب ، السلام عليك أيها الإمام الشفيق ، السلام عليك أيها القصر المشيد ، السلام عليك يا حجة الله على خلقه أجمعين ، أشهد يا مولاي أنك قد صدعت الحق صدعاً ، وبقرت العلم بقراً ، ونثرته نثراً ، لم تأخذك في الحق لومة لائم ، وكنت لدين الله مكاتم ، وقضيت ما كان عليك وأخرجت أولياءك من ولاية غير الله الى ولاية الله ، وأمرت بطاعة الله ، ونهيت عن معصية الله حتى قبضك الله الى رضوانه وذهب بك الى دار كرامته والى مساكن أصفيائه ومجاورة أوليائه ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ] .

ثم تصلي ركعتين كما سبق وتدعو لنفسك وإخوانك بما تشاء .

زيارة الإمام جعفر الصادق   عليه السلام  

 [ السلام عليك أيها الإمام الصادق ، السلام عليك أيها الوصي الناطق ، السلام عليك أيها الفائق الرائق ، السلام عليك أيها السنام الأعظم ، السلام عليك أيها الصراط الأقوم ، السلام عليك يا مفتاح الخيرات ، السلام عليك يا معدن البركات ، السلام عليك يا صاحب الحجج والدلالات ، السلام عليك يا صاحب البراهين الواضحات ، السلام عليك يا ناصر دين الله ، السلام عليك يا ناشر حكم الله ، السلام عليك يا فاصل الخطابات ، السلام عليك يا كاشف الكربات ، السلام عليك يا عميد الصالحين ، السلام عليك يا لسان الناطقين ، السلام عليك يا خلف الخائفين ، السلام عليك يا زعيم الصالحين ، السلام عليك يا سيد المسلمين ، السلام عليك يا كهف المؤمنين ، السلام عليك يا هادي المضلين ، السلام عليك يا سكن الطائعين ، أشهد يا مولاي أنك علم الهدى ، والعروة الوثقى ، وشمس الضحى ، وبحر الندى وكهف الورى ، والمثل الأعلى وصلى الله على روحك وبدنك والسلام عليك وعلى العباس عم رسول الله ورحمة الله وبركاته ] .

ثم تصلي ركعتين كما سبق وتدعو لنفسك وإخوانك بالمغفرة والرضوان والعفو والعافية وحسن العاقبة إن شاء الله تعالى .

 الحادي عشر منها

  على ما في مناسك المرحوم الشيخ أحمد  رحمه الله  ومصباح الزائر وغيره :

زيارة إبراهيم  ابن رسول الله (  صلى الله عليه وآله وسلم)

في البقيع فتقف عليه قائلاً :

[ السلام على رسول الله ، السلام على نبي الله ، السلام على حبيب الله ، السلام على صفي الله ، السلام على نجي الله ، السلام على محمد بن عبد الله سيد الأنبياء وخاتم المرسلين وخيرة الله من خلقه في أرضه وسمائه ، السلام على جميع أنبياء الله ورسله ، السلام على السعداء والشهداء والصالحين ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، السلام عليك أيتها الروح الزاكية ، السلام عليك أيتها النفس الشريفة ، السلام عليك أيتها السلالة الطاهرة ، السلام عليك أيتها النسمة الزاكية ، السلام عليك يا ابن خير الورى ، السلام عليك يا ابن النبي المجتبى ، السلام عليك يا ابن المبعوث الى كافة الورى ، السلام عليك يا ابن البشير النذير ، السلام عليك يا ابن السراج المنير ، السلام عليك يا ابن المؤيد بالقرآن ، السلام عليك يا ابن المرسل الى الإنس والجان ، السلام عليك يا ابن صاحب الراية والعلامة ، السلام عليك يا ابن

 

الشفيع يوم القيامة ، السلام عليك يا ابن من حباه الله بالكرامة ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنك قد اختار الله لك دار أنعامه قبل أن يكتب عليك أحكامه ويكلفك حلاله وحرامه فنقلك إليه طياً زاكياً مرضياً طاهراً من كل نجس مقدساً من كل رجس وبوأك جنة المأوى ورفعك الى الدرجات العلى وصلى الله عليك صلاة تقر بها عين رسوله وتبلغه أكبر مأموله ، اللهم اجعل أفضل صلواتك وأزكاها وأثمن بركاتك وأوفاها على رسولك ونبيك وخيرتك من خلقك محمد خاتم النبيين وعلى ما نسل من أولاده وعلى ما خلف من عترته الطاهرة برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم إني أسألك بحق محمد صفيك وإبراهيم نجل نبيك أن تجعل سعيي بهم مشكوراً وذنبي بهم مغفوراً وحياتي بهم سعيدة وعاقبتي بهم حميدة وحوائجي بهم مقضية وأفعالي بهم مرضية وأموري بهم مسعودة وشؤوني بهم محمودة اللهم واحسن لي التوفيق ونفس عني كل هم وضيق اللهم جنبني عقابك ، وامنحني ثوابك ، وأسكني جنابك وارزقني رضوانك وأمانك واشرك في صالح دعائي والدي وولدي وجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك ولي الباقيات الصالحات آمين رب العالمين ] .

ثم تسأل حوائجك وتصلي ركعتين للزيارة كما سلف .

الثاني عشر منها

زيارة فاطمة بنت أسد

 بالبقيع أم أمير المؤمنين  عليه السلام  التي حفر لحد قبرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و اخرج ترابه بيده وكفنها في قميصه وقال : ما اعفي أحد من ضغطة القبر إلا فاطمة ، كذا في مناسك جدي الهادي  رحمه الله   وفي مناسك المرحوم الشيخ احمد وغيره . إذا وقفت على قبرها فقل:

[ السلام على نبي الله ، السلام على رسول الله ، السلام على سيد المرسلين ، السلام على محمد سيد الأولين ، السلام على سيد الآخرين ، السلام على من بعثه الله رحمة للعالمين ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام على فاطمة بنت أسد الهاشمية ، السلام عليك أيتها الصديقة الرضية ، السلام عليك أيتها التقية النقية ، السلام عليك أيتها الرضية ,السلام عليك أيتها التقية النقية , السلام عليك أيتها الكريمة المرضية , السلام عليك يا كافلة محمد خاتم النبيين ,السلام عليك يا والدة سيد الوصيين , السلام عليك يا من ظهرت شفقتها على رسول الله خاتم النبيين ,السلام عليك يا من أحسنت تربيتها لولي الله الأمين , السلام عليك وعلى روحك وبدنك الطاهر , السلام عليك وعلى ولدك ورحمة الله وبركاته , أشهد أنك أحسنت الكفالة,وأديت الأمانة , و أجتهدت في مرضاة الله , وبالغت في حفظ رسول الله عارفة بحقه مؤمنة بصدقه معترفة بنبوته , مستبصرة بنعمته ,كافلة بتربيته , مشفقة على نفسه واقفة على خدمته , مختارة رضاه , و أشهد أنك مضيت على الإيمان والتمسك باشرف الأديان راضية مرضية طاهرة زكية تقية نقية فرضي الله عنك وارضاك وجعل الجنة منزلك ومأواك , اللهم صل على محمد وآل محمد وانفعني بزيارتها وثبتني على محبتها , ولا تحرمني شفاعتها , وشفاعة الأئمة من ذريتها وارزقني مرافقتها , واحشرني معها ومع أولادها الطاهرين , اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياها وارزقني العود إليها أبداً ما ابقيتني , و إذا توفيتني فاحشرني في زمرتها , و ادخلني في شفاعتها برحمتك يا ارحم الراحمين , اللهم بحقها عندك , ومنزلتها لديك اغفر لي ولوالدّي ولجميع المؤمنين والمؤمنات , وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ] .

ثم تصلي ركعتين للزيارة كما سلف وتدعو بما أحببت , ثم تزور في البقيع فاطمة الزهراء عليها السلام كما تقدم وتزور عقيلاً وعبد الله بن جعفر وغيرهم ممن في البقيع ممن ينتمي إلى سيد المرسلين صلوات الله عليه وآله الطاهرين بصحابة أو قرابة بما شئت وتكثر من الدعاء وطلب المغفرة لك ولهم ولكافة إخوانك .

وفي مناسك جدي الهادي  رحمه الله   : واعلم ان بقيع الغرقد من البقاع المشرفة و الدفن فيه مستحب وفيه من الصالحين و الصحابة المرضيين عدد كثير قد اندرست قبورهم ،و أما ( حش كوكب ) فهو ليس من البقيع .

الثالث عشر منها على ما في المناسك للشيخ المرحوم احمد وغيره

 

زيارة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم

في داخل المدينة قريباً من سورها فقف عليه وقل :

[ السلام عليك يا صاحب المجد الأصيل ، السلام عليك يا خير فرع من فروع دوحة الخليل ، السلام عليك يا من خصه الجليل ، السلام عليك يا ابن الذبيح إسماعيل ، السلام عليك يا سلالة الأبرار ،السلام عليك يا نور الأقمار، السلام عليك يا نجم الظلام وشمس النهار ،السلام عليك يا نور الأنوار ، السلام عليك يا حقيقاً بالفخر و الافتخار ، السلام عليك يا أبا النبي المختار وعم الوصي الكرار ، ووالد الأئمة الأطهار ، السلام عليك يا من أضاء بنور جبينه عند ولادته أطراف السماء عليك يا يوسف يا آل عبد مناف ، السلام عليك يا رجاء من رجاه ومأمن من خاف ، السلام عليك يا من سلك مسلك جده إسماعيل فأسلم لأبيه لذبحه ذبح الخليل ، السلام عليك يا من فداه الله بما فداه وتقبله فأعطاه أمه و أباه ، السلام عليك يا جامع شمل الفتوة ، السلام عليك يا اشرف الناس في الأبوة و النبوة ، السلام عليك يا من بشر بمحمد بالباشرات ، السلام عليك يا من نودي بشرب الماء وهو عطشان بعرفات ، وكان الماء ابرد من الثلج و أحلى من العسل و أطيب من المسك فشربه شربات ، السلام عليك يا من اخلص العبودية لله ، السلام عليك يا من سمي عبد الله ، السلام عليك يا والد رسول الله وخاتم النبيين ، السلام عليك يا أبا الطاهرين بعد الطاهرين و ابن الطاهرين ورحمة الله وبركاته ] .

ثم تصلي ركعتين وتدعو لنفسك و إخوانك بالمغفرة و الرضوان .

الرابع عشر منها على ما ذكره جملة من الأصحاب

زيارة حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 

    وسائر الشهداء في أحد فإذا أتيت قبره فقل :

[ السلام عليك يا عم رسول الله ، السلام عليك يا خير الشهداء ، السلام عليك يا أسد الله و أسد رسوله ، اشهد انك قد جاهدت في الله وجدت بنفسك ، ونصحت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنت فيما عند الله سبحانه راغباً بابي أنت و أمي اتيتك متقرباً إلى الله عز وجل بزيارتك ومتقرباً إلى رسوله بذلك راغباً إليك في الشفاعة ابتغي بزيارتك خلاص نفسي متعوذاً بك من نار استحقها مثلي بما جنيت على نفسي هارباً من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري فزعاً إليك رجاء رحمة ربي اتيتك استشفع بك إلى مولاي ، و أتقرب بنبيه إليه ليقضي حوائجي اتيتك من شقة بعيدة طالباً فكاك رقبتي من النار وقد اوقرت ظهري ذنوبي و أتيت ما اسخط ربي ولم اجد أحداً افزع إليه خيراً لي منكم أهل بيت الرحمة فكن لي شفيعاً يوم فقري وحاجتي فقد سرت إليك محزوناً و اتيتك مكروباً وسكبت عبرتي عندك باكياً وصرت إليك مفرداً و أنت ممن أمرني الله بصلته وحثني على بره ودلني على فضله وهداني لحبه ورغبني في الوفادة إليه و الهمني طلب الحوائج عنده و انتم أهل بيت لا يشقى من تولاكم ولا يخيب من أتاكم ولا يخسر من يهواكم ولا يسعد من عاداكم ] .

ثم تستقبل القبلة وتصلي ركعتي الزيارة وتدعو بعدهما بنحو ما سبق فإذا فرغت تنكب على القبر وتقول :

[ اللهم صل على محمد و آل محمد اللهم أني تعرضت لرحمتك بلزومي لقبر عم نبيك لتجيرني من نقمتك  في يوم تكثر فيه الأصوات و تشغل كل نفس بما قدمت و تجادل كل نفس عن نفسها فإن رحمتني اليوم فلا خوف عليَّ ولا حزن و ان تعاقب فمولى له القدرة على عبده ولا تخيبني بعد اليوم ولا تصرفني بغير حاجتي فقد لصقت بقبر عم نبيك وتقربت به إليك ابتغاء مرضاتك و رجاء رحمتك فتقبل مني وعد بحلمك على جهلي وبرأفتك على جناية نفسي فقد عظم جرمي وما أخاف ان تظلمني ولكن أخاف سوء الحساب و انظر اليوم تقلبي على قبر عم نبيك صلى الله عليه وآله وسلم فبهما فكني من النار ولا تخيب سعي ولا يهونن عليك ابتهالي ولا تحجبن عنك صوتي ولا تقلبني بغير حوائجي يا غياث كل مكروب ومحزون يا مفرجاً عن الملهوف الحيران الغريق المشرف على الهلكة فصل على محمد و آل محمد و انظر إليَّ نظرة لا اشقى بعدها أبداً و ارحم تضرعي و عبرتي و انفرادي فقد رجوت رضاك وتحريت الخير الذي لا يعطيه أحد سواك فلا ترد أملي اللهم ان تعاقب فمولى له القدرة على عبده وجزائه بسوء فعله فلا تخيبني اليوم ولا تصرفني بغير حاجتي ولا تخيب شخوصي ووفادتي فقد انفذت نفقتي و اتعبت بدني وقطعت المفازات وخلفت الأهل و المال وما خولتني و آثرت ما عندك على نفسي ولذت بقبر عم نبيك صلى الله عليه وآله وسلم وتقربت به ابتغاء مرضاتك فعد بحلمك على جهلي وبرأفتك على ذنبي فقد عظم جرمي يا كريم يا كريم ] . وإن شئت زيارته بأخصر من ذلك فقل : [ السلام عليك يا عم رسول الله وخير الشهداء السلام عليك يا أسد الله و أسد رسوله اشهد انك قد جاهدت في الله ونصحت لرسول الله وجدت بنفسك وطلبت ما عند الله ورغبت فيما وعد الله ] .

 

ثم تأتي قبور الشهداء فتقول في زيارتهم :

[ السلام على رسول الله السلام على نبي الله ، السلام  على محمد بن عبد الله، السلام على أهل بيته الطاهرين ، السلام عليكم أيها الشهداء المؤمنون ، السلام عليكم يا أهل بيت الإيمان و التوحيد السلام عليكم يا انصار دين الله و انصار رسوله، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار اشهد ان الله اختاركم لديه و اصطفاكم لرسوله و اشهد انكم قد جاهدتم في الله حق جهاده ودافعتم عن دين الله وعن نبيه وجدتم بأنفسكم دونه و اشهد أنكم قتلتم على منهاج رسول الله فجزاكم الله عن نبيه وعن الإسلام و أهله افضل الجزاء وعرّفنا وجوهكم في محل رضوانه وموضع اكرامه مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين وحسن اؤلئك رفيقا اشهد أنكم حزب الله و ان من حاربكم فقد حارب الله و انكم لمن المقربين الفائزين الذين هم إحياء عند ربهم يرزقون فعلى من قتلكم لعنة الله والملائكة و الناس أجمعين اتيتكم يا أهل التوحيد زائراً وبحقكم عارفاً وبزيارتكم إلى الله متقرباً وبما سبق من شريف الأعمال ومرضي الأفعال عالماً فعليكم سلام الله ورحمته وبركاته وعلى من قتلكم لعنة الله وغضبه وسخطه اللهم انفعني بزيارتهم وثبتني على قصدهم وتوفني على ما توفيتهم عليه و اجمع بيني و بينهم في مستقر دار رحمتك اشهد انكم لنا فرط ونحن بكم لاحقون ].

ثم تصلي ركعتين وتسبح بعدهما بتسبيح الزهراء صلى الله عليه وآله وسلم وتقرأ شيئاً من القران وتهدي ثواب الجميع لهم إن شاء الله تعالى وإن شئت زيارتهم على نحو الاختصار فقل:

[ السلام عليكم يا أهل الديار السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار انتم لنا فرط ونحن بكم لاحقون ] .

الخامس عشر منها

الصلاة في المساجد المعظمة فيها و المشاهد المكرمة بها

( منها ) مسجد قباء – بضم القاف – الواقع في جنوب المدنية على ميلين منها تقريباً فيستحب ان يكثر من الصلاة و الدعاء فيه لأنه أول مسجد صلى رسول الله فيه بعد الهجرة من مكة وهو المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم وثواب ركعتين فيه يعدل ثواب عمرة فصل فيه ركعتين وأدع لما شئت من حوائج الدنيا و الآخرة .

(ومنها) مشربة أم إبراهيم بالقرب من مسجد قبا أي غرفتها  وقيل البستان التي كانت فيها وهي ماريا القبطية ويقال إنها ولدت إبراهيم  عليه السلام  فيها وهي مسكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومصلاه فليصل فيها ركعتين ويدعو بما يشاء .

(ومنها) مسجد الفضيخ في شرقي مسجد قبا وسمي بأسم نخل هناك يسمى الفضيخ وهو الذي ردت فيه الشمس لأمير المؤمنين  عليه السلام  حتى صلى العصر حين فاته الوقت بسبب نوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجره فلما فرغ من الصلاة انقضت انقضاض الكوكب فليصل فيه ركعتين ويدعو سبحانه وتعالى ويبتهل ويتضرع إليه في أن يرزقه سعادة الدارين و الفوز و الفلاح في النشأتين ويقضي له بحسن الخاتمة إن شاء الله تعالى .

(ومنها) بيت أمير المؤمنين  عليه السلام  الواقع بقرب مسجد قبا فصل فيه ركعتين و ادع الله سبحانه تعالى بحوائج الدنيا و الآخرة وهكذا دار زين العابدين وجعفر الصادقH عند باب المسجد .

(ومنها) المسجد الواقع في جانب أحد دون الحرة فتصلي فيه ركعتين وتدعو بما تشاء .  

(ومنها) المسجد الذي في المكان الواسع إلى جنب الجبل عن يمينك حين تأتي أحد من المدينة وهو الذي من عنده خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أحد حين لقي المشركين فلم يبرحوا حتى حضرت الصلاة فيه فتصلي فيه ركعتين وتدعو بما تشاء .

 

(ومنها) مسجد الأحزاب الواقع على قطعة جبل سلع بارتفاع قائمتين منه وهو المسمى بمسجد الفتح الذي دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الأحزاب وقال : ( يا صريخ المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين اكشف همي وكربي وغمي فقد ترى حالي وحال أصحابي ) كما في الكافي عن الإمام الصادق  عليه السلام  فاستجاب الله تعالى له وكشف همه وغمه وكربه بالفتح على يدي أمير المؤمنين وسيد الوصيين بقتل عمرو بن عبد ود و انهزام الأحزاب فيصلي ركعتين ثم يدعو بهذا الدعاء المروي عن الإمام الصادق  عليه السلام  : [ يا صريخ المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين اكشف غمي وهمي وكربي كما كشفت عن نبيك همه وغمه وكربه وكفيته هول عدوه في هذا المكان ].

(ومنها) مسجد أمير المؤمنين عليه افضل الصلاة و السلام .

(ومنها) مسجد سلمان رضوان الله عليه فتصلي في كل مسجد من هذه المساجد ركعتين وتدعو بما أحببت .

زيارة المواضع الشريفة في مكة المعظمة

   عدّ بعض الأصحاب كما في المستند و الدروس زيارة المواضع الشريفة في مكة المعظمة ونواحيها للتبرك بها و الصلاة فيها و الدعاء – على ما ذكره جدي الهادي رحمه الله  وهي عديدة:

( الأول ) مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الآن مسجد في زقاق يسمى زقاق المولد فيستحب تقبيله ومسح وجهه عليه بقصد التيمن و التبرك ويستحب زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هناك وصلاة ركعتين .

( الثاني ) منزل خديجة الكبرى ، الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسكنه معها ، وفيه ولد أولادها منه صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم الصديقة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وماتت خديجة فيه ولم يزل رسول الله مقيماً فيه حتى هاجر وهو الآن مسجد وفيه محراب عبادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيستحب فيه الزيارة لخديجة و النبي صلى الله عليه وآله وسلم و الدعاء و الصلاة ويستحب زيارة خديجة صلى الله عليه وآله وسلم بالحجون وقبرها هناك معروف في سفح الجبل قائلاً في زيارتها على ما في مناسك المرحوم الشيخ احمد كاشف الغطاء المضي من قبل عمنا الحسين  رحمه الله   :

[ السلام عليك يا زوجة رسول الله سيد المرسلين السلام عليك يا زوجة نبي الله خاتم النبيين ، السلام عليك يا أم فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا أم الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة أجمعين ، السلام عليك يا أم الأئمة الطاهرين ، السلام عليك يا أم المؤمنين ، السلام عليك يا أول المؤمنات ، السلام عليك يا خالصة المخلصات ، السلام عليك يا سيدة الحرم و البطحاء ، السلام عليك يا أول من صدق برسول الله من النساء ، السلام عليك يا من وفت بالعبودية حق الوفاء، و اسلمت نفسها ، و أنفقت أموالها لسيد الأنبياء ، السلام عليك يا قرينة حبيب إله السماء ، المزوجة بخلاصة الأصفياء ، السلام عليك يا ابنة إبراهيم الخليل ، السلام عليك يا من سلم عليها جبرائيل ، وبلغ إليها السلام من الله الجليل ، السلام عليك يا حافظة دين الله ، السلام عليك يا ناصرة رسول الله ، السلام عليك يا من تولى دفنها رسول الله و استودعها إلى رحمة الله ، اشهد انك حبيبة الله ، وخيرة امته، وان الله جعلك في مستقر رحمته في قصر من الياقوت و العقيان في أعلى منازل الجنان، صلى الله عليك و رحمة الله وبركاته ].

ثم صل ركعتين و اهدِ ثوابهما إليها ، وإن شئت ان تقرأ شيئاً من القران وتهدي ثوابه لها ، وهكذا تصنع في غيره من المراقد المحترمة ثم ادع بما شئت لنفسك ولوالديك و المؤمنين و المؤمنات و استغفر لهم و اكثر من الثناء على الله سبحانه و تعالى و الحمد له جل شأنه .

( الثالث ) الغار الذي في جبل حراء (بالكسر و التخفيف و المد ) الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ابتداء الوحي يخلو بنفسه فيه فصل ركعتين فيه و اجتهد في الدعاء بالمغفرة و النجاح و الرضوان لك ولجميع المؤمنين .

( الرابع ) الغار الذي في جبل ثور وهو الذي اختفى فيه رسول الله خوفاً من المشركين حسبما ذكر في القران الشريف فصل فيه ركعتين وادع الله سبحانه و تعالى ان ينجيك من الأعداء ومنهم النفس الأمّارة و الشيطان كما نجا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المكان .

( الخامس ) مسجد الارقم المخزومي وهو الموضع الذي وقع فيه المسجد المشهور بدار الخير و اختفى رسول الله فيه في أول الإسلام فصل فيه ركعتين و اكثر من الدعاء و المسألة و الابتهال إلى الله جل شأنه .

( السادس ) جبل أبي قبيس ، وهو الموضع الذي انشق فيه القمر لرسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم  فصل فيه ركعتين و اكثر من الدعاء و التضرع لله سبحانه وتعالى على ما ذكره (فقيه أهل البيت الشيخ احمد كاشف الغطاء ) .

( السابع ) قبر عبد مناف جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمعلى ، فانه يستحب زيارته هناك قائلاً( على ما ذكره الشيخ احمد في مناسكه):

[ السلام عليك أيها السيد النبيل ، السلام عليك يا من كرمه الله بالتبجيل ، السلام عليك أيها الغصن المثمر من شجرة إبراهيم الخليل ، السلام عليك يا خير سلالة وسليل ، السلام عليك يا ابن اعراق الثرى ، السلام عليك يا جد خير الورى ، السلام عليك يا ابن الأنبياء الأصفياء ، السلام عليك يا ابن الأولياء الأوصياء ، السلام عليك يا سيد الحرم ، السلام عليك يا صاحب الصفا و المروة و زمزم ، السلام عليك يا وارث مقام إبراهيم ، السلام عليك يا حاجب بيت الله العظيم ، السلام عليك يا علم الاشراف ، يا عالياً بكمال الأوصاف ، السلام عليك يا سيد قريش المعروف بعبد مناف ، السلام عليك و على آبائك القادسين اللاحقين ، أمناء الله في العالمين ] .

ثم تصلي ركعتين وتهدي ثوابهما إليه ، ثم تدعو لنفسك ولوالديك ولأخوانك بالمغفرة و الرضوان .

( الثامن ) قبر عبد المطلب في المعلى أيضاً فانه يستحب زيارته  عليه السلام  هناك قائلاً:

[ السلام عليك يا سيد الكعبة و البطحاء السلام عليك يا صاحب المهابة و البهاء ، السلام عليك يا معدن الكرم واصل السخاء ، السلام عليك يا أول من قال بالبداء ، السلام عليك يا من يحشر يوم القيامة في سيماء الأنبياء ، السلام عليك يا معروفاً في الأرض و السماء ، السلام عليك يا من ناداه هاتف الغيب باكرم نداء ، السلام عليك يا ابن إبراهيم الخليل ، السلام عليك يا وارث الذبيح إسماعيل ، السلام عليك يا من اهلك بدعائه أصحاب الفيل ، وجعل كيدهم في تضليل ، و ارسل عليهم طيراً ابابيل ، السلام عليك يا من تضرع في حاجته إلى الله ، وتوسل في دعائه بنور رسول الله ، السلام عليك يا من أجابه الله وسمع نداءه في كل باب ونودي في الكعبة وبشر بدعاء مستجاب ، السلام عليك يا من أكرمه الله الجليل ، وسجد لإكرامه محمود الفيل ، السلام عليك يا ري كل غليل ، وشفاء كل عليل ، وعز كل ذليل ، وهدي من ليس له دليل ، السلام عليك يا ساقي الغيث ، وغوث الورى ، السلام عليك يا أبا السادة العشرة و ابن اعراق الثرى ، السلام عليك يا بن الذبيح و أبا الذبيح ، السلام عليك يا ذا المجد الصريح و الفخر الصحيح ، السلام عليك يا نور الكعبة و الحرم وساقي الحجيج وحافر زمزم ، السلام عليك يا من جعل الله من نسله سيد المرسلين وخير أهل السموات و الأرضيين ، السلام عليك يا من طاف حول الكعبة وجعله سبعة أشواط ، السلام عليك يا من اخرج الله من صلبه النجباء و الاسباط ، السلام عليك يا صاحب معجبات الأمور ، السلام عليك يا من رأى في المنام سلسة النور ، وشرب في اليقظة الماء الطهور ، وعلم انه من الجنة ذات السرور ، السلام عليك يا ابن مكة ومنى ، وزمزم والصفا ، السلام عليك يا شيبة الحمد و أمير البطحاء ، السلام عليك يا نور الحرم وابن هاشم ، السلام عليك يا بن المشهور بالعظائم ، السلام عليك وعلى أبنائك و أولادك جميعاً ورحمة الله وبركاته ].  

ثم صل ركعتين اهد ثوابهما إليه وادع لك ولوالديك و إخوانك و اكثر من حمد الله وثنائه والصلاة على النبي و آله .

( التاسع ) قبر أبي طالب في المعلى أيضاً فانه يستحب زيارته هناك قائلاً ( على ما ذكره المرحوم الشيخ احمد كاشف الغطاء ) :

[السلام عليك يا سيد البطحاء و ابن رئيسها ، السلام عليك يا وارث الكعبة بعد تأسيسها ، السلام عليك يا كافل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، السلام عليك يا عم المصطفى ، السلام عليك يا حافظ دين الله ، السلام عليك يا أبا المرتضى ، السلام عليك يا والد أئمة الهدى ، كفاك بما اولاك الله شرفاً ونسباً وحسبك بما اعطاك الله عزاً وحسباً ، السلام عليك يا شرف الوجود ، السلام عليك يا ولي المعبود ، السلام عليك يا حارس النبي الموعود ، السلام عليك يا من رزق ولداً وهو خير مولود ، السلام عليك يا من خصّ بالولد الزكي الطاهر المطهر العلي علي الذي اشتق اسمه من العلي ، هنيئاً لك ثم هنيئاً من ولد هو المرتضى من رسول و اخ الرسول وزوج البتول وسيف الله المسلول ، هنيئاً لك ثم هنيئاً من ولد هو من محمد المصطفى بمنزلة هارون من موسى ، هنيئاً لك من ولد هو شريك النبوة و المخصوص بالأخوة ، وكاشف الغمة و إمام الأمة و أبو الأئمة ، هنيئاً لك من ولد هو قسيم الجنة و النار ونعمة الله على الأبرار ، ونقمة الله على الفجار ، السلام عليك وعليه ورحمة الله وبركاته ] .

ثم تصلي ركعتين وتهدي ثوابهما إليه وتدعو لنفسك ولوالديك واخوانك بالعفو و الرحمة و المغفرة وحسن العاقبة وسعادة الدنيا و الآخرة إن شاء الله تعالى .

  ( العاشر ) قبر آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المعلى أو في الابواء على خمس مراحل من مكة فانه يستحب زيارتها هناك قائلاً ( على ما ذكره المرحوم الشيخ احمد كاشف الغطاء ) :

[ السلام عليك أيتها الطاهرة المطهرة ، السلام عليك أيتها الزكية المفتخرة ، السلام عليك يا من شرفها الله باعلى الشرف ، السلام عليك يا خير خلف بعد أكرم سلف ، السلام عليك يا من سطع من جبينها نور سيد الأنبياء ، فأضاءت بنوره الأرض و السماء ، السلام عليك يا من نزل لها الملائكة الأوصياء وضرب لها حجب الجنة كما ضرب لمريم سيدة النساء ، السلام عليك يا من نزلت لخدماتها الحور و اشربتها من اشربة الجنة في كأس من البلور ، وبشرتها بولادة محمد خير من مضى وخير من يأتي في الدهور ، السلام عليك يا أم رسول الله ، السلام عليك يا والدة حبيب الله ، السلام عليك يا شريفة الطاهرات ،  السلام عليك يا سيدة المفتخرات أين وأنى مثلك في الوالدات ، وقد حملت بسيد الكائنات وجئت بأشرف الموجودات ، السلام عليك يا ابنة الأنوار ، السلام عليك يا ابنة الأخيار ، وعلى الخلف الأطهار ، صلى الله عليك وعلى الخلف الهادي من بعدك ورحمة الله وبركاته ].

ثم تصلي ركعتين وتهدي ثوابهما لها وتدعو لنفسك ولوالديك ولإخوانك بما تشاء وتستغفر الله سبحانه و تعالى وتتوب إليه وتكثر من الثناء و الحمد و التهليل و التكبير و التسبيح له جل شأنه .

الأشواط السبعة

ما يقرأ في أشواط الطواف

وفي بعض المناسك انه يقرأ في أشواط الطواف :

الشوط الأول

[ سبحان الله و الحمد لله ولا اله إلا الله و الله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاءاً بعهدك و اتباعاً لسنة نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وآله وسلم اللهم إني اسألك العفو و العافية و المعافاة الدائمة في الدين و الدنيا و الآخرة و الفوز بالجنة و النجاة من النار ].

ويقول بين الركنين في كل شوط :

[ ربنا أتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة وقنا عذاب النار و أدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار يا  رب العالمين ] .

 

الشوط الثاني

[ اللهم ان هذا البيت بيتك و الحرم حرمك و الأمن أمنك و العبد عبدك و أنا عبدك و ابن ( أو أبنة ) عبدك وهذا مقام العائذ بك من النار فحرم لحومنا وبشرتنا على النار اللهم حبب الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر و الفسوق و العصيان و اجعلنا من الراشدين اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك اللهم ارزقني الجنة بغير حساب ] .

الشوط الثالث

[ اللهم إني أعوذ بك من الشك و الشرك و الشقاء و النفاق و سوء الأخلاق وسوء المنظر و المنقلب في المال و الأهل و الولد اللهم إني اسألك رضاك و الجنة و أعوذ بك من سخطك و النار اللهم أعوذ بك من فتنة القبور و أعوذ بك من فتنة المحيا و الممات ].

الشوط الرابع

[ اللهم اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وعملاً صالحاً مقبولاً وتجارة لن تبور يا عالم ما في الصدور أخرجني يا الله من الظلمات إلى النور اللهم أني اسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك و السلامة من كل أثم و الغنيمة من كل بر و الفوز بالجنة و النجاة من النار رب قنعني بما رزقتني وبارك لي فيما أعطيتني و اخلف عليَّ كل غاية لي منك بخير ] .

الشوط الخامس

[ اللهم اظلّني تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ولا باقي إلا وجهك واسقني من حوض نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبداً اللهم إني اسألك من خير ما سالك منه نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم و أعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم اللهم أني اسألك الجنة ونعيمها و ما يقربني إليها من قول أو فعل أو عمل و أعوذ بك من النار وما يقربني إليها من قول أو فعل أو عمل ].

الشوط السادس

[ اللهم إن لك عليَّ حقوقاً كثيرة فيما بيني وبين خلقك اللهم ما كان لك منها فاغفره وما كان لخلقك فتحمله عني واغنني بحلالك عن حرامك وبطاعتك معصيتك وبفضلك عمن سواك يا واسع المغفرة اللهم ان بيتك عظيم ووجهك كريم وأنت يا الله حليم كريم عظيم تحب العفو فاعف عني ] .

الشوط السابع

وهو آخر الأشواط حول الكعبة

[ اللهم أني اسألك إيماناً كاملاً ويقيناً صادقاً ورزقاً واسعاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وحلالاً طيباً وتوبة نصوحا وتوبة قبل الموت وراحة عند الموت ومغفرة ورحمة بعد الموت والعفو عند الحساب والفوز بالجنة والنجاة من النار برحمتك يا عزيز ياغفار رب زدني علماً وألحقني بالصالحين ] .

وكل حاج لا يستطيع ان يستعيد السطور على هذه الصفحات يستطيع بكل اطمئنان ان يستعيض عنها بأي دعاء وحمد الله بأي لغة كانت فهناك عدة اجناس من البشر وعدة لغات ولكن هناك رب واحد يعرف ما تخفى الصدور ومعاني جميع اللغات .

 

المستجار ( الملتزم )

وعلى الحجاج الذين اكملوا الطواف سبع مرات ان ينفصلوا عن أولئك الذين لا يزالون مشغولين فيه لكي يذهبوا إلى جدار الكعبة في محل المستجار بين أبواب الذهب و الفضة العالية و بين الحجر الأسود فإذا لم يكن هناك محل للوقوف جنب الجدار فللحاج أن يواجه المستجار عن قرب كأن يقف على حدود الطائفين ، ويكفي أن يقف قرب مقام إبراهيم ، الذي يقع مقابل عتبة الكعبة المقدسة العالية .

ويرفع الحاج في مواجهة البيت العتيق وهو في ظله أو قريب منه ، كلتا يديه ويبسط راحتيه ويلمس الجدار المقدس أو يقبض على كسوة السندسية ، أو يتعلق بالعتبة المقدسة ، أو من مسافة متوسطة يبسط ذراعيه كمن يلتمس ويقول :

[ اللهم يا رب البيت العتيق اعتق رقابنا ورقاب آبائنا و أمهاتنا و أخواننا و أولادنا من النار يا ذا الجود و الكرم و الفضل و المن و العطاء و الإحسان . اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها و أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة . اللهم إني عبدك و ابن ( أو ابنة ) عبدك . واقف تحت بابك . ملتزم بأعتابك متذلل بين يديك أرجو رحمتك . و اخشى عذابك . يا قديم الإحسان . اللهم إني اسألك ان ترفع ذكري، وتضع وزري ، وتصلح أمري ، وتطهر قلبي ، وتنوّر لي في قبري ، وتغفر لي ذنبي . و اسألك الدرجات العلى من الجنة آمين ].

أو يقول :

[ اللهم البيت بيتك و العبد عبدك وهنا مكان العائذ بك من النار اللهم من قبلك الروح و الفرج و العافية اللهم ان عملي ضعيف فضاعفه لي و اغفر لي ما اطلعت عليه مني وخفي على خلقك ].

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


([1]) اعلم أنهم ذكروا للنبي ( 2) زيارات عديدة وأكثرها من تأليفات العلماء وليست بمنصوصة ولذا لم أذكرها وذكرت هذه الزيارة لأنها منصوص عليها في الأخبار الصحيحة وعمل بها أغلب العلماء .

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD