المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين.

انطلاقاً من قول مؤسس المذهب وإمامه، وراسي أسس الوحدة الإسلامية والتقريب، أعني إمام الإسلام، الإمام جعفر الصادق B حيث أوصى شيعته الكرام بما يأتي:

(أوصيكم بتقوى الله عز وجل، ثم قال: عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، واشهدوا لهم وعليهم، وصلوا معهم في مساجدهم)، وعنه عليه السلام (من صلى في الصف الأول كان كمن صلى خلف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في الصف الأول) إلى غير ذلك من الروايات عن أهل بيت العصمة الآمرة بالتعايش، والإتحاد، والمشاركة في الأمور العامة للمسلمين، حتى أن الإمام زين العابدين عليه السلام كان له دعاء لتحصين ثغور الإسلام وهو دعاء أهل الثغور، لأجل أن يكون العيش بطمأنينة ويحققوا العدل والرفاه وحكم الله في الأرض، ويتحملوا مسؤولية المصير الواحد المشترك.

ومن هذه الخارطة التي رسمها لنا الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم انطلق علماؤنا الأبرار بالعمل على هذا المشروع الصعب الذي طريقه مملوء بالأشواك من قبل المغرضين للإسلام، والذين يتربصون بالدين لأجل إضعافه، ولكن إصرار العلماء الصلحاء وصبرهم وعزيمتهم قد خط هذا الدرب على حساب سمعتهم ومكانتهم.

ولقد كانت هذه الأفكار في صميم أذهانهم، ولكن للظروف التي مر بها المذهب لم تخرج إلى أرض الواقع إلا على شكل مبادرات فردية أو أمور علمية من قبيل المناظرات، والكتب التي ألفت في الشريعة التي تسمى كتب الفقه المقارن، ولكن على أنه مشروع وخطاب عام لم يظهر إلى عصر الشيخ الآخوند الخراساني قدس سره (1911م) الذي نادى في بيان له بتوحيد الصفوف.

وبعد ذلك ظهر على لسان شيخ الشريعة الإصفهاني قدس سره ببيان له يحث المسلمين على الاتحاد لمواجهة الاستعمار.

وتبلور هذا الخطاب في زمان السيد هبة الدين الشهرستاني قدس سره

وأول من طبقه ووضع أسسسه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قدس سره والسيد شرف الدين العاملي قدس سره، ولكن الأول تبلور بخطبه وأعماله ومناظراته وسفره للمؤتمرات، وبعد ذلك خطا على خطاهم الشيخ الزنجاني قدس سره، والشيخ محمد جواد مغنية قدس سره، والشيخ المظفر وبه نستعين

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين.

انطلاقاً من قول مؤسس المذهب وإمامه، وراسي أسس الوحدة الإسلامية والتقريب، أعني إمام الإسلام، الإمام جعفر الصادق عليه السلام حيث أوصى شيعته الكرام بما يأتي:

(أوصيكم بتقوى الله عز وجل، ثم قال: عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، واشهدوا لهم وعليهم، وصلوا معهم في مساجدهم)، وعنه عليه السلام (من صلى في الصف الأول كان كمن صلى خلف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في الصف الأول) إلى غير ذلك من الروايات عن أهل بيت العصمة الآمرة بالتعايش، والإتحاد، والمشاركة في الأمور العامة للمسلمين، حتى أن الإمام زين العابدين عليه السلام كان له دعاء لتحصين ثغور الإسلام وهو دعاء أهل الثغور، لأجل أن يكون العيش بطمأنينة ويحققوا العدل والرفاه وحكم الله في الأرض، ويتحملوا مسؤولية المصير الواحد المشترك.

ومن هذه الخارطة التي رسمها لنا الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم انطلق علماؤنا الأبرار بالعمل على هذا المشروع الصعب الذي طريقه مملوء بالأشواك من قبل المغرضين للإسلام، والذين يتربصون بالدين لأجل إضعافه، ولكن إصرار العلماء الصلحاء وصبرهم وعزيمتهم قد خط هذا الدرب على حساب سمعتهم ومكانتهم.

ولقد كانت هذه الأفكار في صميم أذهانهم، ولكن للظروف التي مر بها المذهب لم تخرج إلى أرض الواقع إلا على شكل مبادرات فردية أو أمور علمية من قبيل المناظرات، والكتب التي ألفت في الشريعة التي تسمى كتب الفقه المقارن، ولكن على أنه مشروع وخطاب عام لم يظهر إلى عصر الشيخ الآخوند الخراساني قدس سره (1911م) الذي نادى في بيان له بتوحيد الصفوف.

وبعد ذلك ظهر على لسان شيخ الشريعة الإصفهاني قدس سره ببيان له يحث المسلمين على الاتحاد لمواجهة الاستعمار.

وتبلور هذا الخطاب في زمان السيد هبة الدين الشهرستاني قدس سره.

وأول من طبقه ووضع أسسسه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قدس سره والسيد شرف الدين العاملي قدس سره، ولكن الأول تبلور بخطبه وأعماله 

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD