د. خَير الله مَهْدِيّ جَاسِمْ

مقدمة المؤسسة

الحمدُ لله الذي أنزلَ كتابَه المُعجز الحكيم بلسانٍ عربي مبين، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى الصادق الأمين وعلى آله الأطهار الميامين.

إنّ اللغة العربية هي هوية الأمة الإسلامية التي تحفظ كيانها ووجودها، فهي الأداة التي تحمل الأفكار، وتنقل المفاهيم، وتقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة، وإن لغتنا العربية هي سيدة اللغات، فلا تجاريها لغة في الدقة والروعة والجمال، وهي لغة الأدب والعلم، وقد شاء الله  عجل الله فرجه الشريف  أن تكون لغة القرآن الكريم، حيث اصطفاها لتكون لغة كتابه العزيز الذي خاطب به البشرية جمعاء على لسان نبيه محمد صل الله عليه واله وسلم .

فحريٌ على كل مسلمٍ أن يتعلمها ويحافظ عليها؛ لأنها لغة القرآن والدين، ولا يتم فهم القرآن وتعلم الدين إلا بتعلم اللغة العربية، وعلم النحو هو أحد علومها، ويُعنى بدراسة أصول تكوين الجمل وقواعد الإعراب، وتعلم علم النحو جزءٌ لا يتجزّأ من الإلمام بها، لما له من أهمية كبيرة في اللغة كونه يهدف إلى تحديد الأساليب التي تكوّنت بها الجمل ومواضع الكلمات، ووظيفة كل منها، وله دور في فهم الآيات القرآنية والنصوص الشرعية كما يمكّن المتكلم من التخلص من اللحن به.

ومعلوم ان للمباحث النحوية أهمية بالغة في دراسات علماء الحوزة العلمية؛ لأن علوم الشريعة لا سبيل إلى استخلاص حقائقها والنفاذ في أسرارها بغير علم النحو، ولا يمكن أن يرتقي طالب العلم إلى مرتبة المجتهدين إلا بتعلم علم النحو والتوسّع فيه والإحاطة بقواعده، فبه استنبط أهل العلم أحكاماً في العقائد وأخرى في الحلال والحرام، ولأهمية ما تقدّم بادرت مؤسسة كاشف الغطاء العامة بأمينها العام الشيخ الدكتور عباس كاشف الغطاء إلى نشر هذا السفر لحثّ أبناء هذه الأمة بالتمسك بلغتهم العربية العظيمة والحفاظ عليها.

فله ولها ولجميع الجهود التي تظافرت من أجل طباعته خالص الثناء مشفوعاً بخير دعاء.

والحمد لله أولاً وآخراً.

 

 

                                                                                                          

       

 

 

مقدمة التحقيق

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنام أبي القاسم محمد، وعلى آله الغُرِّ الكرام وسلَّم تسليماً كثيراً.

أمَّا بعدُ..

لا يخفى على أحد أهمية النحو في العربية، فهو البيدق الذي يجمع علوماً شتى، لا ينالها إلاَّ حَبْرٌ يَتَنَطَّعُ من مقاصد سليقة العرب ما يعنون، دون أن يصرحوا أو يُشيروا إلى مكنون، فيجيء الحَبرُ ليُنيط اللثام، ويكشف الغمام عما سُتر من حلِّ ألغاز الكلام، إذ ظلَّ كثيرٌ يدور في فلك الأوهام حتى انبرى لها العَلم الهمام من آل كاشف الغطاء المقدام، ليغوص في بحر ما هو بلُجيٍّ عنده يشق فيه منهاجاً يتضوَّع منه أهل العِلم سَبْرَ العطاء من الشيخ علي كاشف الغطاء، عرض في كتابيه أعاريب جمَّة ابتدأها بآياتٍ قرآنية وتلاها بالقصيدة الحرباوية، ما أعياه تلوُّنها ولا استوقفته شواهدها، وضمّنه قراءات فخرجها بتخريجات ما هي بمُزْجاة، وتلاها بأبيات ملغزٌ ظاهرها موهمةٌ للُباب طالبها، فكشف عنها فلم يترك عليها سَبَدٌ ولا لَبَدٌ، وجاء بأقوال محكية، فيها خلافات نحوية، لم يترك لغيره بها غابر.

وقد أُردف هذا الكتاب بكتاب "الكواكب الدرّية في الأحكام النحوية" الذي يمثّل منهجاً تعليمياً، أحصى فيه أبواباً من النحو العربي تُعَدُّ أُمات الأبواب، وقد عمل على تجريد هذا الكتاب -الذي يُعدُّ مختصراً نحوياً- من أمثلة كثيرة، يمثِّل تشجيراً يجعل من المتعلم باحثاً عنها، وفي ذلك طريق يرسخ في ذهن الدارس ما يدوّنه في بحثه.

فالذي ينماز به الكتاب الأول أنّه يرتقي إلى شعبة المصادر، فهو كتاب جاء على سليقة كتاب "حلُّ الألغاز في النحو" في القصيدة الحرباوية لابن هشام، وقد أعربها ابن هشام بما لحظه من نكاته العلمية ودرايته النحوية، فجاء كتاب "نهج الصواب" ليُعَضِّد بعضها ويوجّه بعضها الآخر.

ثمّ إنّ إعراب الآيات القرآنية بأوجه ثلاث يفتح المجال أمام الرياضة الذهنية والمراجعة الفكرية للقواعد النحوية، ولحاظ ما يتلاءم والصحة النحوية والدلالية.

فجاءت الطبعة الثانية ما تزيد هذا الكتاب إلاّ زينة، من التنقيح والتخريج للآيات والأشعار والتعريف بالأعلام ومظان التحقيق الأُخرى، لتعطي مفردات الكتاب ومسائله وثاقة الانتهال من مصادر اللغة، وقد تصدّت لطباعته مؤسسة كاشف الغطاء العامة في النجف الأشرف، بعد أن احسنت بي الظن لتحقيقه، وأعانت بمراجعته وإخراجه وتنظيم فهارسه، فلهم مني جزيل الشكر وخالص الدعاء.

ومن الله التوفيق

 

 

                                                                                                       المحقق

 

ترجمة المؤلف

نسبه:

هو الفقيه الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ هادي ابن الشيخ عباس ابن الشيخ علي صاحب (الخيارات)  ابن الشيخ الكبير جعفر صاحب (كشف الغطاء) ابن الشيخ خضر، الجناجي النجفي المالكي.

ولادته ونشأته:

ولد  رحمه الله  سنة (1331هـ) في محلة العمارة من محالّ النجف الأشرف، شب
في بيت علمي، ونشأ مع أسرة أدبية تنحدر من سلالة عربية عريقة ينتهي نسبها إلى مالك الأشتر([1])، وتولى تربيته جده العلامة الهادي كاشف الغطاء، فكان يلقنه المعارف والحكم، ويغذيه ويدربه على مراقي الفضل والعبقرية، فنشأ
خير منشأ([2])، وبعد أن فرغ من القراءة والكتابة توجه نحو المبادئ من العلوم الأولية، فأتقنها ومهر بها، وجدّ في تحصيل العلوم الدينية من الأصول والفقه حتى صار يُشار إليه بالبنان([3])، فأصبح من فضلاء هذه الأسرة المصلحين،
ومن حملة العلم النابهين، تفوّق على أقرانه وزاحم الشيوخ في معارفهم،
وسبق الكثير منهم في معلوماتهم([4]).

أساتذته:

ومِن أشهر أساتذته الأعلام من غير أسرته الفقيه الكبير الشيخ كاظم الشيرازي، الذي كان مِنْ ألْمع الأساتذة المُدرّسين يوم كانت النجف تَعجُّ بآلاف الطلبة ومئات المحصّلين، وكان هذا الشيخ ذا نظر ثاقب ورأي حصيفٍ وفكرةٍ نـقـّادةٍ، وكان يمتاز أيضاً بقوَّة التقرير وجزالة التحرير والفراسة الصادقة في تمييز مواهب تلامذتـه، ومنْ مصاديق قوّة التَّوَسُّم فيه أنـَّه قدَّم شيخنا المترجَم أعلى الله مقامه على سائر حُضّار بحثه، بلْ كان يُؤثره بإلقاء مطالب عالية في الفقه وأصوله على نحو الاختصاص ولم يشاركه غيره من كبار تلاميذه في حضورهـا، ثم بلغ الأمر بالشيخ الشيرازي أنْ حرَّم على الشيخ كاشف الغطاء أنْ يحضر درس غيره من الأعلام، هذا والشيخ بعد لمّا يزلْ غضَّ الإهاب، لم يخْلع بُرْدَ الفتوَّة، ولم ينـزع جلباب الشباب، وكان جُـلَّ تحصيله عليه حتى تبحر في علوم الفقه والأصول، وتضلَّعَ من المعقول والمنقول، وبلغ درجة الاجتهاد المُطْلق قبل الثلاثين من عُمُرهِ المبارك([5]).

ومن أساتذتـه في المعقول العلامة السيد علي اللكنهوي في الفلسفة والمنطق والعقائد([6])، ومن أساتذته أيضاً الشيخ ضياء الدين العراقي والشيخ محمد حسين النائيني.

تلامذته:

وتلامذتُـهُ هم جمهرةٌ صالحةٌ من كبار العلماء والباحثين والأدباء والنُّحاة واللَّغـَوييّن، من مشاهيرهم:

السيد جمال الدين نجل المرجع الديني الأعلى السيد أبو القاسم الخوئي  قدس سره .

أخوه السيد علي نجل السيد الخوئي  قدس سره .

العلاّمة الحجة الكاتب الإسلامي الشهير الشيخ باقر شريف القرشي.

العلاّمة الفقيه الشيخ عبد الكريم القطيفي.

العلاّمة الشاعر الكبير الشيخ عبد المنعم الفرطوسي.

العلاّمة الكاتب الإسلامي الشهير الشيخ أسد آل حيدر صاحب كتاب (الإمام الصادق والمذاهب الأربعة).

الخطيب الكبير العلاّمة الدكتور الشيخ أحمد الوائلي.

العلاّمة الشيخ نور الدين الجزائري.

العلاّمة الدكتور مهدي المخزومي كبير علماء النحو.

العلاّمة الشيخ حسين آل زاير دهام المخزومي النجفي.

دوره الديني والعلمي:

إن شعور الشيخ علي كاشف الغطاء نفسه إن واجبه الديني يفرض عليه أن يكون في وسط الأحداث، مرشداً وناصحاً وموجهاً ومسانداً، كان هو المحفّز للقيام بجلائل الأعمال،  وقد كان له بجميع مشاركاته فاعلية وقوة وتأثير، ويمكن الإشارة إلى السمعة الطيبة والمكانة المرموقة التي احتلتها أسرته- آل كاشف الغطاء- في المجالات الدينية والعلمية والسياسية قد ساهمت إلى حد كبير في بزوغه، فهذه الأسرة العربية الصميمة قدّمت الزعماء الدينيين على امتداد قرنين من الزمان (القرن التاسع عشر والقرن العشرين)([7]).

رُجِع إليه في التقليد بعد المرجع الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، فقد بلغ درجة الاجتهاد المطلق قبل الثلاثين من عمره، وتولى إمامة الجماعة في الصحن الحيدري الشريف في مكان والده وجده الهادي رحمهما الله، وانتقلت إليه مكتبة جده وأبيه، وأضاف إليها كثيراً من الكتب المطبوعة والمخطوطة، فهي من مكتبات النجف المهمة([8]).

وقد كان الشيخ كاشف الغطاء يتصف بِسِمات الرجل الجادِّ الذي يعمل بنشاط وحماس في كل موقف يرى فيه مصلحة للإسلام والمسلمين([9])، فكان يسعى بكل ما أعطي من حول وطول في قضاء حوائج المؤمنين، والحفاظ على دماء المسلمين، والدعوة لوحدة الصف.

إجازته في الرواية:

يروي الشيخ المترجَم بالإجازة عن جدّه الإمام الهادي عن العلاّمة
الكبير الفقيه الأصولي الرجالي الشهير السيد أبي محمد الحسن آل صدر
الدين الموسوي العاملي الكاظمي، وقد كتبها السيد المذكور للشيخ الهادي
جدّ المترجم على نحو التفصيل وفيها من الفوائد ما لا يستغني عنه فقيه ومُحدّث([10]).

كما يروي عنه جماعة، منهم: العلامة السيد عبد الستار الحسني، ونجله الشيخ الدكتور عباس كاشف الغطاء.

آثاره العلمية:

وله  رحمه الله  مصنفات قيّمة في مختلف فنون المعرفة الإسلامية، من الفقه والأصول والمنطق والتراجم والمناظرات بينه وبين كبار علماء الأمة من الفريقين، وهي:

أولاً: المطبوعات:

الأحكام، تقريراً لبحثه الخارج في الأصول (ستة مجلدات)، طبعته مؤسسة الذخائر سابقا -كاشف الغطاء حالياً- طباعة أولية.

أدوار علم الفقه وأطواره، طبعته مؤسسة كاشف الغطاء العامة بتحقيق الشيخ تحسين البلداوي سنة (1439هـ).

أسس التقوى لنيل جنة المأوى، وهي رسالته العملية، وكانت الطبعة الرابعة منه في سنة (1391هـ) من قبل مطبعة الآداب في النجف الأشرف.

باب مدينة علم الفقه، طبع في مطبعة دار الزهراء في بيروت سنة (1405هـ).

التعادل والتعارض والترجيح، طبعته مؤسسة الذخائر، وأعادت طباعته مطبعة سليمانزاده في قم سنة (1430هـ).

شرح العروة الوثقى، تقريراً لدروس أستاذه الشيخ كاظم الشيرازي، طبعته مؤسسة كاشف الغطاء العامة بتحقيق الشيخ كريم الكمولي سنة (1439هـ) من قبل مطبعة صبح في بيروت.

كشف ابن الرضا عن فقه الرضا، رسالة مستلة من كتابه شرح المكاسب، طبع في بيروت من قبل مطبعة صبح سنة (1432هـ)، بتحقيق مصطفى الصراف.

الكواكب الدرّية في الأحكام النحوية، طُبِع من قبل الذخائر سابقاً، وهو هذا الكتاب.

المختصر من مرشد الأنام لحج بيت الله الحرام، الطبعة الأولى من قبل المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف سنة (1374هـ)، والثانية في النجف أيضا في مطبعة الآداب سنة (1398هـ).

مصادر الحكم الشرعي والقانون المدنـي، (مجلدان)، طبع الأول منه في مطبعة الآداب في النجف الأشرف سنة (1408هـ)، والثاني في مطبعة العاني في بغداد سنة (1410هـ).

نظرات وتأملات، وهو شذرات من المطارحات العلمية والمناظرات الأدبية بينه وبين الدكتور فيليب حتي.

نقد الآراء المنطقية (مجلدان)، طبعته المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف، وطبعة أخرى من قبل مطبعة سليمانزاده في قم سنة (1427هـ).

نهج الصواب إلى حل مشكلات الإعراب، طبعته مؤسسة الذخائر سابقاً، وهو هذا الكتاب.

نهج الهدى في علم الكلام، المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف سنة (1354هـ).

النور الساطع في الفقه النافع، تقريراً لبحثه الخارج في الفقه (أربعة مجلدات)، الطبعة الأولى منه من قبل مطبعة الآداب في النجف الأشرف سنة (1381هـ)، والثانية من قبل ستارة في قم المشرفة في سنة (1430هـ).

ثانياً: المخطوطات:

إظهار الحق، شـرح لحاشية الشيخ ملا عبدِ الله اليزدي.

الحق اليقين في تراجم المعصومين  عليهم السلام .

رسالة في أمارية اليد.

رسالة في وحدة الوجود.

شـرح الرسائل (ستة عشر مجلدا).

شـرح المكاسب (اربعة مجلدات).

شرح تجريد الاعتقاد.

شرح كفاية الأصول (عشرة مجلدات).

شـرح منظومة السبزواري.

الكلم الطيب، مجموعة رسائل ومقالات.

وتعمل مؤسسة كاشف الغطاء العامة على تحقيق وإخراج تلك الدرر في ضِمْنِ موسوعة تراث الشيخ علي آل كاشف الغطاء.

وفاتُهُ:

لبَّى نداء ربه بعد أنْ أكمل تكبيرة الإحرام من فريضة العشاء، وكان ذلك في ليلة الأربعاء 19 رجب الأصَمّ من سنة (1411هـ)، ودفن في مقبرة جدّهِ الشيخ الأكبر كاشف الغطاء في محلة العمارة من محال النجف الأشرف([11]).

 

 

([1]) ماضي النجف وحاضرها، الشيخ جعفر ال محبوبة، ج1، ص176.

([2]) آل كاشف الغطاء مناهل عطاء، شاكر جابر موسى البغدادي، ص23.

([3]) العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية، الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، ص12.

([4]) ماضي النجف وحاضرها، الشيخ جعفر ال محبوبة، ج1، ص183.

([5]) ذروٌ من حياة الشيخ علي كاشف الغطاء، السيد عبد الستار الحسني، ص10- 11.

([6]) المصدر السابق، ص11.

([7]) مقدمة رسالة الماجستير الموسومة، الشيخ علي كاشف الغطاء ودوره الإصلاحي الديني في العراق.  

([8]) ماضي النجف وحاضرها، الشيخ جعفر ال محبوبة، ص176.

([9]) موسوعة العتبات المقدسة، جعفر الخليلي، ص245.

([10]) ذِرْوٌ من حياة الشيخ علي كاشف الغطاء، السيد عبد الستار الحسني، ص14.

([11]) ذِرْوٌ من حياة الشيخ علي كاشف الغطاء، السيد عبد الستار الحسني، ص36.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

التقاريظ

إنَّني لأشكر أولئك الذين جادت قرائحهم فنظموا وكتبوا حول كتابي هذا، ]و[ أستميح([1]) العذر ممن لم تندرج أبياته أو كتابته في هذا المختصر. وإلى القارئ بعضاً من ذلك:

التقريظ الأول:

لئن حللتَ من الألغاز مشكلها
 

 

بثاقب في الأحاجي جدّ مأمونِ
 

فإنَّنا نتمنّى أنْ تَحُلَّ غداً
 

 

لنا مشاكِلَ عِلمِ الكَوْنِ والدِّيْنِ
 

 

وبذرةُ العلمِ إنْ طابتْ منابتُها
 

 

تَنمُو فتُثمِر من حينٍ إلى حينِ
 

هذي هي الخُطوةُ الأولى وقد نجحتْ
 

 

فَسِرْ مُغِذّاً على الطيرِ الميامين([2])
 

 

(صالح الجعفري)

التقريظ الثاني:

أَيَا لُغةَ العربِ استنيري فقد سَما
 

 

لكِ اليومَ في أفقِ المعارفِ كوكبُ
 

 

وَسَنَّ لنا نهجَ الصوابِ ومَن مشى
 

 

بنهجِ (عَلِيٍّ) لا يضلُّ فيعطبُ
 

 

(عبد الرزاق محي الدين)

التقريظ الثالث:

لغةُ العروبةِ لا اعترتْكِ يدُ البِلى
 

 

أبداً مدى الأعوامِ والأحقابِ
 

 

هذا العَليُّ وقد شَأَى شَيْخَ النُّهى
 

 

بذَكا فتىً حَدَثٍ وعزمِ شبابِ([3])
 

(نهجُ الصوابِ) على حَداثةِ سِنِّهِ
 

 

للنحو فيهِ أبانَ كُلَّ صَوابِ
 

 

(جواد السوداني)

التقريظ الرابع:

للنحو في آي الكتابِ
 

 

فضلٌ بهِ سِرُّ الخطابِ
 

أَشْتاتُهُ وَهِيَ اللآ
 

 

لئُ صاغَها (نَهْجُ الصَوابِ)
 

حَملتْ قواعدَ غيرِه
 

 

نشراً وشالت باللُّبابِ([4])
 

 

(م)

 

مقدمة المُصَنِّف

الحمد للّه كثيراً. والصلاة والسلام على محمد مبشراً ونذيراً. وعلى آله مقابيس التقى ومقاييس الهدى.

وبعد...

فهذا كتاب (نهجُ الصوابِ إلى حلِّ مشكلاتِ الإعرابِ)([5])، ألّفه العبد المفتقر إلى الله علي بن محمد رضا آل كاشف الغطاء بعد جد وجهد من متفرقاتٍ شوارد، وفوائدٍ فرائد، تشحذ بها القرائح، وتزكو فيها المدارك. جمعتها واستطرفتها من المحاورات والمحاضرات والدفاتر التي أثْمَرَتْها عقولٌ راجحة، ومعارفُ ناضجة، غير ما أوصلني إليه رأيٌ قاصر، وفِكْرٌ حَولي في قوامه لم يزاول من المعارف إلاّ أوائلها ومن العلوم إلاّ مبادئها. وبعد أن جمعتها من هنا وهنا من الزوايا والأنفاق من صناديق النسيان الموصدة ودفائنه المعبدة نَضَدتُها وقَسّمْتُها إلى فصولٍ وأقسام وفتحت لكنوزها القيّمة وخزائنها المثمنة أبواباً ثلاثة:

(الباب الأول): فيما يَصِحُّ إعرابه بوجهين ]أو[ وثلاثة أوجه.

(الباب الثاني): فيما أَشْكَلَ إعرابه من أبيات شعرية وكلمات نثرية.

(الباب الثالث): في إعراب بعض الكلمات المأثورة الجارية مجرى الأمثال الكثيرة الدوران في الكلام التي يصعب حلّها ويعسر فلّها.

(خاتمة): في مسائل متفرقة.

والله الموفق للصواب

 

الباب الأول

فيما يَصِحُّ قراءته بوجهين أو ثلاثة أوجه

وفيه فصلان:

الفصل الأول: فيما يَصِحُّ فيه ثلاثة أوْجُه

فمن ذلك (الحمد) من قوله تعالى: [الحمدُ لِلّه]([6])، فإنّه قُرئ بضمِّ
الدال([7]) من (الحمد)([8])، ووجهه أنّه مبتدأ خبره (للّه). وبنصبها([9]) ووجهه:
أنّه مفعول مطلق وعامله محذوف تقديره (أحْمَدُ الحَمْدَ). و[بالجرَّ]([10])
إتباعاً لكسرة اللام من (للّه).

ومن ذلك (ربِّ) من قوله تعالى [الحمدُ للّه ربِّ العالمين] ([11])، فإنّه
 قُرئ بالضم([12])، على أنّه خبر مبتدأ محذوف تقديره (هو ربُّ العالمينَ) وبالنصب([13])، على أنّه مفعول به لفعل محذوف تقديره (أعني ربَّ
العالمينَ). وبالجر([14]) على التبعية([15]) للفظ الجلالة، ومِثله (واللّهِ ربِّنا لأقتلَنّ
عَمْراً ]و[).

ومن ذلك (الأرحام) من قوله تعالى[وَاتّقوا اللّه الّذي تَساءَلُونَ بهِ والأرحامَ]([16])، قرئ برفع([17]) (الأرحام)، والوجه فيه أنّه مبتدأ خبره محذوف تقديره (والأرحامُ مِما يجبُ أن تُتقَى). وبالنصب([18]) عطفاً على لفظ الجلالة. وبالجرّ([19]) عطفاً على الضمير في (به).

ومن ذلك (غير) في قوله تعالى [لا يَسْتوي القاعِدونَ مِن المؤمنين غيرُ أُولي الضَّرَر]([20])، قرئ([21]) برفع (غير) على أنّها صفة لـ(القاعدون).
وبالنصب([22]) على الاستثناء من (القاعدون). وبالجرّ([23]) على أنّه صفةٌ للمؤمنين.

ومن ذلك (شركاء) من قوله تعالى [فَأجْمِعوا أمْرَكُم وَشُركائَكم]([24]) قرئ([25]) برفع (شركاء) على أنّه معطوف على الضمير في (فاجمعوا)، وبالنصب تقديره (وادعوا شركائكم)، وبالجر([26]) على أنّه معطوف على الضمير في (أمركم).

ومن ذلك (الأرض) في قوله تعالى [وَكَأيِّنْ مِّن آيةٍ في السّمواتِ والأرضِ يَمُرّونَ عَلَيها]([27])، قُرِئَ برفع([28]) (الأرض) على أنّه مبتدأ والخبر الجملةُ التي بعدها، وبالنصب([29]) على أنّه مفعول لفعل محذوف يدل عليه (يمرون) وهو(يجاوزون). وبالخفض على أنه عطف على (السموات).

ومن ذلك (غير) في قوله تعالى [ما لَكُم مِن إلهٍ غَيرُهُ]([30])، قرئ برفع (غير)([31])، على أنّها صفة لـ(إله) تابعة لمحله وهو الرفع؛ لأن (ما) عاملة عمل (ليس) و(لكم) خبر مقدم و(من) حرف جرٍّ زائد و(إله) اسمها، وبالنصب([32])، على الاستثناء من (إله). وبالجر([33])، على أنّه صفة لـ(إله) تابع للفظ، ذكر ذلك بعض النحويين([34]).

ومن ذلك (غير) في قوله تعالى[غيرِ المغضوبِ عليهِمْ]([35]) يجوز جرُّ([36]) (غير) على أنّها صفة([37]) (الذين)، وقد أشكل على هذا الوجه أبو البقاء ([38]) حيث قال: إنّ (الذين) معرفة، و(غير) نكرة ولا يجوز أن توصف المعرفة بالنكرة([39]).

وأجاب عن ذلك: إنّ (غير) إذا وقعت بين متضادين وكانا معرفتين تعرفت بالإضافة كقولك (عجبتُ مِن الحركةِ مِن غيرِ السكون) والأمر هكذا ههنا؛ لأنّ المنعم عليه والمغضوب عليه متضادان. ويجوز نصبها([40])، على أنّها حال من الضمير في (عليهم) والعامل فيها (أنعمت). ويجوز رفعها على جعلها خبراً لمبتدأ محذوف تقديره (هم غير المغضوب عليهم). ولكن قرئ بالوجهين الأولَيْن ولم يُقرأ بالوجه الأخير.

ومن ذلك (الكذب) في قوله تعالى [وَلا تَقُولوا لِمَا تَصِفُ ألسِنَتُكُم الكَذِبَ]([41]) قرئ([42]) بفتح (الكذب) ووجهه: أنَّه مفعول (تقولوا) أوأنَّه بدل من الضمير المستتر في (تصف) العائد إلى (ما)، أي: لما تصفه ألسنتكم الكذب. وقرئ([43]) بالجرَّ، على أنّه بدل من (ما). وقرئ([44]) بالرفع، على أنّه صفة لـ(ألسنتكم). وفي قراءة الرفع ضم الكاف والذال على أنّه جمع (كذوب) أو(كاذب) وإن أردت تحقيق المقام فراجع الكشاف([45]).

ومن ذلك (حور) في قوله تعالى [وحُورٌ عِين]([46])، فإنّه قرئ([47]) برفع (حور) ووجهه: أنّه مبتدأ خبره محذوف تقديره (لهم حور عين) أوأنّه عطف
 على (وِلْدان)([48]). وقُرئ بنصبه([49])، ووجهه أنّه مفعول لفعل محذوف تقديره (تُعطون حُوْراً عِيْناً). وبالجر([50]) عطفاً على (جنات)، وقيل: عطفاً على (أكواب) لفظاً لا معنى.

ومن ذلك (يفعل) في قولهم (لا يَنْهين أحدُكم عن أمرٍ ثُمّ يَفْعَله) يجوز رفع (يفعل) على أنّه خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: (هو يفعلُ). ونصبه على أن (ثم) أُعطيت حكم واو المعية في نصب المضارع بعدها بـ(أن) مضمرة، قال ابن مالك([51]): (إنّ "ثُمّ" قد تعطى حكم واو الجمع بعد الطلب)([52]). أي: قد تعطى (ثم) حكم (واو المعية) بعد الطلب في نصب المضارع بعدها بـ(أنْ) مضمرة. وجزمه على أنَّ (يفعلْ) معطوف على (يَنهين) محلاً، وذلك؛ لأن (ينهين) مبني لفظاً على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ومجزوم محلاً لاتصاله بـ(لا) الناهية.

ومن ذلك (غَدْوة) في قولهم (لَدُن غَدْوَةٌ أتى زيدٌ)([53]) يجوز رفع غدوة
على إضمار (كان) التامة، والتقدير (لدن كان غدوةٌ). والنصب على التمييز؛ لأن (لدن) ههنا اسم مبهم فيصح تمييزه بـ(غدوة). والجر على أنّ (لدن)
مضاف إلى (غدوة).

تنبيه: (لدن) في هذا كُلِّهِ ظرف زمان.

ومن ذلك (ما أحسن زيد)([54]) يجوز رفع (زيد) على الفاعلية لـ(أحسن) و(أحسن) فعل متصرف و(ما) نافية والمعنى نفي الإحسان عن زيد. ونصبه على أنّه مفعول لـ(أحسن)، و(أحسن) فعل تعجب فاعله مضمر عائد إلى (ما). وخَفْضِه على أنّ (أحسن) اسم تفضيل مضاف إلى (زيد)، و(زيد) مضاف إليه و(ما) استفهامية، والمعنى حينئذٍ الاستفهام عن أحسن ما في زيد من الأجزاء.

ومن ذلك (يعطي) من قولهم (ألَمْ تسألْ زيداً فيعطِيْك الجوابَ) يجوز رفع (يعطي) على أنه خبر لمبتدأ محذوف و(الفاء) عاطفة جملة. والتقدير (فهو يعطي الجواب). ونصبه بعد (الفاء) للسببية وكانت في جواب الاستفهام. وجزمه على أنّ (الفاء) عاطفة على (تسأل) و(تسأل) مجزومة بـ(لم).

ومن ذلك قولهم (أكلتُ السمكةَ حتى رأسَها)([55])، يجوز رفع رأسها ووجهه أن (حتى) ابتدائية ورأسها مبتدأ، والخبر محذوف تقديره (حتى رأسها مأكول)، ويجوز نصبه، ووجهه أنّ (حتى) عاطفة و(رأسها) معطوف على (السمكة). ويجوز جرّه ووجهه أنّ (حتى) جارة بمعنى (إلى).

ومن ذلك (عبيد) في قولهم (كَمْ عَبيدٍ لك خدَمُونِي)، يجوز خفض (العبيد) على أنّ (كم) خبرية مبتدأ، والمسوّغ للابتداء التصدير و(عبيد) تمييز لها. وتمييز (كم) الخبرية مجرور وخبرها (خدموني). ونصبه على أن (كم) استفهامية استفهام تهكم و(عبيد) تمييزها وتمييز (كم) الاستفهامية منصوب، والمعنى: أخبرني بعدد عبيدك الذين خدموني. وعلى هذا (كم) مبتدأ أيضاً، والخبر (خدموني). ورفع (العبيد) على أنّه مبتدأ، وساغ الابتداء به وإنْ كان نكرة لكونه مخصصاً بـ(لك) وخبره (خدموني) و(كم) على هذا الوجه خبرية في محلّ نصب على أنّها مفعول فيه وتمييزها محذوف تقديره (وقت) والعامل بها (خدموني) ولكن قدمت عليه؛ لأن لها الصدر في الكلام، والمعنى: عبيدُك خَدَمُوني في كثيرٍ من الأوقات.

ومن ذلك (خالد) في قولهم (جاءَ الضّاربُ بكرٍ وخالد) يجوز رفع (خالد) على أنّه معطوف على (الضارب). ونصبه على أنّه معطوف على (بكر) تابع إلى محله؛ لأنّه في محل نصب على المفعولية لـ(ضارب). وجرّه على أنّه عطف على (بكر) أيضاً، ولكن تابع إلى لفظه.

ومن ذلك (أُحْسِن) في قولهم (إنْ أعطيتَني أعطيتُك وإذاً أُحْسِنُ إليك)، يجوز رفع (أحسن) ونصبه فإذا قدّرت العطف على الجملتين فمن جهة أنّ ما بعد (إذا) من تمام ما قبله؛ لربط حرف العطف ما بعده بما قبله ]ف[ترفع (أحسن) لتجردها من الناصب والجازم؛ لأن (إذن) ]بهذه العِلّة[([56]) غير عاملة لعدم تصدرها، ومن جهة إنّ (إذن) في صدر جملة مستأنفة لعطفها على أول الكلمة تُنصب (أحسن) بـ(اذن)؛ لأنها ]بهذه العِلّة[([57]) تصير واقعة في صدر الجملة. ويجوز جزم (أحسن) إن قدّرت العطف على الجواب؛ لأنه إذ ذاك لم تعمل (إذن) لوقوعها حشواً، قال ابن هشام([58]) في المغني (إذا قيل: إن تزرني أزرك وإذن أحسن إليك) فإن قدّرت العطف على الجواب جزمت وبطل عمل (إذن) لوقوعها حشواً، وعلى الجملتين معاً جاز الرفع والنصب لتقدم العاطف.

ومن ذلك (إنْ يقمْ أقمْ وأُحْسِنُ إليك) يجوز رفع (أحسن) على أنّها جملة مستأنفة ويكون حينئذٍ (أحسن) مرفوع؛ لتجرده من الناصب والجازم. ويجوز نصب (أحسن) على أنّ (الواو) واو المعية و(أحسن) منصوب بـ(أنْ) مضمرة بعدها.

فإنْ قلت: يشترط في نصب الفعل بـ(أنْ) مضمرة بعد (الواو) التي للمعية أن تكون مسبوقة بنفي محض([59]) أو طلب بالفعل، و(الواو) هنا لم يتقدم عليها أحد هذين الأمرين فكيف ينصب الفعل بعدها؟!

قلت: لما كان جواب الشرط مضمونه غير محقق الوقوع فأشْبَه الاستفهام، ومن أقسامِ الطلب الاستفهام، فكان (أحسن) في المثال واقع بعد الطلب. قال بعض المحققين ويجوز جزم (أحسن) على أنّها عطف على الجواب وهو(أقم)، وكذا قولهم (إنْ تقمْ أقمْ فأُحسنُ إليك).

ومن ذلك (امرأة) في قولهم (ما فيها مِن رجلٍ ولا امرأةٌ) يجوز رفع ]امرأة[([60])، وفتحها، وخفضها؛ وذلك إنّ (ما) عاملة عمل (ليس)، و(فيها) خبر مقدم، و(من) زائدة، و(رجل) اسمها مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال آخره بحركة حرف الجر الزائد، فإذا عرفت ذلك جاز لك في ]امرأة[([61]) الخفض على أنها معطوفة على (رجل) وتابعة للفظه و(لا) مهملة. وجاز
لك فيها الرفع على أنها تابعة إلى المحل ومحلّه الرفع كما علمت و(لا)
مهملة أيضاً. وجاز لك فيها الفتح على أن (لا) عاملة عمل (إن) مركبة مع (امرأة) تركيب خمسة عشر وخبر (لا) محذوف دل عليه المذكور، والتقدير: (ولا امرأة فيها)، فأن قلت: إنّها لو كانت مهملة في ذينك الوجهين لوجب تكرارها؟

قلت: يجب تكرارها إن أهملت فيما إذا كانت عاملة في الأصل عمل (إنّ) وهاهنا أهملت على تقدير أنّها في الأصل عاملة عمل (ليس).

ومن ذلك ما سألني عنه بعض العلماء وهو إنّ امرأةً تبيع اللبن تنادي (يا شاريَ اللبنَ الرخيصَ الثمنَ) فتارة ترفع (اللبن) و(الرخيص) و(الثمن) وتارة تنصب ذلك كلّه وتارة تخفضه كلّه. فأجبته: أّما رفع (اللبن) فعلى أنّه خبر مبتدأه محذوف تقديره: (هذا اللبن)، وأمّا رفع (الرخيص) فعلى أنّه صفة (اللبن) تابع له، وأمّا رفع (الثمن) على أنّه فاعل الصفة أعني (رخيص). وأمَّا نصب (اللبن) فعلى أنّه مفعول ]ل[ فعل محذوف تقديره: (اشترِ اللبن)، وأمّا نصب (رخيص) فعلى أنّه صفة لـ(اللبن) تابع له، أمّا نصب (الثمن) فعلى التشبيه بالمفعول والعامل به الصفة أعني (رخيص)، أمّا خفض (اللبن) فعلى أن (شاري) أضيف إليه، وأمّا خفض (الرخيص) فعلى أنّه صفة لـ(لبن) تابع له، وأما خفض (الثمن) فعلى أن (رخيص) أضيف إليه.

ومن ذلك (يوم) من قولهم (لا صومَ يومُ الجمعةِ)([62])، يجوز رفع (يوم) على أنّه خبر (لا) والمعنى: لا يصام يوم الجمعة. ونصبه على الظرفية والناصب له محذوف وهو الخبر والتقدير: لا صوم حاصل يوم الجمعة. وخفضه على أنّه مضاف إليه، والمضاف هو(صوم)، والخبر محذوف والدّال عليه الحال والمقام، والتقدير: لا صوم يوم الجمعة حاصل.

ومن ذلك (أمد) من قولهم (أمدِّ زيداً بشيءٍ من المالِ) يجوز فتح آخر (أمد) وكسره وسكونه وضمه مع فك الإدغام في الضم فقط، قال الصرفيون: إنّ الفعل الذي يدغم آخره في الأمر إنْ كانت عينه مضمومة فَلَكَ في آخره الحركات الثلاثة مع السكون وعللوا ذلك: بأنّ السكون لأجل([63]) أنّ فعل الأمر مبني على السكون، وأمّا فتحه فللخفة، وأمّا كسره؛ فلأنّه الأصل في تحريك الساكن بالكسر، وأمّا ضمه فإتباعاً لعينه، أعني: (الدال) الأولى. وقد أشار إلى ما ذكرناه صاحب المراح فراجعه([64]).

ومن ذلك (محمد) في قولهم (جاءَ زيدٌ ومحمدٌ) يجوز رفع (محمد)،
ووجهه أنّه معطوف على (زيد)، ونصبه على أنّ (الواو) للمعية فيكون نصبه على أنّه مفعول معه، وجرّه على أنّ (الواو) للقسم و(محمد) مجرور بـ(واو) القسم.

ومن ذلك (تفعل) من قولهم (أَشَرْتُ إليه أنْ لا تفعلْ) يجوز جزم
(تفعل) على أنّ (لا) ناهية. ورفعه على أنّ (لا) نافية و(أنْ) على كلا الحالتين مفسِّرة. ويجوز نصبه على أنّ (أنْ) مصدرية ناصبة و(لا) نافية. ذكر ذلك
بعض الأفاضل([65]).

ومن ذلك (قيراط) في قولهم (هذا دِرهَمٌ الاّ قيراطَ) يجوز نصب (قيراط) على أنّه مستثنى بـ(إلاّ) فيكون المعنى: هذا درهم ناقصٌ قيراط. ويجوز جرّه على أنّ (إلاّ) بمعنى (غير) و(قيراط) مجرور بإضافة (إلاّ) إليه و(إلاّ) صفة إلى (درهم) ويكون المعنى: هذا درهم غيرُ قيراط. ويجوز رفعه على أن (إلاّ) عاطفة بمعنى (الواو) مثلها في قوله تعالى: [لئلاّ يكونَ للناسِ عليكم حُجَةٌ إلا الذين ظلموا]([66])، فيكون المعنى: هذا درهم وقيراطٌ.

ومن ذلك (أبيك) في قولهم (فأبيك لم أفعلْ) يجوز رفعه بالواو، على أنّه مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: فأبوك يميني أو قسمي لم أفعل. وجرّه بالياء على أنّه مجرور بحرف القسم محذوف، أي: فوأبيك، وهذا الوجه جائز على القول بجواز حذف حرف القسم. ونصبه بالألف بناءً على أنّ الأصل: أُقْسِمُ بأبيك، ثم أُسقط الخافض ونصب بـ(أُقسم)، ثم حذف (أُقسم) لدلالة الحال والمقام عليه، قال ابن هشام في قوله تعالى [فالحقُّ والحقَّ أقُول لأملأَنَّ]([67]) إنّ الأصل: أُقسمُ بالحق وأقولُ الحقَ فانتصب (الحق) الأول بعد إسقاط الخافض بـ(أقسم) محذوفاً، و(الحق) الثاني بـ(أقول)، انتهى كلامه([68]).

ومن ذلك (يضرب) في قولهم (كتبَ إليه أنْ لا يضربُ) يجوز رفع
(يضرب) على أنّ اسم (أنْ) ضمير شأن محذوف، و(لا) نافية و(يضرب) مرفوع لتجرده من الناصب والجازم. ويجوز نصبه بـ(أنْ) على أن تكون مصدرية بخلافها على الوجه الأول فإنّها فيه مخففة من الثقيلة ويكون الكلام حينئذٍ على إضمار (اللام) قَبَل (أنْ)، أي: لئلا يضرب. وجزمه على أنّ (أنْ) مفسِّرة و(لا) ناهية.

ومن ذلك (الضحاك) في قول الشاعر([69]):

إذا كانتِ الهيجاء وانشقَّتِ العصا
 

 

فحسبُك والضّحاكَُِ سيفٌ مهنّدُ
 

 

روي (الضحاك) بالأوجه الثلاثة: أمّا النصب، فعلى أنّه مفعول معه أو مفعول به بتقدير: وتحسب الضحاك. وأمّا جرّه فبالعطف على الكاف في (بحسبك) فإنّها مجرورة بإضافة (حسب) إليها. وأمّا الرفع فبالعطف على (حسب) بتقدير مضاف أي: وحسب الضحاك، ثم حذف المضاف وهو(حسب) وأُنيب المضاف إليه وهو(الضحاك) منابه.

ومن ذلك (تحدثنا) في قولهم (لَمْ تأتِنا فتحدثُنا) يجوز الرفع على الاستئناف([70]) أي: فأنت تحدثُنا. والجزم بالعطف على (تأتنا). والنصب بـ(أنْ) مضمرة بعد (الفاء)، ونظيره([71]) (ليقمْ زيدٌ فنكرمَه) يجوز الرفع على القطع، والنصب على إضمار (أنْ) بعد الفاء في جواب الطلب، والجزم بالعطف على (يقم)؛ لأنّها مجزومة بـ(لام الطلب)، ومِثله [قوله تعالى] [أفلمْ يَسِيرُوا في الأرضِ فيَنْظُرُوا]([72]).

ومن ذلك (فداء) في قولهم (فداءٌ لك زيدٌ) يجوز في (فداء) ثلاثة أوجه:

الأول: الرفع على أنه خبر لـ(زيد) و(لك) متعلق به.

والثاني: النصب على أنّه مفعول مطلق وعامله محذوف والتقدير: يفديك فداءً زيد، ثم حذف الفعل وأُنيب المصدر عنه، و(لك) قيل متعلق بـ(فداء) وقيل بـ(أعني) محذوف والأصح الأول؛ لأنّ الأصل عدم التقدير على أنّه لا حاجة له، و(زيد) قيل فاعل للمصدر وقيل للفعل المقدّر والأصح الأول؛ لأن المصدر النائب عن الفعل يعمل عمله.

الثالث: الجر واختلفوا في توجيهه والصحيح إنّه اسم فعل بمعنى (ليفد)([73]) مبني على الكسر والجار والمجرور متعلق به و(زيد) فاعله وبهذا تَبَيّنَ وجه قراءة (فداء) بالأوجه الثلاثة في قول النابغة الذبياني([74]):

مهلاً فِداءٌ لك الأقوامُ كلُّهُمُ
 

 

وما أُثَمِّرُ من مالٍ ومنْ وَلَدٍ

 

 

ومن ذلك (رئمان) في قول الشاعر([75]):

إنِّي جَزَوْا عامراً سوءً بِفِعلهُمُ
 

 

أم كيف يجزونني السوأى من الحَسَنِ
 

أم كيفَ ينفَعُ ما تُعْطِى العَلُوقُ به
 

 

رِئْمانُ أنفٍ إذا ما ضُنَّ باللبنِ
 

 

يجوز رفع (رئمان) على الإبدال من (ما) بدل اشتمال والعائد محذوف، وأمّا عائد الموصول فمذكور وهو الضمير في (به) وعلى هذا فـ(ما) واقعة على(البو)([76]) وهو المراد منها، والمعنى: كيف ينفع بوتعطى الناقة المتعلقة به رِئمان أنف له، ومن هذا يظهر إنّ (به) متعلق بـ(العلوق).

ويجوز نصبه بـ(تعطى) وعلى هذا فـ(ما) واقعة على (البو) و(به) متعلق بـ(العلوق) والضمير عائد إلى (ما) والمعنى: كيف ينفع بوتعطى العلوق به رئمان أنف، ومن هذا يظهر إنّ مفعول (تعطى) الأول ضمير محذوف عائد إلى (ما) و(رئمان) مفعول ثانٍ.

ويجوز جرّه بدلاً([77]) من (الهاء) في به بدل كلّ من كلّ. وعليه فـ(ما) واقعة على (الرِئمان) و(تُعطى) متضمن([78]) معنى (تسمح) و(به) متعلقة بـ(تعطى) والضمير في (به) عائد إلى (ما)، والمعنى: كيفَ ينفعُ رِئمانُ تَسْمَح به العَلُوقُ للبو، وحذف (للبو) لدلالة المقام عليه.

ومن ذلك (بازل) في قول الشاعر([79]):

ما تنقمُ الحربُ العَوانُ مِنّي
 

بازلَ عامين حديثٌ سنِّي
 

لِمِثل هذا ولدَتْنِي أُمِّي
 

 

يجوز رفع (بازل) على أنّه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أنا بازلُ عامين. ونصبه على الحال من الضمير في (مني). وجرّه على الإبدال من الضمير في (مني) وهذا مبني على مذهب الأخفش([80]) القائل بجواز إبدال الظاهر من الضمير الحاضر مطلقاً.

ومن ذلك قوافي القصيدة الحرباوية([81])، فإنّه يجوز في آخر كلّ بَيْتٍ منها أنْ يقرأ بالحركات الثلاث مع السكون، وهي للشيخ أبي عمرو عثمان بن عيسى بن منصور بن ميمون البلطي النحوي، ومضمونها شكوى الزمان وأهله وهي هذه:

(ص) إنّي أمرءٌ لا يَطَّبِيني
 

 

الشادنُ([82]) الحَسَنُ القوامُ
 

 

(ش): يجوز في (ميم) القوام الرفع على أنّه فاعل الحسن. والنصب على التشبيه بالمفعول به. والجرّ بالإضافة. والوقف بالسكون؛ لانّ وزن الشعر تستقيم فيه حركة (الميم) وإسكانها؛ أمّا إذا حركت فالشِّعْر من الضَرب السادس من الكامل. وإذا سُكِّنَتْ فالشِّعِر من الضَرب السابع منه.

(ص) فارقتُ شِرَّةَ عِيشَتِي
 

 

إذ فارَقَتْني والغَرامُ([83])
 

 

(ش): ارتفع (الغرام) عطفاً على المضمر في (فارقتني). وانتصب عطفاً على (شرة) وانخفض عطفاً XعلىZ (عيشتي).

(ص) لا أسْتَلذُ بِقَيْنَةٍ
 

 

تشدُ ولدَيّ ولا غلامُ
 

 

(ش): إرتفع (غلام) عطفاً على المضمر في (تشدو). وانتصب عطفاً على موضع (قينة)؛ لأنّها في محلّ نصب على أنّها مفعول. فكأنّه قال: لا أستلذ قينةً. وانخفض عطفاً على لفظ قينة.

(ص) ذو الحزنِ ليسَ يَسُرُّه
 

 

طِيبُ الأغاني والمُدامُ([84])
 

 

(ش): ارتفع (المدام) عطفاً على (طيب) وانتصب على أنّه مفعول معه، وانخفض عطفاً على (الأغاني).

(ص) أُمْسِي بدمعٍ سافحٍ
 

 

في الخَدِّ مُنْسَكِبٌ سِجامُ
 

 

(ش): ارتفع (سجام) لأنّه خبر مبتدءٍ محذوف أي: هو. وانتصب بإضمار (أعني). وانْجرَّ صفة لـ(دمع).

(ص) ألقى صُروفَ الدهرِ مص
 

 

طبرٌ وما حدى كهامُ([85])
 

 

(ش): يجوز رفع خبر (ما) على لغة بني تميم. ونصبه على لغة الحجازيين. Xوالبناء على Zالكسر، فإنُ بعض العرب([86]) يبني كلّ ما جاء على هذا الوزن على الكسر يقيسونه على نزال ودراك.

(ص) لا أَشْتَكي مِحَنَ الدَواهي
 

 

إذ تَحِلُّ بي العظامُ
 

 

 

(ش): ارتفع (العظام) فاعلاً [ل] (تحل). وانتصب صفة [ل] (المحن). وانجرَّ صفة [ل] (الدواهي). وعلى هذين الوجهين الأخيرين يكون فاعل (تحل) ضمير مستتر عائد على (محن).

(ص) مارسْتَهُنَّ ومارسَتني
 

 

في تَصرُّفِها الجسامُ
 

 

(ش): ارتفع (الجسام)؛ لأنّه فاعل (مارستني). وانتصب بدلاً من (هن) في(مارستهن). وانجرَّ بدلاً من (ها) في تصرفها، [ومنه]([87]) قول الفرزدق([88]):

على حالةٍ لو أنّ في القومِ حاتِماً
 

 

على جُودِه لضُنَّ بالماء حاتمِ
 

 

والقوافي مخفوضة وانخفض (حاتم) على البدل من (الهاء) في (جوده).

وفاعل (مارستني) على الوجهين الأخيرين ضمير عائد على (الجسام).

(ص) وبَلَوْتُ حدَّ السيفِ في
 

 

عملٍ فأَخْلَفَني الحُسامُ
 

 

(ش): ارتفع (الحسام) فاعلاً لـ(أخلفني). وانتصب بدلاً من (حدّ). وانجر بدلاً من (سيف).

(ص) إنْ كنتُ في ليلِ الخُطوبِ
 

 

أرقبُ لِيَنْكَشفَ الظلامُ
 

 

(ش): ارتفع (الظلام) فاعلاً لـ(ينكشف). وانتصب بـ(أرقب). وانجرَّ بدلًا من (ليل).

(ص) وأترك ملامَ الدهرِ عنـ
 

 

كِ فما حديثُك والملامُ
 

 

(ش): ارتفع (الملام) على (حديثك). وانتصب على أنّه مفعول معه. وانجرَّ عطفاً على (الكاف) في (حديثك).

(ص) أرمي زَماني ما رَمى
 

 

للعرضِ حتّى لا يرامُ
 

 

(ش): قد جاء الفعل بعد (حتى) مرفوعاً، ومنصوباً كقوله تعالى: [حَتّى يَقُولَ الرّسولُ]([89]). وأمّا الكسر([90]) فلا سبيل إليه إلا بزيادة (الياء) في (يرام) فيصير (يرامي) من المُراماة ويصير المعنى: لا أزال أرمي الزمان حتى يترك المراماة.

(ص) إنّي أرى العيشَ الخَمولَ
 

 

وصُحبَةَ الأشرارِ ذامُ
 

 

(ش): (صحبة الأشرار) مبتدأ و(ذام) خبره. ويجوز نصبهما معاً، و(الذام) الذم. وإذا زِدت على (ذام) ياء المتكلم صار (ذام) مخفوض.

(ص) كَمْ حاسدينَ مُعانِدينَ
 

 

عَدَوا عَلَيَّ وكَمْ لِئام
 

 

(ش): قد جاء بعد (كم) المرفوع والمنصوب والمجرور، Xومنه ماZ قالXهـZ الفرزدق ([91]):

كمْ عَمّةًٌٍ لكَ يا جريرُ وَخَالَ
 

 

روي برفع (عَمّةٍ) ونصبها وجرّها([92]).

(ص) رُبَّ امرئٍ عايَنْتُه
 

 

لهجاً بسَبّي مُسْتَهام([93])
 

 

(ش): الأخفش يقول (رُبَّ) وما عملت فيه في موضع رفع فيكون رفع (مستهام) على الصفة لـ(امرئ) على الموضع. ونصبه بـ(عاينته). وجرّه نعتاً لـ(امرئ) على اللفظ.

(ص) بَيْنَ العَدْو غَدَوْتُ
 

 

مضطراً بصُحْبَتِه أُسامُ
 

 

(ش): (أسام) بالرفع مضارع من (سام) وبالفتح بمعنى (أسامَي) مبني للمفعول. وبالكسر، أي: أسامِى، يقول([94]) اضطرني الزمان حتى أُفاخر من يفاخرني.

(ص) لا غرو في تفضيلِه
 

 

هذا الزمان عَلا اللئامُ
 

 

(ش): ارتفع (اللئام) على أنّ (علا) فعل ماضٍ من العلو، وانتصب كذلك على أنّ فاعله ضمير عائد إلى الزمان، والمعنى: زاد الزمان على اللئام في اللوم. وانْجرَّ على أنّ (علا) اسم بمعنى (فوق) مضاف إلى (اللئام).

(ص) ما لي وللحمقِ الأثيمِ
 

 

الجاهلِ الفَدْم([95]) العُبامُ
 

 

(ش): تقدم إنَ النعت يتبع. ويقطع على جهة الرفع والنصب([96]).

(ص) إنّ المُمَوَّه عند فَدْ
 

 

م الناسِ يعلُو والطُغامُ([97])
 

 

(ش): يجوز في (الطغام) الرفع على الابتداء والخبر محذوف تقديره (يعلون) والنصب عطفاً على اسم (انّ). والجر عطفاً على (فدم).

(ص) لا ترجُ خيراً من ضعيفٍ
 

 

الودِّ يَبْخَلُ بالسلامُ
 

 

(ش): الرفع على الحكاية أي: بقوله السلام عليكم. والنصب على المصدر أي: بأن يُسَلِمَ السلام. أنشد الفارسي([98]):

تَنادَوا بالرحيلِ غداً
 

 

وفي ترحالِهم نَفْسِي
 

 

وقال (يجوز في (الرحيل) الرفع والنصب والخفض)، ذكر ذلك ابن جني([99]) في (سر الصناعة). والجرَّ بالباء.

(ص) وعليكَ بالصّبرِ الجميلِ
 

 

وما يلُوذُ به الكرامُ
 

 

(ش): الرفع فاعل (يلوذ)([100]). والنصب بـ(عليك) إغراء([101]). والجرّ بدلاً من الصبر.

(ص) لا يستفيقُ القلبُ من
 

 

كَمَدٍ يُلاقى أو غرامُ([102])
 

 

(ش): الرفع([103]) على الابتداء والخبر محذوف تقديره: يلاقى. والنصب بـ(يلاقى) والجر عطفاً على (كَمَد).

(ص) حتّى مَتى شَكْوى
 

 

أخِي البَثِّ الكئيبِ المستضامُ([104])
 

 

(ش): (شكوى) مصدر مضاف إلى فاعله أو مفعوله فرفع (المستضام) إتباعاً لمحل الفاعل. ونصبه إتباعاً لمحل المفعول. وجره على اللفظ.

(ص) ما مِن جَوى إلا تَضَمَّنَهُ
 

 

فُؤادي أو سقامُ
 


 

 

(ش): الرفع إتباعاً لموضع (جوى) فإنّ (من) زائدة. والجرُّ على لفظه. والنصب عطفاً على (هاء) تضمنه.

(ص) هَمٌّ أرى في بَثِه
 

 

ذُلٌّ ومَلأ فَمِي لجامُ
 

 

(ش): (ملأ فمي لجام) مبتدأ وخبر. ونصب (لجام) بـ(أرى). وكسر
بتقدير لجامي.

(ص) قدَرٌ عليّ مُحَتَّمٌ
 

 

مِن فوقُ يأتي أو أمَامُ
 

 

(ش): (فوق وأمام) مبنيان على الضم أو منصوبان على الظرفية أو مجروران بـ(من) إعراباً على أنهما نكرتان.

(ص) ما قِيل خَلْفكَ خلِّ عنه
 

 

فيه ما نَفعَ الملامُ
 



 

 

(ش): الرفع بـ(نفع). والنصب بـ(خلِّ). والجرُّ بدلاً من (ها) (عنه).

(ص) ما إنْ تَضُرُ بذاك
 

 

إلاّ حينَ تُسْمِعُه الكلام
 

 

(ش): الرفع بـ(تضر). والنصب بدلاً من (هاء) تسمعه. والجرُّ بدلاً من (ذاك).

(ص) ما في الوَرى من مُكْرِمٍ
 

 

لذَوي العُلوم ولا كرامُ
 

 

(ش): الرفع عطفاً على موضع (مكرم). والجرُّ على لفظه. والنصب بـ(لا)([105]) والخبر محذوف تقديره: في الورى.

(ص) أعيشُ فيهم إذ بَلَوْ
 

 

تُهم وقد جَهِلُوا الأنامُ
 

 

(ش): الرفع بدلاً من (الواو) في (جهلوا). والنصب بدلاً من (هم) في (بلوتهم). والجرُّ بدلاً من (هم) في (فيهم).

(ص) في غفلةٍ إيقاظُهُم
 

 

عن سودَدٍ بَله النيامُ
 

 

(ش): عند قطرب([106]) إنّ (بله) بمعنى: كيف يرتفع ما بعدها وأصلها أن تكون بمعنى: (دع) فينصب ما بعدها ويجرُّ بها تشبيهاً بالمصدر. وقد أجاز ابن جني في قول المتنبي (أقل فِعالي بله أكثر مجده) رفع أكثر ونصبه وجرَّه.

(ص) ليسَ الحياةُ شهيَّةً
 

 

لي في الشقاءِ ولا مرامُ
 

 

(ش): يرتفع (مرام) بـ(لا) بمعنى: ليس، والخبر محذوف تقديره: لي، على حدّ:

فَأنا ابْنُ قَيْسٍ لا بَراحُ([107])
 

 

وينصب عطفاً على (شهية). ويجرُّ عطفاً عليها على التوهم لأنّها في تقدير الباء على حد قوله([108]):

(ص) فكرهتُ في الدنيا البقاءَ
 

 

وقد تَنَكَّدَ والمقامُ
 

 

(ش): يجوز الرفع عطفاً على الضمير في (تنكد). والنصب عطفاً على (البقاء). والجرُّ بـ(واو القسم) على إرادة مقام إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام.

(ص): إنِّي وَدَدّتُ وقد سَئـ
 

 

مْتُ العَيشَ لو يدنُو حِمامُ
 

 

(ش): الرفع بـ(يدنو). والنصب بـ(وددت). والكسر على تقدير:
حمامي([109]).

تَمَّتْ القصيدة الحرباوية مع شرحها

 

الفصل الثاني: فيما يَصُحُ قراءته [على وجهين]([110])

ومن ذلك (الساعة) في قوله تعالى [وإذَا قِيل إنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ والساعةُ لا رَيْبَ فِيها]([111]) قُرئ([112]) برفع (الساعة) عطفاً على محل (إنّ) مع اسمها، ومحلهما الرفع. وقُرئ([113]) بنصبها عطفاً على اسم إنّ.

ومن ذلك (سواء) في قوله تعالى [أمْ حَسِبَ الّذِينَ اجْتَرَحُوا السّيئاتِ أن نّجْعَلَهُمْ كالّذينَ آمنُوا وعَمِلوا الصّالِحاتِ سَواءً مّحياهُم وَمَماتُهُم]([114]) قُرئ([115]) بنصب (سواء) على الحال لتأولها بالمشتق وهو(مستوى) ورفع (محياهم) على أنّه فاعل (سواء).

وقُرئ([116]) برفع (سواء) على أنّها مبتدأ، والخبر (محياهم) والمسوغ للابتداء بـ(سواء) التأويل بالمشتق، كما قيل (سلامٌ عَليكُم)، ويجوز جعله خبراً لـ(محياهم ومماتهم).

ومن ذلك (قوم نوح) في قوله تعالى في سورة الذاريات [وقومَ نُوحٍ منْ قبلُ إنّهم كانوا قوماً فاسِقِين]([117]) قُرئ([118]) بخفض (قوم نوح) عطفاً على (موسى) في قوله تعالى [وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ]([119]). وقُرئ([120]) بنصبه على جعله مفعولاً لفعل محذوف دلّ عليه سياق الكلام [و] تقديره: وأغرقنا قوم نوح. زعم هذا الوجه بعض المفسرين([121]).

ويلحق بذلك (غير) في قولهم (قامَ الرجالُ وغيرُهم) يجوز رفع (غير) عطفاً على (الرجال) على أنّها معربة، ويجوز فتحها على أنّها مبنية لإضافتها إلى المبني وهو الضمير. قال([122]) ابن هشام (ويجوز بناء (غير) إذا أُضيفت لمبني وأنشد على بنائها قول الشاعر([123]):

لُذْ بِقَيْسٍ حينَ يَأبى غَيْرَهُ
 

 

تُلْفِهِ بَحراً مُفِيضاً خَيْرَهُ
 

 

ومن ذلك (قوس قزح) فإنّه يُقرأ (قزح) بالفتح على أنّه عَلمٌ معدول لا ينصرف. وبالكسر على أنّه جمع قُزْحة.

ومن ذلك لفظ (أميرُ المؤمنينَ) من قول الشاعر([124]):

ومنّا أميرُ المؤمنينَ شبيبُ
 

 

يجوز رفع (أمير المؤمنين) مبتدأ مؤخراً، و(منا) خبر مقدم و(شبيب) عطف بيان أو بدل منه. فعلى هذا يكون (شبيب) هو أمير المؤمنين، ونصبه ]على أنّه[ منادى محذوف منه حرف النداء([125])، و(شبيب) مبتدأ مؤخر و(منا) خبر مقدم فيكون المعنى: شبيبٌ منّا يا أميرَ المؤمنينَ.

ومن ذلك (زيد) في قولهم (ما قامَ القومُ غيرَ عمرو وزيد) قال بعض النحويين يجوز جرُّ (زيد) عطفاً على (عمرو). ورفعه عطفاً عليه معنىً؛ لأنَّ المعنى: ما قام القوم إلاّ عمرو وزيد.

ومن ذلك (كلّ) في قول الشاعر([126]):

وأصْبَحَتْ أُمُّ الخِيارِ تَدَّعِي
 

 

عَلَيّ ذنْباً كلُّه لَمْ أصْنَعِ
 

 

يجوز رفع (كلُّه) على أنّها مبتدأ، والخبر (لم أصنَع) والعائد محذوف تقديره: لم أصنعه. ونصبه على أنّها مفعول مقدم لـ(أصنع) قال ابن مالك (لا فرق في المعنى بين رفع كلّ ونصبها) انتهى. وفيه تأمل([127]).

ومن ذلك (جئتُك كي تكرمَني) يجوز رفع (تكرم) على جعل (كي) اسما مخففاً من (كيف) والمعنى: جئتك كيف تكرمني. ويجوز نصب (تكرمني) على أنّ (كي) جارَّةٌ والفعل بعدها منصوب بـ(أنْ) مضمرة.

واعلم أنّ (كي) على الوجه الأول في محل نصب على أنّها حال والمعنى: جئتك على أي حال تُكرمَني.

ومن ذلك ما رأيته في كتاب مخطوط لست أعرِف صاحبه وهومن كتب التاريخ يذكر فيه: إنّ اعرابياً يُحَدِّث أخاه في كرم حاتم وعدم بُخله فقال له أخوه وكان نحوياً (أبَى كرُم حاتمٍ لا البخلَِ) فنطق بالبخل بالنصب، والخفض. هذا ما وجدته في الكتاب. ووجه النصب على المفعولية لـ(أبى) و(لا) زائدة، ووجه الخفض على أنّ [ه] (لا) اسم لأنّه أريد بها اللفظ في محل نصب على المفعولية لـ(أبَى) مضافة لـ(البخل) و(البخل) مضاف إليه إضافة اللام، والمعنى: أبى كرُم حاتِمٍ لفظ لا التي للبخل.

ومن ذلك ما رواه سيبويه (مَرَرتَ برجلٍ سواءٌ والعدمُ)([128])، برفع (العدم) والوجه فيه أنّ (سواء) لما كانت صفة لـ(رجل) أُوِّلَتْ بمشتق أعني (مستوى) فتحملت ضمير (رجل) على أنه فاعل لها و(العدم) معطوف عليه والمعنى: مررت برجلٍ سواء هو والعدم، ويجوز نصب (العدم) على أنّه مفعول معه، قيل (وإنما ذكر سيبويه هذا المثال دليل على جواز العطف على الضمير المتصل بدون فصل شيء بينهما).

ومن ذلك ما وجدتُه بخط والدي "حفظه اللّه" ما رَسَمَهُ (فائدة: إذا قال أنا سارقٌ عبدِك بجرِّ العبد كان ضامناً، وإذا قال أنا سارق عبدَك بنصب العبد لم يكن ضامناً؛ لأنَّه في الأول بمعنى الماضي وفي الثاني بمعنى المستقبل) انتهى. وفيما قال نظر؛ لأنّه في صورة الجرَّ ]أيضًا[ يمكن أن لا يكون ضامناً [أيضًا]؛ لاحتمال أنّه أراد باسم الفاعل الاستقبال [ف]أضافه؛ لأنّ اسم الفاعل إذا عمل في مفعوله جاز إضافته إلى مفعوله ولذا قال ابن مالك([129]):

وانصبْ بذِي الأعمالِ تَلوا واخفضْ
 

 

وهو لِنصبِ ما سواه مقتضى
 

 

من ذلك ما وجدتُه بخط والدي أيده اللّه: وهو اعراب (عمرك اللّه) بالروايتين في لفظ الجلالة الرفع والنصب، أمّا النصب فعلى أنَّ (عمر) مصدر بمعنى التعمير مفعول مطلق مضاف إلى (الكاف) ناب عن فعله و(اللّه) منصوب بنزع الخافض، وأمّا الرفع فعلى أنَّ (عمرك) [أيضًا[ مصدر مضاف إلى مفعوله ]أيضًا[ و(الله) فاعل.

ومن ذلك (خيرا) في قوله (كانَ الصاعُ يكفي مَن هو أَوْفى مِنك شِعراً
 وخيرًا مِنك)([130]). وروي برفع (خير) ونصبه أما الرفع فعلى أنه عطف على (أوفى).

وأمّا النصب، فَذكر الشيخ [جمال الدين]([131]) سبعة أوجه فيه ولم يقبل منها إلا وجهاً واحداً، وهو كون (خيرًا) معطوفاً على (شِعراً) و(منك) توكيد للأولى، وعندي أنَّه يجوز أن يجعل (خيراً) خبراً لكان المحذوفة. وعلى هذا يكون اسم كان ضميراً عائداً إلى (من) الموصولة.

ومن ذلك قول الشاعر([132]):

فَليْتَ كَفافاً كانَ خيرُكَ كلُّه
 

 

وشَرُّكَ عنّي ما ارتوى الماءَ مُرْتَوي
 

 

(الفاء) باعتبار([133]) ما قبلها، و(ليت) من أخوات انّ، واسمها ضمير شأن محذوف، و(كفافاً) خبر لـ(كان) الناقصة مقدم عليها. و(خيرك) اسمها، و(كله) توكيد له و(شرك) معطوف على (خيرك) و(عني) متعلق بـ(كفاف) والجملة خبر لـ(ليت) و(ما) مصدرية ظرفية، و(ارتوى) فعل ماضي، (الماء) مفعوله و(مرتوي) فاعله. والمعنى: فلَيْتَ كان خيرُك كلُّه وشرُك كفافاً عني، أي: أن تكف عني مده شرب الشارب الماء. وروي بنصب (شرك) على أنه اسم لـ(ليت) محذوفة والخبر ]أيضًا[ محذوف [أيضاً]، والتقدير: وليت شرك كفافاً عني. وفي هذا البيت وجوه لا تستحق الذكر.

                                                                            

 

الباب الثاني

فيما أشكل إعرابه من أبيات شعرية وكلمات نثرية

الفصل الأول: في الكلمات النثرية

[و]([134]) من ذلك قولهم (لا إلهَ إلا اللّهُ)، إعرابه: (لا) عاملة عمل إنّ، و(إله) اسمها، وخبرها محذوف تقديره: موجود، و(إلاّ) أداة([135]) استثناء، ولفظ الجلالة بدل من اسم (لا) تابع لمحله وهو الرفع([136]).

وعند أبي حيان([137]) إنّه بدل من الضمير العائد إلى اسم (لا) المستتر في الخبر، ولا يجوز أن يكون بدلاً من اسم (لا) تابعاً للفظه؛ لأنه معرفة، ولا يجوز أن تعمل (لا) في المعرفة والبدل في نية تكرار العامل، وعند أبي البقاء النحوي إنَّه بدل من محل (لا) مع اسمها([138])، فإنَّ محلها الرفع بالابتداءِ.

ومن ذلك (أحقُّ مَنْ سَألَ العبدُ رَبُّهُ) إعرابه:

(أحق) مبتدأ مضاف إلى (من) و(من) اسم موصول، و(سأل) الصلة والعائد محذوف أي: سأله، و(العبد) فاعل سأل، و(ربُّه) خبرُ لأحق.

ومن ذلك (كُنْ كَمَا أنْتَ)، إعرابه:

(كن) من الأفعال الناقصة واسمها مستتر فيها، والخبر الجملة التي بعدها و(الكاف) في (كما) حرف تشبيه، و(ما) كافة، كفت الكاف عن العمل، و(أنت) مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: عليه أو كائن. والمعنى: كُنْ مِثْلَما أنتَ عليه أوكُنْ مِثْلَما أنتَ كائِن. وللنحويين في المقام أعاريب لا تستحق الذكر.

ومن ذلك ما نقله جدي (مد اللّه ظله) إنّه وجد مصحفًا بخط أمير المؤمنين عليٍّ  عليه السلام  كان في آخره (كَتَبَهُ عَلِيّ بنُ أبو طالب) برفع (أبو) والقياس يقتضي جرَّه بإضافة (ابن) إليه. ووجهه أنَّ (أبو طالب) محكِيٌّ، والمحكي يبقى على ما كان عليه قبل النقل، وقد شاعت هذه الكنية فصارت كالعلم.

ومن ذلك ما رُوي عن أبي الحسن  عليه السلام  [الحمامُ يومٌ ويومٌ لا يُكْثِرُ اللّحم]([139]) معناه إنَّ (الحمام) إذا ذهبت إليه يوماً وتركته يوماً يكون لحمك كثيراً. وإعرابه:

(الحمام) مبتدأ و(يومٌ، ويومٌ لا) بدل اشتمال منه وترك الضمير الذي لا بد منه في بدل الاشتمال، لأنّ البدل هنا مركب وإذا وقع البدل كذلك لا يتصل بالضمير. و[الفعل] (يكثر) خبر (الحمام).

ومن ذلك ما سألني عنه جدِّي (أدامَ اللّه عِزَّه) ما وَجْهُ كسر (أعدائنا) في قولهم (أحبابُنا قالُوا أعدائِنا) ومقتضى الظاهر فتحها؛ لأنّها مفعول لـ(قالوا). وقد أجابني عن ذلك: بأنَّ (قالوا) أصله (قالون) جمع قالٍ([140]) بمعنى مبغض، كما أنَّ (قاضون) جمع (قاضي) فلما أُضيف إلى (أعدائنا) حذفت النون منه. والمعنى: أحبابُنا مُبْغِضُوا أعدائَنا. و(قالوا: أحبابنا) خبر عن أعدائنا.

ومن ذلك (إنَّ زيداً مما أن يقرأ)، إعرابه:

(زيداً) اسم إنَّ، و(من) حرف جر، و(ما) نكرة بمعنى شيء غير موصوفة مجرورة بـ(من) والجار والمجرور خبر عن (إنَّ)، والمصدر المنسبك من (أن يقرأ) بدل من (ما) بدل كل من كل. والمعنى: إنّ زيداً من شيء هو القراءة. والعرب إذا أرادت المبالغة في الإخبار عن أحد بالإكثار من فعل كالقراءة، يقولون: إنّ زيداً مما أن يقرأ، وهذا بمنزلة [قوله تعالى] [خُلِقَ الإنْسانُ مِنْ عَجَلٍ]([141]) أي: جُعل لكثرة عَجَلته كأنَّه خُلِقَ منها.

ومن ذلك قولهم (جاءَتْ نوارِ) والإشكال فيه كسر (نوار) ومقتضى الظاهر أن يكون مرفوعاً على أنَّه فاعل (جاءت)! والجواب: إنَّ (نوار) مبني على الكسر كـ(حذام) و(قطام) فهو في محل رفع على أنَّه فاعل.

ومن ذلك قولهم (كأنّك بالدنيا لم تَكن)([142]).

اعلم أنَّ للنحويين في هذا المثال أعاريب كثيرة وأصحها إنّ (الكاف) اسم كان، وخبرها (لم تكن) و(بالدنيا) خبر تكن، واسمها مستتر فيها. والمعنى: كأنّك لم تكن في الدنيا. ومثل هذا على الأصح قولهم (كأنّك بالشتاءِ مُقْبِلُ) و(كأنك بالفرج آت). وقيل الأصح: كان زمانَك بالشتاءِ مِقْبِلُ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، وكذا قيل في (كأنَّك بالفَرَجِ آتٍ).

ومن ذلك قوله عزَّ مِن قائل[كانُوا قَليلاً مِنَ الليلِ ما يَهْجَعون]([143])، (الواو) اسم كان، و(قليلا) نعت لظرف متعلق بـ(يهجعون)، أي: وقتاً قليلاً، ثُمَّ حذف (وقتاً) وأُنيب عنه (قليلاً). ويمكن أن يكون (قليل) نعتاً لمفعول مطلق، أي: هجوعاً قليلاً، ثم حذف وأنيب صفته عنه، و(ما) زائدة، و(يَهْجَعون) خبر كان.

وزعم أبو البقاء ([144]) (إنَّ بعض النحويين زعم أنَّ (ما) نافية وأُشكل عليه بأنَّ نفي (ما) لا يتقدم عليه ما هو في حيّزه فلو كانت (ما) نافية لما صح تقديم (قليل) عليها. ويمكن أن تكون (ما) مصدرية. وعلى هذا فـ(قليل) خبر كان والمصدر المنسبك منها ومن الفعل فاعل (قليل)، والمعنى: قليل من الليل هجوعهم، و(من الليل) متعلق بـ(قليل).

ومن ذلك ما سألني بعض الأفاضل وهو(ما هو الوصفُ الصريح الداخلة (أل) عليه، على القول بأنَّها اسم موصول؟) فأجبته:

إنَّه ليس له محل من الإعراب لوقوعه صلة، [و]([145]) أنّ الجملة لم يكن لها محل من الإعراب إذا وقعت صلة، ولكن لما كانت (أل) على صورة الحرف نقل إعرابها إليه؛ ولأنَّه مع (أل) كالكلمة الواحدة لفظاً وصورة. وعلى كلٍّ فالإعراب في الوصف بطريق العارية. فاستحسنَ الجوابَ مني.

ومن ذلك قولهم (ضربتُه كائناً ما كان)([146])، إعرابه:

(كائناً) اسم فاعل مأخوذ من (كان) الناقصة منصوب على أنَّه حال من مفعول (ضربته)، والضمير المستتر فيه العائد للمفعول أسمه، و(ما) اسم موصول خبره، و(كان) تامة وفاعلها ضمير مستتر عائد لـ(ما) لأنَّها صلتها.

ومن ذلك قول الحكماء (هذا الأمرُ متوقفةٌ معرفتُه على معرفة كلِّ فرد من أجزائه). إعرابه:

(هذا) مبتدأ، و(الأمر) عطف بيان أو بدل من اسم الإشارة.
و(متوقفة) خبر مضاف إلى (معرفة)، و(الهاء) في معرفته مضاف إليها،
و(على معرفة كلّ) متعلق بـ(متوقفة)، و(كل) مضافة إلى (فرد) الأول، و(الفرد) الثاني صفة للأول لتأوله بـ(منفرد)، و(من) بيانية، و(أجزائه) مجرور بـ(من) والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة ثانية لـ(الفرد) الأول. والتقدير: ثابت من أجزائه.

ومن ذلك قولهم (هو كذا لغةً أو اصطلاحاً)([147])، إعرابه:

(هو) مبتدأ، و(كذا) خبره. و(لغة) في موضع الحال من المبتدأ على تقدير مضافين والمعنى: موضوع أهل اللغة ثم حذف المضافان وأُنيب الثالث أعني لغة عنهما على [نحو قوله تعالى]([148]) [فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أثَرِ الرّسولِ]([149]).

تنبيهان:

الأول: إن العامل بالحال مع صاحبها محذوف. والأصل: تفسيره كذا لغة، ثم حذف المضاف الذي هو عامل بالحال مع صاحبها اعني (تفسير) فانفصل الضمير.

الثاني: إن هذا الحال قبل حذف المضافين معرفة، ولكن التزم فيها التنكير بعد حذفهما؛ لأنّها نائبة عما هو الحال في الحقيقة.

و(اصطلاحاً) عطفاً على لغة. وفي إعرابه وجوه هذا أصحّها.

ومن ذلك ما سألني والدي (أيَّدَه اللّه) عنه، وهو إعراب قولهم (إنّا كما نقطعُ بوجودِ عمر وكذلك نقطعُ بوجود زيدٍ). فأجبته فلم يستحسن مني الجواب، وأجاب هو بجواب مختصر مُفادُه:

(إنَّ "كما" متعلق ب"نقطع" الثانية، و"كذلك" بدل من "كما" وجملة "نقطع" خبر ل "إنّا"). والأولى أنْ يجاب عنه [على النحو الآتي]([150]):

(إنّا) عبارة عن (إنّ) المشبهة وَاسمها هو(نا). و(الكاف) حرف جر، و(ما) مصدرية سبكت مع (نقطع) بمصدر معمولاً لـ(الكاف) والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره (كائن) صفة لمصدر محذوف وهو(قطعاً) أي: قطعاً كائناً كقطعنا بوجود عمرو، و(كذلك) توكيد لـ(كما نقطع بوجود عمرو) لأنَّ ذلك إشارة إلى القطع بوجود عمرو فتكون توكيداً لفظياً؛ لأنَّه كرر المؤكد بذكر مرادفه، وأما (نقطع) الثانية فخبر لـ(إنّ) المشبه والمعنى: إنّا نقطع بوجود زيد قطعاً كائناً كقطعنا بوجود عمرو كذلك.

ومن ذلك قول المصنفين (وليسَ هذا كما زَعَمَهُ فلانٌ جائزاً) إعرابه:

إنَّ (كما) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لـ(ليس) تقديره: كائن. و(جائزاً) خبر ثانٍ.

ومن ذلك (عَجِزُوا عن آخرِهم).

قال السيد الشريف([151]): إنَّ (عن آخرهم) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لمصدر محذوف. والتقدير: عجزوا عجزاً صادراً عن آخرهم. وهو عبارة عن الشمول، فإنَّ العجز إذا صدر عن الآخر فقد صدر عن الأول.

ومن ذلك ما سألني عنه بعض الطلبة وهو(المقيمينَ الصلاةَ) في قوله تعالى[لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا]([152]) فقال: كيف رفع (المؤتون) ولم يرفع (المقيمين)؟ فأجبته:

إنَ (المقيمين) مجرور لعطفه على (ما) في (بما أنزل إليك) وقوله (والمؤتون الزكاة) وما بعده جملة مستأنفة وهو مبتدأ و(أولئك) عطف بيان أو بدل منه، والخبر (سنؤتيهم).

ومن ذلك (أُحِبُّ الهاشميين لا سِيَّما محمد  صل الله عليه واله وسلم  إعرابه: (أُحبُّ) فعل مضارع و(الهاشميين) مفعول و(لا) نافية للجنس، و(سيّ) بمعنى (مثل) اسمها، و(ما) بمعنى (الذي) في محل جرٍّ بإضافة (سيّ) إليها. و(محمد) خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره: هو، والجملة صلة (ما)، وخبر (لا) محذوف تقديره: الكائن منهم والمعنى: أُحبُّ الهاشميين لا مثل الذي هو محمد الكائن منهم. فعلى هذا تكون (سيّ) منصوبة؛ لأنَّها مضافة واسم (لا) إذا أُضيف نُصِب. [وأشكل بعضهم]([153]) على هذا الإعراب حيث.

قال: إنَّ (لا) إنَّما تعمل في النكرة وهاهنا (سيّ) معرفة لإضافتها للموصول! وما قاله باطل؛ لأنَّ (لا) تعمل في النكرة والمضاف والشبيه به، قال ابن مالك([154]):

فانصبْ بها مضافاً أو مضارعُه
 

 

وبعدَ ذاكَ الخبرِ اذكرْ رافِعَهُ
 

 

على أنَّ (سيّ) متوغلة في الإبهام فلا تتعرف بالإضافة، [و]([155]) أنّ (مثل) كذلك. (إن قلت): لِمَ كان حذف صدر الصلة وجوباً، مع أنَّ المقام يوجب ذكره؛ لانَّ صلة (ما) ليست طويلة ولا يجوز حذف صدر الصلة إذا كانت قصيرة.

(قلت): إنَّ (لاسيما) لما كانت بمنزلة (إلاّ)؛ لأنَّها تفيد أولوية ما
بعدها من قبلها في الحكم فكأنَّه كان مُخْرَجاً من حكم ما قبلها، و(إلاَّ)
لا تقع الجملة ما بعدها غالباً؛ فلهذه المشابهة حذف صدر الصلة ويجوز جرُّ (محمد) على جعل (ما) زائدة، و(سيّ) مضافة إلى (محمد) ثم على
 تقدير الزيادة فهل زيادتها لازمة أو يجوز حذفها بأنْ تقول (لاسِيَّ محمد)
على خلاف في ذلك، فمذهب سيبويه الجواز([156])، ومذهب ابن
هشام الخضراوي([157]) على أنّها لازمة ويجوز أيضًا جعل (ما) نكرة تامة، ونصب (محمد) على أنَّه مفعول لفعل محذوف تقديره (أعني محمداً) والمعنى (لاسِيَّ رجلٌ أعني محمداً).

(والحاصل) أنَّ للاسم الواقع بعد (لاسيما) ثلاث حالات الرفع والجرُّ والنصب وإنما ذكرت هذا المثال في الباب الثاني لإشكال في تركيبه.

تنبيهان:

الأول: ذَكر بعضهم إنَّ (لاسيما) تأتي بمعنى (خصوصاً)([158])، وذلك إذا حذف ما بعدها فتكون منصوبة المحل على أنَّها مفعول مطلق بفعل محذوف فإذا قلت: (أَكرم بكراً لاسِيَّما راكباً على الفرس) و(راكباً) حالاً من مفعول الفعل المقدر العامل بـ(لاسِيَّما) والتقدير (أَكرم بكراً وأخُصُّه بزيادة الإكرام خصوصاً راكباً على الفرس) وإذا قلت: (أُحب عمراً لاسِيَّما وهو راكبٌ على الفرسِ) ]و[ كانت الجملة الواقعة بعد (لاسِيَّما) حاليَّة وإذا قلت: (أُحبُّ عَمْراً لاسِيَّما إن رَكِب) ]و[ يكون جواب الشرط محذوفاً مدلولا عليه بـ(لاسيما) والتقدير: (إنْ رَكِب أخصُّه بزيادةِ المحبةِ) فلا تكون الجملة الواقعة بعدها حالية بل شرطية.

الثاني: إذا كانت (لاسِيَّما) بمعنى خصوصاً جاز ذكر (الواو) قبلها بأن تقول (ولاسِيَّما) وجاز حذفها إلاَّ أنَّ ذِكرها أكثر، وهي اعتراضيه.

ومن ذلك قولهم (سواءٌ كانَ كذا أم كذا) إعرابه:

(سواء) مبتدأ بمعنى مستوي والجملة بعدها تأول بمصدر يكون فاعلاً لـ(سواء) وهي سادة مسد الخبر. والتقدير (مستو كونُه كذا وكونُه كذا) و(اسم كان) مستتر فيها تقديره الأمر، وخبرها (كذا) زعم ذلك (أبو البقاء) و(نفع) صفة، كقوله تعالى:[كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ]([159]) أي مستوية، وعند ابن مالك هي كـ(غير) معنى واستعمالاً([160]).

ومن ذلك (جاء فتً) بحذف ألف (فتى) وتنوين التاء المفتوحة، وبيان ذلك: إنَّ ألف فتى ساكنة فلما دخل التنوين عليها التقى ساكنان الألف والتنوين فحذف الألف وبقي التنوين، فهو مرفوع بضمة مقدرة وإنَّما حذف الألف دون التنوين؛ لأنَّه إذا التقى ساكنان وكان أحدهما حرف علة حذف حرف العلة.

(واعلم) أنَّ كل مقصور أو منقوص أمكن دخول التنوين عليه وجب حذف آخره وجعل ما قبله على حاله.

ومن ذلك قولهم (هذا عَسْجَدٌ أي ذَهَبٌ)([161]) إعرابه:

(ذهبٌ) عطف بيان على (عسجد) أو بدل منه بدل كل من كل، و(أي) حرف تفسير وعلى هذا فقس ما أشبهه.

ومن ذلك (افعل هذا إمَّا لا) أصله افعل هذا إنْ كنتَ لا تفعل غيره، ثم حذفت (كان) وعوض عنها (ما) ثم حذف اسمها مع ما بعد (لا) لدلالة المقام عليه ثم أُدغمت نون (إنْ) مع ميم (ما) المعوضة للتقارب فصار الكلام (افعل هذا إمَّا لا). و(إمَّا) جواب إنْ الشرطية التي أدغمت نونها في ميم (ما) فمحذوف دلَّ عليه (افعل) وأمَّا فعل الشرط فـ(كان) المحذوفة المعوض عنها (ما) والتقدير (افعل هذا إنّ كنتَ لا تفعل غيرَه فافْعَلْهُ).

ومن ذلك (ما جاءَ أمْرَك) بنصب (أمرك) والقياس رفعُه على الفاعلية لجاء؟

والجواب: إنَّ (ما) استفهامية، و(جاء) بمعنى (صار) تحتاج إلى اسم وخبر؛ أمَّا اسمها فضمير عائد إلى (ما) وأمَّا خبرها فـ(أمْرك).

ومن ذلك قولهم (فاطمةُ سيدةُ نساءِ العالمِ إلاَّّ ما ولدَتها مريم) إعرابه:

(إلا) أداة استثناء و(ما) نافية و(ولدتها) فعل ماضٍ و(التاء) للتأنيث و(الهاء) ضمير عائد لفاطمة في محل نصب على المفعولية و(مريم) فاعل (ولد) فعلى هذا يكون الاستثناء منقطعاً والمستثنى جملة و(إلا) بمعنى (لكن).

ومن ذلك قولهم (إذا كانَ غداً فَجِئْنِي) بنصب (غد)؟ ووجهه أنَّه خبر لكان واسمها محذوف تقديره (إذا كانَ الزمانُ غداً) وقيل: التقدير (إذا كان ما نحنُ فيه غدًا).

ومن ذلك نصب ملعونين في قوله تعالى [ملعونينَ أيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا]([162]) ووجهه: أنَّه مفعول لفعل محذوف دلَّ عليه سياق الكلام أي: يوجدون ملعونين، وقال ابن هشام: منصوب على الذم([163]).

ومن ذلك قوله تعالى وجعل سيبويه ذلك من العطف على التوهم، قال: فكأنه قال: أتركبون فذلك عادتنا أو تنزلون فنحن معرفون بذلك [وثمودَا فما أَبْقى]([164]) بنصب (ثمود) ووجهه أنَّه مفعول لفعل محذوف تقديره (أهْلِكْ) أو عطف على (عاد) ولا يجوز جعله مفعولاً لـ(أبقى)؛ لأنَّ (ما) نافية ولا يعمل ما بعدها في ما قبلها، وفاعل (أبقى) ضمير عائد لـ(ثمود).

ومن ذلك قوله تعالى [أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِككُّم المَوْتُ]([165]) قُرئ([166]) برفع (يدرككم) قال الزمخشري([167]): إنَّ (يدرككم) جملة مستأنفة والجواب محذوف مدلول عليه بما قبله تقديره [لا تظلموا فتيلاً] وأشكل عليه ابن هشام([168]) بأنَّ أئمة النحو ما عدا الكوفيين نصوا على أنَّ الجواب لا يحذف إلاَّ إذا كان الشرط ماضياً انتهى.

ولم يتعرض لوجه قراءة الرفع والوجه فيها أنَّ (يدرككم) خبر لمبتدأ محذوف هو والفاء تقديره (فهو يدرككم) فتأمل.

ومن ذلك قوله تعالى [لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرّجْسَ أهْلَ البيتِ]([169]) قُرئ بنصب (أهل) والوجه فيه ما قاله ابن هشام([170]) من أنَّه منادى محذوف منه حرف النداء والتقدير (يا أهلَ البيتِ).

ومن ذلك قوله تعالى [إنْ تصْبِروا وتَتّقُوا لا يضُرُّكم]([171]) قُرئ([172]) بضم (يضرُّكم) ومقتضى الظاهر أنْ يُجزم بـ(لا)([173]

والجواب: إنَّه ضم الراء إتباعاً للضاد، والجزم مقدر.

ومن ذلك ما وجدته بخط والدي (أدام الباري بَقاءَه) ما رسمه:

إعراب (أيْم الله قسماً) (أيم) مبتدأ مضاف إلى الله خبره محذوف، أي (يميني) وقسماً مفعول مطلق أي (أسم قسماً).

ومن ذلك قوله تعالى[ألَمْ نَشْرَحْ]([174]) قُرئ([175]) بنصب الحاء، وقد خَرَّجَ ذلك ابنُ هِشامٍ([176]) على حذف نون التوكيد الخفيفة والأصل (ألمْ نَشْرَحَن) وقيل: أن بعض العرب ينصب بـ(لم) ويجزم بـ(لن).

(ومن ذلك) (لا يَزالُونَ ضارِبِينَ القِباب)([177]) XرويZ([178]) بجرِّ (القباب) على حذف اللام أي: "للقباب" على حد (إشارة كليب) وقيل على حذف مضاف أي: "ضاربين ضاربي القباب "وقيل ضاربين مضافة إلى القباب وإنما لم تحذف النون؛ لأنَّ ضاربين معرب بالحركات كمساكين.

ومن ذلك ]قوله تعالى[ [أنَّه مَنْ يتّقِ ويَصْبِر فإنَّ اللّهَ]([179]) ]الآية[ قرأ قنبل([180]) بإثبات "ياءٍ" ]بنفي[، وجزم "يصبر"([181])، وقد خرج ذلك على أنَّه من باب إجراء المعتل مجرى الصحيح ونظيره قول امرأة: "متى يقومُ لا يسمعُ الناسُ" حيث أجرى "متى" مجرى "إذا" في عدم الإعمال.

ومن ذلك (المُعلمه زيدٌ عَمْر]و[اً خيرَ الناسِ إيّاهُ أنا) إعرابه:

"المعلم" مبتدأ يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل لأنه مأخوذ من "أعلم" المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل و"الهاء" مفعول أول و"زيد" فاعل و"عمر]و[" مفعول ثاني "خير الناس"مفعول ثالث و"إيّاه" عائد للمصدر أعني "الإعلام" وإن لم يتقدم ذكره؛ لأنّ المصدر يحسن إضماره إذا ذُكر فعله أواسم فاعله أواسم مفعوله. فعلى هذا يكون الضمير أعني "إياه" نائب عن المصدر و"أنا" خبر للمعلمه أو بالعكس والمعنى (الذي أعلمهُ زيدٌ عمرواً خيرَ الناسِ إعلاماً أنا).

ومن ذلك [قوله تعالى] [إنْ هذانِ لساحِرانِ]([182]) قُرئ([183]) بكسر همزة "إنْ" وتشديد النون ورفع "هذان" ومقتضى الظاهر نصبه؛ لأنَّه اسم [وقد] أُجيبَ: إنَّ اسم "إنْ" ضمير شأن محذوف، و"هذان" مبتدأ و"ساحران" خبره، والجملة خبر "إن([184])".

ومن ذلك ]قوله تعالى[ [لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحنُ عُصْبةٌ]([185]) قُرئ([186]) بنصب "عصبة" ومقتضى الظاهر رفعه على الخبرية ل"نحن" والوجه في ذلك أنّه مفعول لفعل محذوف تقديره "نرى عصبة" أو "نوجد عصبة" وذلك الفعل هو الخبر([187]).

ومن ذلك (العقربُ أشدُّ لسعاً من الزنبورِ فإذا هو إيَّاها)([188]) XرويZ([189]) بنصب إيَّاها والوجه في ذلك أنّه مفعول لفعل محذوف تقديره "يُشبِهُها" أو "يساويها" ثم حذف الفعل وانفصل الضمير.

ومن ذلك (سِرْتُ عِشْرِينَ يَوماً)([190]) إعرابه:

"عشرين" ظرف زمان لتميزه بالزمان، وكذا (سِرْتُ أربعينَ فَرْسَخاً)
فإنَّ "أربعين" ظرف مكان لتميزه بالمكان؛ لأنَّ العدد بحسب ما يميزه وأضيف
إليه.

(ومن ذلك) (سِرْتُ جميعَ اليومِ وكلَّ الفَرْسَخِ)([191]) إعرابه:

إنَّ "جميع" و" كلّ" مفعول فيه وعرضت لهما ظرفية الزمان والمكان [ف] أضيفا إلى الزمان والمكان، وكذا (سِرْتُ بعضَ اليومِ ونِصْفَهُ) وكذا (جلستُ شَرْقِيَّ الدارِ) إلاَّ أنَّ "شرقي" صار ظرفا لمكان محذوف التقدير "مكان شرقي الدار".

ومن ذلك (غيرَ شَكٍّ أنَّك قائمٌ)([192]) بفتح "غير" ووجهه أنَّه مفعول فيه؛ لأنَّ الأصل (في غيرِ شَكٍّ أنَّك قائمٌ) فحذفت "في" وتضمنت "غير" معناها، وكذا (رأيَ أنَّك جالسٌ).

ومن ذلك [قوله تعالى] [فَجَعَلْناهُ سَمِيعَا ً بَصِيرا]([193]) بنصب "بصيراً" ووجهه أنَّ "جعل" بمعنى: (خلقَ) فيكونُ (سميعاً بصيراً) حالين، ويجوز أن يكون "سميعاً" مفعولاً ثانياً و"بصيراً" مفعولاً ثالثاً ]أيضًا[؛ لأنَّه كما يتعدد خبر المبتدأ كذلك يتعدد المعمول الثاني من النواسخ؛ لأنَّه خبر في الأصل ونظيره Xقوله تعالىZ [وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيماً]([194]).

(ومن ذلك) (كيفَ بِكَ إذا ماتَ عمروٌ) إعرابه:

"كيف" خبر مقدم و"الباء" حرف جرٍّ زائد، و"الكاف" في محلِّ رفع بالابتداء. والمعنى "كيفَ أنتَ" وكذا قوله تعالى [بِأَيِّيكُمُ المَفْتُون]([195]) فإنَّ الباء زائدة، و"بآتييكم" مبتدأ، والخبر "المفتون".

ومن ذلك (ما فِيها مِن أحدٍ إلا زيدٌ) برفع "زيد" إعرابه:

"ما" نافية، و"فيها" خبرها، و"مِن" حرف جرِّ زائد و(أحد) اسمها
مجرور لفظاً مرفوع محلاً، و"إلا" حرف استثناء، و"زيد" بدل من أحد تابع له محلاً، ولا يجوز خفضه على أنَّه بدل منه لفظاً؛ لانَّ لفظه مجرور بـ "من" الزائدة وهي لا تَجرُّ إلاّ المنكر([196]) والمنفي، وما بعد "إلا" ليس كذلك، والبدل في نية تكرار العامل.

الفصل الثاني: فيما أُشكلَ إعرابُه من أبياتٍ شعريةٍ([197])

فمن ذلك قول الشاعر([198]):

ومِن قبلُ آمنَّا وقدْ كانَ قَومُنا
 

 

يُصَلُّونَ للأَوْثانِ قَبلُ محمدا
 

 

الإشكال: ضم "قبل" مع ذكر المضاف إليه وهو "محمد" ونصب "محمد" مع أنَّه مضاف إليه؟

الجواب: إنَّ "محمدا" مفعول "آمنَّا"؛ لأنَّها بمعنى "صَدَّقْنا"، وحينئذ يتجه ضمُّ (قبل)؛ لأنَّ المضاف إليه لم يكن مذكورًا بل حذف ونُوىَ معناه XمنZ دون لفظه.

ومن ذلك قولُ الشاعر([199]):

ذَرِينِي إنَّما خَطَائي وَصَوْبِي
 

 

عَلَيَّ وإنَّما أَنْفَقْتُ مالُ
 

 

الإشكال: رفع "مال" ومقتضى الظاهر نصبه ب"أنفقت" على أنَّه مفعول؟

والجواب: إنّ "مال" خبر "أنّ" و"ما" اسمها، وصلتها "أنفقت" والعائد محذوف والتقدير: أنِ الذي أنفقته مال.

ومن ذلك قول الشاعر([200]):

فَلَسْنا على الأَعقابِ تُدْمَى كُلُومُنا
 

 

ولكنْ على أقدامِنا تَقْطُرُ الدَّمَا([201])
 

 

الإشكال نصب "الدما" ومقتضى الظاهر رفعه على انه فاعل ل"تقطر".

و(الجواب): أن فاعل "تقطر" محذوف تقديره "كُلُوُمُنا" بمعنى: جراحتنا، و"الدَّما" مفعول به لـ"تقطر" أصله: الدماء ثم حذفت الهمزة للضرورة.

ومن ذلك قول الشاعر:

أنَّ أبِي جعفرُ على فرساً
 

 

لو أنّ عبدُ الإلهِ ما رَكِبا
 

 

الإشكال: جرُّ "أبي"، ومقتضى الظاهر نصبه على أنَّه اسم "أنَّ"، ورفع "جعفر"، ومقتضى الظاهر جرُّه بإضافة "أبي" إليه، ونصب "فرس" ومقتضى الظاهر جرُّه ب"على"، ورفع "عبد الإله" ومقتضى الظاهر نصبه؛ لأنَّه اسم "أنَّ"؟

والجواب: إنّ "أبي" بمعنى: والدي اسم إنَّ، و"جعفر" خبرها. و"على" فعل ماضٍ من العُلو، وفاعلها مستتر فيها عائد إلى "أبي" و"فرساً" مفعول و"أنَّ" فعل ماضٍ من الأنين بمعنى: الشكوى([202])، و"عبدا الإله" فاعلها و"ما" نافية و"ركب" فعل ماض وفاعلها عائد إلى "أبي" والمعنى: أنَّ والدي ركب فرساً ولوشكا عبدُ الإله ما ركب والدي الفرس.

ومن ذلك قول الشاعر([203]):

وقَلَّ بشاشةَ الوجهُ المليحُ
 

 

بنصب "بشاشة" ورفع "المليح"!

والوجه في ذلك: أنَّ نصب "بشاشةَ" على التمييز، ورفع "المليح" على أنَّه فاعل "قَلَّ". وإنما حذف التنوين من "بشاشة" لالتقاء الساكنين وهما التنوين واللام، وأمَّا الهمزة فلا تمنع من التقاء الساكنين؛ لأنَّها همزة وصل.

ومن ذلك قول الشاعر([204]):

لا تَقْنَطَنَّ وكُنْ باللّهِ مُحتَسباً
 

 

فَبيْنَما أَنْتَ ذا عُسْرٍ أتى الفَرَجا
 

 

في هذا البيت إشكالان:

الأول: نصب "ذا" ومقتضى الظاهر أن يكون مرفوعاً؛ لأنَّه خبر ل"أنت" في قوله (فبينما أنت).

والثاني: نصب "الفَرَج" ومقتضى الظاهر رفعه؛ لأنَّه فاعل لـ"أتى"؟

والجواب عن الأول: إنّ نصب "ذا" XالىZ([205]) أنّه خبر ل"كان" المضمرة التي أُنيب عنها "ما" في "بينما"، و"أنت" اسمها، وهذا نظير قول الشاعر([206]):

أبا خراشةَ أمَّا أنتَ ذا نَفَرِ
 

 

والجواب عن الثاني: إنَّ "الفَرَجا" مفعول ل "محتسباً" وفي "أتى" ضمير فاعل عائد لـ "الفَرَج" قاله أبو علي في "التذكرة"([207]).

ومن ذلك قول الشاعر([208]):

لا يكُونُ العَيْرُ مُهْراً
 

 

لا يكونُ المُهْرُ مُهْرُ
 

 

إعرابه: "لا" نافية، و"يكون" فعل مضارع ناسخ، و"العير" اسمها و"مهراً" خبرها، و"لا يكون" توكيداً لفظياً إلى "لا يكون" الأولى. و"المهر" مبتدأ و"مهر" خبره، ولهذا البيت قضية معروفة([209]).

ومن ذلك قول الشاعر([210]):

صِلْ حِبالي فَقَدْ سَئِمْتُ الْجفاءُ
 

 

يا فَتُولي واحْفَظْ عَلَيَّ الإخاءُ
 

 

وفيه إشكالان:

الأول: رفع "الجفاء" والظاهر يقتضي نصبه ب"سئمت"؟

والجواب: إنَّه مرفوع بالابتداء وخبره "فتولي"، و"يا" للنداء، والمنادى محذوف تقديره: يا فلان. فعلى هذا التقدير يكون المعنى: صِل حبالي فقد مللت، ثم ابتدأ بكلامٍ آخر وهو: الجفاء يا فلان فتولي.

الثاني: رفع "الإخاء" والظاهر نصبه ب"أحفظ"؟

والجواب: إنَّه مرفوع بالابتداء، وخبره "عليّ" فَقُدم عليه. فعلى هذا "واحفظ" كلام تام لا تعلق له بما بعده.

ومن ذلك قول جرير([211]):

فالشمسُ طالعةٌ ليستْ بكاسفةٍ
 

 

تبكي عليك نجوم الليل والقمرا
 

حملتَ أمرا ً عظيما ً فاصْطَبَرتَ له
 

 

وقمتَ فيه بأمرِ اللهِ يا عُمَرا
 

 

وفيه إشكالان:

أمَّا البيت الأول: فموضع الإشكال فيه نصب "النجوم" و"القمرا" والظاهر يقتضي رفعهما؟

والجواب: إنَّهما منصوبان بـ"كاسفة" أي ليست الشمس بكاسفة نجوم الليل والقمرا. وعلى هذا ففي "تبكي" ضمير يعود إلى "الشمس".

وأمَّا البيت الثاني: فالإشكال فيه نصب "عُمَر"؟

وجوابه([212]): إنَّه أراد: يا عمراه وهو منادى منصوب فوقف على "الألف" وتسمى هذه الألف "ألف الندبة".

ومن ذلك قول الشاعر([213]):

استَرْزِقِ اللّهُ واطلبْ مِن خَزائِنِه
 

 

رِزْقاً يُثِبْكَ وإِن اللّهُ غَفّارا
 

 

وفيه إشكالان:

الأول: رفع لفظ الجلالة الثاني ومقتضى الظاهر أن يكون منصوبا ً على أنَّه اسم إنَّ.

والثاني: نصب "غفار" ومقتضى الظاهر أن يكون مرفوعا ً على أنَّه خبر "إن"؟

والجواب عن الأول: إنَّ لفظ الجلالة فاعل "يثبك"، و"إنْ" فعل أمر من "أنَّ يأنّ" بمعنى: أظهر الخشوع([214]).

والجواب عن الثاني: إنَّ "غفاراً" حال من لفظ الجلالة، والمعنى: أسترزق الله وأطلب من خزائنه رزقاً واظهر الخشوع يثبك الله في حال كونه غفاراً.

ومن ذلك قول الشاعر([215]):

ألاَ طرقتنا ِمنْ سُعَادَ
 

 

فَأَرَّقْنَ مِنّا مُسْتَهامُ وعاشِقُ
 

 

وفيه إشكال: وهو رفع (مستهام) و(عاشق)، والظاهر يقتضي أن يُنصبا بـ(أرّقن)؟

والجواب: إنَّ (مستهام) و(عاشق) مبتدأ مؤخر، و(منا) خبر مقدم فحينئذٍ يكون (فأرّقن) كلاماً تاماً لا تعلق له بما بعده.

ومن ذلك قول بعض الشعراء([216]):

مِن سعِيدَ بْنَ دَعْلج ٍ يا ابْنَ هِنْدٍ
 

 

تَنْجُ مِن كيدِه ومِن مَسْعوداً
 

 

وموضع الإشكال فيه نصب (سعيد) و(مسعودا) ومقتضى الظاهر جرها بـ(من).

والجواب: أن قوله (مِنْ) فعل أمرٍ من (مان - يمين) إذا كذب. وهما منصوبان على المفعولية بـ(مِنْ) وتقدير البيت: يا ابن هند كذِّب سعيد ابن دعلج ومسعوداً تنج من كيدهما.

ومن ذلك ما سألني جدي (مَدَّ الله ظله) بقوله: ما محل (مَن) في قول العلامة السيد مهدي الطباطبائي:

يَجْزِي الصّعِيدُ باتفاقِ العُلَما
 


 

 

وَنَصُّ قَول اللّهِ مَن تَيَمَّما([217])
 

 

فأجبته: إنَّه مفعول للقول، فقال: إنَّ الله  عجل الله فرجه الشريف  لم يقل من تيمم!! وإنما قال [فَتَيمّمُوا صَعِيدَاً]([218]) ]الآية..[ فلا يصح جعله مفعولاً للقول. فأخذت أتأمل فقلت له: هو مفعول لـ(يجزي) والتقدير: يجزي الصعيد من تيمما، فاستحسن مني الجواب.

ومن ذلك قول الشاعر([219]):

يَقُولُ الخنَى وَأَبغَضُ العُجْم ِ ناطِقاً
 


 

 

إلى رَبِّنا صَوْتُ الْحِمار ِ الْيجدِّعُ
 

 

إعرابه: (يقول) فعل مضارع فاعله ضمير مستتر يعود إلى التغلبي المذكور في البيت المتقدم عليه، و(الخنى) مفعول (يقول)، ومعناه: اللفظ القبيح النطق، و(الواو) حالية مثلها في قولنا (يقولُ زيدٌ ذلك والشمسَ طالعةٌ). و(أبغض) اسم تفضيل مبتدأ مضاف إلى مضاف إلى (العجم) ثم حذف المضاف الثاني وأُنيبَ المضاف إليه أعني (العجم) عنه، والتقدير: وأبغض أصوات العجم، والعجم هي الحيوانات([220]). و(ناطقاً) حال من العجم.

فإن قلت: الضمير في (ناطق) مُذكَّر، و(العجم) جمع تكسير لـ(أعجم) فلوكان (ناطق) حالاً من (العجم) لأنَّثّ الضمير في (ناطق)؛ لأن الضمير العائد إلى جمع التكسير يؤنث؟

قلت: قد ذكر بعض النحويين إنَّ جمع التكسير إذا كان على وزن الآحاد جاز في ضميره التذكير.

و(إلى ربِّنا) متعلق بـ(أبغض) و(صوت الحمار) خبر لـ(أبغض العجم)، و(اليُجَدَّع) صفة للحمار. والجدع: قطع الأذن. ولم أرَ من أحسن إعراب هذا البيت.

ومن ذلك ما سألني بعض الأفاضل عنه وهو قول المتنبي:

أنَّى يكون أبا البرية آدم
 


 

 

وأبوك والثقلان [أَنْتَ] محمد
 

 

فسبقني والدي إلى الجواب بأنْ قال: "التقدير: أنّى يكون آدم أبا البرية وأبوك محمد والثقلان أنت. أراد بذلك أنَّ (آدم) اسم كان، و(أبا البرية) خبرها و(الواو) حالية، و(أبوك) مبتدأ وخبره (محمد) و(الثقلان) مبتدأ، و(أنت) خبره و(أنى) هاهنا بمعنى (كيف)"([221])، وقد أشار إلى هذا العكبري.

ومن ذلك ما سألني عنه بعض العلماء الأعلام وهو قول الشاعر([222]):

اليومُ لي يومانِ لم
 


 

 

أرَه وهذا اليومُ ثالث
 

 

فأردت أن أجيبه فسبقني إلى الجواب بأن قال: "اليوم مفعول فيه و(لي)
جار ومجرور خبر مقدم، و(يومان) مبتدأ مؤخر، و(لم أره) حال من (الياء)
 في (لي)"، [و] أقول: هذا حَسن عند نصب (اليوم). ولكنَّ الأولى جعل جملة (لم أره) صفة لـ(يومان) والعائد محذوف تقديره (فيهما)؛ لأنَّ الجمل
بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال. وأمَّا عند الرفع فـ(اليوم) خبر
مبتدأ محذوف تقديره: القضية اليوم. و(لي) خبر مقدم و(يومان) مبتدأ
مؤخر و(لم أره) صفته.

ومن ذلك قول السيد الرضي  رحمه الله ([223]):

أَتَبِيتُ ريَّانَ الْجُفونِ مِنَ الكرى
 


 

 

وَأَبيتَ مِنْكَ بِلَيلةِ الملْسُوعِ
 

 

قال ابن هشام ([224]): "أَشكلَ بعض قُراء العربية في رفع (التاء) الثانية من (أتبيت) ونصبها من (وأبيت) وأجاب عن ذلك: "بأنَّ رفعها في الأول على أنَّها فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم. ونصبها في الثاني بـ(أن) المقدرة بعد الواو".

ومن ذلك قول امرئ القيس([225]):

إنّي امْرُؤٌ صَرْعى عَليكِ حَرامِ
 

 

روي بكسر الميم من (حرام)، والظاهر يقتضي رفعه([226])، على أنَّه خبر (صرعى) وأجاب أبو حاتم([227]): "بأن (حرام) مبني على الكسر كـ(حذام وقطام)".

وأجاب الفارسي بأنَّ (حرام) أصله (حرامي) ثم خففت بحذف (الياء)، وأجاب ابن هشام بأنَّه كَسْرٌ للقافية([228]).

ومن ذلك قول الشاعر([229]):

يا صاح يلقى ذوي الزوجات كلِّهِم
 

 

القياس نصب (كلهم) لكونها توكيداً [ل] ذوي([230])، ولكن كسرها للمجاورة[231] لـ(زوجات).

ومن ذلك قول الشاعر([232]):

إن تَركبوا فركوبُ الخيلِ عادتُنا
 


 

 

أو تنزِلونَ فَأنا معشرٌ نُزُلٌ
 

 

الإشكال في رفع (تنزلون) والظاهر يقتضي جزمه؛ لأنَّه عطف على فعل الشرط وهو(تركبوا)؟

وأجاب يونس([233]) عن ذلك: "أن (تنزلون) خبر لمبتدأ محذوف تقديره أو أنتم تنزلون". ولسيبويه جواب لا ينبغي ذكره وقد أبطلناه في كتابنا المسمى (بالنقض على العلماء الثلاثة).

ومن ذلك قول الشاعر:

يا صاحبٍ مَلَكَ الفؤادُ عشيةَ
 


 

 

زارَ الحبيبُ بها خليلُ ناء
 

 

بجر (صاحب) مع التنوين، ورفع (الحبيب) و(خليل) والوجه في ذلك كما ذكره النحويون إنَّ (صاحب) كلمتان: الأولى (صاح) وهو مرخم صاحب، والثانية (بِنْ) [فعل] أمر من (بان - يبين) بمعنى: أبعد، و(الحبيب) فاعل (زار) و(خليل) فاعل (ملك)، والمعنى: يا صاحب ابعدْ فقد مَلَكَ خليلٌ ناءٍ الفؤاد عشيةَ زار الحبيب بها. فان قلت: إذا كان (صاحب) كلمتين لم رسمتا متصلتين؟ قلت: إنَّما رسمتا كذلك لأجل الألغاز، وكذلك أغلب الألغاز ترسم ]هكذا[([234]).

ومن ذلك([235]):

مَرَّ كما انْقَضَّ على كَوكبُ
 


 

 

عفريتُ جِنٍ في الدُجى الأجدلُ
 

 

الإشكال في رفع (كوكب) و(الأجدل)، وجر (عفريت)؟

والجواب: إنَّ (الأجدل) وهو: الصقر، ]يكون فاعلاً[([236]) (مرّ)، و(كوكب) فاعل (أنقض)، و(على) جارة لـ(عفريت). والمعنى: كما انقض كوكب على عفريت جن في الدجى.

ومن ذلك:

إذا ما كنت في أرض غريباً
 

 

يصيد بها ضراغمُها البغاثُ
 

فكن ذا بزة فالمرء يزري
 

 

به في الحي أثواب رثاث
 

 

الإشكال في رفع (ضراغمها) و(البغاث)؟

والجواب: إنَّ (بها) جار ومجرور خبر مقدم، و(ضراغمها) مبتدأ مؤخر، و(البغاث)([237]) نوع من الطير فاعل (يصيد)، وجملة (بها ضراغمها) حالية وحذفت الواو الحالية لوجود الضمير.

ومن ذلك ما أنشده أبو علي الفارسي([238]):

سأتْركُ مُهْرتَيْ رجلٌ فقيرٌ
 


 

 

وأرْ كبُ في الحوادِثِ مُهرَتانِ
 

 

الإشكال في موضعين:

الأول: رفع (رجل) و(فقير) والظاهر يقتضي جرَّهما؛ لأنَّ (مهرتي) مضاف إلى (رجل) و(فقير) صفة له؟

والجواب: إنّه على الحكاية؛ لأنَّ هذا البيت كان واقعاً في جواب سؤال وهو(أباعَكَ رجلٌ فقيرٌ مُهرتي).

والثاني: رفع (مهرتان) والظاهر يستدعي نصبه على أنَّه مفعول لـ(راكب)، والجواب: إنَّ (مهرتان) كلمتان أحدهما مضافة وهي (مهر) والثانية مضاف إليه وهي(تان) بمعنى: تاجر. يقال (زيد تان) أي تاجر. وعلى هذا يتخرج قولهم أكلت دجاجتان وبطتان([239]).

ومن ذلك:

كَسانِي أبي عُثمانَ ثوبانِ للوغى
 


 

 

وهل ينفعُ الثوبُ الرقيقُ لَدى الحربِ([240])
 

 

الإشكال فيه جرُّ (أبي عثمان) والظاهر يستدعي رفعه على
الفاعلية لـ(كساني)، ورفع (ثوبان) والظاهر يقضي نصبه على المفعولية لـ(كساني)؟

والجواب: إنَّ قوله (كساني) الكاف فيه حرف جرَّ للتشبيه، أي: مثل
ساني، و(الساني) هو(المستقي). و(أبي عثمان) مجرور بإضافة (ساني)
والجار والمجرور أعني: كساني خبر مقدم. و(ثوبان) اسم رجل مبتدأ مؤخر. و(للوغى) حال من (ثوبان) والمعنى: ثوبان حال كونه للوغى مثل مستقي
أبي عثمان.

ومن ذلك([241]):

جاءَك سلمانٌ أبو هاشماً
 


 

 

وقد غَدَى سيدَها الحارثُ
 

 

إعرابه: (جاء) فعل ماض، والكاف حرف تشبيه وجر. و(سلمان) مجرور بها و(أبوها) فاعل (جاء) و(شما) فعل أمر مؤكد بالنون، والألف بدل منها وماضِيهِ (شام) بمعنى: نظر. و(سيدها) مفعول لـ(شما) و(الحارث)
 فاعل (غدى). والمعنى: جاء أبوها كسلمان شماً سيدها وقد XغداZ([242])
الحارث.

ومن ذلك([243]):

إنّ فيها أخِيكَ وابنَ زياد
 


 

 

وعليها أبيكَ والْمختارا
 

 

ومحل الإشكال فيه جرُّ (أخيك) و(أبيك) ومقتضى الظاهر نصب (أخيك) على أنَّه اسم إنَّ، ونصب (أبيك) على أنَّه معطوف عليه؟

والجواب: إنَّهما كلمتان:

الأولى: منها مضافة إلى (ياء) المتكلم أعني: أخي وأبي. والثانية: (كوى) وهو فعل ماضٍ ومضارعه (يكوي). و(ابن زياد) مفعول لـ(كوى). و(المختار) أيضاً مفعول لـ(كوى) الثاني([244]).

فإنْ قلت: لم رسم (الكاف) من (كوى) منفصلة عن (الواو)؟ قلنا لأجل الألغاز.

ومن ذلك:

جا أبي خالداً فأهْلَك زيداً
 


 

 

ربَّكَ اللّهَ يا محمدِ زيداً
 

 

موضع الإشكال نصب (خالد) و(ربِّك) و(اللّه) وجرُّ (محمد) ونصب (زيد)؟

والجواب: إنَّ (جا) فعل ماضٍ حذفت الهمزة منه للضرورة. و(أبي) فاعل جاء بمعنى (والدي). و(خالداً) مفعول به لـ(جاء). و(الفاء) عاطفة، و(أهلك) فعل ماضٍ وفعله ضمير عائد إلى (أبي). و(زيدًا) مفعول به. و(ربَّك) منصوب على التحذير، أي: اتقِ ربَّك. و(الله) بدل منه. و(محمد) كلمتان:

الأولى: (محم) وهو منادى مرخم بحذف الدال.

والثانية: (دِ) وهي فعل أمرٍ من (ودى - يدي) بمعنى: أعط ِ الديَّة و(زيداً) منصوب على المفعولية لـ(دِ)، ومعناه: أعطِ الديَّة يا محمدُ زيداً.

ومن ذلك قول المتنبي([245]):

الطيبُ أنتَ إذا أصابكَ طيبةُ
 


 

 

والماءَ أنتَ إذا اغتسلت الغاسلُ
 

 

إعرابُه: (الطيب) مبتدأ، و(أنت) مبتدأ ثان، و(طيبة) خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني مع خبره خبر المبتدأ الأول، وفاعل (أصابك) ضمير عائد لـ(الطيب)، و(الماء) مفعول لفعل محذوف دلَّ عليه سياق الكلام، XوZ تقديره: وتغسل الماء. و(أنت) مبتدأ، و(الغاسل) الخبر، هذا على نصب (الماء). وأمَّا على رفعه فيكون مبتدأ، والخبر جملة (أنت الغاسل، والعائد محذوف تقديره: والماء أنت الغاسلة.

ومن ذلك:

أبلكوزُ تَشْربْ قهوةً بابليةً
 

 

لَها في عظام الشاربين دبيب([246])
 

 

الإشكال في موضعين:

الأول: رفع (كوز) ومقتضى الظاهر جرَّه بالباء.

والثاني: جزم (تشرب) ومقتضى الظاهر رفعه لتجرده من الناصب والجازم؟

والجواب: إنَّ (أبلكوز) كلمتان: الأولى (أبِلْ) وهي فعل أمر بمعنى:
أفق. والثانية (كوز) وهو عَلم رجل مرفوع على أنه منادى محذوف منه
حرف النداء تقديره: يا كوزُ، وأمَّا جزمُ (تشرب)؛ فلأنّ أصله (فتشرب)
ثم سقطت (الفاء) في جواب الطلب وهو(أبل) وقصد الجزاء، فصار
مجزوماً؛ لأنَّ الفعل المضارع إذا سقطت (الفاء) منه وقُصِد الجزاءُ
جُزِمْ.

ومن ذلك قول الشاعر([247]):

أقولُ لِخالداً يا عمرو لمّا
 


 

 

عَلَتْنا بالسُّيوفُ المرْهفاتُ
 

 

الإشكال فيه نصب (خالد)، ومقتضى الظاهر جرُّه باللام، ورفع (السيوف) والظاهر يستدعي جرَّها بـ(الباء)؟

والجواب: أمَّا عن نصب (خالد) فهو إنَّ (اللام) من (لخالد) فعل أمرٍ من (ولي- يلي) بمعنى: اتبع و(خالد) منصوب على أنَّه مفعوله، وأمَّا عن رفع (السيوف)، فعلى أنَّ قوله (عَلَتْ) فعل ماضٍ مقرون بـ(تاء التأنيث الساكنة) مأخوذ من (علا - يعلو) و(نابى) Xعَلَتْ نابي السيوفZ مفعوله. والمعنى: أقول اتبع خالداً يا عمرو لما عَلَت جملي السيوف المرهفات.

ومن ذلك قول الشاعر([248]):

كل باباً إذا وصَلْتَ إليه
 


 

 

هنيئاً ولاتَكنْ عَجولاً حَرِيصَا
 

 

الإشكال فيه نصب (باباً) ومقتضى الظاهر جرَّه بإضافة (كلّ) إليه؟

والجواب: إنَّ قوله (كل) فعل أمر من (أكل - يأكل). و(الباب) مفعوله. و(هنيئاً) صفة إلى موصوف محذوف تقديره: أكلاً هنيئاً.

ومن ذلك قول الشاعر([249]):

خمر الشيب لمتى تخميرا
 


 

 

وحدا بي إلى القبور البَعِيرا
 

لَيْتَ شِعْرِي إذا القيامةُ قامتْ
 

 

ودَعى بالحساب أَينَ المصيرا
 

 

الإشكال فيه في موضعين:

الأول: نصب (البعير) والظاهر يقتضي رفعه على الفاعلية لـ(حدا) والجواب: إنَّ (البعير) مفعول لـ(حدا) وفاعله (الشيب) أي: وساق
الشيب البعيرا.

والثاني: نصب (المصيرا) ومقتضى الظاهر رفعه بالابتداء وخبره (أين)؟

والجواب: إنَّ (المصير) مفعول (شِعري) وعلى هذا فيكون (أين) خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: ليتني أشْعُرُ المصيرَ أينَ هو.

ومن ذلك قول الشاعر([250]):

لقد قال عبدَ الله شَرَّ مُقالة
 


 

 

كفى بِكَ يا عبدُ العزيزُ حَسيبُها
 

 

وفيه إشكالان:

الأول: فتح (الدال) من (عبد الله) والظاهر يقتضي رفعه؛ لأنَّه فاعل (قال)؟

والجواب: إنَّ (عبد الله) أصله عبدان الله ثم حذفت النون للإضافة فالتقى ساكنان (ألف التثنية) و(اللام) من (الله) فحذفت (ألف التثنية) لاعتلالها فهو مرفوع بالألف المحذوف.

والثاني: رفع (العزيز) من (يا عبد العزيز) والظاهر يقتضي جرَّه بإضافة (عبد) إليه؟

والجواب: إنَّ (عبد) منادى مرخم (عبده) ثم حذف ضمير لفظ الجلالة، وجعلت الفتحة دليلاً عليه. وقوله (العزيز) مبتدأ خبره (حسيبها).

ومن ذلك قول الشاعر([251]):

لقد قالَ عبدَ الله قولاً عرفته
 


 

 

أتانا أبِي داودَ في مرتَعٍ خَصْبِ
 

 

الإشكال فيه في موضعين:

الأول: فتح الدال من (عبد الله)؟

والجواب: كما تقدم في [البيت المذكور آنفًا]([252]).

والثاني: جرُّ (أبي داود) والظاهر يقتضي رفعه على أنَّه فاعل (أتانا)؟

والجواب: إنَّ (أتانا) تثنية (أتان) بمعنى: حمار([253])، مضاف إلى (أبي داود).

ومن ذلك قول الشاعر:

وَرَدْنا مَاءَ مَكةَ فاسْتَقَيْنا     
 


 

 

مِن البئرِ التي حَفرَ الأميرا
 



 

 

الإشكال فيه في موضع واحد وهو نصب (الأمير) والظاهر يقتضي رفعه على الفاعلية لـ(حفر)؟

والجواب: أنَّ (الأمير) منصوب على المفعولية لـ(استقينا) وهذا نظير (استقينا الله تعالى) وعلى هذا ففاعل (حفر) ضمير عائد إلى (الأمير).

ومن ذلك قول الشاعر([254]):

حَدّثونِي أنّ زيدٍ باكياً
 


 

 

قائلٌ في حَبِّ هندٍ تُسْعَفْ
 

 

إعرابه: (حدَّث) فعل ماضٍ، و(الواو) فاعله، و(النون) للوقاية، و(الياء) مفعوله، و(أنّ) مصدر بمعنى: الأنين مضاف لـ(زيد). و(باكياً) حال من (زيد). و(قائل) خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو قائل. و(في) فعل أمرٍ من (وفى - يفي) وإنَّما رسمت (الياء) معها مع أنَّها فعل أمر لأجل الألغاز. و(هن) فعل أمرٍ من (هان - يهين). و(دن) فعل أمر من (دان - يدين). و(تسعف) مضارع مجزوم على أنَّه جواب هذه الأوامر.

ومن ذلك قول الشاعر([255]):

أنا إذا ما أتيناهُم بقارعةٍ
 


 

 

قالوا لقارئهِم خلِّ الأساطيروا
 

 

الإشكال في (الأساطيروا)؟

والجواب: إنَّ (خلِّ) بمعنى: أترك. و(الأسا) بمعنى: الحزن. مفعول (خل) و(طيروا) فعل أمرٍ مبني على حذف النون أي: طيروا من هذه الأشياء.

ومن ذلك قول الشاعر:

جاءَ البشيرُ بقرطاسٍ فَخَرقَه
 


 

 

فوقَ المنابرِ عبدَ الله يا عمرا
 

 

الإشكال فيه في موضعين:

الأول: نصب (عبد الله) والظاهر يقتضي رفعه على الفاعلية لـ(خرقه)؟

والجواب: كما تقدم في [البيت المذكور آنفًا]([256]).

والثاني: نصب (عمر) والظاهر يقتضي رفعه؛ لأنَّه منادى مفرد معرفة؟

والجواب: إنَّ (عمر) مندوب([257]) وحذفت منه (هاء) السكْت.

ومن ذلك قول الشاعر([258]):

هيَهْاتَ قد سفهَتْ أميةُ رأْيَها
 


 

 

واسْتَجهَلتْ سُفَهاؤها حُلَماؤها
 

حَربٌ تردد بينَهُم بتشاجر
 

 

قد كفرت آباؤها أبناؤها
 

 

والإشكال فيه في ثلاثة مواضع:

الأول: قوله (سفهت أمية رأيها) بنصب (رأي) ومقتضى الظاهر أن يكون مرفوعاً [فهو] بدل من (أمية) بدل اشتمال؟ والجواب: إنَّه منصوب على المفعولية لـ(سفهت) كقوله تعالى [إلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ]([259]) وعلى هذا فـ(سفه) بمعنى (سفّه) بالتشديد، كما أنَّ (بطرت معيشتها) بمعنى: بطّر بالتشديد فنصبت (معيشتها).

والإشكال الثاني: قوله (سفهاؤها حلماؤها) والظاهر أن يكون الأول مرفوعا على الفاعلية لـ(استجهلت) والثاني منصوب على المفعولية لها؟

والجواب: أنَّ قوله (استجهلت) كلام تام فيه ضمير يعود على (أُمَيَّة) في محلِّ رفع على أنَّه فاعل، و(سفهاؤها حلماؤها) مبتدأ وخبر، أي (سفهاء الحرب حُلَماؤُها).

والإشكال الثالث: قوله (كفرت آباؤها أبناؤها) برفعهما والظاهر يقتضي رفع الأول ونصب الثاني؟

والجواب: أن قوله كفرت كلام تام ومعناه ليست أمية السلاح، من الكفر وهو الستر وقوله (آباؤها أبناؤها) برفعهما والظاهر يقتضي رفع الأول ونصب الثاني؟

والجواب: إنَّ قوله (كفرت) كلام تام ومعناه: لبست أميَّة السلاح، من (الكفر) وهو(الستر). وقوله (آباؤها وأبناؤها) مبتدأ وخبر.

ومن ذلك قول الشاعر([260]):

ستَعْلمُ أَنهُ يأتِيكَ بكْرٍ
 


 

 

وأنَّ أخوكَ فِيهِ مِنَ اللغُوبِ
 

 

الإشكال فيه في موضعين:

الأول: جرُّ (بكر) والظاهر يقتضي رفعه على الفاعلية لـ(يأتيك)؟

والجواب: إنَّ (بكر) مجرور بالكاف، وفاعل (يأتي) مستتر فيه أي: يأتي إنسان كبكر.

والثاني: رفع (أخوك) والظاهر يقتضي نصبه على أنَّه اسم (أنَّ)؟

والجواب: إنَّ(أنَّ) فعل ماضٍ من (الأنين) وأخوك فاعل له.

ومن ذلك قول الشاعر:

ما أكَلْنا شيئاً سوى الخُبزَ إلاَّ
 


 

 

أنَّه كانَ ذا خَميرٍ فطيروا
 

 

الإشكال: رفع (فطيروا) والظاهر يقتضي نصبه على أنَّه خبر ثان لـ(كان)؟

والجواب: إنَّ (فطيروا) أمرٌ للجماعة من (طار - يطير) أي: فِرُّوا مسرعين من هذا الخُبز.

ومن ذلك قول الشاعر([261]):

إذا ما جاء شهرَ الصْومِ فافطِرْ
 


 

 

على مشْوِيه وكُلِ النّهارُ
 

 

وفيه إشكالان:

الأول: نصب (شهر) والظاهر يقتضي رفعه على أنَّه فاعل (جاء)؟

والجواب: إنَّه مفعول فيه.

والثاني: رفع (النهار) والظاهر يقتضي نصبه بـ(كل)؟

والجواب: إنّه فاعل (جاء). والمراد بـ(النَّهار) هاهنا: فَرْخُ الحَبارى([262])، والمعنى: إذا جاء ووجد النَّهار في شهر الصوم فافطر على مَشْوِيَه وكُلْ منه.

ومن ذلك قول الشاعر([263]):

قِيلَ لي أُنظر إلى السِّهام تجدْها
 


 

 

طائراتٍ كما يطيرُ الفَراشا
 

 

الإشكال: في نصب (الفراش) والظاهر يقتضي رفعه بـ(يطير)؟

والجواب: إنَّه مفعول لـ(تجد)بسقوط الكاف والأصل: تجدها كالفراش.
ثم سقطت (الكاف) فانتصب (الفراش). وعلى هذا فـ(طائرات)حال
من (الهاء) في (تجدها). وفي (يطير) ضمير عائد للفراش في محل رفع على أنَّه فاعل.

ومن ذلك قول الفرزدق([264]):

يكادُ يُمْسِكُه عرفانَ راحتِه
 


 

 

ركنُ الحَطيمِ إذا ما جاءَ يَستلم
 

 

(يكاد): من أخوات كان. و(ركن الحطيم) اسمها. و(يمسكه) خبرها. و(عرفان) مفعول لأجله. وفاعل (يمسكه) ضمير عائد إلى (ركن الحطيم)([265]).

ومن ذلك قول الشاعر([266]):

فلو وَلَدتْ عميْرةُ جَرو كلب
 


 

 

لَسُبَّ بِذلكَ الجَرو الكِلابا
 

 

الإشكال: فيه في موضع واحد وهو نصب (الكلاب) والظاهر يقتضي رفعه. لأنه نائب عن الفاعل لـ(سب)؟

والجواب: إنَّه منصوب، على أنَّه مفعول به لـ(سب) وأمَّا النائب عن الفاعل فهو المصدر الذي دلَّ عليه (سب) أي: سب السَّب. واعلم أنّ ما ذكرناه لا يجوز إلاَّ في ضرورة الشعر... كذا قيل([267]).

ومن ذلك قول الشاعر:

ورأيتُ عبدَ اللّه يضربُ خالدٌ
 

 

وأبا عميرةُ بالمَدينة يضرِبُ
 

 

برفع (خالد) و(عميرة)([268])، والظاهر يقتضي نصب (خالد) على المفعولية، وجرُّ (عميرة) بإضافة (أبا) إليه؟ والوَجْهُ في ذلك أنَّ (خالد) فاعل والمفعول ضمير محذوف تقديره: يضرب خالد عبد الله. وقوله (عميرة) فاعل لـ(أبى)؛ لأنَّه فعل ماضٍ بمعنى امتنع.

ومن ذلك قول الشاعر([269]):

سَألْنا مَن أباك سراة تميم
 


 

 

فقال أبي تسوده نزارا
 

 

إعرابه: (سأل) فعل ماضٍ، و(نا) فاعل، و(من) مبتدأ، و(أباك) مفعول (سألنا)، و(سراة) مبتدأ ثانٍ مضاف إلى (تيم)، و(الفاء) في (فقال) عاطفة على (سألنا)، و(قال) فعل ماضٍ فاعله ضمير عائد لـ(أباك)، و(أبي) خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو أبي، و(تسوده) خبر للمبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني مع خبره للمبتدأ الأول، و(نزار) بدل من (أباك). والمعنى: سألنا أباك نزاراً من سراة تيم تسوده فقال: هو أبي. وأحتفظ بهذا فطالما زلت أقدام المحققين فيه.

ومن ذلك ما أنشده ابن أسد([270]):

إنا رُعاتٍ للضُيوف أكارما
 


 

 

سَمَتْ فَرآها الأبْعدونَ على القُربِ
 

 

روي بكسر التاء من (إنا رعاتِ) والظاهر يقتضي رفعه على أنَّه خبر (إنّ) والوَجْهُ في ذلك أنَّ قوله (إنْ) حرف شرط، و(نار) هي فاعل (سَمَتْ) محذوف دلَّ عليه المذكور وهو فعل الشرط. وقوله (عات) بمعنى متجبّر وهو مجرور بإضافة (نار) إليه([271])، و(للضيوف) متعلق بـ(سمت)، و(أكارماً) حال من الضيوف. و(الأبعدون) فاعل (رآها). و(على القرب) متعلق بـ(رآها). وجواب الشرط محذوف، تقديره: يقصد أو يؤم. والمعنى: وإنْ سمت أي ارتفعتْ نارُ مُتَجَبرٍ للضيوف حال كونهم أكارماً فأبصرها الأبعدون إنَّها قريبة يقصد ويؤم ذلك المتجبر.

ومن ذلك قول الشاعر([272]):

ضَربْتُ أَخِيك ضَربةَ لا جبانِ
 


 

 

ضَربْت بِمثلَها قِدْما أبِيكَ
 

 

الإشكال: في جرِّ (أخيك) و(أبيك) والظاهر يقتضي نصبهما بـ(ضربت)؟

والجواب: إنَّ (أخيك) جمع مذكر سالم مضاف إلى (الكاف) وكذا (أبيك) والأصل فيهما (أخين لك وأبين لك) ثم سقطت النون عندما أضيف إلى (الكاف).

من ذلك قول الشاعر([273]):

وعينان قال الله كونا فكانتا
 


 


 

 

فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
 

 

والإشكال: في رفع (فعولان) والظاهر يقتضي نصبه على أنَّه خبر (كان)؟

والجواب: إنَّه خبر مبتدأ محذوف تقديره: هما فعولان، و(كان) تامة. وهل يجوز نصبه على أنَّه خبر لـ(كان)؟ الأصح إنَّه لا يجوز؛ لأنه يلزم أن يكون الله كون العينين فعولين بالألباب تعالى الله عن ذلك.

ومن ذلك قول الشاعر([274]):

وأنتم معشر لِئامُ    
 


 

 

نلْقى لَديْكم أذىً وبُؤْس
 

 

فيه إشكالان:

الأول: جرُّ (معشر) والظاهر يقتضي رفعه على أنَّه خبر المبتدأ الذي هو(أنتم)؟

والجواب: إنَّ قوله (معشر) كلمتان: الأولى (مع) الثانية (شر)، ولكنَّه خففه لإقامة الوزن، فهو حينئذ مجرور بإضافة (مع) إليه0

والإشكال الثاني: قوله (بؤس) بالخفض، والظاهر يقتضي نصبه عطفاً على (أذى)؟

والجواب: إنَّه معطوف على (شرِّ) الذي أضيف إليه (مع).

ومن ذلك قول الشاعر([275]) في وصف زَنْدة قدحٍ([276]) بها زَنْدة أخرى فأخرجت ناراً:

ونَتَجتْ ميتةٌ جنيناً معجّلاً
 


 

 

عِنْدي قوابلُه الرجالُ مستترِ
 

 

روي بجرِّ (مستتر). والوجه في ذلك أَّنه بدل من (الهاء) في (قوابله) بدل كل. وعلى هذا فـ(قوابل) مبتدأ، وخبره (الرجال) أو بالعكس. وهذا البيت من البسيط كما قيل ولكن لا يخلو من الزحاف.

ومن ذلك قول الشاعر:

كيفَ يَخْفَى عَليكَ ما حامل
 

 

أنا أنتَ القاتلي أنت أنا
 

 

(أنا) الأولى مبتدأ. و(أنت) مبتدأ ثان. و(القاتلي) خبر للمبتدأ الثاني والمبتدأ مع خبره خبر المبتدأ الأول، والرابط (الياء) في (قاتلي)؛ لأنّها عائدة إلى (أنا). والمعنى: أنا أنت الذي قتلني. و(أنت) الثاني مبتدأ، و(أنا) الثاني خبر. وهذا من قبيل التوكيد؛ لأنَّ المعنى: كيف يخفى عليك ما حلَّ بي والحالة أنا أنت الذي قتلني. و(أنت) عبارة عن (أنا). وفي هذا البيت أعاريب كثيرة ذكرها السيوطي([277]) في الأشباه والنظائر.

ومن ذلك قول الشاعر([278]):

مَنَعوني وما أكلْتُ من الزا
 


 

 

د رغيفٌ وما يُرَدّ الرّغيفا
 

 

الإشكال فيه في موضعين:

الأول: رفع (الرغيف) من قوله (وما أكلتُ الزادَ رغيف)، والظاهر يقتضي نصبه على أنَّه مفعول لـ(أكلت)؟

والجواب: إنّ (ما) في قوله (ما أكلت) موصولة في محلِّ رفع على أنَّها مبتدأ. و(الرغيف) خبرها، والتقدير: الذي أكلتُه الرغيفُ.

والثاني: نصب (الرغيف) من قوله (وما يرد الرغيفا)، والظاهر يستدعي رفعه على أنَّه نائب عن الفاعل لـ(يرد)؟

والجواب: إنَّه منصوب على المفعولية لـ(منعوني). وعلى هذا ففي (يرد) ضمير عائد إلى (الرغيف) في محلِّ رفع نائب عن لفاعل. والمعنى: منعوني والحال الذي أكلتُه الرغيفَ وما يرد.

ومن ذلك قول الشاعر([279]):

تُعيِّرُنا أَننَّا عالةٌ
 


 

 

ونحنُ صَعالِيك أنتم ملوكَ
 

 

والإشكال فيه في موضعين:

الأول: نصب (صعاليك)، ومقتضى الظاهر رفعه على أنَّه خبر (نحن)؟

والثاني: نصب (ملوك) والظاهر يستدعي رفعه على انَّه خبر (أنتم)؟

والجواب: أنَّ (عالة) جمع (عائلة) المشتق من (عال - يعول) بمعنى: يثقل([280]). و(ملوك) مفعول عالة وفاعله ضمير مستتر تقديره (نحن). و(صعاليك) حال من فاعل (عالة)، و(نحن) مبتدأ و(أنتم) خبره، وجملة (ونحن انتم) حالية وصاحب الحال (نا) من (تعيرنا). والمعنى: تعيرنا أننا عالة ملوكاً، أي: نثقلهم بطرح كلنا عليهم كوننا صعاليك والحالة نحن انتم.

ومن ذلك قول الشاعر([281]):

فأصبحت بَقَرْقَرَى كَوانِسا
 

 

فلا تلُمْهُ أنْ ينامَ البائِسا
 

 

روي بنصب (البائس)، والقياس رفعه بـ(ينام)؟

والجواب: إنَّه بدل من (الهاء) في (تلمه) بدل كل من كل.

ومن ذلك قول الشاعر([282]):

تُسْعِدْنا بالمزارِ طارِقَةً
 


 

 

هِنْدُ ظَلاما فَنَغْنمُ الفُرَصُ
 

 

[روي]([283]) برفع (هند)، ونصب (ظلام)، ورفع (الفرص). والوجه في ذلك أنَّ (هند) فاعل المصدر، أعني: مزار وقوله ظلام منصوب بإسقاط الخافض، أي: في الظلام. و[أمَّا] قوله (الفرص) [فهو] فاعل (تسعدنا).

ومن ذلك قول الشاعر([284]):

أَظَلوُمُ؟ إنّ مُصابَكُم رجلاً
 

 

أَهدى السلامَ تَحيةَ ظلْمُ
 

 

الإشكال: في نصب (رجل)، ومقتضى الظاهر رفعه على أنَّه خبر (إنَّ)؟

والجواب: إنَّ (مصاب) مصدر ميمي اسم (إنَّ) مضاف لفاعله وهو الضمير، و(رجلاً) مفعوله، وخبر إنَّ (ظلم). والمعنى: إنَّ أصابتكم الرجل ظلم.

ومن ذلك قول بعض الشعراء في وصف دينار أصفر مكتوب عليه لفظ (جعفر):

وأصفر من ضرب دار الملوك
 


 

 

تلوح على وجهه جعفرا([285])
 

 

روي (تلوح) بالتاء وبالياء. وعلى الأول يكون (جعفرا) مفعول (تلوح) والفاعل ضمير المخاطب أي: تبصر على وجهه جعفرا. وعلى الثاني فيكون الفاعل اسم محذوف تقديره: الرائي. أي، يبصر الرائي على وجهه جعفرا. والدال على الفاعل القرينة الحالية. وقد وَجَّهَ أبو محمد عبد الله، الرواية الثانية بما يعد من المضحكات.

ومن ذلك ما أنشدَه الفارسي في البصريات:

فِرعونَ مالي وهامان الأَوْلى زَعَمُوا
 


 

 

أنِّي بَخَلْتُ بما يُعْطِيهِ قارُونا([286])
 

 

الإشكال فيه في ثلاثة مواضع:

الأول: نصبه (فرعون) والظاهر يقتضي رفعه؟

والجواب: إنَّ (فِر) فعل أمرٍ من (وفر) الشيء إذا كثر. و(عون) بمعنى: إعانة لا بمعنى أعوان كما ادعاه ابن هشام، لأنَّ (أعوان) لا يوجد في كلامهم وإنَّ وُجِدَ فهو في غاية القِلَّة، وهو مفعول لفعل الأمر مضاف إلى (مالي).

والثاني: رفع (هامان)؟

والجواب: إنَّ (وها) فعل ماضٍ بمعنى: ضعف. و(مان) فاعل لـ(وها)
أسفل البطن.

والثالث: نصب (قارون)؟

والجواب: إنَّه مفعول ثانٍ [ل] يعطي([287])، وفاعل (يعطي) مستتر عائد
(لله)، وصح إضماره مع أنَّه لم يتقدم في اللفظ ذكره للعلم به. والمعنى:
كَثر إعانة مالي وضعف مان الذين زعموا أني بخلت بالذي يعطيه الله
لقارون.

ومن ذلك قول الشاعر([288]):

قالَ زيدٍ سَمِعْت صاحبِ بكرٌٍ
 

 

قائلٌ قد وقعتُ في اللأواءُ
 

 

والإشكال فيه في أربعة مواضع:

الأول: جرُّ (زيد)، والظاهر يقتضي رفعه على الفاعلية لـ(قال)؟

والجواب: إنَّ (قال) هاهنا اسم بدليل دخول حرف الجرِّ عليها في قوله (أَنْهاكم عن القالِ والقِيل)([289]) وهو مفعول (سمعت) مضاف إلى (زيد)، و(زيد) مضاف إليه. والمعنى: سمعت كلام زيد.

والثاني: كسر الباء من (صاحب بكر)، والظاهر يقتضي نصبها على المفعولية؟

والجواب: إنَّ الباء من (صاحب) ليس من الكلمة بل هي حرف جرٍّ، جار لـ(بكر)، ولكن رسم موصولاً بـ(صاح) [من أجل]([290]) الألغاز وعلى هذا فـ(صاح) منادى مرخم منه حرف النداء، والأصل: يا صاحب ببكر، وهذا الجار والمجرور متعلق بـ(وقعت) المتأخر.

الثالث: رفع (قائل)، والظاهر يقتضي نصبه على الحال بـ(سمعت)؟

والجواب: إنَّه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو قائل.

الرابع: رفع (اللأواء)، والظاهر يقتضي جره بـ(في)؟

والجواب: إنَّ (في) فعل أمرٍ من (وفى - يفي) و(اللأواء) بمعنى (الشِّدة)([291]) وهو مبتدأ وخبره (قد وقعت). والتقدير: يا صاحب سمعت كلام زيد وهو قائل اللأواء قد وقعت بزيد ففي يا أيُّها الصاحب.

ومن ذلك قول الشاعر([292]):

تَبَيَّنْ فإنَّ الدهرَ فيه عجائباً
 

 

وكم لموتِ الغبراءُ قوماً وداحسِ
 

 

الإشكال فيه في موضعين:

الأول: نصب (عجائباً)، والظاهر يقتضي رفعه على أنَّه مبتدأ مؤخر وقوله (فيه) خبر مقدم؟

والجواب: إنَّ (تَبَيَّن) فعل أمرٍ، و(عجائباً) مفعوله.

والثاني: جرُّ (داحس)، والظاهر يقتضي نصبه عطفاً على (قوماً).

والجواب: إنَّ (داحس) فعل أمرٍ من (الداحسة) وهي التجربة وهو مبني على سكون مقدر منع من ظهوره اشتغال الآخر بحركة الروي. وعلى هذا فهو معطوف على (تَبَيَّن).

ومن ذلك قول الشاعر([293]):

شهيد زيادٌ على حُبِّها
 

 

أليس بعَدلٍ عليها زِيَادا
 

 

الإشكال: نصب (زياد)الثاني، والظاهر رفعه على أنّه اسم ليس؟

والجواب: إنَّه مفعول(حبها)، واسم ليس ضمير مستتر عائد على (زياد). ومن ذلك قول الشاعر([294]):

فطاعنْتُ عنا القومَ حتى تبَدَّدُوا
 


 

 

وحتى عَلاني حالكُ لونُ أسودا
 

 

الإشكال: فيه جرُّ (أسود) بالفتحة، والظاهر رفعه على أنَّه صفة (لحالك)؟

والجواب: إنَّ (لون) صفة لـ(حالك) وهو مضاف لـ(أسود). و(أسود) مضاف إليه مجرور بالفتحة؛ لأنَّه اسم لا ينصرف.

ومن ذلك قول الشاعر([295]):

على نَفَر ٌضَرْبَ الِمئينَ ولمْ أزلْ
 

 

بحمدِكَ مثلَ الكسرِ يضْرِبُ في الكسْرِ
 

 

الإشكال: رفع (نَفر)، والظاهر يستدعي جرَّه بـ(على)؟

و(الجواب): إنَّه (على) فعل ماضٍ و(نفر) فاعله و(نفر) فاعله ومعنى البيت (ارتفع نَفَر كما ترتفع المئات بضرب بعضها [في] بعض وأنا لم أزل من سقوط وانحطاط كما تنحط الكسور بضرب بعضها [في] بعض).

ومن ذلك قول الشاعر([296]):

رمينا حاتمِ حيثُ التقينا
 

 

وهذا عامراً زيدٌ يقينا
 

 

الإشكال فيه في موضعين:

[الموضع الأول]: جر(حاتم) والظاهر يقتضي نصبه على انه مفعول (رمينا)؟

والجواب: إنَّ (حاتم) كلمتان:

الأولى: (حات) وهي منادى مرخم والأصل (يا حاتم).

الثانية: (من) وهي حرفٌ جارٌّ لـ(حيث).

والموضع الثاني: نصب (عامراً) والظاهر يقتضي رفعه على أنَّه خبر (هذا)؟

والجواب: إنَّ (هذا) فعل ماضٍ من (المهاذاة)([297])، و(عامراً) مفعول
(هذا) و(زيد) فاعله والتقدير: (هذا زيد عامراً) أي: كَلَّم زيدٌ عامراً بكلام يهذي فيه.

ومن ذلك قول الشاعر([298]):

شَوى جعفرٍ بالوغدِ خمسةَ أكبشٍ
 

 

لِيُطعمَ منها جائعٌ وهو كارِههْ
 

 

 

روي بجرِّ (جعفر)، والظاهر يقتضي رفعه (بشوى)؟

والجواب: إنَّ (شوى) جمع شواة، وهي جلدة الرأس، و(جعفر) مجرور بإضافة شوى إليه و(خمسة أكبش) مفعول لـ(وغد) وقوله (ليطعم) بمعنى ليأكُلَ و(جائع) فاعل [لـ] يطعم.

ومن ذلك قول الشاعر([299]):

غَيرُ مأسوفٍ على زمنٍ
 

 

يَنقضي بالهمِّ والحَزَنِ
 

 

قال ابن الحاجب في أماليه([300]): إنَّ أصله (زمن ينقضي بالهم والحَزَنِ غير مأسوف عليه) المبتدأ أعني (زمن) ثم قُدِّم خبره أعني (مأسوف) عليه، ثم حذف الضمير من (عليه)، وأُنِيبَ الظاهر أعني (زمن) عنه فعلى هذا جملة ينقضي صفة لزمن المحذوف لا المذكور انتهى ملخصاً. وزعم ابن الشجري([301]) إنَّ (غير) مبتدأ لا يحتاج إلى خبر؛ لأنَّ المعنى (ما) مأسوف على زمن كما أنَّ (أقل) كذلك في قولهم (أقلَ رجلٌ يقولُ ذلك)؛ لأنَّ معناه (ما رجلٌ يقول ذلك)، فلذا استغنى عن الخبر وعلى هذا فجملة ينقضي صفه لزمن.

ومن ذلك قول الشاعر:

عقابُ الوكرُ عن صيدِ الحَباري
 

 

يزيد إذا أخاك فريخ نسر
 

 

الإشكال: فيه رفع (الوكر) ونصب (أخاك)؟

والجواب: إنَّ (عق) فعل أمرٍ، و(أخاك) مفعوله و(أب) فعل ماضٍ و(الوكر) فاعله، و(فريخ نسر) خال من الوكر (عق أخاك يزيد عن صيد الحباري إذا آب الوكر فريخ النسر) كذا قيل ولا يخلو من تعسف.

ومن ذلك قول الشاعر([302]):

لَما رأيْتُ أبا يزيدَ مقاتلاً
 

 

أدَعَ القتالَ وأشْهَدَ الهيجاءَ
 

 

يقال على هذا البيت: أين جواب (لما)؟ وبِمَ انتصب (أدع وأشهد)؟

والجواب: أنَّ (لما) أصلها (لن ما) ثم أدغمت النون في الميم للتقارب ووصلا خطاً للألغاز، وانتصب (أدعُ) بـ(لن) وفصل بين الناصب والمنصوب للضرورة و(أشهد) ليس نصبه على أنَّه معطوف على (ادع)؛ لأنَّه يلزم التناقض في الكلام بل نصبه (بأنْ) مضمرة بعد حذف حرف العطف، والمصدر المنسبك منها ومن (أشهد) معطوف على القتال.

تنبيه: (ما) في قوله (لما) ظرفية هي مع صلتها ظرف لـ(أدع). والمعنى (لن أدع القتال وشهادة الهيجاء مدة رؤيتي أبا يزيد مقاتلاً).

ومن ذلك قول الشاعر([303]):

أقولُ لِعبْدِ الله لَما سِقاؤُنا
 


 

 

وَنحنُ بِوادِي عَبدِ شَمسٍ وهاشِمِ
 

 

الإشكال: في رفع (سقائنا)؟

والجواب: إنَّه فاعل فعل يفسره (وها) من قوله (وهاشم). وبيان ذلك:

إنَّ (وها) فعل ماضٍ مبني بمعنى (سقط) و(شم) فعل أمرٍ من (شمت) بمعنى (نظرت) وتقدير البيت: (لما سقط سقائنا قلت لعبد الله شمه). وعلى هذا فـ(أقول) في البيت بمعنى (قلت).

 

الباب الثالث

في الكلمات المأثورة الجارية مجرى الأَمثال

في كَثرة الدوران في الكلام التي يصعب حلَّها، ويعسُر فلَّها

ومن ذلك: (قط) في قولهم (ما فعلتُه قَطُّ) وهي مبنية على الضم في محل نصب، على أنَّها مفعول فيه وإنَّما بُنِيَتْ لتضمنها معنى (من) الابتدائية و(إلى) الانتهائية؛ لانَّ معناها من أول زمان الماضي إلى الآن. وإنَّما كان على حركة لالتقاء الساكنين على تقدير البناء على السكون وهما الطاءان اللتان فيهما المُدغَمة إحداهما في الأخرى، وإنَّما كانت الحركة تشبيها بـ(قبل وبعد).

قال ابن هشام وقد (تكون بمعنى (حسب) وهذه مفتوحة القاف ساكنة الطاء)([304]) وعلى هذا تقع مبتدأ [ة]، ومضافة إلى ما بعدها، كما أنَّ (حسب) كذلك، كقولهم (قطُ زيد دِرْهَم وقَطْني دِرْهم) بخلافها على الوجه الأول،
وقد تكون اسم فعل بمعنى (يكفي) فلا يكون لها محل من الإعراب كقول الشاعر([305]):

امتلأ الحوضُ وقالَ قَطْني
 

 

وإذا صُدِّرت بالفاء صارت اسم فعل بمعنى (انتهِ) قاله بعض المحققين([306]).

ومن ذلك: (البتة) في قولهم (لا أصنعُه البَتَّة)([307]) وهي مصدر بمعنى (قطعاً) بدل من لفظ فعله وهو(أبِتُّ) أي أقطع و(أل) فيها زائدة على الأصح، ولم أرَ من تعرَّض للهاء التي فيها بأنَّها هاء السكت أم الأصلية؟ والقياس يقتضي الأول.

ومن ذلك: ما سألني بعض الأفاضل عنه وهو(فضلاً) في قولهم: (فلانٌ لا يملكُ دِرهماً فضلاً عن دينار)([308]) فأجبته بأنَّه يجوز أن تكون (فضلاً) حالٌ من (دِرهم)، ويجوز أن تكون مفعولاً مطلقاً والعامل به محذوف وذلك الفعل صفة لـ(درهم). فلم يستحسن مني الجواب، وزعم أنَّه حال من فاعل (يملك) فأخذت أتتبع إعراب هذا المثال فوجدت في (الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة)([309]) ما نصُّه إنَّ انتصاب (فضلاً) على وجهين محكيين عن الفارسي.

أحدهما: أن يكون مصدراً بفعل محذوف، وذلك الفعل نعت للنكرة.

XوالآخرZ: أن يكون حالا من معمول الفعل المذكور، وإنَّما ساغ مجيء الحال منه مع كونه نكرة للمسوغ، وهو وقوع النكرة في سياق النفي انتهى.

وأمَّا توجيه هذا الفاضل فظاهر الفساد كما يظهر ذلك للمتأمل.

واعلم أنَّه على جعله حالا من (درهم) يكون المعنى (فلانٌ لا يملكُ دِرهماً فاضلًا عن دينارٍ) في إمكان المِلْكِية. فعلى هذا يكون فضل الناقص عن الزائد في إمكان الفعل المنفي، وكذا على جعل (فضلا) مفعول مطلق XفZ يكون مراد القائل ذلك؛ لأنَّ المعنى حينئذ (فلانٌ لا يملكُ دِرهمًا يفضلُ فضلا عن
دينارٍ).

تنبيه: (عن) معناها المجاورة ههنا وهي مع مجرورها متعلقه بـ(فضلاً).

ومن ذلك: (خلافاً) في قولهم: (يجوزُ هذا خلافاً لفلانٍ)([310]).

وهو منصوب على أنَّه حال والعامل به مع صاحب الحال محذوفان لدلالة المقام عليها([311])، والتقدير (يجوزُ هذا الأمرُ أقولُ ذلكَ خلافاً لفلانٍ) وصح كون (خلافاً) حال مع جمودها لتأولها([312]) بمخالفٍ، وعلى هذا فصاحب الحال الضمير المستتر في أقول المحذوفة، وقيل هوحال من (هذا).

ومن ذلك: (إتفاقاً وإجماعاً) في قولهم (يجوز ذلك إتفاقاً وإجماعاً)، وهما منصوبان على أنَّهما مفعولان مطلقاً، والعامل محذوف، والتقدير (اتفقوا على ذلك اتفاقاً وأجمعوا على ذلك إجماعاً).

ومن ذلك: (أولاً وبالذات)([313]).إعرابه: إنَّ (أولاً) بمعنى (قبل) وهو مفعول فيه والعامل فيه الفعل الذي وقع فيه أو ما أشبهه كـ(يعرض) في قول المنطقيين (التعجب يعرض الإنسان أولاً وبالذات)، والباء في و(بالذات) بمعنى (في)، والجار والمجرور معطوف على (أولاً) مع أنَّ القياس XفيهZ عدم دخوله عليها؛ لأنَّها ممنوعة من الصرف والمانع لها وزن الفعل؛ لأنَّها على وزن (افعل) والوصفية؛ لأنَّها افعل تفضيل؛ بدليل الأولى والأوائل كالأفضل والأفاضل. (قلت) إنَّ (أوَّل) إذا جعلته صفة منعته من الصرف كقولك: (رأيته عاما أوَّل) وإذا لم تجعله صفة صرفته كقولك: (عاماً أوَّلا)، والمعنى على الأول (رأيتُه عاماً أوَّلُ مِن هذا العامِ) وعلى الثاني (رأيتُه عاماً قبلُ هذا العامِ)، فلما كانت (أوَّلاً) مفعول فيه خرجت عن الوصفية وساغ دخول التنوين عليها.

تنبيه: أنَّ (أول) قد تُبْنَى على الضمِّ إذا نُوي معنى المضاف إليه وقد تُعرب إذا لم ينوى معناه. هذا إذا لم تكن صفة وإذا كانت فلا.

ومن ذلك: (فصاعداً) في قولهم (تصدقتُ بدرهمٍ فصاعداً) وهي منصوبة على أنَّها حال([314])، والعامل بها وصاحب الحال محذوفان. والتقدير: (فذهب المتصدق به صاعداً) ولا يجوز ذكرهما. قال: بدر الدين بن مالك (ويحذف عامل الحال وجوباً إذا جرت مثلاً. ثم قال أوبين بها ازدياد ثمن شيئا فشيئاً كقولهم (بعته بدرهم فصاعداً) أي: (فذهب الثمن صاعداً) انتهى)([315])، ولا فرق بين أن تُقَدِّر صاحب الحال المُتصدق به أو الثمن، ونحوه (تصدقتُ بدرهمٍ فسافلاً) أي فانحط المتصرف به سافلاً.

تنبيه: الفاء في (فصاعداً)، و(فسافلاً) عاطفة وهي في الأصل كانت داخلة على عامل الحال فلما حذف دخلت على الحال.

ومن ذلك: (أجِدَكَ وأجِدَكُما) في قولهم (أجِدَكَ لا تفعل وأجِدَكُما لا تَفْعَلان). الهمزة فيهما للاستفهام XوZ (وجد) قيل منصوبة على المصدر بـ(تجد) محذوفاً. وقيل منصوب بإسقاط الخافض وهو(الباء). قال الأصمعي([316]) (أجدَك) معناه: أبجد منك، ونصبه بإسقاط الخافض والكاف مضاف إليه.

تنبيهان:

الأول: قال سيبويه (أجدَك) مصدر، كأنَّه قال (أجد منك) ولا يستعمل إلا مضاف.

الثاني: يجوز فتح (الجيم) منه وكسرها. قال صاحب التاج: والكسر
أفصح.

ومن ذلك: (مَهْيمْ) في قولهم (مَهْيمْ يا أبا مِرْيِم) وهي حرف استفهام يستفهم بها عن حال الشيء، والمعنى: ما الذي أنت فيه يا أبا مريم([317]).

ومن ذلك: (عِمْ صباحاً)

إعرابُه: (عِم) فعل أمرٍ أصله: أنْعِمْ، ثم حذف الألف والنون تخفيفاً، مأخوذاً من (نعَم - ينعِم) بالكسر([318]) فهو نظير (أكل- يأكل - كل). و(صباحاً) تمييز محول عن فاعل والأصل: نَعُمَ صباحَك، كقوله تعالى: [وقرّي عَينَاً]([319]) فان (عيناً) تمييز محول عن فاعل؛ لأنَّ الأصل: قَرْت عينُك. وقيل (صباحاً) مفعول فيه.

ومن ذلك: (لا جرم) في [قوله تعالى]([320]) [لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ]([321]).

إعرابه: (لا) نافية للجنس. و(جرم) بمعنى: بُدَّ اسمها. وقوله (أنَّ لهم النار) في محل جرَّ بـ(من) أو(في) محذوفة. وخبر (لا) محذوف أي حاصل: أو مستقر([322]).

تنبيه: الجار والمجرور أعني: من أن لهم النار متعلق بـ(جرم) والمعنى: لا بُدَّ من أن لهم النار حاصل.

ومن ذلك (لابُدَّ) من قولهم (لابُدَّ مِن كذا)([323]).

إعرابه: (لا) نافية للجنس تعمل عمل (ان). و(بُدَّ) أسمها. و(من كذا) متعلق بها. والخبر محذوف أي: حاصل أو مستقر. وقد ورد عن العرب (لابُدَّ وأنْ يَكون) وإعرابه كما تقدم، و(الواو) بمعنى (من) قال السيرافي ([324]): (تجيء الواو بمعنى مِن).

ومن ذلك (ذات) في قولهم (لقيتُهُ ذاتَ يومٍ).

فإنَّها منصوبة، على أنَّها ظرف زمان مضافة إلى (يوم) من قبيل إضافة المسمى إلى اسمه، أي: مُدَّة اسمها يوم، كقولنا (سعيدٌ كُرُز). وقيل: إنَّها بمعنى صاحب وهي صفة لزمان محذوف، والتقدير: زمان صاحب هذا الاسم. ونظير ذلك قولهم (لقيتُهُ ذاتَ مرةٍ)، و(ذاتَ ليلةٍ)، و(ذاتَ غُدوَة). قال بعض الأفاضل: لم يقولوا ذات شهرٍ ولا سَنةٍ.

ومن ذلك قولهم (الآية والبيت) عند ذكر جزء منهما. وهما منصوبان بفعل محذوف تقديره: اذكر أو نحوه مما يليق بالمقام كذا قيل.

ومن ذلك: (تارة) في قولهم (تارة يكون كذا وتارة لا يكون) وهي منصوبة على الظرفية على أنَّها بمعنى: حين. أي: حيناً يكونُ كذا وحيناً لا يكون. وقد تقع صفة لمفعول مطلق محذوف فتكون بمعنى: مَرةً كقولهم (ضربتُه تارةً) أي: مَرةً.

ومن ذلك (ليتَ شِعْري) أصله (لَيْتَنِي شَعَرْتُ أو أشعرُ أي أفْطِنُ) فخففت بحذف الفعل وبقي الفاعل، فأُنِيبَ المصدر، أعني (شِعْر) عن الفعل وأضيف إلى الفاعل فصار (لَيْتَنِي شِعْري) ثم حذف اسم (ليت) لدلالة المضاف إليه أعني: الياء من شِعْري عليه فصار (ليتَ شِعْري)([325]).

ومن ذلك: (أصلاً) في قولهم (لا يكونُ هذا الشيءُ كذا أصلاً) فإنَّها منصوبة، على أنَّها تمييز محوَّل عن (اسم كان)، والأصل لا يكون أصل هذا الشيء كذا.

ومن ذلك: (هَلُمَّ جَرّا)([326])، والكلام فيها من جهتين: من جهة (المعنى)، ومن جهة (الإعراب) (أمَّا معناه)، فـ(هلم) بمعنى (إئْتِ)، إلا أنَّه ليس المراد بالإتيان هنا المجيء الحسي بل الاستمرار على الشيء والمداومة عليه، كما تقول (امشِ على هذا الأمرِ وسِرْ على هذا المِنوالِ)، وكذا ليس المراد بها طلب الاستمرار في جميع الموارد بل قد يراد بها الطلب وذلك إذا وقعت بعد الطلب وقد يراد بها الخبر، وذلك إذا وقعت بعد الخبر، كما أنَّ (بعت): تارة تستعمل في الإنشاء وتارة في الإخبار. وأمَّا (جرًّا) فمعناه (السحب)، إلا أنَّه ليس المراد به السحب الحسي، بل المراد به التعميم والشمول. [و] استعمل([327]) بهذا المعنى في قولهم (الحكمُ منسحبٌ على كذا) أي: شامل له فإذا قيل (زيدٌ يُعْطِي دِرْهماً في يومِ الجمعةِ والسبتُ وهَلُّمَ جَرًّا)، فكأنَّه قال: واستمر ذلك في بقية الأيام استمراراً وشاملاً. وأمَّا إعرابه: فـ(هَلُّمَ) اسم ]فعل[([328]) بمعنى استمر و(جَرًّا) صفة لمفعول مطلق محذوف تقديره: كما قدمناه.

ومن ذلك: (ناهِيكَ) في قولهم (ناهِيكَ بزيدٍ عالماً) وهي اسم فاعل بمعنى (كافيك) مأخوذة من النهي، فكأنَّه قيل (ينهاك زيد عن أنْ تطلبَ غيرَه في العلميةِ) و(الكاف) مفعول و(زيد) فاعل، و(الباء) زائدة، و(عالماً) تمييز.

ومن ذلك: (أبداً) في قولهم (لا أفعله أبداً) أي: طول العمر وهي نصب على الظرفية.

 


([1]) ]كما[ في الأصل هكذا.

([2]) غَذَد (الإغذادُ: الإسراع في السَّير). العين، الخليل بن أحمد، ج3، ص270، و(الغين والذال كلمة، وهي إغذاذ السَّير. وذلك ألا يكون فيه وَنْيَةٌ ولا فَتْرَة). معجم مقاييس اللغة، أبو علي الفارسي، ج4، ص380.

([3]) ذَكا (الذَّكيُّ من قولك: قلبٌ ذكيّ، وصبيٌّ ذكيٌّ، إذا كان سريع الفِطنةَ). العين، الخليل بن أحمد، ج2، ص74.

([4]) شالت بمعنى: رفعت، ويأتي اللُّباب بمعنى (الخالص من كلِّ شيء). العين، الخليل بن أحمد، ج4، ص65، فيكون معنى البيت: إنَّه أخذ أوشال خلاصة أو خالص قواعد اللغة.

([5]) العنوان (نهجُ الصوابِ في حلِّ مشكلاتِ الإعرابِ) مثبت على الغلاف هكذا، ففي (على حلِّ) يتعدى نهج بها فيكون الكتاب منهجًا لغيره في حلِّ الإعراب، وفي (في حلِّ) يتعدى "الصواب" بها فيكون القصد أنَّ ما قاله الشيخ  قدس سره  من إعراب صحيح، ويبدو أنَّ تسميته بـ(نهجُ الصوابِ إلى حلِّ مشكلاتِ الإعرابِ) أدق؛ لأنِّه لم يرد الإعراب الصحيح فقط بل بيان الطريق "النهج" في معرفة كيفية الحلّ، وذلك بمراعاة المعنى، وهي طريقة ظهر وسمها في طيَّات الكتاب.

([6]) سورة الفاتحة، الآية 2.

([7]) الأولى أن يقول: (وقُرئ بالرفع) لأن الضم من ألقاب البناء، وكذا الكسر يقال بالجرِّ، والنصب يقال بالفتح.

([8]) قال الفراء في معاني القرآن (اجتمع القراء على رفع (الحمد) وأمَّا أهل البدو فمنهم من يقول (الحمدَ للّه) ومنهم من يقول (الحمدِ لِلّه). ومنهم من يقول: (الحمدُ لُلّه) فيرفع الدال واللام. معاني القرآن، الفرّاء، ج1، ص3.

([9]) وهي قراءة سفيان بن عيينة، ورؤية بن العجاج، وهارون العتكي. معجم القراءات القرآنية، أحمد مختار عمر، ج1، ص5.

([10]) ]بالكسر[ في الأصل هكذا. قرأ بها الحسن البصري، زيد بن علي، إبراهيم بن أبي عبلة. المحتسب في وُجُوه شواذ القراءات، أبو الفتح ابن جني، ج1، ص37. وقال أبو البقاء (وهو ضعيف في الآية لأنّ فيه إتباع الإعراب البناء وفي ذلك إبطال الإعراب).

([11]) سورة الفاتحة، الآية 2.

([12]) جعلها النحاس قراءة. معجم القراءات القرآنية، أحمد مختار عمر، ج1، ص6. وكذا العُكبري، وذلك (على إضمار هو)، أي التقدير: هوربُّ العالمين. إملاء ما مَنَّ به الرحمن، أبو البقاء العُكبري، ج1، ص5.

([13]) وهي قراءة زيد بن علي، والكسائي. معاني القرآن، الكسائي، ص60. معجم القراءات القرآنية، ج1، ص6.

([14]) وهي قراءة بقية القراء.

([15]) أي على أنّه بدل أو عطف بيان، والتبعية غير الإتباع.

([16]) سورة النساء، الآية 1.

([17]) وهي قراءة عبد اللّه بن يزيد. التذكرة في القراءات. أبو الحسن بن غلبون، ص233. التيسير في القراءات، أبو عمر الداني، ص78.

([18]) وهي قراءة المصحف، وقد قرأ بها كَثير، الاكتفاء في القراءات السبع. أبوطاهر إسماعيل، ص108. تقريب القراءات العشر، محمد ابن الجزري، ص137.

([19]) وهي قراءة حمزة، والمطوعي، وإبراهيم النخعي، وقتادة، والأعمش. الحجة للقراء السبعة، أبو علي الفارسي، ج2، ص121. والنشر في القراءات العشر، محمد ابن الجزري، ج1، ص15.

([20]) سورة النساء، الآية 95.

([21]) وهي قراءة حَفص، وابن كثير، وعاصم، وحمزة. الحجة للقراء السبعة، أبو علي الفارسي ج3، ص178.

([22]) وهي قراءة نافع، وابن عامر، والكسائي، وعاصم، وخَلف، وزيد بن ثابت. الحجة للقراء السبعة، أبو علي الفارسي، ج3، ص179. ومعجم القراءات القرآنية، أحمد مختار عمر، ج2، ص155.

([23]) وهي قراءة أبي حيوة، والأعمش. معجم القراءات القرآنية، أحمد مختار عمر، ج2، ص156.

([24]) سورة يونس، الآية 71.

([25]) وهي قراءة أبِيْ عمرو، ويعقوب، وَأَبي عبد الرحمن السلمي، والحسن، وابن أبي إسحاق، وعيسى الثقفي. الحجة للقراء السبعة، أبو علي الفارسي، ج4، ص289. والمحتسب في تَبين وجوه شواذ القراءات، أبو الفتح ابن جني، ج1، ص31.

([26]) وهي قراءة غير منسوبة لأحدٍ من القراء.

([27]) سورة يوسف، الآية 105.

([28]) وهي قراءة عكرمة، عمرو بن قائد، عبد اللّه بن مسعود.

([29]) وهي قراءة السُّدِّيّ. البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، ج5، ص344.

([30]) سورة هود، الآية 50.

([31]) الحجة للقراء السبعة، أبو علي الفارسي، ج4، ص39.

([32]) قرأ بها عيسى بن عمر. معاني القرآن، الكسائي، ص144. البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، ج4، ص324.

([33]) وهي قراءة الكسائي أبو جعفر. الحجة للقراء السبعة، أبو علي الفارسي ج4، ص39.

([34]) أُنظر تفصيل جملة من الآراء في الدّر المصون، السمين الحلبي، ج5، ص354.

([35]) سورة الفاتحة، الآية 7.

([36]) وهي قراءة عاصم. وهي قراءة المصحف.

([37]) أبو البقاء من (الذين)، أبو البقاء من الضمير في (عليهم).

([38]) أبو البقاء: محب الدين عبد اللّه بن أبي عبد اللّه الحسين بن أبي البقاء العكبري ولد سنة (538هـ) وتوفي سنة (616هـ).

([39]) إملاء ما من به الرحمن، أبو البقاء العكبري، ج1، ص10.

([40]) وهي قراءة ابن كثير، عمر بن الخطاب، ابن مسعود، أبي بن كعب، علي بن أبي طالب، عبد اللّه بن الزبير. معجم القراءات القرآنية، أحمد مختار عمر، ج1، ص11.

([41]) سورة النحل، الآية 116.

([42]) وهي قراءة المصحف.

([43]) وهي قراءة الحسن، وابن يعمر، وطلحة، والأعرج، ابن أبي إسحاق، ونعيم بن مَيسرة. المحتسب في تبين وجوه شواذ القراءات، أبو الفتح ابن جني، ج2، ص12.

([44]) وهي قراءة مسلمة بن محارب، ويعقوب. المحتسب في تبين وجوه شواذ القراءات، أبو الفتح ابن جني، ج2، ص12.

([45]) قال صاحب الكشاف: (وقرئ "الكذب" جمع كذوب بالرفع صفة للألسنة، وبالنصب على الشتم أو معنى الكلم الكواذب، أو هو جمع الكذاب من قولك كذب كذبا ذكره ابن جني).

([46]) سورة الواقعة، الآية 22.

([47]) وهي قراءة المشهور.

([48]) من قوله تعالى [يَطُوفُ عَلَيْهِم وِلْدَانٌ مُخَلّدُون6 بأكوابٍ وأباريقَ وكأسٍ من مَعِينٍ]. سورة الواقعة،
الآية 17 - 18.

([49]) وهي قراءة أبيّ، وعبد اللّه، والأشهب العقيلي، والنخعي، وعيسى بن عمرو. المحتسب في تبين وجوه شواذ القراءات، أبو الفتح ابن جني، ج2، ص307.

([50]) وهي قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم، والحسن، والسلمي. الحجة للقراء السبعة، أبو علي الفارسي، ج6، ص255.

([51]) ابن مالك: جمال الدين محمد بن عبد اللّه بن مالك الطائي، ولد سنة (600هـ) وكانت وفاته سنة (672هـ).

([52]) واستشهد في الكافية الشافية بقول أنس بن مدركة الخثعمي:

كالثّورِ يُضْربُ لما عافت البقرُ
 

 

إنّي وقتلي سُلَيكا ثُم أعْقِلَهٍُ
 

 

 

([53]) قال سفيان بن حرب:

وما زال مُهري مَزْجَرَ الكلب منْهُمُ
 

 

لدن غدوةً حتى دنت لِغُروب
 

 

بنصب غدوة. قال السيوطي (وحكى الكوفيون رفع غدوه بعد "لدن"). وهذه المسألة مذكورة في الكافية الشافية، لابن مالك، ج3، ص982. والرفع ذَكره سيبويه. الكتاب، سيبويه، ج1، ص210.

([54]) وهذا من الأساليب النحوية ونماذجها.

([55]) هذا من الأساليب النحوية المأثورة. وهذه المسألة مذكورة في المغني، ابن هشام، ج1 ص130. الكافية الشافية، ابن مالك، ج3، ص790.

([56]) ]بهذا الاعتبار[ في الأصل هكذا.

([57]) ]بهذا الاعتبار[ في الأصل هكذا.

([58]) ابن هشام: أبو محمد جمال الدين عبد اللّه بن يوسف بن عبد اللّه بن هشام الأنصاري
النحوي، ولد في القاهرة سنة (708 هـ). توفي سنة (761 هـ). والمسألة في مغني اللبيب، ابن هشام، ج1، ص22.

([59]) النفي المحض، الخالص من معنى الإثبات.

([60]) ]الأمرأة[ في الأصل هكذا.

([61]) ]الأمرأة[ في الأصل هكذا.

([62]) الكتاب، سيبويه، ص279، ص288.

([63]) التعبير ب (من أجل) أولى بالتعبير ب (لأجل).

([64]) مراح الأرواح، أحمد بن علي، ص7. صاحب المراح هو أحمد بن علي بن مسعود صاحب الكتاب (المراح الأرواح في الصرف) ليست له ترجمة معروفة، وتخمن وفاته في سنة (840هـ).

([65]) ذكر هذا التفصيل ابن هشام، مغني اللبيب، ابن هشام الانصاري، ج1، ص33. ونقل المداوي الخلاف بين البصرين والكفيين في هذا الموطن، وذكر زيادتها. إذ تكون زائدة بعد (لما). ابن قاسم المرادي، ص221 - 222.

([66]) سورة البقرة، الآية 150.

([67]) سورة ص، الآية 48 - 49.

([68]) مغني اللبيب، ابن هشام، ج2، ص390.

([69]) البيت لم يسمّ قائله. ونقل السيوطي عن ابن يسعون قوله: (العصا هنا: الجماعة. ضرب انشقاق العصا مثلاً في اختلاف الأقوام لهول المقام، وإن الضحاك فيه أعني الحسام، وإنما ضرب المثل بها لقلة جدائها عند افتراق أجزائها).

([70]) أراد بالاستئناف (الابتداء)، فكانت التقدير للضمير الواقع مبتدأ وما بعده الخبر وهو جملة (تحدثُنا).

([71]) النظير أي الشبيه أي مثله (ونظير لشيء مِثْله لأنّه إذ نُظر إليهما كأنَّهما سواء). العين، الخليل بن أحمد، ج4، ص237.

([72]) سورة يوسف، الآية 109.

([73]) قال الخليل (الفِداء: ما تفدي به، والفِعل الافتداء، وفَدَّ بيَّه تفديةً). العين، الخليل بن أحمد، ج3، ص308 وقال ابن فارس (فد الفاء والدال أصل صحيح يدلّ على صوت وجَلبة) فهي اسم فعل. معجم مقايس اللغة، أحمد بن فارس، ج4، ص438.

([74]) في معلقته المشهورة. ديوان النابغة الذبياني، ص26. وقد علق على هذا البيت الشيخ أحمد الشنقيطي في كتابه شرح المعلقات العشر بقوله: (وفداء، يروى بالأوجه الثلاثة: فالرفع على أنه مبتدأ ولك الخبر أو على أن الأقوام مبتدأ وفداء خبره، وهذا أولى لأن الأول لا مسوغ عليه للابتداء بفداء. والنصب على المصدر النائب عن فعله أي يفدونك فداء. والجر على أنه مبني، وموضعه رفع بالابتداء وما بعده خبر. وقيل بالعكس قالوا فهو كنزال ودراك، وفيه نظر لأنه لا يعلم اسم فعل ناب عن فعل مضارع مقرون بلام الأمر).

([75]) في البيان والتبين إنَّه لـ(أُفنون بن صريم التغلبي). واسمه صريم بن معشر بن ذُهل، وقيل: اسمه ظالم. شرح أبيات المغني، عبد القادر البغدادي، ج1، ص235.   

والرئمان: أصله الرقة والرحمة. والرؤم أرق من الرؤف. ولهذا البيت حكاية ذكرها في المغني في بحث أم.

([76]) بَوّ (البَوُّ) كلمة واحدة، وهو جلد حُوار يُحشى وتُعطف عليه الناقةُ إذا مات ولدُها. معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس، ج1، ص194.

([77]) أي على أنّه بدل تابع.

([78]) قال ابن هشام (قد يشربون لفظاً معنى لفظ فيعطونه حكمه، ويسمى ذلك تضميناً. وفائدته أن تؤدي كلمة مؤدي كلمتين). مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج2، ص685. وهناك من خصه بالأفعال فقط والنحو الوافي. عباس حسن، ج2، ص587.

([79]) قائله أبو جهل في وقعة بدر. شرح شواهد المغني، جلال الدين السيوطي، ج1، ص147. والنهاية في غريب الأثر، محمد الجزري، ج2، ص212.

([80]) الأخفش: سعيد بن مسعدة أبو الحسن الأخفش الأوسط. توفي سنة (215هـ).

([81]) هذه القصيدة لعثمان بن عيسى بن منصور. بن ميمون البلطي توفي سنة (599هـ)، وسميت
 حرباوية لتلونها تلون الحرباء، إذ القافية فيها تتلون بالحركات الإعرابية الثلاث، وكلّ تغير في
الحركة له وَجْهُه الإعرابي، إذ تظهر الفتحة تارة، والضمة تارة أُخرى، والكسرة تارة ثالثة. وقد
ذكرها الشيخ  قدس سره  على تقديم بعض الأبيات وتأخيرها، ولكن على تمامها، والقصيدة ذكرها
ياقوت الحموي في معجم الأدباء، وذكرها السيوطي عنه. الأشباه والنظائر في النحو، جلال الدين السيوطي، ج4، ص249، ص254.

([82]) الشادن: شَدَنَ الغزال فهو شادن إذا قوي وطلع قرناه واستغنى عن أمه. العين، الخليل بن أحمد، ج2، ص316.

([83]) شِرّة من شرر (شِرَّة الشباب حِرْصُه ونشاطه. والشِّرة بالكسر مصدر الشَّر). مختصر الصحاح، أبوبكر الرازي، ص334

([84]) المُدام والمدامة: الخمر.

([85]) وردت (مصطبر) بالنصب.

([86]) وفيه تأمل: لأنّ بعض العرب الحِجازِيِّينَ وعند اختيار لغتهم لابد من البناء على الكسر ويكون (كهام) في محل رفع فلا تصح قراءة الرفع حينئذٍ.

([87]) ]على حدِّ[ في الأصل هكذا.

([88]) ديوان الفرزدق، ص535.

([89]) سورة البقرة، الآية 214.

([90]) أراد بالكسر البناء لِما يحمله الفعل من الاسمية وهي "المراماة"؛ لأنّه لا سبيل إلى بناء الفعل
 على الكسر.

([91]) ديوانه الفرزدق، ص312. وقد ورد على:

فَدْعاءَ قد حَلَبَت عليَّ عِشارِي
 

 

كمّ خالةٍ لك يا جرير وعمةٍ
 

 

 

([92]) وهذه المسألة مذكورة في مغني اللبيب لابن هشام في باب (كم)، ج1، ص185.

([93]) وردت (عايَنْتُه) على (عاتَبْتُه).

([94]) أراد بها (يقال)، والكلام فيه من المعنى الذي يتوافق ومعنى البيت.

([95]) ورد في العين (الفَدْمُ: العَيُّ عن الحجة والكلام)، أي الذي لا يملك دليلاً فهو عاجز عنها. العين، الخليل بن احمد، ج3، ص308.

([96]) أي: إنَّ الرفع على أنَّه خبر مبتدأ محذوف، والنصب على أنه مفعول به لفعل تقديره أعني. وأمَّا الجر فعلى أنه صفة ثانية للجاهل.

([97]) الطغام: أوغاد الناس، ورُذالُ الطير. العين، الخليل بن احمد، ج3، ص51.

([98]) أبو علي الفارسي: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان الفارسي النحوي، توفي سنة (377هـ).

([99]) ابن جني: عثمان بن جني الموصلي، أبو الفتح. وُلِد بالموصل وتوفي ببغداد. وكانت وفاته سنة (392هـ).

([100]) أي رفع (الكرام).

([101]) الإغراء: تنبيه المخاطب على أمرٍ محمود ليفعلهن ويسمى النصب به، النصب على الإغراء.

([102]) الكَمَد: الهّمُّ والحُزن. العين، الخليل بن احمد، ج4، ص47.

([103]) أي رفع (غرام). والتقدير: غرامٌ يلاقي.

([104]) البَثُّ من (بثُّ الشيء تفريقه، وبثثت الشيءَ والخبر نشرته). العين، الخليل بن احمد، ج1، ص112.

([105]) الأَولى أن يعبر بالفتح؛ لأنّ اسم لا التبرئة مبني على الفتح.

([106]) قطرب: محمد بن المستنير بن أحمد، أبو علي، الشهير بقطرب. نحوي، عالم بالأدب واللغة، وهو تلميذ سيبويه، توفي سنة (206هـ).

([107]) قائله بسعد بن مالك، خزانة الأدب، عبد القادر البغدادي، ج1، ص223. وصدره:


 

 

مَن صَدّ عن نِيرانِها
 

 

 

([108]) قائله زهير بن أبي سلمى. وروي (سابق) بالخفض والنصب. والخفض عطفاً على التوهم. ديوان زهير، ص287. خزانة الأدب، عبد القادر البغدادي، ج3، ص665.

([109]) أراد بالكسر البناء؛ لأنّه على وزن "فعال" على نحو "حذام".

([110]) ]بوجهين[ في الأصل هكذا.

([111]) سورة الجاثية، الآية 32.

([112]) وهي قراءة المصحف.

([113]) وهي قراءة حمزة وأبي عمرو والأعمش. أُنظر الحجة للقراء السبعة، أبو علي الفارسي، ج6، ص179.

([114]) سورة الجاثية، الآية 21.

([115]) وهي قراءة المصحف.

([116]) وهي قراءة ابن كثير، والكسائي، ونافع، وأبي عمرو، وعاصم. الحجة للقراء السبعة، أبو علي الفارسي، ج6، ص175. تقريب النشر في القراءات العشر، محمد الجزري، ص191.

([117]) سورة الذاريات، الآية 46.

([118]) وهي قراءة حمزة والكسائي وأبي عمرو.

([119]) سورة الذاريات، الآية 38.

([120]) وهي قراءة المصحف.

([121]) او على تقدير (أذكر، أو أهلكنا) أنظر: الكشاف، محمودْ بن عُمَر الزمخشري، ج5، ص618، البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، ج8، ص139. اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل، ج18، ص99.

([122]) مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج1، ص159. ونصّ ابن هشام هو(ويجوز بناؤها على الفتح إذا أُضيفت لمبني)

([123]) قائله مجهول. شرح أبيات المغني، عبد القادر البغدادي، ج3، ص398.

([124]) قائله عتبان الحروري. وهذا عجز البيت وصدره:


 

 

فَمِنَّا حُصينٌ والبُطينُ وقعنبُ
 

 

ولهذا البيت قصة مذكورة في شبيب بن يزيد الخارجي في البداية والنهاية، ابن الأثير، ج6، ص26 - 27.

([125]) ونظير ذلك (يوسف) في قوله تعالى: [يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا] سورة يوسف، الآية 29.

([126]) هو مطلع أرجوزة لأبي النجم العجلي. خزانة الأدب، عبد القادر البغدادي، ج1 ص173. والبيت من شواهد سيبويه، ومطلعه: قد أصبحتْ. الكتاب، سيبويه، ج1، ص85.

([127]) لأنّ تغيير الحركة يؤدي إلى تغيير المعنى، ومن جانب آخر فإنّ "كلّ" إذا وقعت مبنيٌّ عليها أي إذا وقعت مبتدأ فإنّها تفيد العموم والاستغراق، نحو: كلُّ الناس هالك.

([128]) الكتاب، سيبويه، ج2، ص31. الكافية الشافية، ابن مالك، ج3، ص1245.

([129]) الأرجوزة في شرح ابن عقيل، ابن عقيل، ج3، ص118. باب إعمال اسم الفاعل.

([130]) الأشباه والنظائر، جلال الدين السيوطي، ج4، ص26.

([131]) المصدر السابق، ص27.

([132]) البيت ليزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي. مغني اللبيب، ابن هشام، ج1، ص289. وخزانة الأدب، عبد القادر البغدادي، ج1، ص496.

([133]) الأولى التعبير بـ(بِحَسَب)؛ لأنّ الاعتبار من العِبرة.

([134]) ]فمن[ في الأصل هكذا.

([135]) قوله (أداة استثناء) وهذا من مصطلحات فن المنطق إذ إنَّ المناطقة ثلثوا قسمة المفرد إلى اسم وكلمة وأداة، والأولى من ذلك التعبير بمصطلح أهل النحو فيقول (حرف استثناء) أو(كلمة استثناء) وعلى أي حال فكلمة (إلاّ) بمعنى (غير) بإجماع النحاة، وليس كما قال الشيخ  قدس سره ، بل أشكل الفخر الرازي على هذا الوجه فقال (إنّا لو حملنا (الاّ) على الاستثناء لم يكن قولنا (لا إله إلاّ اللّه) توحيداً محضاً؛ لأنَّه يصير تقدير الكلام: لا إله يستثنى عنهم اللّه. بل عند من يقول بدليل الخطاب يكون إثباتاً لذلك وهو كفر). أسرار التنزيل وأنوار التأويل، محمد بن عمر الرازي، ص95.

([136]) فيه: إنَّ محل اسم (لا) النصب، لأنَّها عاملة عمل (انّ).

([137]) أبو حيان: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الغرناطي الأندلس، ولد سنة (654هـ)، وتوفي سنة (745هـ).

([138]) وهذا وجه أَوْلى يؤخذ به.

([139]) الرواية عن أبي الأمام أبي الحسن موسى الكاظم B كما في الكافي، محمد بن يعقوب الكُليني، ج6، ص496. باب الحمام قال (الحمام يوم ويوم لا يكثر اللحم، وإدمانه في كل يوم يذيب شحم الكليتين).

([140]) وَمِنْهُ قوْلُهُ تعالى: [مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى].

([141]) سورة الأنبياء، الآية 37.

([142]) مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج1، ص192. باب كأن.

([143]) سورة الذاريات، الآية 17.

([144]) كتاب التبيان في إعراب القرآن (إملاء ما مَن به الرحمن)، أبو البقاء العكبري، ج، ص243.

([145]) ]كما[ في الأصل.

([146]) وهذا من الأساليب المعروفة عند النحاة بل الأدباء كافة. راجع كتاب اللاّمات، عبد الرحمن الزجاج، ص47.

([147]) وهذا الأسلوب يستعمله الأدباء كافة. رسالة الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة، محمد أمين (ابن عابدين)الدِّمشْقِيِّ الحَنَفيّ، ص8، وقد ذكر رأي ابن الحاجب، إذ قال(قال ابن الحاجب إنّه منصوب على المفعولية المطلقة، وإنّه من المصدر المؤكد لغيره صرَّح به في أماليه).

([148]) ]حد[ في الأصل هكذا.

([149]) سورة طه، الآية 96.

([150]) ]هكذا[ في الأصل هكذا.

([151]) السيد الشريف هو علي بن محمد بن علي الحَسَنيّ الجرجاني الحَنَفِيّ الذي ولد سنة (740هـ) وتوفي سنة (816هـ).

([152]) سورة النساء، الآية 162.

([153]) ]وبعضهم أَشكلَ[ في الأصل هكذا.

([154]) شرح ابن عقيل، ابن عقيل، ج2، ص6. وتفصيل المسألة في ج2، ص7 - 8 منه.

([155]) ]كما[ في الأصل هكذا.

([156]) ذَكر سيبويه هذا الجواز عندما بّيَّن وجه القُرب بّيْنَ "لاسِيَّما" و"كأيِّن "بقوله (فإنّما ألزموها مِنْ؛ لأنّها توكيد، فجُعلت كأنّها شيء يَتمّ به الكلامُ... ومثل ذلك ولاسِيَّما زيدٌ، فرُبَّ توكيدٍ لازمٌ حتى يَصير كأنّه من الكلمة،... وإنْ حَذَفتَ مِن وما فعربيٌّ)، أنظر: الكتاب، سيبويه ج2، ص171.

([157]) ابن هشام الخضراوي: هو محمد بن يحيى بن هشام الخضراوي ويعرف بابن البرذعي. مات بتونس سنة (646هـ). وقد ذكر السيوطي رأي الخضراوي، إذ قال (وزعم ابن هشام الخضراوي: أنّها زائدة، لازمة لا تحذف). همع الهوامع، جلال الدين السيوطي، ج2، ص217.

([158]) ذكر هذا المعنى الرضي الاسترابادي في تعليله نصب اسم "لا"في "لاسيَّما"، إذ قال (حين كان اسم "لا" التبرئة مع كونه منصوب المحل على المصدر لقيامه مقام خصوصاً). شرح الرضي على الكافية، الرضي الاسترابادي، ج1، ص271.

([159]) سورة آل عمران، الآية 64.

([160]) ورأي ابن مالك في كتابه التسهيل، إذ قال في سوى (ويتفرد بلزوم الإضافة لفظًا، بوقوعه صلة دون شيء قبله)، أُنظر التسهيل، ابن مالك، ص107. وأصل هذا الرأي، أي: مجيء سوى كـ(غير). يرجع إلى سيبويه، أُنظر الكتاب، سيبويه ج1، ص31 - 32.

([161]) (العَسْجَدُ: الذَهبُ، ويقال بل العَسْجَد اسم جامعٌ للجوهر كلّه، من الدُّر والياقوت). العين الخليل بن أحمد، ج3، ص151.

([162]) سورة الأحزاب، الآية 61.

([163]) مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج2، ص543، ونصّ ما قاله (والصواب أنّه منصوب
 على الذم).

([164]) سورة النجم، الآية 51.

([165]) سورة النساء، الآية 42.

([166]) وهي قراءة المصحف.

([167]) الكشاف، محمد الزمخشري، ج2، ص109.

([168]) مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج2، ص545، الباب الخامس الجهة الثانية.

([169]) سورة الأحزاب، الآية 33.

([170]) مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج2، ص551. الباب الخامس الجهة الرابعة.

([171]) سورة آل عمران، الآية 120.

([172]) وهي قراءة المصحف.

([173]) ذُكر إنَّ السكون في "يضرُّكم" هي حركة فكُّ الإدغام، وهي حركة إتباع لا حركة إعراب. الدُّر المصون، السمين الحلبي، ج3، ص376.

([174]) سورة الانشراح، الآية 1.

([175]) وهي قراءة أَبِيْ جعفر، معجم القراءات القرآنية، أحمد مختار عمر، ج8، ص187.

([176]) كتاب مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج2، ص642.

  وقال غير واحد: لعلَّ أبا جعفر بيّن الحاء وأشبعها في مخرجها فظن السامع أنه فتحها. وخرَّجها بعضهم على أن الفتح لمجاورة ما بعدها.

([177]) البيت لعمر بن الأيهم التغلبي، شرح أبيات المغني، عبد القادر البغدادي، ج7، ص364. وصدره:


 

 

ربّ حيّ عرنْدسِ ذي طلال
 

 

 

([178]) ]قرأ[ في الأصل هكذا.

([179]) سورة يوسف، الآية 90.

([180]) معجم القراءات القرآنية، أحمد مختار عمر،ج3، ص191.

([181]) (قرأ قنبل "من يتَّقي"، فقيل: هو مجزوم بحذف الياء التي ياء الكلمة، وهذه الياء إشباع، وقيل: جزمه بحذف الحركة على لغة من يقول: ام يرمي زيد، وقد حكموا ذلك لغة). البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، ج5، ص338. معجم القراءات القرآنية، أحمد مختار عمر، ص191.

([182]) سورة طه، الآية 63.

([183]) وهي قراءة نافعة وعاصم والسكاني وابن عامر. الحجة للقراء السبعة، أبو علي الفارسي،
ج5، ص229.

([184]) وتفصيل تخريج القراءات في الآية، شذور الذهب، ابن هشام الأنصاري، ص46.

([185]) سورة يوسف، الآية 14.

([186]) وهي قراءة غير منسوبة لأحد من القرّاء.

([187]) ذُكر تقديرات لهذه القراءة، انظر إملاء ما مَنَّ به الرحمن، أبو البقاء العكبري،ج2، ص50.

([188]) وهذه المسألة معروفة لدى النحاة بالمسألة الزنبورية، وتفصيلها ذُكر في مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج1، ص88، والأشباه والنظائر، جلال الدين السيوطي،ج3، ص85 - 86.

([189]) ]قرأ[ في الأصل هكذا.

([190]) أوضح المسالك على ألفية ابن مالك، ابن هشام الأنصاري، ج2، ص48، باب المفعول فيه.

([191]) المصدر نفسه.

([192]) أوضح المسالك على ألفية ابن مالك، ابن هشام الأنصاري، ج2، ص51، باب المفعول فيه.

([193]) سورة الدهر، الآية 2.

([194]) سورة النساء، الآية (17، 92، 104، 111، 170). سورة الفتح، الآية 4. سورة الأحزاب، الآية 51.

([195]) سورة القلم، الآية 6.

([196]) أي النكرة.

([197]) بعض الأبيات الشعرية المذكورة في هذا الفصل مرسومة في ألغاز ابن هشام.

([198]) البيت بلا نسبة لقائل. الأشباه والنظائر، جلال الدين السيوطي، ج6، ص118. لسان العرب، ابن منظور، ج13، ص24.

([199]) البيت لأوس بن غلفاء، وروي البيت ب (خَطَئي) بدلًا من (خطائي)، وب (أهلكت) بدلًا من (أنفقت). الدرر اللوامع، أحمد الشنقيطي، ج2، ص69. وتوضيح المقاصد والمسالك، ابن أم قاسم المرادي، ج2، ص186.

([200]) وفي كتاب الجمل في النحو للخليل بن أحمد قال: ("الدَّما" ومحلَّه الرفع لأنَّهم يكرهون أن يكون الاسم على حرفين فقال "دما" وهو مقصور).

([201]) كُلُومُنا (الكَلْم: الجرح، والجميعُ: كُلُوم. كَلَمْته أكْلِمُه كَلْمًا، وأنا كالمٌ ]وهو مكلومٌ أي[جرحنه)، العين، الخليل بن أحمد، ج4،ص45.

([202]) الأنين (ومن الأنين يقال أنَّ يئنُّ أنينًا، وأنَّا وأنَّة، وإذا أمَرْتَ قلت: ايَننْ لأنَّ الهمزتين إذ التقيتا فسكنت الأخيرة اجتمعوا على تليينها، ويقال للمرأة: إنِّي، كما يقال للرجلِ: (اقرِر، وللمرأة قرّي). العين، الخليل بن أحمد، ج1، ص92.

([203]) وصدر هذا البيت:


 

 

تَغَيّر كلُّ ذي طَعْم ٍ ولَوْنٍ
 

 

والبيت ينسب إلى أبينا آدم B. وروي أنّه لـ(حيوموث) بن آدم، وقيل هو آدم نفسه. الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ج1، ص15.

([204]) وهذا هو اللغز الأول من الألغاز التي ذكرها ابن هشام.

([205]) ]الى[ في الأصل هكذا.

([206]) البيت من شواهد سيبويه للعباس بن مرداس السلمي، الكتاب، سيبويه، ج1، ص293. وخزانة الأدب، عبد القادر البغدادي، ج2، ص80. وعجزه:


 

 

فإنَّ قَومِيَ لم تأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ
 

 

 

([207]) ذكر الدكتور علي جابر المنصوري في مقدمة التحقيق لكتاب "المسائل العسكريات" مؤلفات أبي علي التي لم تصل إلينا ومن ضمنها كتاب "التذكرة" ونقل كلاماً عن ابن خير الأندلسي إنَّها تقع في ثلاثين مجلداً. المسائل العسكريات في النحو العربي، أبو علي النحوي، ص10 - 13.

([208]) وهو اللغز (6) من الألغاز التي ذكرها ابن هشام.

([209]) ذكرها ابن هشام في كتابه حلّ الألغاز في تفصيل قضية البيت الشعري، إذ قال (قال اليزدي للكسائي، أُنظر هذا الشعر وأنشده البيت هل فيه عيب؟ قال الكسائي: نعم قد لحن الشاعر فإنَّه لابد أن ينصب "المهر" لأنه خبر لكان. فقال اليزدي: أخطأت فانّ الشعر صحيح، وضرب بقلنسوته على الأرض، وقال: أنا "أبو محمد" إنَّما هو: لا يكون العيرُ مهرًا ثم ابتدأ بقوله "المهر مهر". فيكون الكلام قد تَمَّ عند قولي "يكون"، وابتدأ الكلام بعده. فقال يحيى بن خالد وكان حاضراً: تعتدي في حضرة (الملك) وتكشف رأسك؟ والله لخطأ الكسائي مع أدبه أحبُّ إلينا من صوابك مع سوء أدبك. فقال: لذة الغلبة آنستني ما كنت أحسنه من ذلك.

([210]) وهو اللغز (7) من الألغاز التي ذكرها ابن هشام.

([211]) وهو اللغز (35) من الألغاز التي ذكرها ابن هشام.

([212]) ويمكن أن يجاب عنه بوجه آخر حاصله: أنّا لا نُسَلِّم أنَّ لفظة "عمر" مبني بل هو معرب، قال العلامة عبد القاهر الجرجاني توفي سنة (571هـ): (وينبغي أن تعلم أن الأسماء إذا حصل بينهما وبين الحرف مشابهة لم يجب بناؤها، وإنما يجوز ذلك، لأنَّه يصح أن لا يعتد بالمشابهة ويترك على الأصل). المقتصد في شرح الإيضاح، الجرجاني، ج1، ص131.

([213]) وهو اللغز (38) من الألغاز التي ذكرها ابن هشام.

([214]) مرَّ بيان معنى (أنَّ).

([215]) وهو اللغز (39) من الألغاز التي ذكرها ابن هشام.

([216]) وهو اللغز (40) من الألغاز التي ذكرها ابن هشام في كتابه حل الألغاز.

([217]) هذا البيت من منظومة العلامة بحر العلوم الطباطبائي توفي سنة (1212هـ) في الفقه، وقال بعده في ما يتيمم به:

مطلق وجه الأرض عفر أو حجر
 

 

وهو على القول الصحيح المعتبر
 

أو من ندى الأرض غير الوحل
 

 

أو مدر أو من حصى أو رمل
 

 

 

([218]) سورة النساء، الآية 106. سورة المائدة، الآية 6.

([219]) هو لذي الخرق الطهوي، واسمه دينار بن هلال. خزانة الأدب، عبد القادر البغدادي، ج1، ص3. شرح شواهد المغني، جلال الدين السيوطي ج1، ص162.

([220]) العجم (العَجْماء: كلّ دابَّةٍ أو بَهِيمَةٍ)، العين، الخليل بن أحمد، ج3، ص105.

([221]) تأتي "أَنّى" ظرف مكان وزمان، وبمعنى (كيف)، وبمعنى (من أين)، وهي تفيد لتعميم الأحوال.

([222]) هذا البيت على غرار الكلام النثري المشهور بين النحويين، الذي وقع فيه الخلاف في كيفية إعرابه، وبيان معناه (له اليومُ يومانِ مُذ لم أرَه). أثر اللغة في اختلاف المجتهدين، ص104.

([223]) ديوان السيد الرضي، ج1، ص652. وشرح شواهد البغدادي، ج8، ص31. ونصَّ ابن هشام في الإجابة على هذا الإشكال بقوله (والأول مرفوع لحلوله محل الاسم، والثاني منصوب بأن مضمرة بعد واو المصاحبة). أُنظر مغني اللبيب، ج2، ص668 - 669.

([224]) المصدر السابق.

([225]) ديوان امرئ القيس، ص152. وصدر البيت:


 

 

جالَتْ لتصْرَعَني فقلْتُ لها اقصِرِي
 

 

 

([226]) هذا البيت: (هومن قصيدة لا مرئ القيس بن حجر قوافيها كلَّها مجرورة سوى هذا البيت فإنَّه وقع في الإقواء). وأقول: إنَّ الإقواء هومن عيوب القافية قال السكالي (وسمي مثل (منزلو) مع (منزلي) إقواء ومثل (منزلو أو منزلي أصرافاً). وفصّل الآلوسي في الضرائر القول عن هذا العيب. شرح شواهد المغني، جلال الدين السيوطي، ص206.

([227]) أبو حاتم: سهل بْنُ عثمان السجستاني، تلميذ الأخفش، توفي سنة (255هـ).

([228]) مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج2، ص681.

([229]) البيت لأبي الغريب الأعرابي. شرح أبيات المغني، عبد القادر البغدادي، ج8، ص743. وتمامه:


 

 

أن ليس وصلٌ إذا انحلّتْ عُرى الذّنَبِ
 

 

وروي بـ(استرخَخْ عُرَى الذنب).

([230]) ]إلى[ في الأصل هكذا.

([231]) الجَرُّ لِلجِوار لم يَرِدْ في فصيح الكلام وأكثر شواهِدِه مَوْضوعٌ.

([232]) هذا البيت من معلقة الأعشى ميمون بن قيس، لكن يروى صدر البيت: قالوا الطعانُ فقلنا تلك عادتنا.

قال الأعلم (ذكر سيبويه عن الخليل أن هذا محمول على المعنى كأنَّه قال: أتنزلون أو تركبون. وذكر عن يونس إنَّه يرفعه على الابتداء كأنَّه قال: وأنتم تنزلون. وجعل قول يونس أسهل. وفيه قول ثالث هو أسهل من هذين القولين، وهو أن تقدر في موضع) أن تركبوا (إذا تركبون، لأنَّ "إن" وإذا متقاربتان في المعنى وإن اختلف عملهما، فإذا قدّرنا إنْ تركبوا بمعنى: إذا تركبون عطفنا أو تنزلون عليه في التقدير). النُّكت في كتاب سيبويه، الأعلم الشنتمري، ج1، ص723. والبيت في ديوان الأعشى. وقال ابن هشام في المغني (وجعل سيبويه ذلك من العطف على التوهم فكأنَّه قال أتركبون فذلك عادتنا أو تنزلون فنحن معروفون بذلك). مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج2، ص693.

([233]) يونس: هو يونس بن حبيب الضبي بالولاء، ويعرف بالنحوي. ولد سنة (94هـ)، ومات سنة (182هـ)، وهومن شيوخ سيبويه. ونصّ كلام يونس نقله سيبويه عنه، عندما نقل رأيَّه في هذا البيت، إذ قال (وأمَّا يونس فقال أرفَعُهُ على الابتداء، كأنَّه قال أو أنتم نازلون). الكتاب، سيبويه، ج3، ص52.

([234]) ]هكذا ترسم[ في الأصل هكذا.

([235]) قائله مجهول. ذكره أبو حيان في البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، ج7، ص197. والانتخاب في الأبيات المشكلة الإعراب، ابن عدلان، ص14.

([236]) ]فاعل[ في الأصل هكذا.

([237]) ورد في العين: (البُغاثُ: طيرٌ كالبواشيق لا تصيد شيئاً من الطير، واحدها بُغاثةٌ، ويُجْمعُ على البِغثانِ، قال أبو عبد الله: هو الرَّخم، وشِبْهُهُ). العين، الخليل بن أحمد، ج1، ص152.

([238]) وهو اللغز (2) من ألغاز ابن هشام.

([239]) في اللغز (3) من ألغاز ابن هشام مما أنشده بعض العلماء:

كما ركب المهلب بغلتان
 

 

أكلت دجاجتان وبطتان
 

 

 

([240]) هذا هو اللغز (9) من ألغاز ابن هشام.

([241]) هذا هو اللغز (44) من ألغاز ابن هشام.

([242]) ]غدى[ في الأصل هكذا.

([243]) وهو اللغز (33) من الغاز ابن هشام.

([244]) والبيت على هذا التفسير يكون على النحو الآتي:

وعليها أبي كوى المختار
 

 

إنَّ فيها أخي كوى ابن زياد
 

 

وهذا التفسير يتوقف على مناسبة الاستعمال المعجمي للألفاظ؛ لأنّ الكوي هو: إحراق الجلد، فيكون المعنى: أحرق أبي جلد المختار لأنَّ أخي أحرق جلد ابن زياد، والشيخ  قدس سره  قد التمس التخريج في الإعراب لما يُتوقف قبوله من ظاهر البيت، فعلَّله بالألغاز.

([245]) ديوان المتنبي، العكبري، ص180.

([246]) وهو اللغز (11) من الغاز ابن هشام.

روي: إنَّه دخل أَعرابي على عبد الملك بن مروان فقال له يا أعرابي صف الخمر فقال:

لها في عظام الشاربين دبيب
 

 

شمول إذا شجت وفي الكأس مزة
 

 لوجه أخيها في الإناء قطوب
 

 

تريك القذى من دونها وهي دونه
 

 

فقال: ويحك يا أعرابي لقد أتهمك عندي حسن صفتك لها. قال له يا أمير: واتهمك عندي معرفتك بحسن صفتي لها. راجع جمهرة خطب العرب، ج3، ص256. وروي أنّه (دخل أبو الأقرع على الوليد بْنِ يزيد فقال له أنشدني قولك في الخمر فأنشده:

لها في عظام الشاربين دبيب
 

 

كميت ٌ إذا شُجَتْ وفي الكأس وردة
 

 

الأغاني، أبو الفرج، ج7، ص65.

وذكر صاحب الأغاني أيضًا هذه الرواية في موضع من كتابه على اختلاف فيها، إنَّ عبد الملك (قال عبد الملك للأقيشر أنشدني أبياتك في الخمر، فأنشده). البيتين المذكورين آنفٍا. المصدر السابق، ج11، ص270. لكن يروى (فضت) بدلاً من (شجت) ويروى لعبد الله ابن الحجاج الثعلبي قوله:

لها في عظامِ الشاربين دبيبُ
 

 

فَبِتُ أسقاها سُلافاً مدامةً
 

 

 

([247]) وهو اللغز (17) من ألغاز ابن هشام.

([248]) وهو اللغز (23) من ألغاز ابن هشام.

([249]) البيت للأُقيشر. الزينة في الشعر الجاهلي، يحيى الجبوري، ص79. المجموع اللفيف، محمد العلوي، ص148.

([250]) وهو اللغز (12) من ألغاز ابن هشام.

([251]) وهو اللغز (14) من ألغاز ابن هشام.

([252]) [البيت السابق] في الأصل هكذا.

([253]) الأَتَان بالفتح: الأنثى من الحمير، ويجمع في القلة على آتن مثل عناق واعنق، وفي الكثرة على اتُنُ واتن بضمتين، وله أكثر من تسمية. تاج اللغة وصحاح العربية، محمد بن اسماعيل الجوهري، ج2، ص137، ص345، ص373. ج4، ص57. ج6، ص345.

([254]) وهو اللغز (25) من ألغاز ابن هشام.

([255]) وهو اللغز (31) من ألغاز ابن هشام.

([256]) [البيت السابق] في الأصل هكذا.

([257]) الندبة: نداء المتفجع عليه لفقده حقيقة أوحكماً. أو المتوجع منه لكونه محل ألم أو سبباً له.

([258]) وهو الفرزدق، والبيتان، ذكرهما أبو علي الفارسي في المسائل البصريات، تحقيق محمد الشاطر، ص882.

والبيتان هما اللغز (8) من ألغاز ابن هشام.

([259]) سورة البقرة، الآية 130.

([260]) وهو اللغز (13) من ألغاز ابن هشام.

([261]) وهو اللغز (37) من الغاز ابن هشام.

([262]) ورد في العين (النَّهارُ: فَرْخُ القَطا، والغَطاط، والعقاب)، أُنظر: العين،ج4، ص272.

([263]) وهو اللغز (21) من الغاز ابن هشام.

([264]) ديوان الفرزدق، تحقيق الأستاذ علي فاعور، ص512. والبيت من قصيدة مدح بها الإمام زين العابدين B.

([265]) في هذا البيت وإن لم يُذكر موضع الشاهد من الإشكال، لكنّ الذي يبدو من إعراب الشيخ  قدس سره  أنَّ الإشكال هو في نصب (عرفان).

([266]) نُسب البيت إلى جرير، ولكنّه لا يوجد في ديوانه، وهو اللغز (10) من ألغاز ابن هشام.

([267]) قال ابن جنِّي (قيل هذا من أقبح الضرورة ومثله لا يعتد به أصلا بل لا يثبت إلاّ محتقراً شاذاً). الخصائص، أبو الفتح ابن جنِّي، ج1، ص397.

([268]) رفعُ (خالد، وعميرة) هو الإشكال.

([269]) ذكره السيوطي من دون نسبة إلى قائل. الأشباه والنظائر، جلال الدين السيوطي، ج3، ص123.

([270]) وهو اللغز (16) من ألغاز ابن هشام.

([271]) أي إنَّ (إنا رُعات) يكون تفسيرها (إنْ نارُ عاتٍ)،وبتقدير المحذوف يكون التقدير على: (إنْ نارُ عاتٍ للضيوفِ أكارما     سَمتْ نارٌ فرآها الأبعدون على القُرب)

فدلَّ المذكور الأول (نار) على المحذوف بعد الفعل "سَمتْ" وهو "نار" أيضاً.

([272]) وهو اللغز (26) من ألغاز ابن هشام.

([273]) وهو الفرزدق. وفي الخصائص لابن جني عن الأصمعي قال: حضر الفرزدق مجلس ابن أبي اسحق فقال له كيف تنشد هذا البيت:

فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
 

 

وعينان قال الله كونا فكانتا
 

 

فقال الفرزدق: كذا انشد. فقال ابن أبي اسحق: ما كان عليك لو قلت فعولين؟

فقال الفرزدق: لو شئت أن تسبِّح لسبَّحت. ونهض فلم يعرف أحد في المجلس ما أراد بقوله: لو شئت أن تسبح لسبحت. أي لو نصب لأخبر أن الله خلقهما وأمرهما أن تفعلا ذلك. وإنما أراد: انهما تفعلان بالألباب ما تفعل الخمر.

قال أبو الفتح: كان هنا تامة غير محتاجة إلى الخبر فكأنه قال: وعينان قال الله أُحْدُثا فَحَدَثَتا أو اخرجا إلى الوجود فخرجتا. أُنظر الخصائص، ج3، ص302. والبيت لا يوجد في ديوان الفرزدق، وذكره الزجاجي في مجالسه، أُنظر مجالس العلماء، الزجاجي، ج1، ص66.

([274]) وهو اللغز (18) من ألغاز ابن هشام.

([275]) وهو اللغز (30) من ألغاز ابن هشام.

([276]) زَنْدة (الزَّنْد والزنْدة، خشبتان يُستقدح بهما، العُليا زَنْد، والعُليا زَنْدة). العين، الخليل بن أحمد، ج2، ص196.

([277]) السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي. ولد سنة (849هـ) وتوفي سنة (911هـ).

([278]) وهو اللغز (24) من ألغاز ابن هشام.

([279]) وهو اللغز (33) من ألغاز ابن هشام.

([280]) عالةٌ (العالَةُ: شبه الظُلَّةْ يُسْتَتَرُ بها من المطر.. وعالَ عياله يَعولُهُمْ عَوْلاً وعِيالَةً، أي قاتَهم وأنفَق عليهم.. وعالَني الشيءُ: أي غَلَبَنِي وثقُلَ عَلَيّ). تاج اللغة وصحاح العربية، محمد اسماعيل الجوهري، ج6، ص54 - 55.

([281]) قائله مجهول. وهو اللغز (20) من ألغاز ابن هشام. مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج2، ص455، ص492. وشرح أبيات المغني، عبد القادر البغدادي، ج7، ص351.

وقد ذكر سيبويه رأي الخليل ويونس في نصب البائس ورفعه في هذا الموضع، إذ قال (وكان الخليل يقول إن شئت رفعته من وجهين: فقلت مررت به البائسُ، كأنَّه لما قال: مررتُ به قال المسكينُ هو، كما يقولُ مبتدئا: المسكينُ، هو والبائسُ أنت، وإن شاء قال مررت به المسكينُ هو والبائسُ أنت. وإن شاء قال: مررتُ به المسكينَ.. وفيه معنى الترحم.. وأمَّا يونس فيقول: مررتُ به المسكينَ على قوله مررتُ به مسكينًا). الكتاب، سيبويه، ج2، ص75 - 76. فجاز الرفع والنصب على تفسير خاصّ بكلٍّ منها.

([282]) وهو اللغز (22) من ألغاز ابن هشام.

([283]) [قرأ] في الأصل هكذا.

([284]) اختلف في نسبته فقال الحريري في درَّة الخواص هو للعرجي، ونسبه العيني للحارث بن خالد المخزومي. وللبيت حكاية ذكرها السيوطي في شرح شواهد المغني، جلال الدين السيوطي، ج2، ص892.

(2) الأشباه والنظائر، جلال الدين السيوطي، ج4، ص87.

([286]) المسائل البصريات، أبو علي الفارسي، ص795.

([287]) ]إلى يعطي[ في الأصل هكذا.

([288]) وهو اللغز (5) من ألغاز ابن هشام.

([289]) النهاية في غريب الأثر، أبو السعادات ابن الأثير الجزري، ج4، ص122.

([290]) [لأجل] في الأصل هكذا.

([291]) (اللأْواءُ: الشدَّةُ. وفي الحديث: "من كانَ لهُ ثلاثُ بناتٍ فصبَر على لأْوائِهِنَّ كُنَّ له حِجاباً من النار"). أُنظر تاج اللغة وصحاح العربية، محمد اسماعيل الجوهري، ج8، ص328.

([292]) وهو اللغز (19) من ألغاز ابن هشام.

([293]) قائله العرجي، لكن على رواية.

أليس بعدلٍ عليها جوانُ
 

 

شهدي جُوانٌ على حبها
 

 

 

([294]) وهو اللغز (29) من الغاز ابن هشام. والبيت في الألغاز على.. اللًّونِ أسودِ.

([295]) وهو اللغز (32) من ألغاز ابن هشام.

([296]) وهو اللغز (36) من ألغاز ابن هشام.

([297]) المهاذاة (هذى: الهذيانُ: كلامٌ غير معقول)، وتفسير (هذا) بالمهاذاة، أي: الهذيان، أقرب لمناسبة سياق الكلام، إذ (رمينا) من الرمي في الكلام، إذ هو الكلام الباطل أو الكاذب، وكذا (يقينا)، فهو يريد به حقيقة الكلام وصدقه، لا الكذب منه.

(1) وهو اللغز (27) من ألغاز ابن هشام.

([299]) قائله أبو نؤاس، شرح شواهد البغدادي، وانظر رأي ابن هشام في مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج1، ص159.

([300]) أمالي ابن الحاجب، أبو عمر عثمان، ج3، ص121.

([301]) ابن الشجري: هبة الله بن علي بن محمد الحسني العلوي المعروف بابن الشجري. ولد سنة (450هـ)، وتوفي سنة (542هـ).

([302]) قائله مجهول شرح أبيات المغني، عبد القادر البغدادي، ج5، ص153. ومغني اللبيب، ابن هشام، ج1، ص238. مبحث لما.

([303]) البيت لتميم بن رافع المخزومي، شرح أبيات المغني، عبد القادر البغدادي، ج5، ص154. ومغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج1، ص281 مبحث لما.

([304]) مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج1، ص176.

([305]) قائله مجهول الخصائص، أبو الفتح ابن جني، ج1، ص23، وعجز البيت:


 

 

مَهْلاً رُوَيْدًا قد مَلأتُ بَطْنِي
 

 

 

([306]) همع الهوامع، جلال الدين السيوطي، ج2، ص158.

([307]) رسالة الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة، محمد أمين (ابن عابدين)، ص24.

([308]) المصدر السابق، ص35.

([309]) العلامة محمد أمين الشهير بابن عابدين. ولد بدمشق سنة (1198هـ) وتوفي سنة (1252هـ).

([310]) رسالة الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة، محمد أمين (ابن عابدين)، ص17.

([311]) أي الحال وهي (خلافًا).

([312]) أي تأويل (خلافاً) بـ(مخالف).

([313]) أُنظر رسالة الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة، محمد أمين (ابن عابدين)، ص23.

([314]) أُنظر تفصيل المسألة في الكتاب، سيبويه، ج1، ص190 - 191. وشرح السيرافي، أبو سعيد السيرافي، ج2، ص187.

([315]) انظر رأي ابن عقيل في شرح ابن عقيل، ابن عقيل، ج2، ص283، ص285. عند قول المصنف:

وبعض ما يحذف ذكره حُظِلْ
 

 

والحال قد يحذف ما فيها عمل
 

 

 

([316]) الأصمعي: عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي ولد سنة (122هـ)، وتوفي سنة (216هـ).

([317]) وتأتي (مَيْهمْ) في دلالتها على الاستفهام على معنى (ما وراءكَ، وقيل: أَحَدَثَ لكَ شيء). ارتشاف الضَرَب، أبو حيان الأندلسي، ج4، ص2300.

([318]) وقيل فيه إنّه من الأفعال التي لا تتصرف، وإن كان على تصريف من البناء فهو على (نَعِمَ يَنْعَمُ) بفتح عين المضارع، وهو فعلٌ لازم. ارتشاف الضَرَب، أبو حيان الأندلسي، ج4، ص2038.

([319]) سورة مريم، الآية 26.

([320]) [قولهم] في الأصل هكذا.

([321]) سورة النحل، الآية 62.

([322]) في (جرمَ) خلاف بين النحويين في اسميتها وفعليتها، وقد ذهب الشيخ  قدس سره  إلى اسميتها وهو رأي الخليل الفراهيدي، العين مرتب على حروف المعجم، الخليل بن أحمد، ج1، ص234.

([323]) المسألة في رسالة الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة، محمد أمين (ابن عابدين)، ص6.

([324]) السيرافي: الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي، أبو سعيد، ولد سنة (282هـ) وتوفي سنة (368هـ).

([325]) شِعري بمعنى: الشعور والفطنة.

([326]) المسألة في رسالة الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة، محمد أمين (ابن عابدين)، ص2.

([327]) ]كما[ في الأصل هكذا.

([328]) [فاعل] في الأصل هكذا، وإنّما ذكرها البصريون على وزن (فاعُل) بضمِّ عين الكلمة، فهي (هالُم)، وليس على وزن (فاعِل) بكسر عينها، وتأتي (هلُّم) بمعنى: تَعالّوا، ويحتمل معناها في (هّلُّم جرًّا) جُرُّوا جَرًّا، ولاسيما إعرابّها في هذا الموضع بأنَّها مصدر، فجعلها الشيخ  قدس سره  على الإعراب والمعنى (استمر استمرارًا). ارتشاف الضَّرَب، أبو حيان الأندلسي، ج4، ص2306 - 2308.

 

 

                                

 

باب تعريف الكلام [وأقسامه]

الكلام: لفظ مفيد أفاد فائدة تامة، والكلم: ما كان أكثر من اثنين، ومفرده كلمة، وهي: لفظ استعمل في معنى مفيد وهي على ثلاثة أقسام: اسم، وفعل، وحرف.

فالاسم: هو ما استقل في الدلالة على معناه وضعا ولم يكن دالا على الزمان.

والفعل: هو ما استقل في الدلالة على معناه وضعا ودلّ على الزمان.

والحرف: هو ما دلّ على معناه بغيره.

علائم الاسم

التنوين، وإلى([1])، وأل، والنداء، والإسناد إليه([2])، وهي أحسن
العلامات.

علائم الفعل

الفعل على ثلاثة أقسام: ماضٍ ومضارع وأمر.

ويعرف الماضي بتاء الضمير الفاعل، وتاء التأنيث الساكنة.

ويعرف المضارع بـ(لَمْ، والسين، وسوف)([3]).

ويُعرَف الأمر بدلالته على الطلب وقبوله (ياء) المخاطبة، وقبوله
(نون) التوكيد([4]).

علامة الحرف

 ويعرف بعدم صلاحيته للعلامات.

تقسيم الأسماء

ينقسم الاسم إلى مذكر نحو: زيد، ومؤنث نحو: هند.

وإلى مفرد نحو: عمر، وإلى مثنى نحو: زيدان، وإلى جمع نحو: رجال، وزيدون.

وإلى منصرف: وهو ما قَبِلَ الرفعَ والنصبَ، ولا يقبل الجر بالكسرة، فتظهر الفتحة، نحو: أحمد.

وينقسم إلى جامد، ومشتق نحو: زيد، والمشتق نحو: الضارب.

ومقصور، نحو: الفتى، فإنه يقدر فيه جميع الحركات، ومنقوص نحو: قاضي، فإنه يقدر فيه الضمة والكسر فقط([5]).

ومكبر نحو: جعفر، ومصغر نحو: جعيفر.

وإلى عربي نحو: زيد، ومعرَّب نحو: إبراهيم وقسطاس وميزان.

وإلى ممدود نحو: صحراء، ومقصور نحو: حبلى.

ومضمر نحو: أنت، وظاهر نحو: جعفر.

ومعرَب نحو: محمد، ومبني نحو: مَنْ، وحَذامِ، وأَحَدَ عَشَرَ وأخواتها إلا اثني عشر، وقَبْلُ وبَعْدُ إذا كان المضاف إليه محذوفا وقُدِّرَ معناه دون لفظه.

ونكرة: وهوما شاع في جنس موجود، نحو: رجل، ونحو: شمس، ومعرفة: وهوما كان ضميرا، نحو: أنت، أو علما، نحو: زيد، أواسم إشارة، نحو: هذا، أو موصول، نحو: الذي، أو معرف بـ(أل)، نحو: الرجل، أو مضافا إلى أحد هذه الأشياء.

ومنوّن، نحو: (جَاءَ زيدٌ)، وغير المنوّن، نحو: أحمد.

وله أقسام غير هذه([6]).

تقسيم الفعل

ينقسم الفعل على:

ماضٍ: وهوما دلّ على زمن مضى، وهو مبني على الفتح، وقد يخرج إلى الضم؛ وذلك إذا اتصل به واو الجماعة، وقد يخرج إلى البناء على السكون؛ وذلك إذا اتصل به الضمير المرفوع المتحرك.

وأمر: وهوما دلّ على زمن الحال، وهو مبني على السكون. وقد يخرج
إلى البناء على حذف حرف العلة نحو: (ادعُ). وقد يخرج إلى البناء على
حذف النون؛ وذلك إذا اتصل به ضمير الاثنين وواو الجماعة، نحو: قوموا،
وياء المخاطبة. وقد يخرج إلى البناء على الفتح؛ وذلك إذا اتصل به نون
التوكيد الثقيلة.

ومضارع: وهو معرب لمشابهته الاسم في احتمال الإبهام والتخصيص، وقبول لام الابتداء، إلا إذا اتصل به نون توكيد المباشرة له لفظا أو تقديرا، نحو: [قوله تعالى] [لَيُنْبَذَنَّ]([7])، أو نون الإناث.

ويرفع المضارع إذا تجرد عن الناصب والجازم.

وينصب إذا دخل عليه أحد النواصب.

والنواصب على قسمين:

[الاوّل]: قسم ينصب المضارع بنفسه، وهو(أَنْ، ولَنْ، وإذاً، وكي)، نحو: جِئْتُكَ لِكَي تُعَلِّمَنِي الْعِلْمَ.

والثاني: بـ(أَنْ) مضمرة بعده وجوبا، بعد (لام) الجحود، نحو: لَمْ يَكُنْ لِيَكْذِبَ. أو بعد (أو) التي بمعنى (إلى)، نحو: اجْتَهِدْ أَو تَصِلَ إِلى الْمَقْصودِ، أو(أو) التي بمعنى (إلا)، نحو: اضْرِبْ عمرا أَو يُظْهِرَ صِدْقَهُ. وبعد (حتى) نحو: [قوله تعالى] [حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى]([8]). وبعد (فاء) السببية المسبوقة بنفي، نحو: لا تَضْرِبْ فَتُكْرَمَ، أو(طلب)، نحو: أقْبِلْ فَأُحْسِنَ إِلَيك. وبعد (واو) المعية، نحو: لا تَأْكُلِ السَّمَكَةَ وَتَشْرَبَ اللَّبَنَ.

أو جوازا بعد (لام) الجر، نحو: جِدْ لِتَجِدَ.

ويجزم الفعل المضارع إذا دخل عليه جازم.

والجوازم على قسمين:

قسم يجزم فعل واحد، وهو(لم)، نحو: لَمْ يَقُمْ زَيْدٌ. و(لَمّا)، نحو: [قوله تعالى] [لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ]([9]). و(لام) الأمر، نحو: لِيَضْرِبْ خَالدَ. و(لا) الناهية، نحو: لا تُخْبِرْ بِالذي جَاءَك.

وقسم يجزم فعلين يسمى الأول فعل الشرط والثاني جوابه، وهو(إِنْ)، نحو: إِنْ تَقُمْ أَقُمْ. و(مَنْ)، نحو: مَنْ يَقْرَأْ يَكْتُبْ. و(ما)، نحو: [قوله تعالى] [وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ]([10]). و(إذ ما) نحو: إِذْ مَا تَتَعَلَّمْ تَتَقَدَّمْ. و(مهما)، نحو: مَهْمَا تَضْرِبْ أَضْرِبْ. و(متى)، نحو: مَتَى تَبْحَثْ تَجِدْ. و(أَيْنَما)، نحو: أَيْنَمَا تَصْبِرْ تَنَلْ. و(أَيّانَ)، نحو: أَيَّانَ تُحْسِنْ سَريرَتَكَ تُحْمَدْ سِيْرَتُكَ. و(أَنّى)، نحو: أَنّى تَعْلَمْ اعْلَمْ. و(حَيْثُما)، نحو: حَيْثُمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرِ اللهُ لَكَ رِزْقا. و(كيفما)، نحو: كَيْفَمَا تَزْرَعْ تَحْصِدْ. و(أَيّ)، نحو: أَيُّ رَجُلٍ تَحْتَرِمْهُ يَحْتَرِمْكَ. و(إذا) في الشعر خاصة([11]):

[واسْتَغْنِ ما أَغْناكَ رَبُّكَ بالغِنَى[
 

 

وإِذَا تُصِبْك خَصاصَةٌ فَتَجَمَّلِ
 

 

ويسمى القسم الثاني من الجوازم أدوات الشرط.

تقسيم الحروف

تنقسم الحروف إلى قسمين:

معاني: وهي ما دلت على معنى في غيرها، كحروف الجر، نحو: سِرْتُ مِنَ الدّارِ، و(إلى) نحو: ذَهَبْتُ إِلى الْمَسْجِدِ، و(عن) نحو([12]):

لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
 

 

عارٌ عَليكَ إذا فَعَلْتَ عَظِيمُ
 

 

ومباني: وهي ما بني الكلام منها، وهي الحروف الهجائية، وليس هذا داخل في تقسيم الكلمة، وقد أشار إلى ذلك ابن آجروم([13]) بقوله: (وحرف جاء لمعنى).

 

باب الكلام والذي يتألف منه

الصور التي يحصل الكلام بها ست([14])؛ وذلك: من اسمين، نحو: زَيْدٌ قَائِمٌ، واضارِبا الزَّيْدان؟ وأَمَضْروبٌ الْعُمُران؟ وهَيْهَاتَ الْعَقيقُ.

ومن فعل واسم، نحو: قَامَ زَيْدٌ، وضُرِبَ عُمَرُ.

ومن فعل واسمين، نحو: ضَرَبْتُ عَمْرا، وكانَ زَيْدٌ عَالِما.

ومن فعل وثلاثة أسماء، نحو: ظَنَنْتُ عَمْرا قَائِما.

ومن فعل وأربعة أسماء، نحو: أَرى اللهُ زَيْدا عَمْرا فَاضِلا.

ومن جملتين، نحو: إِنْ ضَرَبْتَ خَالِداً ضَرَبْتُ، وأُقْسِمُ بِاللهِ بِأَنَّكَ عَادِلٌ.

وأقل تأليفه من اسمين، ومن فعل واسم.

 

 

 

باب الإعراب

الإعراب: تغيير الآخِر تحقيقاً أو تقديراً يجلبه العامل([15]).

فالأول: كالذي في آخر (بكر) من قولك: هذا بَكْرٌ، وضَرَبْتُ بَكْرا، وذَهَبْتُ إِلى بَكْرٍ.

والمقدّر: كالذي في آخر (المصطفى)، كقولك: جَاءَ الْمُصْطَفَى، ورَأَيْتُ الْمُصْطَفَى، ومَرَرْتُ بِالْمُصْطَفى. فإنّك تقدر في الأول الضمة، وفي الثاني الفتحة، وفي الثالث الكسرة.

وأقسامه أربعة: رفعٌ ونصبٌ وجرٌّ وجزمٌ. فللأسماء من ذلك الرفع والنصب والجر، وللأفعال من ذلك الرفع والنصب والجزم.

الخوارج عن الأصل

مما خرج عن الأصل:

الأسماء الخمسة وهي: (أَبوكَ، وحَموكَ، وأَخوكَ، وفُوكَ، وذو مَالٍ)، فإنها ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء. وشرط إعرابها بهذه الحروف إضافتها إلى غير ياء المتكلم.

والمثنى: وهو يرفع بالألف، وينصب ويجر بالياء، نحو: جَاءَ الزَّيْدانِ، ورَأَيْتُ الزَّيْدَيْنِ، ومَرَرْتُ بِالزَّيْدَيْنِ.

وجمع المذكر السالم: فإنّه يرفع بالواو، وينصب ويجر بالياء، نحو: جَاءَ الزَّيْدونَ، ورَأَيْتُ الزَّيْدِين، ومَرَرْتُ بِالزَّيْدِين.

وما لا ينصرف: فإنّه يرفع بالضمة، وينصب ويجر بالفتحة، تقول: جَاءَ أَحْمَدُ، ورَأَيْتُ أَحْمَدَ، ومَرَرْتُ بِأَحْمَدَ، إلا إذا اتصل به الألف واللام، أو أضيف، فإنّه يجر بالكسر.

وما جمع بألف وتاء، نحو: مسلمات، فإنه يرفع بالضمة، ويجر وينصب بالكسرة، تقول: جَاءَتِ الْمُسْلِماتُ، وذَهَبْتُ إِلى الْمُسْلِماتِ، ورَأَيْتُ الْمُسْلِماتِ.

والأفعال الخمسة، وهي: (يفعلان، تفعلان، يفعلون، تفعلون، تفعلين)، فإنها ترفع بثبوت النون، وتنصب وتجزم بحذفها، تقول: يَفْعَلان، ولَنْ يَفْعَلا، ولَمْ يَفْعَلا.

والفعل المضارع المعتل، كـ(يخشى ويغزو ويرمي): فإنه يجزم بحذف آخره، تقول: لَمْ يَخْشَ، ولَمْ يَغْزُ، ولَمْ يَرْمِ.

 

باب المرفوعات

المبتدأ والخبر

المبتدأ: هو الاسم المجرد من العوامل اللفظية([16]).

وهو على قسمين: ظاهر، نحو: زَيْدٌ قَائِمٌ، والزَّيْدان قَائِمان، والزَّيْدون قَائِمون.

ومضمر، وهو: (أنا، ونحن، وأنت، وأنتما، وأنتم، وانتنّ، وهو، وهي، وهما، وهم، وهنّ).

الخبر: هو الاسم الذي تحصل به الفائدة مع المبتدأ، كقائم من قولك: زَيْدٌ قَائِمٌ.

وهو على قسمين: مفرد، كـ(زَيْدٌ قَائِمٌ)، وغير مفرد [جملة أو شبه جملة]، وهو على أربعة أقسام:

الأول: أن يكون فعلا وفاعلا، (كـ) زَيْدٌ قَامَ أَبوه.

الثاني: أن يكون مبتدأ وخبرا، (كـ) زَيْدٌ أَخوهُ ذَاهِبٌ.

الثالث: أن يكون ظرفا، (كـ) زَيْدٌ عِنْدَكَ.

الرابع: أن يكون جارا ومجرورا، (كـ) زَيْدٌ فِي الدَّارِ.

وهما مرفوعان.

العوامل الداخلة على المبتدأ والخبر

وهي على ثلاثة أقسام:

الأول: ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر.

وهو(كَانَ)، نحو: كَانَ زَيْدٌ جَاهِلا. و(ظلّ)، نحو: ظَلَّ الْعِلْمُ شَرِيفا. و(بَاتَ)، نحو: بَاتَ زَيْدٌ مُفَكِّرا فِي أُمِّهِ. و(أَضْحى)، نحو: أَضْحَتِ السَّماءُ تَمْطِرُ. و(أَمْسى)، نحو: أَمْسَيْتُ بِاللهِ مُعْتَصِما. و(صَارَ)، نحو: صَارَ الْجَهْلُ ذَلِيلا. و(أَصْبَحَ)، نحو: أَصْبَحَ زَيْدٌ كَاتِبا. و(لَيْسَ)، نحو: لَيْسَ زَيْدٌ قَائِما.

و(مَا زالَ)، نحو: مَا زَالَ زَيْدٌ كَريما. و(مَا بَرِحَ)، نحو: مَا بَرِحَ بَكْرٌ جَالِسا. و(مَا فَتِئَ)، نحو: مَا فَتِئَ الْعِلْمُ شَريفا. و(مَا انْفَكَّ)، نحو: مَا انْفَكَّ خَالِدٌ ذَليلا. ويشترط في إعمال هذه الأربعة أن يتقدم عليها نفي، أو شبهه، كالتي نحو:

..................................

 

وَلاَ زَالَ مُنْهَلا بجَرْعائِك القَطْرُ([17])
 

 

و(مَا دَامَ)، نحو: أُصَاحِبُكَ مَا دَامَ زَيْدٌ صَديقا.

وهذه الأفعال ترفع المبتدأ على أنه اسمٌ لها، وتنصب الخبر على أنه خبرٌ لها.

والثاني: ما ينصب الاسم ويرفع الخبر.

وهو(إنَّ)، نحو: إِنَّ زَيْدا قَائِمٌ. و(أَنَّ)، نحو: بَلَغَنِي أَنَّ زَيْدا فَاضِلٌ، وهما يفيدان التوكيد. و(لَيْتَ)، ومعناها التمني: وهو طلب ما لا طمع في حصوله، نحو: لَيْتَ بَكْرا حَيٌّ. و(لكنَّ)، ومعناها الاستدراك، نحو: زَيْدٌ كَرِيمٌ لكِنَّهُ شُجاعٌ. و(لَعَلَّ)، ومعناها الترجي، نحو: لَعَلَّ اللهَ يَرْزُقَنِي. و(كَأَنَّ)، ومعناها التشبيه، نحو: كَأَنَّ زَيْدا قَمَرٌ.

والثالث: ما ينصب المبتدأ والخبر.

وهو(ظَنَّ)، نحو: ظَنَنْتُ زَيْدا عِالِما. و(حَسِبَ)، نحو: حَسِبْتُ بَكْرا قَائِما. و(خَالَ)، نحو: خِلْتُكَ كَريما. و(زَعَمَ)، نحو: زَعَمْتُ الْمَالَ كَثيرا. و(رَأَى)، نحو: رَأَيْتُ الْعِلْمَ عَظيما. و(عَلِمَ)، نحو: عَلِمْتُ الْجَهْلَ حَقيرا. و(وَجَدَ)، نحو: وَجَدْتُ الصِّدْقَ حَسَنا. و(اتَّخَذَ)، نحو: اتَّخَذْتُ الْعِلْمَ حَبيبا. و(جَعَلَ)، نحو: [قوله تعالى] [وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثا]([18]). و(سَمِعَ)([19])، نحو: سَمِعْتُ زَيْدا جَالِسا. فتنصب المبتدأ على أنه مفعولٌ أول، وتنصب الخبر على أنه مفعولٌ ثانٍ.

ويسمى القسم الأول الأفعال الناقصة، والثاني الحروف المشبهة بالفعل، والثالث أفعال القلوب([20]).

الفاعل

هو الاسم المتقدم عليه فعل أو شبهه، وواقع منه نحو: قَامَ زَيْدٌ، أو قائم به نحو: مَاتَ بَكْرٌ، وحكمه الرفع([21]).

وهو على قسمين؛ ظاهر، ومضمر.

والأول: نحو: قَامَ زَيْدٌ، وقَامَ الزَّيْدان، وقَامَ الزَّيْدون، وقَامَتْ هِنْدٌ، وقَامَتِ الهِنْداتُ، وقَامَ غُلامِي.

والمضمر اثنا عشر نحو: قَعَدْتَ، وقَعَدْنَا، وقَعَدْتُ، وقَعَدْتِ، وقَعَدْتُمَا، وقَعَدتُّمْ، وقَعَدتنَّ، وقَعَدَ، وقَعَدَتْ، وقَعَدا، وقَعَدوا، وقَعَدْنَ.

وقد يحذف فعله كقولك: زَيْدٌ، لمن قال: مَنْ كَتَبَ؟ فإن (زَيْدٌ) مرفوع بفعل محذوف، والتقدير: كتب زيد.

وقد يحذف الفاعل فيما إذا كان فعله خبرا عن مبتدأ مفرد، نحو: زَيْدٌ قَامَ، فحذف من (قَامَ) الفاعل، والتقدير قَامَ زَيْدٌ.

وإذا كان الفاعل مؤنث حقيقة وجب في فعله إن كان ماضيا أن يلحق بتاء التأنيث الساكنة، نحو: قَامَتْ هِنْدٌ، وضُرِبَتْ فَاطِمَةُ. وإن كان مجازيا فإنه يجوز في فعله إن كان ماضيا إلحاق التاء، وعدمها، فيجوز أن تقول: طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وطَلَعَ الشَّمْسُ.

ولا يثنى عامله إن كان مثنى، وكذا لا يجمع إن كان مجموعا، لا تقول:
 قاما الزَّيْدان، وقاموا الزيدون، بل قَامَ الزَّيْدان، وقَامَ الزَّيْدون، كما تقول: قَامَ زَيْدٌ.

النائب عن الفاعل

هو الاسم النائب عن الفاعل في أحكامه كلها([22])، إلا أن الفعل معه إن كان ماضيا يضم أوله ويكسر ما قبل آخره، نحو: ضُرِبَ زيدٌ، وإن كان مضارعا يضم أوله ويفتح ما قبل آخره نحو: يُضْرَبُ زَيْدٌ، وإن كان ثلاثيا معتل العين أو مضاعفا فإنه يضم أوله أو يكسر نحو: بِيعَ الْقَمْحُ، أو بوعَ الْقَمْحُ، والثاني نحو: مُدَّ الْفِراشُ.

وهو على قسمين: ظاهر ومضمر؛ فالظاهر كالأمثلة المتقدمة.

والمضمر اثنا عشر نحو: قُطِعَتْ، وقُطِعْنا، وقُطِعْتُ، وقُطِعْتَ، وقُطِعْتُما، وقُطِعْتُم، وقُطِعْتُنّ، وقُطِعَ، وقُطِعْتِ، وقُطِعَا، وقُطِعُوا، وقُطِعَنْ.

 

 

 

باب المنصوبات

المفعول به

هو الاسم الذي وقع عليه حدث الفاعل على نحو: ضَرَبَ زَيْدٌ بَكْرا، ورَكِبْتُ الْفَرَسَ. وحكمه النصب.

وهو على قسمين: ظاهر ومضمر، فالظاهر كما تقدم، والمضمر على قسمين: متصل، ومنفصل.

والمتصل: اثنا عشر، نحو: أَرْشَدَنِي، وأَرْشَدَنَا، وأَرْشَدَكَ، وأَرْشَدَكِ، وأَرْشَدَكُمَا، وأَرْشَدَكُمْ، وأَرْشَدَكُنّ، وأَرْشَدَهُ، وأَرْشَدَها، وأَرْشَدَهُما، وأَرْشَدَهُم، وأَرْشَدَهُنّ.

والمنفصل: اثنا عشر أيضا، وهي (إِيّايَ، وإِيّانَا، وإِيّاكَ، وإِيّاكِ، وإِيّاكُمَا، وإِيّاكُمْ، وإِيّاكُنّ، وإِيّاه، وإِيّاها، وإِيّاهُما، وإِيّاهُمْ، وإِيّاهنّ).

ويجوز حذف المفعول به، فنقول: ضَرَبَ زَيْدٌ الْفَرَسَ ورَكَبْتُ. إن لم يمنعْ من حذفها مانع، كما إذا قُصِدَ الحصر فيها، نحو: مَا ضَرَبَ زَيْدٌ إِلا بَكْرا، وكانت جوابا، كقولك: ضَرَبْتُ زَيْدا، لمن قال: مَا ضَرَبْتَ؟

ويحذف عامله نحو: إِنْ زَيْدا رَأَيْتَ فَأَكْرِمْهُ. فـ(زَيْد) مفعول به منصوب بفعل مضمر، تقديره: رأيت، وكقولك: بَكْرا، لمن قال: مَنْ ضَرَبتَ؟ فـ(بَكْر) منصوب بفعل محذوف، والتقدير: ضَرَبْتُ بَكْرا.

المفعول المطلق

هو المصدر المفيد توكيد عامله، أو توكيده مع بيان نوعه، أو عدده([23])، نحو: جَلَسْتُ قُعُودا. وحكمه النصب. وعامله إما من لفظه، أو معناه.

فالأول: نحو: ضَرَبْتُ ضَرْبا.

والثاني: نحو: قَعَدْتُ جُلُوسا.

وقد يحذف وينوب عنه ما دلّ عليه.

المفعول من أجله([24])

هو المصدر المذكور علة بوقوع الفعل، نحو: جِئْتُ رَغْبَةً فِيكَ. فـ(رَغْبَةً) مفعول من أجله، لأنه مصدر مذكور علة للمجيء. وحكمه النصب. وعلامته وقوعه في جواب لِمَ. ويشترط فيه خمسة شروط:

الأول: أن يكون مصدرا.

الثاني: أن يكون المصدر قلبيا، فلا يجوز (جئتك ضربا بزيد)، لأن الضرب من أفعال اليد.

الثالث: أن يكون علة للفعل، فيخرج (آلَمْتُهُ تَأْليما)، لأنَّ (تأليما) غير علة لـ(آلمته).

والرابع: أن يكون مشاركا للفعل في الزمان، فيخرج (تَأَهَّبْتُ أَمْسِ لِسَفَرِ الْيَوْمِ)، لأن التأهب زمنه غير زمن السفر.

والخامس: الفاعل، فيخرج نحو: (جِئْتُكَ لِأَمْرِكَ إِيّايَ)، لأن فاعلَ المجيء المتكلمُ، وفاعلَ الأمر المخاطبُ. وإن لم يستوف المفعول من أجله الشروط جُرّ بلام التعليل، نحو: جِئْتُكَ لِلْمَالِ، فإن (المال) كان علة للمجيء، ولكنه ليس بمصدر، بل اسم عين، فوجب جره بلام التعليل.

المفعول فيه ويطلق عليه ظرفا

وهو الاسم المشير إلى معنى (في) وهو على قسمين: زمان، ومكان. فأما الزمان على قسمين:

الأول: مبهم، وهوما دلّ على زمن غير معين، نحو: مدة وحين.

والثاني: مختص، وهوما دلّ على زمن مقدّر معلوم نحو: جِئْتُكَ يَوْمَ الْجُمعةِ، وانْتَظَرْتُكَ سَاعَةَ الْخَميسِ. وهي صالحة للنصب على الظرفية.

وأما المكان فعلى قسمين أيضا:

مبهم: وهوما ليس له هيئة ونهاية محدودة، نحو: أمام، ووراء، وشمال، وفوق، وتحت.

والمختص: ما كان له هيئة ونهاية محدودة، كالبيت، والدار.

والقسم الأول هو الصالح للنصب على الظرفية، والثاني غير صالح لها.

والعامل به الدال على الواقع فيه.

المفعول معه

وهو الاسم الفضلة الواقع بعد الواو قصد بها المعية، مسبوقا بفعل، نحو: سَارَ زَيْدٌ والْجِدَارَ، أو ما فيه معنى الفعل وحروفه، نحو: أَنَا سَائِرٌ وَالطَّريقَ. وحكمه النصب([25]).

والاسم الواقع بعد الواو الذي يصلح كونه مفعولا معه على ثلاثة أقسام:

الأول: ما نختار نصبه.

الثاني: ما يختار عطفه على نصبه مفعولا معه، نحو: كَانَ خَالِدُ وَبَكرٌ كَالأَخَوَيْنِ.

الثالث: ما يجب نصبه مفعولا معه نحو: سِرْتُ وَالطَّرِيقَ.

الحال

الوصف الواقع بعد تمام الجملة المذكور لبيان هيئة فاعله. وحكمه النصب.

ويجب فيها أن تكون مشتقة، ونكرة، نحو: جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبا. فإن وردت جامدة أُوِّلت بالمشتق، نحو: هذِهِ جُبَّتُكَ خَزّا، أي: ناعمة، أو معرفة أُوِّلت بنكرة، نحو: اجْتَهَدْتَ وَحْدَكَ، أي: منفردا.

والغالب في صاحبها أن لا يكون نكرة إلا إذا تأخر عنها، نحو: هذا قَائِما رَجُلٌ، أو كان مخصصا، كقوله تعالى: [وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ]([26])، أو كان واقعا بعد نفي، نحو: مَا جَاءَنِي أَحَدٌ إِلا رَاكِبا، أو شبهه([27])، نحو: لاَ يَبْغِ امْرؤٌ عَلى امْرئٍ مُسْتَسْهِلا.

ولا يجوز أن يكون صاحبها مضافا إليه، إِلاّ إذا كان المضاف صالحا للعمل فيها، أو كان المضاف جزءا من المضاف إليه، أو مثل جزئه.

ويمنع من تقديم الحال على صاحبها أمور:

منها: إذا قصد الحصر فيها، نحو: ما قَامَ زَيْدٌ إِلاّ رَاكِبا.

ومنها: أن يكون صاحبها مضافا إليه، نحو: أَعْجَبَنِي قِيامُ زَيْدٍ رَاكِبا. وأكثر النحويين منع تقديم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر.

ويجب تقديمها على صاحبها لأسباب:

منها: إضافة صاحبها إلى ضمير ما تعلق بالحال، نحو: جَاءَ زَائِرا زَيْدٌ أَخوه.

ومنها: إذا قصد الحصر فيه.

والحال على قسمين:

مؤكَّدة، نحو: وَلَّى مُدْبِرا.

ومبيّنة، نحو: جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبا.

وقد تأتي الحال جملة، نحو:

................................ ....
 

 

جَاءَ زَيْدٌ وَهْو نَاو رِحْلَهْ([28])
 


 

 

ولابد أن تقترن([29]) بالضمير، أو بالواو، أوبهما معا.

وعاملها([30]) قد يحذف جوازا، ووجوبا.

التمييز

هو الاسم الفضلة النكرة المفسر لاسمٍ مبهم الحقيقة، أو إبهام نسبة العامل إلى معموله المتضمن معنى (مِن).

ويجب تقديم عامله عليه، وقلّ تقديمه على عامله إذا كان متصرفا([31])، كتَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقا، واشْتَرَيْتُ قَفِيزا بُرّا.

الاستثناء

هو الواقع بعد (إلاّ) وأخواتها([32]) غير داخل في حكم ما قبله. وهو على قسمين:

متصل: وهو المخرج بـ(إلا) وأخواتها من حكم اسمٍ شامل له منطوق به، أو مقدّر، كقَامَ الْقَوْمُ إِلاّ زَيْدا.

ومنقطع: وهو المخرج بـ(إلا) أو(غير) من حكم مفهوم ما قبله، كقَامَ الْقَومُ إِلاّ الْحِمَارَ.

والمستثنى بـ(إلا) إذا كان من كلام تام موجب، يجب نصبه، وإن كان من كلام تام منفي يترجح الإتباع على النصب، وإن كان منقطعا يجب نصبه، إلا عند التميميين فإنهم يجيزون الإتباع.

وإن كان الاستثناء متصلا واقعا بعد نفي أو شبهه والمستثنى مقدم على المستثنى منه، فالراجح في المستثنى النصب.

وقد يعمل به العامل، والمستثنى بـ(غير وسِوى وسَوى وسواء) مجرورا وهنّ معربات بالإعراب المنسوب للمستثنى بـ(إلا).

والمستثنى بـ(ليس) و(لا يكون) يجب نصبه. والمستثنى بـ(خلا وعدا وحاشا) يجوز نصبه على أنها أفعال، وجره على أنها أحرف. ويتكرر المستثنى بـ(إلا).

 

 

 

باب المجرورات

المجرورات على قسمين: مجرور بالحرف، ومجرور بالإضافة.

والمجرور بالحرف: وهوما كان مجرورا بـ(مِنْ، أوعَنْ، أو عَلى، أوفِي، أو اللام، أو الباء للقسم وغيره([33])، أو رُبّ، أو مُذْ، أو مُنْذُ، أو الكاف، أو حَتّى، أو الواو للقسم، أو تاؤه، أو خَلا، أو حَاشا، أوعَدا، أوكَي، أو لَعَلَّ، أو مَتى)([34]).

والمجرور بالإضافة: وهي على قسمين: معنوية أو لفظية.

والمعنوية: وهي ما أفادت التعريف إذا كان المضاف إليه معرفة، أو التخصيص فيما إذا كان المضاف إليه نكرة. وهي على ثلاثة أقسام: لأنها إما بمعنى (مِنْ) وذلك إذا كان المضاف إليه اسما للجنس الذي منه المضاف إليه، ويصح حمل المضاف إليه على المضاف. وإما بمعنى (في) ذلك إذا كان المضاف إليه ظرفا للمضاف. وإما بمعنى (اللام) وذلك فيما عدا ذلك.

واللفظية: وهي ما أفادت التخفيف بسبب حذف التنوين أو ذهاب أو غيره. وشرطها أن يكون المضاف صفة والمضاف إليه معمولا لتلك الصفة. ونعني بالصفة ما كانت اسم فاعل واسم مفعول أو صفة مشبهة.

وتحذف النون التالية لإعراب مطلقا التنوين عند الإضافة، ولا يجوز أن تتصل الألف واللام بالمضاف إلا إذا كانت الإضافة لفظية والمضاف إليه مقترنا بالألف واللام، أو مضافا إلى المقترن بهما إلى ضمير عائد إلى ما فيه الألف واللام، أو كان المضاف جمعا أو مثنى.

والأسماء التي تضاف على قسمين: قسم غير ملازم للإضافة وقسم ملازم.

أما القسم الأول فعلى ضربين:

الأول: ما أضيف إلى مفرد، كغلامِ زَيْدٍ.

والثاني: ما أضيف إلى الجملة وهي أسماء الزمان التي ليست دالة على زمن معين.

وأما القسم الثاني فعلى قسمين:

القسم الأول: ما لازم الإضافة إلى الجملة على تأويلها بالمصدر، كـ(حَيْثُ وإِذَا وإِذْ)([35]).

والقسم الثاني: ما لازم الإضافة إلى مفرد كـ(أيّ)، ولا تضاف إلى المفرد المعرفة إلا إذا كررت، أو قدر حذف مضاف، هذه الاستفهامية، والموصولية لا تضاف إلى معرفة، والوصفية بخلافها، والشرطية جاز فيها الأمران.

 

باب في (قَبْلُ وبَعْدُ) وأخواتهما([36])

لـ(قبل، وبعد) وأخواتهما أربع حالات:

الأولى: ذكر المضاف إليه، فيعربان نصبا على الظرفية، وخفضا بـ(مِنْ)([37]).

الثانية: حذفه، ونيّة لفظه، فيعربان الإعراب المذكور، ولا ينونان لتقدير الإضافة([38]).

الثالثة: حذفه، ونيّة معناه([39]).

الرابعة: حذف المضاف إليه ولم يُنو لفظه، ولا معناه، فيعربان الإعراب المذكور أيضا، وينونان بعدم نية الإضافة.

لا العاملة عمل إنّ

اعلم أنّ (لا)([40]) تنصب النكرة بسبعة شروط:

أن تكون نافية، وأن تكون نافية للجنس، وأن تكون نصا في نفي الجنس، وأن لا يدخل عليها جار، وأن يكون اسمها نكرة، وأن يتصل بها، وأن يكون خبرها نكرة، نحو: لا رَجُلَ قَائِمٌ.

فإن لم يتصل بها اسمها وجب إلغاؤها. وقد يجوز إلغاؤها إذا تكررت مع الاتصال، نحو: لا حَوْلٌ وَلا قُوَّةٌ.

واسمها لا يخلو إمّا أن يكون مضافا أو شبيها بالمضاف فينصب، وإمّا
مفرد وجمع تكسير فيبنى على الفتح، وإما مثنى أو جمع تصحيح فيكون ملازما للياء والنون.

عطف النكرة على اسم لا

إذا عطفت النكرة المفردة على اسم (لا) كـ(لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِالله) جاز خمسة أوجه: إذا فتحت الأول يجوز في الثاني الرفع، والنصب، والفتح، وإن رفعت الأول يجوز في الثاني الرفع، والفتح([41]).

 

باب النداء

هو الدعاء بـ(يا، أ، آ، أيا، هيا، وا).

وهو على قسمين: إما مفرد معرفة، أو نكرة مقصودة([42])، وإما مضاف أو مضاهيه، أو نكرة غير مقصودة([43]).

فإن كان المنادى من النوع الأول وجب بناؤه على ما يرفع به قبل النداء، وإن كان من النوع الثاني يكون منصوبا معربا.

تنبيه: ويجوز رفع المنادى، ونصبه في نحو: يَا زَيْدُ بنُ خَالِدِ. ويتعين رفعه في نحو: يَا زَيْدُ الْعَامِلُ ابْنُ خَالِدِ، ويَا غُلامُ ابْنُ زَيْدِ، ويَا زَيْدُ ابْنُ أَخينا.

تنبيه: لا يجوز الجمع بين أداة التعريف وحرف النداء([44])، إلا في شيئين:

الأول: في لفظ الجلالة وهو الله.

والثاني: إذا كانت الجملة محكية.

تنبيه: إذا كان المنادى مبنيا وكان تابعه نعتا، أو بيانا، أو توكيدا، أو نسقا مع الألف واللام، جاز فيه الرفع، والنصب. سواء أكان التابع مفردا، أم مضافا، أم مقرونا بالألف واللام.

وإن كان مضافا غير مقرون بهما تعين نصبه.

وإن كان التابع بدلا، أو نسقا بغير (أل) أعطي ما يطلبه لوكان منادى.

وحكم التابع مع غير المنادى المبني النصب، إلا إذا كان التابع بدلا، أو نسقا بغير الألف واللام فإنه يعطي ما كان يستحقه لوكان منادى.

وإن كان التابع نعتا لـ(أيّ) تعين رفعه.

ويجوز لك في نحو: (يا زيدُ الإبل) ضم أوله وفتحه ونصب الثاني.

المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

يجوز في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم إثبات الياء الساكنة، وفتحها، وحذف الياء وإبقاء الكسر دلّ عليها، وضم الحرف الذي كان مكسورا وقلب الياء ألفا، وحذف الألف وإبقاء الفتحة دليلا عليها.

وإذا نودي مضافٌ إلى مضافٍ إلى ياء المتكلم لم يجز فيه إلا إبقاء الياء ساكنة، أو مفتوحة، إلا في (يَا ابْنَ أُمّي) و(يَا ابْنَ عَمّي)، فإنه فيه أربع لغات: إثبات الياء ساكنة، وقلبها ألفا، وحذفها وكسر الميم، وفتحها([45]).

ويجوز فتح التاء وكسرها في (يَا أَبَت) و(يَا أَمَت)([46]) حال النداء ليس
غير.

الاستغاثة

من أنواع المنادى المستغاث به، وهو الاسم المنادى المعين للإعانة على ذهاب شِدّة، أو على دفع مشقة.

وتدخل لام الجر عليه، وعلى المستغاث من أجله، فتفتح معه، وتجر مع المستغاث من أجله، هذا إذا لم يتكرر المستغاث به.

وأما إذا تكرر بأن كان معطوفا عليه مستغاثا آخر فلا يخلو إما أن يتكرر حرف النداء، أولا، فإن كرر فتحت اللام، وإن لم يتكرر كسرت.

ولا يستعمل فيه من حروف النداء إلا الياء.

الندبة

ومن أنواع المنادى المندوب، وهو المنادى المذكور تألما منه، أو تفجعا عليه.

وحكمه حكم المنادى، ولا يستعمل فيه من حروف النداء إلا حرفان: (وا) وهو الكثير، و(يا) عند أمن اللبس.

ويجوز إلحاق آخر المندوب (ألفا)، ولا يجوز إلحاق (الهاء) له في الوقف، وفي الوصل عند الضرورة مضمومة أو مكسورة.

الترخيم

وهو حذف الآخِر على طريق معين. وهو على ثلاثة أقسام: ترخيم نداء، وترخيم ضرورة، وترخيم تصغير، والكلام في ترخيم المنادى.

ويشترط في المرخم منه أن يكون مؤنثا بالتاء، أو يكون مفردا معرفة علما متجاوزا ثلاثة أحرف.

وهو على ثلاثة أقسام: منه ما يحذف منه حرفان، ومنه ما يحذف منه كلمة، ومنه ما يحذف منه حرفا واحدا([47]).

أما الأول: فيكون في الذي ما قبل آخره حرفا زائدا، وأن يكون حرف علة، وأن يكون غير متحرك، وأن يكون قبله ثلاثة أحرف فصاعدا.

والثاني: يكون في المركب تركيب مزج.

وأما الثالث: فيكون في غير ذلك.

 

باب الاشتغال([48])

هو أن يشتغل العامل عن الاسم السابق بالعمل في ضميره أوفي اسم عامل في ضميره، وله خمس حالات:

الأولى: وجوب النصب، وذلك إذا تقدم على الاسم السابق شيء مختص بالفعل.

الثانية: وجوب الرفع، وذلك إن تلا الاسم السابق شيء مختص بالاسم.

الثالثة: استواء النصب والرفع، وذلك إذا اتصل بالاسم السابق حرف عطف على جملةٍ ذات وجهين.

الرابعة: ترجيح النصب على الرفع، وذلك إذا كان المشتغل عن الاسم السابق فعل طلب، أعني الأمر أو النهي أو الدعاء.

الخامسة: ترجيح الرفع على النصب، وذلك فيما عدا ذلك.

 

 

 

باب التنازع

التنازع: هو عبارة عن تقدم عاملان أو أكثر، وتأخر معمول واحد أو أكثر عنهما، وكل واحد من المتقدم طالب العمل من المتأخر([49]).

وإعمال الأول عند الكوفيين أولى لسبقه في طلب المعمول، والثاني عند البصريين أولى لقربه من المعمول([50]).

تنبيه: المهمل من العاملين يعمل في ضمير الذي تنازعا عليه، ولكن إذا كان المهمل الثاني أو غيره أُضمِر فيه ضمير المتنازع عليه، وعمل فيه الرفع.

وإذا كان المهمل الأول؛ فإن اقتضى الرفع أضمر فيه المتنازع عليه، وعمل فيه، وإن اقتضى غير الرفع لم يعمل فيه ضمير المتنازع عليه، تجعله عاملا في ضمير غير الرفع إلا في باب كان، وباب ظن. والذي يوجب حذفه اللبس فإنه يضمر فيه ضمير المتنازع عليه متأخرا عنه.

 

 

 

باب التوابع

التابع: هو كلمة تبعت ما قبلها في الإعراب الموجود حالا والذي يقع. وهو خمسة أقسام: النعت، التوكيد، البدل، عطف البيان، عطف النسق.

النعت

هو التابع المشتق أو المؤَوّل به، الدال على معنى في المتبوع، أو المرتبط به، الموضح متبوعه، أو مخصصه([51]).

ولا بد من أن يتبع منعوته في إعرابه، وتعريفه وتنكيره، والتذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع.

وإن رُفع الاسم الظاهر تبع المنعوت في إعرابه، وتعريفه وتنكيره، وتذكيره وتأنيثه، على حسب([52]) الاسم الظاهر.

ويجب أن يكون مفردا وإن كان الاسم الظاهر مثنى أو جمعا، كما يجب ذلك في الفعل، وأما من ثنى الفعل وجمعه حال رفعه للمثنى أو للجمع ثنّى النعت وجمعه جمع مذكر سالم إذا كان الاسم الظاهر مثنىً أو جمعا. واتفق جميع النحويين على جواز جمع النعت جمع تكسير إذا كان الاسم الظاهر جمعا.

وقد يُقطع النعت عن المنعوت إذا كان معلوما حقيقة، أو ادعاءً، فيجوز رفعه بتقدير (هو) أو (هي) أو أخواتهما، أو نصبه بفعل محذوف. ويجوز حذف النعت إذا علم والمنعوت كذلك.

تقع الجملة نعتا وذلك إذا أُوِّلت بمفرد نكرة، وكان منعوتها نكرة أو ما في معناهما، وكانت مشتملة على ضمير المنعوت لفظا أو تقديرا، وليست طلبية.

ويقع المصدر نعتا إذا أُوِّلَ بالمشتق، ويلتزمون فيه الإفراد والتذكير.

تعدد النعت

قد يتعدد النعت والمنعوت واحد، مع العطف وعدمه.

ثم أن المنعوت إن لم يتعين إلا بجميع النعوت وجب فيها الإتباع، وإن كان متعينا من دونها جاز فيها الإتباع، والقطع، وإن كان متعينا ببعضها جاز في البعض الآخر القطع، والاتباع.

تنبيه: إذا نعت معمول عاملين، فإما أن يتفق العاملان في المعنى والعمل، أو يختلفا في المعنى فقط، أوفي العمل فقط، أوفيهما. فإن اتفقا فيهما كان النعت تابعا للمنعوت في الأوجه الثلاثة، وإن اختلفا في المعنى أوفي العمل، أوفيهما، وجب في النعت القطع.

التوكيد

هو التابع المقرر متبوعه، أو الرافع احتمال التجوز فيه([53])، وهو على قسمين:

لفظي([54]): وهو إعادة الأول بعينه، أو بمرادفه، وإنما يؤتى به لأجل تثبيت معنى المؤكد في النفس، خوفا من النسيان، أو عدم الاعتناء، أو الإصغاء.

ولا يجوز أن نؤكد الضمائر المتصلة توكيدا لفظيا إلا بإعادة ما اتصل بها([55])، وكذا الحروف إلا أحرف الجواب، فإنه يصح أن نؤكد هذا التوكيد بدون إعادة ما اتصل بها.

والمعنوي([56]): وهو المزيل احتمال إرادة المجاز في الإسناد. وله ألفاظ مخصوصة:

منها: (النفس والعين) في توكيد المفرد، وفي توكيد الجمع على (أفعل)، وكذا في توكيد المثنى، ويجوز إفرادهما وتثنيتهما حال توكيده، والأول أولى، وإن أكد بهما معا قدم النفس.

وشرط التوكيد بهما أن يتصلا بضمير المؤكد، موافق له في الإفراد والتذكير وفروعهما. وإذا أردت أن تؤكد ضمير الرفع المتصل بهما فأكده أولا بالمنفصل ثم تؤكده بعد ذلك بهما.

تنبيه: إذا كثرت المؤكدات لا يجوز أن تتعاطف، ويجوز أن يؤكد بها النكرة المحدودة، ولا يجوز توكيد النكرة غير المحدودة بالاتفاق.

ومنها: (كل) فيؤكد بها الذي ينقسم بذاته، أو بعامله من المفرد والجمع. ولابد أن يتصل بها ضمير المؤكد.

ومنها: (كِلا وكِلتا) ويؤكد بها الدال على الاثنين، بشرط أن يكون المسند إلى الاثنين معناه واحد، ويصح حلول الواحد محل الاثنين، وأن يتصل بهما ضمير المؤكد.

ومنها: (جميع) ويؤكد بها غير المثنى مما تجزأ بنفسه، أو بعامله. ولا بد أن يتصل بهما ضمير المؤكد.

ومنها: (أجمع وجمعاء) بعد كلها، وأجمعين بعد كلهم، وجمع بعد كلهنّ. وقد يغني أجمع وأخواتها عن كله وأخواتها. ولا يجوز أن يتصل بأجمع وأخواتها ضمير المؤكد.

البدل

هو التابع المقصود بالنسبة، بلا مشرك له بما قبله([57]). وهو على أربعة أقسام:

الأول: بدل كل من كل، وضابطه ما كان البدل الموافق للمبدل منه في المعنى([58]).

والثاني: بدل بعض من كل، وضابطه ما كان البدل بعض من المبدل منه([59]).

والثالث: بدل الاشتمال، وضابطه أن يكون البدل محتوي على مبدل منه، أو المبدل منه محتويا على البدل. وشرطه أن تكون النفس حالة ذكر المبدل منه متشوقة إليه. ولا بد من اتصاله بضمير المبدل منه([60]).

الرابع: بدل المباين، وهو على ثلاثة أقسام:

أولها: الإضراب، وهو أن يكون المتكلم قاصدا الأخبار بالأول، ثم ظهر له أن يخبر بالثاني([61]).

وثانيها: بدل النسيان، وهو أن يكون المتكلم قاصدا ذكر متبوعه، فلما تلفظ به تبين له خلافه.

وثالثها: بدل الغلط، وهو أن يقصد المتكلم الإخبار بالثاني فيسبق لسانه للأول([62]).

ويكون البدل والمبدل منه نكرتين، ومعرفتين، ومعرفة ونكرة، وبالعكس. أو يبدل المضمر من الظاهر، والظاهر من ضمير الغائب، ولا يجوز إبدال الظاهر من ضميري المتكلم والمخاطب بدل كل من كل، إلا إذا أفاد البدل الشمول، ويجوز إبداله بدل بعض واشتمال.

ويشترط في المبدل من اسم استفهام أن يتصل بالهمزة، ويبدل الفعل من الفعل فيتبع الثاني الأول في الإعراب، والجملة من الجملة، بشرط أن تكون الثانية أكثر دلالة على المعنى المراد من الأولى.

تنبيه: وكل ما يحكم عليه عطف بيان يحكم عليه بأنه بدل، إلا إذا كان الثاني لم يصح أن يكون في محل الأول.

العطف([63])

عطف النسق

هو التابع المشترك مع متبوعة بأحد حروف العطف، وهي (الواو) ويعطف بها مطلقا، و(حتى)، و(الفاء) وهي تفيد الترتيب الاتصالي، و(ثم) وهي تفيد الترتيب المعنوي، والذكر الانفصالي، و(أم) وهي في العطف على قسمين:

متصلة وهي الواقعة بعد همزة الاستفهام، ولا يستغني ما قبلها عما بعدها وبالعكس.

والمنقطعة وهي الواقعة بين جملتين كل منهما منفردة في فائدتها، و(أو) وهي تفيد التخيير، والإباحة فيما إذا عطف عليها بها في الطلب، وتفيد التقسيم والإبهام والإضراب، والشك فيما إذا عطف بها في الخبر. وهذه الحروف تشترك في الإعراب والمعنى.

و(لا) وهي لقصر القلب، أو لقصر الإفراد، ويعطف بها بعد الخبر المثبت، وبعد النداء، وبعد الأمر، و(لكن) وهي لقصر القلب، ويعطف بها مثبت بعد نفي أو نهي، و(بل) ومعناها الإضراب، فإن كان المعطوف بها مفردا بعد إثبات فهي لصرف الحكم عما قبلها ولإثباتها لِما بعدها، وإن كان بعد النفي أو النهي فهي لتثبيت حكم ما قبلها وجعل ضده لما بعدها، وإن كان المعطوف بها جملة فهي للتنبيه على غرض، والابتداء مغرض غيره. وهذه الأحرف تُشرِك ما بعدها فيما قبلها في الإعراب ليس غير.

عطف البيان

هو التابع الجامد غير المأوَّل، المذكور لإيضاح متبوعه، أو تخصيصه. ويوافق متبوعه في واحد من أوجه الإعراب، وواحد من التذكير والتأنيث، وواحد من الإفراد والتثنية والجمع. وشرطه أن يكون لفظه مخالفا للفظ متبوعه.

تنبيه: إذا اجتمعت التوابع قدم النعت، ثم عطف البيان، ثم التوكيد، ثم البدل، ثم النسق.

 

باب اسم الفعل

هو كل كلمة تكون نائبة عن الفعل معنى واستعمالا. وهو على ثلاثة أقسام:

ما ناب عن الماضي، وما ناب عن المضارع، وما ناب عن الأمر وهو الغالب كـ(هَيْهات، وصَه، ومَه)([64]).

وما نوِّن منه فنكرة، وما لم ينوَّن فمعرفة. ولا يكون محذوفا، ولا يتقدم معموله عليه، ولا يضاف. ولا يجوز نصب المضارع في جوابه، وجاز جزمه في جوابه.

المصدر

هو الاسم المعنى الكائن بغيره. ويعمل بشرطين:

]الأول[: أن يحل محله فعل مع (أَنْ) إذا كان ماضيا أو مستقبلا، وفعل مع (مَا) إن كان حالاً.

والثاني: ألاّ يكون مصغرا، ولا محدودا بـ(التاء)، ولا مضمرا،
ولا موصوفا قبل العمل، ولا مفصولا عن معموله بأجنبي، ولا مؤخرا عن معموله، ولا محذوفا. وهو على ثلاثة أقسام: منوَّن، ومتصل بـ(أل)، ومضاف، وهو أكثر.

 

 

 

باب المشتقات

اسم الفاعل

وهو الدال على حدث وصاحبه على معنى التجدد الجاري على حركات المضارع وسكناته، ويعمل بمعنى الماضي والحال والاستقبال إذا كان مع "أل"، وإن كان مجروراً منها فيعمل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال ومعتمداً على نفي أو استفهام أو موصوف، سواء أكان مذكوراً أم مقدراً أم مخبراً عنه، ولا يعمل إذا كان موصوفاً قبل العمل أو مصغراً.

أمثلة المبالغة

وهي عبارة عن أوزان خمسة محولة عن اسم الفاعل لقصد المبالغة والتكثير، وهي [على وزن] (فَعَّال، ومِفْعَال، وفَعيل، وفَعُول، وفَعِل)، وحكمها حكم اسم الفاعل. وأكثرها استعمالا الثلاثة الأولى.

اسم المفعول

وهو الدال على ذات وقع عليها الحدث، ويعمل عمل فعله. والذي اشْتُرِط في عمل اسم الفاعل يُشْتَرَط في عمله.

ويأتي من الثلاثي المجرد على وزن (مَفْعُول)، ومن غيره على مثال مضارعه المجهول بجعل (ميم) مضمومة مكان أوله.

الصفة المشبهة

وهي الاسم الفاعل المأخوذ من اللازم الدال على معنى الثبوت.

وترفع معمولها على الفاعلية، أو على البدلية بعد تحويل إسنادها إلى ضمير موصوفها، وتنصبه على التشبيه بالمفعول به، أو على التمييز إن كان نكرة، وتجره بالإضافة، وعلى هذان الوجهان، ففي الصفة ضمير مرفوع على الفاعلية مستتر.

ولا يجوز أن يتقدمها معمولها، وأن لا يكون سببيا. هذا إذا كان معمولها فاعلا في المعنى، وأما غيره فيصح فيه التقدم عليها، وأن يكون أجنبيا.

اسم التفضيل

هو الصفة الدالة على مشاركة المفضل عليه للمفضل، وزيادته عليه كلا أو نقصانا. وله أربع صور:

الأولى: اقترانه بـ(أل) المعرفة.

الثانية: إضافته إلى المعرفة.

الثالثة: إضافته إلى نكرة.

الرابعة: تجرده من (أل) والإضافة.

ففي الأولى يكون مطابقا لموصوفه، وفي الثانية يجوز فيه المطابقة وعدمها، وفي الثالثة والرابعة يكون فيهما ملازما للإفراد والتذكير.

وفي الصورة الأولى والثانية والثالثة لا يجوز أن تتصل به (مِنْ) الجارة، وفي الرابعة يجوز اتصالها بها.

ويرفع اسم التفضيل ضميرا مستترا، ورفعه الاسم الظاهر والضمير بارز قليل، إلا إذا صح إحلال فعل محله من معناه، بأن يفيد مفاضلة أو غريزة. ولا ينصب المفعول مطلقا.

ويصاغ مما صيغ منه فعل التعجب، ويتوصل إلى التفضيل بالذي يتوصل به إلى التعجب عند عدم استيفاء الشروط.

التعجب

وهو استعظام ما أحدثه الفاعل لزيادة فيه. وله صيغتان في النحو: (مَا أَفْعَلَهُ، وأَفْعِلْ بِهِ).

ولا يجوز تصرفها، ولا يجوز تقديم معموليها عليها، ولا يجوز فصلهما عنهما، إلا إذا كان الفاصل ظرفا أوجارا ومجرورا متعلقا بفعل التعجب.

ويصاغان من فعل ثلاثي، متصرف، قابل للزيادة والنقصان، غير ملازم للنفي، وليس اسم فاعله على (أَفْعَل)، وغير ناقص، ولا مبني للمفعول.

ويتوصل إلى التعجب من أفعال لم تستوفِ الشروط بـ(مَا أَكْثَرَ، وأَكْثِرْ، ومَا أَعْظَمَ، وأَعْظِمْ، ومَا أَشَدَّ، واشْدِدْ) ونحوها([65])، بأن يأتي بمصدر للتوصل به لغير المستوفي للشروط، وولي منصوبا بعد (أَفْعَلَ)، ومجرورا بالباء بعد (أَفْعِلْ). وما يأتي على غير ذلك فهو نادر.

 

 

 

 

الفهارس الفنية

أولاً: فهرس الآيات.

ثانياً: فهرس الأعلام.

ثالثاً: فهرس الأشعار.

رابعاً: فهرس المصادر والمراجع.

خامساً: محتويات الكتاب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فهرس الآيات

 

الآية

السورة: رقم الآية

الصفحة

 

[أفلمْ يَسِيرُوا في الأرضِ فيَنْظُرُوا]

يوسف: 109

36

 

[إلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ]

البقرة: 130

90

 

[الحمدُ لِلّه]

الفاتحة: 2

23

 

[الحمدُ للّه ربِّ العالمين]

الفاتحة: 2

23

 

[ألَمْ نَشْرَحْ]

الانشراح: 1

65

 

[ أمْ حَسِبَ الّذِينَ اجْتَرَحُوا السّيئاتِ أن..]

الجاثية: 21

47

 

[إنْ تصْبِروا وتَتّقُوا لا يضُرُّكم]

آل عمران: 120

65

 

[إنْ هذانِ لساحِرانِ]

طه: 63

66

 

[أنَّه مَنْ يتّقِ ويَصْبِر فإنَّ اللّهَ]

يوسف: 90

66

 

[أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِككُّم المَوْتُ]

النساء: 42

64

 

[بِأَيِّيكُمُ المَفْتُون]

القلم: 6

68

 

[حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى]

طه: 91

120

 

[حَتّى يَقُولَ الرّسولُ]

البقرة: 214

41

 

[خُلِقَ الإنْسانُ مِنْ عَجَلٍ]

الانبياء: 37

55

 

[غيرِ المغضوبِ عليهِمْ]

الفاتحة: 7

26

 

[فَأجْمِعوا أمْرَكُم وَشُركائَكم]

يونس: 71

25

 

 

 

 

[فَتَيمّمُوا صَعِيدَاً]

النساء: 106

المائدة: 6

76

 

[فَجَعَلْناهُ سَمِيعَا ً بَصِيرا]

الدهر: 2

68

 

[فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أثَرِ الرّسولِ]

طه: 96

57

 

[كانُوا قَليلاً مِنَ الليلِ ما يَهْجَعون]

الذاريات: 17

56

 

[كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ]

آل عمران: 64

62

 

[لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ]

النحل: 62

111

 

[لا يَسْتوي القاعِدونَ مِن المؤمنين..]

النساء: 95

24

 

[لكنْ الراسخونَ في العلمِ منهم..]

النساء: 162

59

 

[لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ]

عبس: 23

121

 

[لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرّجْسَ أهْلَ البيتِ]

الاحزاب: 33

64

 

[لئلاّ يكونَ للناسِ عليكم حُجَةٌ..]

البقرة: 150

34

 

[لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحنُ عُصْبةٌ]

يوسف: 14

67

 

[لَيُنْبَذَنَّ]

الهمزة: 4

120

 

[ما لَكُم مِن إلهٍ غَيرُهُ]

هود: 50

25

 

[ملعونينَ أيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا]

الاحزاب: 61

63

 

[اتّقوا اللّه الّذي تَساءَلُونَ بهِ والأرحامَ]

النساء: 1

24

 

[وإذَا قِيل إنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ والساعةُ..]

الجاثية: 32

47

 

[وثمودَا فما أَبْقى]

النجم: 51

64

 

[وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ..]

الزخرف: 19

128

 

 

[وحُورٌ عِين]

الواقعة: 22

27

 

[وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون]

الذاريات: 38

48

 

[فالحقُّ والحقَّ أقُول لأملأَنَّ]

ص: 48 – 49

34

 

[وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ..]

فصلت: 10

134

 

[وقرّي عَيّنَاً]

مريم: 26

111

 

[وقومَ نُوحٍ منْ قبلُ إنّهم كانوا قوماً..]

الذاريات: 46

47

 

[وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيماً]

النساء: 17، 92، 104، 111، 170

الفتح: 4

الاحزاب: 51

68

 

[وَكَأيِّنْ مِّن آيةٍ في السّمواتِ والأرضِ ..]

يوسف: 105

25

 

[وَلا تَقُولوا لِمَا تَصِفُ ألسِنَتُكُم الكَذِبَ]

النحل: 116

27

 

[وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ]

البقرة: 197

121

             
 

 

 

 

فهرس الأعلام

 

نوح  عليه السلام : 47، 48

موسى  عليه السلام : 47

يونس  عليه السلام : 79

النبي محمد  صل الله عليه واله وسلم : 59

الإمام علي  عليه السلام : 54

ابن أسد: 94

ابن الحاجب: 104

ابن هشام الخضراوي: 61

ابن هشام الأنصاري: 30، 34، 48، 51، 63، 64، 65، 78، 79، 100، 107

أبو طالب: 54

أبو علي الفارسي: 43، 72، 78، 81، 100، 108

أبو محمد عبد الله: 100

أبو عمرو عثمان البلطي النحوي: 39

جرير: 73

جمال الدين محمد بن مالك الطائي: 28، 49، 51، 60، 62

الحسن بن عبد الله بن السيرافي: 112

سعيد ابن دعلج: 75

سعيد بن مسعدة الأخفش: 38، 42

سهل ابن عثمان السجستاني: 78

سيبويه: 50، 60، 64، 80، 111

الشريف الرضي: 78

عبد الملك بن قريب الباهلي: 111

عثمان بن جني الموصلي: 43، 46

علي بن محمد بن علي الجرجاني: 59

الفرزدق: 42، 92

قارون: 101

المتنبي: 46، 77، 84

محب الدين عبد اللّه بن أبي البقاء العكبري: 26، 56، 62

محمد الزمخشري: 64

محمد بن المستنير بن أحمد: 45

محمد بن محمد الصنهاجي: 122

مسعود: 75

مهدي الطباطبائي: 75

النابغة الذبياني: 36

هادي كاشف الغطاء: 54، 75

هبة الله بن علي الحسني: 105

 

 

 

فهرس الأشعار

أبا خراشةَ أمَّا أنتَ ذا نَفَرِ.................................................. 72

أبلكوزُ تَشْربْ قهوةً بابليةً.................................................. 84

أَتَبِيتُ ريَّانَ الْجُفونِ مِنَ الكرى............................................. 78

إذا كانتِ الهيجاء ونشقَّتِ العصا........................................... 35

إذا ما جاء شهرَ الصْومِ فافطِرْ............................................... 91

إذا ما كنت في أرض غريباً................................................. 80

أرمي زَماني ما رَمى....................................................... 41

استَرْزِقِ اللّهُ واطلبْ مِن خَزائِنِه............................................ 74

أَظَلوُمُ؟ إنّ مُصابَكُم رجلاً................................................. 99

أعيشُ فيهم إذ بَلَوْ......................................................... 45

أقولُ لِخالداً يا عمرو لمّا.................................................... 85

أقولُ لِعبْدِ الله لَما سِقاؤُنا................................................. 106

ألاَ طرقتنا ِمنْ سُعَادَ....................................................... 75

ألقى صُروفَ الدهرِ مص.................................................. 40

امتلأ الحوضُ وقالَ قَطْني................................................. 107

أُمْسِي بدمعٍ سافحٍ......................................................... 40

أنَّ أبِي جعفرُ على فرساً................................................... 70

إنّ المُمَوَّه عند فَدْ........................................................... 43

إن تَركبوا فركوبُ الخيلِ عادتُنا............................................. 79

إنّ فيها أخِيكَ وابنَ زياد................................................... 83

إنْ كنتُ في ليلِ الخُطوبِ................................................... 41

أنا إذا ما أتيناهُم بقارعةٍ................................................... 89

إنا رُعاتٍ للضُيوف أكارما................................................. 94

أنَّى يكون أبا البرية آدم.................................................... 77

إنّي أرى العيشَ الخَمولَ................................................... 41

إنّي امْرُءٌ صَرْعى عَليكِ حَرامِ............................................... 79

إنّي أمرءٌ لا يَطَّبِيني......................................................... 39

إنِّي وَدَدّتُ وقد سَئ....................................................... 46

أَيَا لُغةَ العربِ استنيري فقد سَما............................................ 19

بَيْنَ العَدْو غَدَوْتُ......................................................... 42

تَبَيَّنْ فإنَّ الدهرَ فيه عجائباً................................................ 102

تُسْعِدْنا بالمزارِ طارِقَةً....................................................... 99

تُعيِّرُنا أَننَّا عالةٌ............................................................ 98

تَنادَوا بالرحيلِ غداً........................................................ 43

جا أبي خالداً فأهْلَك زيداً................................................. 83

جاءَ البشيرُ بقرطاسٍ فَخَرقَه................................................. 89

جاءَك سلمانٌ أبو هاشماً................................................... 82

حتّى مَتى شَكْوى.......................................................... 44

حَدّثونِي أنّ زيدٍ باكياً...................................................... 88

خمر الشيب لمتى تخميرا.................................................... 86

ذَرِينِي إنَّما خَطَائي وَصَوْبِي................................................. 69

ذوالحزنِ ليسَ يَسُرُّه........................................................ 39

رُبَّ امرئٍ عايَنْتُه.......................................................... 42

رمينا حاتمِ حيثُ التقينا................................................... 103

سأتْركُ مُهْرتَيْ رجلٌ فقيرٌ................................................... 81

سَألْنا مَن أباك سراة تميم................................................... 94

ستَعْلمُ أَنهُ يأتِيكَ بكْرٍ....................................................... 91

شهيد زيادٌ على حُبِّها.................................................... 102

شَوى جعفرٍ بالوغدِ خمسةَ أكبشٍ......................................... 104

صِلْ حِبالي فَقَدْ سَئِمْتُ الْجفاءُ............................................. 73

ضَربْتُ أَخِيك ضَربةَ لا جبانِ............................................... 95

الطيبُ أنتَ إذا أصابكَ طيبةُ............................................... 84

عقابُ الوكرُ عن صيدِ الحَباري........................................... 105

على حالةٍ لو أنّ في القومِ حاتماً............................................. 41

على نَفَر ٌ ضَرْبَ الِمئينَ ولمْ أزلْ.......................................... 103

غَيرُ مأسوفٍ على زمنٍ................................................... 104

فارقتُ شِرَّةَ عِيشَتِي........................................................ 39

فأصبحت بَقَرْقَرَى كَوانِسا.................................................. 99

فالشمسُ طالعةٌ ليستْ بكاسفةٍ............................................. 73

فَأنا ابْنُ قَيْسٍ لا بَراحُ....................................................... 46

فانصبْ بها مضافاً أو مضارعُه............................................. 60

فِرعونَ مالي وهامان الأَوْلى زَعَمُوا....................................... 100

فطاعنْتُ عنا القومَ حتى تبَدَّدُوا........................................... 102

فكرهتُ في الدنيا البقاءَ.................................................... 46

فكن ذا بزة فالمرء يزري.................................................... 81

فَلَسْنا على الأَعقابِ تُدْمَى كُلُومُنا.......................................... 70

فلو وَلَدتْ عميْرةُ جَرو كلب............................................... 93

فَليْتَ كَفافاً كانَ خيرُكَ كلُّه................................................. 51

في غفلةٍ إيقاظُهُم........................................................... 45

قالَ زيدٍ سَمِعْت صاحبِ بكرٌٍ............................................. 101

قدَرٌ عليّ مُحَتَّمٌ........................................................... 45

قِيلَ لي أُنظر إلى السِّهام تجدْها............................................. 92

كَسانِي أبي عُثمانَ ثوبانِ للوغى............................................ 82

كل باباً إذا وصَلْتَ إليه.................................................... 86

كَمْ حاسدينَ مُعانِدينَ..................................................... 42

كمْ عَمّةًٌٍ لكَ يا جريرُ وَخَالَ................................................. 42

كيفَ يَخْفَى عَليكَ ما حامل................................................ 97

لا أسْتَلذُ بِقَيْنَةٍ............................................................. 39

لا أَشْتَكي مِحَنَ الدَواهي.................................................. 40

لا ترجُ خيراً من ضعيفٍ.................................................... 43

لا تَقْنَطَنَّ وكُنْ باللّهِ مُحتَسباً................................................ 71

لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ................................................ 122

لا غرو في تفضيلِه.......................................................... 43

لا يستفيقُ القلبُ من....................................................... 44

لا يكُونُ العَيْرُ مُهْراً........................................................ 72

لُذْ بِقَيْسٍ حينَ يَأبى غَيْرَهُ.................................................... 48

لغةُ العروبةِ لا اعترتْكِ يدُ البِلى............................................. 19

لقد قال عبدَ الله شَرَّ مُقالة.................................................. 87

لقد قالَ عبدَ الله قولاً عرفته................................................ 87

للنحو في آي الكتابِ....................................................... 20

لَما رأيْتُ أبا يزيدَ مقاتلاً................................................. 105

ليسَ الحياةُ شهيَّةً........................................................... 46

ما أكَلْنا شيئاً سوى الخُبزَ إلاَّ................................................ 91

ما إنْ تَضُرُ بذاك........................................................... 45

ما تنقمُ الحربُ العَوانُ مني................................................. 38

ما في الوَرى من مُكْرِمٍ..................................................... 45

ما قِيل خَلْفكَ خلِّ عنه..................................................... 45

ما لي وللحمقِ الأثيمِ...................................................... 43

ما مِن جَوى إلا تَضَمَّنَهُ..................................................... 44

مارسْتَهُنَّ ومارسَتَني....................................................... 40

مَرَّ كما انْقَضَّ على كَوكبُ................................................. 80

مِن سعِيدَ ابْنَ دَعْلج ٍ يا ابْنَ هِنْدٍ............................................ 75

مَنَعوني وما أكلْتُ من الزا................................................. 97

مهلاً فِداءٌ لك الأقوامُ كلُّهُمُ................................................ 37

هَمٌّ أرى في بَثِه............................................................ 44

هيَهْاتَ قد سفهَتْ أميةُ رأْيَها............................................... 89

وأترك ملامَ الدهرِ عن..................................................... 41

واسْتَغْنِ ما أَغْناكَ رَبُّكَ بالغِنَى............................................ 221

وأصْبَحَتْ أُمُّ الخِيارِ تَدَّعِي................................................. 49

وأصفر من ضرب دار الملوك............................................... 99

وأنتم معشر لِئامُ........................................................... 95

وانصبْ بذِي الأعمالِ تَلوا واخفضْ........................................ 51

وبذرةُ العلمِ إنْ طابتْ منابتُها.............................................. 19

وبَلَوْتُ حدَّ السيفِ في..................................................... 41

ورأيتُ عبدَ اللّه يضربُ خالدٌ.............................................. 93

وَرَدْنا مَاءَ مَكةَ فاسْتَقَيْنا.................................................... 88

وعليكَ بالصّبرِ الجميلِ..................................................... 44

وعينان قال الله كونا فكانتا................................................. 98

وقَلَّ بشاشةَ الوجهُ المليحُ................................................... 71

ومِن قبلُ آمنَّا وقدْ كانَ قَومُنا............................................... 69

ومنّا أميرُ المؤمنينَ شبيبُ................................................... 48

ونَتَجتْ ميتةٌ جنيناً معجّلاً.................................................. 96

يا صاح يلقى ذوي الزوجات كلِّهِم......................................... 79

يا صاحبٍ مَلَكَ الفؤادُ عشيةَ............................................... 80

يَجْزِي الصّعِيدُ باتفاقِ العُلَما................................................ 75

يَقُولُ الخنَى وَأَبغَضُ العُجْم ِ ناطِقاً.......................................... 76

يكادُ يُمْسِكُه عرفانَ راحتِه................................................. 92

اليومُ لي يومانِ لم......................................................... 77

 

فهرس المصادر والمراجع

القرآن الكريم.

  1. ارتشاف الضَرَب من لسان العرب، أبو حيان الأندلسي، تحقيق د. رجب عثمان محمد، مطبعة المدني، القاهرة، ط1، (1418هـ - 1998م).
  2. الأشباه والنظائر، جلال الدين السيوطي، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، ط2، (1359هـ).
  3. أصول الكافي، أبو جعفر محمد بن يعقوب الكُلَيني، تحقيق  محمد جواد الفقيه، د. يوسف البقاعي، دار الأضواء، ط1، (1413هـ - 1992م).
  4. الأغاني، أبو الفرج الأصفهاني، دار صادر، بيروت.
  5. الاكتفاء في القراءات السبعة المشهورة، أبو طاهر إسماعيل بن خلف، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، دار نينوى للدراسات والنشر، دمشق، ط1، (1426هـ - 2005م).
  6. ألغاز ابن هشام في النحو، جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصاري، تحقيق أسعد خضير، مؤسسة الرسالة، بيروت دار صادر.
  7. إملاء ما مَنَّ به الرحمن، أبي البقاء العُكبري، إبراهيم عوض، مصر، (1380هـ- 1961م).
  8. الانتخاب لكشف الأبيات المشكلة الإعراب، عل بن عدلان الموصلي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط2، (1405هـ).
  9. أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصاري، دار الفكر للطباعة والنشر، (1420هـ - 2000م).
  10. بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم، ط1، الباب الحلبي، مصر، (1384هـ-1964م).
  11. البيان والتبيين، أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق عبد السلام محمد هارون، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، (1367هـ- 1984م).
  12. تاج اللغة وصحاح العربية، إسماعيل بن حمّاد الجواهري، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، دار الكتاب العربي، مصر.
  13. التبيان في إعراب القرآن، أبو البقاء عبد اللّه بن الحسين العكبري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (1419هـ - 1998م).
  14.  التذكرة في القراءات، أبو الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون، تحقيق د. سعيد صالح زعيمة، دار الكتب العلمية، بيروت، (1422هـ - 2001م).
  15. تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، جمال الدين عبد الله محمد بن مالك،
    تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، (1422هـ- 2001م).
  16. تفسير البحر المحيط، محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي، تحقيق  عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (1413هـ - 1993م).
  17. تقريب النشر في القراءات العشر، محمد بن محمد ابن الجزري، تحقيق عبد الله محمد الخليلي، بيروت، لبنان، ط1، (1423هـ - 2002م).
  18.  توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفيَّة ابن مالك، الحسن بن قاسم المرادي  المعروف بـ(ابن أم قاسم)، شرح وتحقيق عبد الرحمن على سليمان، دار الفكر العربي، القاهرة، (1422هـ - 2001م).
  19. التيسير في القراءات السبع، الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، (1426هـ- 2005م).
  20. الجمل في النحو، المنسوب للخليل بن أحمد الفراهيدي، دراسة تحليلية محمد إبراهيم عبادة، منشأة المعارف، الإسكندرية.
  21. جمهرة خطب وأشعار العرب في الجاهلية والاسلام، أبو زيد محمد بن الخطاب القرشي، تحقيق علي محمد البجاوي، نهضة مصر للطباعة، (1981م).
  22. الحجة للقراء السبعة، أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (1421هـ - 2001م).
  23. الخصائص، أبو الفتح عثمان بن جنّي، تحقيق محمد علي النجار، المكتبة العلمية، مطبعة دار الكتب المصرية.
  24. الدّر المصون في علوم الكتاب المكنون، أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي، تحقيق أحمد محمد الخرّاط، دار القلم، دمشق.
  25. الدراسات النحوية عند آل كاشف الغطاء، باسم خيري خضير، رسالة ماجستير، منشورات مؤسسة كاشف الغطاء العامة، ط1، (2013م).
  26.  درة الغواص في أوهام الخواص، محمد القاسم بن علي الحريري، مكتبة المثنى بغداد.
  27. الدرر اللوامع على جمع الهوامع شرح جمل الجوامع، أحمد بن الأمين الشنقيطي، تحقيق محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، (1419هـ - 1999هـ).
  28. ديوان الأعشى، ميمون بن قيس، شرحه وقدم له مهدي محمد ناصر الدين بيروت، (1403هـ - 1987م).
  29. ديوان الشريف الرضي، دار بيروت للطباعة والنشر، (1983هـ).
  30. ديوان الفرزدق، همام بن غالب بن صعصعة أبو فراس الفرزدق، تحقيق الأستاذ علي فاعور، دار الكتب العلمية، (1407هـ - 1987م).
  31. ديوان المتنبي، دار بيروت للطباعة والنشر، (1403هـ - 1983م).
  32.  ديوان جرير، شرحه وضبطه وقدم له غريد الشيخ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ط1، (1999م).
  33. ديوان زهير بن أبي سلمى، تحقيق علي فاعور، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، (1408هـ - 1988م).
  34. الزينة في الشعر الجاهلي، يحيى الجبوري، دار القلم، الكويت، (1984م).
  35.  شرح ابن عقيل، بهاء الدين عبد الله ابن عقيل العقيلي الهمداني المصري، مكتبة الهداية، أربيل العراق.
  36. شرح التسهيل، محمد بن عبد الله الطائي (ابن مالك)، تحقيق محمد عبد القادر عطا، طارق فتحي السيد، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (2001م).
  37. شرح الرضي المعروف بشرح كافية ابن الحاجب، رضي الدين الاسترابادي، تحقيق د. إميل بديع يعقوب، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت، ط1،
    (1427هـ- 2006م).
  38.  شرح قطر الندى وبل الصدى، جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصاري، تحقيق عرفان مطرجي، مؤسسة الكتب الوثائقية، بيروت، ط1.
  39.  شرح كتاب سيبويه، أبو سعيد السّيرافي، تحقيق أحمد حسن مهدلي، علي سيد علي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، (1429هـ- 2008م).
  40. شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح، محمد بن عبد الله الطائي (ابن مالك)، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، منشورات عالم الكتب، ط3، (1983م).
  41. العين (مرتباً على حروف المعجم)، الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (1424هـ- 2003م).
  42. الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة، محمد أمين بن عمر الحنفي، مخطوط، مصدر المخطوط موقع مخطوطات مكتبة الأزهر (http://www.alazharonline.org).
  43. الكتاب، أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر (سيبويه)، تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، (1408هـ- 1988م).
  44. الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، جار اللّه بن عمر الزمخشري، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض، مكتبة العبيكان، الرياض، (1418هـ- 1998م).
  45. اللامات، عبد الرحمن بن اسحاق الزجاجي، دمشق، (1389هـ).
  46. لسان العرب، ابن منظور، تحقيق عبد الله علي الكبير ومحمد أحمد حسب الله، وآخرون، دار المعارف، مصر.
  47. المجالس العسكريات، أبو علي الفارسي، دراسة وتحقيق  علي جابر المنصوري، (2002م).
  48. مجالس العلماء، أبو القاسم عبد الرحمن بن اسحاق الزجاجي، تحقيق عبد السلام محمد هارون، ط2، مطبعة الكويت الحكومية، (1984م).
  49. المجموع اللفيف، محمد بن محمد بن هبة الله العلوي، دار الغرب الاسلامي، بيروت، (1425هـ).
  50. المحتسب في تبيين وجوه شواذِ القراءات والإيضاح عنها، أبو الفتح عثمان بن جني، تحقيق علي النجدي ناصف، د. عبد الحليم النجار، د. عبد الفتاح إسماعيل، أعدَّه للطبعة الثانية وقدَّم له: محمد بشير الأدلبي، القاهرة، ط2.
  51. مختار الصحاح، محمد فخر الدين بن ضياء الدين الرازي، دار الرسالة الكويت، (1403هـ- 1983م).
  52. مراح الأرواح، أحمد بن علي بن مسعود، المطبعة المحمدية، (1302هـ).
  53. معاني القرآن، أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، تحقيق فاتن محمد خليل اللبون، منشورات دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، (2003م).
  54. معاني القرآن، أبي زكريا يحيى بن زياد الفرّاء، عالم الكتب، بيروت، ط3، (1403هـ - 1983م).
  55. معاني القرآن، علي بن حمزة الكسائي، أعاد بناءه وقدم له عيسى شحاتة عيسى، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، مصر، (1998م).
  56. معجم القراءات القرآنية مع مقدمة في القراءات وأشهر القرَّاء، أحمد مختار عمر، عبد العال سالم مكرم، دار الأسوة للطباعة والنشر، ط2، (1384هـ).
  57. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصاري، المكتبة العلمية الاسلامية، طهران، (1291هـ).
  58. موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، محمد علي التهاوني، إشراف رفيق العجم، مكتبة لبنان، ناشرون.
  59. النحو الوافي، عباس حسن، دار المعارف، مصر، ط3.
  60. النشر في القراءات العشر، محمد بن محمد الدمشقي  (ابن الجزري)، دار الكتب العلمية بيروت، لبنان.
  61. النهاية في غريب الحديث والأثر، محمد الجزري ابن الأثير، تحقيق محمود
     محمد الطناجي، مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع، قم، ايران، (1364هـ).
  62. همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، تحقيق أحمد شمس الدين، دار عالم الكتب، بيروت، لبنان،
    (1418هـ- 1998م).

 

 

محتويات الكتاب

مقدمة المؤسسة. 5

مقدمة التحقيق. 7

ترجمة المؤلف.. 9

نسبه 9

ولادته ونشأته 9

أساتذته 10

تلامذته 10

دوره الديني والعلمي. 11

إجازته في الرواية 12

آثاره العلمية 13

وفاتُهُ 15

كتاب
نهج الصواب في حل مشكلات الإعراب

التقاريظ.. 19

مقدمة المُصَنِّف.. 21

الباب الأول/ فيما يصح قراءته بوجهين أو ثلاثة أوجه  23

الفصل الأول: فيما يصح فيه ثلاثة أوْجُه 23

الفصل الثاني: فيما يَصُحُ قراءته على وجهين.. 46

الباب الثاني/ فيما أشكل إعرابه من أبيات شعرية وكلمات نثرية  53

الفصل الأول: في الكلمات النثرية 53

الفصل الثاني: فيما أُشكلَ إعرابُه من أبياتٍ شعريةٍ 69

الباب الثالث/ في الكلمات المأثورة الجارية مجرى الأَمثال   107

كتاب
 الكواكب الدرية في الأحكام النحوية

باب تعريف الكلام وأقسامه. 117

علائم الاسم. 117

علائم الفعل. 117

علامة الحرف.. 118

تقسيم الأسماء 118

تقسيم الفعل. 119

تقسيم الحروف.. 121

باب الكلام والذي يتألف منه. 123

باب الإعراب.. 125

الخوارج عن الأصل. 125

باب المرفوعات.. 127

المبتدأ والخبر. 127

العوامل الداخلة على المبتدأ والخبر. 128

الفاعل. 129

النائب عن الفاعل. 131

باب المنصوبات.. 133

المفعول به 133

المفعول المطلق. 133

المفعول من أجله 134

المفعول فيه ويطلق عليه ظرفا 135

المفعول معه 135

الحال. 136

التمييز. 137

الاستثناء 138

باب المجرورات.. 141

باب في (قَبْلُ وبَعْدُ) وأخواتهما  143

لا العاملة عمل إنّ. 143

عطف النكرة على اسم لا. 144

باب النداء. 145

المنادى المضاف إلى ياء المتكلم. 146

الاستغاثة 147

الندبة 147

الترخيم. 147

باب الاشتغال. 149

باب التنازع. 151

باب التوابع. 153

النعت.. 153

تعدد النعت.. 154

التوكيد. 154

البدل. 156

العطف.. 157

عطف النسق. 157

عطف البيان. 158

باب اسم الفعل. 159

المصدر. 159

باب المشتقات.. 161

اسم الفاعل. 161

أمثلة المبالغة 161

اسم المفعول. 161

الصفة المشبهة 161

اسم التفضيل. 162

التعجب.. 163

الفهارس الفنية. 165

فهرس الآيات.. 167

فهرس الأعلام. 171

فهرس الأشعار. 173

فهرس المصادر والمراجع. 179

محتويات الكتاب.. 185

 


([1]) ألأولى أن يقال: ودخول حرف الجر عليه، ولا يقتصر على دخول (إلى).

([2]) أي: الإخبار عنه. شرح ابن عقيل، ج1، ص13.

([3]) ما ذُكر من هذه العلامات تسمّى خواص الفعل، فهو يعرّف بأنّه: (ما دلّ على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاث، ومن خواصّه: دخول قد، والسين، وسوف، والجوازم، ولحوق تاء فعلت، وتاء التأنيث الساكنة). شرح الرضي، الاسترابادي، ج4، ص5.

([4]) تدخل نون التوكيد على الفعل المضارع والأمر، ولا تدخل على الفعل الماضي، وعند دخولها على الفعلين يُبنيان على الفتح. وفي جعلها علامة من علامات فعل الأمر لتمييزه عن اسم الفعل، فإن فيه معنى الأمر ولكنّه لا يقبل نون التوكيد، نحو: صه، مه.  

([5]) تحذف ياء المقصور، نحو: قاضي في حالتي الرفع والجر، فنقول: هذا قاضٍ، وسلمتُ على قاضٍ، إلاّ في حالة النصب فتظل الياء، وكذا في حالة الإضافة والتعريف بأل، فنقول: قاضي المحكمة، القاضي.

([6]) قد تقع بعض التقسيمات الأخرى من ضمن ما قسّمه المصنِّف، نحو: الاسم المعرب، فإن منه ما يعرب بالحركات والآخر بالحروف، وبعض التقسيمات منها: ما ينصرف وما لا ينصرف، والمقصور والممدود والمنقوص، والجامد والمشتق، وغير هذه التقسيمات التي تقع على الاسم.

([7]) سورة الهمزة، الآية 4.

([8]) سورة طه، الآية 91.

([9]) سورة عبس، الآية 23.

([10]) سورة البقرة، الآية 197.

([11]) هذا البيت أنشده الفرّاء في معاني القرآن، ج2، ص158. ولم ينسبه لقائل، لكن نسبه في المفضليات إلى عبد قيس بن خفاف.

([12]) البيت لأبي الخرق الطهوي. خزانة الأدب، عبد القادر البغدادي، ج1، ص31. الدّرر اللوامع، أحمد الشنقيطي، ج1، ص158.

([13]) ابن آجروم هو محمد بن محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي، المعروف بابن آجروم، فقيه ونحوي، له مؤلّف الآجرومية الذي اشتهر باسمه، ولد سنة (672هـ) في المغرب العربي، وتوفي سنة (723هـ). بغية الوعاة، السيوطي، ج1، ص238.

([14]) قد يتركب الكلام من: زيدٌ جاءنا، وهو تركيبٌ من اسم وجملة فعلية، أو من زيد جاء، وهو جملة فعلية؛ لأن التقدير فيه على زيدٌ جاء هو؛ لأن الفعل لا بد له من فاعل، فتكون هذه صورة سابعة للكلام.

([15]) انقسم تعريف الإعراب بين التعريف الشكلي للإعراب وهو ما مثله التعريف المذكور آنفاً والتعريف الذي يتعلق بالمعنى، بأنّه: (الإبانة عن المعاني باختلاف أواخر الكلم). شرح المفصل، ابن يعيش، ج1، ص72.

([16]) وأضاف إليه ابن الحاجب قوله: (أو الصفة الواقعة بعد حرف النفي وألف الاستفهام رافعة لظاهره). شرح الرضي، الاسترابادي، ج1، ص165. وذكر ابن عقيل في وقوع الوصف مبتدأ شروطاً على أن يكون رافعاً لفاعل ظاهرٍ نحو: أقائم الزيدان، أو رافعاً لضمير منفصل نحو: أقائمٌ أنتما، وأن يتم الكلام بمرفوعه فلا يعرب مبتدأ في أقائم أبواه زيد، فقائمٌ خبر مقدّم وأبواه فاعل وزيدٌ مبتدأ مؤخر. شرح ابن عقيل، ج1، ص89.    

([17]) قائله ذو الرمة، ديوانه، تحقيق أحمد حسن بسبج، ص102. وصدره: ألا يا اْسلَمي يا دَارَ مَيّ عَلى البِلى، والبيت من شواهد ابن الشجري في أماليه، وابن مالك في شرح شواهد التوضيح.

([18]) سورة الزخرف، الآية 19.

([19]) قال ابن مالك: وألحق الأخفش والفارسي بـ(علم) ذات المفعولين (سمع) الواقعة على اسم عين، ولا يكون ثاني مفعوليها إلا فعلا يدل على صوت، كقوله تعالى: [سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ] ويجوز حذفه إن علم كقوله تعالى: [هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ] أي: هل يسمعونكم تدعون إذ تدعون؟ شرح التسهيل، ابن مالك، ج2، ص15.

([20]) ويزيد على أفعال القلوب أفعال التحوّل، فإنّها (تتعدى أيضاً إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، وعدّها بعضهم سبعة: حيَّر، وجعَلَ، ووهبَ، وتَخِذَ، واتخَذَ، وترك، وردّ). شرح ابن عقيل، ج2، ص19. فتكون الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر قسمين: أفعال القلوب وأفعال التحوّل.  

([21]) وعرفه ابن مالك: (الاسم المسند إليه فعل، وعلى طريقة فَعَل أو شبهه، وحكمه الرفع، والمراد بالاسم: ما يشمل الصريح، نحو قام زيد، والمؤول به نحو يعجبني أن تقوم، أي قيامك). شرح ابن عقيل، ج2، ص33. والتعبير بالمسند إليه أدق؛ لأن قولك: زيدٌ قام يكون الفعل خبراً لمبتدأ مقدّر له فاعل.

([22]) وعُرِّف بأنّه: (مفعولٌ لم يُسَمَّ فاعله، كل مفعول حُذف فاعله وأقيم هو مقامه). شرح الرضي، ج1، ص159. فإذا قلت: ضرب محمدٌ زيداً، فالجملة على نائب الفاعل تكون: ضُربَ زيدٌ، فقام زيد مقام محمد.   

([23]) المفعول المطلق يكون: (للتأكيد والنوع والعدد، نحو: جلستُ جلوساً وجَلسة وجِلسة). شرح الرضي على الكافية، ج1، ص220. فقوله جلوساً فيه تأكيد للفعل جلس، وقوله جَلسة بيان لنوع الجلوس، وقوله جِلسة بيان للعدد؛ لأنه المصدر الدال على المرة الواحدة.

([24]) ويسمى المفعول له، وهو (المصدر المفهم علَّة). شرح ابن عقيل، ج2، ص83. فقولك: جئت رغبةً فيك، أي من أجل الرغبة فيك.

([25]) (والعامل في المفعول معه الفعل أو معناه بتوسط الواو التي بمعنى "مع"، وإنما وضعوا الواو موضع "مع" في بعض المواضع لكونه أخصر لفظاً، وأصل هذه الواو واو العطف الذي فيه معنى الجمع). شرح الرضي على الكافية، ج1، ص376. ومن ذلك قولك: ما لك وزيداً والمعنى: ما تصنع وزيداً.   

([26]) سورة فصلت، الآية 10.

([27]) أي: شبه النفي، وهو النهي والاستفهام، وأما مثال الاستفهام كقول الشاعر:

لِنَفْسِكَ العُذْرَ في إِبعادِها الأَمَلا
 

 

يا صَاحِ، هَلْ حمَّ عَيْشٌ باقِياً؟ فَترَى
 

 

 

([28]) عجز بيت من ارجوزة ابن مالك في النحو، وقد ذكره الماتن ههنا للتمثيل، لا للاستشهاد.

([29]) أي: الجملة الحالية.

([30]) أي: عامل الحال، قال الرضي الاسترابادي: (اعلم أن عامل الحال قد يحذف جوازاً ووجوباً، ولابد من قرينة مع الحذف جائزاً كان أو واجباً، فقرينة ما حُذف جائزاً حضور معناه، كقولك للمسافر: راشداً مهديّاً، أي: سِر مهديّاً، ومن المواضع التي يُحذف فيها قياساً على الوجوب: أن تُبيّن الحال ازدياد ثمن أو غيره شيئاً فشيئاً، مقرونة بالفاء أو ثمّ، تقول في الثمن: بعته بدرهمٍ فصاعداً). شرح الرضي على الكافية، الاسترابادي، ج2، ص39.

([31]) في المسألة خلاف، و(مذهب سيبويه - رحمه الله- انّه لا يجوز تقديم التمييز على عامله سواء كان متصرفاً أو غير متصرف، فلا تقول: نفساً طاب زيدٌ، ولا عندي درهماً عشرون). شرح ابن عقيل، ابن عقيل، ج2، ص131. ولا تقول: عرقاً تصبّبَ زيدٌ.

([32]) أراد بأخواتها (غير، وسوى، وليس، ولا يكون، وخلا، وعدا، وحاشا)، وعبّر بأخواتها لأنّ أصل الاستثناء يكون بإلاّ، وعُرّف الاستثناء بأنّه: (ما يرفع الإبهام المستقر عن ذلك مذكورة أو مقدّرة). شرح الرضي على الكافية، الاسترابادي، ج2، ص44.

([33]) الواو والتاء، تقول: والله، وتالله.

([34]) قال ابن هشام: (والحروف الجارّة عشرون حرفاً، أسقطت منها سبعة هي: خلا، وعدا، وحاشا، ولعل، ومتى، وكي، ولولا، وإنما أسقطتُ منها الثلاثة الأُوَلَ لأني ذكرتها في الاستثناء، وإنما أسقطتُ الأربعة الباقية لشذوذها؛ وذلك لأن "لعل" لا يجرّ بها إلا عُقيل). شرح قطر الندى وبلّ الصدى، ابن هشام الأنصاري، ص342.

([35]) لذا يأتي بعد "إذ" "إنّ" المكسورة؛ لأنّ المفتوحة تقدّر بمفرد فتقول: إذ إنّ.

([36]) اراد بأخواتها أي نظائرها التي تُبنى في حالة وتُعرب في الحالات الباقية، وهي: غير، وحَسْب، وأوّل، ودون، والجهات الستة: أمامك، وخلفك، وفوقك، وتحتك، ويمينك، وشمالك، وعَلُ (لها أربعة أحوال تُبنى في حالة منها، وتُعرب في بقيتها). شرح ابن  عقيل، ابن عقيل، ج3، ص34.

([37]) نحو: جئتُ مِن قبلِ زيدٍ.

([38]) ومنه قول الشاعر:

ومِنْ قبلِ نادى كلُّ مَولىً قرابةً
 

 

فما عَطفتْ مولى عليه العَوَاطِفُ
 

 

البيت لم يُعرف قائله، وذكره ابن عقيل في شواهده. شرح ابن عقيل، ج3، ص34.

([39]) وفي هذه الحالة حكمها البناء على الضم، ومنه قوله تعالى: [لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ]. سورة الروم: الآية 4.

([40]) وتسمى (لا) النافية للجنس، وتسمى (لا) التبرئة.

([41]) الوجه الأول تقول: لا حَوْلَ ولا قُوَّةٌ إِلاّ بالله.

والثاني: لا حَوْلَ ولا قُوَّةً إِلاّ بالله.

والثالث: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلاّّ بالله.

والرابع: لا حَوْلٌ ولا قُوَّةٌ إِلاّ بالله.

والوجه الخامس: لا حَوْلٌ ولا قُوَّةَ إِلاّ بالله. شرح ابن عقيل، ابن عقيل، ج2، ص5 – 14. مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ج1، ص239. ج2، ص600.

([42]) مثال المنادى المفرد المعرفة: [وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ].

ومثال المنادى النكرة المقصودة: [وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ].

([43]) مثال المنادى المضاف: [يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا].

ومثال المنادى الشبيه بالمضاف: (يا حَسَناً وَجْهُهُ).

ومثال المنادى النكرة غير المقصودة: نحو قولِ الأعمى: (يا رَجُلاً خُذْ بيَدِي).

([44]) فلا تقول: يالرجل، إلا أن تفصل بينهما بـ"أيها"، فتقول: يا أيها الرجل.

([45]) فتقول على اللغة الأولى: (يا ابْنَ أُمّيْ)، و(يا ابْنَ عَمّيْ).

وعلى اللغة الثانية: (يا ابْنَ أُمّا)، و(يا ابْنَ عَمّا).

وعلى اللغة الثالثة: (يا ابْنَ أُمِّ)، و(يا ابْنَ عَمِّ).

وعلى اللغة الرابعة: (يا ابْنَ أُمَّ)، و(يا ابْنَ عَمَّ).

([46]) أي بعد إبدال (ياء) المتكلم (تاءً) وهذا هو مذهب البصريين، وفيهما لغتان لم يذكرهما المصنف، الأولى (يا أَبَتَا) بالتاء والألف، والأخرى (يا أَبَتي)، بالتاء والياء، قال ابن هشام في شرح قطر الندى: (وهاتان اللغتان قبيحتان، والأخيرة أقبح من التي قبلها، وينبغي أن لا تجوزا إلا في ضرورة الشعر). شرح قطر الندى وبل الصدى، ابن هشام، 282.

([47]) ما يُحذف منه حرف واحد تقول في مالك: يا مالُ، وما يُحذف منه حرفان تقول في مروان: يا مرو، وفي مسكين يا مِسكُ، وما يُحذف منه كلمة تقول في معديكرب: يا مَعدُ.

([48]) تقول: زيداً ضَرَبْتُهُ، وزيداً مررتُ به، فاشتغل الفعل ضرب في "زيدا ضَرَبته" بالضمير، واشتغل الفعل "مررت" بالهاء (الضمير)، (فكنت تقول: "زيدا ضربت" فتنصب "زيدا" ويصل إليه الفعل بنفسه كما وصل إلى ضميره، وتقول: "بزيد مررت"، فيصل الفعل إلى زيد بالباء كما وصل إلى ضميره، ويكون منصوبا محلا كما كان الضمير). شرح ابن عقيل، ابن عقيل، ج2، ص58.

([49]) تقول: (ضربتُ وأكرمتُ زيداً، فكل واحدٌ من "ضربتُ" و"أكرمتُ" يطلب "زيداً" بالمفعولية). شرح ابن عقيل، ابن عقيل، ج3، ص70. فالعاملان "ضربتُ وأكرمتُ" والمعمول "زيد".

([50]) أنظر الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين، أبو البركات الأنباري، ص79، ص85، ارتشاف الضرب. أبو حيان الأندلسي، ج4، ص2141، ص2142، ص2144، ص2149.

([51]) قال السيوطي في تعريف النعت: (تابع لمتبوعه على معنى فيه أو في متعلق به). همع الهوامع، السيوطي، ج3، ص117. ويُراد بـ"التخصيص" تخصيص النكرة، كقولك: مررتُ برجلٍ كاتبٍ، ويقصد بـ"الموضح متبوعه" أي موضح المعرفة، نحو: مررتُ بزيدٍ الخياط.

([52]) على حسب، يُعبّر بدلاً عنها: بحسب.

([53]) قال الرضي في تعريف التوكيد: (تابع يُقرِّر أمر المتبوع في النسبة والشمول). شرح الرضي على الكافية، الاسترابادي، ج2، ص285.

([54]) نحو قوله تعالى: [إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا]. سورة الفجر، الآية 21.

([55]) تقول: (مررتُ بك بك، ورغبتُ فيه فيه، ولا تقول: مررت بكك). شرح ابن عقيل، ابن عقيل، ج3، ص98.

([56]) تقول: جاء زيدٌ نفسه.

([57]) قال ابن هشام في تعريف البدل: (تابع مقصود بالحكم بلا واسطة). شرح قطر الندى وبل الصدى، ابن هشام، ص423.

([58]) نحو: [مَفَازًا6 حَدَائِقَ]. سورة النبأ، من الآية 31- 32.

([59]) نحو [وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً]. سورة آل عمران، الآية 9. فـ "مَن" بدل من "الناس".

([60]) نحو: [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ]. سورة البقرة، الآية 217.

([61]) نحو: تصدقت بدرهم دينار.

([62]) نحو: مررتُ برجل حمار.

([63]) (العطف إمّا ذو بيان أو نسق، فذو بيان تابعٌ شِبْهُ الصفة، حقيقة القصد به منكشفة). حاشية الصبان، محمد بن علي الصبان، ج3، ص125.

([64]) ومنه: وَيْ، نحو قوله تعالى: [وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ]. سورة القصص، الآية 82. ومنه: حَيهل بمعنى أقبل، وفي صه ومه وحيهل وإن دلت على الأمر لكنها تفترق عن الأمر (لعدم قبولها نون التوكيد، فلا تقول حيهَن، ولا حيهلَنْ). شرح ابن عقيل، ابن عقيل، ج1، ص15.

([65]) تقول: ما أشدَّ سوادُ الليل.

 

 

 

 

 

 

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD